مفاتيح الجنان

مفاتيح الجنان4%

مفاتيح الجنان مؤلف:
المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 905

مفاتيح الجنان
  • البداية
  • السابق
  • 905 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 1112542 / تحميل: 13230
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان

مفاتيح الجنان

مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

* (سورة الجمعة) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يُسبِّحُ للهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الاَرْضِ المَلِكِ القُدُّوسِ العَزِيزِ الحَكِيمِ (١) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الاُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الكِتابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢) وَآخَرِينَ مِنْهُم لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (٣) ذلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَالله ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ (٤) مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ الله وَالله لايَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥) قُلْ يا أيُّها الَّذِينَ هادُواْ إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياء للهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوا المَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٦) وَلايَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداًبِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَالله عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٧) قُلْ إِنَّ المَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨) يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلْصَّلاةِ مِنَ يَوْمِ الجُمُعَةِ

٤١

فَاسْعَوا إِلى ذِكْرِ الله وَذَرُوا البَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩) فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِروا فِي الاَرْضِ وَابْتَغُواْ مِنْ فَضْلِ الله وَاذْكُرُوا الله كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠) وَإِذا رأَوا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِما قُلْ ما عِنْدَ الله خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَالله خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١) .

فضل سورة الجمعة: عن الصادق (ع) قال: من الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في صلاة الليل من ليلة الجمعة، سورة الجمعة وسبح اسم ربك الأعلى، وفي صلاة الظهر يوم الجمعة، سورة الجمعة والمنافقين، فإذا فعل ذلك فكأنما يعمل بعمل رسول الله (ص) وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنة (١) .

* (سورة الملك) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ (٢) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ماتَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبُ إِلَيْكَ البَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (٤) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماء

_________________

(١) ثواب الأعمال: ١١٨ في ثواب سورة الجمعة.

٤٢

الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلْشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ (٥) وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ المَصِيرُ (٦) إِذا اُلْقُواْ فِيها سَمِعُواْ لَها شَهِيقاً وَهِي تَفُورُ (٧) تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يأَتِكُمْ نَذِيرٌ (٨) قالُوا بَلى قَدْ جائَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا مانَزَّلَ الله مِن شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (٩) وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ (١٠) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لاَصْحابِ السَّعِيرِ (١١) إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبُّهُمْ بِالغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١٢) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُم أَوْ اجْهَرُواْ بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (١٣) أَلاَ يَعْلَمُ مَنَ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ (١٤) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الاَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِن رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (١٥) أَمِنْتُمْ مَن فِي السَّماء أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ أَلاَرْضَ فَإِذا هِي تَمُورُ (١٦) أَمْ أَمِنْتُم مَنَ فِي السَّماء أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُم حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (١٧) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (١٨) أَوَلَمْ يَرُواْ إِلى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما

٤٣

يُمْسِكُهُنَّ إِلاّ الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (١٩) أَمَّنْ هذا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُم يَنْصُرْكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنَّ الكافِرُونَ إِلاّ فِي غُرُورٍ (٢٠) أَمَّن هذا الَّذِي يَرْزُقُكُم إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (٢١) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّن يَمْشي سَوِياً عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٢) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُم وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالاَبْصارَ وَالاَفْئِدَةَ قَلِيلا ما تَشْكُرُونَ (٢٣) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُم فِي الاَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤) وَيَقُولُونَ مَتى هذا الوَعْدُ إِنْ كُنْتُم صادِقِينَ (٢٥) قُلْ إِنَّما العِلْمُ عِنْدَ الله وَإِنَّما أَنا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٦) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلفَةً سِيئَتْ وَُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذا الَّذِي كُنْتُم بِهِ تَدَّعُونَ (٢٧) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِي الله وَمَنْ مَعِي أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٨) قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنَ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٩) قُلْ أَرَأَيْتُم إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُم بِماء مَعِين (٣٠) .

فضل سورة الملك: عن أبي عبد الله عليه‌السلام : من قرأ سورة تبارك الذي بيده الملك، في المكتوبة قبل أن ينام لم يزل في أمان الله حتى يصب، وفي أمانة يوم القيامة حتى يدخل الجنة (١) .

________________

(١) ثواب الأعمال: ١١٩ ثواب سورة تبارك.

٤٤

وروى القطب الرواندي عن ابن عباس أن رجلا ضرب خباءه على قبر، فقرأ تبارك الذي بيده الملك فسمح صائحا يقول: هي المنجية، فذكر ذلك لرسول الله (ص) فقال: هي المنجية من عذاب القبر (١) .

* (سورة النبأ) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

عَمَّ يَتَسأَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ العَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (٣) كَلا سَيَعْلَمُونَ (٤) ثُمَّ كَلا سَيَعْلَمُونَ (٥) أَلَمْ نَجْعَلِ الاَرْضَ مهاداً (٦) وَالجِبالَ أَوْتاداً (٧) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (٨) وَجَعَلْنا نَوْمَكُم سُباتاً (٩) وَجَعَلْنا اللَّيْلَ لِباساً (١٠) وَجَعَلْنا النَّهارَ مَعاشاً (١١) وَبَنَيْنا فَوْقَكُم سَبْعاً شِداداً (١٢) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (١٣) وَأَنْزَلْنا مِنَ المُعْصِراتِ ماء ثَجَّاجاً (١٤) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَباتاً (١٥) وَجَناتٍ أَلفافاً (١٦) إِنَّ يَوْمَ الفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (١٧) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (١٨) وَفُتِحَتِ السَّماء فَكانَتْ أَبْواباً (١٩) وَسُيِّرَتِ الجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (٢٠) إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (٢١) لِلطّاغِينَ مَآباً (٢٢) لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (٢٣) لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (٢٤) إِلاّ حَمِيماً وَغَسّاقاً (٢٥) جَزاءً وَِفاقاً (٢٦) إِنَّهُم كانُوا

__________________

(١) بحار الأنوار ٩٢ / ٣١٣ و ١٠٢ / ٢٩٦ عن دعوات الراوندي.

٤٥

لايَرْجُونَ حِساباً (٢٧) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (٢٨) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (٢٩) فَذُوقُواْ فَلَنْ نَزِيدَكُم إِلاّ عَذاباً (٣٠) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (٣١) حَدائِقَ وَأَعْناباً (٣٢) وَكَواعِبَ أَتْراباً (٣٣) وَكَأْساً دِهاقاً (٣٤) لايَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً (٣٥) جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (٣٦) رَبِّ السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَما بَيْنَهُما الرَّحْمنِ لايَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً (٣٧) يَومَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالمَلائِكَةُ صَفّاً لايَتَكَلَّمُونَ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً (٣٨) ذلِكَ اليَوْمَُ الحَقُّ فَمَنْ شاء ا٪َّخَذَ إِلى رَبِهِ مَآباً (٣٩) إِنَّا أَنْذَرْناكُم عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ المَرُْ ماقَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الكافِرُ يا لَيتَنِي كُنْتُ تُراباً (٤٠) .

فضل سورة النبأ: روي الصدوق عن الصادق (ع) قال: من قرأ سورة عم يتسائلون، لم يخرج سنته، إذا كان يدمنها في كل يوم، حتى يزور بيت الله الحرام إن شاء الله (١) .

وروى الشيخ الطبرسي في مجمع البيان عن أبي بن كعب قال، قال رسول الله (ص): من قرأ سورة عم يتسائلون، رواه الله برد الشراب في القيامة (٢) .

واعلم أنه قد ورد في الروايات أن النبأ العظيم هو الولاية، وورد أنه أمير المؤمنين (ع) (٣) .

هو النبأ العظيم وفلك نوح

وباب الله وانقطع الخطاب

__________________

(١) ثواب الأعمال: ١٢١ في ثواب سورة عمّ يتساءلون.

(٢) مجمع البيان ١٠ / ٦٣٧ في فضل سورة عمّ يتساءلون.

(٣) انظر تفسير كنز الدقائق للقمّي ١٤ / ٩٤ ذيل سورة النبأ.

(٤) الشاعر هو أبو الحسن عليّ بن عبدالله الوصيف الناشي الصغير متوفي ٣٦٥ كما في الغدير ٤ / ٢٧.

٤٦

* (سورة الاعلى) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الاَعْلى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (٣) وَالَّذِي أَخرَجَ المَرْعى (٤) فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (٥) سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (٦) إِلاّ ما شاء الله إِنَّهُ يَعْلَمُ الجَهْرَ وَما يَخْفى (٧) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى (٨) فَذَكِّرْ إِنْ نَّفَعَتِ الذِّكْرى (٩) سَيَذَّكَرُ مَنْ يَخْشى (١٠) وَيَتجَنَّبُها الاَشْقى (١١) الَّذِي يَصْلى النَّارَ الكُبْرى (١٢) ثُمَّ لايَمُوتُ فِيها وَلايَحْيى (١٣) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥) بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَياةَ الدُّنْيا (١٦) وَالآخرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (١٧) إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الأوّلى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (١٩).

فضل سورة الأعلى: روى الصدوق عن الصادق (ع) قال: من قرأ سبح اسم ربك الأعلى في فريضة أو نافلة قيل له يوم القيامة، أدخل من أي أبواب الجنة شئت إن شاء الله (١) .

* (سورة الشمس) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالشّمْسِ وَضُحاها (١) وَالقَمَرِ إِذا تَلاها (٢) وَالنَّهارِ إِذا جَلاّ ها (٣)

__________________

(١) ثواب الأعمال: ١٢٢ في ثواب سورة الأعلي.

٤٧

وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (٤) وَالسَّماء وَما بَناها (٥) وَالاَرْضِ وَما طَحاها (٦) وَنَفْسٍ وَما سَوّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّاها (٩) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسّاها (١٠) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (١١) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (١٢) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ الله ناقَةَ الله وَسُقْياها (١٣) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوّاها (١٤) وَلايَخافُ عُقْباها (١٥) .

فضل سورة الشمس: وفي مجمع البيان عن أبي بن كعب عن النبي (ص) قال: من قرأ سورة الشمس فكأنما تصدق بما أشرقت عليه الشمس والقمر (١) .

* (سورة القدر) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ (١) وَما أَدْراكَ ما لَيّلَةُ القَدْرِ (٢) لَيلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِن أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِن كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلامٌ هِي حَتَّى مَطْلَع الفَجْرِ (٥).

فضل سورة القدر: عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال: من قرأ سورة إنا أنزلناه في الفريضة ناداه مناد يا عبد الله غفر الله ما مضى فاستأنف العمل (٢) .

__________________

(١) مجمع البيان ١٠ / ٧٥٢ في فضل سورة الشمس.

(٢) ثواب الأعمال: ١٢٤ في ثواب قراءة إنّا أنزلناه.

٤٨

* (سورة الزلزلة) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذا زُلْزِلَتِ الاَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الاَرْضُ أَثْقالَها (٢) وَقَالَ الاِنْسانُ مَالَها (٣) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (٥) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُم (٦) فَمَنْ يَعْمَلُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (٨) .

فضل سورة الزلزلة: وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من قرأ سورة إذا زلزلت أربع مرات فكأنما قرأ القرآن كله (١) .

* (سورة العاديات) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالعادِياتِ ضَبْحاً (١) فَالمُورِياتِ قَدْحاً (٢) فَالمُغِيراتِ صُبْحاً (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (٤) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (٥) إِنَّ الاِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلَى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي القُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (١٠) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١).

_________________

(١) انظر مجمع البيان ١٠ / ٧٩٦ في فضل سورة الزلزلة.

٤٩

فضل سورة العاديات: في الحديث، إن من واظب على قراءتها حشر مع أمير المؤمنين (ع) (١) .

* (سورة الكافرون) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ (١) لا أَعْبُدُ ماتَعْبُدُونَ (٢) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٣) وَلا أَنا عابِدٌ مّا عَبَدْتُّم (٤) وَلا أَنْتُم عابِدُونَ ماأَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦).

