مفاتيح الجنان

مفاتيح الجنان4%

مفاتيح الجنان مؤلف:
المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 905

مفاتيح الجنان
  • البداية
  • السابق
  • 905 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 1112460 / تحميل: 13229
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان

مفاتيح الجنان

مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

وعباداته ومصائبه ينبغي للزائر أن لا يفوته فضل الصلاة بها عليه وهي:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ وَصِيِّ الأبْرارِ وَإِمامِ الأخْيارِ وَعَيْبَةِ الأنْوارِ وَوارِثِ السَّكِينَةِ وَالوَقارِ وَالحِكَم وَالاثارِ، الَّذِي كانَ يُحْيِي اللَيْلَ بِالسَّهَرِ إِلى السَّحَرِ بِمُواصَلَةِ الاسْتِغْفارِ حَلِيفِ السَّجْدَةِ الطَّوِيلَةِ وَالدُّمُوعِ الغَزِيرَةِ وَالمُناجاةِ الكَثِيرَةِ والضَّراعاتِ المُتَّصِلَةِ وَمَقَرِّ النُّهى وَالعَدْلِ وَالخَيْرِ وَالفَضْلِ وَالنَّدى وَالبَذْلِ وَمَأْلَفِ البَلْوى وَالصَبْرِ وَالمُضْطَهَدِ بِالظُّلْمِ وَالمَقْبُورِ بِالجَوْرِ، وَالمُعَذَّبِ فِي قَعْرِ السُّجُونِ وَظُلَمِ المَطامِيرِ ذِي السَّاقِ المَرْضُوضِ بِحَلَقِ القُيُودِ وَالجَنازَةِ المُنادى عَلَيها بِذُلِّ الاِسْتِخْفافِ، وَالوارِدِ عَلى جَدِّهِ المُصْطَفى وَأَبِيهِ المُرْتَضى وَاُمِّهِ فاطَمَةَ سَيِّدَةِ النِّساءِ بِإِرْثٍ مَغْصُوبٍ وَوَلاٍ مَسْلُوبٍ وَأَمْرٍ مَغْلُوبٍ وَدَمٍ مَطْلُوبٍ وَسَمٍّ مَشْرُوبٍ. اللّهُمَّ وَكَما صَبَرَ عَلى غَلِيظِ المِحَنْ وَتَجَرَّعَ غُصَصَ الكُرَبِ وَاسْتَسْلَمَ لِرِضاكَ وَأَخْلَصَ الطَّاعَةَ لَكَ وَمَحَضَ الخُشُوعَ وَاسْتَشْعَرَ الخُضُوعَ وَعادى البِدْعَةَ وَأَهْلَها وَلَمْ يَلْحَقْهُ فِي شيْءٍ مِنْ أَوامِرِكَ وَنَواهِيكَ لَوْمَةُ لائِمٍ؛ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً نامِيَةً مُنِيفَةً زاكِيَةً تُوجِبُ لَهُ بِها شَفاعَةَ أُمَمٍ مِنْ خَلْقِكَ وَقُرُونٍ مِنْ بَراياكَ وَبَلِّغْهُ عَنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإحْسانا وَمَغْفِرَةً وَرِضْوانا إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ العَمِيمِ وَالتَّجاوُزِ العَظِيمِ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١) .

وأمّا الزيارة الخاصة بالإمام محمد التقي عليه‌السلام فقد قال فيها الاجلا الثلاثة أيضاً. ثم توجّه نحو قبر أبي جعفر محمد بن علي الجواد عليه‌السلام وهو بظهر جدّه عليه‌السلام ، فإذا وقفت عليه فقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ وَعلى آبائِكَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَبْنائِكَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَوْلِيائِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ،

_________________

١ - مصباح الزائر: ٣٨٢.

٥٨١

وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ وَصَبَرْتَ عَلى الاَذى فِي جَنْبِهِ حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ، أَتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَعْدائِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ .

ثم قبل القبر وضع خدَّيك عليه ثم صلّ ركعتين للزيارة وصل بعدهما ما شئت. ثم اسجد وقل: إرْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ . ثم اقلب خدك الأيمن وقل: إِنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدِ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ . ثم اقلب خدّك الأيسر وقل: عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَرِيمُ . ثم عد إلى السجود وقل: شُكْراً شُكْراً ، مائة مرة. ثم انصرف (١) .

زيارة أخرى للإمام محمد بن علي التقي عليه‌السلام قال السيد ابن طاووس في (المزار): إذا زرت الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام فقف على قبر الجواد عليه‌السلام وقبله وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ البَرَّ التَّقِيَ الإمام الوَفِيَّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَجِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا سِرِّ (٢) الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا ضِياءَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَناءَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا كَلِمَةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَحْمَةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النُّورُ السَّاطِعُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها البَدْرُ الطَّالِعُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الطَّيِّبُ مِنَ الطَّيِّبِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الطَّاهِرُ مِنَ المُطَهَّرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الايَةُ العُظْمى السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الحُجَّةُ الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المُطَهَّرُ مِنَ الزَّلاتِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المُنَزَّهُ عَنِ المُعْضِلاتِ (٣) السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَلِيُّ عَنْ نَقْصِ الاَوْصافِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الرَّضِيُّ عِنْدَ الاشْرافِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ وَلِيُّ اللهِ وَحُجَّتُهُ فِي أَرْضِهِ وَأَنَّكَ جَنْبُ الله وَخِيَرَةُ الله وَمُسْتَوْدَعُ عِلْمِ الله وَعِلْمِ الأَنْبِياءِ وَرُكْنُ الإيْمانِ وَتَرْجُمانُ القُرْآنِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنِ اتَّبَعَكَ عَلى الحَقِّ وَالهُدى وَأَنَّ مَنْ أَنْكَرَكَ

_________________

١ - المزار للشهيد: ٢١٥، المزار الكبير للمشهدي: ٥٣٨، المزار القديم للمفيد كما في البحار ١٠٢ / ١٢.

٢ - يا ستر - خ -.

٣ - المعضلات - خ -.

٥٨٢

وَنَصَبَ لَكَ العَداوَةَ عَلى الضَّلالَةِ وَالرَّدى . أَبْرأُ إِلى الله وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ مابَقَيْتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ .

وقل في الصلاة عليه: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ بْنَ عَلِيٍّ الزَّكِيّ التَقِيّ وَالبَرِّ الوَفِيّ وَالمُهَذَّبِ النَّقِيِّ، هادِي الاُمَّةِ وَوارِثِ الأَئِمَّةِ وَخازِنِ الرَّحْمَةِ وَيَنْبُوعِ الحِكْمَةِ وَقائِدِ البَرَكَةِ وَعَدِيلِ القُرْآنِ فِي الطَّاعَةِ وَواحِدِ الأَوْصِياء فِي الاِخْلاصِ وَالعِبادَةِ وَحُجَّتِكَ العُلْيا وَمَثَلِك الاَعْلى وَكَلِمَتِكَ الحُسْنى الدَّاعِي إِلَيْكَ وَالدَّالِّ عَلَيْكَ، الَّذِي نَصَبْتَهُ عَلَما لِعِبادِكَ وَمُتَرْجِما لِكِتابِكَ وَصادِعاً بِأَمْرِكَ وَناصِراً لِدِينِكَ وَحُجَّةً عَلى خَلْقِكَ وَنُوراً تُخْرَقُ بِهِ الظُّلَمُ وَقُدْوَةً تُدْرَكُ بِها الهِدايَةُ وَشَفِيعاً تُنالُ بِهِ الجَنَّةُ، اللّهُمَّ وَكَما أَخَذَ فِي خُشُوعِهِ لَكَ حَظَّهُ وَاسْتَوْفى مِنْ خَشْيَتِكَ نَصِيبَهُ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَضْعافَ ماصَلَّيْتَ عَلى وَلِيٍّ ارْتَضَيْتَ طاعَتَهُ وَقَبِلْتَ خِدْمَتَهُ وَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا فِي مُوالاتِهِ مِنْ لَدُنْكَ فَضْلاً وَإِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْوانا إِنَّكَ ذُو المَنِّ القَدِيمِ وَالصَّفْحِ الجَمِيلِ . ثم صل صلاة الزيارة وقل بعد السلام: اللّهُمَّ أَنْتَ الرَّبُّ وَأَنا المَرْبُوبُ ، الدعاء ص ٧٠٧ (١) .

زيارة أخرى مختصه به عليه‌السلام روى الصدوق في (الفقيه) قال: إذا أردت زيارته فاغتسل وتنظف وألبس ثوبين طاهرين وقل في زيارته: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ ابْنَ عَلِيٍّ الإمام التَّقِيِّ النَّقِيِّ الرَّضِيِّ المَرْضِيِّ وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوْقَ الاَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى صَلاةً كَثِيرَةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً مُتَواصِلَةً مُتَرادِفَةً مُتَواتِرَةً (٢) ، كَأَفْضَلِ ماصَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أمامَ المُؤْمِنِينَ وَوارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ وَسُلالَةَ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله فِي ظُلُماتِ الأرْضِ، أَتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ،

_________________

١ - مصباح الزائر: ٣٩٥ فصل ١٤.

٢ - في المصدر: متواترة مترادفة.

٥٨٣

مُعادِياً لاَعْدائِكَ مُوالِياً لاَوْلِيائِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ . ثم سل حاجتك .

ثم صلّ في القبة التي فيها قبر محمد بن علي عليه‌السلام عند رأسه أربع ركعات، ركعتين لزيارة موسى الكاظم عليه‌السلام ، وركعتين لزيارة محمد التقي عليه‌السلام ولاتصل عند رأس موسى الكاظم عليه‌السلام فإنه يقابل قبور قريش ولا يجوز اتخاذها قبلة (١) .

أقول: يبدو من كلام الشيخ الصدوق أنّ قبر الإمام الكاظم عليه‌السلام كان مفرزاً عن قبر الإمام الجواد عليه‌السلام فكان ينفرد بقبّة مستقلّة وباب خاص فالزائر يخرج منها ليدخل تحت قبّة الجواد عليه‌السلام التي كانت ذات بناء خاص.

وأما الزيارات المشتركة بين هذين الإمامين الهمامين

فهي أيضاً نوعان:

الأول: ما يزار به كل واحد منهما عليه‌السلام منفرداً: روى الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن قولويه القمي في كتاب (كامل الزيارة) عن الإمام علي النقي عليه‌السلام قال: قل في زيارة كل من الإمامين:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بَداً للهِ فِي شَأْنِهِ أَتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُعادِياً لاَعْدائِكَ مُوالِياً لاَوْلِيائِكَ فَاشْفَعْ (٢) لِي عِنْدَ رَبِّكَ يا مَوْلايَ. وهذه الزيارة معتبره غاية الاعتبار، وقد رواها أيضاً الصدوق والكليني والطوسي مع اختلاف يسير (٣) .

الثاني: ما يزار به كلا الإمامين عليه‌السلام معا: وهي كما يلي، قال المفيد والشهيد ومحمد ابن المشهدي: تقول في زيارتهما عليهما‌السلام إذا وقفت عند الضريح الطاهر:

السَّلامُ عَلَيْكُما يا وَلِيَّي الله السَّلامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتَي الله السَّلامُ عَلَيْكُما يا نُورَي الله فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ، أَشْهَدُ أَنَّكُما قَدْ بَلَّغْتُما عَنِ الله ماحَمَّلَكُما وَحَفِظْتُما ما

_________________

١ - من لا يحضره الفقيه ٢ / ٦٠١ ح ٣٣٠٩.

٢ - اشفع - خ -.

٣ - كامل الزيارات: ٥٠١ - ٥٠٢ ح ١ باب ١٠٠، من لا يحضره الفقيه ٢ / ٦٠١ ح ٣٢٠٩، الكافي ٤ / ٥٧٨، تهذيب الاحكام ٦ / ٨٢ ح ١ باب ٣١.

٥٨٤

اسْتُودِعْتُما وَحَلَّلْتُما حَلالَ الله وَحَرَّمْتُما حَرامَ الله وَأَقَمْتُما حُدُودَ الله وَتَلَوْتُما كِتابَ الله وَصَبَرْتُما عَلى الاَذىْ فِي جَنْبِ الله مُحْتَسِبينَ حَتّى أَتاكما اليَّقِينُ، أَبْرأُ إِلى الله مِنْ أَعدائِكُما وَأَتَقَرَّبُ إِلى الله بِوِلايَتِكُما، أَتَيْتُكُما زائِراً عارِفاً بِحَقِّكُما مُوالِياً لاَوْلِيائِكُما مُعادِياً لاَعْدائِكُما مُسْتَبْصِراً بِالهُدى الَّذِي أَنْتُما عَلَيْهِ عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُما؛ فَاشْفَعا لِي عِنْدَ رَبِّكُما فَإِنَّ لَكُما عِنْدَ الله جاهاً عَظِيماً وَمَقاماً مَحْمُوداً . ثم قبّل التربة الشريفة وضع خدّك الأيمن عليها، ثم تحوّل إلى جانب الرأس المقدّس فقل: السَّلام عَلَيْكُما يا حُجَّتَي الله فِي أَرْضِهِ وَسَمائِهِ عَبْدُكُما وَوَلِيُّكُما زائِرُكُما مُتَقَرِّباً إِلى الله بِزِيارَتِكُما، اللّهُمَّ اجْعَل لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيائِكَ المُصْطَفِينَ وَحَبِّبْ إلى مَشاهِدَهُمْ وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . ثم صلّ ركعتين لزيارة كل إمام وادع بما أحببت (١) .

أقول: كان عصر صدور هذه الزيارات عصر التقية الشديدة ولاجل ذلك كان المعصومون عليهم‌السلام يعلّمون الشيعة زيارات قصيرة صيانة لهم عن طاغية الزمان فالزائر إن طلب زيارة طويلة فليقرأ الزيارات الجامعة الآتية وهي خير ما يزاران بها. ولا سيّما الزيارة الأولى منها حيث يظهر من روايتها أن لها مزيد اختصاص بالإمام الكاظم عليه‌السلام وإذا شاء الزائر أن يخرج من بلدهما عليهما‌السلام فليودّعهما عليهما‌السلام بدعوات الوداع ومن تلك الدعوات ما رواه الطوسي (رض) في (التهذيب) قال: إذا أردت أن تودع الإمام موسى عليه‌السلام فقف عند القبر وقل:

السَّلامُ عَلَيْك‌َيامَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ اسْتَوْدِعُكَ الله وَأَقْرَأ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسولِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ، اللّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ (٢) .

وتقول أيضاً في وداع الإمام محمد التقي عليه‌السلام : السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا بْنَ رَسُولِ الله

_________________

١ - المزار الكبير: ٥٣٩ - ٥٤٠ ح ١ باب ٤، المزار القديم للمفيد كما في البحار ١٠٢ / ١٣.

٢ - تهذيب الاحكام ٢ / ٨٣ باب ٣٢.

