مفاتيح الجنان

مفاتيح الجنان4%

مفاتيح الجنان مؤلف:
المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 905

مفاتيح الجنان
  • البداية
  • السابق
  • 905 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 1112664 / تحميل: 13231
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان

مفاتيح الجنان

مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

نعم أعظمها حرمة . قال الراوي: وأيُّ عيد هو؟ قال: اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال ومن كنت مولاه فعلي مولاه، وهو يوم الثامن عشر من ذي الحجة . قال الراوي وما ينبغي لنا ان نفعل في ذلك اليوم قال الصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد عليهم‌السلام والصلاة عليهم، وأوصى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين عليه‌السلام ان يتخذ ذلك اليوم عيداً وكذلك كانت الأنبياء تفعل، كانوا يوصون أوصياؤهم بذلك فيتخذونه عيداً (١) .

وفي حديث أبي نصر البزنطي عن الرضا صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ أنه قال: يا بن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه‌السلام فإن الله تبارك وتعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر ولدرهم فيه بألف درهم لاخوانك العارفين، وأفضل على إخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة، والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرّات (٢) .

والخلاصة أن تعظيم هذا اليوم الشريف لازم وأعماله عديدة:

الأول: الصوم وهو كفارة ذنوب ستين سنة. وقد روي أن صيامه يعدل صيام الدهر ويعدل مائة حجة وعمرة (٣) .

الثاني: الغسل (٤) .

الثالث: زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام وينبغي أن يجتهد المر أينما كان فيحضر عند قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام وقد حكيت له عليه‌السلام زيارات ثلاث في هذا اليوم، أولاها زيارة أمين الله المعروفة (٥) ويزارها في القرب والبعد وهي من الزيارات الجامعة المطلقة أيضاً وستأتي في باب الزيارات إن شاء الله تعالى ص ٦٦٠.

الرابع: أن يتعوذ بما رواه السيد في الاقبال عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٦) .

الخامس: أن يصلّي ركعتين ثمّ يسجد ويشكر الله عزَّ وجلَّ مائة مرة، ثم يرفع رأسه من السجود ويقول:

_________________

١ - الكافي ٤ / ١٤٩ ح ٣ من باب صيام الترغيب مع اختصار من المؤلف هنا.

٢ - الاقبال ٢ / ٢٦٨ فصل ٩ من باب ٥ مع اضافات.

٣ - الاقبال ٢ / ٢٨٢ فصل ١٥ من باب ٥.

٤ - الاقبال ٢ / ٢٥٩ فصل ٥ من باب ٥.

٥ - الاقبال ٢ / ٢٧٣ فصل ١٣ من باب ٥.

٦ - الاقبال ٢ / ٢٧٥ فصل ١٤ من باب ٥، أوّله: بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله خيرِ الاسماء....

٣٦١

اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمْدَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ وَأَنَّكَ وَاحِدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفْوا أَحَدٌ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ كَما كانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تَفَضَّلْتَ عَلَيَّ بِأَنْ جَعَلْتَنِي مِنْ أَهْلِ إِجابَتِكَ وَأَهْلِ دِينِكَ وَأَهْلِ دَعْوَتِكَ وَوَفَّقْتَنِي لِذلِكَ فِي مُبْتَدَِ خَلْقِي تَفَضُّلاً مِنْكَ وَكَرَما وَجُوداً، ثُمَّ أَرْدَفْتَ الفَضْلَ فَضْلاً وَالجُودَ جُوداً وَالكَرَمَ كَرَما رَأْفَةً مِنْكَ وَرَحْمَةً إِلى أَنْ جَدَّدْتَ ذلِكَ العَهْدَ لِي تَجْدِيداً بَعْدَ تَجْدِيدِكَ خَلْقِي، وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِياً ناسيا ساهِياً غافِلاً فَأَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ بِأَنْ ذَكَّرْتَنِي ذلِكَ وَمَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ وَهَدَيْتَنِي لَهُ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ يا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ أَنْ تُتِمَّ لِي ذلِكَ وَلا تَسْلُبْنِيهِ حَتّى تَتَوَفَّانِي عَلى ذلِكَ وَأَنْتَ عَنِّي راضٍ فَإِنَّكَ أَحَقُّ المُنْعِمِينَ أَنْ تُتِمَّ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ اللّهُمَّ سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأَجَبْنا داعِيكَ بِمَنِّكَ فَلَكَ الحَمْدُ غُفْرانَكَ رَبَّنا وإِلَيْكَ المَصِيرُ، آمَنَّا بِالله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَصَدَّقْنا وَأَجَبْنا داعِيَ الله، وَاتَّبَعْنا الرَّسُولَ فِي مُوالاةِ مَولانا وَمَوْلى المُؤْمِنِينَ أمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ عَبْدِ الله وَأَخِي رَسُولِهِ وَالصِّدّيقِ الأكْبَرِ وَالحُجَّةِ عَلى بَرِيَّتِةِ المُؤَيِّدِ بِهِ نَبِيَّهُ وَدِينَهُ الحَقَّ المُبِينَ، عَلَما لِدِينِ الله وَخازِنا لِعِلْمِهِ وَعَيْبَةَ غَيْبِ الله وَمَوْضِعَ سِرِّ الله وَأَمِينَ الله عَلى خَلْقِهِ وَشاهِدَهُ فِي بَرِيَّتِهِ، اللّهُمَّ رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِيا يُنادِي لِلإيْمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الأبْرارِ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ القِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ فَإِنَّا يا رَبَّنا بِمَنِّكَ وَلُطْفِكَ أجَبْنا داعِيَكَ وَاتَّبَعْنا الرَّسُولَ وَصَدَّقْناهُ وَصَدَّقْنا مَوْلى المُؤْمِنِينَ وَكَفَرْنا بِالجِبْتِ والطَّاغُوتِ؛ فَوَلِّنا ما تَوَلَّيْنا وَاحْشُرْنا مَعَ أَئِمَّتِنا فَإِنَّا بِهِمْ مُؤْمِنُونَ وَلَهُمْ مُسْلِمُونَ؛ آمَنَّا بِسِرّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ وَشاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ وَحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ وَرَضِينا بِهِمْ أَئِمَّةً وَقادَةً وَسادَةً وَحَسْبُنا بِهِمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الله

٣٦٢

دُونَ خَلْقِهِ لا نَبْتَغِي بِهِمْ بَدَلاً، ولا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَلِيجَةً وَبَرِئْنا إِلى الله مِنْ كُلُّ مَنْ نَصَبَ لَهُمْ حَرْبا مِنَ الجِنِّ وَالإنْسِ مِنَ الأوّلِينَ وَالآخرينَ، وَكَفَرْنا بِالجِبْتِ والطَّاغُوتِ وَالأوْثانِ الأَرْبَعَةِ وَأَشْ يا عِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَكُلِّ مَنْ وَالاهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالإنْسَ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلى آخِرِهِ، اللّهُمَّ أَنَّا نُشْهِدُكَ أَنَّا نَدِينُ بِما دانَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَقَوْلُنا ما قالُوا وَدِينُنا ما دانُوا بِهِ؛ ما قالُوا بِهِ قُلْنا وَما دانُوا بِهِ دِنَّا وَما أَنْكَرُوا أَنْكَرْنا وَمَنْ وَالَوا وَالَيْنا وَمَنْ عادَوا عادَيْنا وَمَنْ لَعَنُوا لَعَنَّا وَمَنْ تَبَرَّأوا مِنْهُ تَبَرَّأنا مِنْهُ وَمَنْ تَرَحَّمُوا عَلَيْهِ تَرَحَّمْنا عَلَيْهِ، آمَنَّا وَسَلَّمْنا وَرَضِينا وَاتَّبَعْنا مَوالِينا صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ، اللّهُمَّ فَتَمِّمْ لَنا ذلِكَ وَلا تَسْلُبْناه وَاجْعَلْهُ مُسْتَقِراً ثابِتا عِنْدَنا وَلا تَجْعَلْهُ مُسْتَعاراً وَأَحْيِنا ما أَحْيَيْتَنا عَلَيْهِ وَأَمِتْنا إذا أَمَتَّنا عَلَيْهِ؛ آلُ مُحَمَّدٍ أَئِمَّتُنا فَبِهِمْ نَأْتَمُّ وَإِيَّاهُمْ نُوالِي وَعَدوَّهُمْ عَدُوَّ الله نُعادِي فَاجْعَلْنا مَعَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ فَإنَّا بِذلِكَ راضُونَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . ثم يسجد ثانياً ويقول مائة مرة: الحَمْدُ للهِ، ومائة مرة: شُكْراً للهِ . وروي أن من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم وبايع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على الولاية، الخبر . والأفضل أن يصلي هذه الصلاة قرب الزوال وهي الساعة التي نصب فيها أميرالمؤمنين عليه‌السلام بغدير خم إماماً للناس . وأن يقرأ في الركعة الأوّلى منها سورة القدر وفي الثانية التوحيد (١) .

السادس: أن يغتسل ويُصلي ركعتين من قبل أن تزول الشمس بنصف ساعة يقرأ في كل ركعة سورة الحمد مرة و ( قل هو الله أحد ) عشر مرات وآية الكرسي عشر مرات و ( إنا أنزلناه عشراً ) ، فهذا العمل يعدل عند الله عزَّ وجلَّ مائة ألف حجة ومائة ألف عمرة ويوجب أن يقضي الله الكريم حوائج دنياه وآخرته في يسر وعافية.

ولا يخفى عليك أن السيد في (الاقبال) قدم ذكر سورة القدر على آية الكرسي في هذه الصلاة وتابعه العلامة المجلسي في زاد المعاد فقدم ذكر القدر كما صنعت أنا في سائر كتبي ولكني بعد التَّتبع وجدت الأغلب ممّن ذكروا هذه الصلاة قد قدموا ذكر آية الكرسي على القدر واحتمال سهو القلم

_________________

١ - الاقبال ٢ / ٢٧٧ فصل ١٥ من باب ٥.

٣٦٣

من السيد نفسه أو من الناسخين لكتابه في كلا موردي الخلاف وهما عدد الحمد وتقديم القدر بعيد غاية البعد كاحتمال كون ما ذكره السيد عملاً مستقلاً مغايراً للعمل المشهور والله تعالى هو العالم . والأفضل أن يدعو بعد هذه الصلاة بهذا الدعاء: رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِيا . .. الدعاء بطوله (١) .

السابع: أن يدعو بدعاء الندبة (٢) .

الثامن: أن يدعو بهذا الدعاء الذي رواه السيد ابن طاووس عن الشيخ المفيد:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَعَلِيٍّ وَلِيِّكَ وَالشَّأنِ وَالقَدْرِ الَّذِي خَصَصْتَهُما بِهِ دُونَ خَلْقِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأَئِمَّةِ القادةِ وَالدُّعاةِ السَّادَةِ وَالنُّجُومِ الزَّاهِرَةِ وَالأعْلامِ الباهِرَةِ وَساسَةِ العِبادِ وَأَرْكانِ البِلادِ وَالنَّاَقِة المُرْسَلَةِ وَالسَّفِينَةِ النَّاجِيَةِ الجارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الغامِرَةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ خُزَّانِ عِلْمِكَ وَأَرْكانِ تَوْحِيدِكَ وَدَعائِمِ دِينِكَ وَمَعادِنِ كَرامَتِكَ وَصَفْوَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ الأَتْقِياءِ الأَنْقِياءِ النُّجَباءِ الأبْرارِ وَالبابِ المُبْتَلى بِهِ النَّاسُ مَنْ أتاهُ نَجا وَمَنْ أباهُ هَوى، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَهْلِ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَسْأَلَتِهِمْ وَذَوِي القُرْبى الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ وَفَرَضْتَ حَقَّهُمْ وَجَعَلْتَ الجَنَّةَ مَعادَ مَنِ اقْتَصَّ آثارَهُمْ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أمَرُوا بِطاعَتِكَ وَنَهوا عَنْ مَعصِيَتِكَ وَدَلُّوا عِبادَكَ عَلى وَحْدانِيَّتِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَنَجِيبِكَ وَصَفْوَتِكَ وَأمِينكَ وَرَسُولِكَ إِلى خَلْقِكَ وَبِحَقِّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَيَعْسُوبَ الدِّينِ وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ الوَصِيَّ الوَفِيَّ وَالصِّدِّيقِ الأكْبَرِ وَالفارُوقِ بَيْنَ الحَقِّ وَالباطِلِ وَالشَّاهِدِ لَكَ الدَّالَ عَلَيْكَ وَالصَّادِعِ بأَمْرِكَ وَالمُجاهِدِ فِي سَبِيلِكَ، لَمْ تَأْخُذْهُ فِيكَ لَوْمَةُ لائِمٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ

_________________

١ - الاقبال ٢ / ٢٨٣ فصل ١٥ من باب ٥، زاد المعاد: ٣٣٤.

٢ - زاد المعاد: ٤٩١.

٣٦٤

وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَنِي فِي هذا اليَوْمِ الَّذِي عَقَدْتَ فِيهِ لِوَلِيِّكَ العَهْدَ فِي أَعْناقَ خَلْقِكَ وَاكْمَلْتَ لَهُمْ الدِّينَ مِنَ العارِفِينَ بِحُرْمَتِهِ وَالمُقِرِّيْنَ بِفَضْلِهِ مِنْ عُتَقائِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ، وَلا تُشْمِتْ بِي حاسِدِي النِّعَمِ، اللّهُمَّ فَكَما جَعَلْتَهُ عِيدَكَ الأكْبَرَ وَسَمَّيْتَهُ فِي السَّماء يَوْمَ العَهْدِ المَعْهُودِ وَفِي الأَرْضِ يَوْمَ المِيثاقِ المَأخُوذِ وَالجَمْعِ المَسْؤُولِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَقْرُرْ بِهِ عُيُونَنا وَاجْمَعْ بِهِ شَمْلَنا وَلا تُضِلَّنا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنا وَاجْعَلْنا لأنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ يا أرْحَمْ الرَّاحِمِينَ الحَمْدُ للهِ الَّذِي عَرَّفَنا فَضْلَ هذا اليَوْمِ وَبَصَّرَنا حُرْمَتَهُ وَكَرَّمَنا بِهِ وَشَرَّفَنا بِمَعْرِفَتِهِ وَهَدانا بِنُورِهِ، يا رَسُولَ الله يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلَيْكُما وَعَلى عِتْرَتِكُما وَعَلى مُحِبِّيكُما مِنِّي أَفْضَلُ السَّلامِ ما بَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ وَبِكُما أتَوَجَّه إِلى الله رَبِّي وَرَبِّكُما فِي نَجاحِ طَلِبَتِي وَقَضاء حَوائِجِي وَتَيْسِيرِ اُمُورِي، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَلْعَنَ مَنْ جَحَدَ حَقَّ هذا اليَوْمِ وَأَنْكَرَ حُرْمَتَهُ فَصَدَّ عَنْ سَبِيلِكَ لإطْفاءِ نُورِكَ فَأَبى الله إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ، اللّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَاكْشِفْ عَنْهُمْ وَبِهِمْ عَنْ المُؤْمِنِينَ الكُرُباتِ، اللّهُمَّ إمْلأ الأَرْضَ بِهِمْ عَدْلاً كَما مُلِئَتْ ظُلْما وَجُوراً وَأَنْجِزْ لَهُمْ ما وَعَدْتَهُمْ إنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ (١) .

وليقرأ إن أمكنته الأدعية المبسوطة التي رواها السيد في (الاقبال) (٢) .

التاسع: أن يهني من لاقاه من إخوانه المؤمنين بقوله: الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنا مِنَ المُتَمَسِّكِينَ بِولايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ عليهم‌السلام (٣) .

وَيقول أيضاً:

الحَمْدُ للهِ الَّذِي أكْرَمَنا بِهذا اليَوْمِ وَجَعَلَنا مِنَ المُوْفِينَ بِعَهْدِهِ إلَيْنا وَمِيثاقِهِ الَّذِي وَاثَقَنا

_________________

١ - الاقبال ٢ / ٣٠٤ فصل ١٥ من باب ٥، والمقنعة للمفيد: ٢٠٥، باب ٢٠.

٢ - الاقبال ٢ / ٢٨٩ وتواليه فصل ١٥ من باب ٥.

٣ - الاقبال ٢ / ٢٦١ فصل ٦ من باب ٥، زاد المعاد: ٣٢٤.

٣٦٥

بِهِ مِنْ ولايَةِ وُلاةِ أمْرِهِ وَالقُوَّامِ بِقِسْطِهِ وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الجاحِدِينَ وَالمُكذِّبِينَ بِيَومِ الدِّينِ (١) .

العاشر: أن يقول مائة مرة: الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ كَمالَ دِينِهِ وَتَمامَ نِعْمَتِهِ بِولايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْنِ أَبِي طالِبٍ عليه‌السلام (٢) .

واعلم أنه قد ورد في هذا اليوم فضيلة عظيمة لكل من أعمال تحسين الثياب والتزين واستعمال الطيب والسرور والابتهاج وإفراح شيعة أمير المؤمنين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ والعفو عنهم وقضاء حوائجهم وصلة الأَرْحام والتوسيع على العيال وإطعام المؤمنين وتفطير الصائمين ومصافحة المؤمنين وزيارتهم والتبسم في وجوههم وإرسال الهدايا إليهم وشكر الله تعالى على نعمته العظمى نعمة الولاية، والاكثار من الصلاة على محمد وآل محمد عليهم‌السلام ، ومن العبادة والطاعة. ودرهم يعطي فيه المؤمن أخاه يعدل مائة ألف درهم في غيره من الأيَّامِ وإطعام المؤمن فيه كإطعام جميع الأنبياء والصدّيقين (٣) .

ومن خطبة أمير المؤمنين عليه‌السلام في يوم الغدير: ومن فطر مؤمنا في ليلته فكأنما فطر فئاما وفئاما يعدّها بيده عشراً فنهض ناهض فقال يا أمير المؤمنين وما الفئام؟ قال: مائتا ألف نبي وصديق وشهيد فكيف بمن يكفل عدداً من المؤمنين والمؤمنات فأنا ضمينه على الله تعالى الأمان من الكفر والفقر... (٤) إلخ. والخلاصة أنّ فضل هذا اليوم الشريف أكثر من أن يُذكر وهو يوم قبول أعمال الشيعة ويوم كشف غمومهم وهو اليوم الذي انتصر فيه موسى على السحرة وجعل الله تعالى النار فيه على إبراهيم الخليل برداً وسلاما ونصب فيه موسى عليه‌السلام وصيه يوشع بن نون وجعل فيه عيسى عليه‌السلام شمعون الصَّفا وصَيّا له وأشهد فيه سليمان عليه‌السلام قومه على استخلاف آصف بن برخيا وآخى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين أصحابه ولذلك ينبغي فيه أن يؤاخي المؤمن أخاه، وهي على ما رواه شيخنا في مستدرك الوسائل عن كتاب زاد الفردوس بأن يضع يده اليمنى على اليد اليمنى لأخيه المؤمن ويقول: واخَيْتُكَ فِي الله وَصافَيْتُكَ فِي الله وَصافَحْتُكَ فِي الله وَعاهَدْتُ الله

_________________

١ - البلد الامين: ٢٦٣.

٢ - البحار ٩٨ / ٣٢١ عن خط بعض الافاضل نقلاً عن خط الشهيد.

٣ - انظر الاقبال ٢ / ٢٦١ و ٢٦٢ فصل ٦ من باب ٥.

٤ - الاقبال ٢ / ٢٥٩ فصل ٥ من باب ٥.

٣٦٦

وَمَلائِكَتَهُ وكُتُبَهُ وَرُسُلَهُ وَأنْبِيائَهُ وَالأئِمَّةَ المَعْصُومِينَ عليهم‌السلام عَلى أَنِّي إنْ كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَالشَّفاعَةِ وَأُذِنَ لِي بِأنْ أدْخُلَ الجَنَّةَ لا أدْخُلُها إِلاّ وَأَنْتَ مَعِي . ثُمَّ يقول اخوه المؤمن: قبلت . ثُمَّ يقول: أسْقَطْتُ عَنْكَ جَمِيعَ حُقُوقِ الاُخُوَّةِ ماخَلا الشَّفاعَةَ وَالدُّعاءَ وَالزِّيارةَ (١) . والمحدث الفيض أيضاً قد أورد إيجاب عقد المواخاة في كتاب (خلاصة الأذكار) بما يقرب مما ذكرناه ثم قال: ثم يقبل الطرف الآخر لنفسه أو لموكله باللفظ الدال على القبول، ثم يسقط كل منهما عن صاحبه جميع حقوق الاخوّة ما سوى الدّعاء والزيارة (٢) .

اليوم الرابع والعشرون: هو يوم المباهلة على الأشهر باهل فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نصارى نجران وقد اكتسى بعبائة وأدخل معه تحت الكساء عليا وفاطمة والحسن والحسين عليه‌السلام وقال: اللهم إنه قد كان لكل نبي من الأنبياء أهل بيت هم أخص الخلق إليه اللهم وهؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فهبط جبرائيل بآية التطهير في شأنهم ثم خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بهم عليهم‌السلام للمباهلة فلما ابصرهم النصارى ورأوا منهم الصدق وشاهدوا إمارات العذاب لم يجرأوا على المباهلة فطلبوا المصالحة وقبلوا الجزية عليهم (٣) . وفي هذا اليوم أيضاً تصدق أمير المؤمنين عليه‌السلام بخاتمه على الفقير وهو راكع فنزل فيه الآية: ( إِنَّما وَلِيُّكُمْ الله وَرُسُولُهُ ) (٤) .

والخلاصة أن هذا اليوم يوم شريف وفيه عدّة أعمال:

الأول: الغسل (٥) .

الثاني: الصيام (٦) .

الثالث: الصلاة ركعتان كصلاة عيد الغدير وقتا وصفةً وأجرَاً، ولكن فيها تقرأ آية الكرسي إلى ( هم فيها خالدون ) (٧) .

الرابع: أن يدعو بدعاء المباهلة وهو يشابه دعاء أسحار شهر رمضان وفي هذا الدّعاء تختلف نسخة الشيخ عن نسخة السيد اختلافاً كَثِيراً وإني أختار منهما رواية الشيخ في المصباح قال:

_________________

١ - مستدرك الوسائل ٦ / ٢٧٩ رقم ٦٨٤٣، ابواب بقية الصلوات المندوبة ح ٥.

٢ - خلاصة الاذكار: ٩٩ فصل ١٠.

٣ - زاد المعاد: ٣٤٩.

٤ - زاد المعاد: ٣٥١.

٥ - زاد المعاد: ٣٥٩.

٦ - زاد المعاد: ٣٥٩.

٧ - تقدّم في ص ٣٦٣.

٣٦٧

دعاء يوم المباهلة

مرويا عن الصادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ بما له من الفضل تقول: اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ بَهائِكَ بِأبْهاهُ وَكُلُّ بَهائِكَ بَهِيُّ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِبَهائِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ جَلالِكَ بِأَجَلِّهِ وَكُلُّ جَلالِكَ جَلِيلٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِجَلالِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ جَمالِكَ بِأَجْمَلِهِ وَكُلُّ جَمالِكَ جَمِيلٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِجَمالِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ عَظَمَتِكَ بِأَعْظَمِها وَكُلُّ عَظَمَتِكَ عَظِيمَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِعَظَمَتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ نُورِكَ بِأَنْوَرِهِ وَكُلُّ نُورِكَ نَيِّرٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِنُورِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِأَوْسَعِها وَكُلُّ رَحْمَتِكَ وَاسِعَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ كَمالِكَ بِأَكْمَلِهِ وَكُلُّ كَمالِكَ كامِلٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِكَمالِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ كَلِماتِكَ بِأَتَمِّها وَكُلُّ كَلِماتِكَ تامَّةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِكَلِماتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ أَسْمائِكَ بِأَكْبَرِها وَكُلُّ أَسْمائِكَ كَبِيرَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِأَسْمائِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِعِزَّتِكَ كُلِّها وَكُلُّ عِزَّتِكَ عَزِيزَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِعِزَّتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ مَشِيَّتِكَ بِأَمْضاها وَكُلُّ مَشِيَّتِكَ ماضِيَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِمَشِيَّتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ الَّتِي اسْتَطَلْتَ بِها عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكُلُّ قُدْرَتِكَ مُسْتَطِيلَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ عِلْمِكَ بِأَنْفَذِهِ وَكُلُّ عِلْمِكَ نافِذٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِعِلْمِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ قَوْلِكَ بِأَرْضاهُ وَكُلُّ قَوْلِكَ رَضِيُّ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِقَوْلِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ مَسائِلِكَ بِأَحَبِّها وَكُلُّها إِلَيْكَ حَبِيبَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِمَسائِلِكَ

٣٦٨

كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ شَرَفِكَ بِأَشْرَفِهِ وَكُلُّ شَرَفِكَ شَرِيفٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِشَرَفِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ سُلْطانِكَ بِأَدْوَمِهِ وَكُلُّ سُلْطانِكَ دائِمٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِسُلْطانِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ مُلْكِكَ بِأَفْخَرِهِ وَكُلُّ مُلْكِكَ فاخِرٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِمُلْكِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ عَلائِكَ بِأَعْلاهُ وَكُلُّ عَلائِكَ عالٍ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِعَلائِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ آياتِكَ بِأَعْجَبِها وَكُلُّ آياتِكَ عَجِيبَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِآياتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ مَنِّكَ بِأَقْدَمِهِ وَكُلُّ مَنِّكَ قَدِيمٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِمَنِّكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أّدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي . اللّهُمَّ وإِنِّي (١) أَسأَلُكَ بِما (٢) أَنْتَ فِيهِ مِنَ الشَأنِ وَالجَبَروتِ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِكُلِّ شَأْنٍ وَكُلُّ جَبَروتٍ اللّهُمَّ وإِنِّي (٣) أَسأَلُكَ بِما تُجِيبَنِي بِهِ حِينَ أَسأَلُكَ يا الله يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ أَسأَلُكَ بِبَهاءِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ أَسأَلُكَ بِجَلالِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سأَلُكَ بلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ بِأَعَمّهِ وَكُلُّ رِزْقِكَ عامٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِرِزْقِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ عَطائِكَ بِأَهْنأهِ وَكُلُّ عَطائِكَ هَنِيٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَطائِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ خَيْرِكَ بِأَعْجَلِهِ وَكُلُّ خَيْرِكَ عاجِلٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِخَيْرِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ بِأَفْضَلِهِ وَكُلُّ فَضْلِكَ فاضِلٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِفَضْلِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَابْعَثْنِي عَلى الاِيمانِ بِكَ وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ وَالوِلايَةِ لِعَليّ بْنِ أّبِي طالِب وَالبَرائةِ مِنْ عَدُوِّهِ وَالائتمامِ بِالأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمْ

_________________

١ - اللّهمّ إنّي: خ.

٢ - ممّا - خ ل -.

٣ - اللّهمّ إنّي: خ.

٣٦٩

السَّلامُ فَإنِّي قَدْ رَضِيتُ بِذلِكَ يا رَبِّ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ فِي الأوَّلِينَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ فِي الآخِرِينَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ فِي المَلأ الأعْلى وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ فِي المُرْسَلِينَ، اللّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالفَضِيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الكَبِيرَةَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَنِّعْنِي بِما رَزَقْتَنِي وَبارِكْ لَي فِيما آتَيْتَنِي وَاحْفَظْنِي فِي غَيْبَتِي وَكُلِّ غائِبٍ هُوَ لِي، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَابْعَثْنِي عَلى الإيمانِ بِكَ وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَسأَلُكَ خَيْرَ الخَيْرِ رِضْوانَكَ وَالجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَّرِّ سَخَطِكَ وَالنَّارِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاحْفَظْنِي مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَمِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عُقُوبَةٍ وَمِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ وَمِنْ كُلِّ بَلاءٍ وَمِنْ كُلِّ شَرٍّ وَمِنْ كُلِّ مَكْروهٍ وَمِنْ كُلِّ مَصِيبَةٍ وَمِنْ كُلِّ آفَةٍ نَزَلَتْ أَوْ تَنْزِلُ مِنَ السَّماء إِلى الأَرْضِ فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفِي هذا اليَوْمِ وَفِي هذا الشَّهْرِ وَفِي هذِهِ السَّنَةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْسِمْ لِي مِنْ كُلِّ سُرُورٍ وَمِنْ كُلِّ بَهْجَةٍ وَمِنْ كُلِّ اسْتِقامَةٍ وَمِنْ كُلِّ فَرَجٍ وَمِنْ كُلِّ عافِيَةٍ وَمِنْ كُلِّ سَلامَةٍ وَمِنْ كُلِّ كَرامَةٍ وَمِنْ كُلِّ رِزْقٍ وَاسِعٍ حَلالٍ طَيِّبٍ وَمِنْ كُلِّ نِعْمَةٍ وَمِنْ كُلِّ سَعَةٍ نَزَلَتْ أَوْ تَنْزِلُ مِنَ السَّماء إِلى الأَرْضِ فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفِي هذا اليَوْمِ وَفِي هذا الشَّهْرِ وَفِي هذِهِ السَّنَةِ، اللّهُمَّ إِنْ كانَتْ ذُنُوبِي قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَكَ وَحالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَغَيَّرَتْ حالِي عِنْدَكَ فَإنِّي أَسأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي لا يُطْفَاءُ وَبِوَجْهِ مُحَمَّدٍ حَبِيبِكَ المُصْطَفى وَبِوَجْهِ وَلِيِّكَ عَلِيَّ المُرْتَضى وَبِحَقِّ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ أَنْتَجَبْتَهُمْ أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي مامَضى مِنْ ذُنُوبِي وَأَنْ تَعْصِمَنِي فِيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي وَأَعُوذُ بِكَ اللّهُمَّ أَنْ أَعُودَ فِي شَيْءٍ مِنْ مَعاصِيكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي حَتّى تَتَوَفَّانِي وَأَنا لَكَ مُطِيعٌ وَأَنْتَ عَنِّي راضٍ وَأَنْ تَخْتِمَ لِي عَمَلِي بِأَحْسَنِهِ وَتَجْعَلَ لِي ثَوابَهُ الجَنَّةَ وَأَنْ تَفْعَلَ

٣٧٠

بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ يا أهْلَ التَّقْوى وَيا أهْلَ المَغْفِرَةِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١) .

الخامس: أن يدعو بما رواه الشيخ والسيد بعد الصلاة ركعتين والاستغفار سبعين مرة، ومفتتح الدعاء: الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ (٢) .

وينبغي التصدق في هذا اليوم على الفقراء تأسيا بمولى كل مؤمن ومؤمنة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وينبغي أيضاً زيارته عليه‌السلام والأنسب قراءة الزيارة الجامعة (٣) .

اليوم الخامس والعشرون: يوم شريف وهو اليوم الذي نزلت فيه سورة هل أتى في شأن أهل البيت عليهم‌السلام لأنهم كانوا قد صاموا ثلاثة أيام وأعطوا فطورهم مسكينا ويتيما وأسيراً وأفطروا على الماء، وينبغي على شيعة أهل البيت عليهم‌السلام في هذه الأيَّامِ ولا سيما في الليلة الخامسة والعشرين أن يتأسوا بمولاهم في التَّصدق على المساكين والأيتام وأن يجتهدوا في إطعامهم وأن يصوموا هذا اليوم (٤) . وعند بعض العلماء أنّ هذا اليوم هو يوم المباهلة فمن المناسب أن يقرأ فيه أيضاً زيارة الجامعة، ودعاء المباهلة (٥) .

اليوم الأخير من ذي الحجة

يوم الختام للسنة العربية، ذكر السيد في الاقبال طبقا لبعض الروايات أنّه يصلى فيه ركعتان بفاتحة الكتاب وعشر مرات سورة ( قل هو الله أحد ) وعشر مرات آية الكرسي ثم يدعى بعد الصلاة بهذا الدعاء:

اللّهُمَّ ما عَمِلْتُ فِي هذِهِ السَّنَةِ مِنْ عَمَلٍ نَهَيْتَنِي عَنْهُ وَلَمْ تَرْضَهُ وَنَسِيْتُهُ وَلَمْ تَنْسَهُ وَدَعَوْتَنِي إِلى التَّوْبَةِ بَعْدَ اجْتِرائِي عَلَيْكَ، اللّهُمَّ فَإِنِّي اسْتَغْفِرُكَ مِنْهُ فَاغْفِرْ لِي وَما عَمِلْتُ مِنْ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ فَاقْبَلْهُ مِنِّي وَلا تَقْطَعْ رَجائِي مِنْكَ يا كَرِيمُ ، فإذا قلت هذا قال

_________________

١ - مصباح المتهجّد: ٧٥٩ - ٧٦٣.

٢ - مصباح المتهجّد: ٧٦٤، الاقبال ٢ / ٣٥٤ فصل ٥ من باب ٦.

٣ - زاد المعاد: ٣٥١ - ٣٥٢.

٤ - الاقبال ٢ / ٣٧٧ - ٣٧٨ فصل ٢ و ٣ من باب ٧.

٥ - زاد المعاد: ٣٦٨.

٣٧١

الشيطان يا ويلي (١) ما تعبت فيه هذه السنة هدمه أجمع بهذه الكلمات وشهدت له السنة الماضية أنه قد ختمها بخير (٢) .

الفصل السابع

في أعمال شهر محرّم

إعلم أن هذا الشهر هو شهر حزن أهل البيت عليهم‌السلام وشيعتهم. وعن الرضا عليه‌السلام قال: كان أبي صلوات الله عليه إذا دخل شهر المحرم لم يُر ضاحكا وكانت كآبته تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه‌السلام (٣) .

الليلة الأوّلى: روى لها السيد في (الاقبال) عدّة صلوات:

الأولى: مائة ركعة يقرأ في كل ركعة الحمد والتوحيد.

الثانية: ركعتان في الأوّلى منها الحمد وسورة الانعام وفي الثانية الحمد وسورة يَّس.

الثالثة: ركعتان في كل منهما الحمد وإحدى عشرة مرة ( قل هو الله أحد ) .

وفي الحديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من أدى هذه الصلاة في هذه الليلة وصام صبيحتها وهو أول يوم من السنة فهو كمن يدوم على الخير سنة ولا يزال محفوظا من السنة إلى قابل فان مات قبل ذلك صار إلى الجنة (٤) .

وأورد السيد أيضاً دعاءً مبسوطاً يدعى به عند رؤية الهلال في هذه الليلة (٥) .

اليوم الأول: إعلم أن غرّة محرّم هو أول يوم السنة وفيه عملان:

الأول: الصيام. وفي رواية ريّان بن شبيب عن الإمام الرضا صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ أنه قال: من صام هذا اليوم ودعا الله استجاب الله دعاءه كما استجاب لزكريا عليه‌السلام (٦) .

الثاني: عن الرضا عليه‌السلام أنه كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّي أوّل يوم من محرم ركعتين فإذا فرغ رفع يديه ودعا بهذا الدّعاء ثلاث مرات:

اللّهُمَّ أَنْتَ الاِلهُ القَدِيمُ وَهذِهِ سَنَةٌ جَدِيدَةٌ فَأَسْأَلُكَ فِيها العِصْمَةَ مِنَ الشَّيْطانِ

_________________

١ - في الاقبال: يا ويله...

٢ - الاقبال ٢ / ٣٨٠ باب ٩.

٣ - أمالي الصدوق: المجلس ٢٧ ح ٢.

٤ - الاقبال ٣ / ٤١ فصل ٢ من باب ١.

٥ - الاقبال ٣ / ٣١ فصل ٢ من باب ١ أوّله: اللّهمّ أنت الله لا إله إلّا أنت...

٦ - أمالي الصدوق: المجلس ٢٧ ح ٥.

٣٧٢

وَالقُوَّةَ عَلى هذِهِ النَّفْسِ الاَمَّارَةِ بالسُّوءِ وَالاشْتِغالَ بِما يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ، يا كَرِيمُ يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ يا عِمادَ مَنْ لاعِمادَ لَهُ يا ذَخِيرَةَ مَنْ لاذَخِيرَةَ لَهُ يا حِرْزَ مَنْ لاحِرْزَ لَهُ يا غِياثَ مَنْ لاغِياثَ لَهُ يا سَنَدَ مَنْ لاسَنَدَ لَهُ يا كنَزْ مَنْ لاكَنْزَ لَهُ، يا حَسَنَ البَلاِء يا عَظِيمَ الرَّجاءِ يا عِزَّ الضُّعَفاءِ يا مُنْقِذَ الغَرْقى يا مُنْجِيَ الهَلْكى يا مُنْعِمُ يا مُجْمِلُ يا مُفَضِّلُ يا مُحْسِنُ، أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ سَوادُ اللَّيْلِ وَنُورُ النَّهارِ وَضَوُْ القَمَرِ وَشُعاعُ الشَّمْسِ وَدَوِيُّ الماءِ وَحَفِيفُ الشَّجَرِ، يا الله لاشَرِيكَ لَكَ اللّهُمَّ اجْعَلْنا خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ وَاغْفِرْ لَنا مالايَعْلَمُونَ وَلاتُؤاخِذْنا بِما يَقُولُونَ حَسْبِيَ الله لا إلهَ إِلاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، آمَنَّا بِهِ كُلُّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاّ اُولُوا الاَلْبابِ، رَبَّنا لاتُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ (١) .

قال الشيخ الطوسي: يستحب صيام الأيام التسعة من أول محرم، وفي اليوم العاشر يمسك عن الطعام والشراب إلى بعد العصر ثم يفطر بقليل من تربة الحسين عليه‌السلام (٢) .

وروى السيد فضلاً لصوم شهر المحرم كله وأنه يعصم صائمه من كل سيئة (٣) .

اليوم الثالث: فيه كان خلاص يوسف عليه‌السلام من السجن فمن صامه يسر الله له الصعب وفرج عنه الكرب وفي الحديث النبوي أنه استجيب دعوته (٤) .

اليوم التاسع: يوم تاسوعاء يوم التاسوعا عن الصادق عليه‌السلام قال: تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين عليه‌السلام وأصحابه بكربَلاءِ واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه، وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها واستضعفوا فيه الحسين عليه‌السلام وأصحابه وأيقنوا انه لا يأتي الحسين عليه‌السلام ناصر ولايمدّه أهل العراق، ثم قال بابي المستضعف الغريب (٥) .

الليلة العاشرة ليلة عاشوراء: ليلة العاشوراء وقد أورد السيد في (الاقبال) لهذه الليلة أدعية وصلوات كثيرة بما لها من وافر الفضل منها الصلاة مائة ركعة كل ركعة بالحمد وقل هو الله أحد ثلاث مرات،

_________________

١ - الاقبال ٢ / ٣٨٠ باب ٩.

٢ - مصباح المتهجّد: ٧٧١.

٣ - الاقبال ٣ / ٤٤ فصل ٤ من باب ١ عن الصادق عليه‌السلام .

٤ - الاقبال ٣ / ٤٤ فصل ٥ من باب ١.

٥ - الكافي ٤ / ١٤٧ ح ٧ من باب صوم عرفة وعاشوراء من كتاب الصيام.

٣٧٣

ويقول بعد الفراغ من الجميع: سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ . سبعين مرة، وقد ورد الاستغفار أيضاً بعد كلمة العلي العظيم في رواية أخرى .

ومنها الصلاة أربع ركعات في آخر الليل يقرأ في كل ركعة بعد الحمد كلا من آية الكرسي والتوحيد والفلق والناس عشر مرات ويقرأ التوحيد بعد السلام مائة مرة.

ومنها الصلاة أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد والتوحيد خمسين مرة وهذه الصلاة تطابق صلاة أمير المؤمنين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ ذات الفضل العظيم. وقال السيد في ذكر هذه الصلاة: فإذا سلمت من الرابعة فأكثر ذكر الله تعالى والصلاة على رسوله واللعن على أعدائهم ما استطعت (١) .

وروي في فضل إحياء هذه الليلة أن من أحياها فكأنما عبد الله عبادة جميع الملائكة وأجر العامل فيها يعدل سبعين سنة (٢) ومن وفق في هذه الليلة لزيارة الحسين عليه‌السلام بكربَلاءِ والمبيت عنده حتى يصبح حشره الله يوم القيامة ملطخا بدم الحسين عليه‌السلام في جملة الشهداء معه عليهم‌السلام (٣) .

اليوم العاشر: يوم استشهد فيه الحسين عليه‌السلام وهو يوم المصيبة والحزن للأئمة عليهم‌السلام وشيعتهم. وينبغي للشيعة أن يمسكوا فيه عن السعي في حوائج دنياهم وأن لايدخروا فيه شَيْئاً لمنازلهم وأن يتفرغوا فيه للبكاء والنياح وذكر المصائب وأن يقيموا مآتم الحسين عليه‌السلام كما يقيمونه لاعزِّ أولادهم وأقاربهم وأن يزوروه بزيارة عاشوراء الآتية إن شاء الله تعالى وأن يجتهدوا في سب قاتليه ولعنهم وليعزّ بعضهم بعضا قائلا: أَعْظَمَ الله اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالحُسَيْنِ عليه‌السلام وَجَعَلَنا وَإِيَّاكُمْ مِنْ الطَّالِبِينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الإمام المَهْدِيّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام (٤) (٥) .

وينبغي أن يتذاكروا فيه مقتل الحسين عليه‌السلام فيستبكي بعضهم بعضا وروي أنه لما أمر موسى عليه‌السلام بلقاء الخضر عليه‌السلام والتعلم منه كان أول ماتذاكروا فيه هو أن العالِمَ حدَّث موسى عليه‌السلام بمصائب آل محمد عليهم‌السلام فبكيا واشتد بكاؤهما.

وعن ابن عباس قال: حضرت في ذي قار عند أمير المؤمنين عليه‌السلام فأخرج صحيفة بخطه وإملاء

_________________

١ - الاقبال ٣ / ٤٦ - ٤٨ فصل ٧ من باب ١.

٢ - الاقبال ٣ / ٤٥ فصل ٧ من باب ١.

٣ - الاقبال ٣ / ٥٠ فصل ٨ من باب ١ عن الطوسي والمفيد.

٤ - عليه‌السلام - خ -.

٥ - انظر زاد المعاد: ٣٧٢ - ٣٧٤.

٣٧٤

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقرأ لي من تلك الصحيفة وكان فيها مقتل الحسين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ وأنه كيف يقتل ومن الذي يقتله ومن ينصره ومن يستشهد معه ثم بكى بكاءً شديداً وأبكاني (١) .

أقول: لم يسع المقام لايراد موجز من مقتله عليه‌السلام فمن شاء فليطالع كتبنا الخاصة في المقتل وعلى أي حال فمن سقى الناس عند قبر الحسين عليه‌السلام في هذا اليوم كان كمن سقى أعوانه عليه‌السلام في كربلا. ولقراءة التوحيد ألف مرة في هذا اليوم، فضل وروي أن الله تعالى ينظر إلى من قرأها نظر الرحمة (٢) .

وقد روى السيد لهذا اليوم دعاءً يشابه دعاء العشرات بل الظاهر أنه نفس الدعاء على بعض رواياته (٣) ، وقد روى الشيخ عن عبد الله بن سنان عن الصادق عليه‌السلام صلاة ذات أربع ركعات ودعاء يؤدَّى غدوة ولم نوردهما اختصاراً، من شاء فليطلبها من زاد المعاد (٤) . وينبغي أيضاً للشيعة الامساك عن الطعام والشراب في هذا اليوم من دون نية الصيام وأن يفطروا في آخر النهار بعد العصر بما يقتات به أهل المصائب كاللبن الخاثر والحليب ونظائرهما لا بالأغذية اللذيذة وأن يلبسوا ثياباً نظيفة ويحلوا الازرار ويكشطوا الاكمام على هيئة أصحاب العزاء.

وقال العلامة المجلسي في (زاد المعاد): والأحسن أن لا يصام اليوم التاسع والعاشر فإن بني أمية كانت تصومهما شماتة بالحسين عليه‌السلام وتبرّكا بقتله وقد افتروا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث كثيرة وضعوها في فضل هذين اليومين وفضل صيامهما. وقد روي من طريق أهل البيت عليهم‌السلام أحاديث كثيرة في ذم الصوم فيهما لا سيما في يوم عاشوراء. وكانت أيضاً بنو أُمية لعنة الله عليهم تدخر في الدار قوت سنتها في يوم عاشوراء.

ولذلك روي عن الإمام الرضا صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ قال: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا في الجنة عينه، ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادَّخر لمنزله فيه شَيْئاً لم يبارك له فيما ادَّخر وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله (٥) فينبغي أن يكف المر فيه عن أعمال دنياه ويتجرد للبكاء والنياحة

_________________

١ - انظر البحار ٤٤ / ٢٥٢ عن الامالي مع اضافات كثيرة.

٢ - الاقبال ٣ / ٨٠ فصل ١٥ من باب ١، عن الصادق عليه‌السلام .

٣ - الاقبال ٣ / ٥١ - ٥٤ فصل ٩ من باب ١. أوّله: سبحان الله والحمد لله...

٤ - مصباح المتهجّد: ٧٨٣ - ٧٨٦، زاد المعاد: ٣٨٨ - ٣٩٣. وأوّل الدعاء: اللّهمّ عذّب الفجرة...

٥ - زاد المعاد: ٣٧٢، أمالي الصدوق: المجلس ٢٧، ح ٤.

٣٧٥

وذكر المصائب ويأمر أهله بإقامة المأتم كما يقام لاعزِّ الأوّلاد والأقارب وأن يمسك في هذا اليوم من الطعام والشراب من دون قصد الصيام ويفطر آخر النهار بعد العصر ولو بشربة من الماء ولايصوم فيه إلاّ إذا وجب عليه صومه بنذر أو شبهه ولايدَّخر فيه شَيْئاً لمنزله ولايضحك ولا يقبل على اللهو واللعب ويلعن قاتلي الحسين عليه‌السلام ألف مرة قائلا: اللّهُمَّ العَنْ قَتَلَةَ الحُسَيْنِ عليه‌السلام (١) .

أقول: يظهر من كلامه الشريف أن ما يروى في فضل يوم عاشوراء من الأحاديث مجعولة مفتراة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد بسط القول مؤلف كتاب (شفاء الصدور) عند شرح هذه الفقرة من زيارة عاشوراء: اللّهُمَّ إِنَّ هذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو اُمَيَّةَ . وملخص ما قال: إن بني أُمية كانت تتبرك بهذا اليوم بصور عديدة: منها: أنها كانت تستسن ادِّخار القوت فيه وتعتبر ذلك القوت مجلبة للسعادة وسعة الرزق ورغد العيش إلى العام القادم وقد وردت أحاديث كثيرة عن أهل البيت عليهم‌السلام في النهي عن ذلك تعرضا لهم. ومنها: عدّهم هذا اليوم عيداً والتأدب فيه بآداب العيد من التوسعة على العيال وتجديد الملابس وقصّ الشارب وتقليم الأظفار والمصافحة وغير ذلك مما جرت عليه طريقة بني أُمية وأتباعهم. ومنها: الالتزام بصيامه وقد وضعوا في ذلك أخباراً كثيرة وهم ملتزمون بالصوم فيه.

الرابع: من وجوه التبرك بيوم عاشوراء ذهابهم إلى استحباب الدعاء والمسألة فيه ولاجل ذلك قد افتروا مناقب وفضائل لهذا اليوم ضمَّنوها أدعية لفقوها فعلَّموها العُصاة من الأمة ليلتبس الامر ويشتبه على الناس وهم يذكرون فيما يخطبون به في هذا اليوم في بلادهم شرفاً ووسيلة لكل نبيّ من الأنبياء في هذا اليوم كإخماد نار نمرود، وإقرار سفينة نوح على الجودي، واغراق فرعون، وإنجاء عيسى عليه‌السلام من صليب اليهود، وكما روى الشيخ الصدوق عن جبلة المكية قالت: سمعت ميثم التمار (قدس الله روحه) يقول: والله لتقتل هذه الأمة ابن نبيها في المحرم لعشرة تمضي منه وليتخذن أعداء الله ذلك اليوم يوم بركة وإن ذلك لكائن قد سبق في علم الله تعالى اعلم ذلك بعهد عهده إلى مولاي أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى أن قالت جبلة فقلت يا ميثم وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين عليه‌السلام يوم بركة؟ فبكى ميثم قدس‌سره ثم قال: سيزعمون لحديث يضعونه أنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم وإنما تاب الله على آدم عليه‌السلام في ذي الحجة، ويزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من جوف الحوت وإنما كان ذلك في ذي القعدة، ويزعمون أنه

_________________

١ - زاد المعاد: ٣٧٢.

٣٧٦

اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح عليه‌السلام على الجودي وإنما استوت في العاشر من ذي الحجة، ويزعمون أنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لموسى عليه‌السلام وإنما كان ذلك في ربيع الأول (١) .

وحديث ميثم هذا كما رايت قد صرح فيه تصريحاً وأكّد تاكيداً أن هذه الأحاديث مجعولة مفتراة على المعصومين عليهم‌السلام . وهذا الحديث هو إمارة من إمارات النبوة والإمامة، ودليل من الأدلة على صدق مذهب الشيعة وطريقتهم فالإمام عليه‌السلام قد نبأ فيه جزماً وقطعاً بما شاهدنا حدوثه حقاً فيما بعد من الفرية والكذب رأي العين فالعجب أن يلفق مع ذلك دعاء يضمِّن هذه الأكاذيب فيورده في كتابه بعض من ليس من ذوي الخبرة والاطلاع من الغافلين فينشر الكتاب بين العوام من الناس وقراءة ذلك الدعاء لاشك أنها بدعة محرمة. والدعاء هو:

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سُبْحانَ الله مِلَ المِيزانِ وَمُنْتَهى العِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ ، وفيه بعد عدة سطور ثم صل على محمد وآله عشر مرّات وقل: يا قابِلَ تَوْبَةِ آدَمَ يَوْمَ عاشُوراءَ! يا رَافِعَ إِدْرِيسَ إِلى السَّماء يَوْمَ عاشُوراءَ! يا مُسكِّنَ سَفِينَةِ نُوحٍ عَلى الجُودِيِّ يَوْمَ عاشُوراءَ ! يا غِياثَ إِبْراهِيمَ مِنَ النَّار يَوْمَ عاشُوراءَ... الخ)) ولاشك أن هذا الدعاء قد وضعه بعض نواصب المدينة أو خوارج مسقط أو أمثالهم متمما به ظلم بني أُمية. تم ملخصا ما ذكره مؤلف شفاء الصدور (٢) . وعلى كل حال فجدير أن تذكر في آخر النهار حال حرم الحسين عليه‌السلام حينئذ وبناته وأطفاله وهم أسارى بكربَلاءِ حزينات باكيات مصابات بما لم يخطر ببال أحد من الخلق ولايطيق اليراع شرحه. ولقد أجاد من قال:

فاجِعَةٌ إن أردتُ أكتبُها

مُجمَلَةً ذِكرةً لُمُدَّكِرِ

جَرتْ دُموعي فَحالَ حائِلُها

ما بينَ لَحظِ الجُفونِ والزُّبرِ

وقالَ قَلبي يَقيناً (٣) عَلَيَّ فَلا

والله ما قَد طُبِعتُ مِن حَجَرِ

بَكَتْ لَها الأَرْضُ والسَّماء

وما بَينَهُما في مَدامِعٍ حُمرِ

من از تحرير اين غم ناتوانم

كه تصويرش زده آتش بجانم

ترا طاقت نباشد از شنيدن

شنيدن كي بود مانند ديدن

ثم قم وسلم على رسول الله وعليٍّ المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن المجتبى وسائر الأئمة من ذرية سيد الشهداء عليه‌السلام وعَزِّهم على هذه المصائب العظيمة بمهجة حرى وعين عبرى وزر بهذه

_________________

١ - أمالي الصدوق: المجلس ٢٧، ح ١.

٢ - شفاء الصدور: ٢٤٨ - ٢٦٢.

٣ - أي ترحم عليَّ.

٣٧٧

الزيارة:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَلِيِّ الله (١) السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الحَسَنِ الشَّهِيدِ سِبْطِ رَسُولِ اللهِ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ البَشِيرِ النَّذِيرِ وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ الله وَابْنَ خِيَرَتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ الله وَابْنَ ثارِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوِتْرُ المَوْتُورُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمام الهادِي الزَّكِيُّ وَعَلى أَرْواحٍ حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَقامَتْ فِي جِوارِكَ وَوَفَدَتْ مَعَ زُوَّارِكَ السَّلامُ عَلَيْكَ مِنِّي مابَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، فَلَقَدْ عَظُمَتْ بِكَ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّ المُصابُ فِي المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ وَفِي أَهْلِ السَّماواتِ أَجْمَعِينَ وَفِي سُكَّانِ الأَرْضِينَ، فَإنّا للهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ وَصَلَواتُ الله وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيّاتُهُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ الطَّاهِرِينَ (٢) الطَّيِّبِينَ المُنْتَجَبِينَ وَعَلى ذَراريهِمْ الهُداةِ المَهْدِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَعَلَيْهِمْ وَعَلى رُوحِكَ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَعَلى تُرْبَتِكَ وَعَلى تُربَتِهِمْ، اللّهُمَّ لَقِّهِمْ رَحْمَةً وَرِضْوانا وَرَوْحا وَرَيْحانا. السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِالله يا بْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَيا أبْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَيا أبْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهيدُ يا أبْنَ الشَّهِيدُ يا أخَ الشَّهِيدِ يا أبا الشُّهداء. اللّهُمَّ بَلِّغْهُ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي هذا اليَوْمِ وَفِي هذا الوَقْتِ وَفِي كُلِّ وَقْتٍ تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاما، سَلامُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ يا أبْنَ سَيِّدِ العالَمِينَ وَعَلى المُسْتَشْهَدِينَ مَعَكَ سَلاماً

_________________

١ - كلمة: وليّ الله في نسخة.

٢ - الطاهرين: خ.

٣٧٨

مُتَّصِلاً مااتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ . السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّهِيدِ السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ السَّلامُ عَلى العَبّاسِ بْنِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ الشَّهِيدِ السَّلامُ عَلى الشُّهداء مِنْ وَلْدِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلى الشُّهداء مِنْ وَلْدِ الحَسَنِ السَّلامُ عَلى الشُّهداء مِنْ وَلْدِ الحُسَيْنِ السَّلامُ عَلى الشُّهداء مِنْ وَلْدِ جَعْفَرٍ وَعَقِيلٍ السَّلامُ عَلى كُلِّ مُسْتَشْهَدٍ مَعَهُمْ مِنْ المُؤْمِنِينَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَلِّغْهُمْ عَنِّي تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاما، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله أَحْسَنَ الله لَكَ العَزاءَ فِي وَلَدِكَ الحُسَيْنِ السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ أَحْسَنَ الله لَكِ العَزاءَ فِي وَلَدِكِ الحُسَيْنِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَحْسَنَ الله لَكَ العَزاءَ فِي وَلَدِكَ الحُسَيْنِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ أَحْسَنَ الله لَكَ العَزاءَ فِي أَخِيكَ الحُسَيْنِ . يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ الله أَنا ضَيْفُ الله وَضَيْفُكَ وَجارُ الله وَجارُكَ وَلِكُلِّ ضَيْفٍ وَجارٍ قِرىً وَقِرايَ فِي هذا الوَقْتِ أَنْ تَسْأَلَ الله سُبْحانَهُ وَتَعالى أَنْ يَرْزُقَنِي فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعاءِ قَرِيبٌ مُجِيبٌ (١) .

اليوم الخامس والعشرون: في هذا اليوم من السنة الرابعة والتسعين أو في اليوم الثاني عشر من السنة الخامسة والتسعين وكانت تسمى سنة الفقهاء توفي الإمام زين العابدين عليه‌السلام (٢) .

الفصل الثامن

في أعمال شهر صفر

إعلم أن هذا الشهر معروف بالنحوسة ولا شي أجدى لرفع النحوسة من الصدقة والأدعية الاستعاذات المأثورة. من أراد أن يصان مما ينزل في هذا الشهر من البَلاءِ فليقل كل يوم عشر مرّات كما روى المحدث الفيض وغيره:

_________________

١ - رواه ابن طاووس في مصباح الزائر: ٢٤٥.

٢ - نظر العدد القويّة: ٣١٥ في ذكر اليوم الخامس والعشرين.

٣٧٩

يا شَدِيدُ القُوى وَياشَدِيدَ المِحالِ (١) يا عَزِيزُ يا عَزِيزُ يا عَزِيزُ ذَلَّتْ بِعَظَمَتِكَ جَمِيعُ خَلْقِكَ، فَاكْفِنِي شَرَّ خَلْقِكَ يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفَضِّلُ يا لا إلهَ إِلاّ أَنْتَ، سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرينَ (٢) .

والسيد قد روى دعاء يدعى به عند الاستهلال (٣) .

اليوم الأوّل: فيه في السنة السابعة والثلاثين ابتدي القتال في واقعة صفين (٤) .

وفيه على بعض الأقوال في السنة الحادية والستين أدخل دمشق رأس سيد الشهداء عليه‌السلام ، فجعله بنو أُمية عيداً لهم، وهو يوم تتجدد فيه الأحزان (٥) .

كانَتْ مَآتِمُ بِالعِراقِ تَعدُّها

أَمَويةُ بالشامِ مِن أَعْيادِها

وفيه أيضاً على بعض الأقوال أو في الثالث منه في السنة الحادية والعشرين بعد المائة استشهد زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام (٦) .

اليوم الثالث: روى السيد ابن طاووس عن كتب أصحابنا الإمامية استحباب الصلاة في هذا اليوم ركعتين يقرأ في الأوّلى الحمد وسورة ( إنا فتحنا ) ، وفي الثانية الحمد والتوحيد ويصلّي بعد السلام على محمد وآله مائة ويقول مائة مرّة: اللّهُمَّ الْعَنْ آلَ أَبِي سُفْيانَ ، ويستغفر مائة مرة ثم يسأل حاجته (٧) .

اليوم السابع: استشهد فيه في سنة خمسين الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام على قول الشهيد والكفعمي وغيرهما (٨) . وكانت الشهادة في اليوم الثامن والعشرين من الشهر على قول الشيخين (٩) ، وفيه في سنة ١٢٨ كانت ولادة الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام في الأبواء، وهو منزل بين مكة والمدينة (١٠) .

اليوم العشرون: يوم الأَرْبعين وعلى قول الشيخين هو يوم ورود حرم الحسين عليه‌السلام المدينة

_________________

١ - يا شديد القوى، يا شديد المحال - خ -.

٢ - خلاصة الاذكار: ٩٦، فصل ١٠.

٣ - الاقبال ٣ / ٩٦ فصل ١ من باب ٣ أوّله: اللّهم أنت الله العليم.

٤ - انظر تاريخ الطبري ٥ / ١٠.

٥ - مصباح الكفعمي: ٥١٠، فصل ٤٢.

٦ - مصباح المتهجّد: ٧٨٧.

٧ - الاقبال ٣ / ٩٧ فصل ٢ من باب ٣.

٨ - مصباح الكفعمي: ٥١٠ فصل ٤٢.

٩ - مصباح المتهجّد للطوسي: ٧٩٠.

١٠ - رواه المفيد في المقنعة: ٤٧٦.

٣٨٠

عائدات من الشام وهو يوم ورود جابر بن عبد الله الأنصاري كربَلاءِ لزيارة الحسين وهو أول من زاره عليه‌السلام ويستحب فيه زيارته عليه‌السلام وعن الإمام العسكري عليه‌السلام قال: علامات المؤمن خمس: صلاة احدى وخمسين الفرائض والنوافل اليومية، وزيارة الأَرْبعين، والتختم في اليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (1) .

وقد روى الشيخ في (التهذيب) و (المصباح) زيارة خاصة لهذا اليوم عن الصادق عليه‌السلام سنوردها في باب الزيارات إن شاء الله.

اليوم الثامن والعشرون: من سنة إحدى عشرة يوم وفاة خاتم النبيين صلوات الله عليه وآله وقد صادفت يوم الاثنين من أيام الأسبوع باتفاق الآراء وكان له عندئذ من العمر ثلاث وستون سنة هبط عليه الوحي وله أربعون سنة ثم دعا الناس إلى التوحيد في مكة مدة ثلاث عشرة سنة ثم هاجر إلى المدينة وقد مضى من عمره الشريف ثلاث وخمسون سنة وتوفي في السنة العاشرة من الهجرة، فبدأ أمير المؤمنين عليه‌السلام في تغسيله وتحنيطه وتكفينه ثم صلى عليه ثم كان الأصحاب يأتون أفواجاً فيصلون عليه فرادى من دون إمام يأتمون به وقد دفنه أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الحجرة الطاهرة في الموضع الذي توفي فيه (2) .

عن أنس بن مالك قال: لما فرغنا من دفن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أتت إلى فاطمة عليها‌السلام فقالت: كيف طاوعتكم أنفسكم على أن تهيلوا التراب على وجه رسول الله ثم بكت وقالت: يا أبتاه أجاب ربّاً دعاه يا أبتاه من ربه ما أدناه.. الخ (3) . وعلى رواية معتبرة أنها أخذت كفّا من تراب القبر الطاهر فوضعته على عينيها وقالت:

ماذا على المُشتَمِّ تُربَة أحمدَ

أن لايَشَمَّ مَدى الزَّمانِ غَوالِيا

صُبَّتْ عَلَيَّ مَصائِبُ لَوْ أَنَّها

صُبَّتْ عَلى الأيامِ صِرْنَ لَيالِيا (4)

وروى الشيخ يوسف الشّامي في كتاب الدّرّ النظيم أنها قالت في رثاء أبيها:

قُلْ لِلمُغَيَّبِ تَحْتَ أَثْوابِ (5) الثَّرى

إن كُنْتَ تَسْمَعُ صَرخَتي ونِدائِيا

صُبَّت عَليَّ مَصائِبُ لَو أَنَّها

صُبَّتْ على الاَيامِ صِرْنَ لَيالِيا

_________________

1 - مصباح المتهجّد: 787.

2 - الارشاد 1 / 189 وانظر البحار 22 / 503 عن كشف الغمّة.

3 - رواه الحاكم في المستدرك 1 / 382 مع اختلاف في الالفاظ.

4 - رواه الشهيد الثاني في مسكّن الفؤاد المطبوع ضمن المصنّفات الاربعة: 95، فصل في النوح. وفيه: ماذا على من شمّ.

5 - أطباق: خ.

٣٨١

قَد كُنْتُ ذاتَ حِمىً بظِلِّ مُحَمَّدٍ

لا أخشَ من ضَيمٍ وكانَ حِمالِيا (1)

فَاليومَ أَخضعُ لِلذَّلِيلِ وأتَّقي

ضَيمِي وَأَدفعُ ظالِمي بِردائِيا

فَإذا بَكتْ قَمَريّةٌ في لَيلِها

شَجَنا على غُصنٍ بَكيتُ صَباحِيا

فَلاجعَلَنَّ الحُزنَ بَعدَكَ مُؤنِسي

ولا جعَلنَّ الدَّمعَ فِيكَ وِشاحِيا (2)

اليوم الأخير من الشهر: فيه في سنة ثلاث ومائتين على رواية الطبرسي وابن الأثير استشهد الإمام الرضا عليه‌السلام بعنب دس فيه السم وكان له من العمر خمس وخمسون سنة (3) وقبره الشريف في بيت حميد بن قحطبة في قرية سناباد بأرض طوس وفي ذلك البيت دفن الرشيد أيضاً (4) .

الفصل التاسع

في شهر ربيع الأول

الليلة الأولى: فيها في السنة الثالثة عشرة من البعثة هاجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من مكة إلى المدينة المنورة فاختبأ هذه الليلة في غار ثور وفاداه أمير المؤمنين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ بنفسه فنام في فراشه غير مجانب سيوف قبائل المشركين وأظهر بذلك على العالمين فضله ومواساته وإخاءه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فنزلت فيه الآية: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرضاةِ اللهِ ) (5) .

اليوم الأول: قال العلماء يستحب فيه الصيام شكراً لله على ماأنعم من سلامة النبي وأمير المؤمنين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِما، ومن المناسب زيارتهما عليهما‌السلام في هذا اليوم (6) .

وقد روى السيد في (الاقبال) دعاءً لهذا اليوم (7) وفيه كانت وفاة الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام على قول الشيخ والكفعمي (8) والمشهور على أنّها في اليوم الثامن (9) . ولعل في هذا اليوم كان بدء مرضه عليه‌السلام .

اليوم الثامن: سنة مائتين وستين توفي الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام فنصب صاحب

_________________

1 - في المصدر: جماليا.

2 - الدر النظيم: 198.

3 - أعلام الورى: 328، الكامل في التاريخ 6 / 351.

4 - رواه المفيد في الارشاد 2 / 271.

5 - زاد المعاد: 403.

6 - زاد المعاد: 404.

7 - الاقبال 3 / 111 فصل 2 من باب 4. أوّله: اللّهمّ لا اله إلّا أنت...

8 - مصباح المتهجّد: 791، ومصباح الكفعمي: 510، فصل 42.

9 - زاد المعاد: 404.

٣٨٢

الأمر عليه‌السلام إماماً على الخلق ومن المناسب زيارتهما عليهما‌السلام في هذا اليوم (1) .

اليوم التاسع: عيد عظيم وهو عيد البقر وشرحه طويل مذكور في محله (2) .

وروي أن من أنفق شَيْئاً في هذا اليوم غفرت ذنوبه. وقيل يستحب في هذا اليوم إطعام الاخوان المؤمنين وإفراحهم والتوسُّع في نفقة العيال ولبس الثياب الطيِّبة وشكر الله تعالى وعبادته. وهو يوم زوال الغموم والأحزان وهو يوم شريف جداً (3) ، واليوم الثامن من الشهر كان يوم وفاة الامام الحسن العسكري عليه‌السلام ، فهذا اليوم يكون أوّل يوم من عصر امامة صاحب العصر أرواح العالمين له الفداء، وهذا ممّا يزيد اليوم شرفاً وفضلاً (4) .

اليوم الثاني عشر: ميلاد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله علي رأي الكليني والمسعودي وهو المشهور لدى العامة ويستحب فيه الصلاة ركعتان في الأولى بعد الحمد، ( قل يا أيُّها الكافرون ) ثلاثاً، وفي الثانية التوحيد ثلاثاً. وفي هذا اليوم دخل صلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة مهاجراً من مكة (6) .

وقال الشيخ إن في مثل هذا اليوم في سنة اثنتين وثلاثين ومائة انقضت دولة بني مروان (7) .

اليوم الرابع عشر: سنة أربع وستين مات يزيد بن معاوية فأسرع إلى دركات الجحيم (8) وفي كتاب (اخبار الدول) أنه مات مصاباً بذات الجنب في حوران فأتي بجنازته إلى دمشق ودفن في الباب الصغير وقبره الان مزبلة وقد بلغ عمره السابعة والثلاثين ودامت خلافته ثلاث سنين وتسعة أشهر انتهى (9) .

الليلة السابعة عشرة: ليلة ميلاد خاتم الأنبياء (صلوات الله عليه) وهي ليلة شريفة جداً وحكى السيد قولاً بأن في مثل هذه الليلة أيضاً كان معراجه قبل الهجرة بسنة واحدة (10) .

اليوم السابع عشر: ميلاد خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على المشهور بين الإمامية والمعروف أن ولادته كانت في مكة المعظمة في بيته عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل (11) في عهد أنوشروان العادل. وفي هذا اليوم الشريف أيضاً في سنة ثلاث وثمانين ولد الإمام

_________________

1 - زاد المعاد: 404، الارشاد 2 / 336، تاريخ مواليد الائمّة ووفياتهم لابن الخشاب: 42 ضمن مجموعة نفيسة.

2 - انظر زاد المعاد: 404.

3 - زاد المعاد: 411.

4 - الاقبال 3 / 114 فصل 3 من باب 4.

5 - الكافي 1 / 439. أمّا المسعودي في مروج الذهب 2 / 274 قال: كان مولده عليه الصلاة والسلام لثمان خلون من ربيع الاوّل.

6 - الاقبال 3 / 116 فصل 6 من باب 4.

7 - مصباح المتهجّد: 791.

8 - مصباح المتهجّد: 791.

9 - أخبار الدول وآثار الأول 2 / 14.

10 - الاقبال 3 / 118 فصل 9 من باب 4.

11 - الاقبال 3 / 122 فصل 11 من باب 4.

٣٨٣

جعفر الصادق عليه‌السلام فزاده فضلاً وشرفاً (1) . والخلاصة أن هذا اليوم يوم شريف جداً وفيه عدة أعمال:

الأول: الغسل (2) .

الثاني: الصوم وله فضل كثير وروي أن من صامه كتب له صيام سنة (3) . وهذا اليوم هو أحد الأيام الأَرْبعة التي خصّت بالصيام بين أيام السنة.

الثالث: زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قرب أو عن بعد (4) .

الرابع: زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام بما زار به الصادق عليه‌السلام وعلمه محمد بن مسلم من ألفاظ الزيارة، وستأتي في باب الزيارات إن شاء اللهِ ص 469.

الخامس: أن يصلي عند ارتفاع النهار ركعتين يقرأ في كل ركعة بعد الحمد سورة ( إنا أنزلناه ) «عشر مرات» والتوحيد «عشر مرات»، ثم يجلس في مصلاه ويدعو بالدعاء: اللّهُمَّ أَنْتَ حَيُّ لاتَمُوتُ ... الخ وهو دعاء مبسوط لم أجده مسنداً إلى المعصوم لذلك رايت أن أتركه رعاية للاختصار فمن شاء فليطلبه من زاد المعاد (5) .

السادس: أن يعظم المسلمون هذا اليوم ويتصدقون فيه ويعملوا الخير ويسرّوا المؤمنين ويزوروا المشاهد الشريفة (6) . والسيد في الاقبال قد بسط القول في لزوم تعظيم هذا اليوم وقال وجدت النّصارى وجماعة من المسلمين يعظّمون مولد عيسى عليه‌السلام تعظيماً لا يعظمون فيه احداً من العالمين وتعجبت كيف قنع من يعظم ذلك المولد من أهل الإسلام كيف يقنعون أن يكون مولد نبيهم الذي هو أعظم من كل نبي دون مولد واحد من الأنبياء (7) .

الفصل العاشر

في شهر ربيع الثاني، وجمادى الأولى، وجمادى الآخِرة

قد خص السيد ابن طاووس غُرَّة كل من هذه الشهور الثلاثة بدعاء (8) ، وقال الشيخ

_________________

1 - اعلام الورى: 266.

2 - زاد المعاد: 413.

3 - زاد المعاد: 413.

4 - زاد المعاد: 413.

5 - زاد المعاد: 432.

6 - الاقبال 3 / 122 فصل 11 من باب 4.

7 - الاقبال 3 / 142 فصل 14 من باب 4.

8 - الاقبال 3 / 145 و 151 و 157 في فصل 1 من ابواب 5 و 6 و 7.

٣٨٤

المفيد رحمه‌الله إن في اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني سنة مائتين واثنتين وثلاثين ولد الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام وهو يوم شريف جداً ويستحب فيه الصيام شكراً لله على هذه النعمة العظمى (1) . والمناسب في الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، من جمادى الأولى زيارة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وإقامة مأتمها فقد روي بسند صحيح أنها عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً وقد كانت وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الثامن والعشرين من صفر على المشهور فيلزم أن تكون وفاتها عليها‌السلام في أحد هذه الأيام الثلاثة (2) .

وفي يوم النصف منه سنة ست وثلاثين فتح أمير المؤمنين عليه‌السلام البصرة وفيه كانت ولادة الإمام زين العابدين عليه‌السلام وزيارة هذين الإمامين عليهما‌السلام في هذا اليوم مناسبة (3) .

وأما اعمال شهر جمادي الآخِرة فهي: أن يصلي كما روى السيد بن طاووس: أربع ركعات أي بسلامين في أي وقت شاء من الشهر يقرأ الحمد في الأولى مرّة وآية الكرسي مرّة و (إنا أنزلناه) خمساً وعشرين مرة وفي الثانية الحمد مرة و ( ألهاكم التكاثر ) مرة و ( قل هو الله أحد ) خمساً وعشرين مرة، وفي الثالثة الحمد مرة و ( قل يا أيّها الكافرون ) مرة و ( قل أعوذ برب الفلق ) خمساً وعشرين مرة وفي الرابعة الحمد مرة و ( إذا جاء نصر الله والفتح ) مرة و ( قل أَعوذ برب الناس ) خمساً وعشرين مرة، ويقول بعد السلام من الرابعة سبعين مرة: سُبحانَ الله وَالحَمْدُ لله وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ ، وسبعين مرة: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، ثم يقول ثلاثاً: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ . ثم يسجد ويقول في سجوده ثلاث مرات: يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، ثم يسأل الله حاجته يصان من فعل ذلك في نفسه وماله وأهله وولده ودينه ودنياه إلى مثلها في السنة القادمة، وإن مات في تلك السنة مات على الشهادة أي كان له ثواب الشهداء (4) .

اليوم الثالث من الشهر سنة إحدى عشرة توفيت فاطمة صلوات الله عليها فينبغي أن يقيم الشيعة عزاءها ويزوروها ويلعنوا ظالميها وغاصبي حقها وان السيد ابن طاووس في (الاقبال) قد ذكر وفاتها في هذا اليوم ثم ذكر لها هذه الزيارة: السَّلامُ عَليكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ الحُجَجِ عَلى النّاسِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَظْلومَةُ

_________________

1 - حدائق الرياض للمفيد كما عنه السيّد في الاقبال 3 / 149 فصل 2 من باب 5.

2 - زاد المعاد: 455.

3 - زاد المعاد: 455 عن المفيد والطوسي.

4 - زاد المعاد: 456، الاقبال 3 / 160 فصل 2 من باب 7.

٣٨٥

المَمْنُوعَةُ حَقَّها . ثم يقول: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمَتِكَ وَابْنَةِ نَبِيِّكَ وَزَوْجَةِ وَصِيِّ نَبِيِّكَ صَلاةً تُزْلِفُها فَوْقَ زُلْفى عِبادِكَ المُكَرَّمِينَ مِنْ أَهْلِ السَّماوات وَأَهْلِ الأَرْضِينَ . فقد روي أن من زارها بهذه الزيارة وإستغفر الله غفر الله له وأدخله الجنة (1) . أقول: قد أورد هذه الزيارة نجل السيد ابن طاووس أيضاً في كتاب زوائد الفوائد وقال: إنها تخص يوم وفاتها عليها‌السلام وهو الثالث من جمادى الآخِرة . وقال في كيفية الزيارة تصلي صلاة الزّيارة أو صلاتها عليها‌السلام وهي ركعتان تقرأ في كل منهما بعد الحمد سورة (قل هو الله أحد) ستين مرة فإن لم تقدر فاقرأ بعد الحمد في الأولى ( قل هو الله أحد ) وفي الثانية: ( قل يا أيّها الكافرون ) فإذا سلمت فقل: السَّلامُ عَلَيْكِ. .. إلى آخر الزيارة (2) .

اليوم العشرون: ولدت فيه فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بعد البعثة بخمس سنين أو سنتين (3) ويناسب فيها عدّة أعمال:

الأول: الصيام (4) .

الثاني: الخيرات والصَّدقات على المؤمنين (5) .

الثالث: زيارة سيدة نساء الدنيا والآخِرة وستأتي صفة زيارتها عليها‌السلام ص 407.

الفصل الحادي عشر

في اعمال عامة الشهور، وأعمال النيروز،

وأعمال الأشهر الرومية

وأمّا أعمال عامة الشهور فعديدة:

أولها: الدعاء عند رؤية الهلال بالأدعية المأثورة وأفضلها الدعاء الثالث والأَرْبعون من الصحيفة الكاملة المذكور في خلال أعمال غرة شهر رمضان ص 290.

الثاني: قراءة الحمد سبع مرات لدفع وجع العين (6) .

_________________

1 - الاقبال 3 / 161 فصل 3 من باب 7.

2 - الاقبال 3 / 166 فصل 6 من باب 7 وفيه: فاذا سلّمت قلت: اللّهمّ إنّي أتوجّه اليك...

3 - مصباح المتهجّد: 793.

4 - زاد المعاد: 457.

5 - مسارّ الشيعة: 54.

6 - انظر البحار 92 / 231 ح 13 و 257 ح 50.

٣٨٦

الثالث: أكل شي من الجبن وروي أن من يعتد أكله رأس الشّهر أو شك أن لاتردّ له حاجة (1) .

الرابع: أن يصلِّي في الليلة الأولى من الشهر ركعتين يقرأ بعد الحمد في كل منهما سورة الأنعام ويسأل الله أن يكفيه كل خوف ووجع وأن لا يرى في ذلك الشهر ما يكرهه (2) .

الخامس: أن يصلي في أول يوم من الشهر ركعتين يقرأ في الأولى بعد الحمد، التوحيد ثلاثين مرّة وفي الثانية بعد الحمد، القدر ثلاثين مرة ثم يتصدق بما تيسر فإذا فعل ذلك فقد اشترى السَّلامة في ذلك الشهر. وزاد في بعض الرّوايات وتقول إذا فرغت من الرّكعتين:

( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَما مِنْ دابَةٍ فِي الأَرْضِ إِلاّ عَلى الله رِزْقُها وَيَعلَمُ مُستَقرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌ فِي كتابٍ مُبينٍ ) (3) .

( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَإِن يَمسَسْكَ الله بِضُرٍ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (4) . بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: سَيَجْعَلُ الله بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً. ماشاءَ الله لاقُوَّةَ إِلاّ بِالله حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلى الله إِنَّ الله بَصِيرٌ بِالعِبادِ، لا إلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إلى مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ، رَبِّ لاتَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الوارِثِينَ.

وأمّا أعمال يوم النيروز فهي: ماعلّمها الصادق عليه‌السلام معلى بن خنيس قال: إذا كان يوم النيروز فاغتسل والبس أنظف ثيابك وتطيب بأطيب طيبك وتكون ذلك اليوم صائماً فإذا صليت النوافل والظهر فصل بعد ذلك أربع ركعات أي بسلامين تقرأ في أول ركعة فاتحة الكتاب وعشر مرات إنا أَنزلناه وفي الثانية فاتحة الكتاب وعشر مرات ( قل يا أَيّها الكافرون ) وفي الثالثة فاتحة الكتاب وعشر مرات ( قل هو الله أحد ) وفي الرابعة فاتحة الكتاب وعشر مرات ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) وتسجد بعد فراغك من الركعات

_________________

1 - بحار الانوار 97 / 133 عن الصادق عليه‌السلام مع اختلاف قليل لفظي.

2 - بحار الانوار 97 / 133 عن الصادق عليه‌السلام مع اختلاف قليل لفظي.

3 - هود: 11 / 6.

4 - يونس: 10 / 107.

5 - بحار الانوار 97 / 133 عن الجواد عليه‌السلام .

٣٨٧

فتقول:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأَوْصِياء المَرْضِيِّينَ وَعَلى جَمِيعِ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ وَبارِكْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكاتِكَ وَصَلِّ عَلى أَرْواحِهِمْ وَاجْسادِهِمْ، اللّهُمَّ بارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ لَنا فِي يَوْمِنا هذا الَّذِي فَضَّلْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَشَرَّفْتَهُ وَعَظَّمْتَ خَطَرَهُ، اللّهُمَّ بارِكْ لِي فِيما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ حَتّى لاأَشْكُرَ أَحَداً غَيْرَكَ وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ، اللّهُمَّ ماغابَ عَنِّي فَلا يَغِيبَنَّ عَنِّي عَوْنُكَ وَحِفْظُكَ وَما فَقَدْتُ مِنْ شَيْءٍ فَلا تُفْقِدْنِي عَوْنَكَ عَلَيْهِ حَتّى لا أتَكَلَّفَ مالا أَحْتاجُ إِلَيْهِ، يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ . يغفر لك ذنوب خمسين سنة وتكثر من قولك: يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ (1) (2) .

وأما أعمال الشهور الرومية فنقتصر منها هنا على ما في كتاب زاد المعاد : روى السيد الجليل علي بن طاووس (رض) أن قوماً من الأصحاب كانوا جلوساً إذ دخل عليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسلم عليهم فردوا عليه‌السلام . فقال: ألا أعلّمكم دواءً علمني جبرائيل عليه‌السلام حيث لا أحتاج إلى دواء الأطباء؟ وقال علي عليه‌السلام وسلمان وغيرهم: وما ذلك الدواء فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : تأخذ من ماء المطر بنيسان وتقرأ عليه كلاًّ من فاتحة الكتاب وآية الكرسي و ( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) و ( قل يا أيها الكافرون ) سبعين مرة، وزادت رواية أخرى سورة ( إنا أنزلناه ) أيضاً سبعين مرة والله أكبر سبعين مرة ولا إِلهَ إِلاّ الله سبعين مرة وتصلي على محمد وآل محمد سبعين مرة وتشرب من ذلك الماء غدوة وعشية سبعة أيام متواليات. والذي بعثني بالحق نبياً إنّ جبرائيل عليه‌السلام قال: إن الله يرفع عن الذي يشرب هذا الماء كل داء في جسده ويعافيه ويخرج من جسده وعظمه وجميع أعضائه ويمحو ذلك من اللّوح المحفوظ. والذي بعثني بالحق نبياً إن لم يكن له ولد بعد فشرب من ذلك الماء كان له ولد وإن كانت المراة عقيما وشربت من ذلك الماء رزقها الله ولداً وإن أحببت أن تحمل بذكر أو أنثى

_________________

1 - روي في كتب غير مشهورة استحباب الاكثار من هذا الدعاء ساعة تحوّل الشمس الى برج الحمل، وقيل: يقرأ 366 مرّة: يا محوّل الحول والاحوال حوّل حالنا الى احسن الحال. وعلى رواية اخرى: يا مقلّب القلوب والابصار، يا مدبّر الليل والنهار، يا محوّل... الخ، كذا في زاد المعاد: ص 531. (منه).

2 - زاد المعاد: 530.

٣٨٨

حملت وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى: ( يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرانا وإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً ) (1) . ثم قال عليه‌السلام : وإن كان به صداع فشرب من ذلك يسكن عنه الصداع بإذن اللهِ، وإن كان به وجع العين يقطر من ذلك الماء في عينيه ويشرب منه ويغسل به عينه، ويشدّ أصول الأسنان ويطيب الفم ولايسيل من أصول الأسنان اللعاب ويقطع البلغم ولايتخم إذا أكل وشرب ولايتأذى بالريح (من القولنج وغيره) ولايشتكي ظهره ولاينجع بطنه ولا يخاف من الزكام ووجع الضّرس ولايشتكي المعدة ولا الدُّود ولا يحتاج إلى الحجامة ولايصيبه البواسير ولايصيُبه الحكة ولا الجدري ولا الجنون ولا الجذام ولا البرص ولا الرعاف ولا القي ولايصيبه عمىً ولا بكمٌ ولا خرسٌ ولا صممٌ ولا مقعد ولا يصيبه الماء الأسود في عينيه ولايصيبه داء يفسد عليه صومه وصلاته ولايتأذى بوسوسة الجن ولا الشياطين .

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال جبرائيل عليه‌السلام : إنه من شرب من ذلك ثم كان به جميع الأوجاع التي تصيب الناس فإنه شفاء له من جميع الأوجاع فقال جبرائيل عليه‌السلام والذي بعثك بالحق من يقرأ هذه الآيات على هذا الماء فيشرب منه ملأ الله تعالى قلبه نوراً وضياءً ويُلقي الالهام في قلبه ويجري الحكمة على لسانه ويحشو لُبَّه من الفهم والبصيرة وأعطاه من الكرامات مالم يعط أحداً من العالمين ويرسل عليه ألف مغفرة وألف رحمة ويخرج الغش والخيانة والغيبة والحسد والبغي والكبر والحرص والغضب من قلبه والعداوة والبغضاء والنميمة والوقيعة في الناس، وهو الشفاء من كل داء.

أقول: هذه الرواية المشهورة ينتهي سندها إلى عبد الله بن عمر ولأجل ذلك يكون السند ضعيفاً وإنّي قد وجدت هذه الرواية بخط الشيخ الشهيد مروية عن الصادق عليه‌السلام بنفس هذه الآثار ولكن ترتيب الآيات فيها كما يلي: تقرأ على ماء المطر في نيسان فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، و ( قل يا أيّها الكافرون ) ، و ( سبح اسم ربك الأعلى ) ، و ( قل أعوذ برب الفلق ) ، و ( قل أعوذ برب الناس ) ، وقل هو الله أحد كلا منها سبعين مرة، وتقول: سبعين مرة: لا إِلهَ إِلاّ اللهِ ، وسبعين مرة: الله أَكْبَرُ، وسبعين مرة: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وسبعين مرة: سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ ، وقد ذكر فيها في آثاره أنه إذا كان مسجوناً فشرب من ذلك الماء نجا من السجن وأنه لم يغلب على طبعه البرودة،

_________________

1 - الشورى: 42 / 50.

٣٨٩

وقد وردت في هذه الرواية أيضاً أكثر تلك الآثار المذكورة في الرّواية السالفة . وماء المطر ماء مبارك ذو منافع سواء مطر في نيسان أو في غيره من الشهور كما في الحديث المعتبر عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال: إشربوا من ماء السماء فإنه مطهر لأبدانكم ومزيل للداء كما قال تعالى: ( وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماء ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رجْزَ الشَّيْطانِ وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الاَقْدامَ ) (1) . وإذا اجتمع قوم لهذا الدعاء فالأحسن أن يستوفي كل واحد منهم قراءة كل من تلك السورة والأذكار سبعين مرة والنَّفع لمن قرأها بنفسه أَعظم والأجر أوفر، وشهر نيسان يبدأ في هذه السنين عند مضي ثلاثة وعشرين يوماً تقريباً من النيروز وهو ثلاثون يوماً .

وعن الصادق عليه‌السلام قال: لا تدع الحجامة في سبع حزيران فإن فاتك فالأَرْبع عشرة، ويبدأ شهر حزيران عند مضي أربعة وثمانين يوماً تقريباً من النيروز وهو أيضاً ثلاثون يوماً وهو شهر نحس كما روي أن الصادق عليه‌السلام ذكر عنده حزيران فقال: هو الشهر الذي دعا فيه موسى عليه‌السلام على بني إسرائيل فمات في يوم وليلة من بني إسرائيل ثلاثمائة ألف من الناس.

وأيضاً بسند معتبر عنه عليه‌السلام قال: إن الله تعالى يقرب الآجال في شهر حزيران أي يكثر فيه الموت.

واعلم أنّ الشهور الرومية شهور شمسية يؤخذ حسابها من مسير الشمس وهي اثنا عشر شهراً كما يلي: تشرين الأول، تشرين الثاني، كانون الأول، كانون الثاني، شباط، آذار، نيسان، أيّار، حزيران، تموز، آب، أيلول. وهم يعتبرون كلاًّ من الشهور الأَرْبعة: (تشرين الثاني) و (نيسان) و (حزيران) و (أيلول) ثلاثين يوماً والشهور الباقية كلاًًّ منها واحداً وثلاثين يوماً سوى شهر شباط الذي يختلف عدد أيّامه فيعتبر ذا ثمانية وعشرين يوماً في ثلاث سنين متوالية وفي السنة الرابعة وهي سنة كبيستهم (2) يُحسب له تسعة وعشرون يوماً وسنتهم ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً وربع يوم، وغرة تشرين الأول وهي مبدأ سنتهم توافق في هذه السنين يوم اجتياز الشمس الدرجة التاسعة عشرة من برج الميزان. وتفصيل ذلك في كتاب (بحار الأنوار) ونحن قد أوردنا هذا الموجز لكون هذه الشهور مذكورة في الاخبار انتهى (3) .

_________________

1 - الانفال: 8 / 11.

2 - لمعرفة السنة الكبيسة تقسّم عدد السنين التي أنت فيها على الرقم 4 فإن خرج حاصل القسمة دون باقٍ فالسنة كبيسة، وإن بقي شيء فالسنة عادية مثلاً: 1984 تقسيم 4 يكون الخارج 496 دون باقٍ، فالسنة كبيسة، وشباط فيها 29 يوماً.

3 - زاد المعاد: 532 - 535.

٣٩٠

الباب الثالث

في الزيارات

ويحتوي على مقدمة وفصول وخاتمة:

المقدمة في آداب السفر

إذا أردت الخروج إلى السفر فينبغي لك أن تصوم الأَرْبعاء والخميس والجمعة، وأن تختار من أيام الأسبوع يوم السبت أو يوم الثلاثاء أو يوم الخميس، واجتنب السفر في يوم الاثنين والأَرْبعاء، وقبل الظهر من يوم الجمعة.

هفت روزي نحس باشد در مهى

زان حذر كن تا نيابي هي چ رنج

سه وپنج وسيزده با شانزده

بيست ويك با بيست و چار وبيست وپنج

واجتنب السفر في اليوم الثالث من الشهر والخامس منه والثالث عشر والسادس عشر والحادي والعشرين (1) والرابع والعشرين والخامس والعشرين، ولا تسافر في محاق الشهر ولا إذا كان القمر في برج العقرب وإن دعت ضرورة إلى الخروج في هذه الأحوال والأوقات فليدع المسافر بدعوات السفر ويتصدق ويخرج متى شاء (2) .

