مسند الرضا عليه السلام

مسند الرضا عليه السلام18%

مسند الرضا عليه السلام مؤلف:
المحقق: السيد محمد جواد الحسيني الجلالي
تصنيف: مكتبة الحديث وعلومه
الصفحات: 220

  • البداية
  • السابق
  • 220 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 41988 / تحميل: 6957
الحجم الحجم الحجم
مسند الرضا عليه السلام

مسند الرضا عليه السلام

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

[٣] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): «من افتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السماوات والارضين».

[٤] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): «ثلاثة لا يعرضن أحدكم نفسه لهن وهو صائم: الحمام، والحجامة والمرأة الحسناء».

[٥] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): «أفضل الاعمال عند الله: إيمان لا شك فيه، وغزو (١) لا غلول فيه، وحج مبرور».

[٦] وبالاسناد، قال: «أول من يدخل الجنة شهيد، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده، ورجل عفيف متعفف (٢) ذو عبادة».

[٧] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): «أول من يدخل النار أمير مسلط لم يعدل، وذو ثروة من المال لم يعط المال حقه، وفقير فخور».

[٨] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): «لا يزال الشيطان ذعرا (٣) من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس، فإذا ضيعهن تجرأ عليه وأوقعه [في] (٤) العظائم».

[٩] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): «من أدى فريضة فله عند الله تعالى دعوة مستجابة».

[١٠] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): «العلم خزائن، ومفتاحه

__________________

(١) في ظاهر النسخة: (وغزوة).

(٢) في هامش النسخة: (أي متكلف على العفة).

(٣) في هامش النسخة: (أي خائفا).

(٤) من المصادر الحديثية، راجع التعليق على هذا الحديث في فصل (تخريج الاحاديث).

٦١

السؤال، فاسألوا يرحمكم الله، فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلم، والمستمع، والمحب لهم » .

[١١] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): «لا تزال امتي بخير ما تحابوا، وأدوا الامانة، واجتنبوا الحرام، ووقروا الضيف، وآتوا الزكاة، فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين » .

[١٢] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (ليس منا من غش (١) مسلما أو ضره، أو ما كره » .

[١٣] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (قال الله تعالى: يابن آدم: لا يغرنك ذنب الناس عن ذنبك، ولا نعمة الناس عن نعمة الله تعالى عليك، ولا تقنط الناس من رحمة الله وأنت ترجوها لنفسك » .

[١٤] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (ثلاثة أخافهن على امتي: الضلالة بعد المعرفة، ومضلات الفتن، وشهوة البطن والفرج » .

[١٥] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (أتاني ملك فقال: يا محمد، إن ربك يقرئك السلام ويقول: إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ذهبا. قال: فأرفع [كذا] رأسه إلى السماء فقال: يا رب، أشبع يوما فأحمدك، وأجوع يوما فأسالك » .

[١٦] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (عليكم بحسن الخلق، فإن حسن الخلق في الجنة، وإياكم وسوء الخلق، فإن سوء الخلق في النار لا محالة » .

__________________

(١) في هامش النسخة (أي خان)

٦٢

[١٧] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): « من قال حين يدخل السوق: (سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير ) اعطي من الاجر بعدد ما خلق الله تعالى إلى يوم القيامة » .

[١٨] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): «إن لله عزوجل عمودا من ياقوت أحمر رأسه تحت العرش وأسفله على ظهر الحوت في الارض السابعة السفلى، فإذا قال العبد: (لا إله إلا الله) من نية صادقة، اهتز العرش وتحرك العمود، فيقول الله تعالى: إسكن يا عرشي، فيقول: كيف أسكن وأنت لن تغفر لقائلها؟ فيقول الله: اشهدوا سكان سماواتي إني غفرت لقائلها » .

[١٩] وبالاسناد: قال رسول الله (ص): «حافظوا على الصلوات الخمس، فإن الله عزوجل إذا كان يوم القيامة يدعو العباد: فأول شئ يسأل عنها الصلاة، فإن جاء بها تامة وإلا زج في النار » .

[٢٠] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): «لا تضيعوا صلاتكم فإن من ضيع صلاته حشر مع قارون وهامان وفرعون، وكان حقا على الله تعالى أن يدخله النار مع المنافقين، فالويل كل الويل لمن لم يحافظ على صلواته وأداء سننه » .

[٢١] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): «من استذل مؤمنا أو حقره لفقره وقلة ذات يده، شهره الله يوم القيامة ثم يفضحه » .

[٢٢] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما » .

٦٣

[٢٣] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (إذا كان يوم القيامة تخلى الله لعبده المؤمن فيوقفه على ذنوبه ذنبا ذنبا، ثم يغفر الله تعالى له، ولا يطلع الله على ذلك ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، ويستر عليه ما يكره أن يقف عليه أحد، ثم يقول لسيئاته: كوني حسنات).

[٢٤] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (ما كان ولا يكون إلى يوم القيامة مؤمن إلا وله جار يؤذيه).

[٢٥] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (من بهت مؤمنا أو مؤمنة فقال فيه ما ليس فيه، أقامة الله تعالى على تل من نار حتى يخرج مما قال).

[٢٦] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (إن الله تعالى يحاسب كل خلق إلا من أشرك، فإنه لا يحاسب ويؤمر به إلى النار).

[٢٧] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (مثل المؤمن عند الله كمثل ملك مقرب، وإن المؤمن أعظم عند الله تعالى من ملك مقرب وليس أحب إلى الله تعالى من تائب مؤمن أو مؤمنة تائبة).

[٢٨] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (إياكم ومخالطة السلطان، فإنه ذهاب الدين، وإياكم ومعونتة، فإنكم لا تخمدون أمره).

[٢٩] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (من مر على المقابر وقرأ: (قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرة ثم وهب أجره للاموات، اعطي أجره بعدد الاموات)

[٣٠] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (أيما عبد من عبادي مؤمن ابتلاه الله تعالى ببلاء على فراشه فلم يشتك إلى عواده، أبدلته لحما

٦٤

خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، فإن قبضته فإلى رحمتى، وإن عافيته عافيته وليس له ذنب وفقيل: يا رسول الله، لحم خير من لحمه؟! قال: لحم لم يذنب. قيل: ودم خير من دمه؟ قال لم يذنب).

[٣١] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (النظر في ثلاثة أشياء عبادة: في وجه الوالد، وفي المصحف، وفي البحر).

[٣٢] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (جعلت البركة في العسل، وفيه شفاء من الاوجاع، وقد بارك عليه سبعون نبيا).

[٣٣] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (لو علم العبد ما له في حسن الخلق لعلم أنه يحتاج أن يكون له خلق حسن، فإن حسن الخلق يذيب [الخطيئة] (١) كما يذيب الماء الملح).

[٣٤] وبالاسناد قال رسول الله (ص): (من ترك معصية مخافة الله أرضاه الله يوم القيامة)

[٣٥] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وإنما المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).

[٣٦] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (إذا كان يوم القيامة لم تزل قدم عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن مال اكتسبه من أين اكتسبه وفي ماذا أنفقه، وعن حبنا أهل البيت).

__________________

(١) من البحار ٧١: ٣٩٥ وفي نسخة الاصل هنا بياض بمقدار كلمة، ولعلها (السيئة)، وفي البحار ١٠: ٣٦٩ عن نسخة هذا المسند: (أن حسن الخلق يذيب الخطيئة، كما يذيب الشمس الجليد)، وانظر التعليق على هذا الحديث في فصل (تخريج الاحاديث).

٦٥

[٣٧] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (من عرف فضل كبير السن آمنه الله تعالى من الفزع الاكبر).

[٣٨] وبالاسناد قال رسول الله (ص): (من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروته، وظهرت عدالته، ووجب أجره، وحرمت غيبته).

[٣٩] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (إن موسى بن عمران صلوات الله عليه سأل ربه ورفع يديه، فقال: يا رب، أبعيد أنت فاناديك أم قريب فاناجيك؟ فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى بن عمران، أنا جليس من ذكرني، فقال: يا رب أني حيثما ذهبت لا انصر واخذل؟ فأوحى الله تعالى: إن في عسكرك غمازا. قال: يا رب دلني عليه، قال: يا موسى إني ابغض الغماز، فكيف أغمز؟!.)

[٤٠] وبالاسناد، قال رسول الله (ص): (إياكم والظلم، فإنه مخرب الدور).

صدقت يا رسول الله

وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

وسلم تسليما كثيرا كثيرا

تمت الكتابة بعون الله تعالى وحسن توفيقه

سنة ٨٨٢

٦٦

نسخة (المسند) برواية العلامة المجلسي قدس سره

نسخة المسند التي أوردها العلامة المجلسي في البحار ١٠: ٣٦٧ - ٣٦٩ والتي وجدها بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي - جد الشيخ البهائي رحمه الله - كانت تحتوى على ٢٣ حديثا فقط، وقد وردت منها أربعة عشر حديثا في نسختنا هذه، وهناك تسعة أحاديث لم ترد في نسختنا. نوردها هنا إتماما للفائدة وهي في البحار بالارقام ٥، ٨، ١٢، ١٣، ١٤، ١٦، ١٧، ١٨ و ٢٣، وقد ذكر والعلامة المجلسي سنده في أول الاحاديث ونقلناه في الصفحة ٣٩، من هذا الكتاب، ثم أورد الاحاديث وإليك نص الاحاديث التي لم ترد في نسختنا:

١ - وبهذا الاسناد، قال رسول الله (ص) ( أتاني جبرئيل عن ربي تعالى فيقول (١) : ربي يقرؤك السلام ويقول لك: يا محمد، بشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويؤمنون بك وبأهل بيتك بالجنة، فلهم عندي جزاء الحسنى وسيدخلون الجنة ).

٢ - وبهذا الاسناد:

( كان النبي (ص) إذا أصابه صداع أو غير ذلك، بسط يديه وقرأ الفاتحة والمعوذتين ومسح بهما وجهه، فيذهب عنه ما كان يجد ).

__________________

(١) كذا

٦٧

٣ - وبهذا الاسناد، قال رسول الله (ص): (الولد الصالح ريحان من رياحين الجنة).

٤ - وبهذا الاسناد، قال رسول الله (ص): (إن الله يبغض الرجل يدخل عليه بيته فلا يقاتل).

٥ - وبهذا الاسناد، عن علي عليه السلام: (لو رأى العبد أجله وسرعته إليه لابغض الامل وطلب الدنيا).

٦ - وبهذا الاسناد، قال رسول الله (ص): (أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة ولو أتوا بذنوب أهل الارض: الضارب بسيفه أمام ذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في حوائجهم عند ما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه).

٧ - وبهذا الاسناد، قال رسول الله (ص): (يا علي إذا كان يوم القيامة تعلقت بحجزة (١) الله، وأنت متعلق بحجزتي وولدك متعلقون بحجزتك، وشيعة ولدك متعلقون بحجزتهم، فترى أين يؤمر بنا؟!).

٨ - وبهذا الاسناد، قال رسول الله (ص): (كأني قد دعيت فأجبت وأني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أعظم من الاخر: كتاب لله حبل ممدود من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهم) (٢) .

٩ - وبهذا الاسناد، قال رسول الله (ص): (ما يقلب جناح طائر في الهواء إلا له عندنا فيه علم)

__________________

(١) الحجزة: معقد الازار.

(٢) انظر مصادر حديث الثقلين، في الملحق ٢.

(٣) في عيون أخبار الرضا عليه السلام (٢: ٣٢) وبهذا الاسناد قال رسول الله (ص): (ما ينقلب جناح طائر في الهواء إلا وعندنا فيه علم).

٦٨

تخريج أحاديث المسند

مع الشرح والتعليق

٦٩

٧٠

[١]

قول رسول الله (ص) (١) :

(الايمان: إقرار باللسان، ومعرفة بالقلب،

وعمل بالاركان).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام برقم ٣. ورواه الشيخ الصدوق في أماليه ٢٢١، الباب ٤٥ الحديث ١٥، عن أبي أحمد داود بن سليمان الفراء وفي الخصال: ١٧٩، الباب ٣، الحديث ٢٤٢، كما رواه في العيون ١: ٢٢٦ - ٢٢٨، الاحاديث ١ - ٦ و ٢: ٢٨، الحديث ١٧، عن أبي أحمد وأحمد وأبي الصلت وعبد السلام، ورواه في معاني الاخبار ١: ١٨٦، الباب ١٧٢، الحديث ٢ عن أبي الصلت الخراساني.

ورواه العلامة المجلسي في البحار ١٠: ٣٦٧، الحديث ٣، عن الصدوق في العيون ١: ٢٢٧ و ٢: ٢٨، والخصال ١: ٨٤ والامالي: ١٦٠: وزاد في آخره: قال علي بن مهرويه، قال أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، قال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: لو قرئ هذا الاسناد على مجنون لافاق. قال الشيخ أبو إسحاق: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي يقول: كنت في الشام فرأيت رجلا مصروعا فذكرت هذا الاسناد فقلت: اجرب هذا، فقرأت عليه هذا الاسناد فقام الرجل ينفض ثيابه ومر.

كما رواه العلامة المجلسي في البحار ٦٩: ٦٣، الحديث ٩، و ٦٩: ٦٧، الحديث ١٩، عن العيون، وصحيفة الرضا عليه السلام.

__________________

(١) في هامش صحيفة الرضا عليه السلام، عن بعض النسخ زيادة: (يقول الله عزوجل).

٧١

وأما الشيخ الطوسي فقد رواه في أماليه بألفاظ قريبة، منها في ١: ٣٧٩ الباب ١٣، الحديث ٣٩، و ٢: ٤٦١، الباب ١٦، الاحاديث ٧، ٨ و ٩ و ٢: ٤٦٢ و ٤٦٤، الباب ١٦، الحديث ١٠ و ١١، بلفظ: (الايمان عقد بالقلب وتصديق باللسان وعمل...). عن الرضا عليه السلام، عن الرسول (ص).

ورواه من العامة:

الخطيب في تأريخ بغداد ٩: ٣٨٥ و ١١: ٤٦. والمتقي الهندي في كنز العمال: ١٣٦٢. والرافعي في التدوين ١: ٤٦٢، والديلمي في الفردوس: ٣٧١، عن علي عليه السلام. وابن ماجه في سننه ١: ٢٥، الحديث ٦٥. والبيهقي في شعب الايمان: ١٢ وأبو نعيم في أخبار اصفهان ١: ١٣٨.

فقه الحديث:

هذا الحديث الشريف تفسير وبيان لقوله تعالى: ( قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم ) (١) .

وإن مجرد الاقرار بالشهادتين ليس كل الايمان، بل لابد من اقترانه بالاذعان والمعرفة القلبية، إضافة إلى تطبيق ذلك في الاعمال.

فإن من يقر بالشهادتين ولا يطبق تعاليم الاسلام في شؤون حياته فليس بمؤمن، وهكذا من يطبق بعض التعاليم ويترك الاخر فيكون من مصاديق قوله تعالى: ( يقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ) النساء: ٤ / ١٥٠ و ١٥١). وأما أمر من لم يعرف، أي لم يذعن ويعتقد بالله ورسوله بقلبه فواضح.

__________________

(١) الحجرات: ٤٩ / ١٤.

