عقيدة الشيعة الامامية في الصحابة

صحابة النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هم الذين رأوا النبىّ الأكرم وتشرّفوا بكرامة الصحبة وبذل لفيف منهم النفس والنفيس في نشر الإسلام حتّى ضرب بجرانه واتّسع نطاقه. فشادوا بنيانه، ورفعوا قواعده بجهادهم المتواصل، وبلغوا ذروة المجد باستسهال المصاعب، فلولا بريق سيوفهم، وقوّة سواعدهم، وخوضهم عباب المنايا، لما قام للدين عمود، ولا اخضرّ له عود.

إنّ الكتاب والسنّة هما المصدران الرئيسيان عند المسلمين جميعاً، والشيعة خاصة، ولا يجوز لمسلم أن يحكم بأمر شرعيّ إلاّ بالرجوع إليهما. ولا يخالفهما إلاّ منافق أو تاجر بالدين .
والكتاب والسنّة يثنيان على الصحابة، ومن تلى آيات الذكر الحكيم حول المهاجرين والذين اتّبعوهم بإحسان1يغبط هؤلاء ويتمنّى من صميم قلبه أن يكون أحدهم. ويدرك شأنهم، ومن استمع للآيات النازلة في المبايعين تحت الشجرة2أو أصحاب سورة الفتح3فاضت عيناه دموعاً من الشوق إلى هؤلاء الذين ركبوا الطريق، ومضوا، وتعاقدوا على المنيّة .
فإذا كان هذا حال الصحابة في الذكر الحكيم فكيف يتجرّأ مسلم على تكفير الصحابة ورميهم بالردّة والزندقة أو تفسيقهم جميعاً. (سبحانك هذا بهتان عظيم).
وكيف يستطيع أن يصوّر دعوة النبي ضئيلة الفائدة أو يتهمه بعدم النجاح في هداية قومة وارشاد اُمّته وانّه لم يؤمن به إلاّ شرذمة قليلة لا يتجاوزون عدد الأصابع وانّ ما سواهم كانوا بين منافق ستر كفره بالتظاهر بالايمان، أو مرتدّ على أدباره القهقرى بعد رحلة النبىّ الأكرم .
كيف يجوز لمسلم أن يصف دعوته ويقول: انّه لم يهتد ولم يثبت على الإسلام بعد مرور (23) عاماً من الدعوة إلاّ ثلاثة أو سبعة أو عشرة. وأي شيعي واع ادّعى ذلك؟ ومتى قال؟ وأين ذكره؟ إن هو إلاّ جزء من الدعايات الفارغة ضدّ الشيعة أثارها الأمويّون في أعصارهم، ليسقطوا الشيعة من عيون المسلمين وتلقّفتها أقلام المستأجرين لتمزيق الوحدة الإسلامية وفصم عرى الاخوّة. وترى تلك الفرية في هذه الأيام في كتيّب نشره الكاتب أبو الحسن الندوي أسماه بـ «صورتان متعارضتان». وهو يجترّ ذلك مرّة بعد اُخرى يجتره صنائع الوهابية في المنطقة.
نعم وردت روايات في ذلك ولكنّها لا تكون مصدراً للعقيدة ولا تتّخذ مقياساً لها لأنّها روايات آحاد لا تفيد علماً في مجال العقائد، وستوافيك دراسة متنها وسندها .
إنّا لو أحصينا المهتدين في عصر الرسول من بني هاشم لتجاوز عددهم العشرات بدءاً من عمّه أبي طالب ومروراً بصفيّة عمّته، وفاطمة بنت أسد، وبحمزة والعباس وجعفر وعقيل وطالب وعبيدة بن الحارث «شهيد بدر» وأبي سفيان بن الحارث ونوفل بن الحارث وجعدة بن أبي هبيرة وأولادهم وزوجاتهم، وانتهاءً بعلي ـ عليه السلام ـ وأولاده وبناته وزوجته سيّدة نساء العالمين .
أمّا الذين استشهدوا في عهد النبىّ الأكرم فهم يتجاوزون المئات ولا يشك أىّ مسلم في أنّهم كانوا من المؤمنين الصادقين الذين حوّلهم الإسلام وأثّر فيهم، وضربوا في حياتهم أروع الأمثلة في الايمان والتوحيد والتضحية، بالغالي والرخيص، خدمة للمبدأ والعقيدة. ابتداءً من ياسر وزوجته سميّة أوّل شهيد وشهيدة في الإسلام وكان الرسول يقول لهم وهو يسمع أنينهم تحت سياط التعذيب: «صبراً آل ياسر إنّ موعدكم الجنّة»4مروراً بمن توفّي في مهجر الحبشة إلى شهداء بدر واُحد، وقد استشهد في معركة اُحد سبعون صحابياً دفنهم النبىّ الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وصلّى عليهم وكان يزورهم ويسلّم عليهم، ثم شهداء سائر المعارك والغزوات حتّى قال النبىّ الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في حقّ سعد بن معاذ شهيد غزوة الخندق: اهتزّالعرش لموته، وشهداء بئر معونة ويتراوح عدد الشهداء بين 40 حسب رواية أنس بن مالك أو 70 حسب رواية غيره، إلى غير ذلك من الأصحاب الصادقين الأجلاّء الذين: ﴿ ... صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ 5، ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ 6، ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ 7.