٥٨٥

وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ اسْتَوْدِعُكَ الله وَأَقْرَأ عَلَيْكَ السَّلامَ آمَنَّا بِالله وَبِرَسُولِهِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ اللّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ . ثم سل إلى الله تعالى أن لا تكون هذه آخر عهدك من زيارتهم وأن توفق للعود وقبّل القبر وضع خدّيك عليه (١) .

أقول: مما يناسب المقام قصة السعيد الصالح الصفي المتّقي الحاج علي البغدادي التي أوردها شيخنا في (جنّة المأوى) و (النجم الثاقب) وقال في كتاب (النجم الثاقب) إنّه لو لَم يكن في هذا الكتاب سوى هذه القصة المتقنة الصحيحة الحاوية على فوائد جمة الحادثة في عصرنا لكفاه شرفاً ونفساً ثم قال بعدما مهّده من المقدمات حكى الحاج علي أيّده الله قائلاً: تراكم في ذمّتي من سهم الإمام عليه‌السلام من الخمس مبلغ ثمانين تومانا فرحلت إلى النجف الأشرف ودفعت منها إلى علم الهدى والتقى حضرة الشيخ مرتضى أعلى الله مقامه عشرين تومانا وإلى حضرة الشيخ محمد حسين المجتهد الكاظمي عشرين تومانا وإلى حضرة الشيخ محمد الشّروقي عشرين تومانا ولَم يبق عليّ سوى عشرين تومانا كنت أروم أن أقدمها إذا قفلت من النجف إلى الشيخ محمد حسن آل يَّس الكاظمي أيده الله. ووددت لمّا وافيت بغداد أن أبادر إلى أداء مااستمرّ علي من السهم فتوجهت إلى الكاظمية وكان اليوم الخميس فزرت الإمامين الهمامين الكاظمين عليه‌السلام ثم وافيت حضرة الشيخ سلّمه الله فنقدته شطراً من العشرين تومانا وأوعدته بأن أؤدّي الباقي إذا بعت بعض البضائع بأن أبذله إلى مستحقه حسب ما يحيله عليّ بالتدريج ثم أزمعت على مغادرة الكاظمية ورفضت ماألح فيه حضرة الشيخ من البقاء معتذراً بأن عليّ أن أوفي عمال معمل النسيج أجورهم حسب ماقررت عليه من بذل أجر عمل الأسبوع في يوم الخميس عصراً فأخذت أسلك طريقي إلى بغداد فلما قاربت ثلث الطريق إذا أنا بسيد جليل من السادة يعرّج عليّ في طريقه إلى الكاظمية فدنا مني وسلم عليّ وبسط يده للمصافحة والمعانقة ورحب قائلاً أهلاً وسهلاً وضمّني إلى صدره وتلاثمنا وكان قد تعمّم بعمامة خضراء زاهرة وفي وجهه الشريف شامه كبيرة سوداء فتوقف وقال على خير أيُّها الحاج عليّ أين المقصد فأجبته قد زرت الكاظمين عليهما‌السلام وأنا الان ماضٍ إلى بغداد فقال لي: عد إلى الكاظمين عليهما‌السلام فهذه ليلة الجمعة. قلت: لا يسعني العود فأجاب ذلك في وسعك، عد كي أشهد لك بأنك من الموالين لجدي أمير المؤمنين عليه‌السلام ولنا ويشهد لك الشيخ فقد قال تعالى: ( واستشهدوا شَهيدين ) (٢) وكان هذا تلميحا إلى ما كنت أتوخاه من التماس الشيخ أن يمنحني رقعة أجعلها في كفني يشهد لي فيها بأنّي

_________________

١ - تهذيب الاحكام ٢ / ٩١ باب ٤٠.

٢ - البقرة: ٢ / ٢٨٢.

٥٨٦

من الموالين لأهل البيت عليهم‌السلام . فسألته من أين عرفتني وكيف تشهد لي فأجاب كيف لا يعرف المر من وافاه حقّه . قلت: وأي حق هذا الذي تعنيه؟ فأجاب: مابذلته لوكيلي . قلت: ومن هو؟ قال: الشيخ محمد حسن فقلت: أهو وكيلك؟ أجاب هو وكيلي وكذلك السيد محمد . قال الحاج علي: ما كنت أعرف صاحبي هذا ولكنه كان قد دعاني باسمي فاحتملت أن تكون بيننا معرفة سابقة وقلت أيضاً في نفسي أنه يطالبني بشي من الخمس ووددت أن ابذل له من سهم الإمام عليه‌السلام فقلت: يا أيُّها السيد إنّه قد بقي في ذمّتي من حقكم شي (أي حق السادة) وقد راجعت في ذلك حضرة الشيخ محمد حسن كي أؤديه إليكم بإذنه فتبسّم في وجهي قائلا: نعم، ثم قد أبلغت شطراً من حقّنا إلى وكلائنا في النجف الأشرف . فقلت: هل قبل ماأدّيته؟ قال: نعم . ثم انتبهت إلى أن صاحبي هذا يعبر عن أعاظم العلماء بكلمة وكلائي فاستكبرت ذلك ثم قلت في نفسي العلماء وكلا السادة في قبض حقوقهم ثم اعترضتني الغفلة، انتهى .

ثم قال لي: عد إلى زيارة جدي فطاوعته وعدت معه وكنت قابضا على يده اليمنى بيدي اليسرى فلما أستأنفنا المسير وجدت نهراً إلى جانبنا الأيمن يجري بماء زلال ووجدت أشجار الليمون والرارنج والعنب والرمان وغيرها تظللنا من فوق رؤوسنا وكلها مثمرة معاً في غير مواسمها فسألته عن النهر والأشجار فقال: إنها تصاحب كل موال من موالينا إذا زار جدّنا وزارنا فقلت له: مسألة أريد سؤالها. قال: سل. قلت: إن الشيخ عبد الرزاق (رض) كان ممّن يزاول التدريس وقد وافيته يوما فسمعته يقول: من دأب في حياته على صيام النهار وقيام الليل وحجّ أربعين حجّة واعتمر أربعين عمره ثم وافته المنون وهو بين الصفا والمروة ولَم يكن هو من الموالين لأمير المؤمنين عليه‌السلام ما كان له شي من الاجر؟ فأجاب: نعم والله ما كان له شي. ثم سألته عن أقربائي هل هو من الموالين لأمير المؤمنين عليه‌السلام ؟ فأجاب: نعم. هو ومن يتصل بك. ثم قلت: سيّدنا مسألة. قال: سل. قلت: يقول خطباء مآتم الحسين عليه‌السلام : إن سليمان الأعمش أتى رجلاًيسأله عن زيارة سيد الشهداء عليه‌السلام فأجابه الرجل: أنها بدعه ثم رأى في المنام هودجاً بين السماء والأرض فسأل عن الهودج فأجيب بأن فيه فاطمة الزهراء وخديجة الكبرى (عليهن السلام) فسأل أين تذهبان فأجيب إلى زيارة الحسين عليه‌السلام في هذه الليلة وهي ليلة الجمعة وشاهد رقعاً تتساقط إلى الأرض من ذلك الهودج كتب فيها: أمان من النار لزوار الحسين عليه‌السلام في ليلة الجمعة أمان من النار يوم القيامة ، فهل صحيح هذا الحديث؟ قال: نعم تام صحيح. قلت: سيّدنا أصحيح ما يقال من أنّ من زار الحسين عليه‌السلام ليلة الجمعة كان

٥٨٧

آمنا؟ قال: نعم ودمعت عيناه وبكى . قلت: سيّدنا مسألة . قال: سل . قلت: قد زرنا الرضا عليه‌السلام سنة ألف ومائتين وتسع وستين فصادفنا في بلدة درود أحد الشروقيّين (وهم قوم من العرب يسكنون البادية الشرقية للنجف الأشرف) فأضفناه وسألناه عن ولاية الرضا عليه‌السلام فقال: هي الجنة وقال هذا هو الخامس عشر من أيام أقتات فيها بطعام الرضا عليه‌السلام فكيف يجرأ منكر ونكير أن يدنوا مني في قبري؟ إنّه نبت لحمي وعظمي من طعام الرضا عليه‌السلام في دار ضيافته فهل صحيح أن الرضا عليه‌السلام يوافيه في قبره وينجيه من منكر ونكير؟ فأجاب: نعم والله إنّ جدّي الضامن . قلت: سيّدنا مسألة قصيرة شئت أسألها . قال: سل . قلت: زيارتي للرضا عليه‌السلام هل هي مقبولة؟ أجاب: مقبولة إن شاء الله . قلت: سيّدنا مسألة . قال: سل بسم الله . قلت: وهل قبلت زيارة الحاج محمّد حسين البزّاز (بزازباشي) ابن المرحوم الحاج أحمد البزاز (بزاز باشي) وقد رافقته في طريقي إلى مشهد الرضا عليه‌السلام فكنّا شريكين في النفقة؟ قال: زيارة العبد الصالح مقبولة . قلت: سيّدنا مسألة . قال: سل بسم الله . قلت: وهل قبلت زيارة فلان من أهالي بغداد وكان معنا في طريقنا إلى خراسان؟ فسكت ولم يجب . قلت: سيّدنا مسألة . قال: سل بسم الله . قلت: هل سمعت مسألتي السابقة هل قبلت زيارة هذا الرجل؟ فلم يجبني . قال الحاج علي: إنّ الرجل كان هو وأخلاؤه في الطريق من أهالي بغداد المترفين وكانوا في رحلتهم يدأبون في اللعب واللهو وكان هو قاتل أمه ثم بلغنا متسعاً من الطريق يواجه مدينة الكاظمين عليه‌السلام محاطاً بالبساتين من الجانبين وكان شطر من هذه الجادة يقع على يمين القادم من بغداد ملكا لبعض الأيتام من السادة وقد اغتصبته الحكومة فجعلته جزاً من الطريق العام فكان الورع التقي من أهالي بغداد والكاظمية يحذر المسير في هذا الشطر من الجادة فرأيت صاحبي هذا لا يأبى الجري عليه فقلت له: سيدي هذا الموضع ملك لبعض الأيتام من السادة ولا ينبغي التصرف فيه . فأجاب: هو لجدّي أميرالمؤمنين عليه‌السلام وذرّيته وأولادنا ويحلّ التصرّف فيه لموالينا وكان على الجانب الأيمن قرب هذا الموضع بستان لرجل يدعى الحاج ميرزا هادي وكان ثريا من أثرياء العجم المشهورين وكان يسكن بغداد فقلت سيّدنا هل صحيح ما يقال إن هذا البستان أرضه للإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام ؟ قال: ما شأنك وهذا؟ وأعرض عن الجواب . ثم بلغنا ساقيه مدت من نهر دجلة لري المزارع والبساتين وهي تقاطع الجاده فتنشعب هناك المسلك إلى المدينة شعبتين هما الشارع السلطاني وشارع السادة فتوجه صاحبي إلى شارع السادة فدعوته إلى الشارع السلطاني فرفض وقال لنسر في شارعنا هذا فما خطونا خطوات إِلاّ ووجدنا أنفسنا في الصحن

٥٨٨

المقدّس عند منزع الأحذية من دون أن نمر بسوق أو زقاق فدخلنا الإيوان من جانب باب المراد شرقاً مما يلي الرجل فلم يمكث صاحبي للاستئذان لدخول الرواق الطاهر وورد من دون الاستئذان، ثم وقف على باب الحرم الشريف فخاطبني وقال: زر . قلت: إنِّي لا أعرف القراءة . قال: فأقرأ لك الزيارة؟ قلت: نعم . فقال: أَأَدْخُلُ يا أللهُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ ، وسلم على الأئمة واحداً فواحداً حتى بلغ الإمام العسكري عليه‌السلام فقال: السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ العَسْكَرِي . ثم خاطبني قائلاً أتعرف إمام عصرك؟ أجبت: وكيف لا أعرفه . قال: فسلم عليه . فقلت: السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله يا صاحِبَ الزَّمانِ يا بْنَ الحَسَنِ . فتبسم وقال: عَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ . فدخلنا الحرم الطاهر وانكببنا على الضريح المقدّس وقبلناه ثم قال لي زر . قلت: لا أعرف القراءة . قال: فأقرأ لك الزيارة؟ قلت: نعم . قال: في أي الزيارات ترغب . قلت: اقرأ عليّ ما هو أفضل الزيارات . فقال: زيارة أمين الله هي الفضلى ثم أخذ يزورها بها قائلاً: السَّلام عَلَيْكُما يا أمِينَي الله فِي أَرْضِهِ وَحُجَّتَيْهِ عَلى عِبادِهِ . الخ . وأججت حينئذ مصابيح الحرم الشريف فشاهدت الشموع لا تؤثر ضياءً في تلك البقعة الشريفة فكأنها مشرقه بنور الشمس والشموع تبدوكما لو أججت في وضح النهار هذا وأنا ذاهل عن هذه الآيات فلا أنتبه إليها . فلمّا انتهى من الزيارة دار من سمت الرجل إلى خلف القبر الشريف فوقف في الجانب الشرقي وقال: هل تزور جدي الحسين عليه‌السلام . قلت: نعم أزوره عليه‌السلام فهذه ليلة الجمعة فزاره عليه‌السلام بزيارة وارث وانتهى المؤذن حينئذ من أذان المغرب فقال لي صاحبي صلّ والتحق بالجماعة فأتى المسجد الواقع خلف القبر الشريف وقد أقيمت هناك صلاة الجماعة ووقف هو منفرداً إلى يمين الإمام محاذيا له أما أنا فوجدت مكاناً في الصف الأول ووقفت هناك مصلياً مع الجماعة فلما فرغت من الصلاة لم أجد صاحبي فخرجت من المسجد وفتشت عنه الحرم الشريف فلم أجده وكنت أنوى أن أبذل له عدّة قرانات وأستضيفه تلك الليلة وإذا أنا أفيق من غفلتي وأنتبه فأشخص السيد الذي صحبني فتتوإلى في خاطري الآيات والمعجزات التي مرّت بي فقد انقادت له نفسي فعدت معه إلى الكاظمين عليه‌السلام غير مبالٍ بما كان يصدّني عن ذلك من الأمر الهام في بغداد وقد دعاني باسمي ولم أكن قد رأيته من قبل وقد عبّر بكلمة الموالين لنا . وقال أيضاً: أنا أشهد لك وقد أبدى لي النهر الجاري والأشجار المثمرة في غير مواسمها فهذه الشواهد الواضحة وغيرها ممّا شاهدت تورث لي القطع واليقين بأنّه هو الإمام المهدي عليه‌السلام ولا سيّما أنّه سألني هل تعرف إمام زمانك قلت: نعم . فقال سلّم عليه .

٥٨٩

فلمّا سلّمت تبسم وردّ هو عليّ السلام، ثم أتيت حافظ الأحذية وسألته عن صاحبي فأجاب قد خرج وسألني أكان هو صاحبك؟ قلت: نعم . ثم أويت إلى البيت الذي كنت أحلّ بها ضيفاً فبت فيه ليلتي فلمّا أصبح الصباح توجّهت إلى حضرة الشيخ محمد حسن وقصصت له قصتي فوضع يده على فيه ونهاني عن إفشاء القصّة وقال لي: وفقك الله . فكنت أكتمها ولا أنبي بها احداً . وبعد شهر من حدوثها شاهدت يوماً في الحرم الطاهر سيداً جليلاً يدنو مني ويسألني ماذا حدث لك ويلمح إلى القصّة فأنكرتها قائلا: لم يحدث لي شي فأعاد عليّ كلامه فاشتّد إنكاري لها ثم غاب عن بصري ولم أعد أره بعد . انتهى (١) .

المطلب الثاني

في الذهاب إلى المسجد الشريف مسجد براثاً والصلاة فيه..

اعلم أن جامع براثاً من المساجد المعروفة والمباركة وهو واقع على الطريق بين الكاظمية وبغداد على الطريق الذي يسلكه الوافدون لزيارة الاعتاب المقدسة في العراق من دون مبالاة بالمسجد الذي يمرّون عليه على ما روي له من الفضل والشرف الرفيع.

قال الحموي وهو من مؤرخي سنة ستمائة في كتابه (معجم البلدان): براثاً محلّة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محول وكان لها جامع مفرد تصلّي فيه الشيعة وقد خربت عن آخرها. وقال: كانت الشيعة قبل الراضي باللهِ، والخليفة العبّاسي يجتمع فيه قوم منهم يسبّون الصحابة فكبسه الراضي بالله وأخذ من وجده فيه وحبسهم وهدمه حتى سوى به الأرض وأنهى الشيعة خبره إلى حكم الماكاني أمير الأمراء ببغداد فأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وإحكامه وكتب في صدره اسم الراضي ولم تزل الصلاة تقام فيه إلى بعد الخمسين وأربعمائة ثم تعطلت إلى الان وكانت براثاً قبل بناء بغداد قريه يزعمون أنّ علياً عليه‌السلام مرّ بها لما خرج لقتال الحرورية بالنهروان وصلى في موضع من الجامع المذكور وأنّه دخل حمّاما كان في هذه القرية وينسب إلى براثاً هذه أبو شعيب البراثي العابد كان أول من سكن براثاً في كوخٍ يتعبد فيه فمرّت بكوخه جارية من أبناء الكتاب الكبار وأبناء الدنيا كانت ربيت في القصور فنظرت إلى أبي شعيب فاستحسنت حاله وما كان عليه فصارت كالأسير له فجاءت إلى أبى شعيب وقالت: أريد أن

_________________

١ - النجم الثاقب للنوري: ٢٧١ في الحكاية ٣١ من باب ٧.

٥٩٠

أكون لك خادمة . فقال لها: إن أردت ذلك فتعرّي من هيئتك وتجرّدي عمّا أنت فيه حتى تصلحي لما أردت . فتجرّدت (السعيدة) عن كلّ ما تملكه ولبست لبسة النسّاك، وحضرته فتزوّجها فلما دخلت الكوخ رأت قطعة خصاف كانت في مجلس أبي شعيب تقيه من النّدى فقالت: ما أنا بمقيمة عندك حتى تخرج الخصاف لانّي سمعتك تقول: إن الأرض تقول: يا بن آدم تجعل بيني وبينك حجاباً وأنت غداً في بطني؟ فرماها أبو شعيب ومكثت عنده سنين يتعبّدان أحسن العبادة وتوفيا على ذلك (١) .

أقول: قد حدثنا في كتاب (هدية الزائر) في فضل هذا المسجد الشريف وقلنا هناك إنّ لهذا المسجد كما يبدو من مجموع هذه الأحاديث فضائل عديدة تكفي إحداها لو حازها مسجد من المساجد أن تُشد إليه الرحال وتطوى المراحل ابتغاء رضوان الله بالصلاة فيه والدّعاء: الأولى: إنّ الله تعالى أقرّ أن لا ينزله بجيشه إِلاّ نبي أو وصي نبي. الثانية: إنه بيت مريم. الثالثة: إنه أرض عيسى عليه‌السلام . الرابعة: إن فيه العين التي نبعت لمريم. الخامسة: إن أمير المؤمنين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ، أبان تلك العين بإعحازه. السادسة: أن فيه صخرة بيضاء مباركة عليها وضعت مريم عيسى عليه‌السلام من عاتقها. السابعة: إن أمير المؤمنين عليه‌السلام كشف باعجازه عن تلك الصخرة فنصبها إلى القبلة وصلّى إليها. الثامنة: صلاة أمير المؤمنين عليه‌السلام وابنيه الحسن المجتبى وسيد الشهداء عليه‌السلام فيه. التاسعة: إن أمير المؤمنين عليه‌السلام أقام هناك أربعة أيام. العاشرة: إنّه صلى فيه الأنبياء لا سيّما النبي خليل الرحمن عليه‌السلام . الحادية عشرة: إن هناك قبر نبي من الأنبياء ولعلّه يوشع عليه‌السلام فقد قال الشيخ (رحمة الله عليه) إنّ قبره في الفسحة المقابلة لمسجد براثا. الثانية عشرة: إنّ فيه قد ردت الشمس لأمير المؤمنين عليه‌السلام (٢) .

والغريب أنّ المسجد بما له من الفضل والشرف الرفيع وبما بداً فيه من الآيات الإلهية والمعجزات الحيدرية قد عفاه معظم الوافدين لزيارة الاعتاب المقدسة في العراق وهو لم يكن في ناحية منعزلة وإنّما هو واقع على طريقهم الذي يجتازونه مراراً عديدة فلم يعهد أن يؤمه فرد واحد من كل ألف من الزوار وقد يتفق أنّ زائراً من الزوار يتوجه إليه متوخيا عظيم فضل الله فيه فإذا وافاه والباب مغلق فاقتضى فتح الباب أن يبذل نزراً يسيراً من المال تماسك عنه وتضايق وأغمض عن عظيم الاجر وهو لايحجم عن بذل الجزيل لمشاهدة مدينه بغداد

_________________

١ - معجم البلدان ١ / ٣٦٢ في مادّة براثا.

٢ - انظر البحار ١٤ / ٢٥٢ وج ٥٢ / ٢١٨ وج ١٠٢ / ٢٦ - ٣٠.

٥٩١

وصروح الجبابرة فيها فضلاً عن المبالغ الطائلة التي ينفقها في فضول المعاش وفي التعامل مع يهود بغداد على أمتعتهم النَّحسة النجسة التي صار ابت يا عها كالجز المكمِّل لزيارة معظم الزّائرين والله المستعان .

المطلب الثالث

في زيارة النواب الأربعة

وهم أبو عمرو عثمان بن سعيد الأسدي، وأبو جعفر محمد بن عثمان، والشيخ أبو القاسم حسين بن روح النوبختي، والشيخ الجليل أبو الحسن علي بن محمد السمري رضي‌الله‌عنهم .

إعلم أنّ من وظائف الوافدين لزيارة الاعتاب المقدسة في العراق أثناء إقامتهم في مدينة الكاظمين عليه‌السلام الطيبة هو التوجه إلى بغداد لزيارة هؤُلاءِ النواب الأربعة الذين نابوا عن الحجّة المنتظر إمام العصر صلوات الله عليه وزيارة قبورهم لا يتطلب من الزائر بذل كثير من الجهد فهي مجتمعة في بغداد غير بعيدة عن الوافدين من الزوّار، وهي لو كانت منتشرة في أقاصي البلاد لكان يحقّ أن تشدّ إليها الرحال ويطوى في سبيلها المسافات الشاسعة ويتحمّل متاعب السفر وشدائده لنيل ما في زيارة كل منها من الاجر العظيم والثواب الجزيل وهم قد فاقوا جميع أصحاب الأئمة عليهم‌السلام وخواصهم مرتبة وفضلاً وفازوا بالنيابة عن الإمام عليه‌السلام وسفارته والوساطة بينه وبين الرعيّة خلال سبعين سنه وقد جرى على أيديهم كرامات كثيرة وخوارق لا تحصى ويعزى إلى بعض العلماء القول بعصمتهم، وغير خفي أنّهم في مماتهم أيضاً وسائط فمن اللازم أن يبلغ الإمام عليه‌السلام ماتكتب في الحاجات والشدائد من الرقاع عن طريقهم وبوسيلتهم كما عرف في محله. والخلاصة أن عظيم فضلهم ومنزلتهم مما لايحدّه البيان وحسبنا ما ذكرناه ترغيباً إلى زيارتهم.

وأما صفة زيارتهم فهي كما ذكرها الطوسي (رض) في التهذيب والسيّد ابن طاووس (رض) في مصباح الزائر مسنداً إلى أبي القاسم حسين بن روح (رض) حَيث قال في صفة زيارتهم يسلّم على رسول الله وعلى أمير المؤمنين بعده وعلى خديجة الكبرى وعلى فاطمة الزهراء وعلى الحسن والحسين وعلى الأئمة عليهم‌السلام إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه ثم تقول: السَّلامُ عَلَيكَ يا فُلانَ بْنَ فُلانٍ ، وتذكر اسم صاحب القبر واسم أبيه: أَشْهَدُ أَنَّكَ بابُ المَوْلى أَدَّيْتَ عَنْهُ وَأَدَّيْتَ

٥٩٢

إِلَيْهِ ماخالَفْتَهُ وَلا خالَفْتَ عَلَيْهِ قُمْتَ خاصاً وَانْصَرَفْتَ سابِقاً جِئْتُكَ عارِفاً بِالحَقِّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ وَأَنَّكَ ماخِنْتَ فِي التَأْدِيَةِ وَالسَّفارَةِ. السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ بابٍ ما أَوْسَعَهُ (١) وَمِنْ سَفِيرٍ ما آمَنَكَ وَمِنْ ثِقَةٍ ما امْكَنَكَ! أَشْهَدُ أَنَّ الله اخْتَصَّكَ بِنُورِهِ حَتّى عايَنْتَ الشَخْصَ فَأَدَّيْتَ عَنْهُ وَأَدَّيْتَ إِلَيْهِ . ثم ترجع فتبتدي بالسلام على رسول الله إلى صاحب الزمان عليه‌السلام ثم تقول: جِئْتُكَ مُخْلصاً بِتَوْحِيدِ الله وَمُوالاةِ أَوْلِيائِهِ وَالبَرائةِ مِنْ أَعدائِهِمُ (٢) وَمِنَ الَّذِينَ خالَفُوكَ يا حُجَّةَ المَوْلى وَبِكَ إِلَيْهِمْ (٣) تَوَجُّهِي وَبِهِمْ إِلى الله (٤) تَوَسُّلِي .

ثم تدعو وتسأل الله ما تحب تُجَبْ إن شاء الله (٥) :

أقول: وينبغي أيضاً أن يزار في بغداد الشيخ الأجل الأفخم ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني عطّر الله مرقده، وقد كان زعيم الشيعة وأوثقهم وأثبتهم في الحديث وقد صنّف كتاب (الكافي) في خلال عشرين سنة وهو الكتاب القيّم الذي تقر به عيون الشيعة وهو منّة منّ بها على الشيعة ولا سيّما رجال الدين منهم وعدّه ابن الأثير مجدّد مذهب الإمامية في بد القرن الثالث بعدما عدّ مولانا ثامن الأئمة صلوات الله عليه مجدّداً للمذهب في القرن الثاني. ونحن قد عددنا في كتاب (هدية الزائر) أغلب العلماء المدفونين في المشاهد الشريفة فليرجع إليه من شاء.

المطلب الرابع

في زيارة سلمان قدس‌سره

إعلم أن من وظائف الزوار في مدينة الكاظمين التوجه إلى المدائن لزيارة عبد الله الصالح سلمان المحمدي (رضوان الله عليه)، وهو أوّل الأركان الأربعة وقد خصّه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله: « سلمان منّا أهل البيت » (٦) ، فجعله في زمرة أهل بيت النبوّة والعصمة.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً في فضله:

_________________

١ - ما اوسعك: خ.

٢ - أعدائه: خ.

٣ - وبك اللّهمّ - خ -.

٤ - اليك - خ -.

٥ - تهذيب الاحكام ٦ / ١١٨، مصباح الزائر: ٥١٤.

٦ - عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ٢ / ٧٠ باب ٣١ ح ٢٨٢.

٥٩٣

سلمان بحر لا ينزف وكنز لا ينفد سلمان منا أهل البيت يمنح الحكمة ويؤتى البرهان (١) .

وشبهه أمير المؤمنين عليه‌السلام بلقمان الحكيم (٢) ، بل عدّه الصادق عليه‌السلام أفضل منه، وعدّه الباقر عليه‌السلام من المتوسّمين (٣) . ويستفاد من الأحاديث أنّه كان يعرف الاسم الأعظم (٤) وأنّه كان من المحدَّثين (٥) - بفتح الدال - وأنّ للايمان عشرة مراتب وهو قد نال المرتبة العاشرة (٦) ، وأنه كان يعلم الغيب والمنايا (٧) وأنّه كان قد أكل وهو في الدنيا من تحف الجنة (٨) وأن الجنة كانت تشتاق إليه وتعشقه (٩) وأنّه كان يحبّه الله ورسوله (١٠) وأن الله تعالى قد أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بحب أربعة كان سلمان أحدهم (١١) ، وأنه قد نزل في الثناء عليه وعلى أقرانه آيات من القرآن الكريم (١٢) وأنّ جبرائيل كان إذا هبط على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يأمره ان يبلغ سلمان سلاما عن الله تعالى ويطلعه على علم المنايا والبلايا والأنساب (١٣) وأنه كان له ليلاً مجلس يخلو (١٤) فيه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام قد علّماه من علم الله المخزون المكنون مالا يطيق حمله سواه وأنه قد بلغ مبلغا شهد في حقه الصادق عليه‌السلام قائلاً:

أدرك سلمان العلم الأول والعلم الآخِر وهو بحر لا ينزح وهو منّا أهل البيت (١٥) .

وحسب الزائر ترغيباً في زيارته التأمل في اختصاص سلمان وانفراده بين الصحابة والامّة بمنقبة عظيمة هي أن أمير المؤمنين عليه‌السلام طوى المسافة بين المدينة والمدائن في ليلة واحدة فحضر جنازته وباشر بنفسه غسله وتكفينه ثم صلّى عليه بصفوف من الملائكة فعاد إلى المدينة في ليلته (١٦) . فيا له من الشرف الرفيع ولاُ آل الرسول وحبّهم حيث يبلغ به المر مثل هذه الدرجة الرفيعة والمرتبة السامية.

_________________

١ - الاختصاص للمفيد: ٣٤١.

٢ - البحار ٢٢ / ٣٩١ عن ابن ابي الحديد.

٣ - رجال الكشي ١ / ٥٦ رقم ٢٨.

٤ - رجال الكشي ١ / ٥٦ رقم ٢٩.

٥ - أمالي الطوسي: المجلس ١٤، ح ٦٢.

٦ - روضة الواعظين ٢ / ٥٤ رقم ٦٣٥.

٧ - الاختصاص للمفيد: ٢٢٢، ذيل حديث.

٨ - انظر الدرجات الرفيعة: ٢١٧.

٩ - الخصال ١ / ٣٠٣ ح ٨٠ باب الخمسة.

١٠ - الاختصاص للمفيد: ٢٢٢، ذيل حديث مفصّل.

١١ - الخصال للصدوق ١ / ٢٥٣ ح ١٢٦ باب الاربعة.

١٢ - تفسير القمي ٢ / ٣٠١ ذيل آية ٣ من سورة محمّد.

١٣ - الاختصاص للمفيد: ٢٢٢، ذيل حديث مفصّل.

١٤ - البحار ٢٢ / ٣٩١ عن ابن ابي الحديد.

١٥ - رجال الكشي ١ / ٥٢ رقم ٢٥.

١٦ - المناقب لابن شهر آشوب ٢ / ٣٣٧.

٥٩٤

وأما في صفة زيارته: فاعلم أن السيّد ابن طاووس قد ذكر له في مصباح الزائر أربع زيارات ونحن نقتصر هنا بالأولى من تلك الزيارات وقد أثبتنا الزيارة الرابعة منها في كتاب الهداية وقد أوردها الشيخ أيضاً في التهذيب (١) .

فإذا شئت زيارته فقف على قبره مستقبلاً القبلة وقل:

السَّلامُ عَلى رَسُولِ الله مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله خاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلام عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلام عَلى الأَئِمَّةِ المَعْصُومِينَ الرَّاشِدِينَ السَّلام عَلى المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ رَسُولِ الله الاَمِينَ (٢) السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُودَعَ أَسْرارِ السَّادَةِ المَيامِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الله مِنَ البَرَرَةِ الماضِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ الله وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. أَشْهَدُ أَنَّكَ أَطَعْتَ الله كَما أَمَرَكَ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ كَما نَدَبَكَ وَتَوَلَّيْتَ خَلِيفَتَهُ كَما أَلْزَمَكَ وَدَعَوْتَ إِلى الاِهْتِمامِ بِذُرِّيَّتِهِ كَما وَقَفَكَ (٣) وَعَلِمْتَ الحَقَّ يَقِيناً وَاعْتَمَدْتَهُ كَما أَمَرَكَ أَشْهَدُ (٤) أَنَّكَ بابُ وَصِيِّ المُصْطَفى وَطَرِيقُ حُجّةِ الله المُرْتَضى وَأَمِينُ الله فِيما اسْتُودِعْتَ مِنْ عُلُومِ الأصْفِياء، أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ النُّجَباء المُخْتارِينَ لِنُصْرَةِ الوَصِيِّ، أَشْهَدُ أَنَّكَ صاحِبُ العاشِرَةِ وَالبَراهِينِ وَالدَّلائِلِ القاهِرَةِ وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَأَدَّيْتَ الاَمانَةَ وَنَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَصَبَرْتَ عَلى الاَذى فِي جَنْبِهِ حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ. لَعَنَ الله مَنْ جَحَدَكَ حَقَّكَ وَحَطَّ مِنْ قَدْرِكَ لَعَنَ الله مَنْ آذاكَ فِي مَوالِيكَ لَعَنَ الله مَنْ أَعْنَتَكَ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ (٥) لَعَنَ الله مَنْ لامَكَ فِي ساداتِكَ لَعَنَ الله عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَضاعَفَ عَلَيْهِمْ العَذابَ الاَلِيمَ. صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ الله صَلّى الله عَلَيْكَ يا

_________________

١ - تهذيب الاحكام ٦ / ١١٨.

٢ - الأمين - خ -.

٣ - وفّقك - خ -.

٤ - أشهد - خ -.

٥ - نبيّك - خ ل -.

٥٩٥

صاحِبَ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وَعَلَيْكَ يا مَوْلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَصَلّى الله عَلى رُوحِكَ الطَّيِّبَةِ وَجَسَدِكَ الطَّاهِرِ، وَأَلْحَقَنا بِمَنِّهِ وَرَأْفَتِهِ إذا تَوَفّانا بِكَ وَبِمَحَلِّ السَّادَةِ المَيامِينَ وَجَمَعَنا مَعَهُمْ بِجِوارِهِمْ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ، صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ الله وَصَلّى الله عَلى إِخْوانِكَ الشِّيْعَةِ البَرَرَةِ مِنَ السَّلَفِ المَيامِينَ وَأَدْخَلَ الرَّوحَ وَالرِّضْوانَ عَلى الخَلَفِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَأَلْحَقَنا وَإِيّاهُمْ بِمَنْ تَوَلا هُ مِنَ العِتْرَةِ الطَّاهِرِينَ وَعَلَيْكَ وَعَلَيْهِمُ السَّلام وَرَحمَةُ الله بَرَكاتُهُ. ثم اقرأ ( إنّا أنزلناه في ليلة القدر ) سبع مرات ثم صلّي مندوباً ما بداً لك (١) .

أقول: فإذا عزمت على الانصراف من زيارته فقف عليه مودعاً وقل ما ذيل به السيد زيارته الرابعة وهو:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ الله أَنْتَ بابُ الله المُؤْتى مِنْهُ وَالمَأْخُوذُ عَنْهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُلْتَ حَقّاً وَنَطَقْتَ صِدْقاً وَدَعَوْتَ إِلى مَوْلايَ وَمَوْلاكَ عَلانِيَّةً وَسِرّاً، أَتَيْتُكَ زائِراً وَحاجاتِي لَكَ مُسْتَوْدِعاً وَها أَنا ذا مُوَدِّعُكَ أَسْتَوْدِعُكَ دِينِي وَأَمانَتِي وَخَواتِيمَ عَمَلِي وَجَوامِعَ أَمَلِي إِلى مُنْتَهى أَجَلِي، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ وصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الاَخْيارِ . ثم ادع كَثِيراً وانصرف (٢) .

أقول: إذا فرغ الزائر من زيارة سلمان (رضي الله تعالى عنه) فعليه وظيفتان:

الأولى: الصلاة ركعتين أو أكثر عند طاق كسرى فقد صلى هناك أمير المؤمنين عليه‌السلام (٣) روي عن عمّار الساباطي قال: قدم أمير المؤمنين عليه‌السلام المدائن ونزل إيوان كسرى وكان معه دلف بن بحير فلما صلّى قام وقال لدلف: قم معي وكان معه جماعة من أهل ساباط فما زال يطوف منازل كسرى، ويقول لدلف كان لكسرى في هذا المكان كذا وكذا ويقول دلف هو والله كذا حتى طاف المواضع بجميع من كان عنده ودلف يقول: يا سيّدي ومولاي كأنك وضعت هذه الأشياء في

_________________

١ - مصباح الزائر: ٥٠٥ - ٥٠٦.

٢ - مصباح الزائر: ٥١١.

٣ - ربيع الابرار ١ / ٣٢٥.

٥٩٦

هذه المساكن (١) . وروي أن أمير المؤمنين عليه‌السلام مرّ على المدائن فلمّا رأى آثار كسرى قال رجل ممّن معه:

جَرَتِ الرِّياحُ عَلى رُسُومِ دِيارِهِم

فَكَأَنَّهُمْ كانُوا عَلى مِيعادِ

فقال عليه‌السلام : أفلا قلت: ( كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ وَنِعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ فَما بَكَتْ عَليْهِمْ السَّماءُ وَالأرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ ) (٢) . ثم قال عليه‌السلام : إن هؤُلاءِ كانوا وارثين فأصبحوا موروثين لَم يشكروا النعمة فسلبوا دنياهم بالمعصية إياكم وكفر النعم لا تحل بكم النقم (٣) .

الثانية: ان يزور حذيفة بن اليمان وهو من كبار صحابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام وكان في الصحابة يمتاز بمعرفة المنافقين ومعرفة أسمائهم وكان الخليفة الثاني لا يصلي على جنازة لم يحضرها حذيفة بن اليمان وكان حذيفة واليا على المدائن سنين عديدة ثم عزله وأقرّ سلمان في مقامه فلما توفّي عاد حذيفة والياً (٤) على المدائن واستمرّ عليها حتى عادت الخلافة إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فأصدر عليه‌السلام من المدينة مرسومه الملكي إلى حذيفة وإلى أهل المدائن ينبي باستقرار الأمر له ويعيّن حذيفة واليا ولكن حذيفة مات في المدائن ودفن هناك قبلما يحل أمير المؤمنين عليه‌السلام بجيشه بالكوفة بعد مغادرته المدينة إلى البصرة دفعاً لشر أصحاب الجمل (٥) .

عن أبي حمزة الثمالي قال: دعا حذيفة بن اليماني ابنه عند موته فأوصى إليه وقال: يا بني أظهر اليأس عمّا في أيدي الناس فإنّ فيه الغنى، وإيّاك وطلب الحاجات إلى الناس فإنه فقر حاضر، وكن اليوم خيراً منك أمس وإذا أنت صلّيت فصلِّ صلاة مودّع للدنيا كأنّك لاترجع وإيّاك وما يعتذر منه (٦) .

واعلم أن إلى جانب مرقد سلمان يقع المسجد الجامع للمدائن وهو منسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام ، ولم يعرف سبب النسبة فهل هو عليه‌السلام قد أمر ببنائه أم أنّه صلى فيه، فلا تجعل نفسك محروماً من فضيلة الصلاة فيه ركعتين.

_________________

١ - مستدرك الوسائل ٣ / ٤٨٨ عن ابن شاذان في الفضائل.

٢ - الدخان: ٤٤ / ٢٥ - ٢٩.

٣ - وقعة صفين لنصر بن مزاحم: ١٤٢.

٤ - البحار ٢٨ / ٨٧.

٥ - البحار ٢٨ / ٩٤.

٦ - أمالي الصدوق: ٤٠١، المجلس ٥٢، ح ١٢.

٥٩٧

الفصل التاسع

في فضل زيارة إمام الإنس والجن المدفون بأرض الغربة

بضعة سيد الورى مولانا أبي الحسن علي بن موسى

الرضا صَلَوات الله وسَلامَهُ عَلَيه وَعَلى آبائِه وأولادَهُ أئمة الهدى .

وفي كيفية زيارته وفضيلتها أكثر من أن يحصى

ونحن هنا نتبرك بذكر عدّة أحاديث ننقل أكثرها عن تحفة الزائر :

الأول: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ستدفن بضعة منّي بخراسان مازارها مؤمن إِلاّ أوجب الله له الجنة وحرّم جسده على النار (١) . وقال في حديث معتبر آخر: ستدفن بضعة مني بخراسان مازارها مكروب إِلاّ نفس الله كربته ولا مذنب إِلاّ غفر الله ذنوبه (٢) .

الثاني: روي بسند معتبر عن موسى بن جعفر صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ قال: من زار قبر ولدي علي عليه‌السلام كان له عند الله عزَّ وجلَّ سبعون حجّة مبرورة. قال الراوي مستبعداً سبعين حجة مبرورة؟ قال: نعم سبعين ألف حجة. قال: سبعين ألف حجة؟ قال: رُبّ حجة لاتقبل من زاره أو بات عنده ليلة كان كمن زار الله في عرشه. قلت: كمن زار الله في عرشه؟ قال: نعم إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله عزَّ وجلَّ أربعة من الأوّلِينَ وأربعة من الآخِرين، فأما الأوّلون فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليه‌السلام ، وأما الأربعة الآخِرون فمحمّد وعليّ والحسن والحسين عليه‌السلام ثم يمد المطمار فيقعد معنا زوّار قبور الأئمة ألا وإنّ أعلاهم درجة وأوفرهم حبوة زوّار قبر ولدي علي عليه‌السلام (٣) .

الثالث: روي عن الإمام الرضا عليه‌السلام قال: إنّ في خراسان بقعة سيأتي عليها زمان تكون مختلف الملائكة لا تزال تهبط فيها فوج من الملائكة وتصعد فوج، حتى ينفخ في الصور. فقالوا: يا بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وما هي البقعة؟ قال: هي بأرض طوس، وإنّها والله روضة من رياض الجنّة من زارني فيها كان كما لو زار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكتب الله له بذلك ألف حجة مقبولة وألف عمرة مقبولة وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة (٤) .

_________________

١ - عيون اخبار الرضا ٢ / ٢٨٥ ح ٤ من باب ٦٦.

٢ - عيون اخبار الرضا ٢ / ٢٨٨ ح ١٤ من باب ٦٦.

٣ - الكافي ٤ / ٥٨٥.

٤ - عيون اخبار الرضا ٢ / ٢٨٦ ح ٥ من باب ٦٦.

٥٩٨

الرابع: بأسانيد صحاح عن ابن أبي نصر قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عند الله عزَّ وجلَّ ألف حجّة. فرويت الحديث عند الإمام محمد التقي صلوات الله عليه، قال: إي والله ألف ألف حجّة لمن زاره عارفاً بحقه (١) .

الخامس: روي بسندين معتبرين عن الرضا صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ قال: من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى أخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالاً، وعند الصراط، وعند الميزان (٢) .

السادس: قال أيضاً في حديث معتبر آخر: إنّي سأقتل مسموماً مظلوماً وأقبر إلى جنب هارون ويجعل الله عزَّ وجلَّ تربتي مختلف شيعتي فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة. والذي أكرم محمداً صلى‌الله‌عليه‌وآله بالنبوّة واصطفاه على جميع الخليقة لايصلّي أحد منكم عند قبري ركعتين إِلاّ استحق المغفرة من الله عزَّ وجلَّ يوم يلقاه. والذي أكرمنا بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بالإمامة وخصّنا بالوصيّة إن زوّار قبري لاكرم الوفود على الله يوم القيامة ومامن مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء إِلاّ حرَّم الله جسده على النار (٣) .

السابع: بسند معتبر عن محمد بن سليمان أنّه سأل الإمام محمد التقي (صلوات الله وسلامه عليه) عن رجل حجّ حجّة الإسلام فدخل متمتعاً بالعمرة إلى الحج فاعانه الله تعالى على حجّه وعمرة، ثم اتى إلى المدينة فسلّم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم أتى أباك أمير المؤمنين عليه‌السلام عارفاً بحقه يعلم أنّه حجّة الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه فسلّم عليه ثم اتى أبا عبد الله عليه‌السلام فسلم عليه ثم أتى بغداد فسلّم على أبي الحسن موسى عليه‌السلام ثم انصرف إلى بلاده فلما كان في هذا الوقت رزقه الله تعالى مايحجّ به فأيهما أفضل هذا الذي حجّ حجّة الإسلام يرجع أيضاً فيحج أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام فيسلم عليه؟ قال: بل يأتي خراسان فيسلّم على أبي أفضل. وليكن ذلك في رجب ولا ينبغي أن تفعلوا هذا اليوم فإنّ علينا وعليكم من السلطان شنعة (٤) .

الثامن: روى الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه عن الإمام محمد التقي عليه‌السلام قال: إن بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنة من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار (٥) .

_________________

١ - عيون اخبار الرضا ٢ / ٢٨٧ ح ١٠ من باب ٦٦.

٢ - عيون اخبار الرضا ٢ / ٢٨٥ ح ٢ من باب ٦٦.

٣ - عيون اخبار الرضا ٢ / ٢٤٨ ح ١ من باب ٥٢.

٤ - عيون اخبار الرضا ٢ / ٢٨٩ ح ١٥ من باب ٦٦.

٥ - من لا يحضره الفقيه ٢ / ٥٨٣ ح ٣١٨٥.

٥٩٩

التاسع: وروي عنه عليه‌السلام قال: ضمنت لمن زار أبي بطوس عارفاً بحقه الجنة على الله تعالى (١) .

العاشر: روى الصدوق في (عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ) عن رجل من الصالحين أنّه رأى في المنام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له: يا رسول الله أيّا من أبنائك أزور؟ قال: بعضهم وفدوا عليّ مسموماً وبعضهم وفدوا مقتولاً. فقال: أيّهم أزور مع تفرق مشاهدهم؟ قال: زر أقربهم إليك وهو مدفون بأرض الغربة. قلت: يا رسول الله تعني بذلك الرضا عليه‌السلام . قال: قل صلى الله عليه قل صلى الله عليه قل صلى الله عليه - قالها ثلاثاً - (٢) .

أقول: قد عقد في كتاب الوسائل وكتاب المستدرك أبواباً في استحباب التبرّك بمشهد الرضا ومشاهد الأئمة عليهم‌السلام واستحباب اختيار زيارة الرضا على زيارة الحسين عليه‌السلام وعلى زيارة كل من الأئمة عليهم‌السلام وعلى الحجّ المندوب والعمرة المندوبة. ولما كان هذا الكتاب لا يسع التطويل فقد اكتفينا بهذه العشرة الكاملة من الاخبار.

وأما كيفية زيارته عليه‌السلام :

فاعلم أنه قد ذكر له زيارات عديدة والمشهورة منها ما وردت في الكتب المعتبرة ونسبت إلى الشيخ الجليل محمد بن الحسن بن الوليد وهو من مشايخ الصدوق (رض) ويظهر من مزار ابن قولويه أنها مروية عن الأئمة عليهم‌السلام وكيفيتها على ما يوافق كتاب من لا يحضره الفقيه أنّك إذا أردت زيارة قبر الرضا عليه‌السلام بطوس فاغتسل قبلما تخرج من الدار وقل وأنت تغتسل: اللّهُمَّ طَهِّرْنِي وَطَهِّرْ لِي قَلْبِي وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي وَأَجْرِ عَلى لِسانِي مِدْحَتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ فَإِنَّهُ لاقُوَّةَ إِلاّ بِكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لِي طَهُوراً وَشِفاءً.

وقل وأنت تخرج: بِسْمِ الله وَبِالله وَإِلى الله وَإِلى ابْنِ رَسُولِ الله حَسْبِيَ الله تَوَكَّلْتُ عَلى اللهِ، اللّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وَإِلَيْكَ قَصَدْتُ وَماعِنْدَكَ أَرَدْتُ .

فإذا خرجت فقف على باب دارك وقل: اللّهُمَّ إِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي وَعَلَيْكَ خَلَّفْتُ أَهْلِي وَمالِي وَما خَوَّلْتَنِي وَبِكَ وَثِقْتُ فَلاتُخَيِّبْنِي، يا مَنْ لايُخَيِّبُ مَنْ أَرادَهُ وَلايُضَيِّعُ مَنْ

_________________

١ - من لا يحضره الفقيه ٢ / ٥٨٣ ح ٣١٨٦.

٢ - عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ٢ / ٣١٢ - ٣١٣ ح ٥ من باب ٦٩.

٦٠٠

حَفِظَهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (1) وَاحْفَظْنِي بِحِفْظِكَ فَإِنَّهُ لا يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَ .

فإذا وافيت سالماً إن شاء الله فاغتسل إذا أردت أن تزور وقل حين تغتسل: اللّهُمَّ طَهِّرْنِي وَطَهِّرْ لِي قَلْبِي وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي وَأَجْرِ عَلى لِسانِي مِدْحَتَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ فَإِنَّهُ لاقُوَّةَ إِلاّ بِكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ قِوامَ دِينِي التَّسْلِيمُ لاَمْرِكَ وَالاتِّباعُ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ وَالشَّهادَةُ عَلى جَمِيعِ خلْقِكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لِي شِفاءً وَنُوراً إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . والبس أطهر ثيابك وامش حافياً وعليك السكينة والوقار واذكر الله بقلبك وقل:

الله أَكْبَرُ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَسُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ . وقصر خطاك وقل حين تدخل الروضة المقدسة: بِسْمِ الله وَبِالله وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عَلِيّاً وَلِيُّ الله . وسر حتى تقف على قبره وتستقبل وجهه بوجهك وقل:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّهُ سَيِّدَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَسَيِّدِ خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ صَلاةً لايَقْوى عَلى إِحْصائِها غَيْرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ عَبْدِكَ وَأَخِي رَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُ هادِيا لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَالدَّلِيلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِكَ وَدَيَّانَ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلقِكَ وَالمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكِ وَزَوْجَةِ وَلِيِّكَ وَاُمِّ السِّبْطَيْنِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ الطُّهْرَةِ الطَّاهِرَةِ المُطَهَّرَةِ التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ الرَّضِيَّةِ الزَّكِيَّةِ سَيِّدَةِ

_________________

1 - وآله - خ -.

٦٠١

نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةُ أَجْمَعِينَ صَلاةً لايَقْوى عَلى إِحْصائِها غَيْرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سِبْطَي نَبِيِّكَ وَسَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجنَّةِ القائِمَيْنِ فِي خَلْقِكَ وَالدَّلِيلَيْنِ عَلى مَنْ بَعَثْتَ (1) بِرِسالاتِكَ وَدَيّانَي الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلَي قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ عَبْدِكَ القائِمِ فِي خَلْقِكَ وَالدَّلِيلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ وَدَيَّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلقِكَ سَيِّدِ العابِدِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي أَرْضِكَ باقِرَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصادِقِ عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دِينِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ الصَّادِقِ البارِّ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ عَبْدِكَ الصَّالِحِ وَلِسانِكَ فِي خَلْقِكَ النَّاطِقِ بِحُكْمِكَ (2) وَالحُجَّةِ عَلى بَرِيَّتِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُوسى الرِّضا المُرْتَضى عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دِينِكَ القائِمِ بِعَدْلِكَ وَالدَّاعِي إِلى دِينِكَ وَدِينِ آبائِهِ الصَّادِقِينَ صَلاةً لايَقْوى عَلى إِحْصائِها غَيْرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عبَدْكِ وَوَلِيِّكَ القائِمِ بِأَمْرِكَ وَالدَّاعِي إِلى سَبِيلِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دِينِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ العامِلِ بِأَمْرِكَ القائِمِ فِي خَلْقِكَ وَحُجَّتِكَ المُؤَدِّي عَنْ نَبِيِّكَ وَشاهِدِكَ عَلى خَلْقِكَ المَخْصُوصِ بِكَرامَتِكَ الدَّاعي إِلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ صَلَواتِكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ وَوَلِيِّكَ القائِمِ فِي خَلْقِكَ صَلاةً تامَّةً نامِيَةً باقِيَةً تُعَجِّلْ بِها فَرَجَهُ وَتَنْصُرُهُ فِيها وَتَجْعَلُنا مَعَهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَأُوالِي وَلِيَّهُمْ وَأُعادِي عَدُوَّهُمْ فَارْزُقْنِي بِهِمْ خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَأَصْرِفْ عَنِّي بِهِمْ شَرَّ الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَأَهْوالِ يَوْمِ القِيامَةِ .

ثم تجلس عند رأسه وتقول: السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله

_________________

1 - بعثته - خ -.

2 - بحكمتك - خ -.

٦٠٢

السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِسْماعِيلَ ذَبِيحِ اللهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ وَلِيِّ الله وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الحَسَنِ وَالحُسّيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ زَيْنِ العابِدِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ عِلْمِ الأوّلِينَ وَالآخِرِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ البارِّ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى بْن جَعْفَرٍ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الصِّدِيقُ الشَّهِيدُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوَصِيُّ البارُّ التَّقِيُّ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَعَبَدْتَ الله مخلصاً (1) حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ (2) .

ثم تنكب على القبر وتقول: اللّهُمَّ إِلَيْكَ صَمَدْتُ (3) مِنْ أَرْضِي وَقَطَعْتُ البِلادَ رَجاءَ رَحْمَتِكَ فَلا تُخَيِّبْنِي وَلاتَرُدَّنِي بِغِيْرِ قَضاء حاجَتِي وَارْحَمْ تَقَلُّبِي عَلى قَبْرِ ابْنِ أَخِي رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي يا مَوْلايَ أَتَيْتُكَ زائِراً وَافداً عائِذا مِمّا جَنَيْتُ عَلى نَفْسِي وَاحْتَطَبْتُ عَلى ظَهْرِي فَكُنْ لِي شافِعاً إِلى الله يَوْمَ فَقْرِي وَفاقَتِي فَلَكَ عِنْدَ الله مَقامٌ مَحْمُودٌ وَأَنْتَ عِنْدَهُ وَجِيهٌ .

ثم ترفع يدك اليمنى وتبسط اليسرى على القبر وتقول: اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِحُبِّهِمْ

_________________

1 - مخلصاً: خ.

2 - وفي الفقيه بعده: إنّه حميد مجيد.

3 - أي قصدت.

٦٠٣

وَبِوِلايَتِهِمْ أَتَوَلّى آخِرَهُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَهُمْ وَأَبْرأُ إِلى الله مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ (1) دُونَهُمْ، اللّهُمَّ العَنْ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ وَاتَّهَمُوا نَبِيِّكَ وَجَحَدُوا بِآياتِكَ وَسَخِرُوا بِإِمامِكَ وَحَمَلُوا النَّاسَ عَلى أَكْتافِ آلِ مُحَمَّدٍ، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَالبَرائةِ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ يا رَحْمْنُ .

ثم تحوّل عند رجليه وتقول: صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ صَلّى الله عَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ صَبَرْتَ وَأَنْتَ الصَّادِقُ المُصَدَّقُ قَتَلَ الله مَنْ قَتَلَكَ بِالاَيْدِي وَالاَلْسُنِ . ثم ابتهل (2) في اللعنة على قاتل أمير المؤمنين عليه‌السلام وعلى قتلة الحسن والحسين وعلى جميع قتلة أهل بيت رسول الله ثم تحوّل عند رأسه من خلفه وصلّ ركعتين تقرأ في إحداهما يَّس وفي الآخِرى الرحمن وتجتهد في الدعاء والتضرّع وأكثر من الدعاء لنفسك ولوالديك ولجميع إخوانك من المؤمنين وأقم عند رأسه ما شئت ولتكن صلاتك عند القبر إن شاء الله (3) .

أقول: هذه الزيارة هي أحسن زياراته عليه‌السلام وكلمة (وسخروا بإمامك) الواردة في آخر هذه الزيارة قد ضبطت في كتاب الفقيه والعيون وكتب العلامة المجلسي وغيره بميمين كما صنعنا نحن هنا فيكون المعنى سخروا بإمامك الذي أنت قد عينته لهم، ولكن الكلمة تجدها مضبوطة في كتاب مصباح الزائر هكذا: وسخروا بأيامك (4) وعلى هذا أيضاً يصح المعنى بل هو الأولى من بعض الوجوه فالأيام هم الأئمة عليهم‌السلام كما يعرف من خبر صقر بن أبي دلف الماضي في الفصل الخامس من الباب الأول ص 4 وأعلم أيضاً ان اللعن على قاتلي الأئمة عليهم‌السلام حسن بأي لغة كان، ولعل الأنسب أن يكون اللعن بهذه العبارة المتخذة من بعض الأدعية:

اللّهُمَّ العَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَقَتَلَةَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عليهم‌السلام وَقَتَلَةَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، اللّهُمَّ العَنْ أَعْداء آلِ مُحَمَّدٍ وَقَتَلَتَهُمْ وَزِدْهُمْ عذاباً فَوْقَ العَذابِ وَهَوانا

_________________

1 - أي أبرأ من كلّ من لم يحذو حذوهم ولم يقل بامامتهم.

2 - الابتهال هو أن تمدّ يديك جميعاً واصله: التضرّع والمبالغة في السؤال. النهاية.

3 - من لا يحضره الفقيه 2 / 602 - 605، كامل الزيارات 513 ح 1 من باب 102.

4 - في مصباح الزائر: 393 مع تحقيقات مؤسسة آل البيت ايضاً: وسخّروا بامامك. لعلّ عند المؤلف غير هذه النسخة.

٦٠٤

فَوْقَ هَوانٍ وَذُلاّ فَوْقَ ذُلٍّ وَخِزْيا فَوْقَ خِزْي، اللّهُمَّ دُعَّهُمْ إِلى النَّارِ دَعّا وَأَرْكِسْهُمْ فِي أَلِيمِ عَذابِكَ رَكْساً وَاحْشُرْهُمْ وَأَتْباعَهُمْ إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً .

وفي كتاب (تحفة الزائر) أنه قال المفيد: يستحب أن يدعى بهذا الدعاء بعد صلاة زيارة الرضا عليه‌السلام :

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا الله الدَّائِمُ فِي مُلْكِهِ القائِمُ فِي عِزِّهِ المُطاعُ فِي سُلْطانِهِ المُتَفَرِّدُ فِي كِبْرِيائِهِ المُتَوَحِّدُ فِي دَيْمُومَةِ بَقائِهِ العادِلُ فِي بَرِيَّتِهِ العالِمُ فِي قَضِيَّتِهِ الكَرِيمُ فِي تَأْخِيِر عُقُوبَتِهِ؛ إِلهِي حاجاتِي مَصْرُوفَةٌ إِلَيْكَ وَآمالِي مَوْقُوفَةٌ لَدَيْكَ وَكُلَّما وَفَّقْتَنِي مِنْ خَيْرٍ (1) فَأَنْتَ دَلِيلِي عَلَيْهِ وَطَرِيقِي إِلَيْهِ، يا قَدِيراً لا تَؤُودُهُ المَطالِبُ يا مَلِيّا يَلْجَأُ إِلَيْهِ كُلُّ راغِبٍ مازِلْتُ مَصْحُوباً بِمَنِّكَ بِالنِّعَمِ جارِيا عَلى عاداتِ الاِحْسانِ وَالكَرَمِ. أَسْأَلُكَ بِالقُدْرَةِ النَّافِذَةِ فِي جَمِيعِ الاَشْياءِ وَقَضائِكَ المُبْرَمِ الَّذِي تَحْجُبُهُ بِأَيْسَرِ الدُّعاءِ وَبِالنَّظْرَةِ الَّتِي نَظَرْتَ بِها إِلى الجِبالِ فَتَشامَخَتْ وَإِلى الاَرَضِينَ فَتَسَطَّحَتْ وَإِلى السَّماواتِ فَارْتَفَعَتْ وَإِلى البِحارِ فَتَفَجَّرَتْ، يا مَنْ جَلَّ عَنْ أَدَواتِ لَحَظاتِ البَشَرِ وَلَطُفَ عَنْ دَقائِقِ خَطَراتِ الفِكَرِ لاتُحْمَدُ يا سَيِّدِي إِلاّ بِتَوْفِيقٍ مِنْكَ يَقْتَضِي حَمْداً وَلا تُشْكَرُ عَلى أَصْغَرِ مِنَّةٍ إِلاّ اسْتَوْجَبْتَ بِها شُكْراً؛ فَمَتى تُحْصى نَعْماؤُكَ يا إِلهِي وَتُجازى آلاؤُكَ يا مَوْلايَ وَتُكافَأُ صَنائِعُكَ يا سَيِّدِي؟ وَمِنْ نِعَمِكَ يَحْمَدُ الحامِدُونَ وَمِنْ شُكْرِكَ يَشْكُرُ الشَّاكِرُونَ وَأَنْتَ المُعْتَمَدُ لِلْذُنُوبِ فِي عَفْوِكَ وَالنَّاشِرُ عَلى الخاطِئِينَ جَناحَ سِتْرِكَ، وَأَنْتَ الكاشِفُ لِلْضُّرِّ بِيَدِكَ، فَكَمْ مِنْ سَيِّئَةٍ أَخْفاها حِلْمُكَ حَتّى دَخِلَتْ (2) وَحَسَنَةٍ ضاعَفَها فَضْلُكَ حَتّى عَظُمَتْ عَلَيْها مُجازاتُكَ، جَلَلْتَ أَنْ يُخافَ مِنْكَ إِلاّ العَدْلُ وَأَنْ يُرْجَى مِنْكَ إِلاّ الاِحْسانُ وَالفَضْلُ فَامْنُنْ عَلَيَّ بِما أَوْجَبَهُ فَضْلُكَ وَلا تَخْذُلْنِي بِما

_________________

1 - وفّقتني بخير - خ -.

2 - دخل (فسد).

٦٠٥

يَحْكُمُ عَدْلُكَ . سَيِّدِي لَوْ عَلِمَتِ الاَرْضُ بِذُنُوبِي لَساخَتْ بِي وَالجِبالُ لَهَدَّتْنِي أَوْ السَّماواتُ لاخْتَطَفَتْنِي أَوْ البِحارُ لاَغْرَقَتْنِي، سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي مَوْلايَ مَوْلايَ مَوْلايَ قَدْ تَكَرَّرَ وَقُوفِي لِضِيافَتِكَ فَلا تَحْرِمْنِي ماوَعَدْتَ المُتَعَرِّضِينَ لِمَسْأَلَتِكَ، يا مَعْرُوفَ العارِفِينَ يا مَعْبُودَ العابِدِينَ يا مَشْكُورَ الشَّاكِرِينَ يا جَلِيسَ الذَّاكِرِينَ، يا مَحْمُودَ مَنْ حَمِدَهُ يا مَوْجُودَ مَنْ طَلَبَهُ يا مَوْصُوفَ مَنْ وَحَّدَهُ يا مَحْبُوبَ مَنْ أَحَبَّهُ يا غَوْثَ مَنْ أَرادَهُ يا مَقْصُودَ مَنْ أَنابَ إِلَيْهِ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ الغَيْبَ إِلاّ هُوَ يا مَنْ لايَصْرِفُ السُّوءَ إِلاّ هُوَ يا مَنْ لايُدَبِّرُ الأمر إِلاّ هُوَ يا مَنْ لايَغْفِرُ الذَّنْبَ إِلاّ هُوَ يا مَنْ لايَخْلُقُ الخَلْقَ إِلاّ هُوَ يا مَنْ لايُنَزِّلُ الغَيْثَ إِلاّ هُوَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي يا خَيْرَ الغافِرِينَ؛ رَبِّ إِنِّي أسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ حَياءٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ رَجاءٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ إِنابَةٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ رَغْبَةٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ رَهْبَةٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ طاعَةٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ إِيْمانٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ إِقْرارٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ إِخْلاصٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ تَقْوى وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ تَوَكُّلٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ ذِلَّةٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ عامِلٍ لَكَ هارِبٍ مِنْكَ إِلَيْكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتُبْ عَلَيَّ وَعَلى وَالِدَيَّ بِما تُبْتَ وَتَتُوبُ عَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا مَنْ يُسَمّى (1) بِالغَفُورِ الرَّحِيمِ يا مَنْ يُسَمّى بِالغَفُورِ الرَّحِيمِ يا مَنْ يُسَمّى بِالغَفُورِ الرَّحِيمِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْبَلْ تَوْبَتِي وَزَكِّ عَمَلِي وَاشْكُرْ سَعْيِي وَارْحَمْ ضَراعَتِي وَلا تَحْجُبْ صَوْتِي وَلاتُخَيِّبْ مَسْأَلَتِي يا غَوْثَ المُسْتَغِيثِينَ، وَأَبْلِغْ أَئِمَّتِي سَلامِي وَدُعائِي وَشَفِّعْهُمْ فِي جَمِيعِ ماسَأَلْتُكَ وَأَوْصِلْ هَدِيَّتِي إِلَيْهِمْ كَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَزِدْهُمْ مِنْ ذلِكَ مايَنْبَغِي لَكَ بِأَضْعافٍ لايُحْصِيها غَيْرُكَ، وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله

_________________

1 - تُسمّى في الموارد الثلاث - خ -.

٦٠٦

العَلِيِّ العَظِيمِ وَصَلّى الله عَلى أَطْيَبِ المُرْسَلِينَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ (1) .

أقول: أورد العلامة المجلسي في (البحار) نقلا عن بعض مؤلفات القدماء من الأصحاب زيارة الرضا عليه‌السلام تعرف بالزيارة الجواديّة وفي آخر تلك الزيارة ثم صلّ للزيارة وسبح واهدها إليه عليه‌السلام ثم قل: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا الله الدَّاِئُم ...، وأورد هذا الدعاء بكامله فلا تذر الدعاء به في ذلك المشهد المقدّس إذا زرت بتلك الزيارة (2) .

زيارة أخرى: روى ابن قولويه عن بعض الأئمة عليهم‌السلام أنّه قال: إذا صرت إلى قبر الإمام الرضا عليه‌السلام فقل: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُوسى الرِّضا المُرْتَضَى الإمام التَّقِيِّ النَّقِيِّ وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوْقَ الاَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى الصِّدِّيقِ الشَّهِيدِ صَلاةً كَثِيرَةً تامَّةً زاكِيَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُتَرادِفَةً كَأَفْضَلِ ماصَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ (3) .

زيارة أخرى: وهي ماأوردها المفيد في المقنعة، قال: تقف عند قبره عليه‌السلام بعدما اغتسلت غسل الزيارة ولبست أنظف ثيابك وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله وَابْنَ وَلِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمامَ الهُدى وَالعُرْوَةَ الوُثْقى وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْت عَلى مامَضى عَلَيْهِ آباؤُكَ الطَّاهِرُونَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍ إِلى باطِلٍ وَأَنَّكَ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَأَدَّيْتَ الاَمانَةَ؛ فَجَزاكَ الله عَنِ الإسْلامِ وَأَهْلِهِ خَيْرَ الجَزاءِ. أَتَيْتُكَ بِأَبِي وَاُمِّي زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَعْدائِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ. ثم انكب على القبر وقبله وضع جانبي وجهك عليه ثم تحوّل إلى جانب الرأس وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا بْنَ رَسُولِ الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام الهادِي وَالوَلِيُّ المُرْشِدُ، أَبْرَأُ إِلى الله مِنْ أَعْدائِكَ وَأَتَقَرَّبُ إلى الله بِولايَتِكَ صَلَّى الله

_________________

1 - المزار القديم للمفيد كما في البحار 102 / 57، تحفة الزائر: 327 - 329.

2 - البحار 102 / 52 - 57.

3 - كامل الزيارات: 513 ح 1 باب 102.

٦٠٧

عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ . ثم صلّ ركعتين للزيارة وصلّ بعدهما ما شئت ثم تحول إلى جانب الرجل فادع بما شئت إن شاء الله (1) .

أقول: لزيارته عليه‌السلام في الساعات والأيام الشريفة المنتمية إليه بنوع من المناسبات فضل كثير ولا سيّما في شهر رجب وفي الثالث والعشرين من ذي القعدة والخامس والعشرين منه وفي السادس من شهر رمضان كما ذكر في مواقعها من أعمال الشهور والأيام وكذلك في غير هذه الأيام مما ينتمي إليه. وإذا أردت أن تودعه عليه‌السلام فودّعه بما كنت تودع به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لاجَعَلَهُ الله آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ. ثم قل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اللّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي ابْنَ نَبِيِّكَ وَحُجَّتَكَ عَلى خَلْقِكَ وَاجْمَعْنِي وَإِياهُ فِي جَنَّتِكَ وَاحْشُرْنِي مَعَهُ وَفِي حِزْبِهِ مَعَ الشُّهَداء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، وَأَسْتَوْدِعُكَ الله وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامُ، آمَنَّا بِالله وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ (2) .

أقول: ينبغي هنا ذكر أمور:

الأول: بسند معتبر عن الإمام عليّ النقي (صلوات الله وسلامه عليه) أنّه قال: من كانت له إلى الله حاجة فليزر قبرجدّي الرضا عليه‌السلام بطوس مغتسلاً فيصلّي عند رأسه ركعتين فيذكر حاجته في قنوت الصلاة فتستجاب له حاجته إِلاّ إذا كانت في معصية أو قطيعة رحم. إنّ موضع قبره بقعة من بقع الجنّة ولايزوره مؤمن إِلاّ أعتقه الله من النار وأحلّه الى دار القرار (3) .

الثاني: حكى العلامة المجلسي (رض) عن خط الشيخ الجليل الشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي: أنّ الشيخ أبي الطيب حسين بن أحمد الفقيه الرازي (رض) ذكر أنّه من زار الرضا (صلوات الله وسلامه عليه) أو غيره من الأئمة عليهم‌السلام فصلّى عنده صلاة جعفر كتب له بكل ركعة أجر من حجّ ألف حجّة واعتمر ألف عمرة وأعتق في سبيل الله ألف رقبة ووقف للجهاد مع نبي مرسل ألف مرة وكان له بكل خطوة يخطوها أجر مائة حجّة ومائة عمرة وعتق مائة رقبة في سبيل الله تعالى وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة (4) .

وصفة صلاة جعفر قد مضت في خلال أعمال يوم الجمعة.

_________________

1 - المقنعة: 480 - 481.

2 - البلد الامين: 283 وعنه البحار 102 / 50.

3 - عيون اخبار الرضا ك 293 ح 32 من باب 66.

4 - البحار 100 / 137.

٦٠٨

الثالث: روى عن محول السجستاني قال: لمّا ورد البريد بإشخاص الرضا عليه‌السلام إلى خراسان دخل المسجد ليودع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فودّعه مراراً كل ذلك يرجع إلى القبر ويعلو صوته بالبكاء والنحيب فتقدمت إليه وسلمت عليه فرد السلام وهنأته فقال: زرني فإني أخرج من جوار جدي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأموت في غربة وأدفن في جنب هارون (1) .

وروى الشيخ يوسف بن حاتم الشامي في كتاب (الدر النظيم) عن جمع من الأصحاب عن الرضا عليه‌السلام قال: لما أردت الخروج من المدينة إلى خراسان جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا عليّ حتى أسمع بكاءهم، ثم فرّقت فيهم اثني عشر ألف دينار. ثم قلت لهم إنّي لا أرجع إلى عيالي أبداً ثم أخذت أبا جعفر الجواد فأدخلته المسجد ووضعت يده على حافة القبر وألصقته به واستحفظته برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمرت جميع وكلائي وحشمي له بالسمع والطاعة وترك مخالفته وعرفتهم أنّه القيم مقامي (2) .

وروى السيد عبد الكريم ابن طاووس (رض) أنّه لما طلب المأمون الرضا عليه‌السلام من المدينة إلى خراسان سار عليه‌السلام من المدينة إلى البصرة ولم يذهب إلى الكوفة ثم توجه من البصرة إلى بغداد على طريق الكوفة ومن هناك إلى مدينة قم ودخل قم فاستقبله أهلها فتخاصموا في ضيافته كلّ يبغي أن يحل عليه‌السلام داره فقال عليه‌السلام إنّ جملي هو المأمون (أي إنّه عليه‌السلام يحل حيثما برك الجمل) فأتى الجمل داراً واستناخ على بابه وكان صاحب الدار قد رأى في المنام في ليلته أنّ الرضا عليه‌السلام سيكون ضيفه غداً فلم تمض مدة طويلة حتى صار ذلك الدار مقاما من المقامات الرفيعة وهو في عصرنا مدرسة معمورة (3) .

وروى الصدوق بسنده عن إسحاق بن راهويه قال: لما وافى أبو الحسن الرضا عليه‌السلام نيسابور وأراد أن يرحل منها اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له يا بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ترحل عنّا ولاتحدّثنا بحديث فنستفيده منك؟ وقد كان قعد في العمارية فأطلع رأسه وقال: سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَليهِ الصَلاة وَالسَلام) يقول: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: سمعت جبرائيل يقول: سمعت الله عزَّ وجلَّ يقول: لا إِلهَ إِلاّ الله حِصْنِي فَمَنْ دَخَلَ حِصْنِي أمِنَ مِنْ عَذابِي ، فلما مرّت الراحلة نادانا: بشروطها وانا من

_________________

1 - البحار 49 / 117 ح 3 من باب 10 عن عيون اخبار الرضا.

2 - الدر النظيم لجمال الدين الشامي: 678.

3 - فرحة الغري: 105 في الباب الثامن.

٦٠٩

شروطها (1) .

وروى أبو الصلت أن الرضا عليه‌السلام في طريقه إلى المأمون لما بلغ القرية الحمراء (دِه سُرخ) قيل له: يا بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد زالت الشمس، أفلا نصلي؟ فنزل عليه‌السلام فقال: ائتوني بماءً فقيل: مامعنا ماء. فبحث بيده الأرض فنبع من الماء ماتوضأ به هو ومن معه وأثره باق إلى اليوم فلمّا دخل سناباد أسند إلى الجبل الذي ينحت منه القدور فقال:

اللّهُمَّ انْفَعْ بِهِ وَبارِكْ فِيما يَجْعَلُ فِيما يَنْحَتُ مِنْهِ ...، ثم امر عليه‌السلام فنحت له قدور من الجبل وقال: لا يأكل إِلاّ ماطبخ فيها فاهتدى الناس إليه من ذلك اليوم وظهرت بركة دعائه فيه (2) .

الرابع: أرّخ صاحب مطلع الشمس أنّ الملك (الشاه) عباس الأول نزل مشهد الرضا عليه‌السلام في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة ألف وست وذلك بعد مانهب عبد الرحمن الاوزبكي الحرم الطاهر فلم يترك فيها شَيْئاً سوى السياج الذهبي وفي الثامن والعشرين من الشهر، شهر ذي الحجة، توجّه الملك إلى مدينة هرات فاستردّها ونظم شؤونها فقفل إلى مدينة خراسان ولبث فيها شهراً رمّم خلاله الصحن المقدس وأنعم على خدام البقعة المباركة ورعاهم بعطفه ثم عاد إلى العراق وفي أواخر السنة الثامنة بعد الألف قدم الملك ثانيا خراسان فقضى فيه فصل الشتاء وتقلّد خدمة الأسْتانة المقدسة وباشرها بنفسه. فكان في بعض الليالي وهو يقرض فضول فتائل الشموع بالمقراضين أن أنشأ الشيخ البهائي على البيهة، قائلا بالفارسية:

پيوسته بود ملائك عليين

پروانهء شمع روضهء خلد آيين

مقراض به احتياط زن اي خادم

ترسم ببرى شه پر جبريل أمين

وكان الشاه قد نذر أن يرحل إلى زيارة الرضا عليه‌السلام راجلاً فوفى بنذره في السنة التاسعة بعد الألف وقطع تلك المسافة الشاسعة على قدميه خلال ثمانية وعشرين يوماً. وبهذه المناسبة أورد صاحب كتاب تاريخ عالم آرا هذه الأبيات:

غلام شاه مردان شاه عباس

شه والا گهر خاقان أمجد

به طوف مرقد شاه خراسان

پياده رفت با اخلاص بيحد

إلى أن قال:

پياده رفت، شد تاريخ رفتن

زاصفاهان پياده تا به مشهد

فلمّا بلغ مدينة خراسان أمر بأن يرحب الصحن المبارك وكان المدخل إلى الروضة حينذاك في

_________________

1 - ثواب الاعمال: 6 - 7.

2 - عيون اخبار الرضا عليه‌السلام : 147، ح 1 من باب 39.

٦١٠

إيوان علي شير في جانب من جوانب الصحن الشريف بشكل غير أنيق فأمر بتشييد الصحن بحيث يتوسطه الإيوان وبنى إيواناً آخر في الجانب المقابل ومدّ شارعاً مركزياً يجتاز بابي الصحن والإيوان ويطوي المدينة من بابها الغربي إلى بابها الشرقي وأحدث للمدينة عيوناً وقنوات ومدّ في منتصف الشارع المركزي ساقية تجري إلى حوض كبير قد أحدثه في وسط الصحن الشريف فتخترقه إلى الجانب الشرقي من الشارع والكتابات الموجودة في هذه الابنية هي من آثار الميرزا محمد رضا صدر الكتّاب وعلي رضا العباسي، ومحمد رضا الإمامي، ومما أجراه الشاه عباس أيضاً أنّه كسى القبّة الطاهرة بالذهب كما تنطق به الكتابة الموجودة على القبّة الطاهرة وهي: بسم الله الرحمن الرحيم من عظائم توفيقات الله سبحانه أن وفق السلطان الأعظم مولى ملوك العرب والعجم صاحب النسب الطاهر النبوي والحسب المطهر العلوي تراب أقدام خدّام هذه العتبة المطهّرة اللاهوتية غبار نعال زوّار هذه الروضة المنورة الملكوتية مروّج آثار أجداده المعصومين السلطان بن السلطان أبو المظفر شاه عبّاس الحسيني الموسوي الصفوي بهادر خان فاستسعد بالمجيء ماشياً على قدميه من دار السلطنة أصفهان إلى زيارة هذا الحرم الأشرف وقد تشرّف بزينة هذه القبّة من خلّص ماله في سنة ألف وعشر وتم سنة ألف وستّ وعشر (1) .

الخامس: قال الطبرسي في كتاب (إعلام الورى) بعدما أورد جملة من معجزات الرضا عليه‌السلام : وأمّا ما ظهر للناس بعد وفاته من بركة مشهده المقدّس والعلامات والعجائب التي شاهدها الخلق فيه وأذعن العام والخاص له وأقر المخالف والمؤالف به إلى يومنا هذا فكثير خارج عن حد الاحصاء والعدّ، ولقد أبري فيه الأكمه والأبرص واستجيبت الدّعوات وقضيت ببركته الحاجات وكشفت الملمات وشاهدنا كَثِيراً من ذلك وتيقّناه وعلمناه لايتخالج الشك والريب في معناه (2) .

والشيخ الأجل الشيخ الحر العاملي في كتابه إثبات الهداة بعدما حكى هذا الكلام للطبرسي قال: يقول مؤلف هذا الكتاب محمد بن الحسن الحرّاني: ولقد رأيت وشاهدت كَثِيراً من ذلك كما شاهده الطبرسي وتيقنته في مدة مجاورتي لمشهد الرضا عليه‌السلام وذلك ستّ وعشرون سنة وسمعت من الاخبار في ذلك ما تجاوز حدّ التواتر، وليس في خاطري أنّي دعوت في هذا المشهد وطلبت فيه إِلاّ وقضيت لي والحمد لله. وتفصيل ذلك يضيق عنه المجال ويطول فيه المقال فلذلك

_________________

1 - مطلع الشمس لصنيع الدولة محمد حسن خان 2 / 324 وتواليه في وقايع بين سنة 1009 و 1010.

2 - اعلام الورى: 314، نهاية الفصل الثالث.

٦١١

إكتفيت بالإجمال (1) .

ويقول عباس القمي مؤلف هذا الكتاب: إنّنا في غنىً عن ذكر الكرامات التي برزت من تلك الروضة المقدسة في سوالف الأزمان بما يتجدّد منها في كل عصر وزمان، وقد ألمحنا إلى ما يناسب المقام في الباب الثاني في خلال أعمال الليلة السابعة والعشرين من شهر رجب فلنختم هذا الفصل بعدة أبيات مما أنشأه الجامي في مدحه عليه‌السلام :

سَلامٌ عَلى آل طَه ويس

سلامٌ عَلى آل خَيرِ النَّبِيّينَ

سَلامٌ عَلى رَوْضَةٍ حَلَّ فِيها

إمامٌ يُباهى بِه المُلْكُ والدِّينُ

حواست جمع كن

حواست جمع كن

حواست جمع كن

حواست جمع كن

حواست جمع كن

حواست جمع كن

حواست جمع كن

حواست جمع كن

الفصل العاشر

في زيارة أئمة سر من رأى عليه‌السلام وأعمال

السرداب الطاهر ويحتوي على مقامين:

المقام الأول

في زيارة الإمامين المعصومين علي بن محمد النقي

والحسن بن علي العسكري صلوات الله عليهما

إذا دخلت سرّ من رأى إن شاء الله وقصدت زيارتهما عليهما‌السلام فاغتسل وتأدّب بآداب دخول المشاهد الشريفة ثم سر بسكينة ووقار حتى تبلغ باب الحرم الطاهر واستأذن للدخول

_________________

1 - اثبات الهداة 3 / 298 فصل 7 ح 132.

٦١٢

بالاستئذان العام السالف في أوائل هذا الباب، ثم ادخل الحرم الشريف وزرهما عليه‌السلام بهذه الزيارة وهي أصح الزيارات:

السَّلامُ عَلَيْكُما يا وَلِيَّيِ الله السَّلامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتَي الله السَّلامُ عَلَيْكُما يا نُورَي الله فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ السَّلامُ عَلَيْكُما يا مَنْ بَداً للهِ فِي شَأْنِكُما، أَتَيْتُكُما زائِراً عارِفاً بِحَقِّكُما مُعادِياً لاَعْدائِكُما مُوالِياً لاَوْلِيائِكُما مُؤْمِناً بِما آمَنْتُما بِهِ كافِراً بِما كَفَرْتُما بِهِ مُحَقِّقاً لِما حَقَّقْتُما مُبْطِلاً لِما أَبْطَلْتُما، أَسْأَلُ الله رَبِّي وَرَبَّكُما أَنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زِيارَتِكُما الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ يَرْزُقَنِي مُرافَقَتَكُما فِي الجِنانِ مَعَ آبائِكُما الصَّالِحِينَ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَيَرْزُقَنِي شَفاعَتَكُما وَمُصاحَبَتَكُما وَيُعَرِّفَ بَيْنِي وَبَيْنَكُما وَلايَسْلُبَنِي حُبَّكُما وَحُبَّ آبائِكُما الصَّالِحِينَ، وَأَنْ لايَجْعَلَهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما وَيَحْشُرَنِي مَعَكُما فِي الجَنَّةِ بِرَحْمَتِهِ. اللّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّهُما وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهما، اللّهُمَّ العَنْ ظالِمِي آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ، اللّهُمَّ العَنْ الأوَّلِينَ مِنْهُمْ وَالآخِرِينَ وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ العَذابَ وَأَبْلِغ بِهِمْ وَبِأَشْ يا عِهِمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَمُتَّبِعِيهِمْ أَسْفَلَ دَرَكٍ مِنْ الجَّحِيمِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَ فَرَجِهِمْ (1) يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . وتجتهد في الدعاء لنفسك ولوالديك وتخير من الدعاء فإن وصلت إليهما (أي إن أمكنك الوصول إلى قبرهما) (صلوات الله عليهما) فصلِّ عند قبريهما ركعتين وإذا دخلت المسجد (أي لم تتمكن من القبر) وصليت دعوت الله بما أحببت إنّه قريب مجيب. وهذا المسجد إلى جانب الدار وفيه كانا يصلّيان عليهما‌السلام (2) .

أقول: قد أثبتنا هذه الزيارة طبقاً لكتاب كامل الزيارة ، وقد روى الزيارة باختلاف يسير الشيخ محمد ابن المشهدي والشيخ المفيد والشهيد أيضاً في مزاراتهم وقد ورد في نسخهم بعد الفقرة: ( في الجنة برحمته ) ثم اذهب وانكبّ على كل من القبرين وقبلهما وضع جانبي وجهك

_________________

1 - فرجه: خ.

2 - كامل الزيارات: 520 - 521، ح 1 من باب 103 عنه البحار 102 / 61.

٦١٣

عليهما ثم ارفع رأسك وقل: اللّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّهُمْ وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهِمْ . .. إلى آخر الزيارة السالفة . ثم قالوا صل أربع ركعات عند الرأس المقدّس وصلّ ما شئت بعد صلاة الزيارة. .. الخ (1) .

ولا يخفى أنّهما عليهما‌السلام مدفونان في دارهما وكان للدار باب يفتح حينا فتدخل الشيعة منه وتزور قَرِيباً من القبر، ويغلق حينا فتقف الشيعة للزيارة أمام نافذةٍ في الجدار المقابل للقبر، ويلاحظ في مفتتح الرواية التي وردت فيها هذه الزيارة هذه العبارة تقول بعد الغسل إن وصلت إلى قبرهما وإِلاّ أومات بالسلام من عند الباب الذي على الشارع (الشبّاك) وهذا الزائر الذي لم يتمكن من الاقتراب من القبر يصلي الصلاة في المسجد. وقد اكترث للامر الشيعة الموالون فنسفوا الدار وشيدوا في موضعه القبّة والحرم والرواق والإيوان فأصبح المسجد داخل الحرم الشريف. والمشهور الان أنّ الإيوان المستطيل المتصل بالرواق خلف العسكريين عليهما‌السلام هو المسجد المذكور وعلى كل حال فقد نجا الزائر من هذا الضيق. ولهما عليهما‌السلام زيارات خاصّة تخصّ كلاً منهما، وعامة مشتركة بينهما وهي مذكورة في كتب الزيارات ونسخها كثيرة شايعة لمن رغب في الزيارة بهما. والزائر إذا أسعفه الحال والمجال فمن المناسب أن يزور بالزيارة الجامعة الكبيرة الآتية إن شاء الله تعالى، فهي بما تحتويه من الكلمات الفصيحة البليغة المعبّرة عن أقصى مراتب الطاعة والخضوع والاقرار بعظمة الأئمة عليهم‌السلام وجلالهم هي قد صدرت من منبع الجلال والعظمة الإمام الهادي عليه‌السلام .

[ زيارة الإمام عليّ الهادي عليه‌السلام ]

السيد ابن طاووس قد خصّ في (مصباح الزائر) كل واحد منهما عليهما‌السلام بزيارة مبسوطة وصلاة عليه ودعاء يدعى به بعد صلاة زيارته وهي بما تحتويها من الفوائد تبعثنا على إيرادها هنا وإن أوجبت التطويل. قال: إذا وصلت إلى محلّه الشريف بسرّ من رأى فاغتسل عند وصولك غسل الزيارة والبس أطهر ثيابك وامش على سكينة ووقار إلى أن تصل الباب الشريف فإذا بلغته فاستأذن وقل:

أَأَدْخُلُ يا نَبِيَّ الله أَأَدْخُلُ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَأَدْخُلُ يا فاطِمَةَ الزَّهْراءَ سَيِّدَةَ نِساءِ

_________________

1 - المزار الكبير للمشهدي: 552، ح 1 باب 7، والمزار للمفيد على ما في البحار 102 / 62 والمزار للشهيد: 223 - 224.

٦١٤

العالمِينَ؟ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ عَلِيّ بْنَ الحُسَيْنِ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُوسىْ بْنَ جَعْفَرٍ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ عَلِيَّ بْنَ مُوسى أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ عَلِيّ بْنَ مُحَمَّدٍ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ الله المُوَكَّلِينَ بِهذا الحَرَمِ الشَّرِيفِ .

