عن مجاهد في قوله تعالى:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) قال:( جَاءَ بِالصِّدْقِ ) محمّد صلّى عليه وآله وسلّم( وَصَدَّقَ بِهِ ) عليّ بن أبي طالب.
٢- وروى الطباطبائي في تفسيره (الميزان) ج١٧ ص ٢٦٤ ط. اسماعيليان قال:
وفي المجمع في قوله تعالى:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) قيل: الّذي جاء بالصّدق محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وصدّق به عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، وهو المرويّ عن أئمّة الهدى من آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم.
٣- وروى الحافظ ابن عساكر، علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي في كتابه (تاريخ دمشق) ج٢ ص ٤١٩ في الحديث ٩٢٥ قال:
أخبرنا أبو عبد الله ابن أبي العلاء، أنبأنا أبو أبو القاسم، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر، أنبأنا خيثمة بن سليمان، أنبأنا إبراهيم بن سليمان بن حزازة، أنبأنا الحسن بن الحسين الأنصاري، أنبأنا علي بن القاسم، عن ابن مجاهد:
عن أبيه في قوله عزّ وجلّ:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) قال:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم و( وَصَدَّقَ بِهِ ) عليّ بن أبي طالب.
وروى الحافظ ابن عساكر من كتابه (تاريخ دمشق) ج٢ ص ٤١٨ ط٢، في الحديث ٩٢٤ قال:
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا محمد بن المظفر الشامي، أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي، أنبأنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، أنبأنا محمد بن عمرو العقيلي،حدّثنا محمد بن محمد الكوفي،حدّثنا محمد عمرو السوسي،حدّثنا نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن ليث:
عن مجاهد، في قوله الله:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) قال:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) محمّد،( وَصَدَّقَ بِهِ ) عليّ بن أبي طالب).
روى الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ٢١٤ ط٣، في الحديث ٨١٧ قال:
حدّثنا السيّد أبو منصور ظفر بن محمد الحسيني رحمه الله،حدّثنا أبو الحسين علي بن الرحمان بن عيسى بن ماتي - بالكوفة-حدّثنا الحبري،حدّثنا الحسن بن الحسين العرني،حدّثنا علي بن القاسم، عن عبدالوهّاب بن مجاهد:
عن أبيه، في قول الله تعال:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) قال: جاء بالصّدق رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم -( وَصَدَّقَ بِهِ ) عليّ.
الحبري: هو الحسين بن الحكم و (الحديث رواه) عنه جماعة.
وروى الحسكاني في كتابه الشواهد ج٢ ص ٢١٥ ط٣ في الحديث ٨١٨ قال:
أخبرناه أبو يحيى الحيكاني، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني بمكّة،حدّثنا أبو جعفر العقيلي،حدّثنا محمد بن محمد الكوفي،حدّثنا محمد بن عمرو السوسي،حدّثنا نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن ليث: عن مجاهد، في قول الله:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) قال:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) محمّد،( وَصَدَّقَ بِهِ ) عليّ بن أبي طالب.
(ورواه) محمد بن يحيى بن ضريس، عن نصر مثله.
وروى الحسكاني في كتابه الشواهد ج٢ ص٢١٥ ط٣ في الحديث ٨١٩ قال: أخبرناه أبو عبد الرحمان محمد بن أحمد القاضي -بالريوند- أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن أيّوب الزوري -بالري-، أخبرنا أبو بكر الجعابي،حدّثنا الحسين بن علي السلولي -بالكوفة- حدّثني محمد بن الحسن السلولي،حدّثنا عمر بن سعد (الأسدي) البصري، عن ليث:
عن مجاهد، (في قوله تعالى)( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ ) قال:( جَاءَ بِالصِّدْقِ ) رسول الله( وَصَدَّقَ بِهِ ) عليّ بن أبي طالب.
( ورواه) أبو بكر السبيعي، عن الحسين( بن علي السلولي) به.
وروى أيضاً الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٢١٦ في الحديث ٨٢٠ قال: في( التفسير) العتيق:( وحدّثنا) سعيد بن أبي سعيد التغلبي، عن أبيه، عن مقاتل بن سليمان، عن الضحّاك:
عن ابن عباس( في تفسير قوله تعالى:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) ) قال: هو النبيّ جاء بالصدق، و( وَصَدَّقَ بِهِ ) عليّ بن أبي طالب.
وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٢١٦ في الحديث ٨٢١ قال:
الجوهري: أخبرنا محمد بن عمران، أخبرنا علي بن محمد الحافظ، قال: حدّثني الحبري، حدّثننا حسن بن حسين،حدّثنا حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح: عن ابن عبّاس قوله:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) رسول الله، وعليّ صدّق به.
وأيضاً روى الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ٢١٧ ط٣، في الحديث ٨٢٢ قال:
أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي،حدّثنا أبو أحمد البصري، قال: حدّثني أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، قال: حدّثني بشر بن المفضل النيسابوري، قال: حدّثني عيسى بن يوسف الهمداني، عن أبي الحسن علي بن يحيى، عن أبان بن أبي عيّاش، عن أبي الطفيل: عن عليّ قال:[ ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) رسول الله و ( وَصَدَّقَ بِهِ ) أنا، والنّاس كلّهم مكذّبون كافرون غيري وغيره] .
٥- وروى الشيخ أبو علي الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) ج٨ ص ٤٩٨ ط. دار إحياء التراث العربي بيروت قال:
( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم( وَصَدَّقَ بِهِ ) عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، عن مجاهد، ورواه الضحاك عن ابن عباس، وهو المرويّ عن أئمّة الهدى عليهم السّلام من آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم.ثمّ مَنَّ سبحانه بما أعدّ لهم من النعيم، فقال( لَهُم مَّا يَشَاءُونَ ) من الثواب والنعيم في الجنّة( عِندَ رَبِّهِمْ ) ينالون من جهته (ذلك جزاء المحسنين) على إحسانهم الذي فعلوه في الدنيا وأعمالهم الصالحة.
٦- وروى الحسين بن الحاكم الحبري في( مانـزل من القرآن في أهل البيت، عليهم السّلام) ص ٨٠ ط١. قم قال:
حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثني الحبري، قال:حدّثنا حسن بن حسين، قال:حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قوله( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) رسول الله( جَاءَ بِالصِّدْقِ ) و عليّ( وَصَدَّقَ بِهِ ) .
٧- روى أبو نعيم، الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني في كتابه [ما نـزل من القرآن في عليّ (عليه السّلام)] ص ٢٠٤ ط١ في الحديث ٥٦ قال:
أخبرنا إبراهيم بن محمد إجازة، قال:حدّثنا الحسين بن علي بن الحسين السلولي( أخبرنا محمد بن الحسن السلولي) قال:حدّثنا عمر بن سعد( عن ليث) ، عن مجاهد في قوله تعالى:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) قال:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.
٨- وروى ابن شهر آشوب، رشيد الدين محمد بن علي في كتابه( مناقب آل أبي طالب) ج٣ ص ٩٢ ط٣ قال:
في عنوان:( أنَّ عليًّا هو الصدق والصادق) ، عن علماء أهل البيت، الباقر والصادق والكاظم والرضا وزيد بن عليّ عليهم السّلام في قوله تعالى:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿٣٣﴾ ) قالوا: هو عليّ عليه السّلام.
٩- روى السيوطي، جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر كمال الدين السيوطي الشافعي في تفسيره (الدّر المنثور) ج٥ ص ٣٢٨ قال:
وأخرج ابن مردويه، عن أبي هريره رض( في قول الله تعالى) :( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) .
قال( أبو هريرة) : هو رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم.
( وَصَدَّقَ بِهِ ) قال: هو عليّ بن أبي طالب.
١٠- روى العقيلي، أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي في كتاب( الضعفاء) ج١١ الورق ٢٢١ قال:
حدّثني محمد بن محمد الكوفي،حدّثنا محمد بن عمرو السوسي،حدّثنا نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد (الأسدي)، عن ليث: عن مجاهد، في قول الله:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) قال:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) محمّد،( وَصَدَّقَ بِهِ ) عليّ بن أبي طالب.
١١- وجاء في كتاب( دلائل الصدق) للشيخ محمد حسن المظفر ج٢ ص١٧٩ ط. القاهرة قال:
بنقله عن السيوطي في تفسيره(الدرّ المنثور) عن ابن مردويه أنّه أخرج عن أبي هريره،( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم،( وَصَدَّقَ بِهِ ) عليّ بن أبي طالب عليه السّلام) ونحو ذلك في (منهاج الكرامة) لابن المغازلي، وكما ذكر العلّامة الحلي في كتاب( دلائل الصدق) ج٢ ص ٢٦١ في تفسير قوله تعالى:
( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّـهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إذ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ﴿٣٢﴾ ) الزمر: ٣٢- هو من رد قول رسول الله صلّى الله عليه وآله في عليّ عليه السّلام.
أقول: ومماجاء فيما ورد من الروايات في كتب الحفّاظ أبانت نـزول الآية( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وفي وصية عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، لكن ذكر الطبري في تفسيره (جامع البيان) نـزولها في أبي بكر، بروايته عن عمر بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير، عن أُسيد بن صفوان، وليس لهذه الرواية مصداق بسندها، فأمّا عمر بن إبراهيم، هو أحد الكذّابين، فيما ذكره الذهبي في كتابه( ميزان الاعتدال) ج٣ ص ١٧٩، عن الدار قطني أنّه قال: بأنّ عمر بن إبراهيم كذّاب، ونقل فيه عن الخطيب قال: إنّه غير ثقة.
وما يقول أهل الجرح والتعديل، عن عبد الملك، فقد نقل الذهبي في كتابه( ميزان الاعتدال) ج٢ ص ٦٦٠ بأنَّ أبا حاتم قال: ليس بحافظ تغيّر حفظه وقال: أحمد: ضعيف يغلط. وقال ابن معين: مخلط.
وما ورد عن أسم: أُسيد بن صفوان، فقد ذكر الذهبي في الصفحة المذكورة: بأنّه مجهول:
وقد عقّب الشيخ محمد حسن المظفر في (الدّر المنثور) ج٢ ص١١٦و ١١٧ في ختام روايته للحديث عن طريق ابن المغازلي ومن طريق أبي نعيم، قال الشيخ المظفر: فيكون الجميع متّحداً في المراد، وأنّ المقصود بثاني الوصفين أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام.
إلى أن قال في كلام آخر: هذا ومن المضحك ما ذكره الرازي في المقام، قال:( أجمعوا على أنّ الأسبق الأفضل إمّا أبو بكر وإمّا عليّ، وحمل هذا اللفظ على أبي بكر أولى، لأنّ عليًّا كان وقت البعثة صغيراً، فكان كالولد الصغير الّذي يكون في البيت، ومعلوم أنّ إقدامه على التصديق لا يفيد مزيد قوّة وشوكة، أمّا أبو بكر كان رجلاً كبيراً في السن كبيراً في المنصب، فإقدامه على التصديق يفيد مزيد قوّة وشوكة في الإسلام فكان حمل اللفظ على أبي بكر أولى) .
فردّ المظفر قائلاً:
فإنّ مزيد الشوكة لا ربط له بالأولويّة المذكورة، لأنّ التصديق فرع المعرفة والت ُ قى، لا الشوكة.
ولذا مدح الله سبحانه وتعالى من جاء بالصدق وصدّقه: بالتقوى، فقال، فقال:( أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) ومن المعلوم أنّ أمير المؤمنين (ع) أقرب إلى المعرفة والتقوى من أبي بكر، فإنّه لم يعبد صنماً قطّ خلافاً لقومه، وعبدها أبو بكر مدّة من عمره، وطهّره الله سبحانه من الرِّجْسَ ولم يطهّر أبا بكر، وصلّى (عليّ) مع رسول الله سبع سنين قبل أبي بكر وغيره، ولا منافاة بين الصغر والمعرفة والكمال، ولذا دعاه رسول الله (ص) إلى الإسلام وهو صبي، فكان أخصّ الناس به، وأطوعهم له، وجعله خليفته ووزيره عندما جمع عشيرته الأقربين في أوّل البعثه ودعاهم إلى الإٍسلام.
كما جعل الله يحيى نبيّاً، وآتاه الحكم صبيّاً، وكذلك عيسى ويوسف وسليمان، وقد مدح الله الحسنين عليهما السّلام وهما طفلان بقوله سبحانه( إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ ) ،( يَخَافُونَ يَوْمًا ) ،( يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ ) ،( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ ) الآيات ولو سلّم دخْل الشوكة والقوة والمنصب بأولويّة الوصف بالتصديق، فأيّ قوة وشوكة لأبي بكر؟ وهو من أرذل بيت في قريش، كما قاله أبو سفيان، وأي منصب له؟ وهو كان خيّاطاً ومعلّماً للصبيان؟ فأين هو من أسد الله ورسوله وابن سيّد البطحاء؟ الّذي إن لم يزد الإسلام بنفسه قوة، فباتّصاله بأبيه وتعلّقه به.
أقول:
فيما ذكر الرازي أنّ:( نـزول الآية في أبي بكر أولى، لأنّ عليًّا كان وقت البعثة صغيراً، فكان كالولد الصغير الّذي يكون في البيت، ومعلوم أنّ إقدامه على التصديق، لا يفيد مزيد قوّة وشوكة، أمّا أبو بكر كان رجلاً كبيراً في السن، كبيراً في المنصب فاقدامه على التصديق يفيد مزيد قوّة وشوكة في الإسلام فكان حمل اللفظ على أبي بكر أولى) .
فلندقّق ونناقش قول الرازي ولنلاحظ ما يلي:
أ-كان أمير المؤمنين عليه السّلام صغيراً، كالولد الصغير الّذي يكون في البيت.
فهل حقّاً كان في البيت؟ أم أنّه هو الملازم للنبي (ص)، من يوم البعث، في اليوم الأثنين، وعليّ آمن به وصلّى مع النبيّ يوم الثلاثاء، ولم يكن غيرهما مؤمنين.
ولملاحظة رواية الحديث ٨٢٢ من شواهد التنـزيل للحسكاني ج٢ ص٢١٧ ط٣، وبإسناده عن أبي الطفيل عن عليّ قال:[ ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) رسول الله، و ( وَصَدَّقَ بِهِ ) أنا، والناس كلّهم مكذَّبون كافرون غيري وغيره] . فكيف يصح نـزول الآية بأبي بكر وقد كان كافراً وعابداً للأصنام.
ثمّ هل النبيّ (ص) لما دعا عليًّا للإسلام لم يكن على بصيرة أو على هدى، ولم يكن خاضعاً لإرادة الله سبحانه وتعالى؟ وهو الّذي( مَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى ) .
ثمّ علينا أن ننظر ونرى، أنّ الله سبحانه وتعالى جعل عيسى نبياًّ ولم يزل طفلاً وكذلك جعل الله يحيى نبيّاً وآتاه الحكم صبيّاً.
حديث الدار، وفي بداية الدعوة الإسلامية حين أمر الله تعالى رسوله، أن يدعو الأقربين، فدعاهم النبيّ للإسلام، فلم يستجب لدعوة النبيّ حينئذ سوى عليّ، وعندها قال النبيّ[أنت وزيري وخليفتي من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا] .
فقال أبو لهب لأبي طالب: أمَرَكَ أن تسمع وتطيع له ـ مُتهكّماً ـ بأن يطيع ابنه، عليّا عليه السّلام.
وعلينا النظر، فهل أمر النبيّ بإطاعة عليًّا كان عبثاً؟ مع أنّ عليّ بن أبي طالب كان صغيراً؟ وهل أنّ النبيّ معصوم أم لا في كل أقواله وأفعاله؟ثمّ إنّ النبيّ لا يتبّع الهوى ولا العواطف في الأحكام، وكيف أنّ النبيّ أوصى أن يكون عليّ بن أبي طالب وزيره وخليفته من بعده؟
والله يقول:( مَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى ) .
وقد ذكر الرازي أنّ لأبي بكر مزيد قوة وشوكة في الإسلام فَلْنَرَ متى كانت لأبي بكر قوة وشوكة في الإسلام؟
وهل له من شيء يذكر، من قوة وشوكة في حروب النبيّ مع الكفّار والمشركين؟
فهل لأبي بكر من شيء يذكر من قوة وشوكة في معركة بدر تروى له، فهل أصْلَتَ سيفاً أو قام بمبارزة تذكر له؟ثمّ هل له من قوة وشوكة في معركة الخندق؟
فهل قام بوجه عمرو بن ود العامري حين عبر الخندق ودعى المسلمين للمبارزة، فهل أجابه أبو بكر أو اعترض عمرو بن ود بسيفه وبمجاهدته، أم أنّه بلا قوّة ولا شوكة تذكر له. ولست أدري بما أجاب أو ردّ على عمرو بن ود حينما طالب المسلمين بمواجهته، حتّى قال (بححت(١) .. ومتحدّياً للمسلمين الّذين يرون من يقتل يموت شهيداً ويدخل الجنّة فهل حدّثت أبي بكر نفسه للشهادة والفوز بالجنّة وهل كانت له قوّة وشوكة ـ ساعتئذ ـ كي يحصل على حديث يذكره له التاريخ؟ وذلك كما قال النبيّ[ضربة عليٍّ يوم الخندق تعدل عبادة أمّتي إلى يوم القيامة] أو[ضربة عليٍّ تعدل عبادة الثقلين] .
ففي أيّة غزوة أخرى أو معركة كانت لأبي بكر فيها قوّة وشوكة؟ فما هو مقدار قوّته وشوكته في معركة خيبر، وما كانت صولته فيها أليس انهزم وعاد خائباً، منهزماً وكان وصاحبه يجبنان، ويجبّنان المسلمين، حتّى عادا هاربين وبلا قوة أو شوكة تعرف وتذكر.
____________________
(١) أدناه أبيات الشعر الّتي قالها عمرو بن ودّ العامري:
ولقد بححت عن النداء |
بجمعكم هل من مبارز |
|
ووقفت إذ جبن المشجّع |
موقف البطل المناجز |
|
إنّ السماحة والشجاعة في |
الفتى خير الغرائز |
فجبن المسلمون ولم يردّوا عليه، ليس أبو بكر وحده، فلا عمر بن الخطّاب ولا عثمان ولا غيرهم، سوى أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فقام عليّ فقال: يا رسول الله أنا له، فقال (ص): إنّه عمرو، فقال (ع): وإن كان عمرواً، فاستأذن عليّ إمام المتّقين ويعسوب الدين وسيّد المجاهدين رسول الله صلّى الله عليه وآله فأذن له:
فمشى إلى عمرو بن ودّ وهو يقول:
لا تعجلنّ فقد أتا |
ك مجيب صوتك غير عاجز |
|
ذو نيةٍ وبصيرةٍ |
والصدق منجي كل فائز |
|
إنّي لأرجو أن أُقيم |
عليك ناحية الجنائز |
|
من ضربة نجلاء يبقى |
ذكرها عند الهزائز |
قال حذيفة بن اليمان: فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:
[أبشر يا عليّ فلو وزن اليوم عملك بعمل أمّة محمّد لرجّح عملك بعملهم، وذلك أنّه لم يبق بيت من بيوت المشركين إلّا وقد دخله وهن بقتل عمرو، ولم يبق بيت من بيوت المسلمين إلّا وقد دخله عزّ بقتل عمرو].
فحينئذ دعا النبيّ عليّ بن أبي طالب الّذي كان أرمد العين فقال رسول الله:[سأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّانه، كرّار غير فرّار] .
فأعطى النبيّ الراية إلى عليّ بن أبي طالب، ولم يعد حتّى فتح الله على يديه خيبر، وسمع المسلمون هاتفاً من السّماء يقول:[لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ] .
وأين قوّة وشكيمة وشوكة أبي بكر في معركة ذات السلاسل،وكان من الهاربين.
وكان الإمام عليّ بن أبي طالب أوّل من يقوم في كلّ الحروب الّتي قامت وفي إحدى الغزوات استخلفه النبيّ في المدينة، فقال عليّ:[تستخلفني في الأهل والأطفال... فقال له النبيّ: ألا ترضى أن تكون منّي بمنـزلة هارون من موسى، إلّا أنه لا نبيّ بعدي] .
فهو صفو النبيّ ما خلا النبوّة.
وهو كنفس النبيّ في قوله تعالى:( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ ابناءَنَا وَابناءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ) فهو كنفس النبيّ بصريح القرآن الكريم.
وقول الرسول:[أنا وعليٌّ من شجرة واحدة والناس من شجر شتّى] .
ثمَّ أين قوّة وشوكة أبي بكر في معركة أحد حيث انهزم وبقي النبيّ وعمّه العباس يستصرخ المسلمين الّذين ولّوا الأدبار ولم يبق حول النبيّ إلّا عليّ وثلّة مؤمنة تدافع عن النبيّ وتطرد المشركين عنه فهذا عليٌّ ممن نـزلت فيهم آية التطهير:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) فقال النبي:[نـزلت الآية في خمسة: فيّ وفي عليّ وفاطمة والحسن والحسين] .
وقول النبي:[عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ] وقال:[عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ] .
وقال ابن حجر الهيثمي في (الصواعق المحرقة) ص ١٢٥ مانـزل في أحدٍ من كتاب الله، مانـزل في عليّ.
وقوله في الصواعق: نـزل في عليّ ثلاثمائة آية.
وفي الصواعق أيضاً ص١١٨ قال:
قال أحمد بن حنبل: ما جاء لأحدٍ من الفضائل ما نـزل في عليّ.
وبما روى جلال الدين عبد الرحمان السيوطي الشافعي في تفسيره(الدرّ المنثور) ج٥ ص ٢٨٦ قال:
وأخرج جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي في تفسيره بالإسناد، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم:
[من مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات تائباً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد بشّره ملك الموت بالجنّة، ثمّ منكر ونكير، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد يزفّ إلى الجنّة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات على السنّة والجماعة. ألا ومن مات على بغض آل محمّد، جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه:
آيس من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمّد مات كافراً ألا ومن مات على بغض آل محمّد لم يشم رائحة الجنّة].
وورد هذا الحديث في تفسير الكشّاف: ج٢ ص ٣٣٩.
وقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يشهد بأنّ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام،قد أسلم، قبل أن يسلم بشر:
فقد روى الحافظ الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج ٢، ط ٣، ص ٢٢٠ في الحديث ٨٢٥ وبإسنانده، عن أبي ذرّ قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:[إنّ الملائكة صلّت علَيَّ وعلى عليٍّ سبع سنين قبل أن يسلم بشر] .
وكذلك أورده ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق ج ٢٣ ص ٢٥٨ وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص٢٢١ ط٣ في الحديث ٨٢٦، وبإسناده عن أنس بن مالك،قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:[صلّت الملائكة علَيَّ وعلى عليٍّ سبع سنين، وذلك أنّه لم يرفع شهادة أن لا إله إلّا الله، إلّا منّي ومن عليّ] .
وكذلك روى ابن عساكر في كتاب تجريد الأسماء ج٤ الموجود في المجموع ١٠ من المكتبة الظاهريّة وبالإسناد إلى أنس بن مالك قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:[صلّت الملائكة علَيَّ وعلى عليّ سبع سنين، لأنَّ شهادة ألا إله إلّا الله إرتفعت منّي ومن عليّ] .
وهنا نتيقّن بما يقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، حيث صلّت عليه وعلى عليّ الملائكة سبع سنين، لتصديق عليّ (ع) النبيّ (ص) وانطباق الآية( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) على رسول الله صلّى الله عيه وآله وسلّم وعلى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام. دون سواهما.
ولننظر ونرى ونمعن فيما يقول أبو بكر نفسه:
أخرج ابن السمّان في الموافقة، عن قيس بن حازم، قال: إلتقى أبو بكر الصديق وعليّ بن أبي طالب، فتبسّمَ أبو بكر في وجه عليّ، فقال له: مالك تبسّمتَ؟
قال أبو بكر: سمعت رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يقول:[لا يجوز أحد على الصراط إلّا من كتَبَ له عليٌّ الجواز] .
وقد ذكر هذاالقول المحبّ الطبري في كتاب (الرياض النضرة) ج٢ ص١٧٧، ص٢٤٤.
وكذلك أورده ابن حجر الهيثمي المكّي في كتاب (الصواعق المحرقة) ص ٧٥.
وكذلك الصبّان في( إسعاف الراغبين) ص ١٧٦ بهامش كتاب( نور الأبصار) .
روى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره( الأمثل في تفسير كتاب الله المنـزل) ج١٥، ص ٧٦، ط١. مؤسسة البعثة للطباعة والنشر بيروت.
قال: فبغضّ الروايات الواردة عن أئمّة الهدى من آل محمّد - صلّى الله عليه وآله وسلّم- فسَّرت:( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ) بأنّها تعود على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم،( وَصَدَّقَ بِهِ ) تعود على عليّ عليه السّلام.
الزمر الآية ٥٦.
( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ )
الزمر الآية ٦٠.
( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ )
روى السيّد هاشم البحراني عليه الرحمة، في كتابه (غاية المرام) ص ٣٤١.
قال بروايته عن صاحب( المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة) :
يروى عن أبي بكر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعليّ بن أبي طالب:
[خلقت أنا وأنت ياعليّ من جنب الله تعالى.
فقال: يا رسول الله ما جنب الله تعالى؟.
قال (ص): سرٌّ مكنون، وعلم مخزون، لم يخلق الله منه سوانا، فمن أحبنّا وفى بعهد الله، ومن أبغضنا فانّه يقول في آخر نفس:
ياحسرتي على ما فرّطت في جنب الله].
روى الشيخ الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) ج٨ ص ٥٠٥ ط. دار إحياء التراث العربي بيروت قال:
عن الحسن، قال الفراء الجنب القرب، أي قرب الله وجواره، يقال: فلان يعيش في جنب فلان أي قربه وجواره، ومنه قوله تعالى:( وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ) فيكون المعنى على هذا القول:على ما فرطت في طلب جنب الله أي في طلب جواره وقربه، وهو الجنّة وقال الزجّاج أي فرّطت في الطريق الّذي هو طريق الله فيكون الجنب بمعنى الجانب، أي قصّرت في الجانب الّذي يؤدّي إلى رضى الله.
وروى العياشي بإسناد عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السّلام أنّه قال:[نحن جنب الله] .
وروى الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه( ينابيع المودّة٩ . ص ٤٩٥ قال:
في المناقب عن أبي بصير، عن جعفر الصادق رضي الله عنه، قال: قال أمير المؤمنين عليّ (سلام الله عليه) في خطبته وسرَدَ بعض الخطبة إلى أن قال:
قال عليّ:
[وأنا جنب الله الّذي يقول الله تعالى فيه: ( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ ) ] .
وروى العيّاشي بإسناده عن خيثمة قال سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول:[من حدّث عنا بحديث فنحن سائلوه عنه يوماً فإن صدق علينا فإنمّا يصدق على الله وعلى رسوله، وإن كذب علينا فإنمّا يكذب على الله وعلى رسوله، لأنّا إذا حدّثنا لا نقول: قال فلان وقال فلان، إنمّا نقول: قال الله وقال رسوله ثمّ تلا هذه الآية: ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ ) الآية، ثمّ أشار خيثمة إلى أذنيه فقال: صمّتا إن لم أكن سمعته].
وعن سودة بن كليب، قال سألت أبا جعفر عليه السّلام عن هذه الآية فقال:[كل إمام انتحل إمامة ليست له من الله
قلت: وإن كان علويّاً، قال عليه السّلام:وإن كان علويّاً .
قلت وإن كان فاطميّاً، قال:وإن كان فاطميّاً].
وورد في( الأمثل في تفسيركتاب المنـزل) ج١٥ ص ١٢٧ ط. مؤسسة البعثة بيروت.
فقد ورد في حديث عن الإمام الصادق عليه السّلام:[من حدّث عنّا بحديث فنحن سائلوه عنه يوماً، فإن صدق علينا فانّما يصدق على الله وعلى رسوله، وإن كذب علينا فإنّه يكذب على الله ورسوله، لأنّا إذا حدّثنا لا نقول: قال فلان وقال فلان، إنمّا نقول: قال الله وقال رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثمّ تلا هذه الآية( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ) ] .
وورد في الأمثل ص ١٢٧:
ورد في كتاب الكافي(١) حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السّلام:[حديثي، حديث أبي، وحديث أبي حديث جدّي، وحديث جدّي حديث الحسين،وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله، وحديث رسول الله قول الله عزّ وجلّ] .
____________________
(١) اصول الكافي: المجلس ١ صفحة ٥١ الحديث ١٤.
سورة المؤمن (غافر)
سورة المؤمن الآيات ٧، ٨، ٩
( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿٧﴾ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أنت الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٨﴾ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٩﴾ )
روى الحافظ الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ٢١٩ ط٣ في الحديث ٨٢٣ قال:
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصوفي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ، حدّثني عبد العزيز بن يحيى بن أحمد، قال: حدّثني محمد بن زكريّا، حدّثني جعفر بن محمد بن عماره، قال:حدّثني أبي، عن جابر الجعفي،عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه قال:
قال عليّ:[لقد مكثت الملائكة سبع سنين وأشهراً لا يستغفرون إلّا لرسول الله ولي، وفينا نـزلت هاتان الآيتان: ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ) إلى( الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .
فقال قوم من المنافقين:مَنْ كان مِنْ آباء عليّ وذريّتـ( هم) الّذين أنـزلت فيهم هذه الآيات؟
فقال عليّ:سبحان الله أمّا من آبائنا إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب؟ أليس هؤلاء من آبائنا ؟] .
وروى الحسكاني في( شوهد التنـزيل) ج٢ ص ٢٢٠ ط٣، في الحديث ٨٢٤ وبإسناده، عن أبي الجارود، عن أبي المعتمر، عن أبيه، قال: سمعت عليًّا يقول:[والله لقد مكثت الملائكة سبع سنين وأشهراً ما يستغفرون إلّا لرسول الله ولي، وفينا أنـزلت هاتان الآيتان: ( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا... ) .
حتّى ختم الآيتين، فقال قوم من المنافقين: من آباؤهم؟ فقال عليّ:سبحان الله آباؤنا إبراهيم وإسماعيل وإسحاق].
وروى أيضاً الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج ص ٢٢٠ ط٣ في الحديث ٨٢٥ وبإسناده عن أبي ذرّ قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:[إنّ الملائكة صلّت علَيَّ وعلى عليّ سبع سنين قبل أن يسلم بشرٌ] .
وروى الحافظ الحسكاني في الشواهد ج٢ ص٢٢١ ط٣، في الحديث ٨٢٦ وبإسناده، عن ِأنس بن مالك، قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[صلّت الملائكة علَيَّ وعلى عليّ سبع سنين، وذلك إنّه لم يرفع شهادة أن لا إله إلّا الله، إلّا منّي ومن عليّ] .
وروى أيضاً الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ٢٢٢ ط٣ في الحديث ٨٢٧ وبإسناده عن أبي رافع، قال:
صلّى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أوّل يوم الإثنين وصلّت خديجة آخر يوم الإثنين، وصلّى عليّ يوم الثلاثاء من الغد مستخفياً قبل أن يصلّي مع النبيّ أحد سبع سنين وأشهراً.
قد استوفيت الباب في سبق إسلامه.
روى الشيخ المفيد، محمد بن أحمد بن محمد الحارثي التلعكبري في كتاب الإرشاد ص ٢١ قال:
أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي، قال: حدّثني محمد بن أحمد بن أبي الثلج، عن أحمد بن محمد بن القاسم البرقي، عن أبي صالح سهل بن صالح -وكان قد حان مائة سنة- قال: سمعت أبا المعمر عبّاد بن عبد الصمد أبو معمر، عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:[صلّت الملائكة علَيَّ وعلى عليٍّ سبع سنين، وذلك إنّه لم يرفع شهادة ألا إله إلّا الله، إلّا منّي ومن عليّ] .
وروى الحافظ ابن عساكر، علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي في كتابه (تاريخ دمشق) ج١ ص ٤٨ في الحديث ٧١ من ترجمة الإمام عليّ عليه السّلام قال:
أخبرنا أبو محمد بن حمزة، أنبأنا أبو بكر الخطيب.
وأخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنبأنا أبو بكر ابن الطبري، قالا: أنبأنا أبو الحسن بن الفضل، أنبأنا عبد الله بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان، أنبأنا يحيى بن عبد الحميد، أنبأنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه:
عن جدّه أبي رافع، قال: صلّى النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم أوّل يوم الأثنين وصلّت خديجة آخر يوم الإثنين، وصلّى عليّ يوم الثلاثاء من الغد، وصلّى مستخفياً قبل أن يصلّي مع النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم أحد سبع سنين وأشهراً.
وروى ابن عساكر في (تاريخ دمشق) ج١ ص ٥٣ قال:
( أنبأنا أبو الحسن القرضي،حدّثنا عبد العزيز بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار، أنبأنا أبو سليمان) محمد بن( عبد الله بن) منصور بن نصر بن إبراهيم، أنبأنا أبو عقيل لخولاني، أنبأنا عيسى بن سليمان أبو موسى، أنبأنا عمرو بن جميع، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أبي ذرّ، قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم:[إنّ الملائكة صلّت علَيَّ وعلى عليّ سبع سنين قبل أن يسلم بشرٌ] .
وروى أيضاً ابن عساكر في( تاريخ دمشق) ج١ ص ٨١ في الحديث ١١٤ قال:
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم ِابن مسعدة، أنبأنا عبد الرحمان بن محمد الفارسي، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأنا محمد بن دبيس بن بكار، أنبأنا السري بن يزيد، أنبأنا سهل بن صالح، أنبأنا عبّاد بن عبد الصمد:
عن أنس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم:[صلّى علَيَّ الملائكة وعلى عليّ بن أبي طالب سبع سنين ولم يصعد - أولم يرتفع- شهادة أن لا إله إلّا الله من الأرض إلى السّماء إلّا منّي ومن عليّ بن أبي طالب] .
وروى ابن عساكر في الجزء الرابع من كتاب( تجريد الأسماء) الموجود في الظاهريّة قال:
أخبرنا الشيخ أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد المعدل، أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمان بن محمد الفقيه، أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد البغدادي، أنبأنا الحسن بن علي بن زكريا العدوي، أنبأنا كامل بن طلحة الجحدري، أنبأنا كثير بن عبد الله، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم:[صلّت الملائكة عَلَيَّ وعلى عليّ سبع سنين، لأن شهادة أن لا إله إلّا الله ارتفعت منّي ومن عليّ] .
وروى السيوطي، جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر كمال الدين السيوطي الشافعي في كتاب( اللالي المصنوعة) ج١ ص ٣٢١ ط مصر وفي ط الهند ص ١٩٤ قال بإسناده عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أبي ذرّ، قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم:[إنّ الملائكة صلّت علَيَّ وعلى عليّ سبع سنين قبل أن يسلم بشر] .
وروى الطبراني، الحافظ سليمان بن أحمد بن أبي أيّوب اللخمي، في كتابه (المعجم الكبير) ج١ الورق ٥١/ قال:
قال:حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري،حدّثنا يحيى الحمّاني،حدّثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه عن جدّه قال:
صلّى رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم غداة الأثنين وصلّت خديجة رضي الله عنها يوم الإثنين من آخر النهار، وصلّى عليّ يوم الثلاثاء، فمكث عليّ يصلّي مستخفياً سبع سنين وأشهر قبل أن يصلّى أحد.
روى الهيثمي، نور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي القاهري الشافعي في( كشف الأستار) ج٣ ص ١٨٢ في الحديث ٢٥١٩ قال بروايته عن البزّار:
حدّثنا عبّاد بن يعقوب،حدّثنا علي بن هاشم بن البريد،حدّثنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن أبي رافع، قال: نُبّئ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم الأثنين وأسلم عليّ رضي الله عنه يوم الثلاثاء.
وروى الهيثمي، في (مجمع الزوائد) قال: وروى البزّار، عن أبي رافع، قال: نبّئ النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم يوم الأثنين وأسلم عليّ يوم الثلاثاء، وكعادة الهيثمي في النيل من رواة مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام أو تضعيفهم، نراه يقول في هذه الرواية:
وفيه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، وثّقه ابن حبّان، ضعّفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.
وروى الهيثمي في فضائل الإمام عليّ عليه السّلام في( مجمع الزوائد) ج٩ ص ١٠٣، عن الطبراني، قال:
حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري،حدّثنا يحيى الحمّاني،حدّثنا علي بن هاشم،عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه، قال:
صلّى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم غداة الإثنين وصلّت خديجة رضي الله عنها يوم الإثنين من آخر النّهار، وصلّى عليّ يوم الثلاثاء، فمكث عليّ يصلّي مستخفياً سبع سنين وأشهراً قبل أن يصلّي أحد.
روى الخوارزمي أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد الحنفي، خطيب خوارزم في كتاب (مناقب عليّ بن أبي طالب) ص ٢١ في الفصل ٤ قال:
أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ علي بن أحمد العاصمي، قال: أخبرني إسماعيل بن أحمد الواعظ، عن والده أحمد بن الحسين البيهقي، عن أبي الحسين بن الفضل، عن عبد الله بن جعفر، عن يعقوب بن سفيان، عن يحيى بن عبد الحميد، حدّثني علي هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه أبي رافع، قال: صلّى النبيّ - صلّى الله عليه وآله - يوم الإثنين وصلّى عليّ يوم الثلاثاء من الغد، وصلّى مستخفياً قبل أن يصلّي مع النبيّ أحد، سبع سنين وأشهراً.
وقال عليه السلام:[أنا ناصرت الدين طفلاً وكهلاً] .
سورة المؤمن غافر الآية ٤٠.
( مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إلّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أو أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿٤٠﴾ )
روى ابن المغازلي، الحافظ علي بن محمد الجلابي، المعروف بابن المغازلي في كتابه (مناقب عليّ بن أبي طالب) ص ٢٩٣ بإسناده عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلم:
[يدخل من أمّتي الجنّة سبعون ألفاً لا حساب عليهم ثمّ التفت إلى عليّ فقال:
هم من شيعتك وأنت إمامهم] .
وروى السيّد محمد حسين الطباطبائي في تفسير( الميزان) ج١٧ ص ٣٠١ ط. إسماعيليان قال:
وفي الخصال: عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ عليهم السّلام قال:
[إنّ للجنّة ثمانية أبواب، باب يدخل منه النبيّون والصدّيقون، وباب يدخل منه الشّهداء والصالحون، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبّونا.
فلا أزال واقفاً على الصراط أدعو وأقول: ربّ سلِّم شيعتي ومحبّي وأنصاري ومن تولّاني في دار الدنيا، فإذا النداء من بطنان العرش قد أجيبت دعوتك وشفّعت في شيعتك، ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولّاني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفاً من جيرانه وأقربائه.
وباب يدخل منه سائر المسلمين ممن يشهد أن لا إله إلّا الله ولم يكن في قلبه مثقال من بغضنا أهل البيت].
سورة فصلت
سورة حم السجدة فصلت الآية ٤٠.
( أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
روى الحافظ الحاكم أبو القاسم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ٢٢٥ في الحديث ٨٢٨ قال:
أخبرنا عقيل بن الحسين، أخبرنا علي بن الحسين،حدّثنا محمد بن عبيد الله،حدّثنا محمد حمّاد الأثرم -بالبصرة-،حدّثنا حميد بن الربيع الخزّار،حدّثنا سفيان بن عيينة، عن أبيه نجيح، عن مجاهد:
عن عبد الله بن عبّاس، في قول الله عزّ وجلّ:( أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ ) يعني الوليد بن المغيرة،( أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) من عذاب الله ومن غضب الله، وهو عليّ بن أبي طالب،( اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ) وعيد لهم.