النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٤

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين11%

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين مؤلف:
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 354

  • البداية
  • السابق
  • 354 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 16827 / تحميل: 5570
الحجم الحجم الحجم
النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين

النّور المبين فيما نزل من القرآن في إمام المتّقين الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

ووردت روايات أخرى عن عائشة: أنّ النبيّ (ص)، وعليّ وفاطمة والحسن والحسين هم أهل البيت الّذين نزلت فيهم آية التطهير(١) .

الروايات من أصحاب النبيّ (ص) ومواليه وخدمه:

جابر بن عبد الله الأنصاري قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، دعا عليًّا وابنيه وفاطمة فألبسهم من ثوبه،ثمّ قال:[أللّهم هؤلاء أهلي، هؤلاء أهلي] (٢) .

البراء بن عازب، قال: دخل عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين إلى النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم فخرج النبيّ فقام بردائه عليهم، فقال:[أللّهم هؤلاء عترتي] (٣) .

سعد بن أبي وقّاص، قال: لما نزلت هذه الآية - آية التطهير - دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّا وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهم السّلام وقال:[أللّهم هؤلاء أهل بيتي] (٤)

وفي رواية أخرى له، قال: لما نزلت هذه الآية:( نَدْعُ ابناءَنَا وَابناءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ ) دعا رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم: عليًّا وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال:[أللّهم هؤلاء أهلي] .

وقال:[أللّهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي] (٥) .

١- عبد الله بن عباس، قال: دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الحسن والحسين وعليّاً وفاطمة ومدَّ عليهم ثوباًثمّ قال:

[أللّهم هؤلاء أهل بيتي وحامّتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً] (٦) .

____________________

(١) المستدرك على الصحيحين: ضج ص ١٤٧، السنن الكبرى للبيهقي: ج٢ ص ١٤٩، تفسير ابن كثير: ضج ص ٤٩٣.

(٢) شواهد الحاكم الحسكاني: ج٢ ص ٢٨ ط٣، الحديث ٦٥٣.

(٣) كتاب (الكامل) لابن عدي: ج٦ ص ٢٢١٧.

(٤) (مشكل الآثار): ج١ ص ٢٢٧ للطحاوي.

(٥) البيهقي في (السنن الكبرى): ج٧ ص ٦٣.

(٦) شواهد الحاكم الحسكاني: ج٢ ص ٥٥ في الحديث ٦٧٦.

٨١

٢- أبو سعيد الخدري:

في الآية( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ... ) آية التطهير، قال: نزل في خمسة: في رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام(١) .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال:

لما نزلت هذه الآية( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ ) (٢) كان يجيء نبيّ الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم إلى باب عليّ صلاة الغداة ثمانية أشهرثمّ يقول[ألصّلاة رحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] (٣) .

٣- عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، قال:

لما نظر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى الرحمة هابطة قال:[ادعوا لي ادعوا لي فقالت صفيّة من يا رسول الله؟ قال:أهل بيتي عليًّا وفاطمة والحسن والحسين فجيء بهم، فالقى عليهم النبيّ (ص) كساءه،ثمّ رفع يديهثمّ قال: هؤلاء آلي، فصلّ على محمّد وآل محمّد وأنزل الله عزّ وجلّ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] (٤) .

٤- أنس بن مالك -خادم النبيّ(ص)- وردت عنه روايات كثيرة بهذا المضمون، ومنها:

عن أنس بن مالك: أنّ رسول الله كان يمرّ بباب فاطمة ستّة أشهر اذا خرج لصلاة الفجر يقول:[الصّلاة أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (٥) ] .

وأيضاً قال أنس: أنّ النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم كان يمرّ ببيت فاطمة عليها السلام ستّة أشهر وهو منطلق إلى صلاة الصبح ويقول:[ألصّلاة أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] (٦) .

____________________

(١)( الوسيط بن المقبوض والبسيط) ضج ص ٤٠٧ للنيسابوري.

(٢) سورة طه: ١٣٢.

(٣) شواهد الحاكم الحسكاني: ج٢ ص ٤٨ ط٣، الحديث ٦٧١.

(٤) (المستدرك على الصحيحين) للحاكم النيسابوري: ضج ص ١٤٧.

(٥) الترمذي في سننه: ج٥ ص ٣٢٨.

(٦) البلاذري (أنساب الأشراف): ج٢ ص ١٠٤ الحديث ٣٨.

٨٢

وأحاديث بروايات وفي مصادر عدّة عن أنس بن مالك بهذا المضمون(١) .

٥- أبو الحمراء، هلال بن الحارث - خادم النبيّ (ص):

قال: خدمت النبيّ صلّى الله عليه تسعة أشهر، ما من يوم يخرج إلى الصّلاة إلّا جاء إلى باب عليّ وفاطمة، فأخذ بعضادتي البابثمّ يقول:[السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته الصّلاة رحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] (٢) .

وقال أيضا: صحبت النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم تسعة أشهر فكان اذا أصبح كلّ يوم يأتي باب عليّ وفاطمة فيقول:[السّلام [عليكم] أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] (٣) .

وردت عنه في مصادر عديدة روايات تذكر هذا المعنى أنّ المعنيّين بآية التطهير النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام(٤) .

٦- واثلة بن الأسقع الليثي:

قال لمن يشتم عليًّا مع شاتميه: إجلس حتّى أخبرك عن هذا الذي شتمو( ه) إنّي عند رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلم، إذ جاء عليّ وفاطمة وحسن وحسين فألقى عليهم كساءً لهثمّ قال:[أللّهم هؤلاء أهل بيتي، ألّلهم اذهب عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم وتطهيراً] (٥) .

____________________

(١) مسند الطيالسي: ج٨ ص ٢٧٤، وابن شاهين في رسالته( فضائل فاطمة) ص ٣٨ ط١.الحديث ١٥، الطحاوي (مشكل الآثار) ج١ ص ٢٣١، فضائل أهل البيت لابن حنبل ص ٢٥٠.

(٢) الحسين بن الحكم الحبري في (ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام) ص ٧١.

(٣) البخاري في( التاريخ الكبير): ج٦ ص ٢٥ الرقم ٢٠٥.

(٤) عبد حميد الكشي في مسنده: ج١ الورق ٧٠،أ، الخرجوشي في (شرف المصطفى): ص ٢٧٠ ط١، الحديث ٥٧ من الباب ٢٧، الحاكم الكبير في (الأسامي والكنى): ج٤ ص ١٩٥، ابن كثيرفي (السيرة النبويّة): ج٤ ص ٦٣٤، الذهبي في (سير أعلام النبلاء): ج٢ ص ١٣٤، ومصادر أخرى.

(٥) الطبري في تفسيره: ج٢٢ ص ٦ عند تفسير آية التطهير.

٨٣

وقال واثلة برواية أخرى:

جاء رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم ومعه عليّ وحسن وحسين آخذاً كل واحد منهما بيده حتّى دخل فأدنى عليًّا وفاطمة فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسناً وحسيناً كلّ واحد منهما على فخذهثمّ لفّ عليهم ثوبه - أو كساء-ثمّ تلا هذه الآية: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ثمّ قال:[أللّهم هؤلاء أهل بيتي أحق] (١) .

٧- ثوبان مولى رسول الله (ص):

قال: أجلس رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم، الحسن والحسين على فخذه، وفاطمة في حجره، واعتنق عليًّاثمّ قال:[أللّهم هؤلاء أهل بيتي] (٢) .

١- في قوله تعالى: هنأك الله تعالى في أهل بيتك، فيما ورد في سورة الإنسان( هل أتى) ، وهم عليٌّ وفاطمة وابناهما.

٢- وما ورد عن النبيّ (ص) وأهل بيته (ع) أنّ المعنييّن بآية التطهير هم النبيّ وعليّ وفاطمة وابناهما.

٣- وما ورد عن أصحاب النبيّ ومواليه، أنّ أهل البيت عليّ وفاطمة والحسنان.

٤- وما ورد من روايات عن زوجات النبيّ أنّ أهل البيت عليٌّ وفاطمة والحسنان.

٥- وما ورد من الروايات أنّ زوجات النبيّ (ص) غير مشمولات بالإصطلاح اللفظي، لأهل البيت.

وخلاصة القول: أنّ أهل البيت هم عليٌّ وفاطمة وابناهما، وآية التطهير نزلت فيهم، وقول النبيّ:[نزلت فيَّ وفي عليّ وفاطمة والحسن والحسين] .

١: كان بعض المسلمين ينظرون لما يفعل النبيّ (ص) فيما لا يتماشى مع رغباتهم أو يحد من تصرّفاتهم تراهم يبدون عدم رضاهم، مع أنّ الواجب الإذعان لما يقول أو يفعل، وقوله تعالى:( وَمَا آتَاكُمُ الرَّ‌سُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (٣) .

____________________

(١) أحمد بن حنبل في (الفضائل): ص ٦٦ في الحديث ١٠٢ من فضائل علي بن أبي طالب، وكذلك رواه في المسند ج٤ ص ١٠٧.

(٢) ابن العديم في (بغية الطلب) في تاريخ حلب: ج٦ ص ٢٥٧٩ ط١.

(٣) سورة الحشر: ٧.

٨٤

وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أمر بغلق أبواب بيوت المسلمين للمسجد النبوي، ما عدا باب بيته وباب بيت عليّ عليه السّلام، فامتعض البعض ولم يرضَ الآخر حتّى جاء العباس بن عبد المطّلب، عمّ النبيّ (ص)، وقال: تغلق باب بيتي وتبقي باب عليّ، فأجابه بأنّه لم يفعل ذلك بل إنّ الله أمره بذلك.

وأخبر النبيّ (ص) أنّه لا يحلّ لأحد من المسلمين الدخول جنباً للمسجد، إلّا له (ص) ولعليّ بن أبي طالب، وهذا الأمر من الله سبحانه وتعالى، والامام عليّ هو نفس النبيّ (ص)، حيث يقول تعالى( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ... وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) (١) ولم يكن مع النبيّ (ص) من الرجال سوى الإمام علي(ع) - في المباهلة مع أهل نجران.

٢: كان النبيّ (ص) يذكر أهل بيته ويوصي المسلمين بهم خيراً، حتّى نزلت آية المودّة( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) وحدّث النبيّ (ص) أنّ أهل بيته هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام وروى أهل السيرة ورواة الأحاديث النبويّة وأصحاب الأسانيد أنّ أهل البيت المنصوص عليهم في الآية هم (عليّ وفاطمة وولدهم) وروى ذلك كل من:

أ- وروى أبو نعيم في كتاب(حلية الأولياء) ج٣ ص ٢٠١ ط١ قال في الحديث ٢٣٦:

قال بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال:

جاء أعرابي إلى النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم، فقال: يا محمّد أعرض عَلّيّ الإسلام، فقال:[تشهد أن لا إله إلّا الله وحد لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله قال: تسألني عليه أجراً، قال:لا إلّا المودّة في القربى

قال: قربائي أو قرابتك؟ -وفي بعض الروايات-قرباي، أو قرباك . قال:قرباي قال: هات أبايعك، فعلى مَنْ لا يحبّك ولا يحبّ قرباك لَعنةُ الله.

فقال النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلم:آمين] .

ب-وروى الخوارزمي في كتاب( مقتل الحسين) ج١ ص ٥٧، قال بإسناد عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس، قال:

____________________

(١) سورة آل عمران: ٦١.

٨٥

لما نزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال صلّى الله عليه وآله وسلم:[عليّ وفاطمة وابناهما] .

ج- وروى الحموي في (فرائد السمطين) ص ٢١٠ في الباب الثاني من السمط الأوّل وبإسناده،

عن ابن عبّاس قال: لما نـزلت:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ ) . قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودّتهم، قال:[عليٌّ وفاطمة وولداهما] .

ء- وروى السيوطي في تفسيره(الدرّ المنثور) عند تفسيره لآية المودّة.

قال: وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه في تفاسيرهم، والطبراني في (المعجم الكبير) من طريق سعيد بن جبير، إصطفى الله نبيّه محمّداً وآله عليهم الصّلاة والسّلام، فبعث الله محمّداً صلّى الله عليه وآله:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) (١) .

والنبيّ (ص) يقول:[إنمّا بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق] وسبحانه يصف نبيّه:( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٢) .

وقال سبحانه وتعالى:( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ) (٣) فالنبيُّ عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام بكلّ ما يقول ويفعل، وهو بوحي من الله وأمر منه سبحانه وتعالى، ولا يقول من نفسه، فقال سبحانه وتعالى( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ﴿٤٤﴾ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴿٤٥﴾ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ) (٤) .

فالواجب الأخذ والعمل والرضا بما قال رسول الله ولزوم إتّباعه والسير بسيرته فهو الأسوة، كما قال تعالى:( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَ‌سُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (٥) وكذا لزوم إتّباعه آله المصطلح عليهم بآية التطهير:( إِنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَ‌كُمْ تَطْهِيرً‌ا ) (٦) وأمره تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (٧) .

____________________

(١) سورة الأنبياء: ١٠٧.

(٢) سورة القلم: ٤.

(٣) سورة النجم: ٣.

(٤) سورة الحاقة الآيات: ٤٤و٤٥و٤٦.

(٥) سورة الأحزاب: ٢١.

(٦) سورة الأحزاب: ٣٣.

(٧) سورة الشورى: ٢٣.

٨٦

لكنّنا نرى الذين وقفوا بوجة الدعوة الإسلاميّة منذ أوّل أيّام البعثة النبويّة في مكّة من آل أبي سفيان وآل مروان، عادوا بعد وفاة النبيّ (ص) بنصب العداء لآل النبيّ، والحديث النبوي الشريف:[شرّ الناس من باع آخرته لدنياه، وأشرّ من ذلك من باع آخرته لدنيا غيره] .

فكان آل أميّة قد باعوا آخرتهم لدنياهم وسلطانهم، لكنّ الّذين ناصروهم وساروا بسيرهم بنصب العداء لآل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هم من باع آخرته لدنيا غيره، فهم من أشرّ الناس.

وفيما يلي أورد الروايات من المصادر والأسانيد المعتبرة فيما يخصّ آل النبيّ عليهم الصّلاة والسّلام بمصطلح آل البيت الّذين أذهب الله عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً.

عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟

قال صلّى الله عليه وآله وسلم:[عليٌّ وفاطمة وابناهما] .

هـ - وروى الحافظ أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنـزيل ج٢ ص ٢٤٣ ط٣ في الحديث ٨٤٤ بإسناده عن أبي أُمامة الباهلي، قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:[إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتّى وخُلقت وعليّاً من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعليّ فرعها والحسن والحسين ثمارها، وأشياعنا أوراقها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا ومن زاغ هوى، ولو أنّ عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام، ثمّ ألف عام، ثمّ ألف عام، حتّى يصير كالشنّ البالي ثمّ لم يدرك محبّتنا اكبّه الله على منخريه في النّار] ثمّ تلا:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) .

وآخرين غيرهم رووا عن رسول الله وجوب مودّة أهل البيت.

٢ً- عمد الكثير من الّذين لا يكنون المودّة لأهل البيت، بتحريف الأحاديث والروايات الصادرة عن النبيّ (ص) في أهل البيت (ع) والتشويش عليها، أو إختلاق روايات بجعل نساء النبيّ من أهل البيت، مع أنّ النبيّ (ص) في الكثير من أفعاله أبان وعرّف من هم أهل البيت ووردت روايات نذكر منها:

٨٧

عن أبي الحمراء، قال: خدمت النبيّ صلّى الله عليه( وسلم نحو من) تسعة أشهر، ما من يوم يخرج فيه إلى الصّلاة، إلّا جاء إلى باب عليّ وفاطمة، فأخذ بعضادتي البابثمّ يقول:[السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الصّلاة رحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ].

وبرواية أخرى عن أبي الحمراء:

قال: والله لرأيت رسول الله صلّى الله عليه تسعة أشهر أو عشرة، عند كل صلاة فجر يخرج من بيته حتّى يأخذ عضادتي باب عليّثمّ يقول:[السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فيقول عليّ وفاطمة والحسن والحسين:وعليك السّلام يا نبيّ الله ورحمة الله وبركاته .ثمّ يقول:الصّلاة يرحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ]. قال:ثمّ ينصرف.

وعن أنس بن مالك: أنّ رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم كان اذا خرج إلى صلاة الفجر ينادي:[الصّلاة أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ].

ولكثرة الروايات عن النبيّ (ص) حتّى بلغت حدّ التواثـر في أنّ أهل البيت هم عليّ وفاطمة وولداهما - لكن الّذين في قلوبهم مرض، وعدم رضا للنبيّ (ص) وأهل بيته عليهم السلام، يضعون الروايات، أو يرويها الوضّاعون أو المعروفون بالكذب ليبعدوها عن آل البيت، أو يدّعون أنّ أهل البيت هم نساءه.

وهذا دَيْدَن قريش في معاداة النبيّ (ص) وأهل بيته عليه السلام.

وفي مصادر كثيرة أخرى تذكر أنّ المراد من أهل البيت هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام.

وروى الزمخشري في تفسيره الكشّاف ج٤ ص-٢١٩و٢٢٠- ط منشورات البلاغة - قم.

وبعد ذكر الزمخشري لمعنى القربى، قال:

٨٨

وروي أنّها لما نزلت قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم؟

قال (ص): [عليٌّ وفاطمة وابناهما ]. ويدلّ عليه ما روي عن عليّ (ع): [شكوت إلى رسول الله(ص) حسد الناس لي، فقال (ص): أما ترضى أن تكون رابع أربعة؟ أوّل من يدخل الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذريّتنا خلف أزواجنا ]، وعن النبيّ (ص): [حرمت الجنّة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي، ومن إصطنع صنيعةً إلى أحد من ولد عبد المطّلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه ] إنّ الأنصار قالوا: فعلنا وفعلنا، كانّهم افتخروا فقال: عباس، أو ابن عباس رضي الله عنه: لنا فضل عليكم، فبلغ ذلك رسول الله فآتاهم في مجالسهم فقال: [يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلّة فأعزّكم الله بي ؟ قالو بلى يا رسول الله، قال:أفلا تجيبونني ؟. قالوا ما تقول يا رسول الله؟ قال: ألا تقولون: فما زال يقول حتّى جثوا على الركب وقالوا: أموالنا وما في الدنيا لله ولرسوله، فنـزلت الآية، وقال رسول الله (ص):من مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات تائباً، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد بشّره ملك الموت بالجنّة، ثمّ منكر ونكير، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد يزفّ إلى الجنّة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد فتح له في قبره بابان إلى الجنّة، ألا ومن مات على حبّ محمّد وآل محمّد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة، ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات على السنّة الجماعة .

ألا ومن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمّد مات كافراً، ألا ومن مات على بغض آل محمّد لم يشم رائحة الجنّة].

وهذا الحديث النبوي الشريف يرويه آخرون، فقد أورده فخر الدين الرازي كما جاء في( تهذيب التفسير الكبير) ج٦ ص ٢٢٧ - وأورد الرازي في آخر الحديث أبيات الشافعي - التالية:

فكم من منـزلة عظيمة لأهل البيت وكم سيعطيه الله لمحبّ أهل البيت وكم له من خير الدنيا والآخرة، ولمبغضي أهل البيت ما سيصيبهم وما ينالون من جزاء وعقاب في الآخرة، لكن نجد مبغضيهم والسائرين في ركاب الحكّام الجائرين لأهل البيت والناصبين العداء لآل النبيّ سائرون بغيهم وعلى سيرة من سبقهم، هذا على ما وجدوا عليه آبائهم وإنّهم على آثارهم مقتدون، والمرء يحشر مع من يحبّ وقول النبيّ (ص):[شرّ الناس من باع آخرته لدنياه وأشرّ من ذلك من باع آخرته لدنيا غيره].

٨٩

فالحكّام أمثال معاوية وآل أبي سفيان وآل مروان باعوا آخرتهم لدنياهم بنصبهم العداء لآل الرسول، لكن الذين إشتروا الضلالة بالهدى، وباعوا آخرتهم لدنيا غيرهم، للحكّام من آل أميّة وغيرهم وحتّى يومنا الحاضر، فهم من أشرّ الناس، وهذا بما كسبت أيديهم فلعنه الله على الظالمين من الأوّلين والآخرين إلى قيام يوم الدين.

ومن المهم والمفيد جدّاً لمن أراد الحقيقة، نذكر ما أورده المرحوم الشيخ محمد جواد مغنية في كتاب( الشيعة في الميزان) ص ٢٥٨ طبعة دار التعارف - بيروت، حيث أورد، ما قاله الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، في محضر العلماء وعلى اختلاف مذاهبهم وفرقهم الذين جمعهم المأمون العبّاسي، ليتدارسوا ويتناقشوا في - أمور دينهم وعقائدهم. في الفقة والحديث والفلسفة وغيرها، وحين ذاك ألقى المأمون عليهم السؤال: من هم المصطفون المعنيّون بقوله تعالى:( ثُمَّ أَوْرَ‌ثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (١) .

قال العلماء الحاضرون آنئذٍ - غير الإمام: إنّهم أُمّة محمّد بكاملها.

قال المأمون للإمام الرضا عليه السلام: ما تقول أنت يا أبا الحسن؟

قال الإمام:[إنّه أراد العترة الطاهرة دون غيرهم.

قال المأمون: وما الدليل على ذلك؟

قال الإمام: لو أراد الله عزّ وجلّ بهذه الآية الكريمة جميع المسلمين كما قال العلماء لحّرمت النار على كل مسلم وإنْ فعل ما فعل، لانّه تعالى لا يعذّب أحداً اصطفاه، والثابت بضرورة الدين خلاف ذلك. وأنَّ من يعمل مثقال ذرّة خيراً يره، وأنّ من يعمل مثقال ذرّة شراًّ يره، هذا إلى أنّ آيات القرآن الكريم يفسّر بعضها بعضا، كما أنّ الأحاديث النبويّة هي تفسير وبيان لكتاب الله، وفي الكتاب والحديث دلائل وشواهد على أنّ المراد بقوله تعالى:( ثُمَّ أَوْرَ‌ثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) هم العترة الطاهرة منها:

١- قوله تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) فقد دلّت الآية على أنّ أهل البيت هم المطهّرون من الرِّجْسَ وبديهة أنّ المصطفين مطهّرون، فأهل البيت إذن هم المصطفون دون غيرهم.

____________________

(١) سورة فاطر: ٣٢.

٩٠

٢- قول الرسول الأعظم:[إنّي مخلّف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا علَيَّ الحوض]. وما دام الكتاب ملازماً للعترة ولم يفترق عنها بحال، إذن هي الّتي ترثه، وهي الّتي خصّها الله بالقرب والاصطفاء.

٣- قوله تعالى:( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ ابناءَنَا وَابناءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (١) فالّذين اختارهم الله هنا في هذه الآية واصطفاهم للمباهلة هم بالذات الّذين اصطفاهم وعناهم في آية( ثُمَّ أَوْرَ‌ثْنَا الْكِتَابَ ) ولا يختلف اثنان، أنَّ المراد بأنفسنا عليٌّ، وابناءنا الحسن والحسين، ونساءنا فاطمة، وهذه خاصّة لا يتقدّمهم فيها أحد، وفضل لا يلحقهم به بشر، وشرفٌ لا يسبقهم إليه مخلوق.

٤- أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم سدّ أبواب الصحابة جميعاً التي كانت على مسجده إلّا باب عليّ حتّى تكلّموا واحتجّوا، وقالوا فيما قالوا: يا رسول الله أبقيت عليًّا وأخرجتنا؟، فقال:ما أنا أبقيته وأخرجتكم، ولكنّ الله سبحانه هو الّذي أبقاه وأخرجكم . فكما أخرج الله الناس هناك وأبقى علياً، كذلك أخرجهم من آية:( ثُمَّ أَوْرَ‌ثْنَا الْكِتَابَ ) وأبقى العترة الطاهرة.

٥- قوله تعالى:( وَآتِ ذَا الْقُرْ‌بَىٰ حَقَّهُ ) (٢) فقد نصّ صراحة لأهل البيت حقّاً خاصّاً بهم، لا يشاركهم فيه أحد وما ذاك إلّا لأنَّ الله سبحانه قد اصطفاهم على الأمّة جمعاء.

٦- إنّ الله عزّ وجلّ لم يبعث نبيّاً إلّا أوحى أن لا يسأل قومه أجراً على تبليغ رسالته، لانّ الله سبحانه هو الّذي يوفّي أجر الأنبياء إلّا محمّداً فإنّ الله أمره أن يجعل أجره مودّة قرابته، بطاعتهم ومعرفة فضلهم فقد حكى عن نوح أنّه قال:( وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِ‌يَ إلّا عَلَى اللَّـهِ ) (٣) وحكى عن هود أنّه قال لقومه:( يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ أَجْرِ‌يَ إلّا عَلَى الَّذِي فَطَرَ‌نِي ) (٤) أمّا محمّد فقد قال بأمر من ربّه:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (٥) واذا كان وجوب المودّة ميّزة خاصّة بآل الرسول دون غيرهم من آل الأنبياء، فكذلك إرث الكتاب والإصطفاء ميّزة خاصّة بهم دون غيرهم.

____________________

(١) سورة آل عمران: ٦١.

(٢) سورة الاسراء: ٢٦.

(٣) سورة هود: ٢٩.

(٤) سورة هود: ٥١.

(٥) سورة الشورة: ٢٠.

٩١

٧- قوله تعالى:( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّ‌سُولِ وَلِذِي الْقُرْ‌بَىٰ ) (١) فقد جعل الله سبحانه لآل في حيّز، والناس في حيّز دونهم، ورضي لهم ما رضي لنفسه، واصطفاهم على الخلق، فبدأ بنفسهثمّ ثنّى برسولهثمّ بذي القربى في كل ما كان من الفيء والغنيمة وغير ذلك، وهذا فضل للآل دون الأُمّة.

٨- قوله تعالى:( فَاسْأَلُوا أهل الذِّكْرِ‌ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) (٢) وأهل البيت هم أهل الذكر، لانّهم عدل القرآن بنصّ حديث الثقلين.

٩- قوله تعالى:( وَأْمُرْ‌ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ‌ عَلَيْهَا ) (٣) قال الإمام الرضا عليه السّلام: أنّ الله تبارك وتعالى قد أمرنا مع الناس باقامة الصلاة في قوله:( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ) (٤) ثمّ خصّنا من دونهم بهذه الآية الكريمة، فكان رسول الله بعد نزولها ياتي إلى باب عليّ وفاطمة عند حضور كلَّ صلاة خمس مرات ويقول:ألصّلاة يرحمكم الله ولم يكن أحداً من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة الّتي أُكرمنا بها.

١٠- أنّ الله سبحانه وتعالى قال:( سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ) (٥) وقال:( سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ) (٦) وقال:( سَلَامٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُ‌ونَ ) (٧) .

ولم يقل سلام على آل نوح، ولا سلام على آل إبراهيم، ولا سلام على آل موسى، ولكنّه قال عزّ من قائل:( سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ ) (٨) ويس هو محمّد بالاتّفاق، واذا خصّهم الله بالسّلام فقد خصّهم أيضا بارث الكتاب والاصطفاء وجاء في الحديث أنّ المسلمين سألوا محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم كيف نصلّي عليك يا رسول الله؟ قال:تقولون: ألّلهمَّ صلّ على محمّد وآل محمّد] .

وبعد أن انتهى الإمام من حديثه الطويل، قال العلماء و المامون للامام: جزاكم الله خيراً أهل البيت عن أمّة جدّكم. فإنّا لا نجد بيان ما اشتبه علينا من الحقّ إلّا عندكم.

____________________

(١) سورة الانفال: ٤١.

(٢) سورة النحل: ٤٣.

(٣) سورة طه: ١٣٢.

(٤) سورة النور: ٥٦.

(٥) سورة الصافات: ٧٩.

(٦) سورة الصافات: ١٠٩.

(٧) سورة الصافات: ١٢٠.

(٨) سورة الصافات: ١٣٠.

٩٢

وقال العلّامة الطباطبائي في تفسيره( الميزان) ج١٧ ص ٤٥ طبعة اسماعيليان، وقيل: - وهو المأثور عن الصادقين عليها السلام في روايات كثيرة مستفيضة - أنَّ المراد بهم ذريّة النبيّ في آل إبراهيم في قوله:( إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ ) وقد نصّ النبيّ صلّى الله عليه وآله على علمهم بالقرآن وإصابة نظرهم فيه وملازمتهم إيّاه بقوله في الحديث المتواتر المتّفق عليه:[إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض] .

وأورد الطباطبائي في ص ٤٩ قال:

وفي الكافي بإسناده عن أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل:( ثُمَّ أَوْرَ‌ثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) الآية قال: فقال:[ولد فاطمة عليها السلام، والسابق بالخيرات الإمام، والمقتصد العارف بالامام والظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام] .

وبهذا نختم من هم أهل البيت عليهم السّلام الّذين أذهب الله تعالى عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً.

٩٣

سورة الأحزاب

سورة الأحزاب الآية ٣٣

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )

١ - روى الحسين بن الحكم الحبري في (ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم السلام) ص ٧١ ط١( ١٣٩٥هـ ١٩٧٥م) قال:

حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثني الحبري،( قال:حدّثنا حسن ابن حسين) ، قال:حدّثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل، عن فضيل ابن مرزوق، عن عطيّة، عن أبي سعيد، عن أُمّ سَلَمَةَ، قالت: نزلت هذه الآية في عليّ وفاطمةوالحسن والحسين( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ( قالت) قلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال:[إنّك على خير، إنّك من أزواج النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلم] وكان في البيت رسول الله صلّى الله عليه، وعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثني الحبري، قال:حدّثنا سعيد بن عثمان، قال حدّثني أبو مريم، قال:حدّثنا داود بن أبي عوف، قال: حدّثني شهر بن حوشب، قال: أتيت أُمّ سَلَمَةَ زوج النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلم، لأسلِّم عليها، فقلت لها: رأيت هذه الآية يا أمّ المؤمنين( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ؟ قالت: نزلت وأنا ورسول الله صلّى الله عليه على منامةٍ لنا، تحتنا كساء خيبريّ، فجاءت فاطمة ومعها حسن وحسين، وفخار فيه حريرة - وذكر الحديث:

حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثني الحبري، قال:حدّثنا مالك ابن إسماعيل، عن أبي إسرائيل - يعني الملائي- عن زبيد، عن شهر بن حوشب، عن أُمِّ سَلَمَةَ أنّ الآية نزلت في بيتها، والنبيّ صلّى الله عليه وعليّ وفاطمة والحسن والحسين فيه. فأخذ عباءاً فَجَلَّلَهُمْ بها،ثمّ قال:[أللّهم هؤلاء أهل بيتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً . فقلت وأنا عند عتبة الباب: يا رسول الله وأنا منهم أو معهم؟ قال:إنّك على خير].

حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثني الحبري، قال:حدّثنا مالك ابن إسماعيل، عن جعفر الأحمر. عن شهر بن حوشب( عن أُمّ سَلَمَةَ) وعبد الملك، عن عطاء، عن أُمِّ سَلَمَةَ قالت:

٩٤

جاءت فاطمة بطعيم لها إلى أبيها وهو على منام له، فقال:[ فقالت:ائتيني بابنيَّ وابن عمّك إليَّ . فَجَلَّلَهُمْ - أو قالت: حوّل عليهم الكساء - وقال:أللّهم هؤلاء أهل بيتي و حامّتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً فقالت أُمّ سَلَمَةَ: يا رسول الله وأنا معهم؟ قال:إنّك زوج النبيّ صلّى الله عليه (وسلم) وأنت على - أو إلى - خير] .

حدّثنا( علي بن محمد، قال: حدّثني) الحبري قال:حدّثنا مالك بن إسماعيل، عن أبي شهاب الخياط، قال: أخبرني عوف ألا( عرابي) عن أبي المعذل عطيّة الطفاوى، عن أبيه، عن أُمِّ سَلَمَةَ قالت: كنت مع رسول الله صلّى الله عليه (وسلم) في البيت، فقالت الخادم: هذا عليّ وفاطمة معها الحسن والحسين قائمين بالسدّة.

فقال:[قومي تنحّي عن أهل بيتي فقمت فجلست في ناحية، فأذن لهم فدخلوا، فقبّل فاطمة واعتنقها، وقبّل عليًّا واعتنقه، وضمّ إليه الحسن والحسين صبييّن صغيرين،ثمّ أغدف(١) عليهما خميصة(٢) له سوداء وقال:أللّهم إليك لا إلى النار] .

فقلت: وأنا يا رسول الله. قال وأنت.

حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثني الحبري، قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان، عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي هارون، عن أبي سعيد، قال: نـزلت هذه الآية( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) في رسول الله صلّى الله عليه (وسلم) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين( في) بيت أُمّ سَلَمَةَ.

حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثني الحبري، قال:حدّثنا حسن ابن حسين، قال:حدّثنا حبّان عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس:

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) نـزلت في رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم( وعليّ) وفاطمة والحسن والحسين.

والرجس: الشك.

____________________

(١) أغدف الستر: إذا أرسله - أساس البلاغة ج٢ / ص ١٥٧.

(٢) خميصة: ثوب خز أو صوف معلّم. وقيل لا تسمّى خميصة إلّا أن تكون سوداء معلّمة. النهاية لابن الاثير ج٢ ص ٨١.

٩٥

حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثني الحبري، قال:حدّثنا إسماعيل بن صبيح، عن حبان،( عن ابن قسطاس) ، عن يونس ابن خباب، عن أبي داود، عن أبي الحمراء، قال: خدمت النبيّ صلّى الله عليه( وسلم نحو من) تسعة أشهر، ما من يوم يخرج( فيه) إلى الصّلاة إلّا جاء إلى باب عليّ وفاطمة فأخذ بعضادتي البابثمّ يقول:[السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الصّلاة رحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] .

حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثني الحبري، قال:حدّثنا عفان ابن أبي مسلم، قال:حدّثنا حماد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن أنس بن مالك: أنّ رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم كان إذا خرج إلى صلاة الفجر ينادي:[الصّلاة أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] .

حدّثنا علي بن محمد، قال: حدّثني الحبري قال:حدّثنا إسماعيل بن صبيح، قال: أنباني أبو الجارود، قال: حدّثني يحيى ابن مساوة، عن أبي الجارود،( عن أبي داود) عن أبي الحمراء، قال: والله لرأيت رسول الله صلّى الله عليه تسعة أشهر أو عشرة عند كل صلاة فجر يخرج من بيته حتّى يأخذ بعضادتي باب عليّ( عليه السّلام) ثمّ يقول:[السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

فيقول عليّ وفاطمة والحسن والحسين:وعليك السّلام يا نبيّ الله ورحمة الله وبركاته. ثمّ يقول: الصّلاة يرحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] قال:ثمّ ينصرف إلى مصلّاه.

٢- روى الحاكم النيسابوري، الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد المتوفّى -٤٠٥هـ - صاحب المستدرك على الصحيحين في مستدركه ج٣ ص ١٤٧ قال:

فقد روى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، قال: لما نظر رسول الله (ص) إلى الرحمة هابطة، قال:[أدعوا لي، أدعوا لي فقالت صفيّة من يا رسول الله؟

قال:أهل بيتي عليًّا وفاطمة والحسن والحسين .

فجيء بهم، فألقى عليهم النبيّ (ص) كساءه،ثمّ رفع يديه،ثمّ قال: هؤلاء آلي، فصلّ على محمّد وآل محمّد] .

وأنزل الله عزّ وجلّ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

٩٦

وفي رواية أم المؤمنين عائشة: أنّ الكساء كان مرطاً مرحّلاً من الشعر الأسود - (المرط: كساء من صوف أو خز، والمرحل من الثياب ما أشبهت نقوشه رحال الأبل).

روى الحاكم النيسابوري، في (المستدرك على الصحيحين) ج٣ ص ١٥٨ في باب مناقب فاطمة عليها السلام قال:

حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد،حدّثنا الحسين بن الفضل البجلي،حدّثنا عفّان بن مسلم،حدّثنا حمّاد بن سَلَمَة، أخبرني حميد، وعليّ بن زيد:

عن أنس بن مالك: أنّ رسول الله صلّى الله علي وآله وسلّم كان يمرّ بباب فاطمة رضي الله عنها ستّة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر، يقول:[الصّلاة يا أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] .

قال الحاكم - وأقره الذهبي - هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

وروى الحاكم النيسابوري في المستدرك ج٣ ص ١٥٠ في مناقب أهل البيت عليهم السلام، قال:

أخبرني جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ببغداد،حدّثنا موسى بن هارون،حدّثنا قتيبة بن سعيد،حدّثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد( بن أبي وقّاص) ، عن أبيه قال:

لما نزلت هذه الآية:( نَدْعُ ابناءَنَا وَابناءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) (١) دعا رسول الله صلّى الله عليه، عليًّا وفاطمة وحسناً وحسيناً رضي الله عنهم، فقال:[أللّهم هؤلاء أهلي] .

وروى الحاكم في مستدركه ج٣ ص ١٤٧ في باب مناقب أهل البيت عليهم السّلام قال: كتب إليَّ أبو إسماعيل محمد ابن النحوي يذكر أنَّ الحسن بن عرفة حدّثهم، قال: حدّثني علي بن ثابت الجزري،حدّثنا بكير بن مسمار - مولى عامر بن سعد - سمعت عامر بن سعد يقول: نزل على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الوحي فأدخل عليًّا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبهثمّ قال:[ألّلهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي] .

____________________

(١) سورة آل عمران: ٦١.

٩٧

وروى الحاكم النيسابوري في المستدرك ج٢٠ ص ٤١٦ عند تفسير سورة الأحزاب قال:

حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي قال: سمعت الأوزاعي يقول: حدّثني أبو عمّار، قال: حدّثني واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: جئت عليًّا رضي الله عنه، فلم أجده، فقالت فاطمة رضي الله عنها:[إنطلق إلى رسول الله يدعوه فاجلس، فجاء( عليّ) مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فدخل ودخلت معهما، قال: فدعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حسناً وحسيناً فأجلس كلّ واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها،ثمّ لفّ عليهم ثوبه وأنا شاهد فقال:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ألّلهم هؤلاء أهل بيتي] .

قال الحاكم النيسابوري هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقرّه الذهبي ولم يناقش فيه.

وروى الحاكم في المستدرك ج٣ ص ١٤٦ في باب مناقب أهل البيت عليهم السلام، قال:

حدّثنا أحمد بن سليمان الفقيه وأبو العباس محمد بن يعقوب، قالا:حدّثنا الحسن بن مكرم البزّار،حدّثنا عثمان بن عمر،حدّثنا عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبي نمر:

عن عطاء بن يسار، عن أُمِّ سَلَمَةَ قالت: في بيتي نـزلت:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ ) قالت: فأرسل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين فقال:[هؤلاء أهل بيتي] .

وروى الحاكم في المستدرك ج٢ ص ٤١٦ في تفسير سورة الأحزاب في المستدرك، قال:

حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب،حدّثنا العباس بن محمد الدوري،حدّثنا عثمان بن عمر،حدّثنا عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار،حدّثنا شريك بن أبي نمر:

عن عطاء بن يسار عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، قالت: في بيتي نـزلت هذه الآية:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ ) فأرسل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم، فقال:[أللّهم هؤلاء أهل بيتي ، قالت: أُمّ سَلَمَةَ يا رسول الله أنا من أهل البيت؟ قال:إنّك لعلى خير وهؤلاء أهل بيتي ألّلهم أهلي أحقّ] .

وروى الحاكم النيسابوري في المستدرك ج٣ ص ١٤٧ في باب مناقب أهل البيت عليهم السلام، بإسناده إلى واثلة بن الأسقع الليثي قال:

٩٨

جئت أريد عليًّا فلم أجده، فقالت فاطمة:[إنطلق إلى رسول الله يدعوه، فاجلس ، قال: فجاء مع رسول الله صلّى الله عليه وآله فدخلا ودخلت معهما، فدعا رسول الله حسناً وحسيناً فأجلس كلّ واحد منهما على فخذه، وأدنى فاطمة من حجرة وزوجها،ثمّ لفّ عليهم ثوبه وأنا منتبذ فقال:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ألّلهم هؤلاء أهلي، ألّلهم هؤلاء أهلي أحقّ .

قال واثلة، قلت: يا رسول الله وأنا من أهلك؟ قال:وأنت من أهلي] قال واثلة: إنّه لمن أرجى ما أرجو.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.

وروى الحاكم النيسابوري في المستدرك ج٣ ص ١٤٧ في الحديث الثالث من مناقب أهل البيت عليهم السّلام قال بإسناده عن صفية بنت شيبة، قالت:

قالت عائشة: خرج النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم غداة وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله معه،ثمّ جاء الحسين فأدخله معه،ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها معه،ثمّ جاء علي فأدخله معه،ثمّ قال: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

وروى الحاكم النيسابوري في مستدركه ج٣ ص ١٤٧ في باب مناقب أهل البيت عليهم السلام، قال:

حدّثني أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني، حدّثني جدّي،حدّثنا أبو بكر شيبة الخزامي،حدّثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، حدّثني عبد الرحمان بن أبي بكر المليكي، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عن أبيه قال:

لما نظر رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى الرحمة هابطة قال:[ادعوا لي ادعوا لي ، فجيء بهم فألقى عليهم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: كساءهثمّ رفع يديهثمّ قال: أللّهم هؤلاء آلي فصلّ على محمّد وعلى آل محمّد . وأنزل الله:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] .

٩٩

قال الحاكم: وقد صحّت الرواية على شرط الشيخين أنّه علّمهم الصّلاة على أهل بيته لماّ علّمهم الصّلاة على آله.

٣- وروى الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) المجلد -٧و٨- الجزء الثاني والعشرون ص ٣٥٦ ط. دار إحياء التراث العربي - بيروت. قال:

وقال أبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وواثلة بن الأسقع وعائشة وأمّ سلمة، أنّ الآية مختصّة برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

ذكر أبو حمزة الثمالي في تفسيره، حدّثني شهر بن حوشب عن أُمّ سَلَمَةَ، قالت: جاءت فاطمة (ع) إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم تحمل حريرة لها، فقال:[ادعي زوجك وابنيك فجاءت بهم فطعمواثمّ ألقى عليهم كساءً له خيبرياً، فقال:أللّهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً فقلت يا رسول الله وأنا معهم قال:أنت إلى خير].

وروى الثعلبي في تفسيره أيضا بالإسناد عن أُمّ سَلَمَةَ، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، كان في بيتها فأتته فاطمة (ع) ببرمة(١) فيها حريرة، فقال لها:[أدعي زوجك وابنيك فذكرت الحديث نحو ذلك،ثمّ قالت فأنـزل الله تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ ) الآية. قالت فأخذ فضل الكساء فغشّاهم بهثمّ أخرج يده فألوى يده إلى السماء،ثمّ قال: أللّهم هؤلاء أهل بيتي وحامتّي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً . فأدخلت رأسي البيت وقلت وأنا معكم يا رسول الله قال:إنّك إلى خير، إنّك إلى خير] .

وبإسناده قال مجمع دخلت مع أميّ على عائشة فسألتها أميّ أرأيت خروجك يوم الجمل، قالت: إنّه كان قدراً من الله، فسألتها عن علي (ع) فقالت: تسأليني عن أحبّ الناس كان إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وزوج أحبّ الناس، إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، لقد رأيت عليًّا وفاطمة وحسناً وحسيناً (ع) وجمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، بثوب عليهم،ثمّ قال:[أللّهم هؤلاء أهل بيتي وحامّتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً قالت: فقلت يا رسول الله أنا من أهلك، قال:تنّحي فإنّك إلى خير] .

وبإسناده عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم:[نزلت هذه الآية في خمسة، فيّ وفي عليّ وحسن وحسين وفاطمة (ع)] .

____________________

(١) البرمة: القدر من الحجر.

١٠٠

وأخبرنا السيّد أبو الحمد قال:حدّثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني، قال: حدّثونا عن أبي بكر السبيعي، قال: حدّثونا أبو عروة الحرّاني قال:حدّثنا ابن مصغي قال:حدّثنا عبد الرحيم بن واقد عن أيّوب بن سيار عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال نزلت هذه الآية على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وليست في البيت إلّا فاطمة والحسن والحسين (ع) وعليّ(ع):( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ ) فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم:[أللّهم هؤلاء أهلي] وحدّثنا السيّد أبو الحمد، قال:حدّثنا الحاكم أبو القاسم بإسناده عن زاذان عن الحسن بن علي (ع) قال:[لما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإيّاه في كساء لأمّ سلمة خيبري، ثمّ قال: ألّلهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي] .

والروايات في هذا كثيرة من طريق العامّة والخاصّة.

٤- وأورد الحافظ عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني في كتابه (شواهد التنـزيل) ج٢ ط٣، أكثر من مائة وثلاثين حديثاً وبأسانيد وروايات عديدة سواء عن نساء النبيّ (ص) أو أهل البيت (ع) أو أصحابه، وكذلك من خدمه وخاصّته، فبحقّ أشبع الموضوع بحثاً واسعاً وبطرق متعددة، فهو كفاية لمن أراد تقصّي الحقيقة، الّتي هي ضالّة المؤمن.

فقد روى أبو حاتم الرازي في تفسيره: ج٩ ص ٣١٣٣ في الحديث ١٧٦٨٠ في تفسيره لآية التطهير قال:

عن قتادة في قوله:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال: هم أهل بيت طهرّهم الله من السوء واختصّهم برحمته.

قال: وحدّث الضحّاك بن مزاحم أنّ نبي الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم كان يقول:[نحن أهل بيت طهّرهم الله، من شجرة النبوّة؟ وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، وبيت الرحمة، ومعدن العلم] .

قال الحاكم الحسكاني، وقد كثرت الرواية فيها، فمنها رواية أنس بن مالك الأنصاري.

فأورد الحسكاني في شواهده ج٢ ص ١٥ ط٣ في الحديث ٦٤٣ قال:

١٠١

أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل، قال: أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف، قال:حدّثنا محمد بن إسحاق، قال:حدّثنا عفان بن مسلم، قال:حدّثنا حمّاد بن سَلَمَة، قال:حدّثنا علي بن زيد، عن أنس بن مالك: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يمرّ بباب فاطمة ستّة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر، يقول[الصّلاة يا أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ (١) أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] .

وكذلك أيضا أورد الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ١٩ في الحديث ٦٤٤ رواية أخرى عن أنس، قال:

أخبرناه أبو عبد الرحمان محمد بن عبد الله البالوي( قال) : أخبرنا أبو سعيد القرشي، قال:حدّثنا يوسف بن عاصم الرازي، قال:حدّثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، قال:حدّثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن عليّ بن زيد، عن أنس بن مالك:

أنّ النبيّ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كان يمرّ ستّة أشهر بباب فاطمة عند صلاة الفجر فيقول:[الصّلاة يا أهل البيت الصّلاة - ثلاث مرّات - ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] .

وكذلك روى الحسكاني حديثاً عن أنس وبإسناد آخر في الحديث ٦٤٧ من الشواهد ص ٢٢ قال:

أخبرنا أبو عثمان الحيري بها، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني -ببغداد -

وحدّثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن الحسين إملاءً قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمان -ببغداد- قالاً:حدّثنا أبو القاسم ابن منيع البغوي، قال:حدّثنا عبيد الله بن محمد العيشي، قال:حدّثنا حمّاد بن سَلَمَة، عن علي بن زيد، عن أنس:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يمرّ ببيت فاطمة بعد أن بنى بها عليّ بن أبي طالب، بستّة أشهر فيقول:[الصّلاة أهل البيت ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] .

____________________

(١) قال الأزهري في مادّة: (رجس) من كتابه تهذيب اللغة ص ٥٨٠، قال الزجّاج: الرِّجْسَ في اللغة إسم لكل ما استقذر من عمل، وقال الليث وكل قذر رجس، وقيل الرجس: المأثم، وقيل: الشك.

١٠٢

الدار قطني، وقال( أبو طاهر محمد بن عبد الرحمان المعروف بـ) ابن المخلص: (بباب فاطمة) و (ستّة أشهر) والباقي سواء.

وروى الحافظ الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٢٦ في الحديث ٦٥١ بإسناد، عن البراء بن عازب -الصحابي- قال:

ومنها رواية البراء بن عازب الأنصاري:

أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمان العزري، قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس البصري، قال: أخبرنا أبو لبيد محمد بن إدريس السّامي، قال:حدّثنا سويد بن سعيد، قال:حدّثنا محمد بن عمر، قال:حدّثنا إسحاق بن سويد عن البراء بن عازب، قال:

جاء عليّ وفاطمة والحسن والحسين إلى باب النبيّ فخرج النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقام بردائه فطرحه عليهم وقال:[أللّهم هؤلاء عترتي] .

وهذه أيضا رواية بإسنادها عن البراء، جاءت في ص ٢٧ في الحديث ٦٥٢ من شواهد الحسكاني، قال:

أخبرنا أبو عبد الرحمان محمد بن عبد الله أحمد البالوي قراءة، وأبو عمرو المحتسب، قالا: أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، قال:حدّثنا يوسف بن عاصم الرازي، قال:حدّثنا سويد بن سعيد الأنباري، قال:حدّثنا محمد بن عمر بن صالح بن مسعود الكلاعي يكنى أبا كرب، عن إسحاق بن زيد الأنصاري، عن البراء بن عازب قال:

جاء عليّ بن أبي طالب إلى باب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وفاطمة والحسن والحسين، فخرج رسول الله( إليهم) وهو عرق فقال بردائه وطرحه عليهم وقال:[أللّهم هؤلاء عترتي] وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٢٨ في الحديث ٦٥٣ بإسناده عن جابر، قال:

حدّثني أبو القاسم بن أبي الحسن الفارسي الحافظ، قال: أخبرنا أبي، قال:

أخبرنا محمد بن القاسم المحاربي -بالكوفة- قال:حدّثنا أبو كريب، قال:حدّثنا محمد بن ميمون أبو النصر، قال:حدّثنا حرام بن عثمان الأنصاري، عن محمد وعبد الرحمان ابني جابر، وعن ابن أبي عتيق، عن جابر بن عبد الله:

١٠٣

أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - دعا عليًّا وابنيه وفاطمة فألبسهم من ثوبه،ثمّ قال:[أللّهم هؤلاء أهلي، هؤلاء أهلي] .

وروى أيضا، الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٢٨ في الحديث ٦٥٤ بالإسناد إلى محمد بن المنكدر، قال:

حدّثونا عن أبي بكر السبيعي، قال: أخبرنا أبو عروبة الحراني، قال:حدّثنا ( محمد) ابن مصفى، قال:حدّثنا عبد الرحيم بن واقد، عن أيّوب بن سيّار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال:

نزلت هذه الآية على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وليس في البيت إلّا فاطمة والحسن والحسين وعليّ:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله:[أللّهم هؤلاء أهلي] .

وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٢٩ في الحديث ٦٥٥ بإسناده عن الحسن عليه السلام، قال( ومنها رواية الحسن ابن البتول) ( عليهما السّلام) :حدّثني أبو الحسن الأهوازي قال:حدّثنا خلف بن أحمد الرامهرمزي - بها سنة خمسين وثلاثمئة - قال:حدّثنا علي بن العباس البجلي، قال:حدّثنا جعفر بن محمد بن الحسين، قال:حدّثنا حسن بن حسين، قال:حدّثنا عبد الرحمان بن محمد - هو العرزمي -، عن أبيه عن أبي اليقظان، عن زادان:

عن الحسن بن عليّ، قال:[لما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإيّاه في كساء لأمّ سلمة خيبري، ثمّ قال :أللّهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً] .

وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٣٠ في الحديث ٦٥٦ بإسناده عن حصين، عن أبي جميلة، قال:

خرج الحسن بن عليّ يصلّي بالناس وهو بالكوفة، فطعن بخنجر في فخذه فمرض شهرين،ثمّ خرج فحمد الله وأثنى عليه،ثمّ قال: [يا أهل العراق إتّقوا الله فينا فإنّا أمراؤكم وضيفانكم وأهل البيت الّذين سمّى الله في كتابه: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] .

١٠٤

وأيضا روى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٣١ في الحديث ٦٥٧ بإسناده عن هلال بن يساف يقول:

سمعت الحسن بن عليّ وهو يخطب الناس( و) يقول[يا أهل الكوفة إتّقوا الله - عزّ وجلّ - فينا فإنّا أمراؤكم وإنا ضيفانكم ونحن أهل البيت الّذين قال الله - عزّ وجلّ - ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] .

وبحديث ثالث يروي الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٣٢ في الحديث ٦٥٨ بإسناده عن هلال بن يساف، قال:

سمعت الحسن بن عليّ وهو يخطب الناس وهو يقول[يا أهل الكوفة إتقوا الله - عزّ وجلّ - فينا فإنّا أمراؤكم وإنّا ضيفانكم ونحن أهل البيت الّذين قال الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ ) الآية] .

وقال( هلال:) فما رأيت يوماً قطّ أكثر باكياً من يومئذ.

ومنها رواية سعد بن أبي وقّاص الزُّهري، فقد رواها الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٣٣ في الحديث ٦٦٠ قال وبإسناده عن عامر بن سعد:

عن سعد أنّه قال لمعاوية بالمدينة: لقد شهدت من رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم في عليّ ثلاثاً، لأن يكون لي واحدة منها أحبّ إليَّ من حمر النعم، شهدته وقد أخذ( بيده و) بيد ابنيه الحسن والحسين وفاطمة وقد جأر إلى الله - عزّ وجلّ - وهو يقول:[أللّهم هؤلاء أهل بيتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً] .

رواه جماعة عن بكير.

وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٣٥ في الحديث ٦٦٢ عن سعد بن أبي وقاص وبإسناده عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: مرَّ معاوية بسعد فقال: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟ فقال سعد: إما ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول الله فلا أسبّه، لأن يكون لي واحدة منهنَّ أحبّ إلىَّ من حمر النعم، سمعت رسول الله يقول له وخلّفه في بعض مغازيه فقال عليّ: يا رسول الله أتخلّفني مع النساء والصبيان؟] فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله:[أما ترضى أن تكون منّي بمنـزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي .

١٠٥

وسمعته يقول:لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله فتطاولنا لها. فقال رسول الله:ادعوا عليّاً، فأتي به أرمد، فبصق في عينيه ودفع إليه الراية، ففتح الله عليه .

ولما نزلت هذه الآية:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ ) الآية، دعا رسول الله عليًّا وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال:أللّهم هؤلاء أهلي] .

وفي رواية( أهل بيتي) لفظاً واحداً، ولفظ ابن أبي عاصم مختصر.

رواه مسلم بن حجّاج في مسنده الصحيح، عن قتيبة بن سعيد، وعن محمد بن عبّاد، جميعاً عن حاتم هكذا بطولة.

ورواه أبو عيسى الترمذي الحافظ في جامعة، عن قتيبة، عن حاتم وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه وطرق هذا الحديث مستوفاه، في باب الشتم من كتاب( القمع) (١) .

وروى الحافظ الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٣٨ ط٣، في الحديث ٦٦٤ وبإسناده، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في قول الله تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ ) قال: جمع رسول الله صلّى الله عليه وآله، عليًّا وفاطمة والحسن والحسين،ثمّ أدار عليهم الكساء، فقال:[هؤلاء أهل بيتي اللّهم اذهب عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً] .

( و) زاد أبو النظر( إسماعيل بن عبد الله السلمي) : وكانت أُمّ سَلَمَةَ على الباب فقالت: يا رسول الله ألست منهم؟ فقال:[إنّك لعلى خير وإلى خير] .

وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٤٨ ط٣ في الحديث ٦٧١ وبإسناده، عن عطيّة، عن أبي سعيد، قال:

جاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أربعين صباحاً إلى باب عليّ بعدما دخل بفاطمة فقال:[السّلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصّلاة رحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) أنا حرب لمن حاربتم وسلّم لمن سالتم] .

____________________

(١) الكتاب هو تأليف الحسكاني.

١٠٦

وأيضا روى الحسكاني في الشواهد ص ٤٩ في الحديث ٦٧٣ وبإسناده عن عطيّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال:

لما نزلت هذه الآية:( وَأْمُرْ‌ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ ) كان يجيء نبيّ الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم إلى باب عليّ صلاة الغداة ثمانية أشهر،ثمّ يقول:[الصّلاة رحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] .

أخبرنا الحاكم الوالد، عن ابن شاهين، عن ابن الأشعث وعنه السبيعي في تفسيره، وابن شاهين،( و) لفظ علي( بن أحمد بن عبدان) ما غيّرت.

ورواه عن عطيّة سوى هؤلاء( جماعة) .

ورواه عن أبي سعيد، أبو هارون العبدي.

وكذلك روى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٥٠ ط٣، في الحديث ٦٧٤ وبإسنادٍ آخر عن عطيّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري:( قال) :

عن نبي الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم قال:( لما) نزلت هذه الآية( وَأْمُرْ‌ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ ) قال: كان يجيء إلى باب عليّ تسعة أشهر كلّ صلاة غداة ويقول:[الصّلاة رحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] .

وجاء في الحديث ٧٧٢ من شواهد الحسكاني ج٢ ص ١٦٣ ط٣، وبإسناده، عن عطيه العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال:حين نزلت:( وَأْمُرْ‌ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ ) (١) كان يجيء النبيّ إلى باب عليّ صلاة الغداة ثمانية أشهر، يقول:[الصّلاة رحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ ) ] الآية.

وروى الحسكاني في الشواهد في ج٢ ص ١٦٥ في الحديث ٧٧٥ بإسناده، عن الاعمش،عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري، قال:

____________________

(١) سورة طه: ١٣٢.

١٠٧

قال رسول الله:[نزلت هذه الآية في خمسة: فيَّ وفي عليّ وحسن وحسين وفاطمة ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ ) ] .

وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٥٢ ط٣، في الحديث ٦٧٥ وبإسناده، عن الاعمش، عن عباية بن ربعي عن ابن عباس، قال: (ومنها رواية عبد الله بن عباس بن عبد المطّلب الهاشمي)، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم:[إنّ الله تبارك وتعالى قسّم الخلق قسمين، فجعلني في خيرهم قسماً، فذلك قوله :( وأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ) ( وأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ) (١) فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين، ثمّ جعل القسمين

أثلاثاً فجعلني في خيرها ثلثاً، فذلك قوله :( فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴿٨﴾ وأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ﴿٩﴾ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴿١٠﴾ أُولَـٰئِكَ الْمُقَرَّ‌بُونَ ) (٢) فأنا من السابقين وأنا خير السابقين، ثمّ جعل الأثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة فذلك قوله :( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَ‌فُوا ) (٣) فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر. ثمّ جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً فذلك قوله :( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ].

وروى أيضا الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٥٥ ط٣، في الحديث ٦٧٦ وبإسناده عن عمر بن ميمون، عن ابن عباس، قال:

دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الحسن والحسين وعليًّا وفاطمة ومدّ عليهم ثوباًثمّ قال:

[اللّهم هؤلاء أهل بيتي وحامتّي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً] .

( قال الحسكاني) اختصرته من كلام قبله وبعد طويل.

وروى الحسكاني في الحديث ٦٧٧ من الشواهد ج٢ ص ٥٥ عن ابن عباس قال:

____________________

(١) سورة الواقعة: ٢٧ و٤١.

(٢) سورة الواقعة: ٨ و٩ و١٠ و١١.

(٣) سورة الحجرات: ١٣.

١٠٨

أخبرنا أبو محمد الجوهري، قال: أخبرنا أبو عبد الله المرزباني، قال: أخبرنا أبو الحسن الحافظ، قال: حدّثني الحسين بن الحكم الحبري، قال:حدّثنا حسن بن حسين، قال: حدّثنان حبّان بن علي العنـزي، عن الكلبي عن أبي صالح:

عن ابن عباس( عن قوله تعالى) :( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ ) ( قال:) نزلت في رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين.

والرجس: الشك.

وروى الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ٥٦ ط٣ رواية أمير المؤمنين عليه السلام في الحديث ٦٧٨ قال:

أخبرونا عن أبي الحسين محمد بن عثمان القاضي، قال:حدّثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي - بحلب- قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد المزني، قال:حدّثنا سعيد بن عثمان، قال:حدّثنا عيسى بن عبد الله قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ عليه السّلام قال:

[جمعنا رسول الله في بيت أُمّ سَلَمَةَ أنا وفاطمة وحسناً وحسيناً ثمّ دخل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في كساءٍ له، وأدخلنا معه ثمّ ضمّنا ثمّ قال: ألّلهم هؤلاء أهل بيتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً ، فقالت أُمّ سَلَمَةَ: يا رسول الله فأنا - ودنت منه فقال:أنت ممّن أنت منه وأنت على خير] . أعادها رسول الله ثلاثاً يصنع ذلك.

وروى الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ٥٧ ط٣ رواية عبد الله بن جعفر الطيّار رضي الله عنه في الحديث ٦٧٩ قال بإسناده عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، قال:

لما نظر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى جبرئيل هابطاً من السماء، قال من يدعو لي؟ من يدعو لي؟ فقالت زينب: أنا يا رسول الله، فقال: أدعي لي عليًّا وفاطمة وحسناً وحسيناً، فجعل حسناً عن يمينه وحسيناً عن يساره وعليًّا وفاطمة تجاههمثمّ غشّاهم بكساء خيبري وقال:[أللّهم إنّ لكل نبيّ أهلاً، وإنَّ هؤلاء أهلي فأنـزل الله تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ ) الآية فقالت زينب: يا رسول الله إلّا أدخل معكم؟ قال:مكانك فإنّك على خير إن شاء الله] .

١٠٩

ورواية أخرى اوردها الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ٥٨ عن عبد الله بن جعفر في الحديث ٦٨١ قال بإسناده، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه، قال:

لما نظر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى الرحمة هابطة، قال:[أدعوا لي أدعوا لي فقالت زينب: من يا رسول الله؟ قال:عليّ وفاطمة والحسن والحسين فدعتهم زينب فجاء( ت) بهم، فألقى عليهم النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلم: كساءً له،ثمّ رفع يده فقال:أللّهم إنّ هؤلاء آلي فصلّ على محمّد وعلى آل محمّد] وأنزل الله( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ ) .

وروى الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ٦٠ ط٣، رواية أُمّ المؤمنين عائشة الصدّيقة رضي الله عنها، في الحديث ٦٨٢ بإسناده عن مصعب بن شيبة، عن صفيّة بنت شيبة( قالت) قالت عائشة: خرج النبيّ غداةً وعليه مِرْطٌ مُرَحَّلٌ من شعر أسود، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله،ثمّ جاء الحسين فدخل معه،ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها،ثمّ جاء عليّ فأدخله،ثمّ قال: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

وروى أيضا الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ٦٨ ط٣، رواية عن عائشة، في الحديث ٦٩٠ وبإسناده، عن العوّام بن حوشب، عن ابن عمّه مجمع قال:

دخلت مع أميّ على عائشة فسألتها أُمّي، قالت: أرايت خروجك يوم الجمل؟ قالت إنّه كان قدراً من الله، فسألتها عن عليّ، فقالت( عائشة) تسأليني عن أحبّ الناس كان إلى رسول الله، لقد رأيت عليًّا وفاطمة وحسناً وحسيناً، وجمع رسول الله بثوب عليهم،ثمّ قال:[أللّهم إنّ هؤلاء أهل بيتي وحامّتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً فقلت: يا رسول الله أنا من أهلك؟ قال:تنحّي فإنّك إلى خير] ....

وروى الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ٧٠ ط٣، رواية واثلة بن الأسقع الليثي، في الحديث ٦٩٢ بإسناده، قال: حدّثني واثلة بن الأسقع الليثي، قال:

جئت أريد عليًّا فلم أجده، فقالت فاطمة:[إنطلق إلى رسول الله يدعوه فاجلس ، قال: (فجلست) فجاء مع رسول الله صلّى الله عليه وآله فدخلا ودخلت معهما، فدعا رسول الله حسناً وحسيناً فأجلس كلّ واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها،ثمّ لفَّ عليهم ثوباً وأنا منتبذ فقال:[ ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ألّلهم هؤلاء أهلي، ألّلهم هؤلاء أهلي [واهلي] أحقّ].

١١٠

قال واثلة: قلت يا رسول الله وأنا من أهلك؟ قال:[وأنت من أهلي] .

قال واثلة: إنّه لمن أرجى ما أرجو.

وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٧٥ ط٣، رواية أخرى عن واثلة وبإسناده عن شدّاد أبي عّمار، في الحديث ٦٩٥ قال:

دخلت على واثلة وعنده قوم فذكروا عليًّا فشتموه فشتمته معهم، فلمّا قاموا، قال: شتمت هذا الرجل؟ قلت رأيت القوم شتموه فشتمته معهم، قال: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله قلت: بلى، قال: أتيت فاطمة أسألها عن عالي فقالت:[ توجّه إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فجلست أنتظره حتّى جاء رسول الله ومعه عليّ وحسن وحسين أخذ كلّ واحد منهما بيده حتّى دخل، فأدنى عليًّا وفاطمة فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسناً وحسيناً كلّ واحد منهما على فخذه،ثمّ لفّ عليهم ثوبه أو كساءًثمّ تلا هذه الآية: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ثمّ قال:[أللّهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحقّ] .

قال الحسكاني( هذا) : لفظ أحمد بن حنبل والمعنى واحد.

روى الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ٨٧ ط٣، عن أبي الحمراء، هلال بن الحارث، خادم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم، وبإسناده عن نُفَيع بن الحارث السبيعي،عن أبي الحمراء خادم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:

كان رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يجيء عند كل صلاة الفجر فيأخذ بعضادة هذا الباب،ثمّ يقول:[السّلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته فيردّون عليه من البيت:وعليك السّلام ورحمة الله وبركاته ، فيقول:الصّلاة رحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] .

قال: فقلت: يا أبا الحمراء، من كان في البيت؟ قال: عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

وروى أيضا الحاكم الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٩٠ ط٣، وبإسناده، عن أبي الحمراء، في الحديث ٧٠٢ قال: عن أبي الحمراء قال:

رابطنا النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ستّة أشهر يجيء إلى باب فاطمة وعليّ فيقول:[السّلام عليكم ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] .

١١١

( هذا) لفظ القاضي، وقال الطبري:

رابطت المدينة سبعة عشرة شهراً على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة فقال:[الصّلاة الصّلاة ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ ) ] الآية.

وقال الحافظ: أقمت بالمدينة سبعة عشر، فكان رسول الله( صلّى الله عليه وآله وسلم) إذا طلع الفجر - أو أصبح- كلّ يوم أتى باب عليّ وفاطمة فيقول:[الصّلاة ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ ) ] . الآية.

وروى الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ٩٨ ط٣ وبإسناده عن ربعي بن حراش، في الحديث ٧١٠ عن فاطمة قال:

عن فاطمة ابنة رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّها أتت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فبسط لها ثوباً فأجلسها عليه،ثمّ جاء ابنها حسن فأجلسه معها،ثمّ جاء حسين فأجلسه معهما،ثمّ جاء عليّ فأجلسه معهم،ثمّ ضمّ عليهم الثوب،ثمّ قال: [أللّهم هؤلاء منّي وأنا منهم اللّهم ارض عنهم كما أنا عنهم راض] .

وأيضا روى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ٩٨ ط٣، وبإسناده للحديث إلى ربعي بن حراش، في الحديث ٧١١ قال:

بلغني أنّ عليًّا دخل على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخذ النبيّ شملة كساء له، فبسطها فقعد عليه عليّ وفاطمة وحسن وحسين فأخذ بمجامعها فعقد - أو فعقدها - فقال:[أللّهم هؤلاء منّي وأنا منهم فارض عنهم كما أنا عنهم راض] .

وروى الحسكاني عن أمّ المؤمنين أُمّ سَلَمَةَ - واسمها هند بنت سهيل - حديث نـزول آية التطهير في بيتها بأسانيد كثيرة رواها عنها جماعة منهم أبو سعيد الخدري الصحابي رضي الله عنه.

فأورد في الشواهد ج٢ ص ٩٩ ط٣، في الحديث ٧١٢ قال:

حدّثنا عبد الله بن يوسف الإصبهاني، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سعيد بن فرضخ، قال:حدّثنا موسى بن الحسن، قال:حدّثنا أبو نعيم، قال:حدّثنا فضيل بن مرزوق، عن عطيّة، عن أبي سعيد قال:

١١٢

قالت أُمّ سَلَمَةَ نـزلت هذه الآية:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ ) وأنا جالسة على باب البيت فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال:[أنت إلى خير، أنت من أزواج النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم] .

أبو نعيم (هذا) هو الفضل بن دكين الملاّئي الثقة المتّفق علية و( رواه) عنه جماعة.

وروى الحسكاني أيضا في الشواهد ج٢ ص ١٠٠ ط٣، بإسناده عن عطيّة، عن أبي سعيد، في الحديث ٧١٣ قال:

حدثتني أُمّ سَلَمَةَ أنّ هذه الآية نزلت في بيتها:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قالت: وفي البيت رسول الله( صلّى الله عليه وآله وسلم) وعليّ وفاطمة وحسن وحسين، قالت: وأنا جالسة على الباب فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال:[إنّك إلى خير إنّك من أزواج النبي] .

وأورد الحسكاني روايات كثيرة، عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها وباسانيد كثيرة، وفي الحديث ٧٤٠ من شواهد الحسكاني ج٢ ص ١٢٦ يرفعه إلى أبي هريرة، عن مسلمة، قال الحسكاني:

حدّثنا عبد الله بن سليمان، قال:حدّثنا إسحاق بن إبراهيم النهشلي، قال:حدّثنا الكرماني بن عمرو، قال:حدّثنا سعيد بن زربي الخزاعي، قال:حدّثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن أُمِّ سَلَمَةَ قالت:

جاءت فاطمة إلى رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ببـرمة لها وقد صنعت فيها عصيدة تحملها على طبق فوضعتها بين يديه، فقال لها:[أين ابن عمّك وابناك ؟ قالت:في البيت قال:أدعيهم فجاءت إلى عليّ فقالت:أجب رسول الله أنت وابناك .

قالت أُمّ سَلَمَةَ: فجاء عليّ آخداً بيد الحسن والحسين وفاطمة تمشي خلفهم، فلمّا رآهم مقبلين مدّ يده إلى كساء كان تحتنا على المنامة، فبسطه فأجلسهم عليه، وأخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله فضمّه فوق رؤوسهم وألوى يده اليمنى فقال:

أللّهم هؤلاء أهل بيتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً] .

وروى الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج٢ ص ١٣١ ط٣، في الحديث ٧٤٦ قال:

حدّثني أبو عبد الله المِهْرَ بَنْد كشائي، عن أبي الحسن( أحمد بن سيّار) بن أيّوب بن عبد الرحمان السياري في تصنيفه، أخبرنا عّمار بن الحسن الهمداني،حدّثنا عيسى بن سوادة أبو الصباح النخعي، عن عبد الواحد بن عمر قال:

١١٣

أتيت شهر بن حوشب فقلت: إنّي سمعت حديثاً يروى عنك فأحببت أن أسمعه منك، فقال: ابن أخي وما ذاك فقد حدّث عنّي أهل الكوفة ما لم أحدّث( به) قلت هذه الآية( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ - وهي في قراءة عبد الله هكذا -وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال: نعم، أتيت أُمّ سَلَمَةَ زوج النبيّ، فقلت لها: يا أُمّ المؤمنين إنّ أناساً من قبلنا قد قالوا في هذه الآية( أشياء) قالت: وما هي؟، قلت: ذكروا هذه الآية:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ ) فقال بعضهم في نساءه، وقال بعضهم: في أهل بيته.

قالت يا شهر بن حوشب، والله لقد نـزلت هذه الآية في بيتي هذا، وفي مسجدي هذا، أقبل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم حتّى جلس معي في مسجدي هذا، على مصلاّي هذا، فبينا هو كذلك إذ أقبلت فاطمة معها خبز لها( كذا) ومعها ابناها الحسن والحسين تمشي بينهما فوضعت طعامها قدّام النبيّ فقال لها النبي:[أين بعلك يا فاطمة، قالت:بالأثر يا رسول الله، يأتي الآن، فلم يلبث أن جاء عليّ فجلس معهم إذ أحسّ النبيّ بالروح، فسلّ مصلّاي هذا من تحتي فتجافيت له عنها حتّى سلّه فاذا عباءة قطوانيّة فجلّل بها رؤوسهمثمّ أدخل رأسه معهم ويده فوق رؤوسهم فقالأللّهم هؤلاء أهل بيتي قد اجتمعوا ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ ) ( قالها) ثلاثاً، قلت يا رسول الله أدخل رأسي معكم؟ قال:يا أُمّ سَلَمَةَ إنّك على خير] : فبينا النبيّ كذلك إذ أحسَّ بالروح.

الحديث اختصرته من طول.

وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ١٣٤ ط٣ في الحديث ٧٤٩ وبإسناده، عن شهر بن حوشب، قال:

سمعت أُمّ سَلَمَةَ تقول - لما جاء نعي الحسين بن عليّ -: لعنت أهل العراق، وقالت: قتلوه قتلهم الله، غرّوه وذلّوه لعنهم الله،( ثم شرعت تحدّثنا وقالت:) جاءت فاطمة، رسول الله غدوة بُبْرمَةٍ لها تحملها في طبق لها حتّى وضعتها بين يديه، فقال لها:[أين ابن عمّك ؟ قالت:هو في البيت ، قال:إذهبي فادعيه لي وآتيني بابنيه فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما في يده( بيده) وعليّ يمشي في إثرها حتّى دخلوا على رسول الله( صلّى الله عليه (وآله) وسلم) فأجلسهما في حجره، وجلس عليّ على يمينه وجلست فاطمة على يساره - قالت أُمّ سَلَمَةَ - فاجتذب من تحتي كساءً خيبرياً كان لنا بساطاً على المنامة في المدينة فالقى رسول الله عليهم جميعاً وأخذ بشماله طرفي الكساء والوى بيده اليمنى إلى ربّه فقال:

١١٤

أللّهم هؤلاء أهلي إذهب عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً ،( قاله) ثلاث مرات( في) كل ذلك يقول:أللّهم هؤلاء أهلي إذهب عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً ، فقلت: يا رسول الله ألست من أهلك؟ قال:بلى فادخلي في الكساء] فدخلت بعدما مضى دعاؤه لابن عمّه وابنيه وابنته فاطمة عليهم السّلام.

أقول: يظهر من حديث أُمّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، أنّها لم تكن مشمولة بقول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم[أللّهم هؤلاء أهلي] ودخولها الكساء بعدما مضى دعاء النبيّ لأهل بيته، وهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام، ولملاحظة ما أوردنا سابقا من أحاديث روتها أُمّ سَلَمَةَ، حينما سألت النبيّ (ص): ألست من أهل البيت؟

قال (ص):[إنّك إلى خير، إنّك من أزواج النبيّ] . ولم تكن نساء النبيّ (ص) من أهل البيت الذين نزلت فيهم آية التطهير.

وفي الحديث التالي للحسكاني في الشواهد ج٢ ص ١٤٦ في الحديث ٧٥٩ وبإسناده إلى عمر بن أبي سلمة، عنها، قال:

لما نزلت هذه الآية:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ ) الآية، قالت أُمّ سَلَمَةَ: أنا معهم يا رسول الله؟ قال:[إجلسي مكانك فانّك على خير] .

ولملاحظة الحديث ٧٧٥ من الشواهد المذكور قبلاً - قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم:[نزلت هذه الآية في خمسة فيّ وفي عليّ و حسن وحسين وفاطمة ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] .

وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ١٥٢ ط٣ في الحديث ٧٦٣ بإسناده عن عمّار الدهني عن عمرة بنت أفعى، عن أُمِّ سَلَمَةَ قالت: نـزلت هذه الآية في بيتي:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ ) وفي البيت سبعة جبرئيل وميكائيل و رسول الله وعليٌّ وفاطمة والحسن والحسين، وأنا على باب البيت فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ فقال( لي) :

[إنّك إلى خير إنّك من أزواج النبيّ] وما قال: إنّك من أهل البيت.

رواه أبو الشيخ، عن عبد الله بن محمد بن يعقوب، عن الحسين بن الحكم عن مخّول، فكأنّي سمعت منه.

١١٥

وأملاه أبو جعفر القمّي، عن أربعة نفر عن مخول فكأنّه سمعه منّي ورواه الطحاوي، عن الحسين بن الحكم، وقال: عن أم عمرة بنت رافع.

وروى الحسكاني في الشواهد ج٢ ص ١٦١ ط٣، في الحديث ٧٧٠ رواية أخرى عن عمرة، بإسناده، عن أبي معاوية البجلّي، قال: عن عمرة الهمدانيّة أنّها دخلت على أُمّ سَلَمَةَ زوج النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم: قالت: يا أمّتاه إلّا تخبريني عن هذا الرجل الذي قتل بين أظهرنا فمحبّ ومبغض( له) ؟ قالت لها أُمّ سَلَمَةَ: أتحبّينه؟ قالت: لا أحبّه ولا أبغضه - تريد عليّ بن أبي طالب - فقالت لها أُمّ سَلَمَةَ: أنزل الله تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وما في البيت إلّا جبرئيل ورسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، وأنا، فقلت: يا رسول الله أنا من أهل البيت؟ فقال رسول الله:[أنت من صالح نسائي] فلو كان قال: نعم كان أحبّ إلىَّ مما تطلع عليه الشمس وتغرب.

٤- روى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المعروف بأبي نعيم الإصبهاني في (ما نزل من القرآن في عليّ عليه السلام) ص ١٧٥ ط١ مطبعة وزارة الإرشاد الاسلامي -١٤٠٦هـ - في الحديث ٤٦ قال: بإسناده، عن عمّار الدهني، عن عمرة بنت أفعى:

عن أُمّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالت: نزلت هذه الآية في بيتي:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) وفي البيت سبعة، جبرئيل وميكائيل عليهما السلام ورسول الله صلّى الله عليه وآله، وعليّ والحسن والحسين وفاطمة عليهم السّلام، وأنا على باب البيت فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت؟

قال:[أنت على خير إنّك من أزواج النبيّ صلّى الله عليه وآله وما قال: إنّك من أهل البيت] .

وروى الحافظ أبو نعيم في (ما نزل من القرآن في عليّ عليه السلام) ص ١٧٨ في الحديث ٤٧ قال:

حدّثنا سليمان بن أحمد (الطبراني) قال:حدّثنا الحسين بن إسحاق، قال:حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، قال:حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن جعفر بن عبد الرحمان، عن حكيم بن سعيد:

عن أُمّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالت:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) في رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلّى الله عليهم أجمعين.

١١٦

وروى أبو نعيم في (ما نزل من القرآن في عليّ عليه السّلام) ص ١٧٩ في الحديث ٤٨ بإسناده، عن شهر بن حوشب:

عن أُمّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله (وسلم) أخذ ثوباً فجلّله على عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلامثمّ قرأ هذه الآية( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

وروى الحافظ أبو نعيم في (ما نزل من القرآن في عليّ عليه السّلام) ص ١٨٠ في الحديث ٤٩ بإسناده عن أبي سعيد، و( عن) الأعمش، عن عطيّة: عن أبي سعيد (الخدري) قال: نزلت هذه الآية:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) في خمسة، في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلّى الله عليهم.

وروى أيضا أبو نعيم في( ما نزل من القرآن في عليّ عليها السّلام) ص ١٨١ في الحديث ٥٠ بإسناده، عن عطيّة قال:

سألت أبا سعيد (الخدري) عن أهل البيت الّذين قال الله عزّ وجلّ فيهم:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الآية، فذكر النبيّ صلّى الله عليه وآله وعلياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

وروى أبو نعيم في (ما نزل من القرآن في عليّ عليه السلام) ص ١٨٢ في الحديث ٥١، عن كثير النّواء، عن عطيّة:

عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية في خمسة وسمّاهم:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) في رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين صلّى الله عليهم.

٦- وأورد محمد عزّة دروزة في تفسيره( التفسير الحديث) ج٨ ص ٢٦١ قال روى مسلم والترمذي، عن أُمِّ سَلَمَةَ أُمّ المؤمنين جاء فيه قالت:

نزلت الآية:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) في بيتي، فدعى النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم عليًّا وفاطمة وحسناً وحسيناً فَجَلَّلَهُمْ بكساءٍ وعليّ خلف ظهره،ثمّ قال:

١١٧

[أللّهم هؤلاء أهل بيتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً فقلت: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال (ص):أنت على مكانك وأنت إلى خير] .

٧- وروى الشيخ الإمام الخطيب الشربيني الشافعي في تفسيره (السراج المنير) ج٣ ص ٢٤٥ قال بإسناده:

وعن أُمّ سَلَمَةَ رضي الله تعالى عنها قالت: في بيتي أُنزل:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ ) . قالت: فأرسل رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلم: إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال (ص)[هؤلاء أهل بيتي] .

٨- روى الخرجوشي في كتاب (شرف المصطفى) في الحديث ١٤ من الباب ٢٧ ص ٢٥٠ ط١، قال - بروايته عن أُمِّ سَلَمَةَ وعائشة - :

إنّ النبيّ صلّى الله عليه( وآله وسلم) : اشتمل بالعباء، قالتا: سمعناه يقول - وقد ألصق ظهر عليّ إلى صدره، وظهر فاطمة إلى ظهره، والحسن على يمينه، والحسين على شماله،ثمّ عمّهم ونفسه بالعباء حتّى غطّاهم - .

قالت عائشة: أو قد لففهم حتّى جعل أطرافه تحت قدميه،ثمّ قال - ورفع طرفه إلى السماء وأشار بسبابته وما كان بين وجهه - :[أللّهم هؤلاء أهل بيتي وحامّتي أنا سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربـهم، ألّلهم والِ من والاهم وعادِ من عاداهم، وأنصر من نصرهم واخذل من خذلهم. .

فقال رسول الله صلّى الله عليه( وآله وسلم) : وجبرئيل حاضر فأمّن على الدعاء) .

وقال( جبرئيل): أنا معكم يا محمّد ؟ فقال: _( له) _نعم] .

وروى الخرجوشي في كتاب (شرف المصطفى) في الحديث ٥٧ من الباب ٢٧ ص ٢٧٠ ط١، قال بروايته وإسناده، عن أبي الحمراء، خادم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم. قال:

كان رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يجيء عند كل صلاة الفجر فيأخذ بعضادة هذا الباب،ثمّ يقول:[السّلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، فيردون عليه من البيت:وعليك السلام ورحمة الله وبركاته فيقول:الصّلاة رحمكم الله ،( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ] قال: فقلت: يا أبا الحمراء، من كان في البيت؟، قال: عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام.

١١٨

٧- وروى الشيخ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري في تفسيره( الوسيط بين المقبوض والبسيط) ج٣ ص ٤٧٠ ط. دار الكتب العلميّة بيروت قال: بإسناده عن أبي الجحّاف داوود بن أبي عوف، عن عطيّة: عن أبي سعيد (الخدري) في هذه الآية:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ ) الآية، قال: نزل في خمسة: في رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

وروى أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، في كتاب (أسباب النـزول) ص ٢٦٧ ط٣، بروايته عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدّثني أبي، قال: أخبرنا ابن نمير،حدّثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح، قال:

حدّثني مَنْ سمع أُمّ سَلَمَةَ، تذكر أنّ النبيّ صلّى الله وآله وسلّم كان في بيتها، فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة، فدخلت بها عليه فقال لها:[ادعي زوجك وابنيك ، فجاء عليّ وحسن وحسين، فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة له على دكّان تحته كساء خيبري وأنا في الحجرة أصلّي فأنزل الله - عزّ وجلّ - هذه الآية:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ، فأخذ فضل الكساء فغشّاهم به،ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماءثمّ قال: أللّهم هؤلاء أهل بيتي وحامّتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً قالت: فأدخلت رأسي( في) البيت وقلت: أنا معكم يا رسول الله قال:إنّك إلى خير] .

١٠- روى أبو حاتم عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي - المتوفّى ٣٧٧ في تفسيره، عدّة روايات في نـزول آية التطهير ففي تفسيره ج٩ ص ٣١٣٣ في الحديث ١٧٦٨٠ قال:

عن قتاده( أنّه قال) في قوله( تعالى) :( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قال: هم أهل بيت طهّرهم الله من السوء واختصّهم برحمته.

قال: وحدّث الضحّاك بن مزاحم أنّ النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم كان يقول:[نحن أهل بيت طهّرهم الله، من شجرة النبوّة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم] .

وروى أبو حاتم الرازي في تفسيره ج٩ ص ٣١٣١ ٣١٣٢- ط١ عن أبي سعيد الخدري، قال:

جاء رسول الله صلّى الله عليه( وآله وسلم) أربعين صباحاً إلى باب عليّ بعدما دخل بفاطمة فقال:[السّلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصّلاة رحمكم الله ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) أنا حرب لمن حاربتم وسلّم لمن سالمتم] .

١١٩

وروى أبو حاتم الرازي في تفسيره ج٩ ص ٣١٣١، في الحديث ١٧٦٧٤ قال:

عن عائشة (رض) قالت: خرج رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم غداة وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل من شعر أسود، فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما فادخلهما معهثمّ جاء عليّ فأدخله معه( ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها معه) ثمّ قال:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

وروى أبو حاتم في تفسيره عند تفسير آية التطهير قال بروايته عن العّوام بن حوشب، عن ابن عمّ له قال:

دخلت مع أميّ على عائشة (رض) فسألتها (أُمِّي) عن عليّ رضي الله عنه؟ فقالت: تسألني عن رجل كان من أحبّ الناس إلى رسول الله وكانت تحته ابنته وأحبّ الناس إليه؟ لقد رأيت رسول الله دعا عليًّا وفاطمة وحسناً وحسيناً رضي الله عنهم فألقى عليهم ثوباً فقال:[أللّهم هؤلاء أهل بيتي فأذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطهّرهم تطهيراً قالت: فدنوت منهم فقلت يا رسول الله وأنا من أهل بيتك؟

فقال:تنحّي فإنّك على خير] .

وروى أيضا أبو حاتم الرازي في تفسيره ج٩ ص ٣١٣٣ ط١، في الحديث ١٦٧٨ قال:

عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: جاء رسول الله إلى فاطمة ومعه حسن وحسين وعليّ دخل فأدنى عليًّا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذهثمّ لفّ عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم،ثمّ تلا هذه الآية: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .

وروى أبو حاتم الرازي - عند تفسيره للآية الكريمة في تفسيره ج٩ ص ٣١٣٢ ط١ قال:

عن أُمّ سَلَمَةَ رضي الله عنها - زوج النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم - أنّ رسول الله كان( في) بيتها على منامة له عليه كساء خيبري فجاءت فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة، فقال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم:[أدعي زوجك وابنيك حسناً وحسيناً فدعتهم (فجلسوا يأكلون منها) فبينا هم يأكلون إذ نزلت على رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354