الرزق(2)

المبحث الخامس: أقسام الرزق

ينقسم الرزق إلى قسمين:

1 ـ رزق يتمّ الحصول عليه من دون طلب.

2 ـ رزق لا يتمّ الحصول عليه إلاّ بطلب.
من أحاديث أئمة أهل البيت(عليهم السلام) حول أقسام الرزق :

1- قال الإمام علي(عليه السلام)، في وصيّته لمحمّد بن الحنفية: “يا بني، الرزق رزقان: رزق تطلبه ورزق يطلبك …”(1).

2- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): “الرزق مقسوم على ضربين:

أحدهما واصل إلى صاحبه وإن لم يطلبه.

والآخر معلّق بطلبه.

فالذي قسّم للعبد على كلّ حال، آتيه وإن لم يسع له.

والذي قسّم له بالسعي، فينبغي له أن يطلبه من وجوهه، وهو ما أحلّه اللّه له دون غيره، فإن طلبه من جهة الحرام فوجده، حُسب عليه برزقه وحوسب عليه”(2).
القسم الأوّل: الرزق الذي يحصل عليه الإنسان من دون طلب

إنّ هذا القسم من الرزق هو الرزق الذي شاء اللّه تعالى أن يتمكّن الإنسان من الحصول عليه بلا طلب.

____________

1- الفصول المهمة، الشيخ الحرّ العاملي: ج3، أبواب نوادر الكليات، باب 108 ، ح2 (3140) .

2- المصدر السابق: ح1 (3139).
    الصفحة 390    

ويشمل هذا الرزق :

1- الهدية والهبة والميراث وغيرها من الأرزاق التي يحصل عليها الإنسان من دون طلب.

2- الفرص الموجودة في متناول يد الإنسان للحصول على الرزق، لأنّ هذه الفرص لا تحتاج إلى طلب، بل هي مهيّأة، وليس للإنسان سوى اغتنام هذه الفرص من أجل الحصول على الرزق.

توضيح ذلك :

هيّأ اللّه تعالى للإنسان الكثير من فرص الحصول على الرزق، وتنقسم هذه الفرص إلى قسمين وهما:

1- قد تكون هذه “الفرص” في متناول يد الإنسان بحيث لا يحتاج إلى طلبها والسعي من أجل تهيئتها والحصول عليها.

وهذا الرزق الموجود في هذه الفرص يسمّى برزق يطلبك.

وليس للإنسان ـ في هذه الحالة ـ إلاّ أن يغتنم هذه الفرص المهيّأةُ له من أجل الحصول على الرزق.

2- قد تكون هذه “الفرص” بعيدة عن متناول يد الإنسان، بحيث يحتاج الإنسان إلى الطلب والسعي من أجل تهيئتها والحصول عليها.

وهذا الرزق الموجود في هذه الفرص يسمّى برزق تطلبه، وينبغي للإنسان فيما لو أراد الحصول على هذا الرزق أن يسعى لتوفير فرصة الحصول عليه.

الأوصاف الواردة عن أئمة أهل البيت(عليهم السلام)

حول الرزق الذي يتمّ الحصول عليه من دون طلب

1- قال الإمام علي(عليه السلام): ” … ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك فلا تحمل همّ سنتك على هم يومك، وكفاك كلّ يوم ما هو فيه”(1).

____________

1- الفصول المهمة، الشيخ الحرّ العاملي، ج3، أبواب نوادر الكليات، باب 108 ، ح2 (3140).
    الصفحة 391    

2- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): ” …واصل إلى صاحبه وإن لم يطلبه…فالذي قسّم للعبد على كلّ حال آتيه وإن لم يسع له…”(1).

3- قال الإمام علي(عليه السلام): ” … ورزق يطلبك ولن يسبقك إلى رزقك طالب، ولن يغلبك عليه غالب ولن يبطىء عنك ما قدّر لك”(2).

4- قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): “إنّ الرزق ليطلب الرجل كما يطلبه أجله”(3).

5- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): ” … ولو أنّ أحدكم فرّ من رزقه كما يفرُّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت”(4).