أو ليست هذه الآيات تثبت نجاح النبىّ في دعوته، وانّه اجتمع حوله رجال صالحون ومخلصون فكيف يمكن رمي مسلم يتلو الذكر الحكيم ليل نهار باعتقاده بخيبة النبىّ الأكرم في دعوته وتهالكه في هداية اُمّته. إنّ الموقف الصحيح من الصحابة، هو ما جاء في كلام الإمام أميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ :
«أين اخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمّار؟ وأين ابن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من اخوانهم الذين تعاقدوا على المنيّة واُبرد برؤوسهم إلى الفجرة؟ اوّه على اخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه وتدبّروا الفرض فأقاموه. أحيوا السنّة وأماتوا البدعة دعوا للجهاد فأجابوا ووثقوا بالقائد فاتّبعوه»8.
وليس ما جاء في هذه الخطبة فريداً في كلامه، فقد وصف أصحاب رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يوم صفّين، يوم فرض عليه الصلح بقوله: «ولقد كنّا مع رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ نقتل آباءنا وأبناءنا واخواننا وأعمامنا، ما يزيدنا ذلك إلاّ إيماناً وتسليماً، ومضياً على اللقم وصبراً على مضض الألم، وجدّاً في جهاد العدوّ، ولقد كان الرجل منّا والآخر من عدوّنا يتصاولان تصاول الفحلين، يتخالسان انفسهما أيّهما يسقي صاحبه كاس المنون، فمرّة لنا من عدوّنا، ومرّة لعدوّنا منّا، فلمّا رأى اللّه صدقنا أنزل بعدوّنا الكبت، وأنزل علينا النصر، حتّى استقرّ الإسلام ملقياً جرانه ومتبوّئاً أوطانه، ولعمري لو كنّا نأتي ما أتيتم ما قام للدين عمود، ولا اخضرّ للايمان عود»9.
هذه كلمة الامام قائد الشيعة وامامهم أفهل يجوز لمن يؤمن بإمامته أن يكفّر جميع صحابة النبي أو يفسقهم أو ينسبهم إلى الزندقة والالحاد أو الارتداد، من دون أن يقسّمهم إلى أقسام ويصنّفهم اصنافا ويذكر تقاسيم القرآن والسنّة في حقّهم؟ كلاًّ ولا، وهذا هو الامام علي بن الحسين يذكر في بعض أدعيته صحابة النبىّ ويقول: اللّهمّ وأصحاب محمّد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ خاصّة الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء احسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجّة رسالاته، وفارقوا الأزواج والأولاد في اظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوّته، وانتصروا به ومن كانوا منطوين على محبّته، يرجون تجارة لن تبور في مودّته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلّقوا بعروته وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظلّ قرابته، فلا تنس لهم اللّهمّ ما تركوا لك وفيك وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه، ومن كثرت في اعزاز دينك من مظلومهم، اللّهمّ واوصل التابعينلهم باحسان الذين يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا...10.
فإذا كان الحال كذلك، واتّفق الشيعي والسنّي على اطراء الذكر الحكيم للصحابة والثناء عليهم فما هو موضع الخلاف بين الطائفتين كي يعد ذلك من أعظم الخلاف بينهما؟
إنّ موضع الخلاف ليس إلاّ في نقطة واحدة وهي أنّ أهل السنّة يقولون بأنّ كل من رأى النبيّ وعاشره ولو يوماً أو يومين فهو محكوم بالعدالة منذ اللقاء إلى يوم اُدرج في كفنه، ولو صدر منه قتل أو نهب أو زنا أو غير ذلك، محتجّين بما نسب إلى رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم. ولو تليت عليهم التواريخ المتضافرة يقولون بما ذكره الحسن البصري: اولئك الذين طهّر اللّه سيوفنا عن دمائهم فلنطهّر ألسنتنا عن أعراضهم. ولا أظن أنّ الحسن البصري يعتقد بما قال.
وقد تدرّع بهذه الكلمة وصان بها نفسه عن هجمات الأمويين الذين كانوا يروّجون عدالة الصحابة في جميع الأزمنة بل يلبسونهم ثوب العصمة، إلى حدّ كان القدح بالصحابي أشدّ من القدح برسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فنفي العصمة عن النبىّ واتهامه بالذنب قبل بعثه وبعده كان أمراً سهلا يطرح بصورة عقيدة معقولة ولا يؤاخذ القائل به، وأمّا من نسب صغيرة أو كبيرة إلى صحابي فأهون ما يواجهونه به هو الاستتابة وإلاّ فالقتل..
فإذا كان هذا هو محلّ النزاع أي عدالة الكل بلا استثناء أو تصنيفهم إلى مؤمن وفاسق ومثالي وعادي، إلى زاهد ومتوغّل في حبّ الدنيا، إلى عالم بالشريعة وعامل بها وجاهل لا يعرف منها إلاّ شيئاً طفيفاً، فيجب تحليل المسألة على ضوء الكتاب والسنّة مجرّدين عن كل رأي مسبق لا النزول على العاطفة الّتي تحمل المسلم على الحكم بنزاهة الصحابة كلّهم، ورفض ما خلّفته الحوافز .
ولأجل اماطة الستر عن وجه الحقيقة نذكر اُموراً:

 

الصحابة في القرآن الكريم

1- إنّ القرآن الكريم يصنّف الصحابة إلى اصناف مختلفة، فهو يتكلّم عن السابقين الأوّلين، والمبايعين تحت الشجرة، والمهاجرين المهجّرين عن ديارهم وأموالهم،وأصحاب الفتح، إلى غير ذلك من الأصناف المثالية، الذين يثني عليهم ويذكرهم بالفضل والفضيلة، وفي مقابل ذلك يذكر أصنافاً اُخرى يجب أن لا تغيب عن أذهاننا وتلك الأصناف هي التالية:

    المنافقون المعروفون11.
    المنافقون المتستّرون الذين لا يعرفهم النبىّ12.
    ضعفاء الإيمان ومرضى القلوب13.
    السمّاعون لأهل الفتنة14.
    المجموعة الذين خلطوا عملا صالحاً وآخر سيئاً15.
    المشرفون على الارتداد عندما دارت عليهم الدوائر16.
    الفاسق أو الفسّاق الذين لا يصدق قولهم ولا فعلهم17.
    المسلمون الذين لم يدخل الإيمان في قلوبهم18.
    المؤلّفة قلوبهم الذين يظهرون الإسلام ويتآلفون بدفع سهم من الصدقة إليهم لضعف يقينهم19.
    المولّون أمام الكفّار20.

هذه الأصناف إذا انضمّت إلى الأصناف المتقدّمة، تعرب عن أنّ صحابة النبىّ الأكرم لم يكونوا على نمط واحد، بل كانوا مختلفين من حيث قوّة الإيمان وضعفه، والقيام بالوظائف والتخلّي عنها، فيجب اخضاعهم لميزان العدالة الّذي توزن به أفعال جميع الناس، وعندئذ يتحقّق انّ الصحبة لا تعطي لصحابها منقبة إلاّ إذا كان أهلا لها، ومع ذلك فكيف يمكن رمي الجميع بسهم واحد واعطاء الدرجة الواحدة للجميع، وهذا هو رأي الشيعة فيهم، وهو نفس النتيجة الّتي يخرج بها الإنسان المتدبّر للقرآن الكريم .
2- إنّ الآيات الّتي تناولت المهاجرين والأنصار، وغيرهم بالمدح والثناء، لا تدلّ على أزيد من أنّهم كانوا حين نزول القرآن مُثلا للفضل والفضيلة ولكن الاُمور انّما تعتبر بخواتيمها، فيحكم عليهم ـ بعد نزول الآيات ـ بالصلاح والفلاح إذا بقوا على ما كانوا عليه من الصفات، وأمّا لو ثبت عن طريق السنّة أو التاريخ الصحيح انّه صدر عن بعضهم ما لا تحمد عاقبته، فحينئذ لا مندوحة لنا إلاّ الحكم بذلك، ولا يعد مثل ذلك معارضاً للقرآن الكريم لأنّه ناظر إلى أحوالهم في ظروف خاصّة، لافي جميع فصول حياتهم، فليس علينا رفع اليد عن السنّة والتاريخ الصحيح بحجّة أنّ القرآن الكريم مدحهم وأنّ اللّه رضي عنهم، لما عرفت من أنّ المقياس القاطع للقضاء هو دراسة جميع أحوالهم، فكم من مؤمن زلّ قدمه في الحياة، فعاد منافقاً، أو مرتدّاً، وكم من ضالّ شملته العناية الإلهية فبصر الطريق وصار رجلا إلهياً، وبالجملة فمن ثبت عن طريق الدليل الصحيح انحرافه وزيغه عن الصراط المستقيم وشوب ايمانه بالظلم والعيث والفساد، فيؤخذ بما هو الثابت في ذينك المصدرين، وأمّا من لم يثبت زيغه فلا نتكلّم في حقّه بشيء سوى ما أمر اللّه به سبحانه من طلب الرحمة لهم حيث قال: ﴿ ... رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ... ﴾ 21.