* (سورة النصر) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذا جاء نَصْرُ الله وَالفَتْحُ (١) وَرَأيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أَفْواجاً (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابا (٣).

* (سورة التوحيد) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ هُوَ الله أَحدٌ (١) الله الصّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (٤).

_________________

(١) عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال: من قرأ سورة «والعاديات» وأدمن قراءتها بعثه الله عزّوجّل مع أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم القيامة خاصّة، وكان في حجره ورفقائه. ثواب الأعمال: ١٢٥ في ثواب قراءة سورة العاديات.

٥٠

* (سورة الفلق) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي العُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥) .

* (سورة الناس) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِ النّاسِ (١) مَلِكِ النّاسِ (٢) إِلهِ النّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الوَسْواسِ الخَناسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوسُ فِي صُدُورِ النّاسِ (٥) مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦) .

فضل سورة الكافرون والنصر والتوحيد والمعوذتين: قد ورد في أاديث كثيرة فضل قراءة سورة ( قل يا أيها الكافرون ) في الفرائض والنوافل وأنها تعدل ربع القرآن، وأن سورة التوحيد تعدل ثلث القرآن، وأن قراءة سورة النصر في الفرائض والنوافل توجب النصر على الأعداء، وأنه من قرأ المعوذتين حين يخرج من داره لم يضره العين وأن من يخاف في المنام فليقرأ عند النوم هاتين السورتين وآية الكرسي إن شاء الله تعالى (١) .

_________________

(١) انظر تفسير كنز الدقائق للقمّي المشهدي في فضل كلّ سورة قبل تفسيرها.

٥١

مقدمة المؤلف

الحَمدُ للهِ الذي جَعلَ الحَمدَ مِفتاحاً لِذِكْرِهِ وَخَلَقَ الاَشْياء ناطِقَةً بِحَمْدِهِ وَشُكْرِهِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ على نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ المُشْتَقِّ اسْمُهُ مِن اسْمِهِ المَحْمُودِ، وَعَلى آلِهِ الطَّاهِرينَ أُولِي المَكارِمِ وَالجُودِ.

وَبعد: يقول البائس الفقير المُتمسِّك بأحاديث أهل البيت عليه‌السلام ، عبّاس بن محمّد رضا القمّي ختم الله لَهُما بالحسنى والسعادة: قد سَألني بَعض الآخوان مِنَ المؤمنين أن أراجع كتاب مفتاح الجنان المُتداول بين النّاس فَأُؤلّف كتاباً على غراره خلوّا ممّا احتواه ممّا لم أعثر على سَنده مقتطفاً منهُ ما كانَ لَهُ سَند يَدعَمهُ مضيفاً إلى ذلك أدعية وَزيارات معتبرة لَم تَرد في ذلك الكتاب، فأجبتهم إلى سؤلهم، فكان هذا الكتاب وسَميته «مفاتيح الجنان» وَرَتّبتَه على ثلاثةِ أبواب:

البابُ الأوّل: في تَعقيبِ الصّلوات، ودعوات أيّام الأسبوع، وأعمال لَيلَة الجُمعة وَنهارَها وعدّة أدعية مَشهورة والمناجيات الخمس عشرة وَغيرها.

البابُ الثاني: في أعمال أشهر السّنة، وفضل عيد النيروز وأعمالهُ وأعمال الاَشهر الرومية.

الباب الثّالث: في الزّيارات وما ناسبها، راجياً أن يجري عليه الاخوان المؤمنون وأن لاينسوا الدعاء والزّيارة والاستغفار لي وأنا العاصي الذي سوّدت وجهه الذّنوب.

٥٢

في تعقيب الصلوات ودعوات أيام الأسبوع

وأعمال ليلة الجمعة ونهارها وعدة أدعية مشهورة،

والمناجيات الخمس عشرة وغيرها ويحتوي على عدة فصول:

الفصل الأول

في التعقيبات العامّة عَن كتاب (مصباح المُتهجّد) وغيره

فإذا سَلّمت وفرغت من الصلاة فَقُل: الله أَكبرُ ثلاث مَرّات رافعاً عند كلّ تكبيرة يديك إلى حيال أُذنيك ثُمَّ قل:

لا إِلهَ إِلاّ الله إِلهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ، لا إِلهَ إِلاّ الله وَلا نَعبُدُ إِلاّ إِياهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ، لا إِلهَ إِلاّ الله ربُّنا وَرَبُّ آبائِنا الأوّلِينَ، لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَه وأَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الاَحْزابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيْتُ وَيُمِيْتُ وَيُحْيِي وَهُوَ حَيُّ لايَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيرٌ.

ثُمَّ قُل: أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ .

ثُمَّ قُل: اللّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكاتِكَ، سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها جَمِيعاً، فَإنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنُوبَ كُلَّها جَمِيعاً إِلاّ أَنْتَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ عافِيَتَكَ فِي أُمُورِي كُلِّها، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْي الدُّنْيا وَعَذابِ الآخرَةِ، وَأَعُوذُ بِوَجْهكَ الكَرِيمْ وَعِزَّتِكَ الَّتِي لاتُرامُ وَقَدْرَتِك

__________________

(١) من قوله: «يُحيي ويميت - بيده الخير» من نسخة.

٥٣

الَّتِي لايَمْتَنِعُ مِنْها شَيٌ مِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَالآخرَةِ، وَمِنْ (١) شَرِّ الاَوْجاعِ كُلِّها، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيتها، إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ. تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيِّ الَّذِي لايَمُوتُ، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيْكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (٢) .

ثُمَّ سبِّحْ تسبيح الزهراء عليها‌السلام وقُل عشر مَرات قَبلَ أَن تتحرك مِنْ موضعك:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ إِلها واحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (٣) .

أقول: روي لهذا التهليل فضل كبير سيَّما إِذا عقب بعده صلاة الصبح والعشاء وإِذا قري عند طلوع الشَمس وغروبها.

ثُمَّ تقول: سُبْحانَ الله كُلَّما سَبَّحَ الله شَيٌ، وَكَما يُحِبُّ الله أَنْ يُسَبَّحَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، والحَمْدُ للهِ كُلَّما حَمِدَ الله شَيٌ، وَكَما يُحِبُّ الله أَنْ يُحْمَدَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، وَلا إِلهَ إِلاّ الله كُلَّما هَلَّلَ الله شَيٌ، وَكَما يُحِبُّ الله أَنْ يُهَلَّلَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، وَالله أَكْبَرُ كُلَّما كَبَّرَ الله شَيٌ، وَكَما يُحِبُّ الله أنْ يُكَبَّرَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ. سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبرُ، عَلى كُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ بِها عَلَيَّ وَعَلى كُلِّ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مِمَّنْ كانَ أَوْ يَكُونُ إِلى يَومِ القِيامَةِ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَسأَلُكَ مِنْ خَيرِ ما أَرْجُو وَخَيْرِ ما لا أَرْجُو، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما أَحْذَرُ وَمِنْ شَرِّ (٤) ما لا أَحْذَرُ (٥) .

__________________

(١) من: خ.

(٢) رواه الطوسي في مصباح المتهجّد: ٥٠.

(٣) مصباح المتهجّد: ٥٩.

(٤) من شرّ: خ.

(٥) مصباح المتهجّد: ٥٢.

٥٤

ثُمَّ تقرأ سورة الحَمد، وآية الكرسي، وآيه: ( شَهِدَ الله ) (١) ، وآية: ( قُلِ اللّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ ) (٢) ، وآية السَخرة وهي آيات ثلاث مِنْ سورة الاَعْراف أوّلها: ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ ) ، وآخرها: ( مِنَ المُحْسِنِينَ ) (٣) .

ثُمَّ تقول ثلاثاً: سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ .

ثُمَّ تقول ثلاث مَرات: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ (٤) . وهذا دعاء عَلَّمَهُ جبرائيل يوسف عليه‌السلام في السجن (٥) .

ثُمَّ خذْ لحيتك بيدكَ اليمنى وابسط يدكَ اليسرى إلى السماء وقُل سبع مَرات: يا رَبَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ (٦) . وقُل ثلاثاً وأَنتَ على ذلكَ الحال: يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحمْنِي وَأَجِرْنِي مِنَ النَّارِ (٧) .

ثُمَّ تقرأ اثنتي عشرة مرّة سورة ( قُل هوَ الله أحد ) . وَتَقول: اللّهُمَّ إِنّي أَسأَلُكَ باسْمِكَ المَكْنُونِ المَخْزُونِ الطَّاهِرِ الطُّهرِ المُبارَكِ، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيْمِ وَسُلْطانِكَ القَدِيمِ، يا واهِبَ العَطايا وَيا مُطْلِقَ الاُسارى، وَيافَكَّاكَ الرِّقابِ مِنَ النَّارِ، أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّار، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنَ الدُّنْيا سالِما وَتُدْخِلَنِي (٨) الجَنَّةَ آمِنا، وَأَنْ تَجْعَلَ دُعائِي أَوَّلَهُ فَلاحاً وَأَوْسَطَهُ نَجاحاً وَآخِرَهُ صَلاحاً،

__________________

(١) انظر الباقيات الصالحات ص ٧٣٠.

(٢) انظر الباقيات الصالحات ص ٧٣٠.

(٣) انظر الباقيات الصالحات ص ٨٠٧.

(٤) مصباح المتهجّد: ٥٢.

(٥) رواه الصدوق في الفقيه ١ / ٣٢٤ ح ٩٥٠ باب التعقيب.

(٦) مصباح المتهجّد: ٥٢.

(٧) مصباح المتهجّد: ٥٤.

(٨) وأن تدخلني - خ -.

٥٥

إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الغُيُوبِ (١) .

وورد في الصحيفة العلويّة لتعقيب الفرائض: يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ، وَيا مَنْ لايُغَلِّطَهُ السَّائِلُونَ، وَيا مَنْ لايُبْرِمُهُ (٢) إِلحاحُ المُلِحِّينَ، أَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَحَلاوَةَ رَحْمَتِكَ وَمَغْفِرتِكَ .

وَتَقول أيضاً: إِلهِي، هذِهِ صَلاتِي صَلَّيْتُها لا لِحاجَةٍ مِنْكَ إِلَيْها، وَلا رَغْبةٍ مِنْكَ فِيها، إِلاّ تَعْظِيماً وَطاعَةً وَإِجابَةً لَكَ إِلى ما أَمَرْتَنِي بِهِ. إِلهِي إِنْ كانَ فِيها خَلَلٌ أَوْ نَقْصٌ مِنْ رُكُوعِها أو سُجُودِها فَلا تُؤاخِذْنِي وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِالقَبُولِ وَالغُفْرانِ (٣) .

وَتَدعو أيضاً عقيب الصلوات بهذا الدعاء الذي عَلَّمَهُ النَّبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أميرَ المؤمنين عليه‌السلام للذّاكرة: سُبْحانَ مَنْ لا يَعْتَدِي عَلى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ، سُبْحانَ مَنْ لايَأْخُذُ أَهْلَ الاَرْضِ بِأَلْوانِ العَذابِ، سُبْحانَ الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُوراً وَبَصَراً وَفَهْما وَعِلْماً. إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيرٌ (٤) .

وَقالَ الكفعمي في ( المصباح ): قُل ثلاث مَرات عقيب الصلوات: أُعِيْذُ نَفْسِي وَدِينِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَوَلَدِي وَإِخْوانِي فِي دِينِي وَما رَزَقَنِي رَبِّي وَخَواتِيمَ عَمَلِي وَمَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ بِالله الواحِدِ (٥) الاَحَدِ الصَّمَدِ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحدٌ، وَبِرَبِّ الفَلَقِ، مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ، وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ، وَمِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ في العُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ، وَبِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ، مِنْ شَرِّ الوَسْواسِ الخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦) .

__________________

(١) مصباح المتهجّد: ٥٧.

(٢) لا يبرمه: أي لا يُتعبد.

(٣) الصحيفة العلوية: ٣٦٦، دعاؤه في تعقيب كلّ فريضة.

