فدفعوا إليه أقراصهم، وباتوا ليلتهم لم يذوقوا إلّا الماء القراح فلمّا أصحبوا عمدت فاطمة إلى صاع آخر فطحنته وعجنته وخبزته خمسة أقراص وصاموا يومهم وصلّى عليّ مع رسول الله صلّى الله عليه وآله المغرب ودخل منـزله ليفطر فقدّمت إليه فاطمة خبز شعير وملحاً جريشاً وماءً قراحاً، فلمّا دنوا ليأكلوا وقف يتيم بالباب فقال: السّلام عليكم أهل بيت محمّد،( أنا) يتيم من أولاد المسلمين، إستشهد والدي مع رسول الله يوم أحد، أطعمونا أطعمكم الله على موائد الجنّة، فدفعوا اليه أقراصهم وباتوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلّا الماح القراح. فلمّا أن كان في اليوم الثالث عمدت فاطمة إلى الصاع الثالث وطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، وصاموا يومهم وصلّى عليّ مع النبيّ المغربثمّ دخل منـزله ليفطر، فقدّمت فاطمة خبز شعير وملحاً جريشاً وماءً قراحاً، فلمّا دنوا ليأكلوا وقف أسير بالباب فقال: السّلام عليكم يا أهل بيت النبوّة أطعمونا أطعمكم الله، فأطعموه أقراصهم، فباتوا ثلاثة أيّام ولياليها لم يذقوا إلّا الماء القراح.
فلمّا كان اليوم الرابع عمد عليّ - والحسن والحسين يرعشان كما يرعش الفرخ - وفاطمة وفضّة معهم فلم يقدروا على المشي من الضعف فأتوا رسول الله،فقال:إلهي هؤلاء أهل بيتي يموتون جوعاً فأرحمهم يا ربّ واغفر لهم، هؤلاء أهل بيتي فاحفظهم ولا تنسهم . فهبط جبرائيل وقال: يا محمّد إنّ الله يقرأ عليك السّلام ويقول:(قد استحببت دعاءك فيهم وشكرت لهم ورضيت عنهم واقرأ: ( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴿٥﴾ ) إلى قوله: ( إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ﴿٢٢﴾ ) ].
( والحديث) إختصرته في مواضع.
وروى الحافظ الحسكاني في (الشواهد) ج٢ ص ٤٦٣ ط٣ في الحديث ١٠٥٦ قال:
فرات بن إبراهيم الكوفي،حدّثنا محمد بن إبراهيم بن زكريّا الغطفاني قال: حدّثني أبو الحسن هاشم بن أحمد بن معاوية - بمصر - عن محمد بن بحر، عن روح بن عبد الله، قال: حدّثني جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه قال:
مرض الحسن والحسين مرضاً شديداً فعادهما محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأبو بكر وعمر، فقال عمر لعليّ: لو نذرت لله نذراً واجباً.
وساق الحديث بطولة إلى قوله: فقال جبرئيل يا محمّد إقرأ:( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ ) إلى آخر الآيات.
وروى الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ٤٧٠ ط٣ في الحديث ١٠٦٤ قال:
أبو النضر في تفسيره:حدّثنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن روح الطرسوسي،حدّثنا محمد بن خالد العبّاسي،حدّثنا إسحاق بن نجيح، عن عطاء: عن ابن عباس في قوله تعالى:( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ ) قال: مرض الحسن والحسين مرضاً شديداً حتّى عادهما جميع أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فكان فيهم أبو بكر وعمر، فقالا: با أبا الحسن لو نذرت لله نذراً، فقال عليّ: لئن عافا الله سبطي نبيّه محمّد مما بهما من سقم لأصومَنّ لله نذراً ثلاثة أيّام، وسمعته فاطمة فقالت: ولله عَلَيَّ مثل الذي ذكرته، وسمعه الحسن والحسين فاطمة فقالا: يا أبة والله علينا مثل الذي ذكرت، فأصبحا وقد عافاهما الله تعالى( فصاموا) فغدا عليٌّ إلى جار له فقال: أعطنا جزّة من صوف تغزله لك فاطمة، واعطنا كراه ما شئت، فأعطاه جزّة من صوف وثلاثة أصوع من شعير. وذكر الحديث بطوله من الأشعار إلى قوله: إذ هبط جبرئيل فقال: يا محمّد يهنّيك ما أنزل فيك وفي أهل بيتك:( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ ) إلى آخره، فدعا النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عليًّا وجعل يتلوها علياً، وعليّ يبكي ويقول:[ألحمد لله الّذي خصّنا بذلك] .
والحديث اختصرته.
روى محمود بن عبد الله الحسيني شهاب الدين أبو الثناء البغداد الشافعي الألوسي في تفسيره (روح المعاني) ، عند تفسير سورة الإنسان( هَلْ أَتَىٰ ) فقد روى، الرواية للحادثة عن عطاء، عن ابن عباس بتفصيلها وفي نهايتها.
فهبط جبرئيل، فقال: خذها يا محمّد، هنّأك الله تعالى في أهل بيتك.
قال[ النبيّ (ص)] وما آخذ يا جبرئيل؟
فأقرأه:
( هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ ) إلى آخر السورة.
وأورد نظام الدين النيسابوري في تفسيره (غرائب القرآن ورغائب الفرقان) الّذي بهامش تفسير الطبري /ج٢٩، ص ١٢١ قال:
أنَّ سورة الدهر نزلت في أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم - وأورد الرواية إلى أن قال:
فأقرأه السورة، ويروى أنّ السائل في الليالي، كان جبرئيل عليه السلام، أراد بهذا الأمر ابتلائهم بإذن الله سبحانه.
