لا إسلام بدون أهل البيت

نأتي الآن إلى دعوة الإسلام إلى التمسك بأهل البيت؛ وقبل أن نقارب سرَّ هذه الدعوة وهدفَها، نُبيِّن بعض النصوص التي أكّدت على وجوب التمسك بأهل البيت والولاء لهم:

_ في صحيح مسلم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: «أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: «وأهل بيتي.. أُذَكِّرُكم اللهَ في أهلِ بيتي.. أذكركم الله في أهل بيتي.. أذكركم الله في أهل بيتي»1
_ في سنن التِّرمِذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرّقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما»2
_ في سنن النسائي عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن، ثم قال: «كأني قد دُعيتُ فأجبْت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» ثم قال: «إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن» ثم أخذ بيد علي فقال: «من كنت وليه فهذا وليه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» فقلت لزيد: سمعْتَهُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما كان في الدوحات رجل إلا رآه بعينه وسمع بأذنه.3
_ أخرج الحاكم وصححه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت أتاها ما يوعَدون. وأنا أمان لأصحابي ما كنت، فإذا ذهبتُ أتاهم ما يوعدون. وأهل بيتي أمان لأمتي، فإذا ذهب أهل بيتي أتاهم ما يوعدون»4وفي رواية أخرى صححها الحاكم: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق و أهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفَتْها قبيلةٌ من العرب اختلفوا فصاروا حزبَ إبليس»5
النصوص مستفيضة في هذا المجال، ومساحة البحث هنا لا تتحملها، ولكن نبدأ بصحيح مسلم: ما معنى تسمية الكتاب والعترة بالثَقَلَيْن؟ قال برهان الدين البقاعي عند تفسيره لقوله تعالى﴿ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ ﴾ 6: "والثَقَل هو ما يكون به قُوام صاحبه، فكأنّهما سُمِّيا بذلك تمثيلاً لهما بذلك إشارة إلى أنهما المقصودان بالذات من الخلائق، وقال الرازي في اللوامع: وصفاً بذلك يعظم ذلك شأنهما، كأن ما عداهما لا وزن له بالإضافة إليهما"7. ثَقَلا الأمة إذاً هما القرآن وأهل البيت، وأيُّ خلل في التمسك بأحدهما يُفقد الأمة توازنها، ويجعلها خفيفةً بلا وزن، تارة يعبث بها معاويةُ وأشياعه، وتارة المتوكلُ وأضرابه، يستطيع أي طاغية أو مستعمر أن يستخفها، ويجعلها تؤمن بالشيء ونقيضه. ولذلك فإن عبارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم «أذكركم الله في أهل بيتي» أو عبارته «فانظروا كيف تخلفوني فيهما» لا يتوجه معناها إلى محبة أهل بيته والإحسانِ إليهم، وإن كان المعنى يتضمنُّه، ولكنَّ المقام مقام تَمسُّكٍ بحبل العصمة عن الضلال، فالأحاديثُ تأمر بالتمسكِ بأهل البيت كما التمسُّك بالقرآن، وذلك لا يتحقق إلا بالانصياع إلى مرجعيتهم كما مرجعية القرآن. فمن خالفهم صار من «حزب إبليس».
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما يدعونا إلى حب أهل بيته والولاء لهم، لا يفعل ذلك لأنه يحبُّ أهل بيته ويحرص عليهم، فهو كان يعرف أنهم سيلقَوْن من بعده قتلاً وتشريداً: أخرج الحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلاً وتشريداً، وإنّ أشدَّ قومِنا لنا بُغضاً بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم»8وقد أخبر بوضوح عن استشهاد الحسين (علیه السلام) (كما سيأتي) بل وبكى عليه قبل موته! وما دام النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعرف أنهم مقتولون ومشردون فلا تكون وصيتُه بالتمسك بهم من أجلهم، بل أجل الأمة، من أجل أن يتمّ حُجته على الناس لِيُبيِّنَ لهم أن سبيل أهل بيته هو سبيل الهدى، وهو سفينة نوح، وأن سبيل أخصامهم هو طوفان الهلاك، ومعسكرَهم هو معسكرُ الدجال «مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان كان كمن قاتل مع الدجال».
