نعم لقد تشيّعت وهذا هو السبب

نعم لقد تشيّعت وهذا هو السبب12%

نعم لقد تشيّعت وهذا هو السبب مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 312

نعم لقد تشيّعت وهذا هو السبب
  • البداية
  • السابق
  • 312 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 47577 / تحميل: 7468
الحجم الحجم الحجم
نعم لقد تشيّعت وهذا هو السبب

نعم لقد تشيّعت وهذا هو السبب

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١

٢

٣

٤

دليل الكتاب

المقدّمة ٥

التحوّل المذهبي ٧

حوار حول أسباب تشيّع هؤلاء ٣٤

الحلقة الأُولى: شيّعني الأمل الحقيقي الذي يعيشه الشيعة بخصوص ظهور الدين على يد المصلح العظيم المهدي المنتظر ( عجّل الله تعالى فرجه ) ٣٦

الحلقة الثانية: مظلومية الزهراء عليها‌السلام وأهل البيت عليهم‌السلام عناصر تشيّعي ٤٢

الحلقة الثالثة: عقيدة أهل البيت عليهم‌السلام في التوحيد هي التي شيّعتني ٥٤

الحلقة الرابعة: عقيدة أهل البيت عليهم‌السلام في النبوّة هي التي شيّعتني ٦٣

الحلقة الخامسة: شيّعني حديث الاثني عشر خليفة ٦٩

الحلقة السادسة: حديث انقسام الأمة والفرقة الناجية هو الذي شيّعني ٧٦

الحلقة السابعة: الكذب على الشيعة هو الذي شيّعني ٨٥

الحلقة الثامنة: شيّعتني آية الوضوء ٩٦

الحلقة التاسعة: شيّعتني الصلاة البتراء ١٠٢

الحلقة العاشرة: شيّعتني البسملة ١٠٩

الحلقة الحادية عشر: شيّعني حديث الطائفة الظاهرة على الحق ١١٤

الحلقة الثانية عشر: مودّة قربى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عند الشيعة هي التي شيّعتني ١٢١

الحلقة الثالثة عشر: شيّعتني الحجج التي في كتب السنّة المعتمدة ١٣١

الحلقة الرابعة عشر: شيّعني حديث الثقلين ١٤٢

الحلقة الخامسة عشر: حديث الغدير وحادثته هما اللذان شيّعاني ١٥١

٥

الحلقة السادسة عشر: النظر في المذاهب الإسلاميّة هو الذي شيّعني ١٥٩

الحلقة السابعة عشر: رزيّة الخميس هي التي شيّعتني ١٧٠

الحلقة الثامنة عشر: مسألة الاصطفاء في القرآن هي التي شيّعتني ١٨٢

الحلقة التاسعة عشر: شيّعني كتاب علل الشرائع ١٩١

الحلقة العشرون: إهمال السنّة النبويّة المطهّرة، وإفراغ القرآن الكريم من معانيه، هما اللذان شيّعاني ١٩٨

الحلقة الحادية والعشرون: اتّصال الاجتهاد وبقاء بابه مفتوحاً عند الشيعة هو الذي شيّعني ٢٠٧

الحلقة الثانية والعشرون: فوجئت بحقيقة الشيعة والتشيّع.. فتشيّعت ٢١٤

الحلقة الثالثة والعشرون: مناهضة الشيعة للظالمين على مرّ التاريخ هو الذي شيّعني ٢٢١

الحلقة الرابعة والعشرون: شيّعني الحسين عليه‌السلام ٢٣٣

الحلقة الخامسة والعشرون: وسطية الشيعة، ودعوتهم إلى الوحدة الإسلامية، والعمل من أجلها، هما عوامل تشيّعي   ٢٤٧

الحلقة السادسة والعشرون: تناقض القائلين بالشورى في الحكم هو الذي شيّعني ٢٥٨

الحلقة السابعة والعشرون: شيّعتني روحيّة أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ٢٧٥

الحلقة الثامنة والعشرون والأخيرة: شيّعتني فطرتي وكتاب المراجعات ٢٩٣

المصادر ٣٠٦

٦

مقدّمة المركز

التحوّل المذهبي

بقلم الشيخ محمد الحسون

الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، نبيّنا وحبيب قلوبنا، أبي القاسم محمّد، وعلى أهل بيته الطّيّبين الطاهرين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

الحمدُ لله على إكمال الدين وإتمام النعمة، والحمدُ لله الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأولاده المعصومين عليهم‌السلام .

وبعد، عند وفاة النبي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله انقسم المسلمون إلى قسمين:

الأول: قال بإمامة وخلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ومن بعده بإمامة ولديه الحسن والحسين عليهما‌السلام ، وبعدهما بإمامة التسعة المعصومين من أولاد الحسين عليهم‌السلام .

ورفضوا خلافة أبي بكر، ومن بعده عمر بن الخطّاب، ثمّ عثمان بن عفان، ومن بعدهم خلفاء بني أميّة وبني العباس.

الثاني: قالوا بخلافة الثلاثة: أبي بكر وعمر وعثمان، ثمّ علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، حكّام بني أُميّة وبني العباس. ورفضوا إمامة علي بن أبي طالب وأولاده المعصومين عليهم‌السلام .

والقسم الأوّل يسمّون بـ «الشيعة»، و «أتباع مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام ». وسمّوهم المخالفون لهم بـ «الرافضة»؛ لأنّهم رفضوا خلافة الثلاثة.

والقسم الثاني يسمّون بـ «السنّة»، و «أتباع مدرسة الخلفاء». وسمّوهم المخالفون لهم بـ «العامّة»؛ لأنّهم ليسوا من خاصة الناس.

ونتيجة لأسباب عديدة - لسنا بصدد ذكرها - انقسم الشيعة إلى عدّة فرق

٧

ومذاهب، انقرض أكثرها، ولم يبق في عصرنا الحاضر إلّا ثلاث:

الأولى: الإماميّة الاثنا عشرية، وهم الذين يقولون بإمامة علي بن أبي طالب وأولاده الأحد عشر عليهم‌السلام ، وقد يسمّون بـ «الجعفرية» نسبة إلى الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام ( ت ١٤٨ هـ )، وهم أكثر الشيعة انتشاراً في العالم.

الثانية: الزيديّة، وهم أتباع زيد بن علي بن الحسين عليهما‌السلام ، استشهد سنة ١٢٢ هـ أيام حُكم هشام بن عبد الملك الأموي، وهم قلّة يعيشون في اليمن.

الثالثة: الإسماعيليّة، نسبة إلى إسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام ( ت ١٣٣ هـ )، وهم أيضاً قلّة يعيشون في الهند.

أمّا السنّة فقد انقسموا أيضاً إلى فرق ومذاهب كثيرة متشعّبة، وشاءت سياسة الحكّام حصر هذه المذاهب بأربعة فقط دون غيرها، وهي:

الاولى: الحنفيّة، نسبة لأبي حنيفة النعمان بن ثابت ( ت ١٥٠ هـ ).

الثانية: المالكيّة، نسبة لمالك بن أنس ( ت ١٧٩ هـ ).

الثالثة: الشافعيّة، نسبة لمحمّد بن ادريس الشافعي ( ت ٢٠٤ هـ ).

الرابعة: الحنبليّة، نسبة إلى أحمد بن حنبل ( ت ٢٤٠ هـ ).

والذي يطالع التاريخ وكتب التراجم والسير، يلاحظ أنّ عمليّة، التحوّل المذهبي، بدأت من القرن الأول الهجري، أي حصل هنالك انتقال من مذهب إلى مذهب آخر، أو فلنقل من مدرسة إلى مدرسة اُخرى، لأنّ بوادر التحوّل المذهبي حصلت قبل حصر المذاهب السنيّة بالأربعة التي ذكرناها، ففي القرن الأول الهجري كان المسلمون منقسمين إلى مدرستين فقط: أتباع أهل البيت عليهم‌السلام ، وأتباع الخلفاء.

ونستطيع أن نقسّم التحوّل المذهبي إلى أربعة أقسام، لا خامس لها:

الأوّل: التحوّل المذهبي ضمن الدائرة الشيعيّة.

٨

الثاني: التحوّل المذهبي ضمن الدائرة السنيّة.

الثالث: التحوّل المذهبي من الدائرة السنيّة إلى الدائرة الشيعيّة الإمامية.

الرابع: التحوّل المذهبي من الدائرة الشيعيّة إلى الدائرة السنيّة.

القسم الأوّل: التحوّل المذهبي ضمن الدائرة الشيعيّة

قلنا قبل قليل: إنّ المذهب الشيعي حصل فيه عدّة انقسامات مذهبيّة؛ إلّا أنّ جميعها قد انقرضت، ولم يبق منها إلّا ثلاثة: الإماميّة، والزيديّة، والإسماعيلية.

وقد حصل انتقال كبير من المذهب الزيدي إلى الإمامي، وكذلك من المذهب الإسماعيلي إلى الإمامي.

فمن علماء الزيديّة الذين أصبحوا إماميّة:

١) إبراهيم بن محمّد الثقفي ( ت ٢٨٣ هـ ).

له مصنّفات كثيرة منها: كتاب المبتدأ، السيرة، معرفة فضل الأفضل، بيعة علي عليه‌السلام ، قيام الحسين عليه‌السلام ، مقتل الحسين عليه‌السلام ، فدك، المودة في ذوي القربى، الحوض والشفاعة كتاب في الإمامة كبير (١) .

٢) علي بن خالد ( ت أوائل القرن الثالث ).

قال ابن شهرآشوب: «كان علي بن خالد زيديّاً فقال بالإمامة لمّا رأى ذلك وحسن اعتقاده» (٢) .

٣) محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان، أبو الفضل الجعفي الكوفي، المعروف بالصابوني ( ت القرن الرابع ).

له كتب منها: كتاب الفاخر، تفسير معاني القرآن، صلاة الغدير، المتعة، اللعان، الطلاق، الجهاد، التوحيد والإيمان، مبدأ الخلق (٣) .

_________________

(١) رجال النجاشي: ١٦ / ١٩، الفهرست للشيخ الطوسي: ٣٧ / ٧.

(٢) المناقب لابن شهرآشوب ٣: ٤٩٩. وانظر الإرشاد ٢: ٢٩١، نقد الرجال ٣: ٢٥٩ / ٣٥٦٤.

(٣) رجال النجاشي: ٣٧٤ / ١٠٢٢.

٩

٤) السيّد الثائر بالله ابن المهدي ابن الثائر بالله الحسيني الجبلي ( ت أوائل القرن الخامس ).

وهو جعفر بن محمّد بن الحسين بن علي العسكري بن الحسين بن عمر الأشرف.

قرأ على المرتضى علم الهدى، وله كتاب «الحجّة» في الإمامة، وكتاب «منهاج الرشاد» في الاُصول والفروع (١) .

٥) أبو الحسن علي بن عبد الله بن علي الوكيل الهوشمي ( ت قبل القرن السادس ) قال عنه الشيخ منتجب الدين في الفهرست: «فقيه، صالح، محدّث، كان زيديّاً فاستبصر» (٢) .

٦) السيّد الواثق بالله ابن أحمد بن الحسين الحسيني الجبلي ( ت القرن السادس ).

قال عنه الشيخ منتجب الدين في الفهرست: «فقيه مناظر صالح، قرأ على الشيخ المحقّق رشيد الدين عبد الجليل الرازي فاستبصر» (٣) .

٧) عطاء الله الرودسري الجيلاني ( ت القرن الحادي عشر ).

له مؤلّفات عديدة منها: حاشية على الحاشية الجلالية على شرح التجريد، حاشية على الجواهر والأعراض، حاشية على شرح حكمة العين، حاشية على شرح المطالع (٤) .

وهناك عدد كبير من الزيدية المعاصرين الذين اعتنقوا المذهب الإمامي، منهم:

٨) السيد محمّد العمدي «معاصر».

_________________

(١) الفهرست لمنتجب الدين: ٣٤ / ٦٤.

(٢) الفهرست لمنتجب الدين: ١٢١ / ٢٥٨، وانظر أمل الآمل ٢: ١٧٤.

(٣) الفهرست لمنتجب الدين: ١٩٥ / ٥٢١.

(٤) مواقف الشيعة للميانجي ٣: ٢٤٧، الذريعة ١: ١٧٨.

١٠

له مؤلّفات عديدة منها: واستقرّ بي النوى، الزيديّة والإماميّة جنباً إلى جنب، اليمن المعاصر في تقرير شامل «مخطوط» (١) .

٩) السيد يحيى طالب مشاري «معاصر».

له مؤلّفات عديدة منها: في ظلال الإسلام - السرّ الكامن وراء الاختلاف بين المسلمين (٢) .

١٠) السيدة حسينة حسن الدريب «معاصرة»

لها عدّة مؤلّفات منها: وعرفت من هم أهل البيت عليهم‌السلام ، وولاية أهل البيت بالعقل والنقل.

وهناك عدد كبير من الإسماعيلية، تحوّلوا إلى الإمامية منهم: غلام مصطفى خليل، ومحمد آصف أكبري، وقاري أحمد ( علي أكبر سلطاني )، وعبد المعبود خدايار عطائي (٣) .

القسم الثاني: التحوّل المذهبي ضمن الدائرة السنيّة

قلنا قبل قليل بأنّ أتباع مدرسة الخلفاء انقسموا إلى فرق ومذاهب كثيرة متشعّبة، حُصرت هذه المذاهب بأربعة فقط، لكنّنا نشاهد أيضاً انتقالاً داخل هذه المذاهب الأربعة، نذكر بعضهم على سبيل المثال؛ ومن شاء فليراجع كتب التراجم والسير عنهم وعن غيرهم:

١) الإمام أبو ثور ( ت ٢٤٠ هـ ) كان حنفياً ثمّ أصبح شافعياً بعد لقائه بالشافعي في العراق.

٢) الإمام الكرابيسي الشافعي - خصم الحنابلة - كان حنفياً ثمّ تشفّع.

_________________

(١) موسوعة من حياة المستبصرين ٣: ٣٣٣.

(٢) موسوعة من حياة المستبصرين ٣: ٥٧٣.

(٣) انظر ترجمتهم في موسوعة من حياة المستبصرين، المجلّد الثالث.

١١

٣) ابن عبد الحكم المصري ( ت ٢٦٨ هـ ) كان مالكياً ثمّ أصبح شافعياً، ثمّ عاد إلى المذهب المالكي.

٤) الإمام الطحاوي المصري ( ت ٣٢١ هـ ) صاحب العقيدة الطحاوية المنسوبة إليه، كان شافعياً ثمّ أصبح حنفياً.

٥) ابن حبّان صاحب الصحيح ( ت ٣٥٤ هـ ) كان ظاهرياً ثمّ أصبح شافعياً.

٦) أبو حيّان التوحيدي النحوي المشهور، كان ظاهرياً ثمّ تشفّع.

٧) الإمام ابن حزم الظاهري المشهور ( ت ٤٥٦ هـ ) كان شافعياً، ثمّ أصبح إمام الظاهرية.

٨) الخطيب البغدادي، صاحب تاريخ بغداد ( ت ٤٦٣ هـ ) كان حنبلياً ثمّ تشفّع.

٩) ابن عبد البرّ، الإمام المشهور صاحب التصانيف المعروفة ( ت ٤٦٣ هـ ) كان ظاهرياً، ثم اتبع مذهب مالك مع اجتهاده.

١٠) المنذري المعروف صاحب الترغيب والترهيب ( ت ٦٥٦ هـ ) كان حنبلياً ثم تشفّع.

١١) ابن تيميّة، أحمد بن عبد الحليم، الحافظ المشهور ( ت ٧٢٨ هـ )، كان حنبلياً ثمّ اجتهد.

١٢) إبراهيم بن برهان الحلبي الناجي ( ت ٨٢٠ هـ ) كان حنبلياً ثمّ تشفّع، وذكر السخاوي أنّ سبب تسميته بـ «الناجي» أنّه نجا من المذهب الحنفي إلى الشافعي.

١٣) المقريزي، صاحب الخطط ( ت ٨٤٥ هـ ) كان حنفياً ثمّ تشفّع.

١٤) ابن حجر العسقلاني ( ت ٨٥٢ هـ ) صاحب فتح الباري وغيره من الكتب، كان شافعياً طيلة عمره، وقال الكتاني: إنّه في آخر عمره انتقل لمذهب مالك.

١٥) محمّد بخيت المطيعي ( ت ١٣٥٤ هـ ) العالم المصري المعروف، كان مالكياً ثمّ تحنّف.

١٢

القسم الثالث: التحوّل المذهبي من الدائرة السنيّة إلى الدائرة الشيعية الإمامية

والذي يعبّر عنه في أيامنا هذه بـ «الاستبصار» إذ يُطلق هذا الاسم على الشخص الذي ترك مذهبه الذي كان عليه واختار مذهب أهل البيت عليهم‌السلام ، لقيام الحجّة عنده على أحقيّة هذا المذهب دون المذاهب الإسلاميّة الاُخرى.

لذلك نشاهد أنّ المستبصر يمرّ بعدّة مراحل مهمّة وخطرة في حياته، وهي مرحلة التشكيك بما كان عليه، ثمّ مرحلة البحث والتنقيب عن المذهب الصحيح، ثمّ مرحلة الاختيار، ثمّ الإعلان والإفصاح عن اعتناقه مذهب أهل البيت عليهم‌السلام .

وبإعلانه هذا يكون المستبصر قد جنّد نفسه لما سيلاقيه من مضايقات، بل قطيعة كاملة من أقرب الناس إليه أهله وعشيرته، بل يتعرّض لحملة تسقيط شعواء، يحاول المخالفون فيها إلصاق شتّى التهم به.

وهنا يبدأ الامتحان الإلهي لهذا المؤمن الجديد الذي حباه الله بهذه النعمة العظيمة، ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام .

وقد يتصوّر البعض أنّ ظاهرة الاستبصار في العالم جديدة، حدثت في العقدين أو الثلاثة الأخيرة، وأنّها نتيجة طبيعيّة للأحداث السياسيّة التي شهدتها الساحة السياسيّة الشيعيّة وهذا التصوّر غير صحيح وإن كنّا لا ننكر الدور المهم الذي فعلته تلك الأحداث، وكذلك تطوّر وسائل الاتصال في العالم كالفضائيات والأنترنيت، في تعريف العالم بمذهب أهل البيت عليهم‌السلام .

فالذي يطالع التاريخ بدقّة يجد أنّ ظاهرة الاستبصار والتحوّل إلى مذهب أهل البيت عليهم‌السلام حصل ابتداءً من القرن الأوّل الهجري وإلى يومنا هذا، وإذا أردنا أن نثبّت كافة الأسماء التي تعرّفنا عليها من المستبصرين القدماء، فإننا نخرج عن منهج هذه المقدّمة المبنيّ على الاختصار، بل نحتاج إلى مجلّد أو عدّة مجلّدات لاستيعاب ذلك، ونشير هنا إلى بعضهم على سبيل المثال:

١٣

١) زهير بن القين ( المستشهد سنة ٦١ هـ ):

قال ابن الأثير: «وكان زهير بن القين البجلي قد حجّ، وكان عثمانياً، فلمّا عاد جمعهما الطريق، وكان يساير الحسين من مكّة إلّا أنّه لا ينزل معه، فاستدعاه يوماً الحسين، فشقّ عليه ذلك، ثُمّ أجابه على كرهٍ، فلمّا عاد من عنده نقل ثقله إلى ثقل الحسين ثُمّ قال لأصحابه: من أحبّ منكم أن يتبعني وإلّا فإنّه آخر العهد، وسأحدّثكم حديثاً، غزونا بلنجر ففتح علينا وأصبنا غنائم ففرحنا، وكان معنا سلمان الفارسي فقال لنا: إذا أدركتم سيّد شباب أهل محمّد فكونوا أشدّ فرحاً بقتالكم معه بما أصبتم اليوم من الغنائم، فأمّا أنا فاستودعكم الله، ثمّ طلّق زوجته وقال لها: الحقي بأهلك» (١) .

٢) المختار بن أبي عبيدة بن مسعود الثقفي ( ت حدود ٦٧ هـ ):

قال ابن حجر: «كان قد طلب الإمارة وغلب على الكوفة حتّى قتله مصعب بن الزبير بالكوفة سنة سبع وستّين، وكان قبل ذلك معدود في أهل الفضل والخير إلى أن فارق ابن الزبير، وكان يتزيّن بطلب دم الحسين.. ويقال: إنّه كان في أوّل أمره خارجياً، ثمّ صار زيديّاً، ثمّ صار رافضيّاً..» (٢) .

٣) زرارة بن أعين ( ت ١٥٠ هـ ):

قال الشيخ المامقاني: «إنّ زرارة كان في الأصل عاميّاً ثمّ اهتدى إلى الحقّ، كما يكشف عن ذلك ما مرّ نقله في ترجمة الحكم بن عيينة عن الكشّي عن علي بن الحسن بن فضّال أنّه قال: كان الحكم من فقهاء العامة وكان أستاذ زرارة وحمران والطيّار قبل أن يروا هذا الأمر، وببالي أنّي وجدتُ في البحار أيضاً أنّ زرارة كان في ابتداء أمره عاميّاً ثمّ استبصر واهتدى» (٣) .

_________________

(١) الكامل في التاريخ ٤: ٤٢.

(٢) الإصابة ٦: ٢٧٥.

(٣) تنقيح المقال ١: ٤٤٥، وانظر الفهرست: ١٣٣.

١٤

٤) السيّد الحميري، إسماعيل بن محمّد بن يزيد بن ربيعة ( ت ١٧٨ هـ ):

قال الذهبي: «كان السيّد هذا شاعراً محسناً، إلّا أنّه رافضي جلد، زائغ عن الحقّ، له مدائح جمّة في أهل البيت عليهم‌السلام .. قيل: كان أبواه يبغضان عليّاً عليه‌السلام » (١) .

وقال عبد الحسين الشبستري في الفائق في رواة أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام نقلاً عن عدة مصادر: «ولد بعمان ( كورة على بحر اليمن ) سنة ١٠٥ هـ من أبوين أباضيين خارجيين، ترك دين أبويه وصار كيسانياً ثمّ عرف الحقّ وصار إمامياً مخلصاً، توفي ببغداد وقيل: بواسط» (٢) .

٥) عبد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني ( ت ٢٢١ هـ ):

قال ابن حجر: «.. قال جعفر الطيالسي: سمعت ابن معين قال: سمعت من عبد الرزاق كلاماً استدللت به على ما ذكر من المذهب. فقلت له: إنّ أساتيذك الذين أخذت عنهم ثقات كُلّهم أصحاب سنّة، محمّد ومالك وابن جريح والثوري والأوزاعي، فعمن أخذت هذا المذهب ؟

قال: قدم علينا جعفر بن سليمان فرأيته فاضلاً حسن الهدي فأخذت هذا عنه.

وقال محمّد بن أبي بكر المقدامي: وجدت عبد الرزاق ما أفسده غير جعفر، يعني في التشيّع» (٣) .

٦) محمّد بن سعيد بن كلثوم المروزي ( ت القرن الثالث الهجري ):

قال ابن داود في رجاله: «كان متكلّماً، وذكر أبو عبد الله علي الجرجاني أنّ محمّد بن سعيد كان خارجيّاً ثمّ تشيّع بعد مبايعته على الخروج بالسيف» (٤) .

_________________

(١) تاريخ الإسلام ١١: ١٥٨.

(٢) الفائق في رواة أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ١: ١٨٣.

(٣) تهذيب التهذيب ٦: ٣١٣.

(٤) رجال ابن داود: ١٧٣.

١٥

٧) علي بن مهزيار ( ت ٢٥٠ هـ ):

قال الكشّي: «عن يوسف بن السخت البصري قال: كان علي بن مهزيار نصرانياً فهداه الله، وكان من أهل هندكان قرية من قرى فارس، ثمّ سكن الأهواز فأقام بها» (١) .

٨) جعفر بن محمّد بن مسعود العياشي ( ت ٣٢٠ هـ )، صاحب التفسير المعروف:

قال الشيخ عبّاس القمّي: «قال مشايخ الرجال: إنّه ثقة صدوق، عين من عيون هذه الطائفة وكبيرها، جليل القدر، واسع الأخبار، بصير بالرواية، مضطلع بها، له كتب كثيرة تزيد على مائتي مصنّف.. وكان في أوّل عمره عاميّ المذهب، وسمع حديث العامّة وأكثر منه، ثمّ تبصّر وعاد إلينا، وهو حديث السنّ.. وأنفق على العلم والحديث تركة أبيه سائرها وكانت ثلاثمائة ألف دينار، وكانت داره كالمسجد بين ناسخ أو مقابل أو قار أو معلّق» (٢) .

٩) مهيار بن مرزويه الديلمي ( ت ٤٢٨ هـ ):

قال الزركلي: «شاعر كبير، في معانيه ابتكار، وفي أسلوبه قوة.

قال الحرّ العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.

وقال الزبيدي: شاعر زمانه، كان فارسي الأصل، من أهل بغداد... وكان مجوسياً وأسلم سنة ٣٩٤ هـ على يد الشريف الرضي فيما يقال، وهو شيخه، وعليه تخرّج في الشعر والأدب.

وتشيّع وغلا في تشيّعه وسبّ بعض الصحابة في شعره، حتّى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار، انتقلت من زاوية من النار إلى أُخرى فيها، كنت مجوسياً فأسلمت فصرت تسبّ الصحابة...» (٣) .

_________________

(١) اختيار معرفة الرجال ٢: ٨٢٥.

(٢) الكنى والألقاب ٢: ٤٩٠.

(٣) الأعلام ٧: ٣١٧.

١٦

١٠) يوسف بن قزغلّي الواعظ المؤرّخ شمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي ( ت ٦٥٤ هـ ):

قال الذهبي: «روى عن جدّه وطائفة، وألّف كتاب مرآة الزمان، فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات، وما أظنّه بثقة فيما ينقله.. ثمّ إنّه ترفّض، وله مؤلّف في ذلك، نسأل الله العافية.

مات سنة أربع وخمسين وستمائة بدمشق.

قال الشيخ محيى الدين السوسي: لمّا بلغ جدي موت سبط ابن الجوزي قال: لا رحمه الله كان رافضيّاً.

قلت: كان بارعاً في الوعظ ومدرساً للحنفية» (١) .

١١) جلال الدين محمّد بن سعد الدواني ( ت ٩٠٧ هـ أو ٩١٧ هـ ):

قال الشيخ عبّاس القمّي: «المنتهى نسبه إلى محمّد بن أبي بكر، الحكيم الفاضل الشاعر المدقّق، صاحب أنموذج العلوم، وهو كتاب لطيف يحتوي على مسائل من كل علم، وله شرح على متن التهذيب، وعلى العقائد العضدية، وله الحاشية القديمة والجديدة على شرح التجريد للفاضل القوشجي.. وإنّه كان في أوائل أمره على مذهب أهل السنّة ثمّ صار شيعياً، وكتب رسالة بعد ذلك سمّاها نور الهداية، وهي مصرّحة بتشيّعه» (٢) .

١٢) ملا أحمد الهندي ( ت ٩٩٦ هـ ):

قال إسماعيل باشا البغدادي: «كان حنفيّاً ثمّ تشيّع، وتوفي بلاهور سنة ٩٩٦ هـ ست وتسعين وتسعمائة، له تاريخ ألف في الوقائع العمومية..» (٣) .

 

_________________

(١) ميزان الاعتدال ٧: ٣٠٤.

(٢) الكنى والألقاب ٢: ٢٣٠.

(٣) هدية العارفين ١: ١٥٠.

١٧

قسم المستبصرين في مركز الأبحاث العقائدية

لا نبالغ إن قلنا: إنّ مركز الأبحاث العقائدية هو أوّل مؤسسة اهتمّت بالمستبصرين في إيران، فيوجد فيه قسم خاصّ يعنى بشؤون المستبصرين والاهتمام بهم.

فكلّ مستبصر يتمّ التعرّف عليه، يُفتح له ملف خاص به، ويقوم بملىء استمارة خاصّة، يبيّن فيها اسمه وعنوانه، ومستواه العلمي، ونشاطه الثقافي، ومؤلّفاته، وسبب استبصاره، والأشخاص الذين تأثّر بهم، والكتب التي طالعها وكان لها دور فعّال في تغيير معتقده، وغيرها من المعلومات الخاصة به.

ويتمّ نشر هذه المعلومات في موقع المركز على الانترنت بعد موافقة المستبصر على ذلك، وكذلك تطبع في كتاب «موسوعة من حياة المستبصرين».

ويتمّ تشجيع المستبصرين الذين لديهم قدرة على الكتابة، ويقوم المركز بطبع نتاجهم العلمي بعد مراجعته من قبل لجنة خاصة في المركز، في سلسلة تحت عنوان «الرحلة إلى الثقلين».

كما يستقبل المركز المساهمات الثقافية للمستبصرين وينشرها في حقل خاص في موقع المركز على الانترنيت.

كذلك يقوم المركز بالإجابة على أسئلتهم العقائدية ورفع الشبهات التي لا زالت عالقة في أذهانهم، ويرسل لهم الكثير من الكتب العقائدية وغيرها، ويحاول دوماً مساعدتهم في مجالات شتى.

ونتيجة لذلك فقد تجمّعت لدينا ملفّات كثيرة، وتعرّفنا على عدد كبير من المستبصرين، منتشرين في بقاع العالم، وتقسّم هذه الملفّات إلى قسمين:

الأوّل: ملفّات الأشخاص الذين زاروا المركز أو اتصلوا به بشكل مباشر، ولدينا معهم تواصل دائم، وأكثرهم من العلماء والمثقّفين وأصحاب القلم.

١٨

الثاني: ملفّات المستبصرين السابقين المنتقلين إلى رحمة الله تعالى، أو الذين لم يتمّ الاتصال بهم بشكل مباشر لحدّ الآن، وإنّما تعرّفنا على أسمائهم بطرق مختلفة.

علماً بأنّ في مكتبتنا في المركز مكاناً خاصاً لمؤلّفات المستبصرين، نورد أسماء بعضهم وأسماء بعض مؤلّفاتهم، ردّاً على أولئك الذين ينكرون ظاهرة الاستبصار العالمية، ويقولون: إنّها أسماء وهمية:

* أحمد حسن العنثري، اليمن.

١ - الإمامة في الميزان، اختيار الله أم اختيار البشر ؟

٢ - الجواب المبين في الردّ على المروّجين.

* أحمد حسين يعقوب، الأردن.

١ - النظام السياسي في الإسلام.

٢ - نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الإسلام.

٣ - مرتكزات الفكر السياسي.

٤ - الخطط السياسية لتوحيد الأُمّة الإسلامية.

٥ - طبيعة الأحزاب السياسية العربية.

٦ - الوجيز في الإمامة والولاية.

٧ - المواجهة مع رسول الله وآله.

٨ - مساحة للحوار، من أجل الوفاق ومعرفة الحقيقة.

٩ - كربلاء، الثورة والمأساة.

١٠ - الهاشميون في الشريعة والتاريخ.

١١ - حقيقة الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر.

١٢ - أين سنّة الرسول، وماذا فعلوا بها ؟

١٩

١٣ - الاجتهاد بين الحقائق الشرعية والمهازل التاريخية.

١٤ - المرجعية السياسية في الإسلام.

١٥ - مختصر المواجهة.

* الدكتور أحمد راسم النفيس، مصر.

١ - الطريق إلى مذهب أهل البيت عليهم‌السلام .

٢ - على خطى الحسين عليه‌السلام .

* ادريس هانى الحسيني، المغرب.

١ - لقد شيّعني الحسين عليه‌السلام .

٢ - الخلافة المغتصبة أزمة تاريخ أم أزمة مؤرّخ.

٣ - هكذا عرفت الشيعة.

٤ - محنة التراث الآخر، النزعات العقلانية في الموروث الإمامي.

وله مقالات كثيرة.

* الأسعد بن علي، تونس.

١ - التجديد الكلامي عند الشهيد الصدر.

٢ - المنهج الجديد في تدريس العقائد.

٣ - فصول في ثقافة الانتظار.

* أسعد وحيد القاسم، فلسطين.

١ - أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة.

٢ - حقيقة الشيعة الاثني عشرية.

٣ - تحليل نظم الإدارة في الإسلام.

* امتثال الحبش، سوريا.

١ - الإمامة في القرآن والسنّة.

٢٠

* باسل بن خضراء الحسني، سوريا.

1 - ومن النهاية كانت البداية.

وله مقالات عديدة.

* الدكتور تاج الدين الجاعوني، الأردن.

1 - الإنسان هذا الكائن العجيب، أطوار خلقه وتصويره في الطب والقرآن.

* جمال محمّد صالح اليوزبكي، العراق.

1 - غضبة الفلاسفة أو الغضبة المتعالية.

2 - وانتهت أوهام العمر.

وله كتب ومقالات اُخرى.

* حسن أحمد الحياري، الأردن.

1 - أسرار الوجود وانعكاساتها التربوية.

2 - معالم الفكر التربوي للمجتمع الإسلامي.

* حسين الرجا، سوريا.

1 - دفاع من وحي الشريعة ضمن دائرة السنّة والشيعة.

* خالد محيي الدين الحليبي الحسيني، مصر.

1 - القضاء المنظر أو كشف الغطاء عن أهل السماء.

2 - الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

3 - توحيد أمير المؤمنين عليه‌السلام .

4 - الدين القيم.

5 - تفسير القرآن.

* الدمرداش بن زكى العقالي، مصر.

1 - دعائم المنهج الإسلامي.

٢١

2 - محاضرات عقائدية.

3 - الإمام الحسين عليه‌السلام في سفر الشهداء.

4 - انتخاب الطريق من الظلمات إلى النور.

5 - من هم الشيعة.

* سعيد أيوب، مصر.

1 - معالم الفتن، نظرات في حركة الإسلام وتاريخ المسلمين.

2 - الانحرافات الكبرى، القرى الظالمة في القرآن الكريم.

3 - ابتلاءات الأُمم وتأملات في الطريق إلى المسيح الدجال والمهدي المنتظر في اليهودية والمسيحية والإسلام.

4 - الطريق إلى المهدي المنتظر.

5 - الرساليون.

6 - زوجات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

7 - عقيدة المسيح الدجال في الأديان، قراءة المستقبل.

8 - في ظلال أسماء الله الحسنى.

9 - الظلّ الممدود في الصلاة على النبي وأهل بيته.

10 - وجاء الحق.

11 - الأوائل في أحداث الدنيا وأخبار الآخرة.

* سعيد السامرائي، العراق.

1 - حجج النهج، المختار من نهج البلاغة.

2 - الطائفية في العراق، الواقع والحل.

3 - صدام وشيعة العراق.

* سعيد يعقوب، فلسطين.

٢٢

1 - معراج الهداية، دراسة حول الإمام علي ومنهج الإمامة.

2 - آفاق النفس البشرية.

3 - علم النفس والطب النفسي عند العرب.

4 - السيرة التاريخية للحضارة العربية.

5 - جدلية النفس والشعر عند العرب.

6 - علم نفس الأطفال.

7 - دراسة في آيات التلاؤم النفسي.

وله مقالات كثيرة أُخرى، وقد توفي أخيراً في شهر ذي الحجّة 1427 هـ في حادث مؤسف رحمه‌الله .

* سليم البشري، مصر.

1 - حاشية تحفة الطلّاب لشرح رسالة الآداب.

2 - حاشية على رسالة الشيخ علي في التوحيد.

3 - شرح نهج البردة.

4 - الاستئناس في بيان الأعلام وأسماء الأجناس.

* صائب عبد الحميد، العراق.

1 - منهج في الانتماء المذهبي.

2 - ابن تيمية، حياته، عقائده.

3 - تاريخ الإسلام الثقافي والسياسي.

4 - حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي.

5 - تاريخ السنّة النبوية، ثلاثون عاماً بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله .

6 - ابن تيمية في صورته الحقيقية.

7 - الزيارة والتوسّل.

٢٣

8 - الوهابية في صورتها الحقيقية.

9 - خلافة الرسول بين الشورى والنص.

وله مقالات كثيرة.

* صالح الورداني، مصر.

1 - عقائد السنّة وعقائد الشيعة، التقارب والتباعد.

2 - الكلمة والسيف، محنة الرأي في تاريخ المسلمين.

3 - الشيعة في مصر من الإمام علي عليه‌السلام حتّى الإمام الخميني.

4 - السيف والسياسة، صراع بين الإسلام النبوي والإسلام الأموي.

5 - أهل السنّة شعب الله المختار.

6 - دفاع عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ضد الفقهاء والمحدّثين.

7 - الخدعة، رحلتي من السنّة إلى الشيعة.

8 - زواج المتعة حلال، محاكمة المنهج الفقهي عند أهل السنّة.

9 - فقهاء النفط، راية الإسلام أم راية آل سعود.

10 - الحركة الإسلامية والقضية الفلسطينية.

11 - فتاوى ابن باز.

12 - المناظرات بين فقهاء السنّة وفقهاء الشيعة.

13 - النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم.

14 - مدافع الفقهاء، التطرّف بين فقهاء الخلف وفقهاء السلف.

15 - تثبيت الإمامة.

16 - علي سيف الله المسلول، التاريخ الجهادي للإمام علي عليه‌السلام .

17 - فرق أهل السنّة ( جماعات الماضي وجماعات الحاضر ).

* صباح علي البياتي، العراق.

٢٤

1 - لا تخونوا الله والرسول.

2 - حقيقة التشيّع.

3 - الصحوة ( رحلتي إلى الثقلين ).

4 - التبرّك.

5 - أهل الحديث.

6 - عقائد السلفية.

* صبري أحمد علي موسى، مصر.

1 - علامات القيامة ونهاية العالم في الديانات السماوية والمذاهب الإسلامية.

2 - ترقبوا ظهور منقذ البشرية الإمام المهدي عليه‌السلام قريباً جداً.

3 - احذروا خروج المسيح الدجال الزعيم المنتظر للصهيونية العالمية في القريب العاجل.

4 - ترقبوا نزول السيّد المسيح عليه‌السلام في عصر الإمام المهدي عليه‌السلام وإقامة الدولة الإسلامية العالمية.

5 - موسوعة العقائد الإلهية بين الأديان السماوية والمذاهب الإسلامية الكبرى، مخطوط.

* طارق زين العابدين، السودان.

1 - دعوة إلى سبيل المؤمنين.

* عاطف سلام، مصر.

1 - فقهيات بين السنّة والشيعة.

* عامر سلو رشيد، العراق.

1 - من الظلمات إلى النور.

* عبد الله علي مطهّر الديلمي، اليمن.

٢٥

1 - موجز مناقب الرسول وأهل بيته عليهم‌السلام .

2 - تهذيب الأزهار في فقه الأئمة الأطهار.

* عبد الباقي قرنة، الجزائر.

1 - قراءة في سلوك الصحابة.

2 - معاوية.

* السيّد عبد المحسن السراوي، سوريا.

1 - فاطمة الزهراء عليه‌السلام في الأحاديث النبوية.

2 - مسند الإمام علي عليه‌السلام .

3 - القطوف الدانية في ستة عشر مسألة خلافية.

4 - معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحقّ على من عداهم.

* عبد المنعم الحسن، السودان.

1 - بنور فاطمة عليها‌السلام اهتديت.

* عصام علي يحيى العماد، اليمن.

1 - رحلتي من الوهابية إلى الاثني عشرية.

2 - المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابيين.

* علي الشيخ، العراق.

1 - هبة السماء، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام.

* علي محمّد فتح الدين، باكستان.

1 - فلك النجاة في الإمامة والصلاة.

* لمياء حمادة، سوريا.

1 - أخيراً أشرقت الروح.

* محمّد بيومي مهران، مصر.

٢٦

1 - السيرة النبوية الشريفة.

2 - السيدة فاطمة الزهراء عليها‌السلام .

3 - الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام .

4 - الإمام الحسن بن علي عليه‌السلام .

5 - الإمام الحسين بن علي عليه‌السلام .

6 - الإمام علي بن الحسين عليه‌السلام .

7 - الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام .

8 - الإمامة وأهل البيت عليهم‌السلام .

9 - دراية حول التاريخ للأنبياء عليهم‌السلام .

10 - تاريخ القرآن.

وله عشرات الكتب والمقالات.

* الدكتور السيّد محمّد التيجاني السماوي، تونس.

1 - ثمّ اهتديت.

2 - لأكون مع الصادقين.

3 - فاسألوا أهل الذكر.

4 - الشيعة هم أهل السنّة.

5 - اتقوا الله.

6 - اعرف الحقّ.

7 - كلّ الحلول عند آل الرسول.

8 - وسيروا في الأرض فانظروا.

* محمّد الرصافي المقداد، تونس.

صاحب هذا الكتاب، وله عدّة مقالات ستصدر من مركز الأبحاث العقائدية.

٢٧

* محمّد سليم عرفة، سوريا.

1 - إفادات من ملفّات التاريخ.

* محمّد عبد الحفيظ، مصر.

1 - لماذا أنا جعفري.

* محمّد عصمت بكر، مصر.

1 - عبد الله بن عمر بين السياسة والدين.

* محمّد علي المتوكل، السودان.

1 - ودخلنا التشيّع سجّداً.

* محمّد الكثيري، المغرب.

1 - السلفية بين أهل السنّة والإمامية.

وله مقالات عدّة.

* محمّد كوزل الحسن الآمدي، تركيا.

1 - المسح في وضوء الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله .

2 - الهجرة إلى الثقلين.

* محمّد مرعي الأمين الأنطاكي، سوريا.

1 - لماذا اخترت مذهب الشيعة، مذهب أهل البيت عليهم‌السلام .

2 - الشيعة وحجتهم في التشيّع.

* مروان خليفات، الأردن.

1 - وركبت السفينة.

2 - أكرمتني السماء، العودة المباركة إلى النعمة الإلهية.

3 - النبي ومستقبل الدعوة.

4 - قراءة في المسار الأموي.

٢٨

5 - مزامير الانتظار المقدس.

* معتصم سيد أحمد، السودان.

1 - الحقيقة الضائعة، رحلتي نحو مذهب أهل البيت عليهم‌السلام .

2 - حوارات... تجربة عملية في الحوار الشيعي السنّي.

* معروف عبد المجيد، مصر.

1 - أحجار لمن تهفوا لها نفسي.

2 - أكاسيا للفراعنة.

3 - معلقة على جدار الأهرام.

4 - وينصبون عندها سقيفة.

5 - بلون الغار.. بلون الغدير.

* نور الدين الدغير الهاشمي، المغرب.

1 - تاريخ الشيعة بين الحقيقة والمؤرّخ.

* الهاشمي بن علي رمضان، تونس.

1 - الصحابة في حجمهم الحقيقي.

2 - حوار مع صديقي الشيعي.

* هشام آل قطيط، سوريا.

1 - وقفة مع الدكتور البوطي في مسائله.

2 - حوار ومناقشة كتاب عائشة أم المؤمنين للدكتور البوطي.

3 - ومن الحوار اكتشفت الحقيقة.

4 - محاكمة شيخ الأزهر - الأزهر بين فكّي كمّاشة، التيار السلفي وظاهرة التوظيف الديني.

5 - المتحوّلون - حقائق ووثائق، ظاهرة تحول تلك النخبة من العلماء والمثقفين نحو مذهب أهل البيت عليهم‌السلام .

٢٩

* ياسين المعيوف البدراني، سوريا.

1 - ياليت قومي يعلمون.

القسم الرابع: التحوّل المذهبي من الدائرة الشيعيّة إلى الدائرة السنيّة

يدّعي بعض المخالفين لنا من أتباع مدرسة الخلفاء: أنّ هناك عملية تحوّل مذهبي كبيرة من الدائرة الشيعيّة إلى الدائرة السنيّة يُطلقون عليها ظاهرة الهداية، وفي كلّ يوم تقريباً يخرج علينا شخص في إحدى غرف البالتوك السنيّة - التي لا تعرف معنىً للنقاش العلمي، وهي غرف ضلالة، تنال من أهل البيت عليهم‌السلام وعقائدهم - يدعى أنّه كان شيعياً وأصبح سنياً، ولا يُعرّف نفسه بل يتكلّم بكنيته أو باسم مستعار، فهذا أبو عبد الرحمن، وذا أبو مصعب، وأبو عمر، وهكذا.

نحن نقول: إنّنا نشاهد ظاهرة استبصار عالميّة، لا يمكن لأي أحد أن ينكرها، حتّى صرّح بها كبار علماء السنّة وزعمائهم السياسيون، وحذّروا منها أتباعهم، واتهموا أتباع أهل البيت عليهم‌السلام بأنّهم يقومون بالتبشير لمذهبهم داخل المجتمع السنّي.

والمستبصرون الذين يعدّون الآن بمئات الآلاف، يُعلنون تحوّلهم إلى مذهب أهل البيت عليهم‌السلام وسط مجتمعهم السنّي، ولا تأخذهم في الله لومة لائم، وهم يتحمّلون شتّى ألوان التُهم والمضايقة والمحاربة من قبل أهلهم وعشيرتهم، فضلاً عن المجتمع السنّي الذي يعيشون فيه.

فهم يخرجون في الفضائيات وغرف البالتوك بأسمائهم الواقعية، ويُعطون عناوينهم الكاملة لمن يريد أن يتصل بهم، بل أُسست غُرف خاصة بهم تُعرف بغرف المستبصرين، ولهم مواقع معروفة مثل: موقع شيعة فلسطين، وموقع شيعة الجزائر، وموقع شيعة مصر، وغيرها، بل اُلّفت موسوعات كبيرة تعرّف بهم، وبدولهم، ومستواهم العلمي، وغير ذلك من المعلومات المستقلة بهم.

٣٠

إذاً لماذا لا يخرج «المهتدون» - أي الشيعة الذين أصبحوا سُنة، إذ يُطلقون عليهم هذا الاسم - في وسائل الإعلام، ويُعرّفون أنفسهم، ويبيّنون الأسباب التي دعتهم إلى ترك مذهب أهل البيت عليهم‌السلام ؟

وهل سمعنا بأنّ أشخاصاً مثقّفين وعلماء شيعة وأصحاب شهادات عالية أصبحوا من السنّة ؟

إذا كانوا موجودين أين هم ؟

نحن - بحكم عملنا في مركز الأبحاث العقائدية وتخصّصنا في الدفاع عن مذهب أهل البيت عليهم‌السلام وردّ الشبهات الواردة علينا - نبحث عنهم لنعرف هل في مذهبنا نقص ؟

نعم، قد يكون هناك عدد من الاُميين والجهلاء، الذين يسكنون في مناطق ريفيّة بعيدة، استغلّهم الوهابيّة ولبّسوا عليهم اُموراً لا تمت بالمذهب بصلة، لا من قريب ولا من بعيد، بل أثاروا فيهم الروح القوميّة البغيضة، أو تأثروا ببعض الأحداث السياسيّة والتصرّفات التي صدرت من بعض المسؤولين الشيعة التي حُسبت على المذهب، فتحوّلوا ظاهراً إلى المذهب السنّي.

وهنا أتذكّر حادثة جرت في إحدى مناطق ريف العراق، والتي سمعناها مراراً، وهي:

أنّ أحد المبشّرين المسيحيين ذهب إلى منطقة ريفيّة فقيرة في جنوب العراق، وبدأ بالتبشير للدين المسيحي. وسط هؤلاء الفقراء، فلم ير أذناً صاغيه بدعوته.

فقام هذا المبشّر بإنشاء مستوصف صغير في تلك القرية لمداواة المرضى، وأعقبه بإنشاء مدرسة، ثمّ جمعية خيرية، وبدأ بتوزيع المساعدات على أهل تلك القرية الفقراء.

وكان نتيجة ذلك أن جذب إليه عدداً من أهل القرية، وفي أثناء ذلك كلّه كان

٣١

يعرّفهم بالدين المسيحي وأحكامه، وكان أهل القرية يظهرون التعاطف معه، فظنّ هذا المبشّر للمسلين أنهم أصبحوا مسيحيين، فكتب إلى كبير القساوسة في بغداد أنّه استطاع أن يدخل أهل هذه القرية في الدين المسيحي.

وبعد فترة دعى هذا المبشّر أهالي تلك القرية لزيارة الكنيسة في بغداد، فكانت المفاجأة بل الصدمة كبيرة عليه، إذ سمعهم يشترطون عليه إذا ذهبوا إلى بغداد يجب أن يزوروا مرقد الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام !!!

وعندما أخذهم إلى بغداد وأثناء استماعهم لنصائح كبير القساوسة في الكنيسة، انقطع التيار الكهربائي، وعندما عاد التيار الكهربائي بعد فترة، نادى الحاضرون بصوت عال: «اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد».

فعند ذلك عرف المبشّر، وكذلك كلّ من حضر في تلك الكنيسة، أنّ أهالي تلك القرية لم يتركوا دينهم الإسلامي وأنّه متأصّل في أنفسهم.

وعلى كلّ حال، فإنّنا نقول: يجري في العالم اليوم تحول مذهبي واسع من الدائرة السنيّة إلى الدائرة الشيعية الإماميّة الاثني عشرية، ولدينا على ذلك الأدلة الكثيرة، التي لا يمكن إنكارها.

والذي يدّعي أن هناك ظاهرة تحول مذهبي من الدائرة الشيعية إلى الدائرة السنيّة، عليه أن يثبت ذلك بالأدلة الواضحة، لا يذكر أسماء مستعارة مختلقة لا أساس لها.

والكتاب الذي بين أيدينا، هو أحد الأدلّة على ما ندّعيه، إذ ذكر المؤلّف الأخ الكريم المستبصر التونسي الاُستاذ محمّد المقداد الرصافي، عدداً من المستبصرين، وأسباب استبصارهم، وكيفيّة اعتناقهم لمذهب أهل البيت عليهم‌السلام ، وذلك كلّه بعد أن التقاهم وتحدّث معهم، علماً بأنّه ذكر أسماءهم فقط، ولم يذكر ألقابهم ولا عناوينهم، وذلك لأسباب خاصة يعرفها القارىء اللبيب.

٣٢

ختاماً نتمنّى للمؤلّف العزيز المزيد من الرقيّ العلمي، كما نتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لكلّ من ساهم في إخراج هذا الكتاب من أعضاء مركز الأبحاث العقائدية، ونخصّ بالذكر الأخ الكريم فضيلة الشيخ حكمت الرحمة، الذي أخذ على عاتقه مراجعة هذا الكتاب، واستخرج كافة الموارد التي تحتاج إلى استخراج، وتقويم نصّه كاملاً، فللّه درّهم وعليه أجرهم، والحمد لله ربّ العالمين.

محمّـد الحسّون

9 جمادى الآخرة 1428 هـ

Site aqaed.com / Mohammad

Muhammad@aqaed.com

٣٣

مقدّمة المؤلّف:

حوار حول أسباب تشيّع هؤلاء

التقيت بهم على غير موعد، فقد كانوا تعوّدوا على الالتقاء في مكان واحد، يتحسّسون فيه الأُلفة والأُنس، وتبادل الراي، وتمتين رابطة الإخوّة، وأواصر الصداقة، في عصر قلّت فيه الإخوّة وهجرت الصداقة قلوب أغلب الناس، وانعدم الشعور بالراحة والأُنس والطمأنينة اتجاه الآخر، ولم يعد للرأي والمشورة نصيب، حتّى الدين الذي له من القداسة والخشية في القلوب، لقي من العنت والتطاول ما جعل الجرأة عليه أكثر من أيّ شي آخر، وقد كان للحكّام العرب على مرّ التاريخ دور كبير في إضعافه، وتحريف بعض أحكامه وتعطيل البعض الآخر، وكان الناس في ذلك تبعاً لهم، إلّا قليلاً من المؤمنين؛ لأنّ أغلبية البشر عبيد الدنيا، وقد قيل: يؤخذ بالسلطان ما لا يؤخذ بالقرآن، والناس على دين ملوكهم.

إذاً في عصر طغى فيه الاستبداد، وعمّت الأنانية حتّى ذهبت بفلسفة الخلق وطبيعة النشأة، فلم يعد يعني لوجود الإنسان الذي كرّمه الله تعالى، وفضّله على سائر مخلوقاته غير المظاهر المادية، وعلامات الترف والاستعلاء على الآخرين.

وسط تلك الأجواء كان اللقاء.. وكان التعارف، من أجل إحياء الروح الإيمانية التي تكاد تتلاشى من مجتمعاتنا الإسلامية، ومن أجل صياغة الفرد المؤمن، وبناء علاقة أساسها الحبّ في الله تعالى والبغض في الله، وما الدين في جوهره وحقيقته إلّا تولّياً وتبرّياً، ولم توجد على مرّ تاريخ البشريّة نماذج كثيرة من هذه

٣٤

العلاقات، إذا استثنينا حركة المعصومين في مجتمعاتهم - وأعني بهم الأنبياء والأئمة عليهم‌السلام أو مجالات تحرّك المرجعيات وعلماء الأُمة رضوان الله تعالى عليهم.

وطبيعي في هذه الحالة أن ينتابني شعور من الغبطة والاعتزاز والرضى وأنا أرمق تلك الوجوه المحيطة بي، قد زانها الله تعالى بنور الإيمان، وأسبغ عليها من فضله في إدراك ما لم يهتد إليه آخرون.

توجّهت في مفتتح اللقاء بسؤال عام وجّهته للجميع، ليتحدّثوا عن السبب الذي دفع بهم إلى الخروج عن معتقد المجتمع وموروث الأُسرة، والانتقال إلى فضاء اعتقادي آخر، يختلف في بعض تفاصيله، وكثير من بواطنه عمّا كانوا يتعبّدون به سابقاً، الغاية واحدة والأسباب كثيرة، متنوعة بتنوع عقول الناس وأفئدتهم، والنهج التعبدي الجديد امتلك من قوّة الدليل بحيث تنوّعت وتعدّدت أدلّته على أحقّيته في أن يكون له وحده الحقّ في أن يكون عنوان الإسلام المحمدي الصافي من كلّ الأدران التي أحكمت طوقها وأسرت جمعها، ورمت بهم إلى الشبهة والظنّ والهوى قامعة إياهم بمقامع الظالمين.

رأيت أن أجعل أسباب تشيّع هذه الثلّة، موضوع هذه الدراسة لعلّها تكون الدافع القوي لمن لم يطلع على العلل التي دفعت بكثير من المسلمين إلى تحريك عقولهم نحو نور الإيمان الحقّ، نور محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وفاطمة وعلي والحسن والحسين والأئمة التسعة الأطهار من ذريّة الحسين عليهم‌السلام ، منهم فاضت معالم الدين الحقّ على المؤمنين..

٣٥

الحلقة الأُولى

شيّعني الأمل الحقيقي الذي يعيشه الشيعة بخصوص ظهور الدين على يد المصلح العظيم المهدي المنتظر ( عجّل الله تعالى فرجه )

فرج، هو واحد من أولئك الذين اكتشفوا انحراف الطريق الذي كانوا يسلكونه، كان بعيداً كلّ البعد من أن يبحث تلقائياً عن الإسلام الذي اعتنقه وراثياً، لأنّه لم يكن يتصوّر أنّ هناك إسلام غير الذي وجد عليه آباءه وأجداده، الإسلام الأشعري ( السنّي ) الذي عليه الغالبية العظمى من المسلمين، أمّا بقية الفِرق كالخوارج والشيعة، فحسب ما قرأه عنهم تحريفيون، لا يمثّلون الإسلام الصحيح، بل أنكى من ذلك، فقد صوّر أصحاب خطّه الذي كان ينتمي إليه، الشيعة بصور مشينة وبشعة، هي للكفر والبعد عن الدين أقرب من أي شي آخر.

وقع بين يديه يوماً كتاب للسيّد سابق ( وهو سنّي مصري )، تناول فيه العقائد الإسلامية عند السنة، فقرأه وكان بداية للبحث عن الحقيقة، يقول فرج:

كنت من المغرمين بالمطالعة، رغم إنهائي لمرحلة التعلّم، ولم يصرفني عن ولعي بها شي آخر، مع تواجد المغريات التي قد تقطع السبيل على الكتاب وقراءته.

ذات يوم بينما كنت أتصفّح كتباً في مكتبة أحد الأقارب، إذ استرعى انتباهي كتاب السيّد سابق أحد روّاد الثقافة الإسلامية في مصر، تحدّث فيه عن الإسلام عقيدة، فأخذته على أساس مطالعته.

الكتاب ككلّ لم يكن من الكتب التي تأخذ باللب، أو تمنح الإضافة الكاملة إلى القارىء، مالفت انتباهي فيه، الباب الذي أفرده فيه كاتبه، وحدّث فيه عن أمر هام يتعلّق بمستقبل الدين الإسلامي، وهو المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف. اهتمامي بما أخرجه السيد سابق نبع من محصّلة كانت لديّ، قرأتها وسمعتها مراراً وتكراراً، تقول: لا مهدي غير المسيح عيسى بن مريم.

٣٦

ودعاية جانب من مثقفي وقياديي الخطّ ( السنّي ) بما حوته أجنحته المعتدلة منها كجماعة التبليغ والدعوة والنهضة، أو المتطرّفة منها كالوهابية والسلفية، التي تنكر مسألة وجود المهدي المنتظر عليه‌السلام إنكاراً شديداً، غير خافية على جميع من يتابع المسألة الإسلامية بجميع تفاصيلها.

قرأت إذاً الأحاديث النبوية التي نقلها السيد سابق، والمتعلقة بالإمام المهدي عليه‌السلام ، والتي أخرجها حفّاظ الخط ( السنّي )، وخاصّة منهم أصحاب من سمّوهم بالصحاح، فصدمت لنكران المنكرين من علماء مذهبي، وكانت المفاجأة ذات وقع شديد علي، شكّكني في كلّ ما ألقي إليّ من خلال بوابة التقليد الأعمى، فرأيت أن أعود بالبحث عن تلك الروايات وغيرها ممّا يمكن أن أعثر عليه على سبيل الصدفة، في المصادر المشار إليها، فازداد استغرابي واستهجاني للمساعي الباطلة التي ركبها المنكرون لشخص الإمام المهدي عليه‌السلام ، بسبب كثرة طرق أحاديث البشارة التي أطلقها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن منقذ البشرية عليه‌السلام ، السيد سابق ناقل بعض تلك الروايات، لم يكن من المنكرين لخروج الإمام المهدي في آخر الزمان، ليملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً، وإنّما كان على الرأي التقليدي للأشاعرة من كونه يولد في آخر الزمان، مع ذكر بعض أوصافه وبعض العلامات الدالة على خروجه.

فآمنت بالفكرة، وتشوّقت لذلك المنقذ أيّما شوق، كيف السبيل إليه ؟ متى يخرج ليخلصنا من ظلم الظالمين ؟ كيف السبيل إلى معرفة المزيد عنه ؟ حاولت أن أجد عالماً أتحدث إليه، وأبثّه انشغالي وهمّي، فلم أجد، لأنّ جامعة الزيتونة التي كانت تفيض على البلاد بالمتعلمين والعلماء في شتّى اختصاصات الدين لم تعد موجودة بالمردود الذي كانت عليه من قبل خلو البلاد من العلماء المتخصصين في المجال الإسلامي، دفعني إلى الالتجاء لأشخاص أقلّ علماً ومعرفة، وهم أئمة جمعة المساجد، اقتربت من أحد أئمة المساجد لأسأله عن

٣٧

المهدي عليه‌السلام ، فقال: صحيح، لقد قرأت في بعض المصادر عدداً من الأحاديث التي أخبرت بالمهدي وخروجه، لكنها ضعيفة، ولم يأنس لها أكثر العلماء، والمسألة يدّعيها الروافض، ويروّجون لها، وهي من عقائدهم الهامّة. فقلت له: من هم هؤلاء ؟ فقال: هم الشيعة الذين يسبّون السلف الصالح، ويتبرءون من الشيخين. فقلت له: ألا تعتقد أنت بأنّ فكرة المهدوية وجيهة ومنطقية ؟ فأجاب قائلا وهو يتحرك منصرفا: لا مهدي بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله .

أغلق الرجل بانصرافه متعجلاً باب السؤال والحوار، كأنّما يريد أن يغيّب عنّي الصورة التي حصلت لدي، ويُميّع القضيّة من الأساس، فوجدت نفسي مندفعاً للنظر في ذلك الخط الذي حذرني منه إمام الجماعة، فقد يكون ما يحمله عنهم خطأ، أو هو من الموروث الخاطىء الذي كنت متعلّقاً به دون شعور بانحرافه، وبمرور الأيام وتنوع مطالعاتي، بدأت أعتقد بصحّة فكرة المهدي المنتظر عليه‌السلام ، رغم التقصير الأشعري ( السنّي ) في هذه النقطة.

أحاديث البشارة بخروج رجل من أهل بيت النبوّة آخر الزمان؛ ليقيم أسس الدين الإسلامي، ويحكم بشريعته أمم العالم التي أعيتها الشرائع الباطلة والمحرّفة، وأنهكها الظلم وأهله، تلك الأحاديث بلغت من الكثرة بحيث عدّها المتتبعون لها فكانت أكثر من ثمانين حديثا عند الخط الأشعري وآلاف الروايات عند خطّ أهل البيت عليهم‌السلام ، وفي كلا الخطين فإنّ عددها لا يدلّ على أنّها من الأحاديث الضعيفة، بل العكس صحيح.

إذاً، تطوّرت فكرة الإمام المهدي عندي، قبل أن أقرأ عنه في كتب الشيعة، تلك الفرقة التي حاصرها الطغاة والجبابرة والظالمون، على مدى العصور، وعلى مرّ التاريخ، وقد عرّفني كتاب «الشيعة والحاكمون» للشيخ محمد جواد مغنية رحمه‌الله تعالى عليه، بالواقع المأساوي الذي عاشه الشيعة طيلة خمسة عشر قرنا، وعلى صغر حجم الكتاب، فإنّه قد أدى الفكرة، وأعطى بصورة مجملة ما كان يرجوه

٣٨

مؤلفه من إبراز لمظالم تعرض لها شيعة أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا يزالون كذلك إلى اليوم في العراق وفي باكستان، يدفعون ضريبة موالاة الأطهار عليهم‌السلام ، ويتقرب بهم فسقة السلفية والوهابية إلى شياطينهم.

وكان دليلاً آخر، أعتمده عندي، ويقيناً إزداد لديّ، من أنّ الذي لا يراعي حرمة الإنسان، فضلاً عن كونه موحّداً ومؤمناً بالنبيّ الخاتم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا يصحّ اعتباره مسلما ولا حتّى إنساناً، بماذا سيبرّر هؤلاء القتلة أنفسهم يومٍ الحساب الأكبر، أمّا الحساب الأصغر فهو قريب منهم لا محالة، ولا أرى تكالبهم على المسلمين الشيعة، إلّا شعوراً منهم بالخطر الذي سيداهمهم وعقائدهم الفاسدة، ويعرّضهما للفناء، خروج ذلك المصلح العظيم، الذي تبرأوا منه لعلمهم بأنّه ليس من خطهم.

لقد جاء الإسلام كشريعة ودين خاتم، ليشيع الأمل ويبعث الرجاء بين معتنقيه، من أنّ هذا الدين سيكون في يوم من الأيام مهيمناً على الدين كلّه، فقوله تعالى: ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (1) .

وبما أنّ الظهور الحقيقي بكلّ معانيه وأبعاده، لم يتحقق في عصر الرسالة وما تلاه، ولم تسعد البشرية كلّها تحت ظلّه، الذي لم يمتد ليعمّ الأرض بأكملها، فإنّ الأمل يحدونا في يوم حقيقي يخرج فيه ذلك المصلح العظيم عجّل الله تعالى فرجه، لينصر الدين الخاتم، وهو اليوم الذي تنبّأ به الوحي، وذكرته الآيات القرآنية مجملاً.

الروايات في أغلبها ذكرت بأنّ المهدي المنتظر هو من سلالة علي وفاطمة عليهما السلام، فقد أخرج أبو داود في سننه بإسناده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: «المهدي من عترتي من ولد فاطمة» (2) .

_________________

(1) التوبة: 33.

(2) سنن أبي داود 2: 310.

٣٩

وهو آخر خلفاء الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله الاثني عشر، الذين أخبر عنهم في حديثه، الذي عجّت به مصنفاتهم الروائية.

فقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يكون بعدي اثنا عشر خليفة، ثم تكلم بكلمة خفيّة ثم قال كلّهم من قريش (1) .

لكنهم أحجموا عن الإقرار بالحقيقة التي تقول إنّ هؤلاء هم أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ، بل إنّ المتأمل في الحديث يُلاحظ تحريفاً واضحاً في متنه، حيث ادّعى الراوي أنّه قد خفيت عليه كلمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بعد ذكره لعدد الخلفاء، وما أرى ذلك إلّا تجنباً من الراوي لذكرهم، لأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يعهد عنه أنّ كلامه ذو طبقات ترتفع وتخفت في مسألة حسّاسة كهذه، وما أمر الله تعالى له بالبلاغ وحرصه على أن يسمع المسلمين وغيرهم إلّا دليلين يدحضان خفاء كلامه عن مستمعيه، غير أنّ السياسة وما اقتضته من بتر وتحريف، كان لها الأثر السيئ في ضياع عدد من الحقائق، والأمثلة كثيرة في هذا المجال.

لذلك لم يكن من السهل على المخالفين لخطّ الإمامة، أن يقبلوا بمهدي من ولد علي عليه‌السلام ، طالما أنّهم لم يقبلوا إمامة علي نفسه، وقدموا عليه من لا يساويه في شي، وأمرّوا عليه من كانوا تحت لوائه وإمرته على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو الذي لم يتأمر عليه أحد، سوى النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله .

إنّ العداء المعلن للصفوة الطاهرة عليها‌السلام ، تحت عناوين ومسميات مختلفة، قد أنهك الأمة الإسلامية وضيع وحدتها، وفرّق جمعها الذي كان على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا أعتقد أنّ هناك فكرة تجمع المسلمين اليوم، وتدعوهم إلى الوحدة غير فكرة الإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ذلك المصلح الكبير والأمل الأكبر، الذي من شانه أن يبعث روحاً جديدة في جسد

_________________

(1) انظر الحديث بألفاظه المختلفة في: صحيح البخاري 8: 127، صحيح مسلم 6: 3 - 4، مسند أحمد 1: 398، 406. وغيرها من المصادر.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312