(٤) الصحيفة العلوية: ٣٦٦، دعاؤه في تعقيب كلّ فريضة.

(٥) الوَاحِدِ: خ.

(٦) مصباح المتهجّد للطوسي: ٥٦؛ المصباح للكفعمي: ٢٢ في الفصل الخامس فيما يقال عقيب كلّ فريضة وفيه: أعيذ نفسي ومالي وولدي وديني وأهلي وإخواني في ديني...

٥٦

وعن خطّ الشيخ الشهيد: أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ: مَن أراد أن لايطلعه الله يَومَ القيامة على قبيح أعماله ولا يفتح ديوان سيئاته فليقل بَعدَ كُل صلاة:

اللّهُمَّ إِنَّ مَغْفِرَتَك أَرْجى مِنْ عَمَلِي، وَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَوْسَعُ مِنْ ذَنْبِي. اللّهُمَّ إِنْ كانَ ذَنْبِي عِنْدَكَ عَظِيما فَعَفْوُكَ أَعْظَمُ مِنْ ذَنْبِي. اللّهُمَّ إنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ فَرَحْمَتُكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِي وَتَسَعَنِي؛ لاَنَّها وَسِعَتْ كُلَّ شَيٍ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١) .

وعَن ابن بابويه رض قالَ: إِذا فرغت مِن تسبيح الزهراء (صَلَواتُ الله عَلَيهاِ) فَقُل:

اللّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ وَلَكَ السَّلامُ وَإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ. سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ، واَلحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ. السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها النَّبيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الاَئِمَّةِ الهادِينَ المَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلى جَمِيعِ أَنْبِياءِ الله وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ الله الصَّالِحِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ أَجْمَعِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ زَيْنِ العابِدِينَ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَليٍّ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، اَلسَّلامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، السَّلامُ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ الكاظِمِ، السَّلامُ عَلَى عَلِيّ بْنِ مُوسى الرِّضا، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الجَّوادِ، السَّلامُ عَلى عَلِيّ بْنِ مُحَمَّدٍ الهادِي، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ العَسْكَرِيِّ، السَّلامُ عَلَى الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ القائِمِ المَهْدِيّ، صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ . وتدعو بما أحببت (٢) .

وَقالَ الكفعمي تقول بَعدَ الصلوات: رَضِيتُ بِالله رَبّاً، وَبِالاِسْلامِ دِيْناً، وَبِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله نَبِيّاً، وَبِعَلِّيٍّ إِماماً، وَبِالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالخَلَفِ الصَّالِحِ عليهم‌السلام أَئِمَّةً وَسادَةً وَقادَةً. بِهِمْ

__________________

(١) بحار الأنوار ٨٦ / ٣٧ ح ٤٤ عن جنّة الأمان واختيار ابن الباقي والبلد الأمين.

(٢) من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٢.

٥٧

أَتَوَلّى وَمِنْ أَعْدائِهِمْ أَتَبَرَأ (١) .

ثُمَّ تقول ثلاثاً: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعافِيَةِ وَالمُعافاةِ فِي الدُّنْيا وَالآخرَةِ (٢) .

الفصل الثاني

في التعقيبات الخاصة

قُل في تعقيب صلاة الظهر كَما في المُتهجد :

لا إِلهَ إِلاّ الله العَظِيمِ الحَلِيمِ، لا إِلهَ إِلاّ الله رَبِّ العَرْشِ الكَرِيمِ، الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ وَعَزائِمِ مَغْفِرَتِكَ. وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. اللّهُمَّ لا تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلاّ غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً إِلاّ فَرَّجْتَهُ، وَلا سُقْماً إِلاّ شَفَيْتَهُ، وَلا عَيْباً إِلاّ سَتَرْتَهُ، وَلا رِزْقاً إِلاّ بَسَطْتَهُ، وَلا خَوْفاً إِلاّ آمَنْتَهُ، وَلا سُوْءاً إِلاّ صَرَفْتَهُ، وَلا حاجَةً هِيَ لَكَ رِضاً وَلِيَ فِيها صَلاحٌ إِلاّ قَضَيْتَها؛ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .

وَتَقول عشر مَرات: بِالله اعْتَصَمْتُ وَبِالله أَثِقُ وَعَلى الله أَتَوَكَّلُ .

ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي فَأَنْتَ أَعْظَمُ، وَإِنْ كَبُرَ تَفْرِيطِي فَأَنْتَ أَكْبَرُ، وَإِنْ دامَ بُخْلِي فَأَنْتَ أَجْوَدُ اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي (٣) عَظِيمَ ذُنُوبِي بِعَظِيمِ عَفْوِكَ، وَكَثِيرِ (٤) تَفْرِيطِي بِظاهِرِ كَرَمِكَ، وَاقْمَعْ بُخْلِي بِفَضْلِ جُودِكَ. اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. اسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ (٥) .

__________________

(١) البلد الأمين للكفعمي: ١٣.

(٢) المصباح للكفعمي: ٢٥.

(٣) لي: خ.

(٤) وكثرة - خ -.

(٥) مصباح المتهجّد: ٦١ - ٦٣.

٥٨

تعقيب صلاة العصر - نقلا عَن المُتهجد -:

أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ذُو الجَلالِ وَالاِكْرامِ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ تَوْبَةَ عَبْدٍ ذَلِيلٍ خاضِعٍ فَقِيرٍ بائِسٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ مُسْتَجِيرٍ، لايَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً .

ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ صَلاةٍ لاتُرْفَعُ، وَمِنْ دُعاءٍ لا يُسْمَعُ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ اليُسْرَ، بَعْدَ العُسْرِ وَالفَرَجَ بَعْدَ الكَرْبِ وَالرَّخاءِ بَعْدَ الشِّدَّةِ. اللَّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. اسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ (١) .

وعَن الصادق عليه‌السلام قالَ: مَن اَستَغفِرُ الله تعالى بَعدَ صلاة العصر سَبعين مرَّةً غفر الله لَهُ سبعمائة ذنب.

وروي عَن الإمام محمد التقي قالَ: مَن قرأ ( إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ ) بَعدَ العصر عشر مَرات، مرت لَهُ على مثل اعمال الخلائق في ذلك اليوم (٢) .

وَيُستحب دعاء العشرات في كُل صباحٍ ومَساء، وأفضل أوقاته بعد العصر يوم الجمعة (٣) . وسيأتي الدعاء فيما بعد (٤) .

تعقيب صلاة المغرب - عن مصباح المُتهجد -:

تقول بَعدَ تسبيح الزهراء عليها‌السلام : إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيِّ، يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَعَلى ذُرِّيَّتِهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ . ثُمَّ تقول سَبع مَرات: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَلا حَول وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ . وثلاثاً: الحَمْدُ للهِ الَّذِي يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُه . ثُمَّ قُل: سُبْحانَكَ لا إِلهَ

_________________

(١) مصباح المتهجّد: ٧٥.

(٢) مصباح المتهجّد: ٧٣.

(٣) مصباح المتهجّد: ٨٤.

(٤) سيأتي بعد دعاء كميل مباشرة.

٥٩

إِلاّ أَنْتَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها جَميعاً، فَإِنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنُوبَ كُلَّها جَميعاً إِلاّ أَنْتَى (١) .

ثم تصلي نافلة المَغرب وهي أربع ركعات بسلامين ولا تتكلم بينهما بشي.

وَقالَ الشيخ روي أنّه يقرأ في الركعة الأولى: سورة: ( قُلْ يا ايُّها الكافِرُونَ ) ، وفي الثانية: ( قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ) . وَيَقرأ في الآخريين ما شاء. وروي أنّ الإمام عَليّ النقي عليه‌السلام كانَ يقرأ في الركعة الثالثة سورة الحَمد وأوّل سورة الحديد إلى: ( وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) ، وفي الرابعة الحَمد، وآخر سورة الحشر أي مِن: ( لَوْ أَنْزَلْنا هذا القُرْآنَ ) إلى آخر السورة. وَيُستحب ان تقول في السجدة الآخيره مِن النوافل في كُل ليلة سيما لَيلَة الجمعة سَبع مَرات:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيْمِ وَاسْمِكَ العَظِيمِ وَمُلْكِكَ القَدِيْمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِي العَظِيْمَ، إِنَّهُ لايَغْفِرُ العَظِيمَ إِلاّ العَظِيْمُ (٢) . فإذا فرغت مِنَ النافلة فعقب بما شئتَ، وَتَقول عشرا: ماشاءَ الله لاقُوَّةَ إِلاّ بِالله اسْتَغْفِرُ الله (٣) . ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ وَعَزائِمِ مَغْفِرَتِكَ، وَالنَّجاةِ مِنَ النَّارِ وَمِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالرِّضْوان فِي دارِ السَّلامِ وَجِوارِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ. اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، اسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ (٤) .

وَتُصلي الغفيلة بين المَغرب والعشاء وهي ركعتان تقرأ بَعدَ الحَمد في الأولى: ( وَذا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِبا فَظَنَّ أَن لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ ) . وفي الثانية: ( وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ لايَعْلَمُها إِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَماتَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) . ثُمَّ تأخذ يديك للقنوت وَتَقول:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَفاتِحِ الغَيْبِ الَّتِي لايَعْلَمُها إِلاّ أَنْتَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ،

________________

(١) مصباح المتهجّد: ٩٨.

(٢) مصباح المتهجّد: ٩٨ - ٩٩.

(٣) مصباح المتهجّد: ١٠٢.

(٤) مصباح المتهجّد: ١٠٢.

٦٠

وَأَنْ تَفْعَلِ بِي كَذا وَكَذا ، وتذكر حاجتك عوض هذه الكلمة . ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ أَنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتِي وَالقادِرُ عَلى طَلِبَتِي تَعْلَمُ حاجَتِي فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ لَمّا قَضَيْتَها لِي . وَتَسْأَل حاجتك، فقد روي أَن مَن أتى بهذه الصلاة وسأل الله حاجته اعطاهُ الله ما سَأل (1) .

تعقيب صلاة العشاء - نقلا عن المتهجد -:

اللّهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لِي عِلْمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقِي وَإِنَّما أَطْلُبُهُ بِخَطَراتٍ تَخْطُرُ عَلى قَلْبِي، فَأَجُولُ فِي طَلَبِهِ البُلْدانَ، فَأَنا فِيما أَنا طالِبٌ كَالحَيْرانِ، لاأَدْرِي أَفِي سَهْلٍ هُوَ، أَمْ فِي جَبَلٍ، أَمْ فِي أَرْضٍ، أَمْ فِي سَّماء، أَمْ فِي بَرٍّ (2) أَمْ فِي بَحرٍ؟ وَعَلى يَدَي مَنْ، وَمِنْ قِبَلِ مَنْ؟ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ عِلْمَهُ عِنْدَكَ وَأَسْبابَهِ بِيَدِكَ، وَأَنْتَ الَّذِي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ، وَتُسَبِّبُهُ بِرَحْمَتِكَ. اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ يا رَبِّ رِزْقَكَ لِي وَاسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأْخَذَهُ قَرِيباً، وَلا تُعَنِّني بِطَلَبِ ما لَمْ تُقَدِّرَ لِي فِيهِ رِزْقاً، فَإِنَّكَ غَنِيُّ عَنْ عَذابِي (3) وَأَنا فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَجُدْ عَلى عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ، إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (4) .

أقول: هذا مِن أدعية الرزق، وَيُستحب أيضاً أن يقرأ عقيب العشاء سورة: ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ ) سَبع مَرات (5) ، وأن يقرأ في الوتيرة وهي ركعتان جالسا بَعدَ العشاء مائة آية من القرآن، وَيُستحب أن يُعتاض عَن المائة آية سورة: ( إِذا وَقَعَتِ الواقِعَة ) في ركعة، وسورة: ( قُلْ هُوَ الله أحَد ) في الركعة الأخرى (6) .

_________________

(1) مصباح المتهجّد: 106 - 107. والحديث عن أبي عبد الله عليه‌السلام .

(2) أَمْ في برٍّ: خ.

(3) عَنَائِي - خ -.