لذلك كان حبُّ عليٍّ إيماناً وبغضه نفاقاً، كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يَعلم أن معركة الإسلام القادمة معركة بين إسلامِ محمدٍ وعليٍّ وفاطمةَ والحسنِ والحسينِ، وبين إسلامِ أبي سفيان ومعاويةَ والمغيرةِ وعمرٍو، ولذلك أعلن بوضوح في وجه كل من جاؤوا بعده ليقولوا:﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ 9أو ليقولوا: "تِلْكَ دِمَاءٌ طَهَّرَ اللَّهُ مِنْهَا يَدَيَّ، فَلَا أُحِبُّ أَنْ أُخَضِّبَ بِهَا لِسَانِي"10، أعلن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وجوههم أنه جزء من هذه المعركة، مشاركٌ فيها غيرُ منزِّهٍ يدَهُ ولسانَهُ عن جهاد أهل التحريف والرجس: في صحيح الحاكم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلى عليّ فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ، أَنْتَ سَيِّدٌ فِي الدُّنْيَا، سَيِّدٌ فِي الْآخِرَةِ، حَبِيبُكَ حَبِيبِي، وَحَبِيبِي حَبِيبُ اللَّهِ، وَعَدُوُّكَ عَدُوِّي، وَعَدُوّي عَدُوُّ اللَّهِ، وَالْوَيْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ بَعْدِي»11وعن أبي هريرة قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: «أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم»12.
ترى لماذا يقول لهم رسول الله ذلك ولم يكن بينهم وبين أَحدٍ حرب؟ هل يلقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلامه على عواهنه؟ حاشاه. روى الطبراني عن عمرو بن الحمق رضي الله عنه قال: " ثم هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا عنده ذات يوم فقال لي: «يا عمرو هل لك أن أُرِيَكَ آية الجنة يأكل الطعام ويشرب الشراب ويمشي في الأسواق؟». قلت: بلى بأبي أنت. قال: «هذا وقومه». وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال لي: «يا عمرو هل لك أن أريك آية النار يأكل الطعام ويشرب الشراب ويمشي في الأسواق؟» قلت: بلى بأبي أنت. قال: «هذا وقومه آية النار» وأشار إلى رجل13. فلما وقعت الفتنة ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ففررت من آية النار إلى آية الجنة، وترى بني أمية قاتليَّ بعد هذا؟" قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "والله إن كنت في جحر في جوف جحر لاستخرجني بنو أمية حتى يقتلوني. حدثني به حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رأسي أول رأس يحتز في الإسلام وينقل من بلد إلى بلد14.
إذاً كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحذر أصحابه، ويبيِّن لهم آيةَ النار وآية الجنة، ويقول لهم بوضوح: «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه»15وقال الحسن البصري راوي الحديث: "فَتَرَكُوا أَمْرَهُ فَلَمْ يُفْلِحُوا ولم ينجحوا"16وكذلك قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: "فلم نفعل ولم نفلح"17. وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنه قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت رجلين يغَنِّيان (...) فسأل عنهما فقيل: معاوية وعمرو بن العاص. فقال: «اللهم اركسهما في الفتنة ركساً ودُعَّهُما إلى النار دَعّاً»18. ولكن أحمد بن حنبل في مسنده أخفى اسميهما: قال: "انْظُرُوا مَنْ هُمَا؟" قَالَ: فَقَالُوا: فُلَانٌ وَفُلَانٌ19. كما روى البلاذري بإسناده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَجُلٌ يَمُوت عَلَى غَيْرِ مِلَّتِي» قَالَ: وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَبِي قَدْ وُضِعَ لَهُ وَضُوءٌ، فَكُنْتُ كَحَابِسِ الْبَوْلِ مَخَافَةَ أَنْ يَجِيءَ، قَالَ: فَطَلَعَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: هُوَ هَذَا20. ولكننا نجد الطبراني لا يصرح في روايته باسم معاوية، بل يقول عبد الله: فطلع غيره21. إذاً حذّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأوضح معسكر الرجس والنفاق، ولكن الصحابة لم يجرؤوا جميعاً على الكلام، عن عتيِّ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: مَا لَكُمْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَأْتِيكُمْ مِنَ الْبُعْدِ نَرْجُو عِنْدَكُمُ الْخَبَرَ أَنْ تُعَلِّمُونَا فَإِذَا أَتَيْنَاكُمُ اسْتَخْفَفْتُمْ أَمْرَنَا كَأَنَّا نَهُونُ عَلَيْكُمْ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ عِشْتُ إِلَى هَذِهِ الْجُمُعَةِ لأَقُولَنَّ فِيهَا قَوْلاً لا أُبَالِي اسْتَحْيَيْتُمُونِي عَلَيْهِ أَوْ قَتَلْتُمُونِي. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ مِنْ بَيْنِ الأَيَّامِ أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَإِذَا أَهْلُهَا يَمُوجُونَ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ فِي سِكَكِهِمْ. فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ هَؤُلاءِ النَّاسِ؟ قَالَ بَعْضُهُمْ: أَمَا أَنْتَ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَلَدِ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ. قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فِي السِّتْرِ أَشَدَّ مِمَّا سَتَرَ هَذَا الرَّجُل22.
ترى هل علم أُبَيّ أنّه مقتولٌ حتى قال: "لئن عشتُ إلى هذه الجمعة"؟ وما الذي كان يريد قوله أُبَيّ رضي الله عنه والذي سكت عنه قبلاً خوفاً من القتل؟ لا شك أنها حقائق تكشف شيئاً من تزييف السلطات، ولعله رضي الله عنه أشار إلى ذلك من قبل: عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا فِى الْمَسْجِدِ فِي الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ فَجَبَذَنِي رَجُلٌ مِنْ خَلْفِى جَبْذَةً فَنَحَّانِي وَقَامَ مَقَامِي، فَوَاللَّهِ مَا عَقَلْتُ صَلاَتِي. فَلَمَّا انْصَرَفَ فَإِذَا هُوَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَقَالَ: يَا فَتَى لاَ يَسُؤْكَ اللَّهُ، إِنَّ هَذَا عَهْدٌ مِنَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْنَا أَنْ نَلِيَهُ. ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَقَالَ: هَلَكَ أَهْلُ الْعُقَدِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ثَلاَثاً. ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا عَلَيْهِمْ آسَى، وَلَكِنْ آسَى عَلَى مَنْ أَضَلُّوا. قُلْتُ: يَا أَبَا يَعْقُوبَ مَا يَعْنِي بِأَهْلِ الْعُقَدِ؟ قَالَ: الأُمَرَاءُ23.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وِعَاءَيْنِ: فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ"24. قال ابن حجر العسقلاني في شرح الحديث: "حمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم، وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ولا يصرح به خوفاً على نفسه منهم كقوله: أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية"25. ولعل ابن حجر لم يدرك أن المسألة ليست مجرد توزيع شهادات على سلوك الأمراء، فهذا لا يستدعي معجزةَ الإخبارِ بالغيب، وكل مجتمع لا بد أن يوجد فيه مسؤولون أو إداريون فاسدون، ولكنْ أنْ ينبِّئَ اللهُ رسولَه بغيبٍ يتعلق بقادة وأمراء، فهذا يعني أن هؤلاء هم رؤوس الحرب على الإسلام، وهم سيكونون العناصر الأكثر تأثيراً ونشاطاً وفاعلية في تحريف الدين وحرف مساره. ولا يُعذَر أحد في كتم معارف خطيرة بهذا المستوى.