٧٢

[٢]

قول رسول الله (ص):

(يقول الله تعالى: يابن آدم، أما تنصفني؟ أتحبب إليك بالنعم (١)

وتتمقت (٢) إلي بالمعاصي، خيري إليك (٣) منزل (٤) وشرك إلي صاعد (٥)

ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم وليلة بعمل قبيح (٦) ؟!).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام برقم ٤. ورواه الصدوق في العيون ٢: ٢٨، الباب ٣١، الحديث ١٨. ورواه الطوسي في أماليه ١: ١٢٥ و ١٢٦ الباب ٥، الحديث ١٠ وأيضا في ١: ٢٨٥، الباب ١٠، الحديث ٦٩، عن أمير المؤمنين عليه السلام، وزاد في آخره: (يابن آدم، اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب، ولا أمحقك فيمن أمحق).

ورواه العلامة المجلسي في البحار ٧٣: ٣٥٢، عن العيون ٢: ٢٨، وصحيفة

__________________

(١) كذا في البحار (٧٣: ٣٥٢ و ٣٦٥ و ٧٧: ١٩) وفي نسخة الاصل: (بالنعمة)، وفي هامش الصحيفة، عن بعض النسخ (بالنعمة).

(٢) في البحار ٧٣: ٣٥٢ وكنز الكراجكي: (وتتبغض). والمقت: أشد البغض.

(٣) في البحار (٧٧: ١٩): (خيري عليك)، وكذا في البحار ٧٣: ٣٥٢

(٤) في البحار (٧٣: ٣٦٥): (نازل)

(٥) في هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (بالمعاصي صاعد).

(٦) في البحار (٧٣: ٣٦٥) العبارة هكذا: (في كل يوم يأتيني عنك ملك كريم بعمل غير صالح) وفي هامش الصحيفة، عن بعض النسخ زيادة ما يلي: (يابن آدم تفعل الكبائر وترتكب المحارم ثم تتوب إلى فأقبل إذا أخلصت بنيتك، وأصفح عما مضى من ذنوبك، فادخلك جنتي وأجعلك في جواري).

٧٣

الرضا عليه السلام: ٢ وعن أمالي الطوسي ١: ١٢٥ و ١٢٦ و ٢: ٨٣، كما رواه عن أمالي الطوسي ١: ٢٨٥ بالزيادة المذكور آنفا. ورواه أيضا في البحار ٧٣: ٣٦٥، عن كنز الكراجكي، كما في الامالي ١: ١٢٦: وفي ٧٧: ١٩، عن العيون: ١٩٧. ورواه العلامة النوري في مستدرك الوسائل ١١: ٣٣٥، الحديث ٢، عن صحيفة الرضا عليه السلام: ٢٢، الحديث ٤. ورواه العلامة الكراجكي في كنز الفوائد: ١٦٣، وفيه: (غير صالح) بدل (قبيح).

ورواه من العامة:

أبو نعيم في حلية الاولياء ٦: ٣ و ٩ و ٣: ٥١، وفي زاد المعاد ٢: ٤٠٩ و ٤١٠ والحاكم في المستدرك ١: ٢٩ و ٢: ٥٠٢ و ٤: ٣٢٣، ٣٢٦ و ٢٤٦.

فقه الحديث:

في هذا الحديث تحريض على معرفة الله سبحانه وحث على المراقبة والمحاسبة. ففي عبارة (أتحبب إليك بالنعم) تذكير بالنعم الالهية التي لا تحصى كثرة، ومن أهمها العقل الذي يتمتع به الانسان وبه يسخر الارض والنبات والحيوان لمنافعه ومآربه.

وليس من الانصاف مكأفاة الاحسان بالعصيان، والمحبة بالبغض، والخير بالشر، فلابد من استعمال نعم الله تعالى في طاعته والتحبب إليه بالاعمال الصالحة وإسداء المعروف إلي ذوي الحاجة من خلق الله، حتى نكون قد قابلنا نعمه بالطاعة وخيره بالشكر.

ومن القبيح أن نتمادى في المعصية حتى يرفع الملك الموكل بأعمالنا إلى الله كل يوم عملا قبيحا، يزيدنا بعدا عن الله، ونكون قد حكمنا على أنفسنا بأنفسنا بالخسران والهوان.

٧٤

وأما قوله:

(يابن آدم، لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري (١) من الموصوف

لسارعت إلى مقته)

فقد ورد ملحقا بالحديث السابق في صحيفة الرضا عليه السلام والمصادر الحديثية وأورده كذلك الشيخ الصدوق في العيون ٢: ٢٨، الحديث ١٨. ونقله عنه العلامة المجلسي في البحار ٧٣: ٣٥٢، الحديث ٥٠ و ٥١ عن العيون وصحيفة الرضا عليه السلام.

وأورده في البحار أيضا ٧٣: ٣٦٥، الحديث ٧، بعد إيراده للحديث السابق بهذا اللفظ عن كنز الفوائد للكراجكي: ١٦٣، وأمالي الطوسي ١: ١٢٦. وأورده في البحار ٧٧: ١٩، عن العيون: ١٩٧.

ونقله العلامة النوري في مستدرك الوسائل ١١: ٣٣٥، الحديث ٢. وقال: ورواه الكراجكي في كنزه، عن المفيد، عن عمر بن محمد المعروف بابن الزيات عن علي بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان، عن الرضا عليه السلام، عن آبائه عنه (ص) مثله.

ورواه شيخ الطائفة الطوسي في أماليه ١: ١٢٥ و ٢٨٥ بإسناده عن الامام الهادي عن آبائه عليهم السلام. وفيه زيادة: (يابن آدم، اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب، وإلا أمحقك فيمن أمحق). ورواه في الامالي ٢: ١٨٣، وأخرجه عنه العلامة المجلسي في البحار ٩٣: ١٥٢، الحديث ٨. وأورده الطبرسي في مكارم

__________________

(١) في البحار ٧٧: ١٩، و ٧٣: ٣٥٢ ومستدرك الوسائل ١١: ٣٣٥ وصحيفة الرضا: (لا تعلم)

٧٥

الاخلاق: ٣٧٥، وعنه البحار ٩٥: ٣٣٩. وأخرجه العلامة النوري في المستدرك ٢: ٣١٣، الحديث ٢، عن صحيفة الرضا عليه السلام وكنز العرفان. ونقله مرسلا أيضا الديلمي في إرشاد القلوب: ٣٨ وأعلام الدين: ١٢٠ والشيخ ورام في تنبيه الخواطر ١: ٧١، و ٢: ٧٠.

ورواه من العامة:

الزمخشري في ربيع الابرار ١: ٣٩٨، والرافعي في التدوين ٣: ٤ ضمن ترجمة داود بن سليمان.

فقه الحديث:

هناك صفات ذميمة في الانسان قد لا يلتفت إليها الشخص، لغلبة حب الذات والانانية عليه، فيبقى على تلك الصفات حتى ينتهي فترة امتحانه في الحياة فيخرج من هذه الدنيا إلى عالم البقاء على ما كان عليه من الصفات الرذيلة.

وفي الحديث إلفات نظر الانسان إلى جانب من هذه الصفات، لكي يتفطن على نفسه ويحاول إصلاح سلوكه في الحياة قبل فوات الفرصة.

فمن الناس من ( لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ولهم أعين لا يبصرون بها أولئك كالانعام بل هم أضل اولئك هم الغافلون ) (١) . فكثيرا ما يذمون غيرهم بخلقه أو خلقه أو منطقه أو فعله، في حين أنهم متصفون بنظير ذلك ولا ينكرون مثل ذلك من أنفسهم، فلو سمعوا أوصافهم من لسان غيرهم لاسرعوا إلى مقته وذمه وإنكار ذلك منه.

__________________

(١) الاعراف ٧ / ١٧٩.

٧٦

[٣]

قول رسول الله (ص)

(من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السماوات والارضين) (١) .