(4) مصباح المتهجّد: 109.

(5) مصباح المتهجّد: 109.

(6) مصباح المتهجّد: 114.

٦١

تعقيب صلاة الصبح - عن مصباح المتهجد -:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فِيْهِ مِنَ الحَقِّ بِإذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (1) . وَتَقول عشر مَرات: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ الأَوْصِياء الرَّاضِينَ المَرْضِيِّينَ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَباركْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكاتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَأَجْسادِهِمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ (2) . وهذهِ الصلاة واردة يَومَ الجمعة أيضاً عصراً بفضل عظيم (3) .

وقُل أيضاً: اللّهُمَّ أَحْيِنِي عَلى ما أَحْيَيْتَ عَلَيْهِ عَلِيَّ بْن أَبِي طالِبٍ وَأَمِتْنِي عَلى ما ماتَ عَلَيْهِ عَلِيَّ بْنُ أَبِي طالِبٍ عليه‌السلام (4) .

وقُل مئة مرة: اسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ . ومئة مرة: أَسْأَلُ الله العافِيَةَ . ومائة مرة: أَسْتَجِيرُ بِالله مِنَ النَّارِ . ومائة مرة: وَأَسْأَلُهُ الجَنَّةَ . ومائة مرة: أَسْأَلُ الله الحُوْرَ العِينَ . ومائة مرة: لا إِلهَ إِلاّ الله المَلِكُ الحَقُّ المُبِينُ . ومائة مرة: التوحيد. ومائة مرة: صَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ . ومائة مرة: سُبْحانَ الله، وَالحَمْدُ للهِ، وَلا إِلهَ إِلاّ اللهُ، وَالله أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ . ومائة مرة: ماشاءَ الله كانَ، وَ (5) لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيْمِ (6) .

ثُمَّ قُل: أَصْبَحْتُ اللّهُمَّ مُعْتَصِما بِذِمامِكَ المَنِيعِ (7) الَّذِي لايُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ مِنْ شَرِّ كُلِّ غاشِمٍ وَطارِقٍ مِنْ سائرِ مَنْ خَلَقْتَ وَ (8) ما خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصَّامِتْ وَالنّاطِقِ فِي جَنَّةٍ مِنْ كُلِّ مَخُوْفٍ بِلِباسٍ سابِغَةٍ وَلاِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ مُحْتَجِبا مِنْ كُلِّ قاصِدٍ لِي إِلى

__________________

(1) مصباح المتهجّد: 200.

(2) مصباح المتهجّد: 207.

(3) مصباح المتهجّد: 386 و 394 بدون ذكر الفضل.

(4) مصباح المتهجّد: 207.

(5) وَ: خ.

(6) مصباح المتهجّد: 208 و 209.

(7) أي المُحْكَمْ.

(8) مَن خلقتَ وَ: نسخة.

٦٢

أَذَيِّةٍ بِجِدارٍ حَصِينِ الاخْلاصِ فِي الاعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ، وَالتَّمَسُّكِ بِحَبْلِهِمْ مُوقِنا أَنَّ الحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَفِيهِمْ وَبِهِمْ أَوالِي مَنْ وَالَوا وَأَجانِبُ مَنْ جانَبُوا فَأَعِذْنِي اللّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ما اتَّقِيهِ يا عَظِيْمُ حَجَزْتُ أَلاَعادِي عَنِّي بِبَدِيعِ السَّماواتِ وَأَلاَرْضِ إِنّا (1) جَعَلْنا مِنْ بَيْن أَيْدِيهِمْ سَداً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَداً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لايُبْصِرُونَ (2) .

وهذا دعاء يدعى به في كُل صباحٍ ومَساء (3) وهوَ دعاء أمير المؤمنين عليه‌السلام لَيلَة المبيت (4) .

وروي في التهذيب أن مَن قال بعد فريضة الفجر عشر مرات: سُبْحانَ الله العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ، عافَاه الله تعالى مِن العمى والجنون والجذام والفقر والهدم (انهدام الدار) أو الهرم (الخرافة عند الهرم) (5) .

وروى الكليني عَن الصادق عليه‌السلام أنّ من قال بعد فريضة الصبح وفريضة المَغرب سَبع مَرات: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ . دفع الله عنهُ سَبعين نوعاً مِن أنواع البَلاءِ أهونها الريح والبرص والجنون، وإن كانَ شقيا مُحي مِن الاَشقياء، وكتب مِنَ السعداء (6) .

وروي عنهُ عليه‌السلام أيضاً للدنيا والآخرة، ولوجع العين هذا الدعاء بَعدَ فريضتي الصبح والمَغرب: اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ النُّورَ فِي بَصَرِي، وَالبَصِيرَةَ فِي دِينِي، وَاليَقِينَ فِي قَلْبِي، وَالاِخْلاصَ فِي عَمَلِي، وَالسَّلامَةَ فِي نَفْسِي، وَالسّعَةَ فِي رِزْقِي، والشُكْرَ لَكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي (7) .

__________________

(1) وَإِنّا: نسخة.

(2) مصباح المتهجّد: 212.

(3) إلى هنا في مكارم الأخلاق للطبرسي 2 / 25 في ذيل حديث طويل.

(4) البلد الأمين: 27.

(5) تهذيب الأحكام 2 / 106 ح 404. ذيل حديث طويل عن أبي جعفر عليه‌السلام وفيه: والفقر والهرم.

(6) الكافي 2 / 531 كتاب الدعاء باب القول عند الإصباح والإمساء، ح 25.

(7) الكافي 2 / 550 كتاب الدعاء، باب الدعاء في أدبار الصلوات، ح 11.

٦٣

أقول: روى الشيخ ابن فهد في عدّة الدّاعي عَن الرضا عليه‌السلام أنّ مَن قالَ عقيب صلاة الصبح هذا القول ما سَأل الله حاجة إِلاّ تيسرت لَهُ وكفاهُ الله ما أهمه:

بِسْمِ الله وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاُفَوِّضُ أَمْرِي إِلى الله إِنَّ الله بَصِيرٌ بِالعِبادِ، فَوَقاهُ الله سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا. لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ. حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ. ما شاءَ الله لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله، ماشاءَ الله لا ما شاء النَّاسُ، ما شاءَ الله وَإِنْ كَرِهَ النَّاسُ حَسْبيَ الرَّبُّ مِنَ المَرْبُوبِينَ، حَسْبِيَ الخالِقُ مِنَ المَخْلُوقِينَ، حَسْبِيَ الرَّازِقُ مِنَ المَرْزُوقِينَ، حَسْبِيَ الله رَبُّ العالَمِينَ، حَسْبِيَ مَنْ هُوَ حَسْبِي، حَسْبِيَ مَنْ لَمْ يَزَلْ (1) حَسْبِي، حَسْبِيَ مَنْ كانَ مُذْ كُنْتُ لَمْ يَزَلْ حَسْبِي، حَسْبِيَ الله لا إِلهَ إِلاّ هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ (2) .

أقول: حكى شيخنا ثقة الاسلام النوري نوّر الله مرقده في كتاب دار السلام عَن شَيخِهِ المَرحوم العالم الرباني الحاج المَولى فتح علي السلطان آبادي (رض)، أن الآخوند المَولى محمد صادق العراقي كانَ في غاية الضيق والعسرة والضرّاء ومضى عليه كذلك زمان فلم يجد من كربِهِ فَرَجاً ولا من ضيقه مَخْرَجاً إلى أَن رأى لَيلَة في المَنام كأنه في وادٍ يتراءى فيه خيمة عظيمة عَلَيها قبة فسأل عَن صاحبها فقيل فيه الكهف الحصين وغياث المُضطرّ المستكين الحُجة القائم المهدي المُنتظر عجّل الله تعالى فرجه فَأسرع الذهاب إليها فلّما وافاهُ (صَلَواتُ الله عَلَيهِ) شكى عندهُ سوء حاله وسَأل عنهُ دعاءً يفرّج بِهِ همّه وَيَدفع بِهِ غمّه فأحاله عليه‌السلام إلى سيّد من ولْده وإلى خيمته فخرج مِن حضرته ودخل في تلك الخيمة فرأى السيّد السند والحبر المُعتمد العالم الاَمجد المؤيد جناب السَيد محمد السلطان آبادي قاعداً على سجّادته مشغولا بدعائه وقراءته فذكر لَهُ بَعدَ السلام ما أحال عليه حجّة الملك العّلام فعلّمه دعاءً يستكفي بِهِ ضيقه وَيَستجلب بِهِ رزقه فانتبه من نومه والدعاء محفوظ في خاطره فقصد بيت جناب السيد وكانَ قَبلَ تلك‌الرؤيا نافراً عنهُ لوجهٍ لايذكرهُ فلمّا أتاهُ ودخل عليه رآه كَما في النوم على مصلاه ذاكراً

________________

(1) لَمْ يَزَلْ: خ.

(2) عُدّة الداعي: 307 في ذكر دعوات مختصّة بأوقات، ح 5.

٦٤

ربّه مستغفراً ذنبه فلما سلّم عليه اجابه وتبسم في وجهه كأنّه عرف القضية فسأل عنهُ ما سأل عنهُ في الرؤيا، فعلّمه مِن حينه عين ذاك الدعاء فدعا به في قليل من الزمان فصبّت عليه الدنيا مِن كلّ ناحية ومكان، وكانَ المَرحوم الحاج المَولى فتح علي رض يثني على السَيد ثناءً بليغا وقد ادركه في أواخر عمره وتلمّذ عليه شطراً من الزمان، وأمّا ما علّمه السيد في اليقظة والمنام فثلاثة أمور:

الأول: أَن يذكر عقيب الفَجر سَبعين مرّة واضعاً يدهُ على صدره: يا فتّاح.

الثاني: أَن يواظب على هذا الدعاء المَروي في الكافي وَقَد عَلَّمَهُ النَّبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله رجلا مِن أصحابِهِ مُبتلى بالسقم والفقر فما لبث أَن ذهَب عنهُ السقم والفقر:

لاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله، تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيّ الَّذِي لايَمُوتُ وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذَ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (1) .

الثالث: أَن يدعو دبر صلاة الغداة بالدعاء الذي رواهُ ابن فهد. وَيَنبغي أن يغتنم هذهِ الاَوراد ويداوم عَلَيها ولا يغفل عَن آثارها (3) .

واعلَم انه يستحب سجدة الشكر عقيب الصلوات استحبابا أكيداً، والدعوات والاَذكار المأثورة فيها كثيرة. وَقَد روَي عَن الرضا عليه‌السلام قالَ: إن شئتَ فَقُل فيها مائة مرة: شُكْراً شُكْراً ، وإن شئتَ فَقُل مائة مرة: عَفواً عَفْواً (4) .

وَعَنهُ عليه‌السلام قالَ: أدنى ما يجزي في سَجدة الشُكر أن يقول ثلاثاً: شُكْراً للهِ (5) .

واعلَم أيضاً أنَّ لنا ادعيةً وأذكاراً كثيرةً واردة عند طلوع الشَمس وعند غروبها مأثورة عَن النَّبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة الطاهرين عليه‌السلام ، وَقَد حرَّضت الآيات والاَخبار تحريضاً ورغبت ترغيباً في المحافظة على هاتين الساعتين وَنَحنُ نقتصر هنا على ذكر عدة من الأدعية المُعتبرة.

الأول: روى مشايخ الحديث باسناد معتبره عَن الصادق عليه‌السلام أنه قال: فريضة على كل مسلم أن يَقول قَبلَ طلوع الشَمس عشراً وقَبلَ غروبها عشراً:

لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُمِيتُ

_________________

(1) الكافي 2 / 551 كتاب الدعاء، باب الدعاء للرزق، ح 3.

(2) انظر الصفحة السابقة.

(3) دار السلام للنوري 2 / 266 مع اختلاف لفظيّة.

(4) تهذيب الأحكام 2 / 11 ح 417.

(5) الصدوق من علل الشرايع ص 360 باب 79، باب علّة سجدة الشكر، ح 1.

٦٥

وَيُحْيِي (1) ، وَهُوَ حَيُّ لايَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيْرٌ .

وورد في بعض الروايات أنّ ذلك يُقضى قضاءً إِذا تركَ فَإنه لازم (2) .

الثاني: وروي بطرقٍ معتبرة عنه عليه‌السلام أيضاً قُل قَبلَ طلوع الشَمس وقَبلَ غروبها عشر مَرات: أَعُوذُ بِالله السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وَأَعُوذُ بِالله أَنْ يَحْضُرُونِ، إِنَّ الله هُوَ السَّمِيْعُ العَلِيْمُ (3) .

الثالث: أيضاً عنهُ عليه‌السلام قالَ: ما يمنعكم أن تقولوا في كُل صباحٍ ومَساءٍ ثلاث مرّات:

اللّهُمَّ مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى دِينكَ، وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ، وَأَجِرْنِي مِنَ النّارِ بِرَحْمَِتكَ. اللّهُمَّ امْدِدْ لِي فِي عُمْرِي وأَوْسِعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَانْشُرْ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ، وَإنْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي اُمِّ الكِتابِ شَقِيّا فَاجْعَلْنِي سَعِيداً، فَإنَّكَ تَمْحُو ما تَشاءُ وَتُثْبِتُ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتابِ (4) .

الرابع: أيضاً عنهُ عليه‌السلام قُل في كُل صباح ومساء: الحَمْدُ للهِ الَّذِي يَفْعَلُ مايَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُهُ الحَمْدُ للهِ كَما يُحِبُّ الله أَنَّ يُحْمَدَ، الحَمْدُ للهِ كَما هُوَ أَهْلُهُ. اللّهُمَّ أَدْخِلْنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَخْرِجْنِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآل مُحَمَّدٍ (5) صَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ (6) .

الخامس: قل كل صباح ومساء عشر مرات:

سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ (7) .

ومن دعوات الصباح والمساء دعاء العشرات (8) وسيأتي ذكره ص 121.

_________________

(1) وَيُميتُ وَيُحيي: خ.

(2) الكافي 2 / 532 و 533، ح 31 - 33.

(3) الكافي 2 / 532 و 533، ح 31 - 33.

(4) البلد الأمين للكفعمي ك 23 في ما يقال صباحاً ومساءً، وفيه: اللهّم يا مقلّب...

(5) في الكافي: «وصلّي الله...».

(6) الكافي 2 / 529 باب القول عند الإصباح والإمساء، ح 22.

(7) انظر ثواب الأعمال: 11.

(8) البلد الأمين للكفعمي: 24.

٦٦

الفصل الثالث

في دعوات أيام الأسبوع - نقلاً عن ملحقات الصحيفة السجادية -

((دُعاء يوم الأحد))

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

بِسْمِ الله الَّذِي لا أَرجو إِلاّ فَضْلَهُ، وَلا أَخْشى إِلاّ عَدْلَهُ، وَلا أَعْتَمِدُ إِلاّ قَوْلَهُ، وَلا اُمْسِكُ (1) إِلاّ بِحَبْلِهِ. بِكَ أَسْتَجِيرُ يا ذا العَفْوِ وَالرِّضْوانِ مِنْ الظُّلْمِ وَالعُدْوانِ، وَمِنْ غِيَرِ الزَّمانِ، وَتواتِرُ الاَحْزانِ، وَطوارِقِ الحَدَثانِ، وَمِنْ إِنْقضاء المُدَّةِ قَبْلَ التَّأَهُبِ وَالعُدَّةِ (2) . وَإِياكَ أَسْتَرْشِدُ لِما فِيهِ الصَّلاحُ وَالاِصْلاحُ، وَبِكَ أَسْتَعِينُ فِيما يَقْتَرِنُ بِهِ النَّجاحُ وَالاِنْجاحُ، وَإِيّاكَ أَرْغَبُ فِي لِباسِ العافِيَةِ وَتَمامِها وَشُمُولِ السَّلامَةِ وَدَوَامِها، وأَعُوذُ بِكَ يا رَبِّ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ، وَأَحْتَرِزُ بِسُلْطانِكَ مِنْ جَوْرِ السَّلاطِينِ. فَتَقَبَّلْ ما كانَ مِنْ صَلاتِي وَصَوْمِي، وَاجْعَلْ غَدِي وَما بَعْدَهُ أَفْضَلَ مِنْ ساعَتِي وَيَوْمِي، وَأَعِزَّنِي فِي عَشِيرَتِي وَقَوْمِي، وَاحْفَظْنِي فِي يَقْظَتِي وَنَوْمِي، فَأَنْتَ الله خَيْرٌ حافِظاً وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَبْرَُ إِلَيكَ فِي يَوْمِي هذا وَما بَعْدَهُ مِنَ الاحادِ مِنَ الشِّرْكِ وَالاِلْحادِ، وَاُخْلِصُ لَكَ دُعائِي تَعَرُّضاً لِلاِجابَةِ، وَاُقِيمُ عَلى طاعَتِكَ رَجاءً لِلاِثابَةِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِكَ الدَّاعِي إِلى حَقِّكَ، وَأَعِزَّنِي بِعِزِّكَ الَّذِي لايُضامُ (3) ، وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لاتَنامُ، وَاخْتِمْ بِالاِنْقِطاعِ إِلَيْكَ أَمْرِي وَبِالمَغْفِرَةِ عُمْرِي، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ (4) .

________________

(1) في الصحيفة: «ولا أتمسّك».

(2) العدّة: الاستعداد.

(3) لا يُضام: لا يذل.

(4) الصحيفة السجادية: 54 برقم 236.

٦٧

دُعاء يوم الاثنين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يُشْهِدْ أَحَداً حِينَ فَطَرَ (1) السَّماواتِ وَالاَرْضَ، وَلا اتَّخَذَ مُعِيناً حِينَ بَرَأَ النَّسَماتِ (2) . لَمْ يُشارَكْ فِي الاِلهِيَّةِ، وَلَمْ يُظاهَرْ (3) فِي الوِحْدانِيَّةِ. كَلَّتِ الاَلْسُنُ عَنْ غايَةِ صِفَتِهِ وَالعُقُولُ (4) عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِهِ (5) ، وَتَواضَعَتِ الجَبابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ، وَعَنَتِ (6) الوُجُوهُ لِخَشْيَتِهِ، وَانْقادَ كُلُّ عَظِيمٍ لِعَظَمَتِهِ. فَلَكَ الحَمْدُ مُتَواتِراً مُتَّسِقاً (7) ومُتَوالِياً مُسْتَوْسِقاً (8) وَصَلَواتُهُ عَلى رَسُولِهِ أَبَداً وَسَلامُهُ دائِماً سَرْمَداً (9) . اللّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِي هذا صَلاحاً وَأَوْسَطَهُ فَلاحاً وَآخِرَهُ نَجاحاً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْمٍ أَوَّلَهُ فَزَعٌ، وَأَوْسَطُهُ جَزَعٌ وَآخِرُهُ وَجَعٌ. اللّهُمَّ إِنِّي اسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْرٍ نَذَرْتُهُ وَكُلِّ (10) وَعْدٍ وَعَدْتُهُ، وَكُلِّ (11) عَهْدٍ عاهَدْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَفِ بِهِ (12) ، وَأَسأَلُكَ فِي مَظالِمِ عِبادِكَ عِنْدِي فَأَيُّما عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِكَ أَو أَمَةٍ مِنْ إِمائِكَ كانَتْ لَهُ قِبَلِي (13) مَظْلِمَةٌ ظَلَمْتُها إِيّاهُ فِي نَفْسِهِ، أَوْ فِي عِرْضِهِ أَوْ فِي مالِهِ أَوْ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، أَوْ غيْبَةٌ اغْتَبْتُهُ بِها، أَوْ تَحامِلٌ عَلَيْهِ بِمَيْلٍ أَوْ هَوَىً أَوْ أَنَفَةٍ أَوْ حَمِيَّةٍ أَوْ رِياءٍ أَوْ عَصَبِيَّةٍ غائِباً كانَ أَوْ شاهِداً أَوْ حَيّاً كانَ أَوْ مَيِّتاً،`فَقَصُرَتْ يَدِي وَضاقَ وُسْعِي عَنْ رَدِّها إِلَيْهِ والتَحَلُّلِ مِنْهُ، فَأَسْأَلُكَ يا مَنْ يَمْلِكُ الحاجاتِ وَهِي مُسْتَجِيبَةٌ لِمَشِيَّتِهِ وَمُسْرِعَةٌ إِلى إِرادَتِهِ أَنْ تُصَلِّيَّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ

__________________

(1) فطر: أنشأ.

(2) برأ النّسمات: خلق الأنفس.

(3) لم يظاهر: لم يعاون.

(4) في المصدر: «وانحسرت العقول».

(5) كنه معرفته: جوهره وحقيقته.

(6) عنت: خضعت.

(7) متّسقاً: منتظماً.

(8) مُسْتَوْثِقاً - خ - مستوسقاً: مجتمعاً.

(9) سرمداً: أبداً.

(10) في المصدر: «ولكلّ».

(11) في المصدر: «ولكلّ».

(12) في المصدر: «لك بِه».

(13) قِبَلي: عندي.

٦٨

مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُرْضِيَهُ عَنِّي بِما شِئْتَ، وَتَهَبَ لِي مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً إِنَّهُ لاتَنْقُصُكَ المَغْفِرَةُ ولاتَضُرُّكَ المَوْهِبَةُ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللّهُمَّ أَوْلِنِي فِي كُلِّ يَوْمِ اثْنِينِ نِعْمَتَيْنِ مِنْكَ ثِنْتَيْنِ: سَعادَةَ فِي أَوَّلِهِ بِطاعَتِكَ، وَنِعْمَةً فِي آخِرِهِ بِمَغْفِرَتِكَ، يا مَنْ هُوَ الاِلهُ وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ سِواهُ (1) .

دُعاء يوم الثلاثاء

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للهِ وَالحَمْدُ حَقُهُ كَما يَسْتِحِقُّهُ حَمْداً كَثِيراً، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِي؛ إِنَّ النَّفْسَ لاَمّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاّ مارَحِمَ رَبِّي، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطانِ الَّذِي يَزِيدُنِي ذَنْباً إِلى ذَنْبِي، وَاحْتَرِزُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَبّارٍ فاجِرٍ، وَسُلْطانٍ جائِرٍ، وَعَدُوٍ قاهِرٍ. اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ جُنْدِكَ فَإِنَّ جُنْدَكَ هُمُ الغالِبُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ حِزْبِكَ فَإِنَّ حِزْبَكَ هُمُ المُفْلِحُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أوْلِيائِكَ فَإِنَّ أَوْلِياَئكَ لاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاهُمْ يَحْزَنُون. اللّهُمَّ اصْلِحْ لِي دِينِي فَإِنَّهُ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَاصْلِحْ لِي آخِرَتِي فَإِنَّها دارُ مَقَرِّي وَإِلَيْها مِن مُجاوَرَةِ اللئامِ مَفَرِّي، وَاجْعَلْ الحَياةَ زِيادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَالوَفاةَ راحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَتَمامِ عِدَّةِ المُرْسَلِينَ، وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَأَصْحابِهِ المُنْتَجَبِينَ، وَهَبْ لِي فِي الثُّلاثاءِ ثَلاثا: لاتَدَعْ لِي ذَنْباً إِلاّ غَفَرْتَهُ، وَلا غَمّاً إِلاّ أَذْهَبْتَهُ، وَلا عَدُوّاً إِلاّ دَفَعْتَهُ. بِبِسْمِ الله خَيْرِ الاَسَّماء، بِسْمِ الله رَبِّ الاَرْضِ وَالسَّماء اسْتَدْفِعُ كُلَّ مَكْرُوهٍ أَوَّلُهُ سَخَطُهُ، وَأَسْتَجْلِبُ كُلَّ مَحْبُوبٍ أَوَّلُهُ رِضاهُ، فَاخْتِمْ لِي مِنْكَ بِالغُفْرانِ يا وَلِيَّ الاِحْسانِ (2) .