ولم يقتصر تبيين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على تبيين مرجعية عليّ(علیه السلام)  وأهل البيت السياسية والاجتماعية، بل أكد مرجعيتهم الدينية والعلمية، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا مدينة العلم وعلي بابُها، فمن أراد العلم فليأته من بابه»26«رحم الله علياً اللهم أدر الحق معه حيث دار»27. وقد تنبّه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ونبّه إلى وجود تيّار معادٍ لأهل البيت. وكان في هذا التيار من يعادي أهل البيت ضمن استراتيجية واضحة عنده، يعرف أن هؤلاء هم جهاز المناعة للإسلام المحمدي الذي يراه يُقَوِّض مصالحه ومصالح أسرته، ومنهم من يعاديهم لمجرد الغيرة أو تأثراً بقادة الرجس والنفاق. عَن مساور بن السَّائِب أَن ابْن الزبير خطب أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَا يُصَلِّي على النَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم. وَقَالَ: مَا يَمْنعنِي أَن أُصَلِّي إِلَّا شمخ رجال بآنافها. وَدخل عبد الله بن عَبَّاس على ابْن الزبير، فَقَالَ لَهُ ابْن الزبير: أَنْت الَّذِي تؤنبني وتبخلني؟ قَالَ ابْن عَبَّاس: نعم. سَمِعت رَسُول الله يَقُول: «لَيْسَ الْمُسلم الَّذِي يشبعُ ويَجُوعُ جَاره» قَالَ ابْن الزبير: إِنِّي أكتُمُ بغضَكم أهلَ هَذَا الْبَيْت مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة28. وفي سنن ابن ماجه قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ما بال أقوام إذا جلس إليهم أحدٌ من أهل بيتي قطعوا حديثهم؟ والذي نفسي بيده لا يدخل قلبَ امرئٍ الإيمانُ حتى يحبَّهم لله ولقرابتي»29. وفي مجمع الزوائد أن أم هانئ بنت أبي طالب خرجت متبرِّجة قد بدا قرطاها، فقال لها عمر بن الخطاب: "اعملي فإن محمداً لا يغني عنك شيئاً". فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته به، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما بال أقوام يزعمون أن شفاعتي لا تنال أهل بيتي وإن شفاعتي تنال حاء وحكم» (قبيلتان)30.
وتبقى المواقف الأموية هي المواقف الأكثر خطورة، خاصة وأن فلتات اللسان تكشف الإنسان، وأكثر ما تظهر جليّة في نشوة الانتصار: يروي ابن عساكر عن أنس أنّ أبا سفيان بن حرب دخل على عثمان بعدما عمي فقال: "ها هنا أحد؟" قالوا: لا. قال: "اللهم اجعل الأمرَ أمرَ جاهلية، والملك ملك غاصبية، واجعل أوتاد الأرض لبني أمية"31. وفي موقف أكثر وضوحاً نجده (أبو سفيان) يقول لعثمان: "قد صارت إليك بعد تيم وعدي فأدرها كالكرة، واجعل أوتادها بني أمية، فإنما هو الملك، ولا أدري ما جنة ولا نار". فصاح به عثمان: قم عني فعل الله بك32.

ومثله حفيده يزيد، لا يبدو أنه كان مؤمناً بالحياة بعد الموت، نجده يقول لرفاقه يحضهم على شرب الخمر:
أقول لصحبٍ ضَمَّتِ الكاسُ شملَهمْ *** وداعي صباباتِ الهوى يترنَّمُ
خذوا بنصيبٍ من نعيمٍ ولذّة *** فكلٌّ وإن طال المدى يتصرّمُ
ولا تتركوا يومَ السرور إلى غدٍ *** فرُبَّ غدٍ يأتي بما ليس يُعلَمُ
ألا إنَّ أهنا العيش ما سمحَتْ به *** صروفُ الليالي والحوادثُ نُوَّمُ
لقد كادت الدنيا تقول لأهلها *** خذوا لذةً، لو أنها تتكلمُ33
هذه الأبيات تكشف جوانب مهمة في شخصية يزيد: يبني علاقاته مع أصحابه على أساس كأس الخمر، ولأن العمر في نظره يذهب إلى غير رجعة، فعلى الإنسان أن يقتنص ما يستطيع من الملذات، وأما الآخرة فليس هناك شيء مؤكد بنظره "فرب غد يأتي بما ليس يعلم".
