عدّة من مبغضي الإمام علي (ع) 2

معاوية بن حديج

ممّن عُدّ من صحابة النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ( 86 ) . كان عثمانيّ الهوى ( 87 ) ، مبغضاً للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وأحد وجوه جيش معاوية . شهِد حرب صفّين ( 88 ) . وعندما ملك معاوية كان أحد أُمرائه ، وكان يسبّ الإمام ( عليه السلام ) ( 89 ) .

تغلّب على محمّد بن أبي بكر في قتاله معه ، فجعله في جلد حمار وأحرقه وهو عطشان ( 90 ) . هلك سنة ( 52 ه‍ ) ( 91 ) .

28 – الكامل في التاريخ : كتب معاوية إلى مسلمة بن مخلّد ومعاوية بن حديج السكوني – وكانا قد خالفا عليّاً – يشكرهما على ذلك [ الخروج للطلب بدم عثمان ] ويحثّهما على الطلب بدم عثمان ، ويَعِدهما المواساة في سلطانه ( 92 ) .

29 – الكامل في التاريخ – في معاوية بن حديج – : كان إذا قدم إلى معاوية زُيّنت له الطرق بقباب الريحان ؛ تعظيماً لشأنه ( 93 ) .

30 – المعجم الكبير عن عليّ بن أبي طلحة مولى بني أُميّة : حجّ معاوية بن أبي سفيان ، وحجّ معه معاوية بن حديج ، وكان من أسبّ الناس لعليّ ، فمرّ في المدينة في مسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) والحسن بن عليّ جالس في نفر من أصحابه ، فقيل له : هذا معاوية بن حديج السابّ لعليّ ( رضي الله عنه ) !

فقال : عليَّ بالرجل . فأتاه الرسول ، فقال : أجب ! قال : مَن ؟ قال : الحسن بن عليّ يدعوك . فأتاه فسلّم عليه . فقال له الحسن بن عليّ ( رضي الله عنه ) : أنت معاوية بن

حديج ؟ قال : نعم . فردّ عليه ثلاثاً ، فقال له الحسن : السابّ لعليّ ؟ فكأنّه استحيى ، فقال له الحسن ( رضي الله عنه ) : أمَ والله لئن وردتَ عليه الحوض – وما أراك أن تَرِده – لتجدنّه مشمّر الإزار على ساق ، يذود ( 94 ) المنافقين ذَودَ غريبة الإبل ، قول الصادق المصدوق ( صلى الله عليه وآله ) ، ( وَقَدْ خَابَ مَن افْتَرى ) ( 95 ) ( 96 ) .

 

المغيرة بن شعبة

أسلم في السنة الخامسة للهجرة ، بعد أن كان فارّاً لقتله جماعة ( 97 ) .

وليَ البحرين لعمر في بادئ أمره ، ثمّ ولاّه على البصرة ، وعزله عنها بزناه ، لكن استعمله على الكوفة ( 98 ) .

قال بعض الظرفاء : كان الرجل يقول للآخر : غضب الله عليك كما غضب أمير المؤمنين على المغيرة ؛ عزله عن البصرة ، فولاّه الكوفة ! ( 99 ) ولهذا السبب هدّده الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالرجم ( 100 ) .

ثمّ وليَ الكوفةَ لعثمان مدّة ( 101 ) .

وعندما بويع الإمام عليّ ( عليه السلام ) بالخلافة بايعه المغيرة ، واقترح عليه أن لا يعزل عمّال عثمان ، وأن يولّي طلحة والزبير على بعض الأمصار ، بَيْد أنّ الإمام ( عليه السلام ) رفض اقتراحه ( 102 ) .

ومن الجدير بالذكر أنّه لم يشترك في جيش معاوية أيّام الإمام ( عليه السلام ) ( 103 ) ، لكنّه كان يبغض الإمام ( عليه السلام ) ( 104 ) .