­­­_________________

(1) الصحيفة السجادية: 544 برقم 238.

(2) الصحيفة السجادية: 547 برقم 240.

٦٩

دُعاء يوم الأربعاء

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ اللّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً، وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً، لَكَ الحَمْدُ أَنْ بَعَثْتَنِي مِنْ مَرْقَدِي وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً (1) ، حَمْداً دائِماً لايَنْقَطِعُ أَبَداً وَلايُحْصِي لَهُ الخَلائِقُ عَدَداً. اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ وَأَمْرَضْتَ وَشَفَيْتَ وَعافَيْتَ وَأَبْلَيْتَ، وَعَلى العَرْشِ اسْتَوَيْتَ وَعَلى المُلْكِ احْتَوَيْتَ. أَدْعُوكَ دُعاءَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسِيلَتُهُ وَانْقَطَعَتْ حِيلَتُهُ وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ وَتَدانى فِي الدُّنْيا أَمَلُهُ، وَاشْتَدَّتْ إِلى رَحْمَتِكَ فاقَتُهُ وَعَظُمَتْ لِتَفْرِيطِهِ حَسْرَتُهُ وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ وَخَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ. فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَارْزُقْنِي شَفاعَةَ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَلاتَحْرِمْنِي صُحْبَتَهُ إِنَّكَ أَنْتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ. اللّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الاَرْبِعاءِ أَرْبَعاً: اجْعَلْ قُوَّتِي فِي طاعَتِكَ، وَنَشاطِي فِي عِبادَتِكَ، وَرَغْبَتِي فِي ثَوابِكَ، وَزُهْدِي فِيما يُوجِبُ لِي أَلِيمَ عِقابِكَ، إِنَّكَ لَطِيفٌ لِما تَشاءُ (2) .

دُعاء يوم الخميس

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ اللَّيْلَ مُظْلِما بِقُدْرَتِهِ، وَجاءَ بِالنَّهارِ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ، وَكَسانِي ضِيائَهُ وَأَنا فِي نِعْمَتِهِ. اللّهُمَّ فَكَما أَبْقَيْتَنِي لَهُ فَأَبْقِنِي لاَمْثالِهِ، وَصَلِّ عَلى النَّبِيّ مُحَمَّدٍ

_________________

1 - سرمداً: مستمرّاً، دائماً.

2 - الصحيفة السجادية: 550 برقم 242.

٧٠

وَآلِهِ، وَلاتَفْجَعْنِي فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ مِنَ اللَّيالِي وَالاَيّامِ بِارْتِكابِ المَحارِمِ وَاكْتِسابِ المَآثِمِ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَخَيْرَ ما فِيهِ وَخَيْرَ مابَعْدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ وَشَرَّ مافِيهِ وَشَرَّ مابَعْدَهُ . اللّهُمَّ إِنِّي بِذِمَّةِ الاِسْلامِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ، وَبِحُرْمَةِ القُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ، وَبِمُحَمَّدٍ المُصْطَفى صلى‌الله‌عليه‌وآله اسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ، فَاعْرِفِ اللّهُمَّ ذِمَّتِي الَّتِي رَجَوْتُ بِها قضاء حاجَتِي، يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الخَمِيسِ خَمْساً: لايَتَّسِعُ لَها إِلاّ كَرَمُكَ، وَلايُطِيقُها إِلاّ نِعَمُكَ: سَلامَةً أَقْوى بِها عَلى طاعَتِكَ، وَعِبادَةً اسْتَحِقُّ بِها جَزِيلَ مَثُوبَتِكَ، وَسِعَةً فِي الحالِ مِنَ الرّزْقِ الحَلالِ، وَأَنْ تُؤْمِنَنِي فِي مَواقِفِ الخَوْفِ بِأَمْنِكَ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ طَوارِقِ الهُمُومِ وَالغُمُومِ فِي حِصْنِكَ، وَصَلِّ (1) عَلى مُحمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ تَوَسُّلِي بِهِ شافِعاً يَوْمَ القِيامَةِ نافِعاً، إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (2) .

دُعاء يوم الجمعة

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للهِ الأول قَبْلَ الاِنْشاءِ وَالاِحْياءِ وَالآخرِ بَعْدَ فَناءِ الأَشْياءِ، العَلِيمِ الَّذِي لا يَنْسى مَنْ ذَكَرَهُ وَلا يَنْقُصُ مَنْ شَكَرَهُ وَلا يَخِيبُ (3) مَنْ دَعاهُ وَلا يَقْطَعُ رَجاءَ مَنْ رَجاهُ. اللّهُمَّ إِنِّي اُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً، وَاُشْهِدُ جَمِيعَ مَلائِكَتِكَ وَسُكَّانَ سَماواتِكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَنْ بَعَثْتَ مِنْ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، وَأَنْشَأتَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ، أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ وَلا عَدِيلَ وَلا خُلْفَ لِقَوْلِكَ وَلا تَبْدِيلَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ أَدّى ماحَمَّلْتَهُ إِلى العِبادِ

_________________

1 - في المصدر: «صل ّ ».

2 - الصحيفة السجادية: 553 برقم 244.

3 - ف ي المصدر: « ولا يخيّب ».

٧١

وَجاهَدَ فِي الله عَزَّ وَجلَّ حَقَّ الجِهادِ، وَأَنَّهُ بَشَّرَ بِما هُوَ حَقٌ مِنَ الثَّوابِ، وَأَنْذَرَ بِما هُوَ صِدْقٌ مِنَ العِقابِ. اللّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ ما أَحْيَيْتَنِي، وَلاتُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهّابُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى (1) آل مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِ، وَوَفِّقْنِي لاَداءِ فَرْضِ الجُمُعاتِ وَما أَوْجَبْتَ عَلَيَّ فِيها مِنْ الطّاعاتِ وَقَسَمْتَ لاهْلِها مِنَ العَطاءِ فِي يَوْمِ الجَزاءِ. إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (2) .

دُعاء يوم السبت

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

بِسْمِ الله كَلِمَةِ المُعْتَصِمِينَ وَمَقالَةِ المُتَحَرِّزِينَ (3) ، وَأَعُوذُ بِالله تَعالى مِنْ جَوْرِ الجائِرِينَ، وَكَيْدِ الحاسِدِينَ وَبَغْي الظّالِمينَ، وَأَحْمَدُهُ فَوْقَ حَمْدِ الحامِدِينَ. اللّهُمَّ أَنْتَ الواحِدُ بِلا شَرِيكٍ، وَالمَلِكُ بِلا تَمْلِيْكٍ، لاتُضادُّ فِي حُكْمِكَ، وَلا تُنازَعُ فِي مُلْكِكَ. أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأَنْ تُوْزِعَنِي مِنْ شُكْرِ نُعْماكَ ماتَبْلُغُ بِي غايَةَ رِضاكَ، وَأَنْ تُعِيْنَنِي عَلى طاعَتِكَ وَلُزُومِ عِبادَتِكَ وَاسْتِحْقاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنايَتِكَ، وَتَرْحَمَنِي بِصَدِّي (4) عَنْ مَعاصِيكَ ماأَحْيَيْتَِني، وَتُوَفِّقَنِي لِما يَنْفَعَُِني ما أَبْقَيْتَنِي، وَأَنْ تَشْرَحَ بِكِتابِكَ صَدْرِي، وَتَحُطَّ بِتَلاوَتِهِ وِزْرِي، وَتَمْنَحَنِي السَّلامَةَ فِي دِينِي وَنَفْسِي، وَلاتُوحِشَ بِي أَهْلَ اُنْسِي، وَتُتِمَّ إِحْسانَكَ فِيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي كَما أَحْسَنْتَ فِيما مَضى مِنْهُ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ (5) .

_________________

1 - على: خ.

2 - الصحيفة السجادية: 556 برقم 246.

3 - المتحرّزين: المتحفّظين.

4 - وَصُدَّني - خ -. بصدّي: بمعني.

5 - الصحيفة السجادية: 588 برقم 253.

٧٢

الفصل الرابع

في فضل ليلة الجمعة ونهارها وأعمالها

إعلم أنّ ليلة الجُمعة وَنهارها يمتازان على ساير الليالي وَالايام سمّواً وَشرفاً وَنباهة.

روي عَن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: إنّ ليلة الجُمعة وَنهارها أربع وعشرون ساعة لله عزّ وَجلّ في كُلِّ ساعة ستمائة الف عتيق من النّار (1) .

وَعَن الصّادق عليه‌السلام قالَ: من مات ما بَينَ زوال الشمّس من يَوم الخميس إلى زوال الشمس من يَوم الجُمعة اعاذه الله من ضغطة القبر (2) .

وَعنه عليه‌السلام أيضاً قالَ: انّ للجمعةِ حقّاً فايّاكَ ان تضيّع حرمته أو تقصّر في شيٍ من عبادةِ الله تَعالى والتقرّب إلَيهِ بالعمل الصّالحِ وَترك المحارم كُلَّها فانّ الله تَعالى يُضاعِف فيهِ الحَسنات وَيَمحو السّيّئات وَيَرفَع فيهِ الدّرجات، وَيومه مثل ليلته فان استطعت أن تحييها بالدّعاءِ وَالصّلاةِ فَافعل فإن الله تَعالى يَرسل فيها الملائِكة إلى السَّماء الدّنيا لتضاعف فيها الحسَنات وَتَمحو فيها السيّئات، وَانّ الله واسِعٌ كريم (3) .

وأيضاً في حديث معتبر عنه عليه‌السلام قالَ: انّ المؤمِنَ ليدعو في الحاجة فَيُؤخر الله حاجَتَهُ التي سَأل إلى يَوم الجُمعة ليخصّه بفضله (أي ليضاعف له بِسَبب فَضل يَوم الجُمعة) (4) . وَقالَ: لمّا سَأل إخوة يوسُفَ يَعقوب أنْ يَسْتَغِفرَ لَهُم قَال: سَوفَ أستَغفِرُ لَكمْ رَبّي ثمّ أخّر الاستغفار إلى السّحر من لَيلة الجُمعة كَي يُستجاب لَهُ (5) .

وَعَنه أيضاً قالَ: إذا كانت ليلة الجُمعة رَفَعت حِيتَان البَحر رؤوسَها وَدَوابّ البَراري، ثمّ نادت بِصوتٍ طَلق ربّنا لاتُعَذِّبْنا بِذنوب الادميّين (6) .

وَعَن الباقِر عليه‌السلام قالَ: إنّ الله تعالى لَيأمر مَلَكا فَيُنادي كُلّ لَيلة جُمعة مِن فَوقِ عَرشِه مِن أوّل اللّيل إلى آخرهِ: إِلاّ عبد مُؤمِن يَدعوني لاخِرَتهِ وَدُنياه قَبلَ طُلوع الفَجر فَأجيبه، ألا عبد مُؤمن

_________________

1 - بحارالأنوار 89 / 268 باب فضل يوم الجمعة وليلتها عن خصال الصدوق.

2 - ثواب الأعمال للصدوق: 194.

3 - مصباح التهجّد: 283 وفيه: فإنّ الله تعالى يضاعف فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات.

4 - المحاسن للبرقي: ص 58 باب 74 ح 94.

5 - بحارالانوار 89 / 271 عن المقنعة: 25 والصدوق في الفقيه 1 / 272.

6 - بحارالانوار 89 / 281 عن كتاب العروس.

٧٣

يَتوب إلى مِن ذنوبهِ قَبلَ طُلوع الفَجر فَأتوب عَليه، ألا عبد مُؤمن قَد قَترتُ عَليه رِزقه فيسألني الزّيادة في رِزقه قَبلَ طُلوع الفَجر فأزيده وَأوسع عَليه، ألا عبد مُؤمن سقيم فَيسألني أنْ أشفيه قَبلَ طُلوع الفَجر فأعافيه، أَلا عبد مُؤمن مَغموم مَحبوس يَسألني أنْ أطلقهُ مِن حَبسِه وَأفرج عَنهُ قَبلَ طُلوع الفَجر فأطلقهُ وَأخلّي سَبيلهُ، ألا عبد مَظلوم يَسألني أنْ آخذ لَهُ بِظلامَته قَبلَ طُلوع الفَجر فأنتَصِر لَهُ وَآخذ بِظلامَتِهِ . قالَ: فلا يزال ينادي حتّى يَطلع الفَجر (1) .

