مكتبة العقائد
-
أصول الدين
المقالات: 45, التصانيف: 6 -
أديان وفرق
المقالات: 102 -
مفاهيم عقائدية
المقالات: 217 -
مناظرات وردود
المقالات: 377, التصانيف: 1 -
عامة
المقالات: 45 -
المستبصرون
المقالات: 2 -
فروع الدين
المقالات: 1, التصانيف: 7 -
أجوبة الشبهات
المقالات: 260
احبكم الى الله احسنكم عملا
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي

قال الإمام علي بن الحسين زين العابدين «عليه السلام»: «إنّ أحبّكم إلى الله عزّ وجل أحسنكم عملاً»1. يرتبط الإنسان في الحياة الدّنيا بالعديد من الرّوابط والعلائق، كالجاه والمنصب والمال والأولاد والزّوجة وغير ذلك، وما أن يموت حتّى يترك كلّ تلك العلائق والرّوابط، ولا يصحبه إلى عوالم ما بعد الموت إلاّ عمله، فإن كان عمله حسناً صالحاً فإنّه يكون له مؤنساً، وإن كان سيئاً فاسداً فإنه يكون له مزعجاً ومؤذياً، ففي الرّواية أنّ النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» قال لشخص يدعى قيس بن عاصم: «يا قيس، إنّ مع العزّ ذلاً، وإنّ مع الحياة موتاً، وإنّ مع الدنيا آخرة،
الدين بين العقل والتقليد
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن الصفار
وإذا كان غالبية الناس يتوارثون أديانهم ومعتقداتهم عن آبائهم وأسلافهم فإن هناك من يتنبه فكره أو يتحرك عقله للتأمل والبحث ليختار دينه وعقيدته عن وعي وإدراك.
فسلمان الفارسي الذي ولد ونشأ في قرية «جي» من أصفهان إيران في عائلة وبيئة مجوسية ربته على عبادة النار لكنه حينما تفتح وعيه وتعرف على المسيحية اعتنقها لأنه وجدها أقرب إلى الصواب من المجوسية، وبعد فترة اتضحت له نقاط الضعف والثغرات في الديانة الجديدة التي اعتنقها، فصار يتنقل من بلد إلى بلد معرضا نفسه للمغامرات والأخطار حتى نهبت منه جماعة أمواله واسترقته أي اعتبرته عبدا تمتلكه وباعته على يهودي مزارع من يثرب، كل ذلك تقبله بسعة صدر في سبيل البحث عن الحق والحقيقة، حتى أدرك امنيته وتشرف بخدمة الرسول محمد وأسلم على يديه .
الدين بين الانتماء والتطبيق
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن الصفار
الدين ليس قبيلة ينتمي إليها الإنسان، ولا جنسية بلد يحملها، إنه قيم ومبادىء ومنهج وسلوك، والتدين الصادق هو الالتزام بقيم الدين، والسير على نهجه، بيد أن المبتلين بمرض الغرور الديني، يخدعون أنفسهم بالاكتفاء بالانتماء الرسمي والاسمي للدين، دون العمل بمبادئه وتشريعاته، ويدعون لانفسهم الأفضلية وضمان النجاة في الدنيا والآخرة.
فكرة تعارف الحضارات.. وكيف تطورت؟
- نشر في
-
- مؤلف:
- الأستاذ زكي الميلاد
في صيف 1997م نشرت مقالة موسعة في مجلة الكلمة بعنوان: (تعارف الحضارات)، وكان هذا أول إعلان عن هذه الفكرة بهذا النحت البياني، وبهذا الصك الاصطلاحي، وجاء انبثاق هذه الفكرة من حصيلة تأملات مستفيضة من جهة، ومن جهة أخرى من حصيلة متابعات متصلة ومتجددة لحقل الدراسات الحضارية.
واستندت في تكوين هذه الفكرة إلى أصل من القرآن الكريم، الذي هو الأصل الأول وأصل الأصول حسب قول علماء الأصول، وتحدد ذلك في الآية الكريمة التي سميتها آية التعارف الواردة في سورة الحجرات في قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ... ﴾ 1
هل المعجزة أمر ممكن؟
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ ابراهيم الاميني
يقول البعض باستحالة المعجزة أساساً، و ان کل ظاهرة طبيعية لابد من و جود علّة ما وراءها، فمن الثابت عقلا ً ان کل شيء يستقي وجوده من سلسلة من العلل و ان هناك ارتباطاً ًقائما ً بين العلّة و المعلول و ان لکل معلول علّة خاصّة من نفس السنخ و ان قانون العلّية شامل يحکم العالم و الوجود بأسره، و انّه ليس هناك استثناء.