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم ٧. ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٤٦، الباب ٣١، الحديث ١٧٣. وفي إكمال الدين ١: ٢٥٧ الباب ٢٤، الحديث الاول، عن علي عليه السلام. وورد في الامالي: ٣٤٩، الباب ٦٦، الحديث الاول، عن الصادق، عن النبي (ص): (من افتى الناس وهو لا يعلم...). ورواه العلامة المجلسي في البحار ٢: ١١٥ - ١١٦، الحديث ١٢، عن عيون أخبار الرضا عليه السلام، ونقل بعده عن المحاسن ١: ٢٠٥، الحديث ٥٩، ما يلي: (أبي، عن فضالة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله، عن أبيه، قال قال رسول الله: مثله). والمحاسن: (الجاموراني، عن ابن البطائني، عن الحسين ابن أبي العلاء، عن أبي عبد الله، مثله). وصحيفة الرضا عليه السلام: (عن الرضا عليه السلام عن آبائه، مثله).

كما رواه في البحار ٣٦: ٢٢٧، ضمن الحديث ٣، عن كمال الدين: وفي ٧٧: ١٤٦، الحديث ٤٢، مع اختلاف يسير.

ونقل معناه الشيخ الكليني في الكافي ١: ٤٢، الباب ١٢، الحديث ٣ و ٩، و ٧: ٤٠٩، الباب ٢٥٤، الحديث ٢. والشيخ الطوسي في التهذيب ٦: ٢٢٣. والشيخ العاملي في الوسائل ١٨: ٦٦، والحديث ٥٥، عن عيون الاخبار، والشيخ ورام في تنبيه الخواطر ١: ٣.

__________________

(١) في البحار (٣٦) والصحيفة: (السماوات والارض)، وفي البحار (٧٧): (السماء والارض).

٧٧

ونقل هذا الحديث من العامة:

الحاكم في المستدرك ١: ٢٢٦، والزمخشري في ربيع الابرار ٣: ٢٧٨. والمتقي في كنز العمال ١٠: ١١١، الحديث ٩٤٧، عن ابن عساكر، عن علي عليه السلام وفيه: (أخرجه الديلمي. ابن لال بلفظه، وابن عساكر عن علي بلفظ: (لعنته ملائكة السماء والارض).

فقه الحديث:

إن حدود الله وأحكامه توقيفية، لا يجوز لاحد التهجم فيها بغير علم، وما يبذله العلماء من جهود وطاقات ويصرفون فيه زهرة الاعمار إلا للوقوف على أحكام الله من خلال القران الكريم والسنة الشريفة.

وإبداء الرأي في حكم الله من قبل من لا دراية له قول على الله بغير علم، ورد باستنكاره القرآن الكريم (١) .

وفي هذا الحديث وعيد لمن يتصدي الافتاء بغير علم، وقد ورد بمضمونه أحاديث منها ما عن النبي (ص): (من أفتى الناس بغير علم كان ما يفسده من الدين أكثر مما يصلحه) (٢) .

وعن الامام الباقر عليه السلام: (من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله، لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه) (٣) .

__________________

(١) في سورة الحاقة ٩٦ / ٤٤ - ٤٦، والنور ٢٤ / ١٥ والانعام ٦ / ٢١ والزمر ٤١ / ٦٠

(٢) البحار ٢: ١٢١

(٣) البحار ٢: ١١٨.

٧٨

[٤]

قول رسول الله (ص)

(ثلاثة لا يعرضن (١) أحدكم نفسه لهن وهو صائم:

الحمام، والحجامة، والمرأة الحسناء)

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم ١٣٢. وأورده الصدوق بهذا اللفظ في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٣٨ الحديث ١١٥.

كما أورده العلامة المجلسي في البحار ٩٦: ٢٧٧، ذيل الحديث ٢٧ عن السيد فضل الله الراوندي في النوادر: ٥٤.

والشيخ المحدث العاملي في الوسائل ٧: ٥٥، الباب ٢٦، من أبواب ما يمسك عنه الصائم، الحديث ٧. والصفحة ٧٠، الباب ٢٦، الحديث ١٠.

والعلامة النوري في المستدرك الوسائل ١: ٥٦٠، الحديث الاول، عن الجعفريات: ٦١.

ومن العامة:

الديلمي في الفردوس: ٢٥٠٠، وبإسناده عن أبي اسامة، وفيه: (والمرأة الشابة).

فقه الحديث:

السر في تجنب الصائم عن الحمام والحجامة واضح، فإن الحمام يوجب الضعف وقد يستلزم الافطار أحيانا، وهكذا الامر في الحجامة، فإن الانسان يفقد كمية من الدم بالحجامة مما يوجب له العطش والحاجة إلى شرب الماء.

__________________

(١) في الوسائل ٧: ٢٥٥، وهامش صحيفة الرضا عليه السلام عن بعض النسخ: (لا يعرض).

٧٩

[٥]

قول رسول الله (ص):

(أفضل الاعمال عند الله: إيمان لا شك (١) فيه، وغزو (٢) لا غلول (٣) فيه، وحج مبرور).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام برقم ٨. ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٢٨، الباب ٣١، الحديث ٢٠، ورواه أيضا الشيخ المفيد في اماليه ١: ٩٩، الباب ١٢، الحديث الاول.

ونقله عنه العلامة المجلسي في البحار ٦٩: ٣٩٣، الحديث ٧٥، عن صحيفة الرضا عليه السلام وأمالي المفيد. وفي ٧٢: ١٢٦، الحديث ٨، عن العيون. وأيضا في ٩٩: ١٦، الحديث ٥٦.

ونقله عنه العلامة النوري في مستدرك الوسائل ٨: ٣٨، الحديث ١٤ عن لب اللباب للقطب الراوندي، وفي ١١: ٢١، الحديث ٤٧، عن أمالي المفيد.

ورواه من العامة:

أحمد بن حنبل في المسند ٢: ٢٥٨، ٣٤٨، ٤٤٢، ٥٢١. والهيثمي في موارد الظمآن ٢٢: ١٥٩١. والمنذري في الترغيب والترهيب ٢: ١٦٢ و ١٨٣. والسيوطي في الدر المنثور ١: ٢٠٩. والمتقي الهندي في كنز العمال، الحديث ٤٣٦٤٥. وأورد معناه برقم ٤٣٦٣٩ بزيادة:

(وأهون عليك من ذلك: إطعام الطعام، ولين الكلام، والسماحة، وحسن الخلق. وأهون عليك من ذلك: أن لا تتهم الله في شئ قضاه عليك).

__________________

(١) في هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (لا شرك).

(٢) كذا في المصادر الحديثية، وفي نسختنا - ظاهرا -: (وغزوة).

(٣) الغلول: الخيانة، ويقال: هو خاص بالخيانة في الفئ والمغنم (لسان العرب ١١: ٤٩٩).

٨٠

[6]

قول رسول الله (ص):

(أول من يدخل الجنة: شهيد، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده،

ورجل عفيف متعفف (1) ذو عبادة).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام في ذيل الحديث 8. ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 28، الباب 31، الحديث 20.

كما رواه الشيخ المفيد في أماليه: 99، المجلس 12، الحديث الاول، ووراه العلامة المجلسي في البحار 69: 393، عن صحيفة الرضا عليه السلام ومجالس المفيد وفي 71: 272 و 72: 126، ذيل الحديث السابق (5) عن العيون وفي 74: 144.

والعلامة النوري في مستدرك الوسائل 15: 489 الحديث 5، عن العيون.

ورواه العامة:

الزمخشري في ربيع الابرار 3: 9 بلفظ: (وعبد أحسن).

فقه الحديث:

الاوائل ممن يدخل الجنة - حسب ما ورد في هذا الحديث - ثلاثة فالشهيد - وهو من يقتل في سبيل الله - قد صرح القرآن بدخوله الجنة في آيات وعدد ما لهم من النعيم في بعضها، حيث قال:

( الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء ) (2) .

__________________

(1) في هامش النسخة: (أي متكلف على العفة).