وَعَن أمير ألمُؤمنين عليه‌السلام قالَ: إنّ الله اختار الجُمعة فَجعل يَومها عيداً، وَاختارَ لَيلتها فَجعلها مثلها. وَإنّ من فَضلِها أنْ لا يسأل الله عزّ وَجلّ أحد يَوم الجُمعة حاجة إلا استَجيب لَهُ، وَإنِ استحق قَومٌ عِقاباً فَصادفوا يَوم الجُمعة وَليلتها صُرِفَ عَنهم ذلكَ وَلَمْ يبقَ شيٌ ممّا أحكَمه الله وفضّله إلا أبرمَه في ليلةِ الجُمعة. فَليلة الجُمعة أفضل اللّيالي وَيَومها أفضل الاَيّام (2) .

وَعَن الصّادق عليه‌السلام قالَ: إجتَنِبوا المعاصي لَيلة الجُمعة، فإنّ السّيّئة مُضاعَفة وَالحَسَنة مُضاعَفة، وَمَنْ تَرك مَعصية الله لَيلة الجُمعة غَفَرَ الله لَهُ كُلّ ماسَلف، وَمَنْ بَارزَ الله لَيلة الجُمعة بِمعصية أخذهُ الله بكلّ ما عمل في عُمرهِ وَضاعفَ عَليه العَذاب بِهذهِ المَعصية (3) .

وَبِسَنَد مُعْتَبَر عَنْ الرّضا عليه‌السلام قالَ: قالَ رَسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ يَوم الجُمعة سَيّد الاَيّام يُضاعِفُ الله عزّ وَجلّ فيهِ الحَسَنات وَيَمحو فيهِ السيئات وَيَرفع فيهِ الدّرجات وَيَستَجيب فيهِ الدّعوات وَيَكشِفُ فيهِ الكُربات وَيَقضي فيهِ الحوائِج العِظام، وَهُوَ يَوم المزيد للهِ فيه عُتقاء وَطلقاء من النّار ما دعا فيه أحد من النّاس وَعرف حقّه وَحرمته إلاّ كانَ حقّا على الله عزّ وَجلّ أَن يجعله من عتقائِه وَطُلقائه من النّار، فإنْ مات في يومه أو ليلته مات شهيداً وَبعث آمنا. وَما استخفّ أحد بحرمته وضيّع حقّه إلاّ كانَ حقاً على الله عَزّ وَجلّ أن يصليه نار جهنّم إلاّ أن يتوب (4) .

وَبأسناد معتبرة عَن الباقِر عليه‌السلام قالَ: ما طلعت الشّمس بِيوم أفضل من يوم الجُمعة، وَإنّ كلام الطّير إِذا لَقى بعضها بعضاً: سلام سلام يَوم صالح (5) .

وَبسند معتبر عَن الصّادق عليه‌السلام قالَ: من وَافق منكم يَوم الجُمعة فلا يشتغلن بشي غَير العبادة

_________________

1 - بحار الانوار 89 / 282 عن كتاب العروس لأبي محمد جعفر بن احمد بن علي القمي.

2 - عن كتاب العروس: 153 وعنه البحار 89 / 282.

3 - عن كتاب العروس للقمي: 153 وعنه البحار 89 / 283.

4 - بحار الانوار 89 / 274 عن البزنطي.

5 - عدّة الداعي: 57 في اسباب الإجابة عن الصادق عليه‌السلام .

٧٤

فإنّ فيه يغفر للعباد وتنزل عَلَيهم الرّحمة (1) . وَفضْل ليلة الجُمعة وَنهارها أكثر من أَن يورد في هذه الوجيزة .

امّا أعمال ليلة الجُمعة فكثيرة وهنا نقتصر على عدّة منها:

الأول: الاكثار من قول: سُبْحانَ الله، وَالله أَكْبَرُ، ولا إِلهَ إِلاّ الله (2) . وَالاكثار من الصلاة على مُحَمَّدٍ وآله. فقد روي أنّ ليلة الجُمعة ليلتها غرّاء وَيومها يَوم زاهِر فأكثروا من قول: سُبْحانَ الله، وَالله أَكْبَرُ، ولا إِلهَ إِلاّ الله. وَأكثروا من الصلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام . وَفي رواية أخرى: أنّ أقّل الصلاة على مُحَمَّدٍ وآله في هذه اللّيلة مائة مَرَّة وَما زدت فهو أفضل (3) .

وَعَن الصّادق عليه‌السلام : أن الصلاة على مُحَمَّدٍ وآله في ليلة الجُمعة تعدل ألف حسنة وَتمحو ألف سيّئة وَترفع ألف درجة (4) وَيستحبّ الاستكثار فيها من الصّلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ (صَلَواتُ الله عَلَيهمِ) من بعد صلاة العصر يَوم الخميس إلى آخر نهار يَوم الجُمعة (5) .

وَروي بسند صحيح عَن الصّادق عليه‌السلام قال: إِذا كانَ عصر الخميس نزل من السّماء ملائكة في أيديهم أقلام الذّهب وَقراطيس الفضّة، لا يكتبون إلى ليلة السّبت إِلاّ الصّلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ (6) .

وقالَ الشّيخ الطّوسي: وَيستحبّ في يَوم الخميس الصّلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ألف مَرَّة، وَيستحبّ أنْ يقول فيه: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ. وَإنْ قالَ ذلك مِنْ بَعد العصر يَوم الخميس إلى آخر نهار يَوم الجُمعة كانَ لَهُ فَضل كثير (7) .

وَقالَ الشّيخ أيضاً: وَيستحبّ أنْ تَستغفر آخر نهارك يَوم الخميس فتَقول:

_________________

1 - بحار الانوار 89 / 275 عن مصباح التهجّد: 283 ما جاء في فضل يوم الجمعة.

2 - بحارالانوار 89 / 313 ح 21 عن المقنعة.

3 - الظاهر أنّ هذا مضمون روايات متعدّدة، روى قسماً منها البحار 89 / 313 ح 20 عن رسالة الشهيد رحمه‌الله وثواب الاعمال للصدوق 158.

4 - رواه البحار 89 / 313 ح 21 عن المقنعة مع اختلاف لفظي.

5 - مصباح التهجّد: 265 في اعمال الاسبوع.

6 - جمال الاسبوع لابن طاووس في الفصل العاشر ص 183.

7 - مصباح المتهجّد: ص 257 وفي أعمال الاسبوع: ص 265.

٧٥

أسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْه‌ِتَوْبَةَ عَبْدٍ خاضِعٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ، لايَسْتَطِيعُ لِنَفْسِهِ صَرْفا وَلا عَدْلاً وَلا نَفْعاً وَلا ضُرّا وَلا حَياةً وَلا مَوْتاً وَلانُشُوراً. وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ الاَخْيارِ الاَبْرارِ وَسَلّمَ تَسْلِيماً (1) .

الثاني: أنْ يقرأ ليلة الجُمعة سُورَة بني إسرائيل والكهف وَالسّور الثّلاث المبدؤة بطسَّ وسورة الَّم السّجدة ويَّس وصَّ وَالاحقاف والواقعة وحَّم السّجدة وحَّم الدّخان وَالطُّور وَاقتربت وَالجُمعة (2) ، فإنْ لَمْ تسنحْ لَهُ الفرصة فليختار من هذه السّور الواقعة وَما قبلها. فقد روي عَن الصّادق عليه‌السلام قالَ: مَنْ قَرَأَ بني إسرائيل في كُلِّ ليلة جُمعة لَمْ يَمُتْ حتّى يدرك القائِم عليه‌السلام فيكون من أصحابهِ (3) . وقالَ عليه‌السلام : مَنْ قَرأ سُورَة الكهف كُلّ ليلة جُمعة لَمْ يَمُتْ إِلاّ شهيداً أو بَعثهُ الله مع الشّهداء ووقف يَوم القيّامة مع الشّهداء (4) .

وقالَ عليه‌السلام : مَنْ قرأ الطّواسين الثّلاثة في ليلة الجُمعة كانَ مِنْ أولياء الله وَفي جوار الله وَفي كنفه وَلم يصبه في الدّنيا بُؤس أبداً، وَأُعطي في الآخرة مِنَ الجنّة حتّى يرضى وَفوق رضاه وَزوّجه الله مائة زوجة مِنَ الحور العين (5) .

وَقالَ عليه‌السلام : مَنْ قرأ سُورَة السّجدة في كُلِّ ليلة جُمعة أعطاه الله كتابه بِيمينه وَلَمْ يُحاسِبْهُ بِما كانَ منه وَكانَ مِنْ رُفقاءِ مُحَمَّد وَأهل بيته عليهم‌السلام (6) .

وَبسند معتبر عَن الباقِر عليه‌السلام قالَ: مَنْ قرأ سُورَة صَّ في ليلة الجُمعة أُعطي من خير الدّنيا وَالآخرة مالَمْ يُعط أحَداً مِنَ النّاس إِلاّ نَبيّاً مُرسلاً أو مَلَكاً مُقَرّباً، وَأدخله الله ألجنّة وَكُلُّ مَنْ أحبَّ مِنْ أهل بَيته حتّى خادمه الَّذي يخدمه وَإنْ لَمْ يكن في حدِّ عياله وَلا في حدِّ مَنْ يَشفع لَهُ (7) .

وَعَن الصّادق عليه‌السلام قالَ: مَنْ قرأ في لَيلة الجُمعة أو يَوم الجُمعة سُورَة الاَحقاف لَمْ يُصبهُ الله بِرَوعة في الحياة الدنيّا وَأمّنه من فزع يَوم القيّامة إن شاء الله (8) .

_________________

1 - مصباح المتهجّد: 257 في اعمال الاسبوع.

2 - عن مصباح المتهجّد: 265 وجمال الاسبوع. ص 190 فصل 14 وعنهما البحار 89 / 289.

3 - ثواب الاعمال للصدوق: 107 في ثواب من قرأ سورة بني اسرائيل.

4 - ثواب الاعمال: 107، وتفسير العياشي 2 / 321.

5 - ثواب الاعمال: 109.

6 - ثواب الاعمال: 110.

7 - ثواب الاعمال: 112.

8 - ثواب الاعمال: 114.

٧٦

وَقال عليه‌السلام : من قرأ الواقعة كُلَّ ليلة جُمعة أحبّهُ الله تَعالى وأحبّه إلى النّاس أجمعين وَلَمْ يَرَ في الدنيّا بُؤساً أبداً وَلافقراً وَلا فاقة وَلا آفة من آفات الدّنيّا، وَكانَ من رُفقاءِ أمير المُؤمنين عليه‌السلام . وَهذهِ السّورة سُورَة أمير المُؤمنين عليه‌السلام خاصة لا يشركه فيها أحد (1) . وروي أنّ من قرأ سُورَة الجُمعة كُلّ ليلة جُمعة كانت كفارة لَهُ ما بَين الجُمعة إلى الجُمعة (2) .

وَروي مِثلُهُ فِيمَنْ قرأ سُورَة الكهف في كُلِّ ليلة جُمعة، وفي مَنْ قرأها بعد فريضتي الظّهر والعصر يَوم الجُمعة (3) .

واعلم أنّ الصّلوات المأثورة في ليلة الجُمعة عديدة منها: صلاة أمير المُؤمنِين عليه‌السلام (4) .

ومنها الصلاة ركعتان يقرأ في كُلِّ ركعة الحَمد وسُورَة إِذا زُلزِلَت خَمس عَشرة مَرَّة، فقد روي أنّ من صلاّ ها أمّنه الله تَعالى من عذاب القبر وأهوَال يَوم القيامة (5) .

الثالث: أن يقرأ سُورَة الجُمعة في الرّكعة الأولى من فريضتي المغرب والعشاء، ويقرأ التوّحيد في الثّانية من المغرب والأعلى في الثّانية من العشاء (6) .