ثم تدخل مقدّما رجلك اليمنى وتقف على ضريح الإمام أبي الحسن الهادي عليه‌السلام مستقبلاً القبر ومستدبراً القبلة وتقول مائة مرة: الله أَكْبَرُ ، وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّكِيَّ الرَّاشِدَ النُّورَ الثَّاقِبَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا سِرَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبْلَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا ألَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيرَةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَقَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الاَنْوارِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا زَيْنَ الاَبْرارِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَلِيلَ الاَخْيارِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عُنْصُرَ الاَطْهارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الرَّحْمنِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا رُكْنَ الإيْمانِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلى المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الصَّالِحِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الهُدى السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَلِيفَ التُّقى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الاَمِينُ الوَفِيُّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَلَمُ الرَّضِيُّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الزَّاهِدُ التَّقِيُّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الحُجَّةُ عَلى الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها التَّالِيَ لِلْقُرْآنِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها المُبَيِّنُ لِلْحَلالِ مِنَ الحَرامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها الوَلِيُّ النَّاصِحُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها الطَّرِيقُ الواضِحُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها النَّجْمُ اللائِحُ، أَشْهَدُ يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ أنَكَّ حُجَّةُ اللهِ عَلى خَلْقِهِ،

٦١٥

وَخَلِيفَتُهُ فِي بَرِيَّتِهِ وَأَمِينُهُ فِي بِلادِهِ وَشاهِدُهُ عَلى عِبادِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَبابُ الهُدى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ عَلى مَنْ فَوْقَ الاَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ المُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ المُبَرَّأُ مِنَ العُيُوبِ وَالمُخْتَصُّ بِكَرامَةِ الله وَالمَحْبُوُّ بِحُجَّةِ الله وَالمَوْهُوبُ لَهُ كَلِمَةُ الله وَالرُّكْنُ الَّذِي يَلْجَأُ إِلَيْهِ العِبادُ وَتُحْيا بِهِ البِلادُ، وَأَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنِّي بِكَ وَبِآبائِكَ وَأَبْنائِكَ مُوقِنٌ مُقِرُّ وَلَكُمْ تابِعٌ فِي ذاتِ نَفْسِي وَشَرائِعِ دِينِي وَخاتِمَةِ عَمَلِي وَمُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ، وَأَنِّي وَلِيُّ لِمَنْ وَالاكُمْ وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداكُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَّتَكُمْ وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي وَالسَّلامُ عَلَيْكَ (1) وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

ثم قبّل ضريحه وضع خدّك الأيمن عليه ثم الأيسر وقل:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (2) وَصَلِّ عَلى حُجَّتِكَ الوَفِيِّ وَوَلِيِّكَ الزَّكِيَ وَأَمِينِكَ المُرْتَضى وَصَفِيِّكَ الهادِي وَصِراطِكَ المُسْتَقِيمِ وَالجادَّةِ العُظْمى وَالطَّرِيقَةِ الوُسْطى، نُورِ قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ وَوَلِيِّ المُتَّقِينَ وَصاحِبِ المُخْلِصِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا وَمَوْلانا مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّاشِدِ المَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ وَالطَّاهِرِ مِنَ الخَلَلِ وَالمُنْقَطِعِ إِلَيْكَ بِالاَمَلِ، المَبْلُوِّ بِالفِتَنِ وَالمُخْتَبَرِ بِالمِحَنِ وَالمُمْتَحَنِ بِحُسْنِ البَلْوى وَصَبْرِ الشَّكْوى مُرْشِدِ عِبادِكَ وَبَرَكَةِ بِلادِكَ وَمَحَلِّ رَحْمَتِكَ وَمُسْتَوْدَعِ حِكْمَتِكَ وَالقائِدِ إِلى جَنَّتِكَ العالِمِ فِي بَرِيَّتِكَ وَالهادِي فِي خَلِيقَتِكَ، الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ وَانْتَجَبْتَهُ وَاخْتَرْتَهُ لِمَقامِ رَسُولِكَ فِي اُمَّتِهِ وَأَلْزَمْتَهُ حِفْظَ شَرِيعَتِهِ فَاسْتَقَلَّ بِأَعْباءِ الوَصِيَّةِ ناهِضا بِها وَمُضْطَلِعاً بِحَمْلِها لَمْ يَعْثُرْ فِي مُشْكِلٍ وَلا هَفاً فِي مُعْضِلٍ بَلْ كَشَفَ الغُمَّةَ وَسَدَّ الفُرْجَةَ وَأَدَّى المُفْتَرَضَ، اللّهُمَّ فَكما أَقْرَرْتَ ناظِرَ نَبِيِّكَ بِهِ فَرَقِّهِ (3) دَرَجَتَهُ،

_________________

1 - والسلام عليك: نسخة.

2 - صلّ على محمّد و: نسخة.

3 - فارفع - خ -.

٦١٦

وَأَجْزِلْ لَدَيْكَ مَثُوبَتَهُ وَصَلِّ عَلَيْهِ وَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإِحْسانا وَمَغْفِرَةً وَرِضْوانا إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ .

ثم تصلّي صلاة الزيارة فإذا سلّمت فقل:

يا ذا القُدْرَةِ الجامِعَةِ وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ وَالمِنَنِ المُتَتابِعَةِ والآلاءِ المُتَواتِرَةِ وَالاَيادِي الجَلِيلَةِ وَالمَواهِبِ الجَزِيلَةِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِينَ، وَأَعْطِنِي سُؤْلِي وَاجْمَعْ شَمْلِي وَلُمَّ شَعَثِي وَزَكِّ عَمَلِي وَلاتُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي وَلاتُزِلْ قَدَمِي وَلا تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً، وَلاتُخَيِّبْ طَمَعِي وَلاتُبْدِ عَوْرَتِي وَلاتَهْتِكْ سِتْرِي وَلاتُوْحِشْنِي وَلاتُؤْيِسْنِي وَكُنْ بِي رَؤُوفاً رَحِيماً، وَاهْدِنِي وَطَهِّرْنِي وَصَفِّنِي وَاصْطَفِنِي وَخَلِّصْنِي وَاسْتَخْلِصْنِي وَاصْنَعْنِي وَاصْطَنِعْنِي وَقَرِّبْنِي إِلَيْكَ وَلا تُباعِدْنِي مِنْكَ، وَالْطُفْ بِي وَلاتَجْفُنِي وَأَكْرِمْنِي وَلاتُهِنِّي وَما أَسْأَلُكَ فَلا تَحْرِمْنِي وَما لا أَسْأَلُكَ فَاجْمَعْهُ لِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ وَبِحُرْمَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَبِحُرْمَةِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِكَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ ومُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالخَلَفِ الباقِي صَلَواتُكَ وَبَرَكاتُكَ عَلَيْهِمْ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَتُعَجِّلَ فَرَجَ قائِمِهِمْ بِأَمْرِكَ وَتَنْصُرَهُ وَتَنْتَصِرَ بِهِ لِدِينِكَ وَتَجْعَلَنِي فِي جُمْلَةِ النَّاجِينَ بِهِ وَالمُخْلِصِينَ فِي طاعَتِهِ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّهِمْ لَمَّا اسْتَجَبْتَ لِي دَعْوَتِي وَقَضَيْتَ لِي (1) حاجَتِي وَأَعْطَيْتَنِي سُؤْلِي وَكَفَيْتَنِي ماأَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا نُورُ يا بُرْهانُ يا مُنِيرُ يا مُبِينُ يا رَبِّ اكْفِنِي شَرَّ الشُّرُورِ وَآفاتِ الدُّهُورِ، وَأَسْأَلُكَ النَّجاةَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ.

_________________

1 - لي: خ.

٦١٧

وادع بما شئت وأكثر من قولك:

يا عُدَّتِي عِنْدَ العَدَدِ وَيارَجائِي وَالمُعْتَمَدَ وَياكَهْفِي وَالسَّنَدَ يا واحِدُ يا أحَدُ وَيا قُلْ (1) هُوَ الله أَحَدٌ أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَلَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً صَلِّ عَلى جَماعَتِهِمْ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا . وسل حوائجك عوض هذه الكلمة فقد روي عنه (صلوات الله عليه) أنّه قال: إنّني دعوت الله عزَّ وجلَّ أن لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي (2) .

زيارة الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام

روى الشيخ بسند معتبر عنه عليه‌السلام قال: قبري بسر من رأى أمان لأهل الجانبين (3) . وقد فسر المجلسي الأول كلمة أهل الجانبين بالشيعة وأهل السنّة وقال: إنّ فضله عليه‌السلام يعمّ الموالي والمعادي، كما إنّ قبر الكاظمين أمان لبغداد... الخ. وقال السيد ابن طاووس: إذا أردت زيارة أبي محمد الحسن العسكري عليه‌السلام فليكن بعد عمل جميع ماقدّمناه في زيارة أبيه الهادي عليه‌السلام ثم قف على ضريحه عليه‌السلام وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ الهادِي المُهْتَدِي وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله وَابْنَ أَوْلِيائِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وابْنَ حُجَجِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ الله وَابْنَ أَصْفِيائِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ الله وَابْنَ خُلَفائِهِ وَأَبا خَلِيفَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ سِّيَدِة نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ الأَئِمَّةِ الهادِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ الأَوْصِياء الرَّاشِدِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ المُتَّقِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمامَ الفائِزِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا رُكْنَ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا فَرَجَ المَلْهُوفِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الأَنْبِياءِ المُنْتَجَبِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا

_________________

1 - يا قل: خ.

2 - مصباح الزائر: 404 - 408.

3 - تهذيب الاحكام 6 / 93 ح 3 من باب 43.

٦١٨

خازِنَ عِلْمِ وَصِيِّ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الدَّاعِي بِحُكْمِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَّاطِقُ بِكِتابِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الحُجَجِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا هادِيَ الاُمَمِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ النِّعَمِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ العِلْمِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِينَةَ الحِلْمِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الإمام المُنْتَظَرِ الظَّاهِرِ لِلعاقِلِ حُجَّتُهُ وَالثَّابِتَةِ فِي اليَّقِينِ مَعْرِفَتُهُ المُحْتَجَبِ عَنْ أَعْيُنِ الظَّالِمِينَ وَالمُغَيَّبِ عَنْ دَوْلَةِ الفاسِقِينَ وَالمُعِيدِ رَبُّنا بِهِ الإسلام جَدِيداً بَعْدَ الانْطِماسِ وَالقُرْآنِ غَضّا بَعْدَ الانْدِراسِ . أَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَدَعَوْتَ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ، أَسْأَلُ الله بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أَنْ يَتَقَبَّلَ زِيارَتِي لَكُمْ وَيَشْكُرَ سَعْيِي إِلَيْكُمْ وَيَسْتَجِيبَ دُعائِي بِكُمْ وَيَجْعَلَنِي مِنْ أَنْصارِ الحَقِّ وَأَتْباعِهِ وَأَشْ يا عِهِ وَمَوالِيهِ وَمُحِبِّيهِ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ .

ثم قبل ضريحه وضع خدّك الأيمن عليه ثم الأيسر وقل:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلى الحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ الهادِي إِلى دِينِكَ وَالدَّاعِي إِلى سَبِيلِكَ عَلَمِ الهُدى وَمَنارِ التُّقى وَمَعْدَنِ الحِجى وَمَأْوى النُّهى وَغَيْثِ الوَرى وَسَحابِ الحِكْمَةِ وَبَحْرِ المَوْعِظَةِ وَوارِثِ الأَئِمَّةِ وَالشَّهِيدِ عَلى الاُمَّةِ، المَعْصُومِ المُهَذَّبِ وَالفاضِلِ الُمَقَّربِ وَالمُطَهَّرِ مِنَ الرِّجْسِ الَّذِي وَرَّثْتَهُ عِلْمَ الكِتابِ وَأَلْهَمْتَهُ فَصْلَ الخِطابِ وَنَصَبْتَهُ عَلَما لاَهْلِ قِبْلَتِكَ وَقَرَنْتَ طاعَتَهُ بِطاعَتِكَ وَفَرَضْتَ مَوَدَّتَهُ عَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ فَكَما أَنابَ بِحُسْنِ الاِخْلاصِ فِي تَوْحِيدِكَ وَأَرْدى مِنْ خاضَ فِي تَشْبِيهِكَ وَحامى عَنْ أَهْلِ الإيْمانِ بِكَ؛ فَصَلِّ يا رَبِّ عَلَيْهِ صَلاةً يَلْحَقُ بِها مَحَلَّ الخاشِعِينَ وَيَعْلُو فِي الجَنَّةِ بِدَرَجَةِ جَدِّهِ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً

٦١٩

وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْوانا إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ وَمَنٍّ جَسِيمٍ .

ثم تصلي صلاة الزيارة فإذا فرغت قل: يا دائِمُ يا دَيْمُومُ (1) يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا كاشِفَ الكَرْبِ وَالهَمِّ (2) وَيافارِجَ الغَمِّ وَياباعِثَ الرُّسُلِ وَ (3) ياصادِقَ الوَعْدِ وَ (4) ياحَيُّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِحَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ (5) وَوَصِيِّهِ عَلِيٍّ ابْنِ عَمِّهِ وَصِهْرِهِ عَلى ابْنَتِهِ الَّذِي (6) خَتَمْتَ بِهِما الشَّرائِعَ وَفَتَحْتَ بِهِما (7) التَّأْوِيلَ وَالطَّلائِعَ فَصَلِّ عَلَيْهِما صَلاةً يَشْهَدُ بِها الأولونَ وَالآخِرُونَ وَيَنْجُو بِها الأوْلِياء وَالصَّالِحُونَ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِفاطِمَةَ الزَّهْراءِ وَالِدَةِ الأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ وَسَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ المُشَفَّعَةِ فِي شيعَةِ أَوْلادِها الطَّيِّبِينَ، فَصَلِّ عَلَيْها صَلاةً دائِمَةً أَبَدَ الابِدِينَ وَدَهْرَ الدَّاهِرِينَ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِالحَسَنِ الرَّضِيِّ الطَّاهِر الزَّكِيِّ وَالحُسَيْنِ المَظْلُومِ المَرْضِيِّ البَرِّ التَّقِيِّ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ الإماميْنِ الخَيِّرَيْنِ الطَّيِّبَيْنِ التَّقِيَّيْنِ النَّقِيَّيْنِ الطَّاهِرَيْنِ الشَّهِيدَيْنِ المَظْلُومَيْنِ المَقْتُولَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَما غَرَبَتْ صَلاةً مُتَوالِيَةً مُتَتالِيَةً وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ سَيِّدِ العابِدِينَ المَحْجُوبِ مِنْ خَوْفِ الظَّالِمِينَ وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الباقِرِ الطَّاهِرِ النُّورِ الزَّاهِرِ الإماميْنِ السَّيِّدَيْنِ مِفْتاحَي البَرَكاتِ وَمِصْباحَي الظُّلُماتِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ماسَرى لَيْلٌ وَما أضاءَ نَهارٌ صَلاةً تَغْدُو وَتَرُوحُ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنِ الله وَالنَّاطِقِ فِي عِلْمِ الله وَبِمُوسى بْنِ جَعْفَرٍ العَبْدِ الصَّالِحِ فِي نَفْسِهِ وَالوَصِيِّ النَّاصِحِ الإماميْنِ الهادِيَيْنِ المَهْدِيَّيْنِ الوافِيَيْنِ الكافِيَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ماسَبَّحَ لَكَ

_________________

1 - يا ديّوم - خ -.

2 - و: خ.

3 - و: خ.

4 - و: خ.

5 - محمّد: خ.

6 - اللّذين: نسخة.

7 - وفتحت التأويل - خ -.

٦٢٠

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905