التلازم بين ولاية الله وولاية المعصومين وولاية الفقهاء

هناك كلمتان مختلفتان بحاجة الى دراسة لمعرفة وجه الاختلاف و وجه التقارب بينهما. ففي حين تجد ان الكلمة الاولى تقول: (كلمة لا اله الا الله حصني ومن دخل حصني امن من عذابي)، وثمة كلمة اخرى تقول: (ولاية علي بن ابي طالب حصني ومن دخل حصني امن عذابي). فما هي المفارقة بين هاتين الكلمتين؟ وماهي المقاربة بينهما؟
حينما طلب المأمون العباسي الامام الرضا عليه السلام واستقدمه من مدينة جده رسول الله ، أحاط برحلة الامام الى خراسان حفاوة بالغة، وكلما اخترقت قافلة الامام مدينة اجتمع الناس حتى يتبركوا بتلك القافلة الشريفة حتى اذا وصلت مدينة نيشابور وكانت آنئذ حاضرة اسلامية كبرى، خرج في مدينة نيشابور حسب الرواية ۱۲۰ الف عالم وبيدهم الاقلام المرصعة بالذهب والتمسوا من الامام ان يستمعوا منه مباشرة حديثاً رواه عن آبائه.

فما ان توسطت قافلة الامام ذلك الجمع العظيم من العلماء والفقهاء والمحدثين، اخرج الامام طلعته البهية من المحمل وقال لهم: (سمعت ابي موسى بن جعفر يقول عن ابيه جعفر بن محمد الصادق عن ابيه محمد بن علي الباقر عن ابيه علي بن الحسين السجاد عن ابيه الحسين بن علي السبط عن اخيه الحسن بن علي السبط عن ابيه امير المؤمنين علي بن ابي طالب عن رسول الله عن جبرائيل عن ميكائيل عن اسرافيل عن اللوح عن القلم ان الله يقول: (كلمة لا اله الا الله حصني فمن دخل حصني آمن عذابي)، ثم تحركت القافلة قليلا فضج الناس بالبكاء يريدون مرة اخرى ان يروا طلعة الامام عليه السلام، فأخرج رأسه الشريف واطل على ذلك الجمهور العظيم وقال: (بشرطها وانا من شروطها).

ماذا تعني (لا اله الا الله)؟ هذه الكلمة التي هي اثقل كلمة في الميزان يوم القيامة.

من خلال التعقيب على الحديث بـ (بشرطها وانا من شروطها)، أوضح الامام علي بن موسى العلاقة بين هاتين الكلمتين المشار اليهما آنفاً… (لا اله الا الله حصني) و (ولاية علي بن ابي طالب حصني)، ويبين ان ولاية علي بن ابي طالب هي تجسيد للولاية الكبرى وهي ولاية الله تعالى. انه حصن من ذلك الحصن، أي ان الحصن الكبير هو ولاية الله خالق الخلق اجمعين، ولكن الله بعث انبياء و واتر رسلاً وانزل كُتباً وكان آخر الانبياء وسيدهم نبينا الاكرم محمد صلى الله عليه وآله، ومن ثم الامام علي، فهذه الولاية بمنزلة الوعاء للولاية الكبرى، فمن يريد الوصول الى ولاية الله لا بد ان يصل أولاً الى ولاية علي بن ابي طالب.

في ذكرى مولده الشريف وهو يوم عظيم، دعنا نتدبر في آيات كريمة من (سورة الشورى) والتي تسمى ايضا بـ (سورة المودة) لان فيها آية كريمة جديرة بالتدبر، وفي الحقيقة يقول ربنا تعالى : في هذه الآية الكريمة مجال للتدبر والتفقه في القرآن الكريم. تقول الآية الكريمة: “قل لا اسألكم عليه اجراً الا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً”، فهناك حسنات كثيرة و ربنا لا يحدثنا عنها، لكن يتحدث عن حسنة واحدة ان توفرت عند الانسان فسوف تغطي على كل شيء في حياته، وهذا مصداق الرواية الشريفة: (حب علي حسنة لا تضر معها سيئة)، و رواية اخرى لو اجتمع الناس على حب علي لما خلق الله النار، لانهم وصلوا الى الحقيقة.

حسنة واحدة تفوق حسنات
جاء في (سورة الشورى): “أمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ * ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ” (۲۱-۲۳).

في هذه الآيات تحذير واضح من مغبة التطاول على مملكة الرب ومحاولة التشريع والتقنين من عند نفسه، فالدين الاسلامي واضح المعالم ومتكامل وهو دين الله تعالى، وهو تعالى لا يقبل من انسان التشريع كيفما اراد، بل ان النبي الاكرم لم يكن يشرع الا بأمر الله تعالى. “ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم”، بمعنى انه اذا لم يكن الله تعالى يمهل العباد في هذه الدنيا و يؤخرهم الى الاخرة لكان العذاب قد حلّ منذ زمان بعيد بالذين يشرّعون في مملكة الله بغير اذن الله وبأهوائهم. “وان الظالمين لهم عذاب اليم”، ولانهم ظالمون فسوف يكون امامهم عذاب اليم.

“ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا”، ففي ذلك اليوم يحاول الظالم الهرب مما كسبت يداه، ولكن أنّا له ذلك… ؟!! فاذا كان بوسعه الهروب من الموت في الدنيا، فانه لن يتمكن من الفرار والتخلص من عذاب الله في الآخرة، ثم يقول من جهة اخرى: “والذين امنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون من ربهم ذلك هو الفضل الكبير”، ان الفضل الكبير لهؤلاء انهم في روضات الجنات منعمون، يحصلون على ما يريدون من الله تعالى، (ولهم ما يدعون)، أي كل ما يريده الانسان في الجنة يحصل عليه، ثم يقول تعالى: “ذلك الذي يبشر الله عباده الذين امنوا وعملوا الصالحات”. هنا تأتي المعادلة الثابتة وهي ان لكل شيء ثمنه، فقرص الخبز لن نحصل عليه إلا بعد ان ندفع ثمنه، كما ان جنة الخلد التي وعد بها الله المتقين لن تكون دون ثمن، لكن الله تعالى في هذه الآية يقول: لا اريد منكم اجراً وثمناً إلا شيء واحد: “قل لا اسألكم عليه اجراً الا المودة في القربى”، وهنالك مفهوم آخر مقرون بهذه المعادلة حيث يقول تعالى: “ومن يقترف حسنة”، وكلمة الاقتراف جاءت في القرآن الكريم مقارنة للذنب، بينما هنا جاءت مقارنة للحسنة، لان هذه حسنة كبيرة وتحتاج الى عمل كبير. “ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنى ان الله غفور شكور”.

 

لماذا ولاية علي بن ابي طالب حصن الله …؟

ان ولاية علي شرط و ولاية علي بن موسى الرضا عليها السلام شرط ايضاً، و ولاية الامام الحجة بن الحسن المهدي عجل الله فرجه شرط ايضا في دخولك حصن الله، ومن غير طرق باب البيت واجتيازه هل يمكن دخوله؟ وإذن؛ فان الائمة المعصومين عليهم السلام هم ابواب رحمة الله، ونحن ندخل هذا الحصن من خلال هذا الباب، لذلك قال الامام الرضا عليه السلام: (بشرطها وانا من شروطها)، بمعنى هنالك (۱۲) شرطاً من الامام علي الى الامام الحجة المنتظر عليهم السلام، كل واحد منهم يمثل شرطاً.

والسؤال المطروح حالياً؛ اننا اتينا على مائدة الولاية وامام حصن الولاية و نريد ان نجدد البيعة مع الامام علي عليه السلام، فكيف نجدد البيعة؟ و كيف ندخل في حصنه؟ وكيف يصدق علينا قوله تعالى: “ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنى”. بالحقيقة اذا أنا وانت خرجنا من هذا المجلس وقد استوعبنا وادركنا الحقيقة، فقد خرجنا بأجر عظيم ان شاء الله.

 

كيف نكون موالين حقيقيين

ان ولاية الله تعالى مشروطة بولاية انبياء الله و ولاية انبياء الله مشروطة بولاية اولياء الله، و ولاية اولياء الله مشروطة بولاية ورثة هؤلاء الاولياء و خطهم، بمعنى؛ بعد رحلة الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله، خلفه الامام علي وبعد استشهاده خلفه الامام الحسن و… هكذا. واذا اردنا الدخول في الولاية امامنا حجة الله وهو يقول: إن اردت الدخول في ولايتي وتدخل في حصني عليك اتباع الفقهاء فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله.

إذن؛ لا مجال للتوقف بل السير قدماً نحو الحصن فان باب الائمة هم الفقهاء، و الائمة بدورهم ابواب النبي والنبي باب رحمة الله تعالى، أي باب يدخل على باب. و القضية الاساس هنا أننا نريد ولاية الله وحصنه تعالى والانتماء الى الحقيقة لنكون في أمن من عذاب الله، لذا لابد ان نتبع نهج الله تعالى وهذا واضح، ألم يقل الامام الصادق عليه السلام: (من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعا لامر مولاه فعلى العوام ان يقلدوه). وقال الامام الحجة المنتظر عجل الله فرجه فقد قال: (واما الحوادث الواقعة فارجوا فيها الى رواة احاديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله).

ان المشكلة الكبرى في الامة الاسلامية اليوم هي الجهل بالولاية، وإلا اذا كان المؤمنون على معرفة بالولاية الحقة ودخلوا في حصن الله من حيث امر الله تعالى لهانت المشاكل وانحلت القضايا بصورة سريعة.. فما هي الولاية؟

 

أولاً: الولاية محبة

من لا يوجد في قلبه محبة علي بن ابي طالب عليه السلام يجب عليه الاستغفار لله تعالى من ذنوبه التي سببت له الحجب عن محبة علي عليه ا لسلام. انها الولاية القلبية.
هناك رواية تقول اذا كان لديكم طفل تشكون في انه ابن ابيه تعرضوه على الولاية وعلى حب الامام علي عليه السلام و تقولوا له: هل تحب الامام علي …؟ فان أجاب بالايجاب يكون نسبه صحيحاً، وان قال غير ذلك فان في نسبه اشكال. يسأل الراوي الامام الصادق عليه السلام وهل للدين حب؟ الامام يجيبه: (وهل الدين الا الحب)، وانا سبق ان قلت هذا الكلام واكرر… اذا مر عليك يوم ولم تقف باتجاه القبلة وتسلم على النبي وعلى امير المؤمنين وعلى فاطمة الزهراء وعلى الحسن وعلى الحسين وعلى بقية الائمة عليهم السلام فذلك اليوم سيكون خسارة عليك، لنحاول ان نقف ونسلم على المعصومين كل يوم، طبعا نحن نؤدي التحية والسلام عليهم هم يردون علينا السلام، واذا ردوا السلام عليك، فان الملائكة ستسلم عليك، وذلك اليوم سيكون يوماً مباركاً، وإذن، لنحاول تكثيف وتعميق الحب لاهل البيت عليهم ا لسلام.

 

ثانيا : إظهار المحبة

نحن نحتاج ان نظهر هذا الحب، لان كلما يضمره القلب فانه سينعكس على ملامح الانسان، ربنا تعالى يقول فيما يتصل بالشعائر: “ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب”، بعض الناس يقول: يكفي ان يكون الحب في القلب، لكن أليس هنالك ظاهر؟ وألا يجب الاعلان عن هذا الحب؟

مرت ذكرى مولد الامام أمير المؤمنين عليه السلام، لكن أين الزينة؟ واين الاحتفالات؟ لماذا نبخل على انفسنا ببضعة نقود ننفقها على اعداد الزينة ان توزيع شيء من الحلوى لادخال البهجة والسرور على قلوب المؤمنين وتذكيرهم بهذه المناسبة السعيدة. امامنا مناسبة اخرى وعظيمة وهي المبعث النبوي الشريف في السابع والعشرين من هذا الشهر الكريم، وفي شهر شعبان المعظم هنالك مواليد عظيمة؛ مولد الامام الحسين ومولد الامام الحجة المنتظر عليهما السلام، يجدر بكل واحد منّا ان يظهر علائم الفرح والزينة على باب بيته ويوزع الحلوى على افراد اسرته وجيرانه، وهذا هو اظهار الحب والولاء الكامن في القلب، يقول الامام الصادق عليه السلام: (شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا)، فنحن بحاجة أن نفرح كما بحاجة الى ان نحزن.

 

ثالثا: تطبيق كلامهم

لنفترض اننا سمعنا ان الامام أمير المؤمنين عليه السلام خرج اليوم الى مسجد الكوفة ليلقي محاضرة هناك، ألا نذهب ونستمع له …؟ ربما يسأل البعض؛ اين الامام في الوقت الحاضر؟ ان الامام علي حينما ألقى محاضراته في مسجد الكوفة أودعها في الكتب لاسيما (نهج البلاغة)، وهو يضم خطاباً و وصايا، وقد كتب علماء الدين (مستدرك نهج البلاغة) في عشرة مجلدات. تحت اسم (نهج الفصاحة).

ان كلمات الامام علي كثيرة، ومن الجدير بنا اللجوء الى هذه الكلمات والاستبصار بها، والدعوة موجهة بالدرجة الاولى الى الحوزات العلمية والجامعات والمفكرين، فلماذا نترك نهج البلاغة وكذلك بقية كتب اهل البيت؟ والروايات الموجودة، فهل بعد كل ذلك توجد هنالك ثقافة او بصيرة غير ثقافة وبصيرة اهل البيت؟!

 

رابعا: اتباع من أمروا باتباعهم

اذا تحقق لدينا اتباع العلماء بالاسلوب وبالنهج الذي امرنا به الله تعالى، فاننا نتخلص من مشاكل كثيرة.

 

الولاية ومحاذير الديمقراطية

لقد جاؤوا لنا بديمقراطية في العراق ودعوا الناس لخوض الانتخابات ثم حملت صناديق الاقتراع عدداً من الاشخاص الى مجلس النواب ومجالس المحاقظات، ولا أحد ينكر ان ممن دخلوا هذه المجالس كان ثمة أناس طيبون وصالحون ومجاهدون صالحين، قضوا اعمارهم في سبيل الله، وبعد ثلاثين او اربعين سنة من الجهاد والعمل جلس تحت قبة البرلمان. لكن الى جانب هذا المجاهد والمخلص ربما هنالك ۱۵ شخصاً تسلقوا المناصب دون ان يعرف احد كيف حصل ذلك، فقد جاء (بريمر) بمجموعة الى مجلس الحكم، وهؤلاء استحوذوا على اموال المسلمين وبهذه الاموال شكلوا احزاباً وحركات وجمعيات و وزعوا الاموال و رشحوا نفسهم وصعدوا الى المجالس النيابية، وانا مستعد لأن أثبت ذلك لكل من يشكك اويقول بخلاف ذلك. الا من عصمه الله تعالى.

لذلك نقول: ان هذا الاسلوب والمنهج لا يناسبنا بالمرة، انما حصلت ظروف معينة فرضت نفسها على واقعنا، نعم… لنواكب الاحداث، لكن لا يجب ان ننسى تاريخنا الذي كنا نفتخر به، حيث كان الشاب والفتى وما ان يبلغ سن الرشد والبلوغ يسأل أباه عمن يقلده ويسأل عن ذلك عمه او خاله، ثم يتجه الى المرجع الذي تتوفر فيه الصلاحية ويقلده.

في السنة التي توفي فيها المرجع الكبير اية الله العظمى السيد الخوئي رحمة الله عليه، كنت في مكة المكرمة وهناك التقيت باحد العراقيين فسألته عمن يقلدون بعد السيد الخوئي، قال: قلدنا المرحوم آية الله العظمى السيد عبد الاعلى السبزواري، وكان على قيد الحياة الله يرحمه، فقلت له: وكيف عرفتموه؟ قال: بدأ الواحد يسأل الاخر، فسألنا ودققنا ثم توجهنا لتقليده. وعندما يقلد الانسان شخصاً فانه يكون بينه وبين الله تعالى مبرئ للذمة، وعندما يرى الناس في الانسان الحكيم والعاقل والزاهد في الدنيا وانه يفكر في مصالح الناس، وبهذه الطريق تتكون القناعات ويتوصل الانسان الى الخيار الافضل والاصوب.

ان تشكيل التجمعات الايمانية هي التي تفرض نفسها على السياسة وعلى الاقتصاد وتفرض نفسها ايضاً على المجتمع فيكون المجتمع الاسلامي الصحيح، وهذا لا يعني أن لا نشارك في الانتخابات وان نخلق الفوضى. انما المهم هو التمسك بحبل الله المتين الذي يقول عنه القرآن الكريم: “واعتصموا بحبل الله جميعا”. اذا تكونت هذه القناعة في مجتمعنا يكون قد خطا نحو ولاية الله و ولاية علي عليه السلام ، ربما يقول احدهم: أنا أوالي علي بن ابي طالب لكنه في الانتخابات يذهب وينتخب شخص لا يعرفه علي بن ابي طالب! وفي يوم القيامة سيأتي الامام ويسأله إن كان من مواليه واتباعه، فما الذي دفعه لان يغير موقفه وطريقه خلال الانتخابات ويتسبب في صعود جماعة اخرى ؟

ادعو شعب العراق ان يفكر جدّيا في اعادة هيكلة انفسهم ومجتمعهم ضمن هيكلة سليمة وثم يدخلوا في الانتخابات ضمن هذه الهيكلية، افترضوا انكم في ايام رسول الله صلى الله عليه وآله، فكيف كنا نفعل؟ أو في ايام الامام علي عليه السلام، اين كنا نذهب وكذلك في ايام الائمة المعصومين.

نحن بحاجة الى بلوغ مرحلة الرشد، فالشعب العراقي من الشعوب المحترمة المتميزة بالفطنة واليقظة وان شاء الله يكون عارفاً بما ينبغي ان يفعله، لقد مرت به فترات عجاف والحمد لله ولت الى غير رجعة.

ان ولاية أمير المؤمنين عليه السلام تنفعنا في الآخرة ، وعند الممات وعند تغسيلي وتكفيني… كما يقول الشاعر:

ولايتي لأمير النحل تكفيني   عند الممات وتغسيلي وتكفيني
وطينتي عجنت من يوم تكويني   بحب حيدر كيف النار تكويني

 

هذه هي الولاية التي نريدها بحيث لا تمس النار ابدان اصحابها، انها زادنا الى الآخرة. نحن في المشاكل والمصاعب نقول: (يا علي)، وعند خروج الروح تقول: (يا علي) ، وفي القبر اذا اتاك الملكان تقول لهم: (يا علي)، واذا خرجت من قبرك تقول: (يا علي)… هذه الولاية نحاول ان نصقلها في القلب ونعمقها في النفوس في كل لحظة في الدنيا والآخرة.