شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

المقصود من «القلب» في القرآن‌

0 المشاركات 00.0 / 5

لماذا نسب إدراك الحقائق في القرآن إلى القلب، بينما القلب ليس بمركز للإدراك بل مضخة لدفع الدم إلى البدن؟! الجواب على ذلك، أن القلب في القرآن له معان متعددة منها:
1- بمعنى العقل و الإدراك كقوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ... ﴾ 1.
2- بمعنى الروح و النفس كقوله سبحانه: ﴿ ... وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ ... ﴾ 2.
3- بمعنى مركز العواطف، كقوله:﴿ ... سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ ... ﴾ 3و قوله: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ... ﴾ 4.
لمزيد من التوضيح نقول: في وجود الإنسان مركزان قويّان هما:
1- مركز الإدراك، و يتكون من الدماغ و جهاز الأعصاب. لذلك نشعر أننا نستقبل المسائل الفكرية بدماغنا حيث يتمّ تحليلها و تفسيرها. (و إن كان الدماغ و الأعصاب في الواقع وسيلة و آلة للروح).
2- مركز العواطف، و هو عبارة عن هذا القلب الصنوبري الواقع في الجانب الأيسر من الصدر. و المسائل العاطفية تؤثر أول ما تؤثر على هذا المركز حيث تنقدح الشرارة الاولى.
حينما نواجه مصيبة فإننا نحسّ بثقلها على هذا القلب الصنوبري، و حينما يغمرنا الفرح فإننا نحسّ بالسرور و الإنشراح في هذا المركز (لا حظ بدقّة).
صحيح أن المركز الأصلي للإدراك و العواطف هو الروح و النفس الإنسانية، لكن المظاهر و ردود الفعل الجسمية لها مختلفة. ردود فعل الفهم و الإدراك تظهر أولا في جهاز الدماغ، بينما ردود فعل القضايا العاطفية كالحب و البغض و الخوف و السكينة و الفرح و الهمّ تظهر في القلب بشكل واضح، و يحسّها الإنسان في هذا الموضوع من الجسم.
ممّا تقدم نفهم سبب ارتباط المسائل العاطفية في القرآن بالقلب (العضو الصنوبري المخصوص)، و ارتباط المسائل العقلية بالقلب (أي العقل أو الدماغ).
أضف إلى ما تقدم أنّ عضو القلب له دور مهم في حياة الإنسان و بقائه، و توقفه لحظه يؤدي إلى الموت، فما ذا يمنع أن تنسب النشاطات الفكرية و العاطفية إليه؟!5.

___________

    1. القران الكريم: سورة ق (50)، الآية: 37، الصفحة: 520.
    2. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 10، الصفحة: 419.
    3. القران الكريم: سورة الأنفال (8)، الآية: 12، الصفحة: 178.
    4. القران الكريم: سورة آل عمران (3)، الآية: 159، الصفحة: 71.
    5. المصدر: كتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل‌، لسماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي دامت بركاته.

 

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية