الأخلاق
القدوة الصالحة
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن الصفار
الحياة بالنسبة لكل إنسان تعتبر تجربة جديدة، فهو يأتي إليها لسفرة واحدة فقط، غير قابلة للتكرار، ويواجهها دون سابق خبرة أو معرفة، لذا فإن الفشل في تجربة الحياة لا يمكن تداركه أو تعويضه، وكما يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ ... ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ 1. ولكن كيف يُنجح الإنسان تجربته الواحدة والوحيدة في هذه الحياة، وهو يواجهها كمتاهة واسعة، مزروعة بالألغام، مليئة بالشهوات والمغريات، تتشعب فيها الطرق، وتتعدد الخيارات؟
تفكيك بنية التطرف
- نشر في
-
- مؤلف:
- الأستاذ زكي الميلاد
التطرف من الظواهر الفكرية التي ظهرت وتظهر في جميع الأزمنة القديمة والحديثة والمعاصرة، وظهرت وتظهر في جميع المجتمعات والثقافات والديانات، وأنها من الظواهر التي لن تختفي أو تنتهي أو تتلاشى في الاجتماع الإنساني، حالها حال الظواهر الفكرية الأخرى التي يفرزها الإنسان، ويظل يحتلك بها، ويتعايش معها، اختيارا أو إكراها، توافقا أو اختلافا. وتتعدد صور هذه الظاهرة بتعدد الميادين كافة، ففي الميدان الفكري يمكن الحديث عن تطرف فكري، وفي الميدان الديني يمكن الحديث عن تطرف ديني، وفي الميدان السياسي يمكن الحديث عن تطرف سياسي، وفي الميدان الاقتصادي يمكن الحديث عن تطرف اقتصادي، وهكذا في الميادين الأخرى الاجتماعية والإعلامية والتربوية وغيرها.
المذموم من حب الدنيا
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
عن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: (حبُّ الدّنيا رأسُ كلِّ خطيئة)1. ورد الذّم للدّنيا في العديد من النّصوص الشريفة، والمذموم في الدّنيا هو التعلّق بها لأجل ذاتها، وجعل الإنسان منها هدفاً له بمغرياتها ورغباتها وشهواتها، مما يؤدّي إلى الابتعاد عن طريق الله القويم وصراطه المستقيم، فحبُّ الدنيا الذي يستعبد الإنسان فيجعله يتّبع هواه في شهواته ورغباته، من طعام، وجنس، ومال، وغيرها، بحيث أنّه إذا حاز على الكثير من هذه الدّنيا وتعلّق قلبه بها، نسي الموت والتّوبة قبل الموت، فطال أمله، ونسي آخرته، وهذا هو ما تخوّفه النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» على أمّته، فقال: (ألا إنّ أخوف ما أخاف عليكم خلتان: اتباع الهوى وطول الأمل، أمّا اتباع الهوى فيصد عن الحق وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة)2.
المرأة وسمو الأخلاق .. السيدة زينب نموذجاً
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن الصفار
عبادة الخالق والقرب منه، هي المرتكز والمحور في الشخصية الإيمانية، بل هي مقياس الإنسانية والتحرّر في شخصية الإنسان، فالبديل عن التعبد لله، والخضوع له، هو العبودية للشهوات، وللمصالح المادية الزائلة. إنّ التعبّد لله يعني انسجام الإنسان مع فطرته النّقيّة، واستجابته لنداء عقله الصادق، بأنّ للحياة خالقاً يمسك بأزمتها، وإليه مصيرها. والتعبّد لله، هو النبع الذي يروي منه الإنسان ظمأه الروحي، ويتزوّد من دفقاته بدوافع الخير ونوازع الصلاح. فكلّما أقبل الإنسان على ربّه، وأخلص في عبادته، تجلّت إنسانيته أكثر، وتجسّدت القيم الخيّرة في شخصيته.
الحسد طاحونة الصراعات الدينية
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ محمد الصفار
خمسة مقالات في الحديث عن أسباب التنازع بين المتدينين سبقت هذا المقال، لأبدأ الحديث عن الحسد كسبب رئيسي من دوافع الصراع بينهم. «لا يوجد هناك من لا يعرف الحسد لأنه يكاد لا يخلو منه إنسان، وكأنه يدخل عنصرا من عناصر الغريزة في التركيب البشري» مصطلحات قرآنية لصالح عظيمة. لقد جاءت الأحاديث والروايات، متكاثرة ومحذره من سلطة الحسد، ودفعه الإنسان إلى المساوئ فهو آفة الدين، قال أمير المؤمنين «آفة الدين الحسد». وهو آفة الجسد قال «الحسد يذيب الجسد». وهو آفة الروح قال «ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد، نفس دائم، وقلب هائم، وحزن لازم». والحاسد تتعطل قواه عن الإنتاج والإبداع والتطور، ذلك أن الإنتاج والإبداع بحاجة ماسة لأمرين اثنين:
الصبر
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
عن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» أنّه قال: «الصبر خير مركب، ما رزق الله عبداً خيراً له ولا أوسع من الصبر»1. يعد الصبر من القيم الأخلاقية الرفيعة، والسجايا النبيلة، ولقد حثت الشريعةُ الإسلاميةُ كتاباً وسنّة على الصبر، وامتدحته وامتدحت المتخلقين به، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ 2.
الفرار من الخصومات
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن الصفار
حالة العداوة مع أي أحد من الناس ليست ممتعة ولا مريحة، فهي عبء على نفس الإنسان، واستهلاك لاهتماماته وجهوده، وهدر لطاقات المجتمع، وتمزيق لوحدته وانسجامه. لذلك على الإنسان العاقل الواعي أن يتجنب العداوات والخصومات، فلا يبادر أحداً بخصومة، ولا يصدر منه ما يسبب نزاعاً أو عداءً من قول أو فعل. وإذا ما حاول أحد أن يستدرجه لعداوة أو صراع، فليتحل بالذكاء وضبط النفس كي لا يقع في الفخ، فإن العداوة نفق لا يعرف الإنسان إذا دخله كيف يخرج منه؟
الاخلاص
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
عن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: «العمل الخالص: الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحدٌ إلاّ الله عزّ وجل»1. الإخلاص هو تجريد القصد عن الشوائب كلّها، بحيث يكون العبد في جميع أفعاله وأقواله مخلصاً، لا يدخل في نيّة عمله قصداً آخر غير قصد القربة لله سبحانه وتعالى. ففي الرّواية أنّ الحواريين قالوا لعيسى «عليه السلام»: «يا روح الله، من المخلص؟ قال: الذي يعمل لله، لا يحبّ أن يحمده النّاس عليه»2. فالمقياس الإلهي لقبول العمل وإعطاء الأجر عليه يختلف عن المقياس المتّبع عند النّاس، فالأجر على العمل في الأمور الدنيويّة منوط بإنجاز العمل، فمتى ما أنجز العامل العمل بالشكل المطلوب منه وحسب الشروط التي اشترطها عليه صاحب العمل استحقّ الأجرة عليه،
التوقف الفكري
- نشر في
-
- مؤلف:
- الأستاذ زكي الميلاد
في مجتمعنا من السهل أن يصاب الإنسان بالتوقف الفكري، ومن الصعب أن يحافظ على تجدده الفكري، هذه ظاهرة وليست حكمة، ظاهرة بمعنى أنها مقولة اجتماعية لها أساس وجودي مدرك في الواقع الخارجي بالإمكان وصفه والحديث عنه، وليست حكمة بمعنى أنها ليست مقولة بيانية تتوخى بديع الكلام وتحسيناته، وإن كانت تصلح أن تكون حكمة كذلك. هذه الظاهرة لفتت انتباهي كثيرا، وطالما أشرت إليها مرارا في أحاديث شفهية، وهي توحي لي بأننا كمجتمع لا نتقدم فكريا، ولا نصنف على المجتمعات التي تعرف بالتقدم الفكري حتى على المستوى العربي، ويظهر ذلك ويتجلى حين نرى أن الفكر والعمل الفكري لا يشغل إلا حيزا ضيقا ومحدودا، ولا يعرف في مجتمعنا على نطاق واسع، وهناك من يصفه وكأنه صرخة في واد.
التعصب للرأي، موقف متشنج من الآخر
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن الصفار
وينتج عن هذه الحالة – غالباً- موقف التطرف والحديّة تجاه المخالفين، وحتى في الاختلاف عند بعض القضايا الجزئية، والأمور البسيطة الجانبية. إنه خلق يخالف تعاليم الإسلام الذي يربي أبناءه على الاستماع لمختلف الآراء ومحاكمتها على أساس الدليل والمنطق، لا التعصب والانفعال. يقول تعالى: ﴿ ... فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ... ﴾ 1. وأكثر من ذلك فإن رسول الله والذي لا يشك في أحقية دعوته بمقدار ذرة واحدة، يخاطب المشركين بمنتهى التواضع والموضوعية قائلاً ﴿ ... وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ 2 . إنه منهج تربوي عظيم، يصوغ شخصية الإنسان على أساس احترام الآخرين، ومركزية العقل والوجدان.
تطهير الذات وتلويث الغير
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ محمد الصفار
سؤال حاضر وضاغط يراود من يداخل الناس ويحيط ببعض قضاياهم، لماذا يعمد الناس إلى تطهير أنفسهم من كل خطأ أو خلل أو تقصير، ويحاولون التبرؤ من هفوات أعمالهم، ومشاكل أسرهم، وخلافات شراكاتهم، وتقاعس مجتمعاتهم، ويبرعون في إلصاق كل شيء بالآخر؟ هذا الآخر الشريك في التجارة، والجزء من العائلة، والزميل في العمل، والفرد في المجتمع، لماذا يكون ضحية لهذا السلوك المعوج؟
المجتمع وصناعة الرؤية
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن الصفار
المجتمعات البشرية وخاصة في أوقات الأزمات والمشاكل هي أحوج ما تكون إلى نضوج الرأي ووضوح الرؤية، لأن ذلك يساعدها على تجاوز الأزمات وتخطي المشاكل، فالرأي الناضج والرؤية الواضحة توجهان مسيرة المجتمع نحو أفضل السبل والطرق، فلا تهدر الجهود والطاقات إلا فيما يعود بالربح والنفع المناسب لخدمة مصالح المجتمع. وقد ورد عن أمير المؤمنين علي أنه قال:ما من حركة إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة.
الغيبة
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
الغيبة هي: أن تذكر أخاك المؤمن بما فيه ويكره أن يذكر به، سواء ذكرت نقصاناً في بدنه أو خلقه أو ملابسه أو عقله أو دينه أو دنياه، وسواء أظهرت ما يكره إظهاره عنه بالتصريح أو التعريض أو الإشارة أو الكتابة أو الغمز أو اللمز أو غير ذلك. فعن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» أنه قال: «هل تدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقوله؟ قال: إن كان فيه ما تقوله فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته»2. وعن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: «إنّما الغيبة أن تقول في أخيك ما هو فيه مما قد ستره الله عزّ وجل، فإذا قلت فيه ما ليس فيه فذلك قول الله عزّ وجل: ﴿ ... فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ 3»4.
العلاقة مع الوالدين
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
حثت الشريعة الإسلامية كتابًا وسنةً الأولاد على بر والديهم والإحسان إليهما، فقال تعالى:﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ... ﴾ 1، وقال:﴿ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ... ﴾ 2 ،وقال:﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ... ﴾ 3، ففي هذه الآيات الثلاث يأمر الحق سبحانه وتعالى بالإحسان إلى الوالدين، وهناك رواية يرويها أبو ولاّد الحنّاط عن الإمام الصادق «عليه السلام»، تبيّن المعنى المراد من الإحسان إلى الوالدين في هذه الآيات، يقول أبو ولاّد: «سألت أبا عبد الله «عليه السلام» عن قول الله عز وجل: ﴿ ... وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ... ﴾ 2 ما هذا الاحسان؟ فقال: الإحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئًا مما يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين»4.
اجتنبوا كثيرا من الظن
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
من الظواهر الاجتماعية السلبية ظاهرة سوء الظن بتصرّفات الآخرين، وسوء الظن هو تغليب جانب الشّر على جانب الخير، في حين أنّ التصرّف الذي وقع فيه سوء الظن يحتمل الوجهين معًا، وهو مما نهت عنه الشريعة الإسلامية الغراء كتابًا وسنّة، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ... ﴾ 1.
امل يستحق الفرح
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ محمد الصفار
حاولت أن أبحث عن الأمل، وعن شيء يفرح ويسعد، وبدأت أهرب بعيداً عن كل معاناة أراها أو أسمع عنها، فوجدت الأمل حيث لا أتوقعه، وجدته هناك في تسونامي اليابان الذي ضربها قبل 10 أيام تقريباً وزهقت أرواح الآلاف فيه، وتراكمت الجثث على بعضها، وإذ بفرقة للإنقاذ تسمع صوت بكاء ضعيف، كذبته لأول وهلة، فليس هناك ما يدل على الحياة، لكن تكراره دعاها للهرع وإذا بطفلة رضيعة «4 أشهر» لا تزال على قيد الحياة بين ذلك الحطام الهائل والمرعب. أمواج تسونامي العاتية والقوية اختطفتها من يدي والديها في قرية «إشينكوماكي» فاعتقدت العائلة أنها فارقت الحياة وربما طمرت تحت ذلك الحطام الهائل، لكن الفرح عاد من جديد حين عادت الطفلة إليهم بعد 3 أيام، كما تقول صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
الاستغلال الامثل للعمر
- نشر في
-
- مؤلف:
- الشيخ حسن عبدالله العجمي
عن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله»: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت)1. في هذا الحديث النّبوي الشريف يخبر النبي «صلى الله عليه وآله» بأنّ هناك أموراً أربعة لا بد وأن يسأل عنها العبد في يوم القيامة، وهي: - عن عمره فيما أفناه. - عن شبابه فيما أبلاه. - عن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه. - عن حب أهل البيت «عليهم السلام». فأوّل هذه الأمور الأربعة التي يسأل العبد عنها هو أنّه يسال عن عمره فيما أمضاه وقضاه، وعمر الإنسان هو الفترة التي يعيشها في هذه الحياة الدّنيا، من يوم ولادته وإلى يوم فاته، فإذا ما استثنينا فترة ما قبل التكليف، وهي من يوم الولادة وإلى البلوغ الشرعي، فإن الفترة التي يسأل العبد عنها من عمره هي تلك الفترة من يوم تكليفه بالأحكام الشرعية والفرائض الإلهية وإلى يوم الوفاة.
متى تكون واعيا ؟
- نشر في
-
- مؤلف:
- تركي مكي العجيان
كلُّ إنسانٍ له عقلٌ يُدرك به وإن كان بسيطاً فإنه يمتلك وعياً بمستوى معين، حتى الطفل يمتلك وعياً، وإن كان منحصراً في الطعام وإرادة البقاء في هذه الحياة. وحين يكبر الإنسان فإنه من الطبيعي أن يمتلك وعياً أكبر برغباته وتطلعاته، وقد يعي أيضاً حقوقه التي قد تتعرّض للهتك حين يكون جاهلاً بها، فينبري للمطالبة بها والإصرار عليها بما يمتلكه من عيٍ بها. وحديثنا في هذه المقالة ليس عن هذا المستوى من الوعي، وإنما نتحدّث عن وعيٍ بمستوى متقدّم؛ يُحقق فيه الإنسان هدف وجوده في الحياة. وطالما أن حديثنا عن هذا المستوى من الوعي فإنه وبكل تأكيد لا يمكننا الجزم بأن كلَّ إنسان موجود
بناء الثقة
- نشر في
-
- مؤلف:
- الأستاذ زكي الميلاد
يستوقف انتباهي بصورة كبيرة نوعية الشعار الذي يطلقه على أعماله سنويا المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، و هو الشعار الذي يفترض فيه أن يكون متناغما مع مناخ العصر، و نظام التفكير العالمي. كما إنه يعبر عن رؤية قطاع كبير من نخبة العالم إلى طبيعة المشكلة العالمية، أو المشكلة الأكثر حضورا و تجليا و تأثيرا في النطاق العالمي، حسب تقدير هذه النخبة التي تضم شرائح من الاقتصاديين و السياسيين و الأكاديميين و التكنولوجيين و الإعلاميين، والتي تجتمع سنويا في منتدى دافوس،
من هو المفكر؟
- نشر في
-
- مؤلف:
- الأستاذ زكي الميلاد
في الانطباع العام أن المفكر هو أعلى درجة وأرفع رتبة من المثقف، وأقل درجة وأنزل رتبة من الفيلسوف، وبحسب هذا الانطباع الشائع فإن المفكر يقع في منزلة وسطى بين المثقف والفيلسوف، منزلة تخطت مرحلة المثقف، ولم تصل بعد إلى مرحلة الفيلسوف، لكنها تقع على هذا الطريق. الأمر الذي يعني أن المفكر لا يكون مفكرا إلا بعد أن يتخطى وضعية المثقف، والفيلسوف لا يكون فيلسوفا إلا بعد أن يتخطى وضعية المفكر.