(2) النساء 4 / 69.

٨١

( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبييل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) (1) .

والثاني: العبد المخلص في طاعة ربه، والذي يمحض سيده النصيحة ويعمل بما يرضاه.

والثالث: هو الفقير الذى لا يظهر فقره، وقد مدحه الله تعالى في كتابه العزيز بقوله: ( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافا ) (2) وليست العفة وحدها تسبب دخوله الجنة، بل لابد من أن يكون عابدا لله تعالى.

وملاحظة الحديث بصورة عامة تكشف عن أن المحور الاساسي في دخول الجنة هو عبادة الله سبحانه، أما الاخيران فقد صرح فيهما بلزوم العبادة، وأما الاول، فلان الشهيد لا يكون مفتخرا بوسام الشهادة إلا إذا كان في قتله في سبيل الله وطاعته، فتكون الطاعة والعبادة هي السبب في إدخاله الجنة فما هي العبادة؟

ورد في الحديث عن عيسى بن عبد الله قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ما العبادة؟ قال: (حسن النية بالطاعة من الوجوه التي يطاع الله منها...) (3) .

وفي حديث المعراج: (يا أحمد هل تدري متى يكون العبد عابدا؟ قال لا يا رب، قال إذا اجتمع فيه سبع خصال، ورع يحجزه عن المحارم، وصمت يكفه عما لا يعنيه، وخوف يزداد كل يوم من بكائه، وحياء يستحي مني في الخلاء وأكل ما لابد منه، ويبغض الدنيا لبغضي لها، ويحب الاخيار لحبي إياهم) (4) .

__________________

(1) آل عمران 3 / 169، والبقرة 2 / 154.

(2) البقرة 2 / 273.

(3) الكافي 2: 83.

(4) البحار 77: 30.

٨٢

[7]

قول رسول الله (ص)

أول من يدخل النار: أمير مسلط (1) لم يعدل، وذو ثروة من المال لم يعط المال حقه (2)

وفقير فخور (3) .

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام في ذيل حديث 8 أيضا، ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 28، الحديث 20، وعنه العلامة المجلسي في البحار 69: 393، الحديث 75، عن صحيفة الرضا عليه السلام و 73: 126، الحديث 8، ذيل الحديثين السابقين (5 و 6)، عن العيون، و 73: 290، الحديث 10 و 75: 341 و 96: 13، الحديث 22، عن العيون.

ورواه العلامة النوري في مستدرك الوسائل 7: 34، الحديث الاول عن كتاب دعائم الاسلام 1: 247.

ورواه من العامة:

الديلمي في الفردوس، الحديث 32 و 33، عن علي، وفيه: (أول من يدخل النار سلطان مسلط لم يعدل). (أول من يدخل النار سلطان جائر وذو إثرة).

فقه الحديث:

الامارة والسلطة على الناس هي من الامور التي لا يحسد عليها الامير

__________________

(1) في هامش صحيفة الرضا، عن بعض النسخ: (إمام متسلط). وفي البحار 69: 393 و 73: 290 و 75: 341: (إمام متسلط).

(2) في الصحيفة: (لم يقض حقه). وفي الهامش، عن بعض النسخ: (لم يعط من المال حقه).

(3) في المستدرك: (ومفتر فاجر). وفي هامش الصحيفة، عن بعض النسخ، (فقير فجور).

٨٣

فإنها مسؤولية كبيرة تلقى على عاتق الامير المسلط، من تطبيق العدل، ورفع الظلم والاحسان إلى الاخرين. وهذا مما لا يمكن لكل إنسان مسلط إجرائه بحذافيره إلا من عصم الله، خصوصا مع ما يتمتع به من أنانية وجهل وغرور وحرص.

فأي إمير لا يهتم بشؤون المجتمع الذي يحكمه، فإنه يكون أول من يرد النار حسب هذا الحديث الشريف، ومن يدخل النار مقترنا بورود هذا الامير ذو الثروة الذى لم يعط حق المال، من الزكاة والخمس والحقوق اللازمة للثروات.

وأما الفقير الفخور، فإن السر في دخوله النار هو الفخر لا الفقر، وقد ورد الذم في القرآن الكريم لمن كان مختالا فخورا فقال سبحانه، ( إن الله لا يحب كل مختال فخور ) (1) . وفي الحديث: لا حمق أعظم من الفخر، والافتخار من صغر الاقدار. وإن أول من هوى بالفخر هو إبليس. وفي البحار عن أمير المومنين علي عليه السلام: (ما لابن آدم والفخر، أوله نطفة، وآخره جيفة، لا يرزق نفسه، ولا يدفع حتفه) (2) . وإن كان ولابد من الافتخار فليكن الفخر بما ورد في الدعاء والمناجاة مع الله: (إلهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا، وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا).

وفي غرر الحكم عن علي عليه السلام: (ينبغي إن يكون التفاخر بعلى الهمم، والوفاء بالذمم، والمبالغة في الكرم، لا ببوالي الرمم، ورذائل الشيم) (3) .

وفي كتاب الحسين بن سعيد، عن أبي جعفر عليه السلام: (قال: أصل المرء دينه، وحسبه خلقه، وكرمه تقواه، وإن الناس من آدم شرع سواء).

__________________

(1) لقمان: 31 / 18.

(2) البحار 73: 294 و 78.

(3) ميزان الحكمة 7: 419.

٨٤

[8]

قول رسول الله (ص):

(لا يزال الشيطان ذعرا من المؤمن (1) ما حافظ على الصلوات (2) الخمس (3)

فإذا ضيعهن (4) تجرأ (5) عليه (6) وأوقعه (7) [في] (8) العظائم).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام برقم 9. ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 28، الباب 31، الحديث 21، كما رواه في الامالي: 391، الباب 73، الحديث 9، وثواب الاعمال: 274، الحديث 3. ورواه الشيخ الكليني في الكافي 3: 269، الباب 168، الحديث 8. والشيخ الطوسي في التهذيب 2: 236، الحديث 933.

ورواه العلامة المجلسي في البحار 82: 227، الحديث 54، عن المعتبر، وفي 83: 11، الحديث 12، و 83: 13، الحديث 22، عن العيون وصحيفة

__________________

(1) في البحار 82: 227، عن المعتبر: (من أمر المؤمن). وفي هامش صحيفة الرضا عليه السلام عن بعض النسخ: (من المؤمنين ما حافظوا).

(2) في هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (الصلاة). وفي الوسائل: (مواقيت الصلوات).

(3) في الوسائل زيادة: (لوقتهن).

(4) في هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (ضيعوها).

(5) في هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (يجرأ). وعن بعضها: (يجرؤ)، وفي المعتبر: (اجترأ عليه). وهنا ينهى الحديث في المعتبر.

(6) في هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (عليهم).

(7) في الوسائل 3: 18 و 81: (فأدخله في).

(8) من البحار 83: 14، والوسائل 3: 18 و 281 وصحيفة الرضا عليه السلام.

٨٥

الرضا عليه السلام.

ورواه العلامة النوري في المستدرك 3: 30، الحديث 11، عن المحقق في المعتبر، مع اختلاف.

ورواه الحر العاملي في الوسائل 3: 18 الباب 7 من ابواب أعداد الفرائض الحديث 2. بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله (ص): (لا يزال الشيطان ذعرا من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس لوقتهن، فإذا ضيعهن تجرأ عليه فأدخله في العظائم). كما رواه في 3: 81، بإسناده عن محمد بن ماجيلويه، عن عمه محمد بن علي السكوني، عن ابن فضال، عن سعيد بن غزوان، عن اسماعيل ابن ابي زياد، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله (ص): (لا يزال الشيطان هائبا لابن آدم، ذعرا منه، ما صلى الخمس لوقتهن، فإذا ضيعهن اجترأ عليه فأدخله في العظائم).

قال المحدث العاملي: ورواه البرقي في المحاسن، عن محمد بن علي عن ابن فضال، مثله (1) .

ورواه المحدث العاملي في الوسائل 4: 1016، كتاب الصلاة، الباب الاول من أبواب التعقيب، الحديث 14، عن صحيفة الرضا عليه السلام.

ورواه من العامة:

المتقي الهندي في كنز العمال، الحديث 19061، عن أبي نعيم. ورواه أبو بكر محمد بن الحسين النجار، في أماليه. والرافعي، عن علي بن أبي طالب عليه السلام في التدوين. ورواه الديلمي في الفردوس، الحديث 7591، عن علي عليه السلام.

__________________

(1) انظر المحاسن 1: 82، الحديث 12.

٨٦

[9]

قول رسول الله (ص):

(من أدى (1) فريضة (2)

فله عند الله دعوة مستجابة).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام برقم 10، ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 28 الباب 31، الحديث 22. ورواه الشيخ المفيد في أماليه: 118، الباب 14، الحديث الاول. والشيخ الطوسي في أماليه 2: 608، الباب 26.

ورد معناه في الكافي 3: 498، الباب 27، الحديث 8. والفقيه 2: 62 الباب 112، الحديث 1710.

ورواه العلامة المجلسي في البحار 82: 207، الحديث 13 عن العيون 2: 28 و 85: 321، الحديث 7: عن العيون 2: 28، الحديث 22 وصحيفة الرضا عليه السلام: 10 وأمالي الطوسي 2: 210 وأمالي المفيد 76 وفي البحار 93: 344، الحديث 8، عن أمالي المفيد: 76.

ورواه المحدث العاملي في الوسائل 4: 1016، كتاب الصلاة، الباب الاول من أبواب التعقيب، الحديث 11، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن عبد الله ابن احمد بن عامر الطائي، عن أبيه، عن الرضا عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال: (قال رسول الله (ص)...).

__________________

(1) في الوسائل: (من صلى).

(2) في هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (فريضته).

٨٧

وروى في الحديث 12، عن أبي عبد الله عليه السلام: (ما من مؤمن يؤدي فريضة من فرائض الله إلا كان له عند أدائها دعوة مستجابة).

كما رواه في الوسائل 4: 1016، الحديث 11، عن الامالي. وفي 4: 1015 الحديث 10، عن أمالي ابن الشيخ 1: 295، بإسناده عن الهادي، عن آبائه عليهم السلام وفي 4: 1116، الحديث 10، عن الامالي.

ورواه قطب الدين الراوندي في الدعوات: 27، الحديث 47 وعنه البحار 86: 218، الحديث 34 و 93: 347، الحديث 14، والمستدرك 1، 355 الحديث 8.

وروى نحوه البرقي في المحاسن 1: 50، الحديث 72. وعنه الوسائل 4: 1016، الحديث 12. والبحار 8: 322، الحديث 10.

وأورده الطبرسي في مشكاة الانوار: 112. وابن فهد الحلي في عدة الداعي: 58، وعنه الوسائل 4: 1015، الحديث 9.

والشيخ ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر 2: 76 و 168.

ورواه من العامة:

المتقي الهندي في كنز العمال، الحديث 19040، عن الديلمي، عن علي عليه السلام.

والشوكاني في الفوائد المجموعة للشوكاني: 28.

ورواه الديلمي في الفردوس عن سلمان الفارسي، الحديث 5921، وفيه زيادة: (في شهر رمضان).

وابن حجر في لسان الميزان 2: 417.

والطبراني في الكبير بلفظ: (من صلى فريضة فله دعوة مستجابة، ومن ختم القرآن فله دعوة مستجابة).

٨٨

[10]

قول رسول الله (ص):

(العلم خزائن، ومفتاحه (1) السؤال، فاسألوا يرحمكم الله، فإنه يؤجر فيه أربعة:

السائل، والمعلم، والمستمع (2) والمحب لهم (3) ).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام برقم 11. ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 28، الباب 31، الحديث 23. وفي الخصال: 245 الباب 4، الحديث 101، عن ابن المغيرة، بإسناده، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، مع اختلاف ذكرناه في الهامش.

ورواه الكراجكي في كنز الفوائد، 239. والعلامة المجلسي في البحار 1: 196 و 197، الحديث 3، عن صحيفة الرضا عليه السلام. وكنز الفوائد، باختلاف يسير ذكرناه في الهامش. وكذا في 10: 368، الحديث 12.

ورواه البحراني في العوالم 3: 217، الحديث الاول، عن الكنز. وفي الصفخة 219، الحديث 5، عن الخصال. وأورد صدره في منية المريد، 71، عن الصادق عليه السلام، عنه البحار 1: 198، الحديث 7، والعوالم 3: 219، الحديث 7.

__________________

(1) في صحيفة الرضا عليه السلام وكنز العمال: (ومفتاحها) وفي هامش الصحيفة عن (ن): (ومفاتيحه). وعن بعض النسخ: (ومفتاحه). وفي البحار: (ومفاتحه). وفي الخصال: (والمفاتيح).

(2) في كنز العمال: (والمستمع والسامع)

(3) في صحيفة الرضا عليه السلام: (والمحب له). وفي هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (والمجيب له).

٨٩

ورواه من العامة:

المتقي الهندي في كنز العمال، الحديث 28662. عن علي عليه السلام. والزبيدي في إتحاف السادة المتقين 1: 99. والعراقي في المغني عن حمل الاسفار 1: 10. وأبو نعيم في حلية الاولياء 3: 192. والخطابي في إصلاح خطأ المحدثين 2: 85. والسيوطي في الدرر المنتثرة في الاحاديث المشتهرة: 115. والديلمي في الفردوس، الحديث 4192. والرافعي في التدوين 3: 3. وابن حجر في لسان الميزان 2: 417.

فقه الحديث:

من خصوصيات الدين الاسلامي والمذهب الشيعي هو الحث على العلم والتعليم، وهذا الحديث يبين طريقة الاستفادة من العلماء، وهو اقتراح فريد وهام لا يقف على أهميته إلا من واجه الامر بصورة جدية.

فالعالم - وهو الذى أتعب نفسه في تحصيل العلم مثل في الحديث بالكنز والخزينة المحتوية على أنواع التحفيات والذخائر، لا يمكن أن تثار محتوياته كلها - قد يتحير هو عند ما يطلب منه الافادة في نقطة الانطلاق، والموضوع الضروري الذي ينبغي طرحه في هذا المجلس الخاص، أو بالنسبة إلى هذا المستمع بالخصوص.

وقد يكون ما يطرحه من مواضيع لا تفيد السامعين فائدة تامة لبعدها عن واقع حياتهم وحاجتهم الفعلية.

أما لو كان المتعلم هو البادئ بالسؤال والمفترح لموضوع البحث، فإن الفائدة المتوخاة تكون قطعية.

وربما كانت هناك نقاط يستفيدها المسؤول من نفس السائل، فيطرح الجواب بصورة تكون أنفع بحال السائل مما لو كان طرحه ابتداء ومن دون سؤال مسبق.

٩٠

[11]

قول رسول الله (ص):

لا تزال امتي بخير ما تحابوا (1) ، وأدوا الامانة، وأجتنبوا الحرام (2) ، وقروا الضيف (3)

[وأقاموا الصلاة] (4) وآتوا (5) الزكاة، فإذا (6) لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين (7) .

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم 12. ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 9، الحديث 25. وثواب الاعمال: 300 الحديث الاول. ورواه الشيخ الطوسي في أماليه 2: 260. والسبزواري في جامع الاخبار، الحديث 1052.

ورواه العلامة المجلسي في البحار 69: 394، الحديث 76. و 405 الحديث 110. و 71: 206 الحديث 11. و 73: 352، الحديث 52. و 74: 392، الحديث 10. و 75: 115، الحديث 7. و 75: 460 الحديث 14. و 82: 207، الحديث 14. و 96: 14، الحديث 23، عن عيون أخبار الرضا عليه السلام،

__________________

(1) في العيون، والبحار: 71 و 73 و 74، والوسائل، زيادة: (وتهادوا).

(2) لم ترد عبارة: (وأدوا الامانة واجتنبوا الحرام) في البحار 69: 405.

(3) في صحيفة الرضا: (واقرؤوا). وفي هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (وقروا). وفي بعض النسخ: (ووقروا). وعن بعضها: (وقرؤوا) - من القرى -.

(4) الزيادة من صحيفة الرضا عليه السلام، الحديث 12، والبحار 69: 394 و 71: 206 و 73: 352 و 74: 392 و 75: 460. والمستدرك 16: 258. والوسائل.

(5) في هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (وأدوا).

(6) في هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (فإن).

(7) في هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (بالسنين والقحط). وفي البحار 69: 405: (بالسنين والجدب).

٩١

وصحيفة الرضا عليه السلام، وأمالي الطوسي، وجامع الاخبار، مع اختلاف في بعض الموارد. ورواه العلامة النوري في المستدرك 16: 258، عن صحيفة الرضا عليه السلام.

كما روى معناه المحدث العاملي في الوسائل 11: 202. و 16: 557.

ورواه من العامة:

ابن خزيمة في صحيحه: 339 وابن عبد البر في التمهيد 8: 91. والبخاري في التأريخ الكبير 7: 34.

فقه الحديث:

يؤكد النبي (ص) في هذا الحديث على ستة أشياء، هي اسس سعادة المجتمع وأولها المحبة، فالحب هو أساس الثقة والسبب في التعاون والتآلف بين أفراد المجتمع. وقد ذكر الرسول الاعظم بعض ما يورث المحبة في حديث أورده العلامة المجلسي في البحار (70: 15) فقال (ص): (إرغب فيما عند الله عز وجل يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس).

وروي: (البشر الحسن وطلاقة الوجه مكسبة للمحبة، وقربة من الله) (1) .

وعن الصادق عليه السلام، (ثلاثة تورث المحبة: الدين والتواضع والبذل) (2) .

وأما الخصال الاخرى من أداء الامانة، وإجتناب الحرام، وأضافة الضيوف، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، فأثارها الاجتماعية واضحة.

وكون ترك هذه الامور موجبة للقحط والجدب، يستفاد من قوله تعالى: ( ولو أن أهل القرى آمنوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) (الاعراف: 7 / 96).

__________________

(1) تحف العقول: 217.

(2) البحار 78: 229.

٩٢

[12]

قول رسول الله (ص):

(ليس منا من غش (1) مسلما (2) أو ضره (3) أو ما كره (4) ).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم 13. ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 29، الباب 21 (في ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة) الحديث 26.

ورواه العلامة المجلسي قدس سره في البحار 10: 367، الحديث 4. وفي 75: 285، الحديث 5، عن العيون. ورواه العلامة الحر العاملي في الوسائل 12: 211، الحديث 12 عن العيون. ورواه العلامة النوري في مستدرك الوسائل 9: 82، الحديث 9. وفي 13: 201، الحديث 1، عن صحيفة الرضا عليه السلام.

ورواه الفقيه الايلاقي في جامع الاحاديث بالرقم 379.

هذا وروى معناه في الكافي 5: 160. ومن لا يحضره الفقيه 3: 273 وأمالي الصدوق: 223. وعيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 50. وثواب الاعمال 2: 320. وسلسلة الابريز: 84.

ورواه من العامة:

السيوطي في الجامع الصغير 2: الحديث 7688. وروى معناه الطبراني

__________________

(1) في هامش النسخة: (أي خان).

(2) في هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (مؤمنا).

(3) في هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (أو غره).

(4) المماكرة: من المكر وهو الخداع.

٩٣

في الكبير: 10234، والصغير 1: 161. وأبو نعيم في حلية الاولياء 4: 188 - 189. والترمذي: 1315. والحاكم في المستدرك 2: 9. وابن ماجه في سننه: 224 و 225. والهيثمي في مجمع الزوائد 4: 78 و 79 و 8: 16. والسنن الصغير للبيهقي 2: 1938. ومسلم في صحيحه: 101 و 102. وابن حبان: 556 و 1107. والخطيب في تأريخه 3: 178. والمتقي في كنز العمال 4: 9503، 9506 و 9975.

فقه الحديث:

النصيحة للمسلمين فريضة لازمة لحفظ العدالة الاجتماعية، وبسط الاعتماد بين أفراد المجتمع، وعند نقشي الغش والاضرار والمكر فإنه يوجب الحقد والعداء والتفرقة بين أفراد المجتمع، فإن الحقيقة لا تبقى خافية إلى الابد، وبمجرد أن تنكشف يتولد البغضاء والتصدي للمقابلة بالمثل والانتقام.. إلى غير ذلك.

وفي حديث: (الغش شيمة المردة، ومن أخلاق اللئام، ومن علامات الشقاء) (1) .

وأما الاضرار بالغير والمكر، فهي كالغش في إيجاد التفرقة والفساد. وقد ورد النهي عن الضرر والضرار في ضمن أحاديث كثيرة، وكتب فيها العلماء رسائل متعددة، وقيل في معنى الضر: أن ينقص الرجل أخاه شيئا من حقه، وفي المكر، إن أصله الخداع (2) .

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: ((لولا أني سمعت رسول الله (ص) يقول: إن المكر والخديعة في النار، لكنت أمكر العرب) (3) .

__________________

(1) ميزان الحكمة 7: 220.

(2) راجع النهاية: لابن الاثير، مادة: (ضرر) و (مكر).

(3) البحار 41: 109.

٩٤

[13]

قول رسول الله (ص):

(قال الله تعالى: يابن آدم، لا يغرنك (1) ذنب الناس عن ذنبك (2)

ولا نعمة الناس عن (3) نعمة الله تعالى عليك

ولا تقنط الناس (4) من رحمة الله (5) وأنت ترجوها لنفسك).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم 15، ورواه الشيخ الصدوق رحمه الله في عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 29، الحديث 27. وأورده العلامة المجلسي في البحار 70: 388، الحديث 55. و 71: 45، الحديث 50. و 73: 359، الحديث 81. وأورده الطبرسي في مشكاة الانوار: 72، عن الباقر، عن النبي (ص) والشيخ ورام في تنبيه الخواطر 2: 77، عن علي، عن النبي (ص).

ورواه من العامة:

الزمخشري في ربيع الابرار 4: 316. وابن عراق في تنزيه الشريعة 2: 344.

__________________

(1) في هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (لا يغرك).

(2) في هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (ذنب نفسك).

(3) في البحار 70: 388: (من).

(4) في هامش الصحيفة: (لم ترد (من نعمة الله عليك، ولا تقنط الناس) في بعض النسخ).

(5) في صحيفة الرضا عليه السلام زيادة: (تعالى عليهم). وفي البحار زيادة: (تعالى). وفي هامش الصحيفة: (لم ترد (عليهم) في العيون والبحار) وعن بعض النسخ: (عليك).

٩٥

[14]

قول رسول الله (ص):

(ثلاثة (1) أخافهن على امتي (2) :

الضلالة بعد المعرفة، ومضلات الفتن، وشهوة (3) البطن والفرج).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم 17. وروى هذا الحديث الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 29: الباب 31، الحديث 28 والمواعظ: 104، الباب 9، الحديث 1. ومن لا يحضره الفقيه 4: 407، الباب 175، الحديث 5881. ورواه الشيخ المفيد في أماليه: 111، المجلس 13. الحديث الاول. والشيخ الكليني في الكافي 2: 79، الباب 38، الحديث 6. والشيخ الطوسي في أماليه 1: 158، الباب 6، الحديث 15. والعلامة المجلسي في البحار 10: 368، الحديث 15. و 22: 451، الحديث 7، عن العيون، وعن أمالي الشيخ: 97 و 98. وفي البحار 71: 273، الحديث 19، عن المحاسن 1: 295 الحديث 462. ورواه المحدث العاملي في الوسائل 11: 198، كتاب الجهاد الباب 22 من أبواب جهاد النفس، الحديث 5. والعلامة النوري في المستدرك 11: 276، الباب 22 من أبواب جهاد النفس، الحديث 11، عن أمالى المفيد.