وروي أن رجلاً من أصحاب الباقر عليه‌السلام أراد السفر فأتاه ليودعه فقال له: إنّ أبي علي بن الحسين عليه‌السلام كان إذا أراد الخروج إلى بعض أمواله اشترى السلامة من الله عزَّ وجلَّ بما تيسر، أي بالصدقة بما تيسر له ويكون ذلك إذا وضع رجله في الركاب وإذا سلمه الله وعاد من سفره حمد الله وشكره أيضاً بما تيسر له فودعه الرجل ومضى ولم يعمل بما وصاه الباقر عليه‌السلام فهلك في الطريق فأتى الخبر الباقر عليه‌السلام فقال: قد نُصح الرجل لو كان قَبِلَ (3) .

وينبغي أن تغتسل قبل التّوجه ثم تجمع أهلك بين يديك وتصلي ركعتين وتسأل الله الخيرة وتقرأ آية الكرسي وتحمد الله وتثني عليه وتصلي على النبي وآله (صَلَواتُ الله عَليَهم) وتقول:

اللّهُمَّ إِنِّي اسْتَوْدِعُكَ اليَوْمَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي وَوُلْدِي وَمَنْ كانَ مِنِّي بِسَبِيلِ الشَّاهِدَ

_________________

1 - وفي بعض الروايات أنّه يحسن السفر في اليوم الحادي والعشرين من الشهر ولا يحسن في الثامن منه ولا في الثالث والعشرين منه. رواه ابن طاووس في مصباح الزائر: 27.

2 - مصباح الزائر لابن طاووس: 26 - 27 فصل 1.

3 - المحاسن البرقي 2 / 86 ح 1226 - 1227.

٣٩١

مِنْهُمْ وَالغائِبَ، اللّهُمَّ احْفَظْنا بِحِفْظِ الإيْمانِ وَاحْفَظْ عَلَيْنا، اللّهُمَّ اجْعَلْنا (1) فِي رَحْمَتِكَ وَلاتَسْلُبْنا فَضْلَكَ إِنَّا إِلَيْكَ راغِبُونَ، اللّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعَثاءِ (2) السَّفَرِ وَكَآبَةِ المُنْقَلَبِ وَسُوءِ المَنْظَرِ فِي الأهْلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ هذا التَّوجُّهِ طَلَباً لِمَرْضاتِكَ وَتَقَرُّباً إِلَيْكَ اللهم (3) فَبَلِّغْنِي مااُؤَمِّلُهُ وَأَرْجُوهُ فيكَ وَفِي أَوْلِيائِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم ودع أهلك وانهض وقف بالباب فسبح الله بتسبيح الزهراء عليها‌السلام وإقرأ سورة الحمد أمامك وعن يمينك وعن شمالك وكذلك آية الكرسي وقل:

اللّهُمَّ إِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي وَعَلَيْكَ خَلَّفْتُ أَهْلِي وَمالِي وَماخَوَّلْتَنِي وَقَدْ وَثِقْتُ بِكَ فَلا تُخَيِّبْنِي يا مَنْ لايُخَيِّبُ مَنْ أَرادَهُ وَلايُضَيِّعُ مَنْ حَفِظَهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاحْفَظْنِي فيما غِبْتُ عَنْهُ وَلاتَكِلْنِي إِلى نَفْسِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، الدعاء. ثم اقرأ سورة ( قل هو الله أحد ) إحدى عشرة مرة (4) وسورة ( إنا أَنزلناه ) وآية الكرسي وسورة ( قل أعوذ برب الناس ) و ( قل أعوذ برب الفلق ) ثم أمرر بيدك على جميع جسدك وتصدق بما تيسر وقل: اللّهُمَّ إِنِّي اشْتَرَيْتُ بِهِذِهِ الصَّدَقَةِ سَلامَتِي وَسَلامَةَ سَفَرِي وَمامَعِي اللّهُمَّ احْفَظْنِي وَاحْفَظْ مامَعِي وَسَلِّمْنِي وَسَلِّمْ مامَعِي وَبَلِّغْنِي وَبَلِّغْ مامَعِي بِبَلاغِكَ الَحَسَن الجَمِيلِ . وتأخذ معك عصاً من شجر اللوز المر فقد روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: من خرج إلى السفر ومعه عصى لوز مر وتلا قوله تعالى: ( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ ... إلى... وَالله عَلى مانَقُولُ وَكِيلٌ ) وهو في سورة القصص (5) ، آمّنه الله تعالى من كل سبعٍ ضارٍ ومن كل لصٍ عادٍ ومن كل ذات حمةٍ حتى يرجع إلى منزله وكان معه سبع وسبعون من المعقبات الملائكة يستغفرون له حتى يرجع ويضعها (6) .

ويستحب أن يخرج معتما متحنكا لكي لايصيبه السرق ولا الغرق ولا الحرق وتأخذ معك شَيْئاً من تربة الحسين عليه‌السلام وقل إذا أخذتها: اللّهُمَّ هذِهِ طِينَةُ قَبْرِ الحُسَيْنِ عليه‌السلام وَلِيِّكَ

_________________

1 - اجمعنا - خ -.

2 - الوعثاء: التعب.

3 - اللّهمّ: خ.

4 - في مصباح الزائر: عشر مرّات.

5 - القصص: 28 / 22 - 28.

6 - مصباح الزائر: 28 - 33 مع اضافات.

٣٩٢

وَابْنِ وَلِيِّكَ اتَّخّذْتُها حِرْزاً لِما أَخافُ وَما لاأَخافُ (1) . وخذ معك خاتم العقيق والفيروزج، والأحسن أن يكون العقيق أصفر منقوشاً على أحد وجهيه: ماشاءَ الله لاقُوَّةَ إِلاّ بِالله أسْتَغْفِرُ اللهِ ، وعلى الوجه الثاني: مُحَمَّد وَعلي .

روى السيد ابن طاووس في أمان الاخطار عن أبي محمد قاسم بن علا عن الصافي خادم الإمام علي النقي عليه‌السلام قال: استأذنته في الزيارة إلى طوس فقال لي: يكون معك خاتم فصة عقيق أصفر عليه: ما شاءَ الله لا قُوَّةَ إِلاّ بالله أستغفرُ اللهِ ، وعلى الجانب الآخِر: محمد وعلي ، فإنه أمان من القطع وأَتم للسلامة وأصون لدينك. قال فخرجت وأخذت خاتما على الصفة التي أمرني بها ثم رجعت إليه لوداعه فودعته وانصرفت فلما بعدت أمر بردي فرجعت إليه فقال: يا صافي فقلت: لبيك يا سيدي قال: ليكن معك خاتم آخر من فيروزج فآنه يلقاك في طريقك أسد بين طوس ونيشابور فيمنع القافلة من المسير فتقدم إليه وأره الخاتم وقل له: مولاي يقول لك تنح عن الطريق، ثم قال ليكن نقشه: الله الملك ، وعلى الجانب الآخِر: المُلكُ للهِ الواحِدِ القَهَّارِ ، فإنه خاتم أمير المؤمنين عليه‌السلام كان عليه: الله المَلِكُ ، فلما ولي الخلافة نقش على خاتمه: المُلكُ للهِ الواحد القهار ، وكان فصه فيروزج: وهو أمان من السباع خاصة وظفر في الحرب.

قال الخادم فخرجت في سفري ذلك فلقيني والله السبع فقلت ما أُمرت به فلما رجعت حدثته فقال لي بقيت عليك خصلة لم تحدثني بها إن شئت حدثتك بها فقلت يا سيدي أذكر عَلَيَّ لعلّي نسيتها فقال: نعم بتَّ ليلة بطوس عند القبر فصار إلى القبر قوم من الجن لزيارته فنظروا إلى الفص في يدك وقرأوا نقشه فأخذوه عن يدك وصاروا به إلى عليل لهم وغسلوا الخاتم بالماء وسقوه ذلك الماء فبري، وردوا الخاتم إليك وكان في يدك اليمنى فصيروه في يدك اليسرى فكثر تعجبك من ذلك ولم تعرف السبب فيه ووجدت عند رأسك حجراً يا قوتاً فأخذته وهو معك فاحمله إلى السوق فإنك ستبيعه بثمانين ديناراً وهو هدية القوم إليك فحملته إلى السوق فبعته بثمانين ديناراً، كما قال سيدي عليه‌السلام (2) .

وعن الصادق عليه‌السلام قال من قرأ آية الكرسي في السفر في كل ليلة سَلِمَ وسَلِمَ ما معه (3) ويقول: اللّهُمَّ اجْعَلْ مَسِيري عِبَراً وَصَمْتِي تَفَكُّراً وَكَلامِي ذِكْراً (4) .

_________________

1 - مصباح الزائر: 34.

2 - الامان: 48، فصل 3.

3 - من لا يحضره الفقيه 2 / 177 باب 72.

4 - من لا يحضره الفقيه 2 / 274 باب 74 عن أحدهما عليهما‌السلام ح 2421.

٣٩٣

وعن الإمام زين العابدين عليه‌السلام قال: لا أبالي إذا قلت هذه الكلمات أن لو اجتمع عليَّ الجن والإنس: بِسْمِ الله وَبِالله وَمِنَ الله وَإِلى الله وَفِي سَبِيلِ اللهِ، اللّهُمَّ إِلَيْكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي وَإِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي وَإِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي فَاحْفَظْنِي بِحِفْظِ الإيْمانِ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمالِي وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي، وَادْفَعْ عَنِّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ فَإِنَّهُ لاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ (1) .

أقول: دعوات السفر وآدابه كثيرة، ونحن هنا نقتصر بذكر عدّة آداب: -

الأول: ينبغي للمر أن لا يترك التسمية عند الركوب (2) .

الثاني: أن يحفظ نفقته في موضع مصُون. فقد روي أنَّ من فقه المسافر حفظُ نفقته (3) .

الثالث: أن يساعد أصحابه في السفر ولايحجم عن السعي في حوائجهم كي ينفس الله عنه ثلاثاً وسبعين كربة ويجيره في الدنيا من الهم والغم وينفس كربه العظيم يوم القيامة (4) .

وروي أنَّ الإمام زين العابدين عليه‌السلام كان لا يسافر الاّ مع رفقة لا يعرفونه ليخدمهم في الطريق فإنهم لو عرفوه منعوه عن ذلك (5) ، ومن الاخلاق الكريمة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه كان مع صحابته في بعض الأسفار فأرادوا ذبح شاة يقتاتون بها فقال أحدهم: عليَّ ذبحها، وقال آخر: عليَّ سلخ جلدها، وقال الآخِر: عليَّ طبخها فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليَّ الإحتطاب، فقالوا يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نحن نعمل ذلك فلا تتكلّفه أنت فأجاب: أنا اعلم أنّكم تعملونه ولكن لايسرني أن أمتاز عنكم فإن الله يكره أن يرى عبده قد فضّل نفسه على أصحابه (6) .

وأعلم أنّ أثقل الخلق على الأصحاب في السفر من تكاسل في الاعمال وهو في سلامة من أعضائه وجوارحه فهو لايؤدِّي شَيْئاً من وظائفه مرتقباً رفقته يقضون له حوائجه.

الرابع: أن يصاحب الرجل من يماثله في الأنفاق (7) .

الخامس: أن لا يشرب من ماء أي منزل يرده إِلاّ بعد ان يمزجه بماء المنزل الذي سبقه (8) .

_________________

1 - مصباح الزائر: 38.

2 - الكافي 4 / 285 ح 2 عن الصادق عليه‌السلام .

3 - من لا يحضره الفقيه 2 / 280 باب 81 عن الصادق عليه‌السلام ح 2448.

4 - من لا يحضره الفقيه 2 / 293 ح 2497 عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

5 - رواه الصدوق في عيون اخبار الرضا عليه‌السلام 2 / 156 باب 40 ح 13 عن الصادق عليه‌السلام مع اضافات.

6 - مكارم الاخلاق 1 / 536 ح 1866.

7 - انظر الكافي 4 / 286 - 287.

8 - بحارالانوار 62 / 326 عن الرسالة الذهبيّة في الطب التي بعث بها الامام الرضا عليه‌السلام الى المأمون.

٣٩٤

ومن اللازم أن يتزود المسافر من تربة بلده وطينته التي ربّي عليها، وكلما ورد منزلاً طرح في الأناء الذي يشرب منه الماء شَيْئاً من الطين الذي تزوده من بلده ويشوب الماء والطين في الآنية بالتحريك ويؤخر شربه حتى يصفو (1) .

السادس: أن يحسن أخلاقه ويتزين بالحلم (2) وسيأتي في آداب زيارة الحسين عليه‌السلام ما يناسب المقام ص 510.

السابع: أن يتزود لسفره، ومن شرف المرء أن يطيِّب زاده لا سيما في طريق مكة (3) ، نعم لايستحسن في سفر زيارة الحسين عليه‌السلام أن يتخذ زاداً لذيذاً كاللحم المشوي والحلويات وغير ذلك كما سيأتي في آداب زيارته عليه‌السلام وقال ابن الأعسم:

مِنْ شَرَفِ الإنْسانِ فِي الأسْفارِ

تَطْييبُهُ الزَّادَ مَعَ الاِكْثارِ

وَلْيُحْسِنِ الإنْسانُ فِي حالِ السَّفَرِ

أخْلاقَهُ زِيادَةً عَلى الحَضَرِ

وَلْيَدْعُ عِنْدَ الوَضْعِ لِلْخِوان‌ِ

مَنْ كانَ حاضِراً مِنَ الاخْوانِ

وَلْيُكْثِرِ المَزْح مَعَ الصَّحْبِ إِذا

لَمْ يُسْخِطِ الله وَلَمْ يَجْلِبْ أَذى

مَنْ جاءَ بلدةً فَذا ضَيْفٌ عَلى

اخْوانِهِ فِيها إِلى أَنْ يَرْحَلا

يُبَرُّ لَيْلَتَيْنِ ثُمَّ لِيَأْكُل‌َ

مِنْ أَكْلِ أَهْلِ البَيْتِ فِي المُسْتَقْبَلِ

الثامن: من أهم الأشياء في السفر المحافظة على الفرائض بشرائطها وحدودها، وأداؤها في بد أوقاتها فما أكثر ما يشاهد الحجاج والزوار في الأسفار يضيعون الفرائض بتأخيرها عن أوقاتها أو بأدائها راكبين أو في المحامل أو متيممين بلا وضوء أو مع نجاسة البدن أو الثياب أو غيرها من أشباهها. فهذه كلها تنشأ عن استخفافهم بشأن الصلاة وعدم مبالاتهم بها. وقد روي في الحديث عن الصادق عليه‌السلام قال: صلاة الفريضة أفضل من عشرين حجة، وحجة واحدة أفضل من دار ملئت ذهباً يتصدق به حتى تفرغ (4) .

ولا تدع بعد الصلاة المقصورة أن تقول ثلاثين مرّة: سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ، فهو من السنن المؤكدة (5) .

_________________

1 - بحارالانوار 62 / 326 عن الرسالة الذهبيّة في الطب التي بعث بها الامام الرضا عليه‌السلام إلى المأمون.

2 - انظر مكارم الاخلاق 1 / 536 ح 1864.

3 - من لا يحضره الفقيه 2 / 184 باب 84.