ومما نقل عنه مما يدل على إلحاده واستهتاره:
ليت أشياخي ببدر شهدوا *** جزع الخزرج من وقع الأسلْ
لعبت هاشم بالملك بلا *** مَلَكٍ جاء ولا وحيٍ نزلْ34
وفي تاريخ ابن الوردي وكتاب الوافي بالوفيات أن السبي لما ورد من العراق على يزيد خرج فلقي الأطفال والنساء من ذرية علي والحسين رضي الله عنهما والرؤوس على أطراف الرماح وقد أشرفوا على ثنية جيرون فلما رآهم نعب غراب فأنشأ يقول:
لما بَدَتْ تلك الحمولُ وأشرفتْ *** تلك الرؤوسُ على شفا جيرونِ
نعب الغرابُ فقلتُ قل أو لا تقل *** فقد اقتضيْتُ من الرسول ديوني35
إذاً هناك ديون ماضية مع الرسول، وهناك صراع متأصل بين إسلام محمد وإسلام بني أمية.
الصراع إذاً صراع كفر وإيمان، وهو أخطر من حرب الإسلام مع الوثنية، لأن الكفر هنا يحارب داخل دائرة الإسلام، ولذلك نبّه القرآن إلى أنّ عداوة المنافقين هي العداوة الحقيقية﴿ ... الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ ... ﴾ 36هم العدوّ فاحذرهم37 لأن عداوة الوثنية سقطت بهزيمتها في الجزيرة العربية، أما عداوة النفاق فلا تزال إلى اليوم فاعلة جداً، ولها تأثير كبير في تاريخ الأمة وحاضرها وعقائدها وفقهها وثقافتها. ولعلّ إمام الحديث الحاكم صاحب المستدرك على الصحيحين قد أدرك أن صراع بني أمية هو مع الإسلام قبل أن يكون مع الأسرة الهاشمية. يقول في شعره عن مقتل الحسين (علیه السلام):
جَاءُوا بِرَأْسِكَ يَابْنَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ *** مُتَزَمِّلًا بِدِمَائِهِ تَزْمِيلَا
وَكَأَنَّمَا بِكَ يَابْنَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ *** قَتَلُوا جَهَارًا عَامِدِينَ رَسُولَا
قَتَلُوكَ عَطْشَانًا وَلَمْ يَتَرَقَّبُوا *** فِي قَتْلِكَ التَّنْزِيلَ وَالتَّأْوِيلَا
وَيُكَبِّرُونَ بِأَنْ قُتِلْتَ وَإِنَّمَا *** قَتَلُوا بِكَ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَا38تكشف هذه الأبيات عن وعي الإمام الحاكم أنّ قتل الإمام الحسين (علیه السلام) هو قتل لرسولٍ، لأنهم يريدون به قتل الرسالة. ويكشف جانباً خطيراً من جوانب الدين الأموي، وهو أنه باسم التكبير والتهليل يقتل التكبير والتهليل.
ولذلك لم يكن لعن عليّ (علیه السلام) على المنابر مجردَ تشفٍّ وانتقام من عدوّ منافس على إمارة أو رئاسة، وإلا لكان تَوقَّفَ بموت علي (علیه السلام). ولكن استمرار لعنه بعد موته، وتقتيل ذريته ومحاصرتهم وتشريدهم، يؤكد أنّ الهدف من ذلك إسقاطُ المرجعية الحقّة للإسلام المحمدي، ليسهل بعد ذلك على بني أمية أن يُفَصِّلوا للناس ديناً على مقاس مصالحهم (مصالح بني أمية لا مصالح الناس)، ولذلك أيضاً زَخرت السنةُ بالنصوص التي تؤكد مرجعيةَ أهل البيت، وعداوةَ بني أمية ومن في مدرستهم من المنافقين لأهل البيت ولإسلام محمد.

_____________

    1. صحيح مسلم (م.س.) حديث رقم 2408. وأخرجه أيضاً أحمد والنسائي والترمذي والطبراني وعبد بن حميد والبارودي وابن أبي شيبة وابن سعد وابن الأنباري وسعيد بن منصور والخطيب وأبو يعلى والحاكم والحكيم الترمذي، عن عدد من الصحابة منهم جابر وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت وأبو سعيد الخدري وحذيفة بن أسيد...
    2. سنن الترمذي (م.س. حاشية 11) حديث رقم 3876.
    3. السنن الكبرى_ الامام النسائي_ دار الكتب العلمية بيروت_ تحقيق د.عبد الغفار سليمان البنداري وسيد كسروي حسن_ ط1 حديث رقم 8148. وأخرجه الترمذي بلفظ قريب وقد حاول الألباني تضعيفه في تخريجه أحاديث مشكاة المصابيح (مشكاة المصابيح_ التبريزي_ تحقيق محمد ناصر الدين الألباني_ المكتب الإسلامي بيروت ط3 حديث رقم 6153) ثم تراجع عن ذلك في السلسلة الصحيحة (السلسلة الصحيحة_ محمد ناصر الدين الألباني_ مكتبة المعارف الرياض حديث رقم 1761).
    4. المستدرك (م.س.) حديث رقم 3676.
    5. المستدرك (م.س.) حديث رقم 4715.
    6. القران الكريم: سورة الرحمن (55)، الآية: 31، الصفحة: 532.
    7. نظم الدرر في تناسب الآيات والسور_ إبراهيم بن عمر البقاعي (المتوفى 885هـ)_ دار الكتاب الإسلامي القاهرة_ ج19 ص169.
    8. المستدرك (م.س.) حديث رقم 8500. وأخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن وقال: صحيح الإسناد.
    9. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 134، الصفحة: 20.
    10. منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية_ ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى 728هـ)_ جامعة محمد بن سعود ط1(1986م) ج6 ص254.
    11. المستدرك (م.س.) حديث رقم 4640. قال الحاكم في المستدرك: صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ. ولكنّ الذهبي في تعليقه قال: هذا وإن كان رواته ثقات، فهو منكر ليس ببعيد من الوضع، وإلا لأي شيء حدَّث به عبد الرزاق سراً، ولم يجسر أن يتفوَّه به لأحمد، وابن معين، والخلق الذين رحلوا إليه؟ [مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم_ ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (المتوفى 804هـ)_ دَارُ العَاصِمَة الرياض ط1 (1411هـ) ج3 ص1414]
    قلت: عجيب أمر الذهبي كيف يعترف بوَثاقة الررواة ثم ينسب الحديث إلى الوضع. أما حجته الواهية أنه لم يرد عند ابن حنبل وغيره فهذا يكثر في الأحاديث، وما المانع أن يكون عبد الرزاق قد حدَّثَ به ابنَ حنبل ولم ينقله ابنُ حنبل؟ خاصّة وأنّ الحديث يُستَدَلُّ به على معاداة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لمعاوية. وابن حنبل وكثير من المحدثين عندما يتعلق الأمر بمعاوية تضطرب عندهم الأمانة العلمية، ويكتمون أو يلجؤون إلى "التفلين" أي التكنية بكلمة "فلان" تهرباً من ذكر اسمه. والذهبي المعروف بميله الأموي نجده يحاول تكذيب حديث توفرت فيه شروط الصحة التي التزمها البخاري، وشروط الصحة التي التزمها مسلم، لا لشيء إلا لأنه يبيّن منزلة عليّ في الإسلام. ولذلك نجده أيضاً في موضع آخر عندما يروي الإمام الحاكم ويصحح حديث: «علي إمام البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله» نجد الذهبي يغتاظ من الحاكم، ويدفعه غيظه –إن لم نقل غلُّه- إلى مجاوزة الأدب ليقول للحاكم: "فما أجهلك على سعة معرفتك" [مختصرُ استدرَاك الحافِظ الذّهبي على مُستدرَك أبي عبد اللهِ الحَاكم_ ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (المتوفى 804هـ)_ دَارُ العَاصِمَة الرياض ط1 (1411هـ) ج3 ص1426] وعبارته متهافتة واضح أنها تعبر عن غيظ لا عن نقد علمي، فقوله "ما أجهلك يدل على الجهل الكبير عند الإمام الحاكم، وقوله "سعة معرفتك" يدل على عكس ذلك(!).