وإذن کل ظاهرة لابد و أن تستمد و جودها من علّة خاصّة بها، لأن من المحال عقلاً وجود معلول دون علّة، و في ضوء ماتقدّم کيف يمکن أن تتحول عصا و هي لاتملك مقوّمات و علل التحوّل- الى ثعبان؟!!
فلسفة الثقافة
- نشر في
-
- مؤلف:
- الأستاذ زكي الميلاد
فلسفة الثقافة كما يعرفها الكاتب البريطاني المعاصر تيري إيجلتون في كتابه (فكرة الثقافة) الصادر عام 2000م، بأنها تعبر عن اتجاه فكري يمكن النظر إليه على أنه ضرب من المجاهدة في محاولة للربط بين معاني الثقافة المتعددة التي راحت تنفصل شيئاً فشيئاً وكل يعوم في اتجاه، ويرى هذا الاتجاه أن الثقافة بمعنى الفنون تمثل سمة من سمات العيش المرهف الأنيق، والثقافة بوصفها كياسة يمثل مهمة ينبغي على التغيير السياسي أن يحققه في الثقافة بمعنى الحياة الاجتماعية ككل، وبهذا يتحد من جديد كل من الجمالي والأنثروبولوجي. بهذا القدر السريع والعابر يعرف إيجلتون هذا الاتجاه الفكري في الثقافة والدراسات الثقافية،
في الدفاع عن المعنى الحضاري للإسلام
- نشر في
-
- مؤلف:
- الأستاذ زكي الميلاد
من أبرز المقولات التي دافع عنها رجالات عصر الإصلاح الإسلامي في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين الميلادي، مقولة نفي التعارض بين الإسلام والمدنية، وبرهنوا كيف أن الدين يتناغم مع المدنية، وكيف أن المدنية تتناغم مع الدين. وقدموا في هذا المجال العديد من الأفكار والتصورات اللامعة والذكية، والتي تصور الفهم الحضاري للإسلام، وكيف أن الإسلام هو دين المدنية والتقدم والحضارة، وأنه جاء لدفع الناس لبناء المدنية والحضارة سبيلا لإصلاح أحوالهم، وتحسين معيشتهم، وطريقا للتغلب على المشكلات والمعضلات التي تعترض حياتهم، ونهجا لحفظ كرامتهم، وحماية حقوقهم، وانتظام معيشتهم.
الأدلّة العقلية والنقلية على عدم تحريف القرآن الكريم
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
نحن نعتقد بأنّ هناك أدلة كثيرة عقلية ونقلية تدل على عدم تحريف القرآن ، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم :﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ 1 ، وفي آية أخرى قال تعالى :﴿ ... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ 2.
فإذا كان الله سبحانه وتعالى تعهد بحفظ هذا الكتاب ، أفهل يمكن أن تطال يد التحريف هذا الكتاب؟
إضافة إلى أنّ القرآن الكريم لم يكن متروكاً أو منسيّاً حتى يأتي شخص ويضيف أو ينقص منه شيئاً. فكتّاب الوحي قد ازداد عددهم من أربعة عشر إلى أربعمائة شخص ، وكانوا يقومون بتدوين وضبط كلّ آية بمجرّد نزولها ،
التحقيق في سند حيث الولاية من رواية الصحابي عمران بن الحصين
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
وممن رواه من الصّحابة، الصّحابي عمران بن حصين، أخرج روايته العديد من علماء أهل السنة، وممن أخرجها أبو عيسى الترمذي في سننه، فقال: (حدّثنا قتيبة، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان الضّبعي، عن يزيد الرّشك، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين، قال: بعث رسول الله «صلّى الله عليه وآله وسلّم» جيشاً، واستعمل عليهم عليَّ بن أبي طالب، فمضى في السّريّة فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله «صلّى الله عليه وآله وسلّم» فقالوا: إذا لقينا رسول الله «صلّى الله عليه وآله وسلّم» أخبرناه بما صنع علي، وكان المسلمون إذا رجعوا من السّفر بدؤوا برسول الله «صلّى الله عليه وآله وسلّم»
عودة إلى مفهوم المثقف الديني
- نشر في
-
- مؤلف:
- الأستاذ زكي الميلاد
حاول الأستاذ أحمد عايل فقيهي أن يلفت النظر من جديد لمعنى المثقف الديني, في مقالة نشرها في زاوية الرأي الثقافي في صحيفتنا عكاظ. وذلك في سياق مناقشته لكتاب أصدرته حول هذا الموضوع حمل عنوان (محنة المثقف الديني مع العصر). وقد أخبرني الأستاذ فقيهي أن مقالته هذه تعد واحدة من أكثر مقالاته المنشورة التي لفتت الانتباه والاهتمام, نظراً لطبيعة فكرتها وموضوعها. وتجلى هذا الاهتمام في مقالتين متتاليتين نشرهما الأستاذ محمد صلاح الدين في صحيفة المدينة حول الموضوع ذاته.