روى سبط ابن الجوزي في كتاب تذكرة الخواص ص ٢٨٤ ط. بيروت في ذكر فضائل فاطمة في الباب ١١ قال:
وسمعت جدّي ينشد في مجالس وعظه ببغداد في سنة ستّ وتسعين وخمسمئة بيتين ذكرهما في كتاب( تبصرة المبتدئ) ، ص ٤٤٥ ط. دار إحياء الكتب العربي وهما:
أهوى عليًّا وإيماني محبّته |
كم مشرك دمه من سيفه وكفا |
|
إن كنت ويحك لم تسمع فضائله |
فاسمع مناقبه من( هَلْ أَتَىٰ ) وكفا |
وذكر سبط ابن الجوزي، في قوله:
يا علماء الشرع أعلمتم لِمَ آثرا[ المسكين واليتيم والأسير على أنفسهم] وتركا الطفلين[ الحسن والحسين] عليهما أثر الجوع؟ أتراهما خفي عنهما سرّ (إبدأ بمن تعول)؟ ما ذاك إلّا أنَّهما علما قوّة صبر الطفلين وأنّهما غصنا من شجرة[أظلّ عند ربّي وبعض جملة:فاطمة بضعة منّي] وفرخ البطّ سابح.
وكذلك فقد قال ابن الجوزي في نهاية ما أورده حول الآيات من سورة الدهر في فضائل الإمام عليّ عليه السلام من كتابه التبصرة ص ٤٥١ قال:
وقد ذكرنا أنّ هذا نزل في حقّ عليّ رضي الله عنه وأهل بيته لإيثارهم بالطعام.
روى الشيخ محمد بن علي الفسوي في تفسيره( البيان في نزول القرآن) مخطوط، في الصفحة ١ من الورقة ١٢٧ قال:
( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴿٨﴾ )
هذه الآية نزلت في شأن أهل البيت( عليهم السلام) وذلك أنّ الحسن والحسين مرضا مرضاً شديداً، فعادهما النبيّ - صلّى الله عليه وأصحابه ...) إلى تمام الحديث المروي.
وروى الشيخ محي الدّين بن عربي الصوفي في تفسيره (تفسير القرآن الكريم) ج٢ ص ٧٤١ قال:
( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ ) في حالة احتياجهم إليه لسدّ خلّة الجوع، من يستحقّه، ويؤثرون به غيرهم على أنفسهم، كما هو المشهور عن قصّة عليّ، وأهل بيته عليهم الصّلاة والسّلام في شأن نزول الآية من الإيثار بالفطور على المستحقّين الثلاثة، والصبر على الجوع، والصوم ثلاثة أيّام.
روى ابن عبد ربّه الأندلسي في كتابه (العقد الفريد) ج٣ ص ٤٢ قال:
وقال أبو حيّان الأندلسي الغرناطي في تفسيره الكبير المسمّى (البحر المحيط) عند تفسيره لسورة الدهر:
( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴿٨﴾ )
( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴿٩﴾ ) .
قال: أي: ثناءاً بالأقوال
وهذه الآية نزلت في عليّ بن أبي طالب - كرّم الله وجهه- وأورد حكاية طويلة ونقاشاً، أبو حيّان الأندلسي في تفسيره (البحر المحيط) ج٨ ص ٣٩٥.
روى محمد بن سليمان الكوفي الصنعاني اليماني في كتابه (مناقب عليّ) الورق ٣٨/ب، وفي ط١ ص ١٧٥ بإسناده عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد، عن ابن عباس، قال:
مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعادهما عمومة العرب فقالوا:
يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذراً فقال عليّ:
[إن برئا صمت ثلاثة أيّام شكراً، فقالت فاطمة كذلك، وقالت جارية نوبية يقال لها فضّة كذلك]
فألبس الله الغلامين العافية وليس عند آل محمّد قليل ولا كثير، فانطلق عليّ إلى شمعون الخيبري - وكان يهودياًّ - فاستقرض منه ثلاثة أصوع - أو أصواع - من شعير فجاء به، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته، وصلّى عليّ مع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّمثمّ أتى المنـزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فأعطوه الطعام.
فلمّا كان اليوم الثاني قامت إلى صاع فطحنته واختبزته، وصلّى عليّ مع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّمثمّ أتى المنـزل فوضع الطعام بين يديه اذا أتاهم يتيم. فدفعوا إليه الطعام فلمّا كان اليوم الثالث قامت إلى صاع فطحنته واختبزته، وصلّى عليّ مع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم،ثمّ أتى المنـزل فوضع الطعام بين يديه اذا أتاهم أسير، فدفعوا إليه الطعام.
فباتوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلّا الماء القراح فلمّا كان اليوم الرابع عمد عليّ - والحسن والحسين يرعشان كما يرعش الفرخ - وفاطمة وفضّة معهم فلم يقدروا على المشي من الضعف فأتوا رسول الله فقال:[إلهي هؤلاء أهل بيتي يموتون جوعاً فارحمهم يا ربّ واغفر لهم، هؤلاء أهل بيتي فاحفظهم ولا تنسهم ، فهبط جبرئيل وقال: يا محمّد إنّ الله يقرأ عليك السّلام ويقول:قد استجبت دعاءك فيهم وشكرت لهم ورضيت عنهم واقرأ: ( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشـْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴿٥﴾ ) -إلى قوله:- ( إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ﴿٢٢﴾ ) ] .
وقال السيّد عبد الله بن محمد رضا شبّر في( تفسير القرآن الكريم) ص ٥٤٢ ط٣ دار إحياء التراث العربي:
( إِنَّ الْأَبْرَارَ ) جمع برّ أو بارّ والمراد بهم عليّ وفاطمة وابناهما بإجماع أهل البيت وشيعتهم وتضافر روايات العامّة والخاصّة.
ثمّ يقول:( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ ) حبّ الله أو الطعام أي مع حاجتهم إليه( مِسْكِينًا وَيَتِيمًا ) من المسلمين( وَأَسِيرًا ) من الكفّار أخذ من دار الحرب، وقيل من المسلمين ويعمّ المحبوس والمملوك قائلين بلسان الحال( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ ) لطلب رضاه خاصّة روي انّهم لا يتكلّمون به ولكن علمه الله منهم فأثنى عليهم( لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ) ولا شكراً على الإطعام.
روى الحافظ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه (كفاية الطالب) ص ٣٣٧ الباب السابع والتسعون ط٣ - مطبعة فارابي سنة ١٤٠٤ هـ في فصل: في مرض الحسن والحسين (ع) ونذر والديهما الصوم عند برئهما وقصة نـزول( هَلْ أَتَىٰ ) بإسناده عن الأصبغ بن نباتة، قال: مرض الحسن والحسين فعادهما النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم وأبو بكر وعمر، فقال عمر لعليّ عليه السّلام يا أبا الحسن انذروا إن عافى الله تعالى ولديك أن تحدّث لله شكراً، فقال عليّ عليه السلام:[إن عافى الله عزّ وجلّ ولدي صمت لله ثلاثة أيّام شكراً . فقالت فاطمة (ع) مثل ذلك، فقالت جارية لهم مثل ذلك فأصبحوا وقد مصح(١) الله ما بالغلامين وهم صيام وليس عندهم قليل ولا كثير فانطلق عليّ عليه السّلام إلى رجل من اليهود يقال له جار بن الشمر اليهودي، فقال له عليّ (ع):أسلفني ثلاثة أصوع من شعير وأعطني جزّة من الصوف تغزلها لك بنت محمّد ، قال: فأعطاه فاحتمله عليّ (ع) تحت ثوبه ودخل على فاطمة عليها السّلام وقال:يا بنت محمّد دونك واغزلي هذا ، وقامت الجارية إلى صاع من شعير فطحنته وعجنته، فخبزت منه خمسة أقراص وصلّى المغرب مع النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ورجع ليفطر، فوضع الطعام بين يديه وقعدوا ليفطروا، فإذا مسكين بالباب يقول: يا أهل بيت محمّد مسكين من مساكين المسلمين على بابكم أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنّة، فرفع عليّ (ع) يده ورفعت فاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام أيديهم وأنشأ يقول:
فاطم ذات الدين واليقين |
ألم ترين البائس المسكين |
|
قد جاء للباب له حنين |
يشكو إلى الله ويستكين |
|
كل امريء بكسبه رهين |
قد حرم الخلد على الضنين |
يهوي إلى النار إلى سجين
____________________
(١) مصح بالشيء: ذهب به.
فأجابته فاطمة عليها السّلام:
أمرك يا بن العمّ سمعاً طاعة |
ما بي من لؤم ولا وضاعة |
|
أرجو إن اطعمت من المجاعة |
أن الحق الأخيار والجماعة |
فحمل الطعام ودفع إلى المسكين وباتوا جياعاً، وأصبحوا صياماً فقامت الجارية إلى الصاع الثاني فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص وصلّى عليّ (ع) المغرب مع النبيّ (ص) وجاء ليفطر ووضع الطعام بين يديه فإذا بيتيم بالباب يقول:
يا أهل بيت محمّد يتيم على بابكم فأطعموني أطعمكم الله على موائد الجنّة، فرفع عليّ عليه السلام يده ورفع القوم أيديهم، وأنشأ عليّ (ع) يقول:
فاطم بنت السيّد الكريم |
قد جاءنا الله بذا اليتيم |
|
من يرحم اليوم فهو رحيم |
قد حرم الخلد على اللئيم |
|
ويدخل النار وهو مقيم |
وصاحب البخل يري ذميم |
فاجابته فاطمة عليها السلام:
أطعمه قوتي ولا أبالي |
وأوثر الله على عيالي |
|
أرجو به الفوز وحسن الحال |
أن يرحم الله سينمي مالي |
|
وكان لي عوناً على أطفالي |
اخصهم عندي في التغالي |
|
بكربلا يقتل في اغتيال |
للقائل الويل مع الوبال |
فحمل الطعام ودفع إلى اليتيم وباتوا جياعاً، وأصبحوا صياماً فقامت الجارية إلى الصاع الثالث فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص فلمّا صلّى عليّ (ع) المغرب مع النبيّ (ص) جاء ليفطر، ووضع الطعام بين يديه فاذا أسير مشدود بالقيد وهو يقول: يا أهل بيت محمّد أسير على الباب فاطعموني أطعمكم الله على موائد الجنّة، فرفع عليّ عليه السّلام يده، ورفع القوم أيديهم، وأنشا يقول:
فاطم بنت المصطفى محمّد |
نبيّ صدق سيّد مسوّد |
|
من يطعم اليوم يجده في غد |
فأطعمى لا تجعليه انكد |
فاجابته فاطمة عليه السلام تقول:
والله ما بقيت غير صاع |
قد دبرت كفى مع الذراع |
|
قد يصنع الخير بلا ابتداع |
عبل الذراعين شديد الباع |
فحمل الطعام ودفع إلى الأسير وباتوا جياعاً، وأصبحوا وقد قضوا نذرهمثمّ أخذ عليّ عليه السلام بيد الحسن والحسين عليهما السّلام فانطلق بهما إلى رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلم، فلمّا نظر اليهما يقومان ويقعان من شدّة الجوع ضمّهما إلى صدره وقال:واغوثاه ما لقى آل محمّد فحمل واحداً إلى عنقه والآخر على صدرهثمّ دخل علي فاطمة عليها السلام، ونظر إلى وجهها متغيّراً من الجوع فبكت وبكى لبكائها،ثمّ قال: ما يبكيك يا بنيّة ؟ قالت:يا أبتاه ما طعمت أنا ولا ولداي ولا عليّ منذ ثلاثة أيّام قال: فرفع النبيّ (ص) يده،ثمّ قالأللّهم أنزل على آل محمّد كما أنزلت على مريم بنت عمران ،ثمّ قال:أدخلي مخدعك فانظري ماذا ترين ؟ قال: فدخلت ومعها عليّ وولداهاثمّ تبعهم رسول الله (ص) فاذا جفنة تفور مملوءة ثريداً وعراقاً مكلّلة بالجوهر يفوح منها رائحة المسك الأذفر، فقال:كلوا بسم الله فأكلوا منها جماعتهم سبعة أيام ما انتقص منها لقمة ولا بضعة، قال: فخرج الحسن وبيده عرق فلقيته امرأة من اليهود تدعى سامار فقالت: يا أهل بيت الجوع من أين لكم هذا فأطعمني فمدّ الحسن يده ليناولها فاختلست الأكلة وارتفعت القصعة، فقال النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلم:لوسكتوا لأكلوا منها إلى أن تقوم الساعة وهبط الأمين جبرئيل على النبيّ (ص) فقال: يا محمّد إنّ ربّك يقرؤك السّلام ويقول لك:خذ هنِّأك الله في أهل بيتك قال:وما آخذ ؟ قال: فتلا جبرئيل( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴿٥﴾ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّـهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ﴿٦﴾ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴿٧﴾ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴿٨﴾ ) إلى قوله:( سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ) ] .
قلت: هكذا رواه الحافظ أبو عبد الله الحميدي في فوائده، وما رويناه إلّا من هذا الوجه.
ورواه الحاكم أبو عبد الله في مناقب فاطمة عليها السّلام، رواه ابن جرير الطبري أطول من هذا في سبب نزول هل أتى، ولم يحضرني في وقت الإملاء نسخته.
وقد سمعت الحافظ العلامة أبا عمرو عثمان بن عبد الرحمان المعروف بابن الصلاح في درس التفسير في سورة هل أتى وذكر الحديث وقال فيه: إنّ السؤَّال كانوا ملائكة من عند ربّ العالمين، وكان ذلك امتحانا من الله عزّ وجلّ لأهل بيت الرسول صلّى الله عليه (وآله) وسلم.
وسمعت بمكّة حرسها الله تعالى، من شيخ الحرم بشير التبريزي في درس التفسير: أنّ السائل الأوّل كان جبرئيل والثاني ميكائيل، والثالث كان إسرافيل عليهم السّلام.
روى ابن الأثير عزّ الدين أبو الحسن، علي بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الشافعي في( أُسد الغابة) ج٥ ص ٥٣٠ بروايته عن ابن عباس قال:
مرض الحسن والحسين عليهما السّلام فعادهما جدّهما رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وعادهما عامّة العرب، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك نذراً، فقال عليّ عليه السّلام:إن برئا ممّا بهما صمت لله عزّ وجلّ ثلاثة أيّام شكراً وقالت فاطمة عليها السلام كذلك، وقالت جارية - يقال لها فضّة نوبية - إن برئا سيداي صمت لله عزّ وجلّ شكراً.
فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمّد قليل ولا كثير، فانطلق عليّ إلى (شمعون الخيبري) فاستقرض منه ثلاثة أصواع من شعير، فجاء بها فوضعها، فقامت فاطمة عليها السّلام إلى صاع فطحنته واختبزته، وصلّى عليّ عليه السّلام مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، ثمّ أتى إلى المنـزل فوضع الطعام بين يديه، إذا أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال: السّلام عليكم أهل بيت محمّد، مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم الله عزّ وجلّ على موائد الجنّة، فسمعه عليّ عليه السّلام فأمرهم فأعطوه الطعام فمكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلّا الماء.
فلمّا كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليها السّلام إلى صاع واختبزته، وصلّى عليّ عليه السّلام مع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب وقال: السّلام عليكم أهل بيت محمّد يتيم بالباب من أولاد المهاجرين استشهد والدي أطعموني، فاعطوه الطعام فمكثوا يومين لم يذوقوا إلّا الماء.
فلمّا كان اليوم الثالث قامت فاطمة عليها السّلام إلى صاع الباقي فطحنته واختبزته، فصلّى عليّ عليه السّلام مع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، ووضع الطعام بين يديه إذا أتاهم أسير فوقف بالباب وقال: السّلام عليكم أهل بيت النبوّة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا، أطعموني فإنّي أسير، فاعطوه الطعام فمكثوا ثلاثة أيّام ولياليها لم يذقوا إلّا الماء، فأتاهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فرآى ما بهم من الجوع. فأنزل الله تعالى:( هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ... إلى قوله... لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ) .
روى الحسين بن الحكم الحبري في (ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام) ص ٨٨ ط١، قال:
حدثنا علي بن محمد، قال: حدّثني الحبري، قال:حدّثنا حسن ابن حسين،حدّثنا حبّان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله:( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴿٨﴾ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴿٩﴾ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ) نزلت في عليّ( بن أبي طالب) عليه السلام، أطعم عشاه وأفطر على القراح.
روى المولى حيدر علي بن محمد الشرواني في( ما روته العامّة من مناقب أهل البيت عليهم السلام) ج١ ص ٧٩ ط. المنشورات الإسلاميّة. في الفصل الثالث في الآيات النازلة في فضل الإمام عليّ عليه السّلام، الآية الخامسة عشر: سورة( هَلْ أَتَىٰ ) –( الإنسان) قال:
قال الزمخشري في الكشّاف(١) : وعن ابن عباس: أنّ الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك، فنذر عليّ وفاطمة وفضّة - جارية لهما - إن برئا ممّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيام، فشفيا وما معهم شيء، فاستقرض عليّ من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصوع من شعير، فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسة أقراص على عددهم، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل فقال: السّلام عليكم أهل بيت محمّد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة، فآثروه وباتوا لم يذقوا إلّا الماء وأصبحوا صياماً:
____________________
(١) الكشّاف: ج٤ ص ١٩٧.
فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم، وقف عليهم يتيم، فآثروه. ووقف عليهم في الثالثة أسير ففعلوا مثل ذلك.
فلما أصبحوا أخذ عليّ بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله فلمّا أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع، قال:[ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم ، وقام فانطلق معهم، فرآى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها، فساءة ذلك، فنـزل حبرئيل عليه السلام قال:
خذها يا محمّد، هنأك الله في أهل بيتك] فأقرأه السورة.
قال البغوي في تفسيره: وروي عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس: انّها نزلت في عليّ بن أبي طالب،ثمّ قال بعد ذكر القصّة: وهذا قول الحسن وقتادة(١) .
وروى نزولها فيهم صلوات الله عليهم البيضاوي في تفسيره، والثعلبي على وجه مبسوط(٢) .
روى العلامة مير حامد حسين في كتابه (عبقات الأنوار) ص ٦١ ط. آستان قدس الرضوي، نصّ رسالة عمرو بن العاص، في ردّه على رسالة من معاوية بن أبي سفيان، قال فيها ابن العاص:
من عمرو بن العاص صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، إلى معاوية بن أبي سفيان.
أمّا بعد: فقد وصل كتابك فقرأته وفهمته، فأمّا ما دعوتني إليه من خلع ربقة الاسلام من عنقي والتهوّر في الضلالة معك، وإعانتي إيّاك على الباطل واختراط السيف على وجه عليّ وهو أخو رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ووصية ووارثة، وقاضي دينه ومنجّز وعده وزوج ابنته سيّدة نساء أهل الجنّة، وأبو السبطين: الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة، فلن يكون وأمّا ما قلت إنّك لخليفة عثمان فقدّمت، ولكن تبيَّن اليوم عزلك عن خلافته وقد بويع لغيره فزالت خلافتك، وأمّا ما عظّمتني ونسبتني إليه من صحبة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنّي صاحب جيشه، فلا أغترّ بالتزكيه ولا أميل بها عن الملّة، وأمّا ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ووصيّه إلى الحسد والبغي على عثمان، وسمّيت الصحابة فسقه، وزعمت أنّه أشلاهم على قتله، فهذا كذب وغواية.
____________________
(١) معالم التنـزيل: ج٥ ص ٤٩٨.
(٢) الكشف والتبيان: ص ٢٧٩.
ويحك يا معاوية أما علمت أنّ أبا حسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم وبات على فراشه، وهو صاحب السبق إلى الإسلام وآلهجرة، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:[هو مني وأنا منه] ، و[هو مني بمنـزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي] وقد قال فيه يوم غدير خم:[ألا من كنتُ مولاه فعليُّ مولاه، الّلهم وال من والاه، وعادِ مَنْ عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله وهو الّذي قال فيه يوم خيبر:لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله وهو الّذي قال فيه يوم الطير:أللّهم آتني بأحبّ خلقك إليك فلمّا دخل إليه قال:إليَّ إليَّ ، وقد قال فيه يوم بني النضير:عليٌّ إمام البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله ، وقد قال فيه:عليٌّ وليّكم بعدي وأكد القول عَلَيَّ وعليك وعلى جميع المسلمين وقال:إنّي مخلفٌ فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي وقد قال:أنا مدينة العلم وعليّ بابها .
وقد علمت يا معاوية ما أنزل الله تعالى في كتاب من الآيات المتلوّات في فضائله لا يشركه فيها أحد، كقوله تعالى( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ... ) وقول تعالى( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) .
قوله تعالى:( أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) (٢) وقوله تعالى( رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ ) (٣) وقد قال تعالى لرسوله:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (٤) .
وقد قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:أما ترضى أن يكون سلمك سلمي، وحربك حربي، وتكون أخي وولييّ في الدنيا والآخرة يا أبا الحسن، من أحبّك فقد أحبّني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أحبّك أدخله الله الجنّة، ومن أبغضك أدخله الله النار] وكتابك يا معاوية الّذي هذا جوابة ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين، والسّلام.
____________________
(١) سورة المائدة: ٥٥.
(٢) سورة هود: ١٧.
(٣) سورة الأحزاب: ٢٣.
(٤) سورة الشورى: ٢٣.
روى أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي في كتابه( الخصال) ص ٥٤٨، بإسناده عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عن أبيه، عن جدّه عليهم السّلام، في احتجاج الإمام عليّ عليه السلام ومناشدته لأبي بكر، ومنها، ما قاله الإمام عليّ عليه السلام لأبي بكر:
أنشدك بالله، ألي الولاية من الله مع ولاية رسول الله في آية زكاة الخاتم أم لك؟ قال( أبو بكر) : بل لك.
قال عليه السّلام: أنشدك بالله أنا مولى لك ولكلّ مسلم بحديث النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم الغدير أم أنت؟ قال: بل أنت، قال عليه السلام: أنشدك بالله ألي الوزراة من رسول الله صلّى الله وآله وسلّم والمثل من هارون من موسى أم لك؟ قال: بل لك.
قال عليه السّلام: أنشدك بالله أبي برز رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وبأهل بيتي وولدي في مباهلة المشركين من النصارى أم بك وبأهلك وولدك؟ قال: بكم. قال عليه السّلام: فانشدك بالله ألي ولأهلي وولدي آية التطهير من الرِّجْسَ أم لك ولأهل بيتك؟ قال: بل لك ولأهل بيتك. قال عليه السلام: فانشدك بالله، أنا صاحب دعوة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأهلي وولدي يوم الكساء[أللّهم هؤلاء أهلي إليك لا إلى النار] أم أنت؟ قال: بل أنت وأهلك وولدك.
قال عليه السلام: فأنشدك بالله أنا صاحب الآية( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ) أم أنت؟، قال: بل أنت.
قال عليه السّلام: فأنشدك بالله، أنت الفتى الّذي نودي في السماء[لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ] ؟ قال: بل أنت الخ المناشدة.
( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
خلاصة البحث
بمصطلح لفظ أهل البيت عليهم السلام
أوردت المصادر المعتبرة عند المسلمين، كالتفاسير وكتب التاريخ والسير، أحاديث للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّ أهل بيته المشمولون بهذه الآية الشريفة، والّذين تعنيهم خاصّة، أنّه هو وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم الصّلاة و السّلام، دون غيرهم.
وأنّ مصطلح لفظ (أهل البيت) فيهم دون غيرهم ولم يدخل في مصطلح (أهل البيت) هذا، لا نساؤه ولا آل أبي طالب، وعقيل وجعفر ولا حتّى أعمام النبيّ صلّى الله عليه وآله.
وقد جاءت الروايات الكثيرة والّتي بلغت حدّ التواتر ومنها الّتي وردت عن أهل البيت عليهم السّلام أنفسهم وكذلك الروايات الّتي وردت عن نساء النبيّ (ص) بما صحّ من الروايات وكذلك بما وردت الروايات الصحيحة عن أصحاب النبيّ (ص) ومواليه أو خدمة، الّذين أطبقوا على نزول آية التطهير - في بيت أُمّ سَلَمَةَ - في النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
وأيضاً يذكر الصحابة وكذا مواليه، أنّ رسول الله كان لأشهر يمرّ بباب عليّ وفاطمة ويقول:[ألسّلام عليكم أهل البيت ،ثمّ يقرأ الآية الشريفة:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] .
ونشير بخلاصة ما سبق ممّا أوردناه من أحاديث النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في الروايات الواردة عنه وعن أهل بيته، وعن زوجاته وأصحابه ومواليه وخدمه المبيِّنة لحقيقة"من هم أهل البيت"؟ المعنيّون بهذا المصطلح اللّفظي، طبقاً للروايات الصحيحة الثابتة والقطعيّة، الدالّة بما لايدع أيَّ مجال للطعن أو الشك أو التوهين، في كون أهل البيت هم النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، والحقيقة ضالّة المؤمن( قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. ).
أوّلاً: عن الله سبحانه وتعالى في أهل البيت:
أنّ الله سبحانه وتعالى قد أخبر أنّ أهل البيت هم عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام. عند نـزول سورة الإنسان( هَلْ أَتَىٰ ) (١) ، فهبط جبرئيل، فقال:
[خذها يا محمّد، هنّأك الله تعالى في أهل بيتك ، قال( النبي) :وما آخذ يا جبرئيل ؟ فأقراه:
( هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ... ) ] إلى آخر السورة( روح المعاني للآلوسي) .
وكذلك بما رواه الحاكم الحسكاني(٢) في (شواهد التنـزيل) قال: هبط جبرئيل، فقال يا محمّد يهنّيك( سبحانه وتعالى) ما أنزل فيك وفي أهل بيتك:( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشـْرَبُونَ مِن كَأْسٍ ) إلى آخره فدعا النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عليًّا وجعل يتلوها عليه، وعليٌّ يبكي ويقول:[ألحمد لله الّذي خصّنا بذلك] .
وروى سليمان الكوفي الصنعاني(٣) ، في دعاء النبيّ لأهل بيته عليّ وفاطمة والحسن والحسين، فقال:[إلهي هؤلاء أهل بيتي فاحفظهم ولا تنسهم] . فهبط جبرئيل وقال: يا محمّد إنّ الله يقرأ عليك السّلام ويقول:[قد استجبت دعائك فيهم وشكرتُ لهم ورضيتُ عنهم واقرأ :( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴿٥﴾ ) إلى قوله:( إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ﴿٢٢﴾ ) ] .
وكذلك برواية الحافظ محمد بن يوسف الكنجي(٤) : عن دعاء النبيّ لأهل بيته: عليّ وفاطمة والحسن والحسين بعد صومهم ثلاثة أيّام متتالية، وهبط الأمين جبرئيل على النبيّ (ص) فقال يا محمّد إنّ ربّك يقرئك السّلام ويقول لك:[خذ هنّأك الله في أهل بيتك ، قال:وما آخذ ؟] ، قال: فتلا جبرئيل.
( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴿٥﴾ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّـهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ﴿٦﴾ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴿٧﴾ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴿٨﴾ ) إلى قوله:( سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ) .
____________________
(١) محمود بن عبد الله الالوسي في تفسيره (روح المعاني) عند تفسير سورة الإنسان.
(٢) شواهد التنـزيل: ج٢ ص ٤٧٠ الحديث ١٠٦٤.
(٣) كتاب مناقب عليّ: الورق ٣٨/ب، وفي ط١ ص ١٧٥ في نزول سورة الإنسان.
(٤) كفاية الطالب: ص ٣٣٧ الباب السابع والتسعون ط٣.
ثانياً:
الأحاديث النبويّة الشريفة الّتي جاءت في المصادر المعتبرة، وكذلك الأحاديث عن أهل البيت المرويّة عنهم موجزين لما أوردناه قبلاً، بما يلي:
أ-ما روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم:
جاءت الروايات الكثيرة والبالغة حدّ التواتر عن النبيّ (ص) في من هم أهل البيت (ع) في مناسبات وحوادث كثيرة قد سبق وأوردناها، منها:
عن أبي سعيد الخدري(١) ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلم:[نزلت هذه الآية: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) في خمسة: فيَّ وفي عليٍّ وفاطمة وحسن وحسين] .
وفي آية المباهلة(٢) ، عن سعد بن أبي وقّاص، قال: لما نزلت هذه الآية( فَقُلْ تَعَالَوْا ) دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال:[أللّهم هؤلاء أهلي] .
والزمخشري في تفسيره، وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء وفيه برهان واضح على صحّة نبوّة النبيّ.
لماّ نزلت( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قالوا الله من هؤلاء الّذين أمرنا الله تعالى بمودّتهم، قال: عليّ وفاطمة وولديهما( وولداهما) (٣)
وقال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم:[خلق (الله) الأنبياء من أشجار شتّى، وخلقني وعليّاً من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعليٌّ فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ هوى، ولو أنَّ عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام، ثمّ ألف عام ثمّ لم يدرك محبّتنا أكبّه الله على منخريه في النّار، ثمّ تلا:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (٤) .
____________________
(١) الهيثمي (مجمع الزوائد): ج٩ ص ١٦٧.
(٢) مسند أحمد بن إبراهيم الدورقى: ص ٥١ ط١، الحديث ١٩ وكذلك اخرج مسلم والترمذي والحاكم والبيهقي عن سعد بن أبي وقّاص والواحدي في تفسيره والكنجي في كفاية الطالب.
(٣) الواحدي في تفسيره الوسيط: ج٤ ص ٥١، الطبراني (المعجم الكبير) ضج ص ٤٧، شمس الدين السخاوي[ استجلاب ارتقاء الغرف] الورق ١٨/.
(٤) ابن عساكر (تاريخ دمشق): ج١ ص ١٤٨ طأ.
وقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:[يا أُمّ سَلَمَةَ أتعرفينه ؟ قلت نعم هذا عليّ بن أبي طالب، قال:صدقت، سجيّته سجيّتي ودمه دمي، وهو عيبة علمي فاسمعي واشهدي، لو أنّ عبداً من عباد الله عزّ وجلّ عبد الله ألف عام وألف عام بعد ألف عام بين الركن والمقام، ثمّ لقى الله عزّ وجلّ مبغضاً لعليّ بن أبي طالب وعترتي أكبّه الله تعالى على منخره يوم القيامة في نار جهنّم] (١) .
وقوله صلّى الله عليه وآله وسلم: [إنّي لا أسألكم أجرا، إلّا أن تودّوا قرابتي وأهل بيتي، ( قيل): ومن هم؟هم عليّ وفاطمة وابناءهم. (٢) أنّ النبيّ (ص) قال:نزلت هذه الآية في خمسة: فيَّ وفي عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين] .
برواية الحافظ الكلبي في تفسيره (التسهيل لعلوم التنـزيل) ج٣ ص ١٣٧
ب- ما روي عن أهل البيت عليهم السّلام:
١-عن الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام:
روى سليم بن قيس الهلالي في كتابه ص ٢٠٠ في مناشدة الإمام عليّ، وفيما قال:
[أيّها الناس، أتعلمون أنَّ الله أنزل في كتابه :( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )، فجمعني وفاطمة وابني حسناً وحسيناً، ثمّ ألقى علينا كساء وقال: هؤلاء أهل بيتي ولحمتي، فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً .فقالت أُمّ سَلَمَةَ وأنا يا رسول الله؟ فقال: أنت إلى خير، إنّما نزلت فيَّ وفي أخي وفي ابنتي فاطمة وفي ابنيَّ، وفي تسعة من ولد ابنيّ الحسين خاصّة ليس معنا فيها أحد غيرهم] .
فقالوا كلّهم: نشهد أنّ أُمّ سَلَمَةَ حدّثتنا بذلك فسألنا رسول الله صلّى الله عليه وآله، فحدّثنا كما حدّثتنا به أُمّ سَلَمَةَ.
وكذلك أورد سليم بن قيس، مناشدة أخرى للامام عليّ(ع) في صفّين، قال لأبي الدرداء وأبي هريرة، ومن حوله بهذا المعنى ونزول آية التطهير.
____________________
(١) الكنجي (كفاية الطالب): ص ٣١٢ ط٣.
(٢) محمد محمود حجازي( التفسير الواضح): ج٥ ص ١٩.
وعن الإمام عليّ عليه السّلام:[ لما نزلت :( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ،دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فاطمة وحسناً وحسيناً رضي الله عنهم في بيت أُمّ سَلَمَةَ وقال :أللّهم هؤلاء أهل بيتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً] (١) .
وعن عليّ عليه السلام قال:[جمعنا رسول الله في بيت أُمّ سَلَمَةَ، أنا وفاطمة وحسناً وحسيناً، ثمّ دخل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في كساء له، وأدخلنا معه ثمّ ضمّنا، ثمّ قال :أللّهم هؤلاء أهل بيتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً فقالت أُمّ سَلَمَةَ: يا رسول الله فأنا - ودنت منه - فقال :أنت ممّن أنت منه وأنت على خير أعادها - رسول الله ثلاثاً تصنع ذلك (٢) .
٢- عن الإمام الحسن عليه السلام:
قال:[لماّ نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في كساء لأمّ سلمة خيبري ثمّ قال :أللّهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً] (٣) .
وقال:[أنا من أهل البيت الّذين أذهب الله عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً] وقال:[فينا أنزل على محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم: ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) واقتراف الحسنة مودّتنا] (٤) .
٣- عليّ بن الحسين عليه السّلام:
قال لرجل من أهل الشام:[أما قرأت في الأحزاب ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال: ولأنتم هم؟ قال (علي بن الحسين): نعم. (٥)
٤- عن فاطمة الزهراء عليها السّلام:
[أللّهم هؤلاء منّي وأنا منهم، ألّلهم إرض عنهم كما أنا عنهم راض] (٦) .
____________________
(١) كتاب الاستيعاب، لابن عبد البر: ص ١١٠٠، وبهامش الإصابةظ: ص ٣٧.
(٢) شواهد الحسكاني: ج٢ ص ٥٦ ط٣.
(٣) المناقب لابن المغازلي: ص ٣٠٢ في الحديث ٤٣٦.
(٤) كفاية الطالب للحافظ الكنجي: ص ٩٢ ط٣.
(٥) تفسير الطبري: في تفسيره لآية التطهير، الحديث ١٤.
(٦) عيون الاخبار: للسيد أبو المعالي الورق ٤١/ب.
٥- عن الحسين عليه السّلام قال:[وإنّ القرابة الّتي أمر الله بصلتها وعظّم من حقّها وجعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الّذين أوجب حقّنا على كلّ مسلم] (١)
وبما جاء عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وعن عليّ وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهم السّلام يتبيّن أنّ أهل البيت هم: ألنبيّ (ص) وعليّ وفاطمة وابناهما.
ثالثاً: الروايات عن زوجات النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم:
١-ما جاء من الروايات عن أُمّ سَلَمَةَ:
أنّها قالت نزلت في النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وما في البيت إلّا جبرئيل ورسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، وأنا، فقلت يا رسول الله: أنا من أهل البيت؟ فقال رسول الله:[أنت من صالح نسائي] فلو كان قال: نعم كان أحبّ إلىَّ مما تطلع عليه الشمس وتغرب.(٢)
وعن أُمّ سَلَمَةَ نزلت هذه الآية في بيتي:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي البيت سبعة جبرئيل وميكائيل عليهما السّلام ورسول الله صلّى الله عليه وآله وعليّ والحسن والحسين وفاطمة عليهم السّلام وأنا على باب البيت، فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت؟
قال:[أنت على خير، إنّك من أزواج النبيّ صلّى الله عليه وآله] .
وما قال: إنّك من أهل البيت.(٣)
وعن أُمّ سَلَمَةَ أنّ النبيّ (ص) أخذ إزاره وغشّى به عليّ وفاطمة والحسن والحسين، وأخرج يده من الكساء وأوما بها إلى السّماءثمّ قال:[أللّهم هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً ، قالها ثلاث مرات.
قالت: فأدخلت رأسي في الستر فقلت يا رسول الله وأنا معكم فقال:إنّك إلى خير] مرتين(٤) .
____________________
(١) البرهان في تفسير القرآن: للسيّد هاشم البحراني ج٤ ص ١٢٤.
(٢) شواهد الحسكاني: ج٢ ص ١٦١ ط٣ في الحديث ٧٧٠.
(٣) ما نزل من القرآن في عليّ عليه السّلام: لابي نعيم ص ١٧٥ ط١، الحديث ٤٦.
(٤) الرازي في تفسيره: ج٩ ص ٣١٣٢ ط١.
وعن أُمّ سَلَمَةَ، أوردت مصادر كثيرة نزول آية التطهير في النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين(١) .
٢- ما جاء من الروايات عن عائشة:
أنّ عليًّا وفاطمة والحسن والحسين أدخلهم النبيّ تحت الكساءثمّ قال:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وقالت عائشة: لقد رأيت رسول الله دعا عليًّا وفاطمة وحسناً وحسيناً رضي الله عنهم فألقى عليهم ثوباً فقال:[أللّهم هؤلاء أهل بيتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً قالت: فدنوت منهم فقلت يا رسول الله وأنا من أهل بيتك؟ فقال:تنحّي فانّك على خير] (٢) .
وقالت عائشة: لقد رأيت عليًّا وفاطمة وحسناً وحسيناً جمع رسول الله عليه بثوب عليهمثمّ قال:[أللّهم هؤلاء أهل بيتي وحامّتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً ، قالت فقلت يا رسول الله أنا من أهلك؟ قال:تنحّي فانّك إلى خير] (٣) .
عن عائشة، قالت جمع رسول الله (ص) عليّا وفاطمة والحسن والحسينثمّ قال:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) بياناً لأنَّ أهل البيت هم هؤلاء فحسب وليست زوجاته داخلين في هذا العنوان(٤) .
وعن أُمّ سَلَمَةَ وعائشة، أنَّ النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلم، اشتمل بالعباءة قالتا: سمعناه يقول وقد ألصق ظهر عليّ إلى صدره وظهر فاطمة إلى ظهره، والحسن على يمينه والحسين على يسارهثمّ عمّمهم ونفسه - بالعباء - حتّى غطّاهم، قالت عائشة ولقد لففهم فيه حتّى أنّه جعل أطرافه تحت قدميهثمّ قال: ورفع طرفه إلى السماء وأشار بسبّابته وما كاد يبين وجهه [أللّهم هؤلاء أهل بيتي وحامّتي أنا سلم لمن سالمهم حرب لمن حاربهم، ألّلهم وآل من والاهم وعاد من عاداهم وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم] (٥) .
____________________
(١) شرف المصطفى: للخرجوشي ص ٢٥٠ ط١، التفسير الحديث: ج٨ ص ٢٦١ بروايته عن مسلم والترمذي، والخطيب البغدادي في( موضح اوهام الجمع): ج٢ ص ٢٨١، والترمذي في سننه: ج٥ ص ٦٦٢ في الحديث ٣٧٨٧.
(٢) الرازي في تفسيره: ج٩ ص ٣١٣١.
(٣) الكشف والبيان للثعلبي: ضج/الورق ١٣٩/ب.
(٤) صحيح مسلم: ج٢ ص ٢٣١.
(٥) شرف المصطفى: الورق ١٧٢/أ نسخة المكتبة الظاهريّة.