الرابع: ترك إنشاد الشّعر ففي الصّحيح عن الصّادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ أنّه يكره رواية الشّعر للصّائم والمحرم وفي الحرم وفي يوم الجُمعة وفي اللّيالي. قال الرّاوي: وإن كانَ شِعراً حقّا؟ (7) فأجاب عليه‌السلام : وإِن كانَ حقّا. وفي حديث معتبر عَن الصّادق عليه‌السلام : أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ: من أنشد بيتاً من الشّعر في ليلة الجُمعة أَو نهارها (8) لَمْ يكن لَهُ سواه نصيب من الثّواب في تلك اللّيلة ونهارها، وعلى رواية أخرى: لَمْ تقبل صلاته في تلك اللّيلة ونهارها (9) .

الخامِس: أن يُكثر من الدّعاءِ لاخوانه المؤمنين كما كانت تصنع الزّهراءِ عليه‌السلام ، وإذا دعا لعشر من الاَموات منهم فقد وجبت لَهُ الجّنة كما في الحديث.

السّادس: أن يدعو بالمأثور من أدعيتها وهي كثيرة ونحن نقتصر على ذكر نبذ يسيرةٍ منها: بسند صحيح عَن الصّادق عليه‌السلام : انّ من دعا بهذا الدّعاء ليلة الجُمعة في السّجدة الاَخيرة من نافلة العشاء سبع مرّات فرغ مغفوراً لَهُ، والأفضل أن يكرّر العمل في كُلِّ ليلة:

_________________

1 - ثواب الاعمال: 117.

2 - بحارالانوار 89 / 362 عن المقنعة.

3 - الكافي 3 / 429 ح 7 من باب نوادر الجمعة.

4 - سيأتي مع دعائه عليه‌السلام ص 87.

5 - مصباح المتهجّد 260 في اعمال الاسبوع.

6 - التهذيب 3 / 6 ح 13.

7 - وسائل الشيعة 7 / 121 باب 13 من أبواب آداب الصائم.

8 - الفقيه 1 / 423 ح 1249 مع اختلاف لفظي.

9 - رواه القمي في كتاب العروس باب 11 ص 154 المطبوع ضمن جامع الاحاديث مع اختلاف لفظي.

10 - علل الشرايع 1 / 181 ب 145 ح 1 و 2.

٧٧

اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَإِسْمِكَ العَظِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِيَ العَظِيمَ (1) .

وَعَن النّبّي صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ: من قال هذه الكلمات سبع مرّات في ليلة الجُمعة فمات ليلته دَخَل الجنّة، وَمَن قالَها يَوم الجُمعة فمات في ذلكَ اليوم دَخَل الجنّة:

اللّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ وَفِي قَبْضَتِكَ وَناصِيَتِي بِيَدِكَ أَمْسَيْتُ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بَرِضاكَ مِنْ شَرِّ ما صَنَعْتُ، وأَبُؤُ بِنِعْمَتِكَ (2) وَأَبُوُُ بِذَنْبِي (3) فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لايَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ أَنْتَ .

وقالَ الشّيخ الطّوسي والسّيّد والكفعمي والسّيّد ابن باقي: يستحبّ أن يدعى بهذا الدّعاء في ليلة الجُمعة ونهارها وَفي ليلة عرفة ونهارها ونحن نروي الدعاء عَن كتاب (المصباح) للشّيخ وهُوَ:

اللّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَيّأ وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفَاَدَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ (5) وَطَلَبَ نائِلِهِ وَجائِزَتِهِ، فَإِلَيْكَ يا رَبِّ تَعْبِيَتِي وَاسْتِعْدادِي رَجاءَ عَفْوِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَجائِزَتِكَ، فَلا تُخَيِّبْ دُعائِي يا مَنْ لايَخِيبُ عَلَيْهِ سائِلٌ (6) وَلايَنْقُصُهُ نائِلٌ، فَإنِّي لَمْ آتِكَ ثِقَةً بِعَمَلٍ صالِحٍ عَمِلْتُهُ وَلا لَوَفادَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتَهُ؛ أَتَيْتُكَ مُقِرّا عَلى نَفْسِي بِالاِسأَةِ وَالظُّلْمِ مُعْتَرِفَا بِأَنْ لا حُجَّةَ لِي وَلاعُذْرَ أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِك‌َالَّذِي عَفَوْتَ (7) بِهِ عَنِ الخاطِئِينَ. فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوِفِهمْ عَلى عَظِيمِ الجُرْمِ أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ، فَيا مَنْ رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ وَعَفْوُهُ عَظِيمٌ، يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ، لايَرُدُّ غَضَبَكَ إِلاّ حِلْمُكَ وَلا يُنْجِي مِنْ سَخَطِكَ إِلاّ التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ، فَهَبْ لي يا إِلهِي فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِي تُحْيِي بِها مَيْتَ البِلادِ، وَلاتُهلِكْنِي غَمّا حَتّى تَسْتَجِيبَ لِي وَتُعَرِّفَنِي الاِجابَةَ في دُعائِي، وَأَذِقْنِي طَعْمَ

_________________

1 - تهذيب الاحكام 3 / 8 ح 24 مع اختلاف.

2 - بعملي - خ -.

3 - بذنوبي - خ -.

4 - مصباح المتهجّد: 270.

5 - رفده: أي عطائه.

6 - السّائل - خ -.

7 - علوت به على الخطّائين - خ -.

٧٨

العافِيَةِ إِلى مُنْتَهى أَجَلِي، وَلاتُشْمِتْ بِي عَدُوِّي، وَلا تُسَلِّطَهُ عَلَيَّ، وَلاتُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي . اللّهُمَّ (1) إِنْ وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي؟ وَإِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي؟ وَإِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ؟ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ وَلا فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ، وَإِنَّما يَعْجَلُ مَنْ يَخافُ الفَوْتَ، وَإِنِّما يَحْتاجُ إِلى الظُّلْمِ الضَّعِيفُ، وَقَدْ تَعالَيْتَ يا إِلهِي عَنْ ذلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً. اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ فَأَعِذْنِي وَأَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي، وَأَسْتْرْزِقُكَ فَارْزُقْنِي، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ فَاكْفِنِي، وَأَسْتَنْصِرُكَ عَلى عَدُوِّي (2) فَانْصُرْنِي، وَأَسْتَعِينُ بِكَ فَأَعِنِّي، وَأَسْتَغْفِرُكَ يا إِلهِي فَاغْفِرْ لِي آمِينَ آمِينَ آمِينَ (3) .

السابع: أن يدعو بدعاء كميل، وسيذكر في الفصل الآتي إن شاء الله تَعالى ص 115.

الثامن: أن يقرأ الدعاء: اللّهُمَّ يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى . ويدعى بهِ ليلة عرفة أيضاً وسيأتي إن شاء الله تَعالى ص 336.

التاسع: أن يقول عشر مرات: يا دائِمَ الفَضْلِ عَلى البَرِيَّةِ، يا باسِطَ اليَّدِيْنِ بِالعَطِيَّةِ، يا صاحِبَ المَواهِبِ السَّنِيَّةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَيْرِ الوَرى سَجِيَّةً، وَاغْفِرْ لَنا يا ذا العَلى فِي هِذِهِ العَشِيَّةِ . وهذا الذكر الشريف وارد في ليلة عيد الفطر أيضاً.

العاشر: أن يأكُل الرمان كما كانَ يعمل الصادق عليه‌السلام في كل ليلة جُمعة، ولعل الاَحسن أَن يجعل الاَكُل عند النوم، فقد روي أنّ من أكلَ الرمان عند النوم أمن في نفسهِ إلى الصباح (7) .

وَيَنبَغي أن يبسط لاكلِ الرمان منديلاً يحتفظ بِما يتساقط من حَبِّهِ فيجمعهُ ويأكلهُ وكما

_________________

1 - الهي - خ -.

2 - عدوك: خ.

3 - مصباح المتهجّد: 269، البلد الأمين للكفعمي: 69، وجمال الاسبوع: 197.

4 - مصباح الكفعمي: 647 فصل 46، خلاصة الاذكار للفيض الكاشاني: 76 فصل 5.

5 - خلاصة الاذكار للفيض الكاشاني: 98 فصل 10.

6 - رواه البرقي في المحاسن باب 111 ج 2 / 352 ح 2216.

7 - رواه في البحار 66 / 164 ح 49 عن كتاب طب الائمة عن ابي عبدالله عليه‌السلام .

٧٩

ينبغي أَن لا يشرك أحداً في رمانتهِ (1) .

روى الشيخ جعفر بن أحمد القمّي في كتاب (العروس) عَن الصادق عليه‌السلام : أنّ من قال بَينَ نافلة الصبح وفريضته مائة مَرَّة: سُبْحانَ رَبِّيَ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، اسْتَغْفِرُ الله رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ . بنى الله لَهُ بيتاً في الجنة (2) .

وهذا الدعاء رواه الشيخ والسَّيِّد وغيرهما وقالوا: يستحبّ أن يدعى بهِ في السَّحر ليلة الجُمعة، وهذا هو الدعاء:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَهَبْ لِي الغَداةَ رِضاكَ وَأَسْكِنْ قَلْبِي خَوْفَكَ وَاقْطَعْهُ عَمَّنْ سِواكَ، حَتّى لا أَرْجُوَ وَلا أَخافَ إِلاّ إِيّاكَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَهَبْ لِي ثَباتَ اليَقِينِ وَمَحْضَ الاِخْلاصِ وَشَرَفَ التَوْحِيدِ وَدَوامَ الاِسْتِقامَةِ وَمَعْدِنَ الصَّبْرِ وَالرِّضا بِالقَضاء وَالقَدْرِ، يا قاضِيَ حَوائِجِ السَّائِلِينَ يا مَنْ يَعْلَمُ ما فِي (3) ضَمِيرِ الصَّامِتِينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاسْتَجِبْ دُعائِي، وَاغْفِرْْ ذَنْبِي وَأَوْسِعْ رِزْقِي وَاقْضِ حَوائِجِي فِي نَفْسِي وَإِخْوانِي فِي دِينِي وَأَهْلِي.

إِلهِي، طُمُوحُ الامالِ قَدْ خابَتْ إِلاّ لَدَيْكَ وَمَعاكِفُ الهِمَمِ قَدْ تَعَطَّلَتْ إِلاّ عَلَيْكَ وَمَذاهِبُ العُقُولِ قَدْ سَمَتْ إِلاّ إِلَيْكَ، فَأَنْتَ الرَّجاءُ وَإِلَيْكَ المُلْتَجاءُ، يا أَكْرَمَ مَقْصُودٍ وَأَجْوَدَ مَسْؤولٍ، هَرَبْتُ إِلَيْكَ بِنَفْسِي، يا مَلْجَأَ الهارِبِينَ بِأَثْقالِ الذُّنُوبِ أَحْمِلُها عَلى ظَهْرِي، لا أَجِدُ لِي إِلَيْكَ شافِعاً سِوى مَعْرِفَتِي بِأَنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ رَجاهُ الطَّالِبُونَ وَأَمّلَ مالَدَيْهِ الرَّاغِبُونَ، يا مَنْ فَتَقَ العُقُولَ بِمَعْرِفَتِهِ وَأَطْلَقَ الاَلْسُنَ بِحَمْدِهِ وَجَعَلَ ما امْتَنَّ بِهِ عَلى عِبادِهِ فِي كِفاءٍ لِتَأْدِيَةِ حَقِّهِ (4) ، صَلِّ عَلى مُحَمدٍ وَآلِهِ، وَلاتَجْعَلْ لِلْشَيْطانِ عَلى عَقْلِي

_________________

1 - انظر المحاسن للبرقي باب 111 ج 2 / 354 - 355 ح 2227 - 2229.

2 - كتاب العروس لأبي محمد جعفر بن احمد القمي الرازي: 154 باب 13، المطبوع ذيل جامع الاحاديث وفيه: بين ركعتي الفجر الى الغداة يوم الجمعة...

3 - مَا في: خ.

4 - أنال به حقّه - خ -.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905