إنّ عبارة “يطلب الرجل” في الحديث السابق، وعبارة “لأدركه رزقه” تبيّنان بأنّ المقصود من الرزق في هذين الحديثين هو القسم الأوّل من الرزق الذي يطلب الإنسان ويتمّ الحصول عليه من دون سعي، وليس المقصود القسم الثاني من الرزق الذي لا يتمّ الحصول عليه إلاّ بطلب.
القسم الثاني: الرزق الذي لا يحصل عليه الإنسان إلاّ بطلب

إنّ هذا القسم من الرزق هو الرزق الذي جعل اللّه تعالى الطلب والسعي سبيلاً للحصول عليه.
القاعدة العامة :

إنّ النظام الإلهي العام في هذا العالم قائم على جعل الطلب والسعي شرطاً للحصول على الرزق . ولهذا فإنّ الخطوة الأولى المطلوبة للحصول على الرزق هي الطلب والسعي.

____________

1- المصدر السابق: ح1 (3139).

2- المصدر السابق: ج1، أبواب أصول الدين، باب 52: إنّ اللّه قسّم الأرزاق…، ح7 (294).

3- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج77، كتاب الروضة، باب7، ص187.

4- المصدر السابق: ج78، كتاب الروضة، باب 23: مواعظ الصادق(عليه السلام) ح81 ، ص209.
    الصفحة 392    
تنبيه :

لا يخفى بأنّ هذا القانون يشمل الإنسان وجميع الكائنات الحيّة التي منحها اللّه تعالى القدرة على طلب الرزق.

ولا يشمل هذا القانون الكائنات الحيّة التي لم يمنحها اللّه تعالى القدرة على طلب الرزق من قبيل الأشجار والنباتات.

فالأشجار والنباتات يكون رزقها بيد اللّه تعالى، وهي ترزق حسب المشيئة الإلهية، ووفق نظام الأسباب الذي جعله اللّه تعالى في هذا الكون.
    الصفحة 393    

المبحث السادس: طلب الرزق

تنقسم الكائنات الحيّة بالنسبة إلى قدرتها وعدم قدرتها على طلب الرزق إلى(1):

1- لا يمكنها الطلب: كالنباتات، فيكون رزقها بيد اللّه تعالى من خلال نظام الأسباب.

2 ـ يمكنها الطلب، ورزقها ينقسم إلى قسمين:

1 ـ لا يتوقّف الرزق على الطلب: كالهواء، فلا معنى للطلب.

2 ـ يتوقّف الرزق على الطلب، وهذا الرزق:

1- يحصل بدون الطلب اتّفاقاً: من قبيل الهدية والهبة والميراث ونحوها، فلا معنى للطلب.

2 ـ لا يحصل بدون الطلب: وهذا هو محل البحث.
أحكام طلب الرزق :

إنّ طلب الرزق ليس له بذاته حُسن أو قُبح عقلي أو شرعي، ولكنّه يتبع في الحُسن والقُبح ما يترتب عليه.

فإن ترتب عليه عنوان حسن صار حسناً.

وإن ترتب عليه عنوان قبيح صار قبيحاً.

ومقتصى الأصل الأولي فيه: هو الإباحة عقلاً وشرعاً(2).

____________

1- انظر: صراط الحقّ ، محمّد آصف المحسني: 2/397.

2- انظر: إيضاح المراد، علي الرباني الكلبايكاني: 326.
    الصفحة 394    
أحكام طلب الرزق حسب ما يترتب عليه(1) :

1- الوجوب: وذلك إذا توقّفت حياة الإنسان على هذا الطلب، لأنّ حفظ الحياة واجب، ومقدّمة الواجب واجبة.

2- الاستحباب: وذلك إذا كان هذا الطلب مقدّمة لما هو مستحب في نفسه، من قبيل قصد التوسعة على النفس والعيال وخدمة المؤمنين ونحو ذلك.

3- الإباحة: وذلك إذا لم يكن هذا الطلب مقدّمة لحرام أو مكروه ولا مقدّمة لواجب أو مستحب.

4- الكراهة: وذلك إذا كان هذا الطلب مشتملاً على فعل مكروه أو ترك مستحب أو ما ينبغي التنزّه عنه.

5- الحرمة: وذلك إذا كان هذا الطلب مشتملاً على فعل حرام أو ترك واجب.
من الآيات القرآنية التي حثّت على طلب الرزق :

1- {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ }[الملك: 15 ]

أي: إنّ اللّه تعالى جعل لكم الأرض منقادة لتصرفاتكم بحرث وحفر وبناء، فامشوا في جوانبها أو جبالها وكلوا من رزقه(2).

2 ـ { فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللّهِ }[الجمعة: 10 ]

أي: فانتشروا في الأرض واطلبوا الرزق(3).

3- { وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ }[ النحل: 14 ]

____________

1- انظر: تجريد الاعتقاد، نصير الدين الطوسي: 208، كشف المراد، العلاّمة الحلّي: 463، إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: 288.

2- انظر: تفسير القرآن الكريم ، عبد اللّه شبر: ذيل آية 15 من سورة الملك.

3- انظر: المصدر السابق، ذيل آية 10 من سورة الجمعة.
    الصفحة 395    

4- { وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ }[ فاطر: 12 ]

أي: إنّ اللّه تعالى سخّر لكم البحر لتلتمسوا الرزق بركوب البحر للتجارة والمسير فيها طلباً للمنافع وما يستخرج منه(1).
من الأحاديث الشريفة التي حثّت على طلب الرزق وذمّت تركه :

1- قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): “طلب الحلال فريضة على كلّ مسلم ومسلمة”(2).

2- قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): “الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل اللّه”(3).

3- قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): “العبادة سبعون جزءاً أفضلها طلب الحلال”(4).

4- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): “… بكّروا في طلب الرزق واطلبوا الحلال، فإنّ اللّه عزّ وجل سيرزقكم ويعينكم عليه”(5).

5- قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): “إنّ أصنافاً من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم:…رجل يقعد في بيته ويقول: ربّ ارزقني ولا يخرج ولا يطلب الرزق.

فيقول اللّه عزّ وجل: عبدي! ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة؟…”(6).

6- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): “ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم: رجل جلس عن طلب الرزق، ثمّ يقول: اللّهم ارزقني.

يقول اللّه تعالى: ألم أجعل لك طريقاً إلى الطلب…”(7).

____________

1- انظر: التبيان، الشيخ الطوسي: ج8، تفسير سورة فاطر، آية12، ص419 ـ 420.

2- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج103، كتاب العقود والإيقاعات، باب1، ح35، ص9 .

3- المصدر السابق: ح59 ص13.

4- الكافي، الكليني: ج5، كتاب المعيشة، باب الحث على الطلب والتعرّض للرزق، ح6،ص78.

5- الكافي، الكليني، ج5، كتاب المعيشة، باب الحث على الطلب والتعرّض للرزق، ح8 ، ص79.

6- المصدر السابق: ج5، كتاب المعيشة، باب: دخول الصوفية… ، ح1، ص67.

7- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج103، كتاب العقود والإيقاعات، أبواب المكاسب، باب1، ح58، ص12 ـ 13.
    الصفحة 396    

7-  قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): ” … من الثلاثة الّذين دعوا، فلم يستجب لهم دعوة : … رجل جلس في بيته يسأل اللّه أن يرزقه، فقال: ألم أجعل لك إلى طلب الرزق سبيلاً، أن تسير في الأرض وتبتغي من فضلي، فرُدّت عليه دعوته”(1).

8- قال علي بن عبد العزيز: قال [ لي ] أبو عبداللّه(عليه السلام): “ما فعل عمر بن مسلم؟”.

قلت: جعلت فداك، أقبل على العبادة وترك التجارة.

فقال: “ويحه أما علم أنّ تارك الطلب لا يستجاب له دعوة. إنّ قوماً من أصحاب رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) لما نزلت {وَمَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}أغلقوا الأبواب، وأقبلوا على العبادة، وقالوا: قد كُفينا.

فبلغ ذلك رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) فأرسل إليهم، فقال: ما حملكم على ما صنعتم؟!

قالوا: يارسول اللّه، تكّفل اللّه عزّ وجل بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة!

فقال: إنّه من فعل ذلك لم يستجب اللّه له، عليكم بالطلب.

ثمّ قال إنّي لأبغض الرجل فاغراً فاه إلى ربّه، يقول: ارزقني، ويترك الطلب”(2).

9-  قال عمر بن يزيد: قلت لأبي عبداللّه(عليه السلام): رجل قال: لأقعدن في بيتي ولأصلين ولأصومن ولأعبدن ربي، فأمّا رزقي فسيأتيني!

فقال أبو عبداللّه(عليه السلام): “هذا أحد الثلاثة الّذين لا يستجاب لهم”(3).

10- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): “أرأيت لو أنّ رجلاً دخل بيته وأغلق بابه، أكان يسقط عليه شيء من السماء؟!”(4).

11- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): “أرأيت لو أنّ رجلاً دخل بيتاً وطين عليه

____________

1- الأمالي، الشيخ الطوسي: المجلس السابع والثلاثون، ح1445/24، ص680.