ذهب إلى معاوية حين آل الأمر إليه ، فنصبه على الكوفة ( 105 ) ، وكان يسبّ الإمام ( عليه السلام ) على المنبر ( 106 ) .

هلك سنة ( 50 ه‍ ) . وكان معروفاً بدهائه ، وحرصه الكبير على الزواج والطلاق ، حتى ذكر المؤرّخون أنّ نساءه كنّ أكثر من سبعين ( 107 ) ، أو ثلاثمائة ، أو كُنّ ألف امرأة ( 108 ) .

31 – رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : هامان هذه الأُمّة المغيرة بن شعبة ( 109 ) .

32 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) – لعمّار بن ياسر وقد سمعه يراجع المغيرة بن شعبة كلاماً – : دَعه يا عمّار ؛ فإنّه لم يأخذ من الدين إلاّ ما قاربه من الدنيا ، وعلى عَمد لَبَس على نفسه ؛ ليجعل الشبهات عاذراً لسَقطاتِه ( 110 ) .

33 – الغارات عن جندب بن عبد الله : ذُكر المغيرة بن شعبة عند عليّ ( عليه السلام ) وجدّه مع معاوية ، فقال : وما المغيرة ، إنّما كان إسلامة لفَجرة وغَدرة لِمطمئنّين إليه من قومه ، فتكَ بهم وركبها منهم ، فهربَ ، فأتى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) كالعائذ بالإسلام ، والله ما رأى أحدٌ عليه – منذ ادّعى الإسلام – خضوعاً ولا خشوعاً .

ألا وإنّه كان من ثقيف فراعنةٌ قبل يوم القيامة ، يجانبون الحقّ ، ويُسعرون نيران الحرب ، ويوازرون الظالمين . ألا إنّ ثقيفاً قومُ غدر ، لا يوفون بعهد ، يبغضون العرب كأنّهم ليسوا منهم ، ولَرُبّ صالح قد كان فيهم ؛ منهم عروة بن مسعود ، وأبو عبيد بن مسعود المستشهد بقسّ الناطف ( 111 ) على شاطئ الفرات ، وإنّ الصالح في ثقيف لَغريب ( 112 ) .

34 – شرح نهج البلاغة عن أبي جعفر الإسكافي : إنّ معاوية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في عليّ ( عليه السلام ) ، تقتضي الطعن فيه ، والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جُعلاً يُرغب في مثله ، فاختلقوا ما أرضاه ؛ منهم : أبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين : عروة بن الزبير ( 113 ) .

35 – شرح نهج البلاغة عن أبي جعفر الإسكافي : كان المغيرة بن شعبة يلعن عليّاً ( عليه السلام ) لعناً صريحاً على منبر الكوفة ، وكان بلغه عن عليّ ( عليه السلام ) في أيّام عمر أنّه قال : لئن رأيت المغيرة لأرجمنّه بأحجاره – يعني واقعة الزنا بالمرأة التي شهد عليه فيها أبو بكرة ، ونكل زياد عن الشهادة – ، فكان يبغضه لذاك ولغيره من أحوال اجتمعت في نفسه . . . .

وكان المغيرة بن شعبة صاحب دنيا ؛ يبيع دينه بالقليل النزر منها ، ويُرضي معاوية بذكر عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؛ قال يوماً في مجلس معاوية : إنّ عليّاً لم يُنكحه رسولُ الله ابنتَه حبّاً ، ولكنّه أراد أن يكافئ بذلك إحسان أبي طالب إليه .

قال : وقد صحّ عندنا أنّ المغيرة لعنه على منبر العراق مرّات لا تُحصى ( 114 ) .

36 – شرح نهج البلاغة : إنّ المغيرة كان أزنى الناس في الجاهليّة ، فلمّا دخل في الإسلام قيّده الإسلام ، وبقيت عنده منه بقيّة ظهرت في أيّام ولايته البصرة ( 115 ) .