3- ومن سوء الحظ انّ شرذمة قليلة من الصحابة، زلّت أقدامهم وانحرفوا عن الطريق، فلا تمس دراسة أحوال هؤلاء القليلين، وتبيين مواقفهم، وانحرافهم عن الطريق المستقيم بكرامة الباقين، ولعلّ عدد المنحرفين (غير المنافقين) لا يتجاوز العشرة إلاّ بقليل .
أفيسوغ في ميزان النصفة رمي الشيعة بأنّهم يكفّرون الصحابة ويفسّقونهم بحجّة أنّهم يدرسون حياة عدّة قليلة منهم ويذكرون مساوئ أعمالهم، وما يؤاخذ عليهم على ضوء الكتاب والسنّة والتاريخ الصحيح .
وما نسب إلى الحسن البصري فهو أولى بالاعراض عنه إذ لو كانت النجاة في ترك ذكرهم فلماذا اهتمّ ببيان أفعالهم وصفاتهم التاريخ المؤلّف بيد السلف الصالح الذين كانوا يحترمون الصحابة مثلما يحترمهم الخلف، فلو كان الحق ترك التكلّم فيهم واعذارهم بالاجتهاد، فلماذا وصف النبي الأكرم بعضهم بالارتداد، كما رواه بخاري وغيره22.
وإذا دار الأمر بين كون القرآن أو النبي أسوة، أو الكلمة المأثورة عن الحسن البصري، فالأوّل هو المتعيّن، ويضرب بالثاني عرض الجدار .

 

الردّة بعد وفاة الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ

بقيت هنا كلمة وهي: إذا كان موقف الشيعة وأئمّتهم من الصحابة ما ذكر آنفاً فما معنى ما رواه أبو عمرو الكشي من أنّه ارتدّ الناس بعد رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ إلاّ ثلاثة. إذ لو صحّ ما ذكر، وجب الالتزام بأنّ النبىّ الأكرم لم ينجح في دعوته ولم تتخرّج من مدرسته إلاّ قلائل لا يعتد بهم في مقابل ما ضحّى به من النفس والنفيس.
والاجابة على هذا السؤال واضحة لمن تفحّص عنها سنداً ومتناً. فإنّ ما رواه لا يتجاوز السبع روايات. وهي بين ضعيف لا يعرج عليه، وموثق ـ حسب اصطلاح علماء الامامية في تصنيف الأحاديث ـ وصحيح قابلين للتأويل، ولا يدلان على الارتداد عن الدين، والخروج عن الإسلام بل يرميان إلى أمر آخر .
أمّا الضعيف فهو ما رواه الكشي عن حمدويه وإبراهيم أبناء نصير قال: حدثنا محمّد بن عثمان عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ قال: كان الناس أهل الردّة بعد النبي إلاّ ثلاثة...23.
وكفى في ضعفها وجود محمّد بن عثمان في سنده وهو من المجاهيل .
وما رواه أيضاً عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو جعفر ـ عليه السلام ـ : ارتدّ الناس إلاّ ثلاثة نفر: سلمان و أبوذر والمقداد24.
وكفى في ضعفها انّ الكشي من أعلام القرن الرابع الهجري القمري فلا يصحّ أن يروي عن علي بن الحكم سواء أكان المراد منه الأنباري الراوي عن ابن عمير المتوفّى عام 217 أو كان المراد الزبيري الّذي عدّه الشيخ من أصحاب الرضا ـ عليه السلام ـ المتوفّى عام 203 .
وما نقله أيضاً عن حمدويه بن نصير قال: حدثني محمّد بن عيسى ومحمّد ابن مسعود قال: حدثنا جبرئيل بن أحمد. قال: حدثنا محمّد بن عيسى عن النضر بن سويد عن محمّد بن البشير عمّن حدثه قال: ما بقى أحد إلاّ وقد جال جولة إلاّ المقداد بن الأسود فإنّ قلبه كان مثل زبر الحديد25.
والرواية ضعيفة بجبرئيل بن أحمد فانّه مجهول كما أنّها مرسلة في آخرها.
وأمّا الروايات الباقية فالموثق عبارة عمّا ورد في سنده علي بن الحسن بن فضال والثلاثة الباقية صحيحة ومن أراد الوقوف على اسنادها ومتونها فليرجع إلى رجال الكشي26.
ومع ذلك كلّه فإنّ هذه الروايات لا يحتج بها أبداً لجهات عديدة نشير إلى بعض منها .
1- كيف يمكن أن يقال انّه ارتدّ الناس بعد رسول اللّه ولم يبق إلاّ ثلاثة تمسّكوا بولاية علي ولم يعدلوا عنها مع أنّ ابن قتيبة والطبري رويا انّ جماعة من بني هاشم وغيرهم تحصَّنوا في بيت علي معترضين على ما آل إليه أمر السقيفة. ولم يتركوا بيت الامام إلاّ بعد التهديد والوعيد واضرام النار أمام البيت. وهذا يدل على انّه كان هناك جماعة مخلصين بقوا أوفياء لما تعهّدوا به في حياة النبيّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وإليك نص التاريخ. قال ابن قتيبة:
«إنّ بني هاشم اجتمعت عند بيعة الأنصار إلى علي بن أبي طالب، ومعهم الزبير ابن العوام ـ رضي الله عنه ـ ...27.
وقال في موضع آخر: إنّ أبابكر ـ رضي الله عنه ـ تفقّد قوماً تخلَّفوا عن بيعته عند علي ـ كرم اللّه وجهه ـ فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والّذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لاُحرقنّها على من فيها، فقيل به: يا ابا حفص انّ فيها فاطمة فقال: وإن...27.
وقال الطبري: قال: أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال: واللّه لاُحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة. فخرج عليه الزبير مصلتاً بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه28.
وقال ابن واضح الاخباري: وتخلّف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار ومالوا مع علي بن أبي طالب منهم العباس بن عبدالمطلب، والفضل ابن العباس، والزبير بن العوام بن العاص، وخالد بن سعيد، والمقداد بن عمرو، وسلمان الفارسي، وأبوذر الغفاري، وعمّار بن ياسر، والبراء بن عازب واُبي بن كعب. فأرسل أبوبكر إلى عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح والمغيرة ابن شعبة فقال: ما الرأي؟ قالوا: الرأي أن تلقى العباس بن عبدالمطلب فتجعل له في هذا الأمر نصيباً...29.
كل ذلك يشهد على انّه كان هناك اُمّة بقوا على ما كانوا عليه، في عصر الرسول الأعظم، ولم يغترّوا بانثيال الأكثرية إلى غير ما كان الحق يدور مداره. وكيف يمكن ادّعاء الردّة لعامة الصحابة إلاّ القليل .
2- كيف يمكن أن يقال ارتدّ الناس إلاّ ثلاثة مع أنّ الصدوق ـ رضي الله عنه ـ ذكر عدة من المنكرين للخلافة في أوائل الأمر وقد بلغ عددهم اثنا عشر رجلا من المهاجرين والأنصار وهم خالد بن سعيد بن العاص، والمقداد بن الأسود، واُبي ابن كعب، وعمّار بن ياسر، وأبوذر الغفاري، وسلمان الفارسي، وعبداللّه بن مسعود، وبريدة الأسلمي، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وسهل بن حنيف، وأبو أيّوب الأنصاري، وأبو هيثم ابن التيهان وغيره .
ثمّ ذكر اعتراضاتهم على مسألة الخلافة واحداً بعد واحد30.
3- إنّ وجود الاضطراب والاختلاف في عدد من استثناهم الامام يورث الشك في صحّتها ففي بعضها «إلاّ ثلاثة» وفي البعض الآخر إلاّ سبعة وفي ثالث «إلاّ ستة» فإنّ التعارض وإن كان يمكن رفعه بالحمل على اختلافهم في درجات الايمان غير أنّه على كل تقدير يوهن الرواية .
4- كيف يمكن انكار ايمان أعلام من الصحابة مع اتّفاق كلمة الشيعة والسنّة على علو شأنهم كأمثال بلال الحبشي، وحجر بن عدي، واويس القرني، ومالك بن نويرة المقتول ظلماً على يد خالد بن الوليد، وعباس بن عبدالمطلب وابنه حبر الاُمّة وعشرات من أمثالهم، وقد عرفت أسماء المتخلّفين عن بيعة أبي بكر في كلام اليعقوبي، أضف إلى ذلك انّ رجال البيت الهاشمي كانوا على خط الامام ولم يتخلّفوا عنه وانّما غمدوا سيوفهم اقتداءً بالامام لمصلحة عالية ذكرها في بعض كلماته31.