    12. المستدرك (م.س.) حديث رقم 4713. قال الحاكم: هذا حديث حسن من حديث أبي عبد الله أحمد بن حنبل عن تليد بن سليمان فإني لم أجد له رواية غيرها، وله شاهد عن زيد بن أرقم.
    قلت وشاهده عن زيدِ بن أَرْقَمَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قالَ لعليٍّ وفاطِمَةَ والحَسَنِ والحُسَينِ: «أنا حَرْبٌ لِمَن حاربَهم، وَسِلْمٌ لِمَن سَالمَهم» [المفاتيح في شرح المصابيح_ المُظْهِري الحنفي (المتوفى 727 هـ)_ دار النوادر، وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية ط1(2012م) حديث رقم 4817].
    13. "وأشار إلى رجل": من هو هذا الرجل، ولماذا أخفَوا اسمه؟ لا بد أن عمرَو بنَ الحمق أعلن اسمه، فليس عنده ما يخاف منه، ولكن المشكلة في المحدثين والرواة. والراجح أن الرجل معاوية (أو عثمان)، ولذلك سيقتله بنو أمية لو كان في جحر داخل جحر. وعمرو الفار من آية النار إلى آية الجنة قد لجأ إلى معسكر علي u متبرّئاً من معسكر معاوية. وبالفعل فقد قتله زياد واحتز رأسه وأرسله إلى معاوية، فكان أول رأس في الإسلام يرسل من بلد إلى بلد. انظر: كتاب الأوائل_ أبو عروبة الحسين بن محمد السُّلَمي الجَزَري الحرَّاني (المتوفى 318هـ)_ دار ابن حزم بيروت ط1(2003م) حديث رقم 157.
    14. المعجم الأوسط للطبراني_ دار الحرمين القاهرة (1415هـ)_ حديث رقم 4081.
    15. ضعفه أكثر الحفاظ، ولكن الحافظ أبو الفيض أحمد الغماري أثبت أنه حديث صحيح موافق لشرط البخاري انظر الجواب المفيد_ الحافظ أحمد بن محمد بن الصديق الغماري_ منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية ط1 2002م ص57.
    قلت: إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد رفض أن يقتلوا من وصفوه برأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول، فلماذا يأمرهم بقتل معاوية؟ ألا يدل ذلك أن نفاق ابن سلول لا يشكل خطراً استراتيجياً على الإسلام خلافاً لخطر معاوية؟ ولا يقال هنا: فلماذا لم يقتله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ لأن معاوية أسلم عام الفتح، ولم يرتكب في هذه المدة القصيرة ما يستوجب القتل، وخطره يبدأ ويشتدّ عندما يصل إلى موقع السلطة، وهو لا يصل إليه إلا بارتكابه ما يستوجب قتله وأكثر، وهذا ما حصل. ولهذا أدرك الحسن البصري وأبو سعيد الخدري وغيرهما أن الأمة انتكست وما أفلحت يوم تركت معاوية حياً..
    16. أنساب الأشراف (م.س.) حديث رقم 369.
    17. وقعة صفين_ نصر بن مزاحم المنقري (توفي 212ه)_ تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون ط2 (1382ه) ملتزم الطبع والنشر المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر والتوزيع_ ص216.
    18. المعجم الكبير_ الطبراني_ مكتبة العلوم والحكم الموصل ط2 (1983م) تحقيق حمدي بن عبدالمجيد السلفي _ حديث رقم 10970.
    19. مسند أحمد (م.س.) حديث رقم 19780.
    20. أنساب الأشراف (م.س.) حديث رقم 362. قال الحافظ الغماري عن أسانيد البلاذري لهذا الحديث: رواه من طرق كلها رجالها رجال البخاري ومسلم. انظر الجواب المفيد_ الحافظ أحمد بن محمد بن الصديق الغماري_ منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية ط1 2002م ص58.
    21. مجمع الزوائد (م.س.) حديث رقم 433.
    22. الطبقات الكبرى_ محمد بن سعد (المتوفى 230هـ)_ تحقيق محمد عبد القادر عطا_ دار الكتب العلمية بيروت ط1 (1990م)_ ج3 ص380.
    23. المستدرك (م.س.) حديث رقم 778. قال الحاكم ووافقه الذهبي: صحيح على شرط البخاري. وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي حديث رقم 808. (أبي بن كعب الأرجح أنه مات في خلافة عمر وقيل مات في خلافة عثمان).
    24. صحيح البخاري_ محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي_ دار طوق النجاة ط1(1422هـ) حديث رقم 120.
    25. فتح الباري شرح صحيح البخاري_ الحافظ شهاب الدين ابن حجر العسقلاني_ دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت ط2 ج1 ص385.
    26. حسّنه الشوكاني وردّ على الذهبي وغيره ممن ضعّفه، ونقل تصحيحه عن يحيى بن معين وتحسينه عن ابن حجر العسقلاني انظر: الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة_ محمد بن علي بن محمد الشوكاني (المتوفى 1250هـ)_ دار الكتب العلمية بيروت حديث رقم 52
    وحسنه العلائي: النقد الصحيح لما اعترض من أحاديث المصابيح_ صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي الدمشقي العلائي (المتوفى 761هـ)_ تحقيق عبد الرحمن محمد أحمد القشقري ط1(1985) حديث رقم 18.
    وقال الحاكم في المستدرك هذا حديث صحيح الإسناد: المستدرك (م.س.) حديث رقم 4638.
    27. المستدرك (م.س.) حديث رقم 4629.
    28. سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي_ عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي المكي (المتوفى 1111هـ)_ دار الكتب العلمية بيروت ط1 ج3 ص237.
    29. سنن ابن ماجة_ الحافظ ابي عبد الله محمد بن يزيد القزويني ابن ماجه_ دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع حديث رقم 140. وقال الهيثمي في الزوائد: رجال إسناده ثقات.
    30. قال الهيثمي: رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله ثقات. مجمع الزوائد (م.س.) حديث رقم 15401.
    31. تاريخ دمشق لابن عساكر (المتوفى 571هـ) تحقيق عمرو بن غرامة العمروي_ دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع (1995م) ج23 ص472.
    32. الاستيعاب في معرفة الأصحاب_ ابن عبد البر القرطبي_ دار الجيل ط1 (1412هـ)_ تحقيق علي محمد البجاوي_ ج2 ص37.
    33. فوات الوفيات_ محمد بن شاكر الكتبي_ تحقيق إحسان عباس_ دار صادر بيروت ط1 ج4 ص331.
    34. شذرات الذهب في أخبار من ذهب_ عبد الحي بن أحمد، ابن العماد العَكري الحنبلي_ دار ابن كثير دمشق بيروت ط1(1986م) ج1 ص278
    35. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني_ شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (المتوفى 1270هـ)_ دار الكتب العلمية بيروت ط1(1415هـ) ج13 ص228.
    36. القران الكريم: سورة المنافقون (63)، الآية: 4، الصفحة: 554.
    37. ونذكر هنا قول أمير المؤمنين علي u: «واللهّ لَوَدَّ معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافخُ ضِرْمَةٍ إلا طعن في بطنه إطفاء لنور اللّه )ويأبى اللّه إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون(» (مروج الذهب_ العلامة المؤرخ علي بن الحسين أبو الحسن المسعودي (المتوفى 346هـ)_ ج2 ص51).
    38. [البداية والنهاية_ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير (المتوفى 774هـ)_ دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان (2003م) ج11 ص569].