37 – الإصابة عن المغيرة بن شعبة : أنا أوّل من رشا في الإسلام ، جئت إلى يرفأ – حاجب عمر – وكنت أُجالسه ، فقلت له : خذ هذه العمامة فالبسها ، فإنّ عندي أُختها . فكان يأنس بي ويأذن لي أن أجلس من داخل الباب ، فكنت آتي فأجلس في القائلة ( 116 ) ، فيمرّ المارّ فيقول : إنّ للمغيرة عند عمر منزلةً ؛ إنّه ليدخل عليه في ساعة لا يدخل فيها أحد ( 117 ) .

38 – شرح نهج البلاغة : كان المغيرة بن شعبة يبغض عليّاً ( عليه السلام ) منذ أيّام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وتأكّدت بغضته إلى أيّام أبي بكر وعثمان وعمر ، وأشار عليه يومَ بويع بالخلافة أن يقرّ معاوية على الشام مدّة يسيرة ، فإذا خُطب له بالشام وتوطّأت دعوته دعاه إليه – كما كان عمر وعثمان يدعوانه إليهما – وصرفه ، فلم يقبل ، وكان ذلك نصيحة من عدوٍّ كاشح ( 118 ) ( 119 ) .

39 – الغارات عن الكلبي : إنّ المغيرة بن شعبة كتب إلى بسر – حين خرج من مكّة متوجّهاً إلى الطائف ( 120 ) – :

أمّا بعد ، فقد بلغني مسيرك إلى الحجاز ، ونزولك مكّة ، وشدّتك على المريب ، وعفوك عن المسئ ، وإكرامك لأُولي النُّهى ، فحمدت رأيك في ذلك ، فدُم على صالح ما أنت عليه ؛ فإنّ الله لن يزيد بالخير أهله إلاّ خيراً ، جعلنا الله وإيّاك من الآمرين بالمعروف ، والقاصدين إلى الحقّ ، والذاكرين الله كثيراً ( 121 ) .

40 – الكامل في التاريخ – في ذكر البيعة ليزيد بولاية العهد – : كان ابتداء ذلك وأوّله من المغيرة بن شعبة ؛ فإنّ معاوية أراد أن يعزله عن الكوفة ويستعمل عوضه سعيد بن العاص ، فبلغه ذلك فقال : الرأي أن أشخص إلى معاوية فأستعفيه ؛ ليظهر للناس كراهتي للولاية . فسار إلى معاوية ، وقال لأصحابه حين وصل إليه : إن لم أكسبكم الآن ولاية وإمارة لا أفعل ذلك أبداً !

ومضى حتى دخل على يزيد ، وقال له : إنّه قد ذهب أعيان أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وآله وكبراء قريش وذوو أسنانهم ، وإنّما بقي أبناؤهم ، وأنت من أفضلهم وأحسنهم رأياً ، وأعلمهم بالسنّة والسياسة ، ولا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد لك البيعة !

قال : أو ترى ذلك يتمّ ؟ قال : نعم .

فدخل يزيد على أبيه ، وأخبره بما قال المغيرة ، فأحضر المغيرةَ وقال له : ما يقول يزيد ! فقال : يا أمير المؤمنين ، قد رأيت ما كان من سفك الدماء ، والاختلاف بعد عثمان ، وفي يزيد منك خَلَفٌ ، فاعقِد له ، فإن حدث بك حادثٌ كان كهفاً للناس ، وخَلَفاً منك ، ولا تُسفك دماء ، ولا تكون فتنة . قال : ومن لي بهذا ؟ قال : أكفيك أهل الكوفة ، ويكفيك زياد أهل البصرة ، وليس بعد هذين المصرين أحد يخالفك .

قال : فارجع إلى عملك ، وتحدّث مع مَن تثِق إليه في ذلك ، وترى ونرى .