2- من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: ج3، أبواب القضايا والأحكام، باب 61: باب التجارة وآدابها وفضلها وفقهها، ح5 [510]، ص119 ـ 120.

3- الكافي، الكليني: ج5، كتاب المعيشة، باب: الحثّ على الطلب والتعرّض للرزق، ح1 ، ص77 .

4- المصدر السابق: ح2 ، ص78 .
    الصفحة 397    

بابه، وقال: رزقي ينزل عليّ، كان يكون هذا؟ أما أنّه أحد الثلاثة الّذين لا يستجاب لهم دعوة”(1).

12- عن أيوب أخي أُديم بيّاع الهروي قال: كنّا جلوساً عند أبي عبداللّه(عليه السلام) إذ أقبل العلاء بن كامل، فجلس قدَّام أبي عبداللّه(عليه السلام) فقال: أُدع اللّه أن يرزقني في دعة.

فقال [ له الإمام الصادق(عليه السلام)]: “لا أدعو لك! أُطلب كما أمرك اللّه عزّ وجلّ”(2).

13- الإمام محمّد بن علي الباقر(عليه السلام): “من طلب الرزق في الدنيا استعفافاً عن الناس وتوسيعاً على أهله وتعطّفاً على جاره لقَ اللّه عز وجل يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر”(3).

14- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): “إن ظننت أو بلغك أنّ هذا الأمر كائن في غد(4) ، فلا تدعنّ طلب الرزق، وإن استطعت أن لا تكون كلاًّ(5) فأفعل(6).
من آداب طلب الرزق: “الإجمال في الطلب“

ينبغي للشخص الذي يطلب الرزق أن يكون طلبه منزّهاً عما لا يليق، وأن لا يكون كدّه كدّاً فاحشاً(7).

وقد ورد هذا المعنى تحت عنوان: “الإجمال في الطلب” في بعض الأحاديث الشريفة منها:

1- قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): “… اتقوا اللّه واجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء شيء

____________

1- وسائل الشيعة، الشيخ الحرّ العاملي ج17، كتاب التجارة، باب 5، ح9، ص28.

2- الكافي، الكليني: ج5، كتاب المعيشة، باب: الحثّ على الطلب والتعرّض للرزق، ح3 ، ص78 .

3- المصدر السابق: ح5 ، ص 78 .

4- أي: أمر القائم(عليه السلام) أو الموت.

5- الكل: الذي لا يقوم بأمور حياته بل يُلقيها على غيره.

انظر لسان العرب: مادة (كلل).

6- الكافي، الكليني، ج5، كتاب المعيشة، باب الحث على الطلب والتعرّض للرزق، ج9 ، ص79 .

7- انظر: بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج70، كتاب الإيمان والكفر، باب 47 ، ذيل ح3 ، ص96 .
    الصفحة 398    

من الرزق أن تطلبوه بشيء من معصية اللّه…”(1).

2-  قال الإمام الحسن بن علي(عليهما السلام) لرجل: “يا هذا، لا تجاهد الطلب جهاد المغالب، ولا تتكل على القدر اتّكال المستسلم، فإنّ ابتغاء الفضل من السنة، والإجمال في الطلب من العفة…”(2).

3- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): “ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيّع، ودون طلب الحريص الراضي بدنياه المطمئن إليها، ولكن انزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف المعفف، ترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف وتكتسب ما لابدّ منه…”(3).
تنبيه :

إنّ “الإجمال في طلب الرزق” يعني التنزّه عن الأُمور القبيحة عند طلب الرزق.

ويقال: الإجمال في الطلب، أي: الاعتدال وعدم الإفراط فيه(4).

ولا يعني “الإجمال في الطلب” التهاون والتكاسل والفتور في طلب الرزق، لأنّ التهاون والتكاسل والفتور أُمور مذمومة في طلب الرزق.

ولهذا قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): “إذا طلبت الرزق فاطلبه بقوّة”(5).

____________

1- الكافي، الكليني: ج5، كتاب المعيشة، باب الإجمال في الطلب، ح1، ص80 .

2- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج103، كتاب العقود والإيقاعات.

3 -الكافي، الكليني: ج5، كتاب المعيشة، باب الإجمال في الطلب، ح8 ، ص81 .

4- انظر: لسان العرب، ابن منظور: مادة (جمل).

5- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج83، كتاب الصلاة، باب 41: باب النهي عن التكفير ح5، ص327.