تفسير القرآن
توسّم أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام
- نشر في
لا أعزّ في الإسلام من الرجل الطاهر الصادق (1) . أوّل ما يُكرمه الله أن يفتح أمامه باب الفِراسه (التوسّم)، ويضيء مصباح المعرفة في قلبه.. حتّى يغدو ما هو «خير» بالنسبة إلى الآخرين «عياناً» بالنسبة إليه، وما هو لغيره «علم اليقين» يغدو له «عين اليقين».. فلا تَحدُث في العالَم حادثة إلاّ ويطّلع قلبه عليها. قال المصطفى صلّى الله عليه وآله: (اتَّقوا فِراسةَ المؤمن؛ فإنّه ينظر بنور الله).
قم من نفسك!
- نشر في
وتَحسَبُهُم أيقاظاً وهُم رُقود (1) إذا نظرتَ إلى ظاهرهم.. وجدتَهم منهمكين بميدان الأعمال. وإذا نظرتَ إلى سرائرهم وجدتهم خَلِيِّين في بستان لطف ذي الجلال. إنّهم ـ ظاهراً ـ في العمل، وباطناً: في رعاية لطف الأزل. بـ إيّاك نَعبُدُ (2) شَمّروا عن ثوب المجاهَدة، وبـ إيّاكَ نَستَعينُ (3) وضعوا على هاماتهم تاج المشاهَدة. قد لبسوا خلعة التسليم وارتدَوا رداء العمل.. عمل موافق للأمر، ورؤية موافقة للحكم.
سيرة أصحاب الفتوّة
- نشر في
نَحنُ نَقُصُّ علَيكَ نَبأَهم بالحَقّ؛ إنّهُم فِتيَةٌ آمَنوا بربِّهِم (1) إنه لَشرف عظيم وإكرام جسيم ومناغاة لا نهاية لها أنّ ربّ العالمين قد عَدّ أصحاب الكهف فتية «إنّهُم فِتيَة». وقد أكرمهم الكرامةَ التي عَدّ فيها خليله إبراهيم عليه السّلام فتىً: قالوا: سَمِعنا فَتىً يَذكُرُهُم.. يُقالُ له: إبراهيم (2) .
الموت.. طريق البقاء
- نشر في
وجاءَتْ سَكرَةُ المَوتِ بالحقّ (1) مع أنّ حالة الموت عسيرة في الظاهر.. إلاّ أنّ للمؤمنين والمحبِّين في هذه الحالة عِزّاً وافتخاراً، في الباطن. ولهم فيها من المحبوب في كلّ لمحة راحة، وفي كلّ ساعة خِلعة. يقول المصطفى صلّى الله عليه وآله: (تُحفة المؤمن: الموت).. وما خاف من الموت صاحبُ صِدق.
هذا العمل.. وعلى مرأى الناس ؟!
- نشر في
المؤمن الموحِّد المعتقِد لمّا كان يعلم أنّ الحق جلّ جلاله حفيظ ورقيب عليه.. وجَبَ أن يرتدي ثوبَ المراقبة (1) ، وأن يتنبّه إلى أحواله وأقواله وأعماله، وأن ينزّه ساحة صدره من لوثة الغفلة. وعليه أن يجعل ذِكرَه ووِردَه الدائم ألَم يَعلَمْ بأنّ اللهَ يَرى ؟!
الجهاد.. وتَمنّي الموت
- نشر في
وقاتِلوهُم حتّى لا تكونَ فِتنةٌ... (1) قاتِلوا أيها المسلمون في سبيل الله؛ فإنّ الله يحبّ المقاتلين الغازين: إنّ اللهَ يُحبُّ الذينَ يُقاتِلونَ في سبيلهِ صَفّاً (2) . إنّ الله يحبّ الرجال المحاربين الثابتين في مَواطن الجهاد والقتال، وفي معارك الأبطال.. الذين يبذلون أرواحهم، ويُضحّون بأبدانهم، ويفدون بقلوبهم؛
نداء الإكرام
- نشر في
يا أيّها الذينَ آمَنوا... (1) روي عن جعفر بن محمد عليه السّلام أنّ في هذا الكلام أربع خصال أكرم ربُّ العالمين بها الأمة وأحسن بها إليها. الأولى: النداء، والثانية: الكناية، والثالثة: الإشارة، والرابعة: الشهادة. «يا أيُّ» نداء، و «ها» كناية، و «الذين» إشارة، و «آمنوا» شهادة.