ورواه من العامة:

التبريزي في مشكاة المصابيح، الحديث 3712. والمتقي الهندي في كنز العمال،

__________________

(1) في صحيفة الرضا عليه السلام، والبحار: (ثلاث).

(2) في صحيفة الرضا عليه السلام والبحار وكنز العمال زيادة: (من بعدي).

(3) في كنز العمال: (وشهوات).

٩٦

الحديث 43864، عن الديلمي، عن أنس.

فقه الحديث:

الحديث الشريف يبين أمورا هي أعظم الاخطار التي تهدد كيان الامة ويعرف المسلمين ذلك للاجتناب عنها والحذر منها. أولها: الضلالة بعد المعرفة، فإن الهداية الالهية بإرشاد الناس إلى الدين القويم والتمسك بشريعة سيد المرسلين مهدد بميل النفس إلى الضلال والغواية، والشيطان بالمرصاد لكل مؤمن متقي ليلقيه في أحضان الكفر والضلال. فلابد للانسان المسلم من الحذر عن الوقوع في الضلالة بالاستزادة من نور المعرفة، وارتياد مجالس العلم، وطلب الحكمة أينما كانت ليكون على أتم استعداد لمواجهة قوى الكفر والضلال.

وأما الفتن، وهي ثاني الامور التي تهدد كيان المسلم إذا لم يتأهب لها بالتسلح بالعلم والعقيدة الصحيحة. والفتنة لابد منها، فبها يمتاز الصادق في إيمانه عن المتظاهر، والمؤمن عن الكافر، والمستقيم على الهدى عن غيره، قال سبحانه: ( الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) (العنكبوت: 29 / 1).

فالفتنة بالنسبة إلى المؤمن المتقي الثابت تكون كالكير ينفي خبث الحديد وهو تمحيص، وأما بالنسبة إلى من لم يأخذ من الايمان بالحظ الا وفى فقد توجب له الانزلاق والتردي في الضلال والارتداد بعد الهدى، فلا بد قبل أوان الامتحان من الاستزادة بالعلم والمعرفة وتقوية جذور الايمان في القلب، حتى لا يكون الممتحن فيها من الفئة الاخيرة.

وأما شهوة البطن والفرج، فهما من أعظم الفتن التي ابتلي بها الانسان في الدنيا، وهما مصدر كل شر لو لم يتوقى الانسان من شرهما بتهيئة ما يغنيهما من الحلال.

٩٧

[15]

قول رسول الله (ص)

(أتاني ملك فقال: يا محمد، إن ربك يقرئك (1) السلام، ويقول (2) :

إن شئت جعلت لك بطحاء مكة (3) ذهبا. قال: فرفعت رأسي إلى السماء وقلت (4) :

يا رب (5) أشبع يوما فأحمدك، وأجوع يوما فأسألك).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم 76. وروى هذا الحديث الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 30، الباب 31، الحديث 36، كما رواه الشيخ المفيد في أماليه: 124، المجلس 15، الحديث الاول. والسبزواري في جامع الاخبار: 126. والحسين بن سعيد في كتاب الزهد: 52، الحديث 139. وعنه البحار 16: 283، الحديث 130. ومشكاة الانوار: 294. ورواه العلامة المجلسي في البحار 16: 220، الحديث 12، عن العيون، وصحيفة الرضا عليه السلام. وفي 72: 164، الحديث 13، عن العيون.

ورواه العلامة النوري في مستدرك الوسائل 12: 52 الباب 63 من

__________________

(1) في صحيفة الرضا عليه السلام وكنز العمال: (يقرأ عليك). وفي هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (يقرأك).

(2) في هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (ويقول لك).

(3) بطحاء مكة، ويقال لها الابطح أيضا، وهو البطح: مسيل واسع فيه رمل ودقاق الحصى.

(4) كذا في أمالي المفيد، وفي الاصل: (فأرفع رأسه إلى السماء فقال). وفي المصادر الاخرى: (فرفع رأسه إلى السماء فقال). وفي البحار (16: 220): (فرفع رأسه إلى السماء وقال). وفي هامش الصحيفة، عن بعض النسخ: (فرفعت رأسي إلى السماء فقلت).

(5) في كنز العمال: (لا يا رب).

٩٨

أبواب جهاد النفس، الحديث 3، عن كتاب عاصم بن حميد الحناط: 37. وفيه: (جاء إلى رسول الله ملك فقال: يا محمد، إن ربك يقرئك السلام، وهو يقول لك: إن شئت جعلت لك بطحاء مكة رضراض (1) ذهب. قال: فرفع رأسه... الحديث).

ورواه من العامة:

أحمد بن حنبل في المسند 4: 30. والمتقي الهندي في كنز العمال، الحديث 18616، عن الحسن، عن أمير المؤمنين عليه السلام. والسيوطي في الدر المنثور 5: 338، ورواه الجزري في جامع الاصول 10: 137، ذيل الحديث 7614.

والترمذي في سننه برقم 2348، بلفظ، (عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا...).

فقه الحديث:

النبي (ص) اسوة كل مسلم في كل شئ، وقد اختار الله له أن يكون أعرف الناس بالحقائق، فمن هناك عزف عن المال والذهب وما يتعلق بالدنيا، وانتخب الزهد، ليكون دائم الاتصال بربه، إذا جاع سأله، وأذا شبع شكره.

وهذا تعليم لاتباعه على سلوك نفس الطريق وعدم التكالب على الدنيا، لانه موجب للاعراض عن الاخرة، والغفلة عن الرب تعالى. وقد قال الله تعالى: ( إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى ) (2) ، فالغني موجب للطغيان إلا من عصم الله.

__________________

(1) الرضراض: الحصى أو صغارها، والارض المرضوضة بالحجارة. والمراد دقاق الذهب، أي ما رض منه.

(2) العلق: 96 / 6.

٩٩

[16]

قول رسول الله (ص):

(عليكم بحسن الخلق، فإن حسن الخلق في الجنة [لا محالة] (1) ،

وإياكم وسوء الخلق فإن سوء الخلق (2) في النار لا محالة).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم 86. ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 31، الباب 31، الحديث 41، وعنهما البحار 71: 386، الحديث 31. ورواه الطبرسي في مجمع البيان 5: 333، وعنه البحار 71: 383. ورواه العلامة المجلسي في البحار 10: 369، الحديث 19. والمحدث العاملي في الوسائل 8: 506 الباب 104 من أبواب أحكام العشرة، الحديث 17 و 11: 324، الباب 69 من أبواب جهاد النفس، الحديث 7.

وورد مرسلا في روضة الواعظين: 441، ومشكاة الانوار: 223.

ورواه من العامة:

الحاكم في المستدرك 1: 23. والديلمي في مسند الفردوس، الحديث 4033، عن علي عليه السلام.

فقه الحديث:

الخلق الحسن مفتاح السعادة والفلاح، ليس في الدنيا فقط، بل هو مفتاح الجنة أيضا.

فصاحب الخلق الحسن كثير الاصدقاء والاعوان والاحبة، وإن كان

__________________

(1) من صحيفة الرضا عليه السلام والمصادر الناقلة لهذا الحديث.

(2) في هامش النسخة: (أي صاحب سوء الخلق).

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220