فودّعه ورجع إلى أصحابه . فقالوا : مَهْ ؟ قال : لقد وضعتُ رجل معاوية في غرز بعيد الغاية على أُمّة محمّد ، وفتقتُ عليهم فتقاً لا يُرتق أبداً ، وتمثّل :

بمِثلي شاهدِي النجوى وغالِي * بيَ الأعداءَ والخصمَ الغِضابا

وسار المغيرة حتى قدم الكوفة ، وذاكر من يثِق إليه ومن يعلم أنّه شيعة لبني أُميّة أمرَ يزيد ، فأجابوا إلى بيعته ، فأوفد منهم عشرة ، ويقال : أكثر من عشرة ، وأعطاهم ثلاثين ألف درهم ، وجعل عليهم ابنه موسى بن المغيرة ، وقدموا على معاوية فزيّنوا له بيعة يزيد ، ودعوه إلى عقدها .

فقال معاوية : لا تعجلوا بإظهار هذا وكونوا على رأيكم . ثمّ قال لموسى : بِكَم اشترى أبوك من هؤلاء دينَهم ؟ قال : بثلاثين ألفاً . قال : لقد هان عليهم دينهم ( 122 ) .

 

الوليد بن عقبة

هو أخو عثمان لأُمّه ( 123 ) ، وممّن أسلم يوم فتح مكّة . قتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أباه بأمر النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بعد أسره في غزوة بدر ( 124 ) .

نزلت فيه الآية الكريمة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ إِن جَاءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإ فَتَبَيَّنُواْ . . . ) ( 125 ) ( 126 ) ، ومع ذلك فإنّ الخليفة الثاني كان يرسله لجمع الصدقات ( 127 ) . كان مفرِطاً في شرب الخمر ، وأُقيم عليه الحدّ بسبب ذلك عندما كان والياً من قِبَل عثمان على الكوفة ( 128 ) وهذا من جملة المؤاخذات التي سُجّلت على عثمان ( 129 ) .

كان قديم العداء للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وهو الذي قال للإمام ( عليه السلام ) في عهد النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : ” أنا أحدُّ منك سِناناً ، وأبسطُ لساناً ، وأملأُ كتيبةً ” ، فنزلت الآية الكريمة : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ) ( 130 ) على أثر ذلك ( 131 ) .

ولمّا بويع الإمام ( عليه السلام ) لم يبايعه ، بل كان يحرّض معاوية والعثمانيّين بشعر كان ينشده ( 132 ) ، بل لازم معاوية في صفّين . وكان يسبّ الإمام ( عليه السلام ) ( 133 ) .

41 – تاريخ دمشق عن ابن عبّاس : قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعليّ بن أبي طالب : أنا أحدُّ منك سِناناً ، وأبسطُ منك لساناً ، وأملأُ للكتيبة منك ! فقال له عليّ : اسكت ، فإنّما أنت فاسق ، فنزلت : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ ) ، قال : يعني بالمؤمن عليّاً ، وبالفاسق الوليد بن عقبة ( 134 ) .

42 – شرح نهج البلاغة عن أبي القاسم البلخي : من المعلوم الذي لا ريب فيه – لاشتهار الخبر به ، وإطباق الناس عليه – أنّ الوليد بن عقبة بن أبي معيط كان يبغض عليّاً ويشتمه ، وأنّه هو الذي لاحاه ( 135 ) في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ونابذه ، وقال له : أنا أثبت منك جناناً ، وأحدّ سناناً !

فقال له عليّ ( عليه السلام ) : اسكت يا فاسق ! فأنزل الله تعالى فيهما : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ . . . ) الآيات المتلوّة ، وسمّى الوليدَ بحسب ذلك في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الفاسقَ ، فكان لا يُعرف إلاّ بالوليد الفاسق ( 136 ) .

43 – تاريخ دمشق – في وصف الوليد بن عقبة – : كان أبوه من شياطين قريش ، أسره رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم بدر ، وضرب عنقه .

وهو الفاسق الذي ذكره الله عزّ وجلّ ، يقول : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ ) ( 137 ) .

44 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : إنّ امرأة الوليد بن عقبة أتت النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ، فقالت : يا رسول الله ، إنّ الوليد يضربها ( 138 ) . قال : قولي له : قد أجارني .

فلم تلبث إلاّ يسيراً حتى رجعت ، فقالت : ما زادني إلاّ ضرباً .

فأخذ هُدبة ( 139 ) من ثوبه فدفعها إليها ، وقال : قولي له : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد أجارني .

فلم تلبث إلاّ يسيراً حتى رجعت ، فقالت : ما زادني إلاّ ضرباً . فرفع يديه وقال : ” اللهمّ عليك الوليد ، أثِمَ بي ” مرّتين ( 140 ) ( 141 ) .

45 – الغارات – في وصف الوليد بن عقبة – : وهو الذي سمّاه الله في كتابه فاسقاً ، وهو أحد الصبيَّة الذين بشّرهم النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بالنار .

وقال شعراً يردّ على النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قولَه – حيث قال في عليّ ( عليه السلام ) : إن تولّوه تجدوه هادياً مهديّاً ، يسلك بكم الطريق المستقيم – فقال :

فإن يَكُ قد ضَلّ البعيرُ بحِملهِ * فلمُ يَكُ مهديّاً ولا كان هاديا

فهو من مبغضي عليّ ( عليه السلام ) وأعدائه ، وأعداء النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ؛ لأنّ أباه قتله النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) بيد عليٍّ صبراً يوم بدر بالصفراء ( 142 ) ( 143 ) .

46 – شرح نهج البلاغة : إنّ الوليد بن عقبة بن أبي معيط – وكان يبغض الأنصار ؛ لأنّهم أسروا أباه يوم بدر ، وضربوا عنقه بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) – قام يشتم الأنصار ، وذكرهم بالهجر ( 144 ) .

47 – تاريخ دمشق عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : سَيَلي أُموركم من بعدي رجال ، يُطفئون السنّة ، ويعملون بالبدعة ، ويؤخّرون الصلاة عن مواقيتها .

فقلت : يا رسول الله ، فما تأمرني إن أدركتُهم ؟ فقال : سألني ابن أُمّ عبد ، ثمّ رفع يديه حتى إنّي لأَرى بياض إبطيه ، فقال : ” لا طاعة لمن عصى الله ” ثلاث مرّات ، حسبت .

فلمّا كان الوليد بن عقبة بالكوفة أخّر الصلاة يوماً ، فقام ابن مسعود ، فأقام الصلاة ، وصلّى بالناس ( 145 ) .

48 – تاريخ دمشق عن علقمة : كنّا في جيش بالروم ، ومعنا حذيفة ، وعلينا الوليد ، فشرب الوليد الخمر ، فأردنا أن نحدّه ، فقال حذيفة : أتحدّون أميركم وقد دنوتم من عدوّكم ، فيطمعوا فيكم ؟ ! فبلغه ، فقال :

لأَشربنّ وإن كانتْ مُحرّمةً * ولأَشربنّ على رَغم أنفِ مَن رَغِمْ ( 146 ) .

49 – مروج الذهب : أتاه [ عليّاً ( عليه السلام ) ] جماعة ممّن تخلّف عن بيعته من بني أُميّة ، – منهم : سعيد بن العاص ، ومروان بن الحكم ، والوليد بن عقبة بن أبي معيط – فجرى بينه وبينهم خَطب طويل ، وقال له الوليد : إنّا لم نتخلّف عنك رغبةً عن بيعتك ، ولكنّا قوم وَتَرَنا الناس ، وخِفنا على نفوسنا ، فعُذرنا فيما نقول واضح ؛ أمّا أنا فقتلتَ أبي صبراً ، وضربتني حدّاً ( 147 ) .