طاقة الأنبياء الروحية
- نشر في
مَن كَفَرَ باللهِ مِن بَعدِ إيمانِهِ، إلاّ مَن أُكرِهَ وقَلبُهُ مُطمئنٌّ بالإيمان (1) . مع صدق القلب وصحة المعتقَد في التوحيد.. إذا جَرَت كلمة الكفر على اللسان ـ عند الاضطرار والإكراه ـ فلا ضرر فيها، ولا تكون نقضاً لميثاق الدِّين. ومن طريق الإشارة: إنّ فِتيان الطريقة المتحقِّقين فعلاً بطلب الحقّ.. يُباح لهم أحياناً ـ بحكم الاضطرار البشري ـ أن يَسْعوا لتحصيل ما يتقوّمون به من مال الدنيا وأن ينظروا إلى الأسباب. ولأنّ سعيهم بمقدار الضرورة فإنّه لا يخدش صحة إرادتهم،
المال الصالح
- نشر في
المال الصالح إنّ الذينَ كفروا لَن تُغْنيَ عنهم أموالهُم ولا أولادُهم مِن اللهِ شيئاً، وأولئكَ هُم وَقُودُ النار (1) . الله الجليل الكريم الرحيم يتوعّد الكافرين، ويَعِد المؤمنين.. ويقول في ذمّ الكافرين: إنّ أموالهم وأبناءهم لن تنفعهم يوم القيامة ولا تُغني عنهم شيئاً. يعني: أنّ أموال المؤمنين تنفعهم في القيامة متّى أُدِّيَت بها الحقوق، وهي وسيلة تصون دينهم وتمنحهم السعادة الأبدية.
الهبوط والصعود.. بين آدم ومحمّد صلّى الله عليه وآله
- نشر في
الهبوط والصعود.. بين آدم ومحمّد صلّى الله عليه وآله إنّها لمَفارقة عجيبة! قيل لآدم: اهبِطْ (1) . وقيل للمصطفى: اصعَدْ (2) . يا آدم، اهبط ليستقرّ عالَم التراب بجلال سلطنتك. يا محمّد، اصعد إلى السماء لتزدان ذروة الأفلاك بجمال مشاهدتك. (503:5)
وجدان القلب.. وفِقدان القلب
- نشر في
واعلَموا أنّ اللهَ يَحولُ بينَ المرءِ وقَلبِه (1) . السالكون في طريق الحقيقة فِرقَتان: العالِمون، والعارفون. العالِمون وَجَدوا قلوبهم؛ لقوله تعالى: إنّ في ذلك لَذِكرى لمن كانَ له قلب (2) .
طريقة دعوة الأنبياء
- نشر في
كَذَّبت قومُ نُوحٍ المُرسَلين. إذ قال لهم أخوهم نوحٌ: ألاَ تَتَّقون (1) ؟! مضمون الآية الثانية بيان كيفية الدعوة، وبيان صفة الداعي. ومَن يدعو غيرَه إلى الله فإنّما يبدأ بدعوته إلى تقوى الله.. كما ذكر القرآن عن الأنبياء أنّهم كانوا يقولون: «ألاَ تَتَّقون» ؟!
لئلاّ تبقى حجّة
- نشر في
لئلاّ تبقى حجّة إنّا أرسَلْنا نُوحاً إلى قومه (1) . الحقّ جلّ جلاله وتقدّست أسماؤه وتعالت صفاته.. قد عَلِم بعلمه القديم وقدّر أعمال وأفعال وأحوال الآدميّ التي بعضها سبب الشقاء وبعضها سبب السعادة، بعضها فيها خسران الروح وبعضها فيها خسران الإيمان، وعَلِم أنّ الإنسان لا يبلغ بعقله مصالح
في طلب النار
- نشر في
فلمّا قضى موسى الأجَلَ... (1) . لمّا قضى موسى الأجل وتناهى إليه خبر مِن طائرِ أشواقه، عزم على العودة إلى الوطن، فاستأذن شُعَيباً في الذَّهاب. أخذ أهله وبضعة أغنام كان شُعيب قد أعطاه إيّاها، ومضى تلقاء مصر.. كما قال ربّ العزّة: «وسارَ بأهله».
الحبّ والبغض في سبيل الله
- نشر في
الحبّ والبغض في سبيل الله يا أيّها الذينَ آمنوا، لا تَتَّخِذوا اليهودَ والنصارى أولياء (1) . الجليل الجبّار الإله العظيم، العالِم المتّصف بالكمال، العزيز ذو الجلال.. ينادي عبيده بنداء الكرامة، ويُناغيهم بلطف وحنان؛ لِيرُدّ قلوبهم ـ برأفة ورحمة ـ إليه من التعلّق بالأغيار. يقول: لا تَتّخِذوا الأغيار أحبّاء، ولا تَرتضوا الأعداء أصدقاء. أحِبّوا مَن يرتضيه الله. اتَّخِذوا أحباباً في الله، وارتَضُوا أصدقاءً في دين الله. إذا طلبتم حقائقَ الإيمان فاطلبوها في موالاة أولياء الله ومعاداة
الصدق في العشق
- نشر في
إذ قال له ربّه: أسلِمْ، قالَ: أسلَمتُ لربِّ العالَمين (1) . لأنّ الخليل قد أتى عن طريق السلوك (2) .. صَدَر خطابٌ له من محضر العزة أنْ: ـ يا إبراهيم، مَن أرادني فعليه أن يكون لي كلّه، وما دامت فيك بقيّة من رغباتك البشرية ومُعارَضاتك النفسية فلن تفوز في
هجرة الظاهر.. وهجرة الباطن
- نشر في
هجرة الظاهر.. وهجرة الباطن والذينَ هاجَروا في سَبيلِ اللهِ، ثمّ قُتِلوا أو ماتُوا، لَيَرزُقَنّهُمُ اللهُ رزقاً حَسَناً، وإنّ اللهَ لَهُوَ خيرُ الرازقين * لَيُدخِلَنَّهُم مُدخَلاً يَرضَونه، وإنّ اللهَ لَعليمٌ حليم (1) . الهجرة هجرتان: هجرة الظاهر، وهجرة الباطن.
تسلية للنبيّ الكريم
- نشر في
قد نَعلَمُ أنّه لَيَحزُنُكَ الذي يقولون (1) . في هذه الآية تشريف وتكريم ـ من مقام الربوبية ـ للمصطفى صلّى الله عليه وآله، عن طريق الإشارة.. ذلك أنه لا أعلى منه صلّى الله عليه وآله ولا أرفع. وما من أحد أُعطي هذه المنزلة ومُنح هذه المرتبة، منذ عصر آدم إلى نهاية العالم.. بحيث يقول له ربّ العزّة يسلّي فؤاده: يا محمّد، نحن نعلم ماذا يصيب قلبَك من أولئك الذين لا حرمة لهم، وما أكثر ما يحزنك من كلامهم العابث! يا محمّد، لا تَخَلْ أنّا لا نرى ما يجري عليك، ولا نعدّ زفراتك التي تُطلقها ممزوجةً بالألم،
من ترجمة القرآن إلى اللغات الإفريقيّة
- نشر في
الترجمة باللغة السواحليّة اللغة السواحليّة أكثر اللغات شيوعاً في شرقيّ أفريقيا، حيث يتخاطب بها حوالي 25 مليون شخص يعيشون في دول تنزانيا وكينيا وأوغندا ورَواندا وبْروندي. واللغة السواحليّة هي مزيج من اللغة العربيّة مع اللهجات الساحليّة الأفريقيّة ولغة بانتو. وقد ساهمت الهجرة من مناطق
الخطوات.. الملعونة
- نشر في
الخُطوة هي: أثر القدم. أو هي: الفُرجة بين القدمين عند المشي في طريق. واتّباعك خُطُوات فلان.. هو أن تضع قدمك على أثر قدمه، وتمشي وراءه في الطريق. وحينما تَتّبع خطواتِ أحد فانك تكون قد اتّخذتَه إماماً، واتّخذتَه قائداً. وسوف يوصلك ـ هذا الإمام القائد ـ إلى ما سيصل هو إليه بلا شك. ولا مفرّ عندئذٍ من أن تَلقى مصيره هو، وتكون عاقبة أمرك مثل عاقبة أمره؛ لانك جعلتَه قائداً لك ودليلاً، ووضعتَ أقدامك عند المسير، على آثار أقدامه.