واقصى ما يمكن أن يقال في حقّ هذه الروايات هو انّه ليس المراد من الارتداد، الكفر والضلال والرجوع إلى الجاهلية وانّما المراد عدم الوفاء بالعهد. الّذي اُخذ منهم في غير واحد من المواقف وأهمّها غدير خم. ويؤيّد ذلك:
ما رواه وهب بن حفص عن ابي بصير عن أبي جعفر: جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم ـ بعدما بويع أبوبكر ـ إلى علي وقالوا له: أنت والله أميرالمؤمنين، أنت واللّه أحقّ الناس وأولاهم بالنبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هلمّ يدك لنبايعك فواللّه لنموتنّ قدامك. فقال علي ـ عليه السلام ـ : إن كنتم صادقين فاغدوا غداً عليّ محلّقين. فحلق أميرالمؤمنين وحلق سلمان وحلق مقداد وحلق أبوذر ولم يحلق غيرهم32.
وهذه الرواية قرينة واضحة على أنّ المراد هو نصرة الامام ـ عليه السلام ـ لأخذ الحق المغتصب فيكون المراد من الردّة هو عدم القتال معه .
وممّا يؤيّد ذلك أيضاً الرواية الّتي جاء فيها انّ قلب المقداد بن الأسود كزبر الحديد، فهي وإن كانت ضعيفة السند، لكن فيها اشعار على ذلك لأنّ وصف قلب المقداد اشارة إلى ارادته القوية وثباته في سبيل استرداد الخلافة .
وظنّي انّ هذه الروايات صدرت من الغلاة والحشوية دعماً لأمر الولاية وتفانياً في الاخلاص غافلين عن أنّها تضاد القرآن الكريم وما روي عن أمير المؤمنين وحفيده سيد الساجدين، من الثناء والمدح لعدّة من الصحابة. وهناك كلمة قيّمة للعلاّمة السيد محسن الأمين العاملي نذكر نصّه وهو يمثّل عقيدة الشيعة فقال:
وقالت الشيعة حكم الصحابة في العدالة حكم غيرهم ولا يتحتّم الحكم بها بمجرّد الصحبة وهي لقاء النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ مؤمناً به ومات على الإسلام. وانّ ذلك ليس كافياً في ثبوت العدالة بعد الاتّفاق على عدم العصمة المانعة من صدور الذنب فمن علمنا عدالته حكمنا بها وقبلنا روايته، لزمنا له من التعظيم والتوقير، بسبب شرف الصحبة ونصرة الإسلام والجهاد في سبيل اللّه ما هو أهله، ومن علمنا منه خلاف ذلك لم تقبل روايته، أمثال مروان بن الحكم والمغيرة بن شعبة والوليد بن عقبة وبسر بن أرطاة وبعض بني اُمية وأعوانهم، ومن جهلنا حاله في العدالة توقّفنا في قبول روايته .
وممّا يمكن أنّ يذكر في المقام انّ النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ توفّي ومن رآه وسمع عنه يتجاوز مائة ألف انسان من رجل وامرأة على ما حكاه ابن حجر في الاصابة عن أبي زرعة الرازي: «وقيل مات ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ عن مائة وأربعة عشر ألف صحابي» ومن الممتنع عادة أن يكون هذا العدد في كثرته وتفرّق أهوائه وكون النفوس البشرية مطبوعة على حبّ الشهوات كلّهم قد حصلت لهم ملكة التقوى المانعة عن صدور الكبائر، والاصرار على الصغائر بمجرّد رؤية النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ والايمان به، ونحن نعلم أنّ منهم من أسلم طوعاً ورغبة في الإسلام ومنهم من أسلم خوفاً وكرهاً، ومنهم المؤلّفة قلوبهم، وما كانت هذه الاُمّة إلاّ كغيرها من الاُمم الّتي جبلت على حبّ الشهوات وخلقت فيها الطبائع القائدة إلى ذلك إن لم يردع رادع والكل من بني آدم وقد صحّ عنه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أنّه قال: «لتسلكنّ سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتّى لو دخل أحدهم جحر ضب لدخلتموه». ولو منعت رؤية النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من وقوع الذنب لمنعت من الارتداد الّذي حصل من جماعة منهم كعبداللّه بن جحش، وعبيداللّه بن خطل، وربيعة بن اُمية بن خلف والأشعث بن قيس33وغيرهم. هذا مع ما شوهد من صدور اُمور من بعضهم لا تتّفق مع العدالة كالخروج على أئمّة العدل، وشق عصا المسلمين، وقتل النفوس المحترمة، وسلب الأموال المعصومة، والسب والشتم وحرب المسلمين وغشهم، والقاح الفتن والرغبة في الدنيا، والتزاحم على الامارة والرئاسة وغير ذلك ممّا تكفّلت به كتب الآثار والتواريخ وملأ الخافقين. وأعمال مروان بن الحكم في خلافة عثمان معلومة مشهورة، وكذلك بسر بن أرطاة والمغيرة بن شعبة والوليد بن عقبة وكلّهم من الصحابة34.