اولو الامر في القرآن
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ ابراهيم الاميني
اکتسبت مسألة أولي الأمر أو صاحب الأمر أهميتها الفائقة لدي الصحابة ربّّّما انطلاقا ً من هذه الآية الکريمة في قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾
تجدد الفكر وتقدم العلم في المجال الإسلامي
- نشر في
-
- مؤلف:
- الأستاذ زكي الميلاد
يرى الدكتور محمد عابد الجابري في خاتمة كتابه (تكوين العقل العربي)، إن الدور الذي قام به العلم عند اليونان، وفي أوروبا الحديثة في مساءلة الفكر الفلسفي ومخاصمته، وفك بناءاته وإعادة تركيبها، قد قامت به السياسة في الثقافة العربية الإسلامية، واعتبر أن اللحظات الحاسمة في تطور الفكر العربي الإسلامي لم يكن يحددها العلم، وإنما كانت تحددها السياسة، وظل العلم في تصوره، علم الخوارزمي والبيروني وابن الهيثم وابن النفيس وغيرهم خارج مسرح الحركة في الثقافة العربية، ولم يشارك في تغذية العقل العربي، ولا في تجديد قوالبه، وفحص قبلياته ومسبقاته.
التحقيق في احد اسانيد حديث الثقلين من رواية الصحابي زيد بن ارقم
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
ومن طرق حديث الثقلين الصحيحة ما رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في كتابه المعرفة والتاريخ، فقال: (حدّثنا يحيى، قال: حدّثنا جريـر، عـن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضّحى، عن زيد بن أرقم، قال: قال النبي «صلّى الله عليه وآله وسلّم»: «إنّي تارك فيكم ما إنْ تمسكتم به لن تضلّوا؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض») 1.
ورجال السّند كلّهم من الثّقات عند أهل السّنة، أمّا يحيى، فهو: يحيى بن يحيى بن بكير التميمي المنقري، أبو زكريّا النيسابوري، من حفّاظ أهل السّنة، وثقة من ثقاتهم، أخرج له من السّتة البخاري ومسلم والترمذي 2.
تأخر الاهتمام بفكرة حقوق الإنسان في المجال الإسلامي
- نشر في
-
- مؤلف:
- الأستاذ زكي الميلاد
عند النظر لبداية الاهتمام بفكرة حقوق الإنسان، بأبعادها الفكرية والقانونية والفقهية والسياسية، في المجال الإسلامي المعاصر، يمكن القول إن هذا الاهتمام جاء متأخرا، وبصورة عامة يرى الباحث المصري حسنين توفيق إبراهيم في دراسة له بعنوان (حقوق الإنسان في الكتب والرسائل الجامعية وبعض الدوريات العربية)، نشرت سنة 1988م، يرى أن الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان في الدراسات الفكرية والفقهية والدستورية في العالم العربي ضعيف عند مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية، وحتى في الدراسات الأكاديمية.
النجاسات وعددها على وفق المذاهب الخمسة
- نشر في
نجس إلاّ عند مالك، ولكنّه قال: يغسل الإناء مِن ولوغه سبعاً، لا للنجاسة بل تعبداً ٍ.
وقال الشافعية والحنابلة: يغسل الإناء مِن ولوغ الكلب سبع مرات إحداهنّ بالتراب. وقال الإمامية: غسل الإناء مِن ولوغ الكلب مرة بالتراب، ثُمّ بعدها مرتين بالماء.
أنت (حكاية كبيرة)!
- نشر في
كنت مسافراً إلى الخرطوم على الطائرة السودانية منذ حوالي عشر سنوات، فأضيئ الضوء الأحمر، وربطنا الأحزمة وتحركت الطائرة ببطء إلى ممر الاقلاع ثم توقفت وارتفع أزيز محركاتها تمهيداً لاندفاعها السريع الذي يحقق لها عملية الارتفاع والطيران.. وحبست أنفاسي (كالعادة) إنتظارا لهذه اللحظة الحاسمة التي ينخلع فيها قلبي مع اللحظة التي تفارق فيها عجلات الطائرة الأرض. والتي لم استطع رغم اعتيادي السفر أن أتخلص من رهبتها أبداً وأستعين عليها دائما بالتمتمة ببعض آيات القرآن الكريم وأحبها إليَّ في هذه اللحظة الآية الكريمة التي تقول {..فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (يوسف/64)، وآية الكرسي التي أعيد ترديد آخرها {..وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة/255) عدة مرات وغيرهما.