50 – الغارات عن مغيرة الضبّي : مرّ ناس بالحسن بن عليّ ( عليهما السلام ) وهم يريدون عيادة الوليد بن عقبة وهو في علّة شديدة ، فأتاه الحسن ( عليه السلام ) معهم عائداً ، فقال للحسن : أتوب إلى الله ممّا كان بيني وبين جميع الناس ، إلاّ ما كان بيني وبين أبيك ! يقول : أي لا أتوب منه ( 148 ) .

51 – شرح نهج البلاغة – في بيان علّة شدّة بغض الوليد عليّاً ( عليه السلام ) – : إنّ عليّاً ( عليه السلام ) قتل أباه عقبة بن أبي معيط صبراً يوم بدر ، وسمّي الفاسق بعد ذلك في القرآن ؛ لنزاع وقع بينه وبينه ، ثمّ جلده الحدّ في خلافة عثمان ، وعزله عن الكوفة وكان عاملها .

وببعض هذا عند العرب أرباب الدين والتُّقى تُستحلّ المحارم ، وتستباح الدماء ، ولا تبقى مراقبةٌ في شفاء الغيظ لدين ولا لعقاب ولا لثواب ، فكيف الوليد المشتمل على الفسوق والفجور ، مجاهراً بذلك ! وكان من المؤلّفة قلوبهم ، مطعوناً في نسبه ، مرميّاً بالإلحاد والزندقة ( 149 ) .

ــــــــــــــــــــــــ
( 85 ) مسند أبي يعلى : 6 / 172 / 6731 ، المعجم الكبير : 3 / 85 / 2740 ، تاريخ دمشق : 57 / 244 نحوه ، كنز العمّال : 11 / 357 / 31730 وراجع الاحتجاج : 2 / 44 .
( 86 ) الطبقات الكبرى : 7 / 503 ، تاريخ دمشق : 59 / 15 ، سير أعلام النبلاء : 3 / 37 / 10 .
( 87 ) تاريخ الطبري : 5 / 229 ، الكامل في التاريخ : 2 / 478 .
(88 ) وقعة صفّين : 455 وفيه ” خديج ” .
( 89 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 148 / 4669 ، المعجم الكبير : 3 / 91 / 2758 ، تاريخ دمشق : 59 / 27 ، سير أعلام النبلاء : 3 / 39 / 10 ، شرح نهج البلاغة : 6 / 88 .
( 90 ) أنساب الأشراف : 3 / 171 ، تاريخ الطبري : 5 / 104 ، الكامل في التاريخ : 2 / 413 .
( 91 ) تاريخ دمشق : 59 / 29 ، سير أعلام النبلاء : 3 / 40 / 10 .
( 92 ) الكامل في التاريخ : 2 / 412 .
( 34 ) الكامل في التاريخ : 2 / 516 ، تاريخ الطبري : 5 / 312 .
( 94 ) الذَّود : السَّوق والطَّرد والدَّفع ( لسان العرب : 3 / 167 ) .
( 95 ) طه : 61 .
( 96 ) المعجم الكبير : 3 / 91 / 2758 وص 81 / 2727 عن أبي كبير نحوه ، مسند أبي يعلى : 6 / 175 / 6738 ، تاريخ دمشق : 59 / 27 ، سير أعلام النبلاء : 3 / 39 / 10 .
( 97 ) صحيح البخاري : 2 / 976 / 2581 ، مسند ابن حنبل : 6 / 331 / 18177 وص 498 / 18950 ، السيرة النبويّة لابن كثير : 3 / 332 ، تاريخ دمشق : 60 / 23 ، الأغاني : 16 / 89 ، سير أعلام النبلاء : 3 / 24 / 7 ؛ الغارات : 2 / 517 .
( 98 ) أُسد الغابة : 5 / 239 / 5071 ، الاستيعاب : 4 / 8 / 2512 ، الإصابة : 6 / 157 / 8197 ، تاريخ دمشق : 60 / 31 .
( 99 ) تاريخ دمشق : 60 / 41 ، سير أعلام النبلاء : 3 / 28 / 7 .
( 100 ) شرح نهج البلاغة : 4 / 69 .
( 101 ) أُسد الغابة : 5 / 239 / 5071 ، الاستيعاب : 4 / 8 / 2512 .
( 102 ) أنساب الأشراف : 3 / 10 ، مروج الذهب : 2 / 363 ، تاريخ الطبري : 4 / 440 ، الأغاني : 16 / 101 ، الاستيعاب : 4 / 9 / 2512 ، الإمامة والسياسة : 1 / 116 ؛ المناقب للكوفي : 2 / 312 / 785 ، وقعة صفّين : 52 .
( 103 ) سير أعلام النبلاء : 3 / 29 / 7 ، أُسد الغابة : 5 / 239 / 5071 ، الاستيعاب : 4 / 8 / 2512 ، الإصابة : 6 / 157 / 8197 .
( 104 ) الغارات : 2 / 516 .
( 105 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 506 / 5890 ، تاريخ دمشق : 60 / 45 ، سير أعلام النبلاء : 3 / 29 / 7 ، الأغاني : 16 / 89 ، أُسد الغابة : 5 / 239 / 5071 ، الإصابة : 6 / 157 / 8197 ، الاستيعاب : 4 / 8 / 2512 ؛ تاريخ اليعقوبي : 2 / 219 .
( 106 ) مسند ابن حنبل : 7 / 80 / 19308 وج 1 / 398 / 1631 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 509 / 5898 ، أنساب الأشراف : 5 / 252 وص 261 ، سير أعلام النبلاء : 1 / 104 وص 105 .
( 107 ) سير أعلام النبلاء : 3 / 31 / 7 .
( 108 ) أُسد الغابة : 5 / 238 / 5071 ، الاستيعاب : 4 / 8 / 2512 .
( 109 ) الإيضاح : 66 عن أبي ذرّ .
( 110 ) نهج البلاغة : الحكمة 405 .
( 111 ) قُسّ الناطف : قرب الكوفة على شاطئ الفرات ، عنده وقعة بين الفرس وبين المسلمين وذلك في خلافة عمر ، قُتل فيه أبو عبيد بن مسعود الثقفي ( تاج العروس : 8 / 415 ) .
( 112 ) الغارات : 2 / 516 ؛ شرح نهج البلاغة : 4 / 80 .
( 113 ) شرح نهج البلاغة : 4 / 63 .
( 114 ) شرح نهج البلاغة : 4 / 69 و 70 .
( 115 ) شرح نهج البلاغة : 12 / 239 .
( 116 ) القائلة : الظهيرة ( لسان العرب : 11 / 577 ) .
( 117 ) الإصابة : 6 / 157 / 8197 .
( 118 ) الكاشح : العدوّ الباطن العداوة ( لسان العرب : 2 / 572 ) .
( 119 ) شرح نهج البلاغة : 16 / 101 .
( 120 ) الطّائِف : بليدة قرب مكّة على ظهر جبل غزوان ، وهو أبرد مكان بالحجاز ( راجع تقويم البلدان : 94 ) .
( 121 ) الغارات : 2 / 609 ؛ شرح نهج البلاغة : 2 / 12 .
( 122 ) الكامل في التاريخ : 2 / 508 وراجع تاريخ الطبري : 5 / 301 والإمامة والسياسة : 1 / 187 وتاريخ اليعقوبي : 2 / 219 .
( 123 ) أُسد الغابة : 5 / 420 / 5475 ، سير أعلام النبلاء : 3 / 413 / 67 ؛ تاريخ اليعقوبي : 2 / 165 .
( 124 ) تاريخ دمشق : 63 / 221 ، سير أعلام النبلاء : 3 / 413 / 67 ، مروج الذهب : 2 / 362 .
( 125 ) الحجرات : 6 .
( 126 ) مسند ابن حنبل : 6 / 397 / 18486 ، المعجم الكبير : 3 / 274 / 3395 ، تاريخ دمشق : 63 / 224 وص 228 ، أُسد الغابة : 5 / 420 / 5475 ، الاستيعاب : 4 / 114 / 2750 ، الإصابة : 6 / 481 / 9167 ؛ تاريخ اليعقوبي : 2 / 53 .
( 127 ) سير أعلام النبلاء : 3 / 414 / 67 ، تاريخ دمشق : 63 / 221 وص 242 .
( 128 ) تاريخ دمشق : 63 / 244 ، الكامل في التاريخ : 2 / 245 و 246 ، الأغاني : 5 / 139 – 146 وص 158 ، سير أعلام النبلاء : 3 / 414 / 67 ، أُسد الغابة : 5 / 421 / 5475 ، الإصابة : 6 / 482 / 9167 ، الاستيعاب : 4 / 115 / 2750 ؛ تاريخ اليعقوبي : 2 / 165 وص 174 .
( 129 ) سير أعلام النبلاء : 3 / 415 / 67 ، أُسد الغابة : 5 / 421 / 5475 ، تاريخ دمشق : 63 / 220 .
( 130 ) السجدة : 18 .
( 131 ) راجع : القسم التاسع / عليّ عن لسان القرآن / المؤمن .
( 132 ) أُسد الغابة : 5 / 422 / 5475 ، الإصابة : 6 / 482 / 9167 ، الاستيعاب : 4 / 117 / 2750 .
( 133 ) تاريخ الطبري : 5 / 45 ، شرح نهج البلاغة : 8 / 54 ؛ وقعة صفّين : 391 .
( 134 ) تاريخ دمشق : 63 / 235 ، تاريخ بغداد : 13 / 321 / 7291 ، سير أعلام النبلاء : 3 / 415 / 67 ، الأغاني : 5 / 153 كلّها نحوه .
( 135 ) لَحا الرجلَ : شَتَمه ، وفي الحديث : ” نهيتُ عن ملاحاة الرجال ” : أي مقاولتهم ومخاصمتهم ؛ هو من : لحيتُ الرجل إذا نازعته ( لسان العرب : 15 / 242 ) .
( 136 ) شرح نهج البلاغة : 4 / 80 .
( 137 ) تاريخ دمشق : 63 / 224 .
( 138 ) كذا في المصدر ، وفي بعض المصادر : ” جاءت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تشتكي الوليد أنّه يضربها ” وهو المناسب للسياق .
( 139 ) هُدْبة : أي قطعة ( النهاية : 5 / 249 ) .
( 140 ) يحتمل أنّ ” مرّتين ” من كلام الراوي ، ويحتمل أيضاً أنّها من كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
( 141 ) مسند ابن حنبل : 1 / 319 / 1303 ، تاريخ دمشق : 63 / 233 / 12971 ، مسند أبي يعلى : 1 / 181 / 289 ، مسند البزّار : 3 / 20 / 768 ، شرح نهج البلاغة : 17 / 239 كلّها عن أبي مريم والثلاثة الأخيرة نحوه ، كنز العمّال : 13 / 603 / 37545 .
( 142 ) الصَّفْراء : واد من ناحية المدينة ، بينه وبين بدر مرحلة ( معجم البلدان : 3 / 412 ) .
( 143 ) الغارات : 2 / 518 .
( 144 ) شرح نهج البلاغة : 6 / 36 .
( 145 ) تاريخ دمشق : 63 / 240 .
( 146 ) تاريخ دمشق : 63 / 239 ، المصنّف لابن أبي شيبة : 4 / 583 / 147 وفيه ” رجل من قريش ” بدل ” وعلينا الوليد ” .
( 147 ) مروج الذهب : 2 / 362 .
( 148 ) الغارات : 2 / 519 ؛ شرح نهج البلاغة : 4 / 82 .
( 149 ) شرح نهج البلاغة : 2 / 8 .