4 - وسائل الشيعة 4 / 40 مع اختلاف لفظي.

5 - العروة الوثقى: المسئلة 15 من احكام صلاة المسافر.

٣٩٥

الفصل الأول

في آداب الزيارة

وهي عديدة نقتصر منها على أمور:

الأول: الغسل قبل الخروج لسفر الزيارة (1) .

الثاني: أن يتجنب في الطريق التكلم باللغو والخصام والجدال.

الثالث: أن يغتسل لزيارة الأئمة عليهم‌السلام (2) وأن يدعو بالماثورة من دعواته. وستذكر في أول زيارة الوارث ص 525.

الرابع: الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر (3) .

الخامس: أن يلبس ثياباً طاهرة نظيفة جديدة ويحسن أن تكون بيضاء (4) .

السادس: أن يقصِّر خطاه إذا خرج إلى الروضة المقدسة وأن يسير وعليه السكينة والوقار وأن يكون خاضعاً خاشعاً وأن يطأطئ رأسه فلا يلتفت إلى الاعلى ولا إلى جوانبه (5) .

السابع: أن يتطيَّب بشي من الطيب فيما عداً زيارة الحسين عليه‌السلام (6) .

الثامن: أن يشغل لسانه وهو يمضي إلى الحرم المطهر بالتكبير والتسبيح والتهليل والتمجيد ويعطر فاه بالصلاة على محمد وآله عليهم‌السلام (7) .

التاسع: أن يقف على باب الحرم الشريف ويستأذن ويجتهد لتحصيل الرقة والخضوع والانكسار والتفكير في عظمة صاحب ذلك المرقد المنور وجلاله، وأنه يرى مقامه ويسمع كلامه ويرد سلامه كما يشهد على ذلك كله عندما يقرأ الاستئذان، والتدبر في لطفهم وحبهم لشيعتهم وزائريهم والتأمل في فساد حال نفسه وفي جفائه عليهم برفضه ما لا يحصى من تعاليمهم وفيما صدر عنه نفسه من الأذى لهم أو لخاصتهم وأحبابهم وهو في المال أذى راجع إليهم عليهم‌السلام فلو التفت إلى نفسه التفات تفكير وتدقيق لتوقفت قدماه عن المسير وخشع قلبه ودمعت عينه وهذا هو لبُّ آداب الزيارة كلها (8) .

_________________

1 - الامام للسيد ابن طاووس: 34.

2 - المقنعة للمفيد: 494.

3 - المقنعة: 494.

4 - مصباح الزائر لابن طاووس: 197.

5 - مصباح الزائر لابن طاووس: 197.

6 - انظر مصباح الزائر لابن طاووس: 140.

7 - مصباح الزائر لابن طاووس: 197.

8 - انظر الدروس 2 / 23.

٣٩٦

وينبغي لنا هنا ان نورد أبيات السخاوي والحديث الذي رواه العلامة المجلسي (رض) في البحار نقلا عن كتاب عيون المعجزات. أما أبيات السخاوي وهي ما ينبغي أن يتمثل به في تلك الحالة فهي:

قالُوا غَداً نَأْتِي دِيارَ الحِمى

وَيَنْزِلُ الرَّكْبُ بِمَغْناهُمُ

فكُلُّ مَنْ كانَ مُطيعاً لَهُم

أَصْبَحَ مَسْرُوراً بِلُقْياهُمُ

قُلْتُ فَلِي ذَنْبٌ فَما حِيلَتِي

بِأَيّ وَجْهٍ أَتَلَقَّاهُمُ

قالُوا أَلَيْسَ العَفْوُ مِنْ شَأْنِهِم

لاسِيَّما عَمَّنْ تَرَجَّاهُمُ

فَجِئْتُهُمْ أَسْعى إِلى بابِهِم

أَرْجُوهُمُ طَوْراً وَأَخْشاهُمُ (1)

وينبغي أن يتمثّل بهذه الابيات:

ها عبدك واقف ذليل

بالباب يمدّ كفّ سائل

قد عزّ عليّ سوء حالي

ما يفعل ما فعلت عاقل

يا أكرم من رجاه راج

عن بابك لا يردّ سائل (2)

وأما الرواية الشريفة فهي أنه استأذن إبراهيم الجمّال وكان من الشيعة على علي بن يقطين وهو وزير هارون الرشيد فحجبه لأنه جمّال. فحج علي بن يقطين في تلك السنة فاستأذن بالمدينة على موسى بن جعفر عليه‌السلام فحجبه فرآه ثاني يومه خارج الدار فقال علي بن يقطين: يا سيدي ما ذنبي؟ فقال: حجبتك لأنك حجبت أخاك إبراهيم الجمّال، وقد أبى الله أن يشكر سعيك أو يغفر لك إبراهيم الجمّال. قال علي: فقلت يا سيدي ومولاي من لي بإبراهيم الجمّال في هذا الوقت وأنا بالمدينة وهو بالكوفة فقال إذا كان الليل فامض إلى إلبقيع وحدك من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك وغلمانك وتجد نجيباً هناك مسرَجاً فاركبه وامض إلى الكوفة. فوافى البقيع وركب النجيب ولم يلبث أن أناخه على باب إبراهيم الجمال بالكوفة (في مدة قصيرة). فقرع الباب وقال: أنا عليّ بن يقطين. فقال إبراهيم الجمّال من داخل الدّار: وما يعمل عليّ بن يقطين الوزير ببابي؟

_________________

1 - البداية والنهاية لابن كثير 13 / 181، في وقائع سنة 643.

2 - وبعدها أشعار بالفارسيّة:

شاها چه ترا سگى ببايد

گر من بود آن سگ تو شايد

  هستم سگكى زحبس جتسه

بر شاخ گل هوات بسته

خود را بخودى كشيده داخل

پيش تو كشيده از سر ذل

  افكن نظري بر اين سگ خويش

سنگم مزن ومرانم از پيش

منه رحمه‌الله .

٣٩٧

فقال عليّ بن يقطين ما هذا إن أمري عظيم وآلى عليه أن يأذن له . فلما دخل قال: يا إبراهيم إن المولى عليه‌السلام أبى أن يقبلني أو تغفر لي فقال: يغفر الله لك فآلى علي بن يقطين على إبراهيم الجمال أن يطأ خده فامتنع إبراهيم من ذلك فآلى عليه ثانياً ففعل فلم يزل إبراهيم يطأ خدَّه وعلي بن يقطين يقول: اللهم إشهد . ثم انصرف وركب النجيب ورجع إلى المدينة من ليلته وأناخه بباب المولى موسى بن جعفر عليه‌السلام فأذن له ودخل عليه فقبله (1) .

من هذا الحديث يعرف مبلغ حقوق الاخوان.

العاشر: تقبل العتبة العالية المباركة. قال الشيخ الشهيد (رض) ولو سجد الزائر ونوى بالسجدة الشكر للهِ تعالى على بلوغه تلك البقعة كان أولى (2) .

الحادي عشر: أن يقدم للدخول رجله اليمنى ويقدم للخروج رجله اليسرى كما يصنع عند دخول المساجد والخروج منها (3) .

الثاني عشر: أن يقف على الضريح بحيث يمكنه الالتصاق به وتوهم العبد أن البعد أدب وهم فقد نص على الاتكاء على الضريح وتقبيله (4) .

الثالث عشر: أن يقف للزيارة مستقبلاً القبر مستدبراً القبلة وهذا الأدب ممّا يخص زيارة المعصوم على الظاهر فإذا فرغ من الزيارة فليضع خده الأيمن على الضريح ويدعو الله بتضرع ثم ليضع الخد الأيسر ويدعو الله بحق صاحب القبر أن يجعله من أهل شفاعته ويبالغ بالدعاء والالحاح ثم يمضي إلى جانب الرأس فيقف مستقبل القبلة فيدعو الله تعالى (5) .

الرابع عشر: أن يزور وهو قائم على قدميه إلاّ إذا كان له عذر من ضعف أو وجع في الظهر أو في الرجل، أو غير ذلك من الاعذار.

الخامس عشر: أن يكبر إذا شاهد القبر المطهر قبل الشروع في الزيارة. وفي رواية أن من كبر أمام الإمام عليه‌السلام وقال: لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، كتب له رضوان الله الأكبر (6) .

السادس عشر: أن يزور بالزيارات المأثورة المروية عن سادات الأنام عليه‌السلام ويترك الزيارات المخترعة التي لفقها بعض الأغبياء من عوام الناس إلى بعض الزيارات فأشغل بها الجهال. روى الكليني رحمه‌الله عن عبد الرحيم القصير قال: دخلت على الصادق عليه‌السلام فقلت: جعلت فداك قد

_________________

1 - بحار الانوار 48 / 85 ح 105 عن عيون المعجزات للشيخ حسين بن عبدالوهاب: 103.

2 - الدروس 2 / 25.

3 - الدروس 2 / 23.

4 - الدروس 2 / 23.

5 - الدروس 2 / 23.

6 - البحار 24 / 396 عن بصائر الدرجات.

٣٩٨

اخترعت دعاءً من نفسي . فقال عليه‌السلام : دعني عن اختراعك، إذا عرضتك حاجة فَلُذْ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصل ركعتين وأهدهما إليه. .. إلخ (1) .

السابع عشر: أن يصلي صلاة الزيارة وأقلها ركعتان. قال الشيخ الشهيد فإن كانت الزيارة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فليصل الصلاة في الروضة، وإن كانت لاحد الأئمة فعند الرأس ولو صلاها بمسجد المكان أي مسجد الحرم جاز (2) .

وقال العلامة الجلسي رحمه‌الله : إن صلاة‌الزيارة وغيرها فيما أرى يفضل أن تؤتى خلف القبر أو عند الرأس الشريف (3) . وقال أيضاً العلامة بحر العلوم في الدّرة:

وَمِنْ حَدِيثِ كَرْبَلاءِ وَالكَعْبَة‌ِ

لِكَرْبَلاءِ بانَ عُلُوُّ الرُّتْبَةِ

وَغَيْرُها مِنْ سائِرِ المَشاهِدِ

أَمْثالُها بِالنَّقْلِ ذِي الشَّواهِدِ

وَراعِ فِيهِنَّ اقْتِرابَ الرَّمْس‌ِ

وَآثِرِ الصَّلاةَ عِنْدَ الرَّأْسِ

وَصَلِّ خَلْفَ القَبْرِ فَالصَّحِيح

كَغَيْرِهِ فِي نَدْبِها صَريحُ

وَالفَرْقُ بَيْنَ هذِهِ القُبُورِ

وَغَيْرِها كَالنُّورِ فَوْقَ الطُّورِ

فَالسَّعْيُ لِلصَّلاةِ عِنْدَها نُدِب‌َ

وَقُرْبُها بَلِ اللّصُوقُ قَدْ طُلِبَ (4)

الثامن عشر: تلاوة سورة يَّس في الركعة الأولى وسورة الرحمن في الثانية إن لم تكن صلاة الزيارة التي يصليها مأثورة على صفة خاصَّة وأن يدعو بعدها بالمأثور أو بما سنح له في أمور دينه ودنياه وليعمِّم الدُّعاء فإنه أقرب إلى الإجابة (5) .

التاسع عشر: قال الشهيد رحمه‌الله : ومن دخل المشهد والإمام يصلي بدأ بالصلاة قبل الزيارة. وكذلك لو كان قد حضر وقتها وإِلاّ فالبد بالزيارة أولى لأنها غاية مقصده ولو أقيمت الصلاة استحب للزائرين قطع الزيارة والاقبال على الصلاة ويكره تركه وعلى ناظر الحرم أمرهم بذلك (6) .

العشرون: عد الشهيد رحمه‌الله من آداب الزيارة تلاوة شي من القرآن عند الضريح وإهداءه إلى المزور والمنتفع بذلك الزائر وفيه تعظيم للمزور (7) .

الحادي والعشرون: ترك اللغو ومالا ينبغي من الكلام وترك الاشتغال بالتكلم في أمور

_________________

1 - الكافي 3 / 476.

2 - الدروس 2 / 23.

3 - بحارالانوار 100 / 134.

4 - الدرّة النجفية: 100 في عنوان المشاهد.

5 - الدروس 2 / 23.

6 - الدروس 2 / 25.

7 - الدروس 2 / 23.

٣٩٩

الدنيا فهو مذموم قبيح في كل زمان ومكان وهو مانع للرزق ومجلبة للقساوة لا سيما في هذه البقاع الطاهرة والقباب السامية التي أخبر الله تعالى بجلالها وعظمتها في سورة النور: ( في بيوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ ) الآية (1) .

الثاني والعشرون: أن لا يرفع صوته بما يزور به كما نبهت عليه في كتاب (هدية الزائر).

الثالث والعشرون: أن يودع الإمام عليه‌السلام بالمأثور أو بغيره إذا أراد الخروج من البلد (2) .

الرابع والعشرون: أن يتوب إلى الله ويستغفر من ذنوبه وأن يجعل أعماله وأقواله بعد الزيارة خيراً منها قبلها (3) .

الخامس والعشرون: الانفاق على سدنة المشهد الشريف وينبغي لهؤُلاءِ أن يكونوا من أهل الخير والصلاح والدين والمرؤة وأن يحتملوا ما يصدر من الزوار فلا يصبّوا سخطهم عليهم ولا يحتدموا عليهم، قائمين بحوائج المحتاجين مرشدين للغرباء إذا ضلّوا وبالاجمال فالخدم ينبغي أن يكونوا خدّاماً حقاً قائمين بما لزم من تنظيف البقعة الشريفة وحراستها والمحافظة على الزائرين وغير ذلك من الخدمات (4) .

السادس والعشرون: الانفاق على المجاورين لتلك البقعة من الفقراء والمساكين المتعففين والاحسان إليهم لا سيما السادة وأهل العلم المنقطعين الذين يعيشون في غربة وضيق وهم يرفعون لواء التعظيم لشعائر الله وقد اجتمعت فيهم جهات عديدة تكفي إحداها لفرض إعانتهم ورعايتهم (5) .

السابع والعشرون: قال الشهيد: إن من جملة الآداب تعجيل الخروج عند قضاء الوطر من الزيارة لتعظيم الحرمة وليشتدَّ الشوق. وقال أيضاً: والنساء إذا زُرن فليكنَّ منفردات عن الرجال والأولى أن يزرن ليلا وليكنَّ متنكرات أي يبدلن الثياب النفيسة بالدّانية الرّخيصة لكي لايعرفن وليبرزن متخفيات متسترات. ولو زرن بين الرجال جاز وإن كره (6) .

أقول: من هذه الكلمة يعرف مبلغ القبح والشناعة في ما دأبت عليه النسوة في زماننا من أن يتبرجن للزيارة فيبرزن بنفايس الثياب فيزاحمن الأجانب من الرجال في الحرم الطاهر ويضاغطنهم بابدانهنّ مقتربات من الضرايح الطاهرة أو يجلسن في قبلة المصلين من الرجال

_________________

1 - النور: 24 / 36.

2 - الدروس 2 / 24.

3 - الدروس 2 / 24.

4 - الدروس 2 / 24 مع اختلاف لفظي.

5 - انظر الدروس 2 / 24.

6 - الدروس 2 / 24 و 25.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905