وصية العلامة الحلي لولده فخر المحققين
- نشر في
يقول العلامة الحلي في جوانب من وصيته لولده فخر المحققين والتي جعلها خاتمة لكتابه (قواعد الأحكام) الذي ضمّنه لبّ فتاوى الأحكام وقواعد الإسلام وأوضح فيه نهج الرشاد وطريق السداد: (… فإني أُوصيك… بملازمة تقوى الله فإنها السنة القائمة والفريضة اللازمة… وعليك باتباع أوامر الله تعالى وفعل ما يرضيه واجتناب ما يكرهه والانزجار عن نواهيه، وقطّع زمانك في تحصيل الكمالات النفسانية وصرف أوقاتك في اقتناء الفضائل العلمية،
النور الثالث والسر المستودع فيه
- نشر في
الأمور كما أفهمها، أن الوجود كله يتكون من عقلين. عقلٌ فاعل جامع هو مصدر كل شيء وعقل منفعل تابع وضع له المصمم حدودً يقف عندها فلا وجود للتفكير المطلق للعقل التابع بل هذا من صفات العقل الجامع ، وانا بحثت في مراتب التفكير وتابعت فاعلية حركة العقل فوجدت أنّ له مراتب يرتقي بها ولكن إلى حدود ومراقٍ يتسلقها حيث النهاية.
وقد بحثت عن المرقاة الأخيرة في سلم صعود العقل وتحليقه في عالم الفكر وانطلاقة اللامحدودية في أسئلته فلم أجد في كل الكتب أي جواب شاف إلا في القرآن حيث هناك قولان ارتبطا ببعض بشكل وثيق.
القول الأول هو قول الرب: ((ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك)).
لماذا لا يكون عند الشيعة كتاب يحتوي على الأحاديث الصحيحة فقط كما لأهل السنة
- نشر في
إنّ الجواب يتوقّف على فهم المرتكزات الأساسية التي ابتنى عليها التشيّع ـ الممثّل للسنّة النبوية ـ وفهم مرتكزات الأطروحة السنّية، وبالتالي نفهم الجواب على السؤال، وإليكم جزءاً يسيراً وخلاصة للجواب:
إنّ الشيعة ـ واقتداءً بأئمّتهم (عليهم السلام) الذين أسّسوا علم الدراية وعلم الرجال ـ عندهم باب الاجتهاد مفتوح، ولم يقف على عالم أو شخص، والأئمّة (عليهم السلام) بيّنوا الضوابط التي تؤخذ بها الرواية عند توفّرها، وترد عند عدم وجودها، كقول الإمام الصادق (عليه السلام): «وكلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف» (١)، وكقوله (عليه السلام) عند تعارض الروايات: «يؤخذ به ـ أي المجمع عليه ـ من حكمنا، ويترك الشاذّ الذي ليس بمشهور عند أصحابك» (٢)، وغير ذلك من الروايات التي أوضحت بأنّ هناك من يكذب على الأئمّة، وأنّ هناك من يدسّ ويزوّر .
يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب
- نشر في
-
- مؤلف:
- الميرزا محمد باقر الحائري
إنّ هذه الفقرة واردة في زيارة العسكريين عليهما السلام وزيارة الرضا عليه السلام أيضاً المروية عن أبي جعفر الجواد عليه السلام، والظاهر جريان ذلك في الحجة عجل الله فرجه وعليه السلام وإن كانت زياراته خالية منها إلا أن الروايات لا تخلو عن التنبيه عليه والإشارة بل بعضها نص فيه، منها ما في الكافي عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: «يَا ثَابِتُ إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ كَانَ وَقَّتَ هَذَا الْأَمْرَ فِي السَّبْعِينَ فَلَمَّا أَنْ قُتِلَ الْحُسَيْنُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ تَعَالَى عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَأَخَّرَهُ إِلَى أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فَحَدَّثْنَاكُمْ فَأَذَعْتُمُ الْحَدِيثَ فَكَشَفْتُمْ قِنَاعَ السَّتْرِ وَلَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَقْتاً عِنْدَنَا وَيَمْحُو اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ»، قَالَ: أَبُو حَمْزَةَ فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام فَقَالَ: «قَدْ كَانَ كَذَلِكَ».(الكافي:1/368)