وحصيلة البحث: انّ موضع الاختلاف، ومصبّ النزاع ليس إلاّ كون عدالة الصحابة قضية كلية أو جزئيّة، فالسنّة على الاُولى والشيعة على الثانية وأمّا ما سواها من سبّ الصحابة ولعنهم، أو ارتدادهم عن الدين بعد رحلة الرسول أو عدم حجية رواياتهم على وجه الاطلاق فانّها تهم اموية ناصبية، اتّهم بها شيعة آل محمّد وهم برآء منها. ونعم الحكم اللّه. فالشيعة يعطون لكل ذي حقّ حقّه، فيأخذون معالم دينهم عن ثقاة الصحابة، ولا يتكلّمون في حقّ من لم يتعرّفوا على حاله، ويحكمون على القسم الثالث على ضوء الكتاب والسنّة .
إنّ هناك رجالا من السلف لا يجوز حبّهم ولا يصحّ الترحّم عليهم ـ حسب الموازين الشرعية ـ ، منهم:
1- معاوية بن أبي سفيان ويكفي في حقّه ما ذكره الجاحظ في رسائله:
قال في رسالته في بني اُميه والآثام الّتي اقترفوها: استوى معاوية على الملك، واستبدَّ على بقيّة أهل الشورى، وعلى جماعة المسلمين من المهاجرين والأنصار في العام الّذي سمّوه عام الجماعة، وما كان عام جماعة، بل كان عام فرقة وقهر وجبرية وغلبة، والعام الّذي تحوّلت فيه الإمامة ملكاً كسرويا، والخلافة غصباً قيصريا، ثمّ مازالت معاصيه من جنس ما حكيناه، وعلى منازل ما رتّبناه، حتّى ردّ قضية رسول اللّه ردّاً مكشوفاً وجحد حكمه جحداً ظاهرا35، فخرج بذلك من حكم الفجّار إلى حكم الكفّار .
أو ليس قتل حجر بن عدي واطعام عمرو بن العاص خراج مصر، وبيعة يزيد الخليع، والاستئثار بالفيء واختيار الولاة على الهوى، وتعطيل الحدود بالشفاعة والقرابة، من جنس الأحكام المنصوصة والشرائع المشهورة والسنن المنصوبة، وسواء جحد الكتاب، وردّ السنّة إذا كانت في شهرة الكتاب وظهوره، وإلاّ أنّ أحدهما أعظم وعقاب الآخرة عليه أشد36.
وقد أربت نابتة عصرنا ومبدعة دهرنا فقالت: لا تسبّوه فانّ له صحبة وسبّ معاوية بدعة، ومن بغضه فقد خالف السنّة، فزعمت أنّ من السنّة ترك البراءة ممّن جحد السنّة37.
2- عمرو بن العاص الّذي ألَّب على عثمان وسُرّ بقتله، ثم اجتمع مع معاوية يطالب بدمه من كان من أشدّ المدافعين عنه، وأعطفهم عليه يوم أمر طلحة بمنع الماء عنه وتعجيل قتله. كل ذلك كان من ابن العاص حبّاً بخراج مصر، لا بعثمان ولا بمعاوية أيضا، والعجب أنّ الرسول تنبّأ بذلك وصرح بأنّهما لا يجتمعان إلاّ على غدر38.
3- يزيد الخليع المستهتر خليفة معاوية الّذي ولّي ثلاث سنين بعده، فقتل في الاُولى الحسين، وفي الثانية أغار على المدينة وقتل من الصحابة والتابعين ما لا يحصى وأباح أعراضهم، وفي الثالثة رمى الكعبة39وكفى في كفره وإلحاده جهره بقول ابن الزبعرى:
لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل
4- مروان بن الحكم الّذي كان من أشدّ الناس بغضاً لأهل البيت. قال ابن حجر: ومن أشدّ الناس بغضاً لأهل البيت مروان بن الحكم40. روى الحاكم أنّ عبدالرحمان بن عوف ـ رضي الله عنه ـ قال: كان لا يولد لأحد بالمدينة ولد إلاّ اُتي به النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، فاُدخل عليه مروان بن الحكم، فقال: هو وزغ بن الوزغ، الملعون بن المعلون41.
5- الوليد بن عقبة شارب الخمر، والزائد في الفريضة42.
6- عبداللّه سعد بن أبي سرح الّذي أهدر النبىّ دمه43.
7- الوليد بن يزيد بن عبدالملك الّذي يخاطب كتاب اللّه العزيز بعد أن ألقاه ورماه بالسهام بقوله:
تهدّدني بجبّار عنيد * فها أنا ذاك جبّار عنيد
إذا ماجئت ربّك يوم حشر * فقل يا ربّ مزّقني الوليد44
هؤلاء وأضرابهم، هم الذين تتبرّأ الشيعة منهم وتحكم عليهم بما حكم اللّه به عليهم. أفيصح تكفير الشيعة وتفسيقهم لأجل سبّ هؤلاء والتبرّي منهم.
ويقول السيوطي: إنّ الوليد هذا كان فاسقاً خميراً لوّاطا، راود أخاه سليمان عن نفسه ونكح زوجات أبيه45.
إلى غير ذلك من رجال العيث والفساد، أفيصح في ميزان العدل والنصفة مؤاخذة الشيعة لأجل رفض هؤلاء الفسقة. الخارجين عن ولاية اللّه ودينه46.

______________

    1. التوبة: 100:﴿ ... وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ ... ﴾ .
    2. الفتح: 18:﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ... ﴾ .
    3. الفتح: 29:﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ... ﴾ .
    4. السيرة النبوية لابن هشام 1 / 320 طبعة الحلبي.
    5. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 23، الصفحة: 421.
    6. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 173، الصفحة: 72.
    7. القران الكريم: سورة الحشر (59)، الآية: 8 و 9، الصفحة: 546.
    8. نهج البلاغة، الخطبة 182.
    9. نهج البلاغة، الخطبة 56.
    10. الصحيفة السجادية: الدعاء 4.
    11. المنافقون / 1.
    12. التوبة / 101.
    13. الأحزاب/ 11.
    14. التوبة / 45 ـ 47.
    15. التوبة / 102.
    16. آل عمران / 154.
    17. الحجرات / 6، السجدة / 18.
    18. الحجرات / 14.
    19. التوبة / 60.
    20. الأنفال / 15 ـ 16.
    21. القران الكريم: سورة الحشر (59)، الآية: 10، الصفحة: 547.
    22. صحيح البخاري 5 / 118 ـ 119 في تفسير سورة النور.
    23. رجال الكشي 12 الحديث 1.
    24. رجال الكشي 16 الحديث 13.
    25. رجال الكشي 16 الحديث 11.
    26. رجال الكشي 13 الحديث 3 ـ 4 ـ 6 و 7.
    27. a. b. الامامة والسياسة 1 / 10 ـ 12.
    28. تاريخ الطبري 2 / 442.
    29. تاريخ اليعقوبي 2 / 124.
    30. الخصال: الشيخ الصدوق أبواب الاثنى عشر 461 ـ 465.
    31. نهج البلاغة، قسم الرسائل برقم 62.
    32. لاحظ الرجال للكشي 14 الحديث 7 من هذا الباب.
    33. الثلاثة الأوّلون ارتدّوا وماتوا على الردّة، والأشعث ارتدّ فاُتي به إلى أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ أسيراً فعاد إلى الإسلام وزوّجه اُخته، وكانت عوراء فأولدها محمّداً أحد قتلة الحسين ـ عليه السلام ـ .
    34. الأمين: أعيان الشيعة 1 / 113 ـ 114.
    35. إشارة إلى استلحاق زياد بن أبيه وليد فراش غير أبي سفيان.
    36. أي ردّ السنّة مثل ردّ الكتاب إذا بلغت السنّة في الشهرة، شهرة الكتاب.
    37. الجاحظ: رسائل الجاحظ 294 طبع مصر.
    38. ابن حجر: تطهير الجنان 102، المطبوع على هامش الصواعق المحرقة.
    39. ابن الجوزي: تذكرة الخواص، فصل يزيد بن معاوية 257.
    40. ابن حجر: الصواعق المحرقة.
    41. الحاكم: المستدرك 4 / 479.
    42. البلاذري: الانساب 5 / 33 وأحمد بن حنبل: المسند 1 / 144.
    43. الطبري: التاريخ، الجزء 3 / 295، فصل: ذكر الخبر عن فتح.
    44. ابن الأثير: الكامل في التأريخ 5 / 107.
    45. جلال الدين السيوطي: تاريخ الخلفاء 97.
    46. من كتاب بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني