مفاتيح الجنان

مفاتيح الجنان4%

مفاتيح الجنان مؤلف:
المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 905

مفاتيح الجنان
  • البداية
  • السابق
  • 905 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 1112579 / تحميل: 13230
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان

مفاتيح الجنان

مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

حَفِظَهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (١) وَاحْفَظْنِي بِحِفْظِكَ فَإِنَّهُ لا يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَ .

فإذا وافيت سالماً إن شاء الله فاغتسل إذا أردت أن تزور وقل حين تغتسل: اللّهُمَّ طَهِّرْنِي وَطَهِّرْ لِي قَلْبِي وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي وَأَجْرِ عَلى لِسانِي مِدْحَتَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ فَإِنَّهُ لاقُوَّةَ إِلاّ بِكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ قِوامَ دِينِي التَّسْلِيمُ لاَمْرِكَ وَالاتِّباعُ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ وَالشَّهادَةُ عَلى جَمِيعِ خلْقِكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لِي شِفاءً وَنُوراً إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . والبس أطهر ثيابك وامش حافياً وعليك السكينة والوقار واذكر الله بقلبك وقل:

الله أَكْبَرُ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَسُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ . وقصر خطاك وقل حين تدخل الروضة المقدسة: بِسْمِ الله وَبِالله وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عَلِيّاً وَلِيُّ الله . وسر حتى تقف على قبره وتستقبل وجهه بوجهك وقل:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّهُ سَيِّدَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَسَيِّدِ خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ صَلاةً لايَقْوى عَلى إِحْصائِها غَيْرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ عَبْدِكَ وَأَخِي رَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُ هادِيا لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَالدَّلِيلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِكَ وَدَيَّانَ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلقِكَ وَالمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكِ وَزَوْجَةِ وَلِيِّكَ وَاُمِّ السِّبْطَيْنِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ الطُّهْرَةِ الطَّاهِرَةِ المُطَهَّرَةِ التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ الرَّضِيَّةِ الزَّكِيَّةِ سَيِّدَةِ

_________________

١ - وآله - خ -.

٦٠١

نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةُ أَجْمَعِينَ صَلاةً لايَقْوى عَلى إِحْصائِها غَيْرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سِبْطَي نَبِيِّكَ وَسَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجنَّةِ القائِمَيْنِ فِي خَلْقِكَ وَالدَّلِيلَيْنِ عَلى مَنْ بَعَثْتَ (١) بِرِسالاتِكَ وَدَيّانَي الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلَي قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ عَبْدِكَ القائِمِ فِي خَلْقِكَ وَالدَّلِيلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ وَدَيَّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلقِكَ سَيِّدِ العابِدِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي أَرْضِكَ باقِرَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصادِقِ عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دِينِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ الصَّادِقِ البارِّ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ عَبْدِكَ الصَّالِحِ وَلِسانِكَ فِي خَلْقِكَ النَّاطِقِ بِحُكْمِكَ (٢) وَالحُجَّةِ عَلى بَرِيَّتِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُوسى الرِّضا المُرْتَضى عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دِينِكَ القائِمِ بِعَدْلِكَ وَالدَّاعِي إِلى دِينِكَ وَدِينِ آبائِهِ الصَّادِقِينَ صَلاةً لايَقْوى عَلى إِحْصائِها غَيْرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عبَدْكِ وَوَلِيِّكَ القائِمِ بِأَمْرِكَ وَالدَّاعِي إِلى سَبِيلِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دِينِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ العامِلِ بِأَمْرِكَ القائِمِ فِي خَلْقِكَ وَحُجَّتِكَ المُؤَدِّي عَنْ نَبِيِّكَ وَشاهِدِكَ عَلى خَلْقِكَ المَخْصُوصِ بِكَرامَتِكَ الدَّاعي إِلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ صَلَواتِكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ وَوَلِيِّكَ القائِمِ فِي خَلْقِكَ صَلاةً تامَّةً نامِيَةً باقِيَةً تُعَجِّلْ بِها فَرَجَهُ وَتَنْصُرُهُ فِيها وَتَجْعَلُنا مَعَهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَأُوالِي وَلِيَّهُمْ وَأُعادِي عَدُوَّهُمْ فَارْزُقْنِي بِهِمْ خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَأَصْرِفْ عَنِّي بِهِمْ شَرَّ الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَأَهْوالِ يَوْمِ القِيامَةِ .

ثم تجلس عند رأسه وتقول: السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله

_________________

١ - بعثته - خ -.

٢ - بحكمتك - خ -.

٦٠٢

السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِسْماعِيلَ ذَبِيحِ اللهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ وَلِيِّ الله وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الحَسَنِ وَالحُسّيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ زَيْنِ العابِدِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ عِلْمِ الأوّلِينَ وَالآخِرِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ البارِّ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى بْن جَعْفَرٍ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الصِّدِيقُ الشَّهِيدُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوَصِيُّ البارُّ التَّقِيُّ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَعَبَدْتَ الله مخلصاً (١) حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ (٢) .

ثم تنكب على القبر وتقول: اللّهُمَّ إِلَيْكَ صَمَدْتُ (٣) مِنْ أَرْضِي وَقَطَعْتُ البِلادَ رَجاءَ رَحْمَتِكَ فَلا تُخَيِّبْنِي وَلاتَرُدَّنِي بِغِيْرِ قَضاء حاجَتِي وَارْحَمْ تَقَلُّبِي عَلى قَبْرِ ابْنِ أَخِي رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي يا مَوْلايَ أَتَيْتُكَ زائِراً وَافداً عائِذا مِمّا جَنَيْتُ عَلى نَفْسِي وَاحْتَطَبْتُ عَلى ظَهْرِي فَكُنْ لِي شافِعاً إِلى الله يَوْمَ فَقْرِي وَفاقَتِي فَلَكَ عِنْدَ الله مَقامٌ مَحْمُودٌ وَأَنْتَ عِنْدَهُ وَجِيهٌ .

ثم ترفع يدك اليمنى وتبسط اليسرى على القبر وتقول: اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِحُبِّهِمْ

_________________

١ - مخلصاً: خ.

٢ - وفي الفقيه بعده: إنّه حميد مجيد.

٣ - أي قصدت.

٦٠٣

وَبِوِلايَتِهِمْ أَتَوَلّى آخِرَهُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَهُمْ وَأَبْرأُ إِلى الله مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ (١) دُونَهُمْ، اللّهُمَّ العَنْ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ وَاتَّهَمُوا نَبِيِّكَ وَجَحَدُوا بِآياتِكَ وَسَخِرُوا بِإِمامِكَ وَحَمَلُوا النَّاسَ عَلى أَكْتافِ آلِ مُحَمَّدٍ، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَالبَرائةِ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ يا رَحْمْنُ .

ثم تحوّل عند رجليه وتقول: صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ صَلّى الله عَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ صَبَرْتَ وَأَنْتَ الصَّادِقُ المُصَدَّقُ قَتَلَ الله مَنْ قَتَلَكَ بِالاَيْدِي وَالاَلْسُنِ . ثم ابتهل (٢) في اللعنة على قاتل أمير المؤمنين عليه‌السلام وعلى قتلة الحسن والحسين وعلى جميع قتلة أهل بيت رسول الله ثم تحوّل عند رأسه من خلفه وصلّ ركعتين تقرأ في إحداهما يَّس وفي الآخِرى الرحمن وتجتهد في الدعاء والتضرّع وأكثر من الدعاء لنفسك ولوالديك ولجميع إخوانك من المؤمنين وأقم عند رأسه ما شئت ولتكن صلاتك عند القبر إن شاء الله (٣) .

أقول: هذه الزيارة هي أحسن زياراته عليه‌السلام وكلمة (وسخروا بإمامك) الواردة في آخر هذه الزيارة قد ضبطت في كتاب الفقيه والعيون وكتب العلامة المجلسي وغيره بميمين كما صنعنا نحن هنا فيكون المعنى سخروا بإمامك الذي أنت قد عينته لهم، ولكن الكلمة تجدها مضبوطة في كتاب مصباح الزائر هكذا: وسخروا بأيامك (٤) وعلى هذا أيضاً يصح المعنى بل هو الأولى من بعض الوجوه فالأيام هم الأئمة عليهم‌السلام كما يعرف من خبر صقر بن أبي دلف الماضي في الفصل الخامس من الباب الأول ص ٤ وأعلم أيضاً ان اللعن على قاتلي الأئمة عليهم‌السلام حسن بأي لغة كان، ولعل الأنسب أن يكون اللعن بهذه العبارة المتخذة من بعض الأدعية:

اللّهُمَّ العَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَقَتَلَةَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عليهم‌السلام وَقَتَلَةَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، اللّهُمَّ العَنْ أَعْداء آلِ مُحَمَّدٍ وَقَتَلَتَهُمْ وَزِدْهُمْ عذاباً فَوْقَ العَذابِ وَهَوانا

_________________

١ - أي أبرأ من كلّ من لم يحذو حذوهم ولم يقل بامامتهم.

٢ - الابتهال هو أن تمدّ يديك جميعاً واصله: التضرّع والمبالغة في السؤال. النهاية.

٣ - من لا يحضره الفقيه ٢ / ٦٠٢ - ٦٠٥، كامل الزيارات ٥١٣ ح ١ من باب ١٠٢.

٤ - في مصباح الزائر: ٣٩٣ مع تحقيقات مؤسسة آل البيت ايضاً: وسخّروا بامامك. لعلّ عند المؤلف غير هذه النسخة.

٦٠٤

فَوْقَ هَوانٍ وَذُلاّ فَوْقَ ذُلٍّ وَخِزْيا فَوْقَ خِزْي، اللّهُمَّ دُعَّهُمْ إِلى النَّارِ دَعّا وَأَرْكِسْهُمْ فِي أَلِيمِ عَذابِكَ رَكْساً وَاحْشُرْهُمْ وَأَتْباعَهُمْ إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً .

وفي كتاب (تحفة الزائر) أنه قال المفيد: يستحب أن يدعى بهذا الدعاء بعد صلاة زيارة الرضا عليه‌السلام :

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا الله الدَّائِمُ فِي مُلْكِهِ القائِمُ فِي عِزِّهِ المُطاعُ فِي سُلْطانِهِ المُتَفَرِّدُ فِي كِبْرِيائِهِ المُتَوَحِّدُ فِي دَيْمُومَةِ بَقائِهِ العادِلُ فِي بَرِيَّتِهِ العالِمُ فِي قَضِيَّتِهِ الكَرِيمُ فِي تَأْخِيِر عُقُوبَتِهِ؛ إِلهِي حاجاتِي مَصْرُوفَةٌ إِلَيْكَ وَآمالِي مَوْقُوفَةٌ لَدَيْكَ وَكُلَّما وَفَّقْتَنِي مِنْ خَيْرٍ (١) فَأَنْتَ دَلِيلِي عَلَيْهِ وَطَرِيقِي إِلَيْهِ، يا قَدِيراً لا تَؤُودُهُ المَطالِبُ يا مَلِيّا يَلْجَأُ إِلَيْهِ كُلُّ راغِبٍ مازِلْتُ مَصْحُوباً بِمَنِّكَ بِالنِّعَمِ جارِيا عَلى عاداتِ الاِحْسانِ وَالكَرَمِ. أَسْأَلُكَ بِالقُدْرَةِ النَّافِذَةِ فِي جَمِيعِ الاَشْياءِ وَقَضائِكَ المُبْرَمِ الَّذِي تَحْجُبُهُ بِأَيْسَرِ الدُّعاءِ وَبِالنَّظْرَةِ الَّتِي نَظَرْتَ بِها إِلى الجِبالِ فَتَشامَخَتْ وَإِلى الاَرَضِينَ فَتَسَطَّحَتْ وَإِلى السَّماواتِ فَارْتَفَعَتْ وَإِلى البِحارِ فَتَفَجَّرَتْ، يا مَنْ جَلَّ عَنْ أَدَواتِ لَحَظاتِ البَشَرِ وَلَطُفَ عَنْ دَقائِقِ خَطَراتِ الفِكَرِ لاتُحْمَدُ يا سَيِّدِي إِلاّ بِتَوْفِيقٍ مِنْكَ يَقْتَضِي حَمْداً وَلا تُشْكَرُ عَلى أَصْغَرِ مِنَّةٍ إِلاّ اسْتَوْجَبْتَ بِها شُكْراً؛ فَمَتى تُحْصى نَعْماؤُكَ يا إِلهِي وَتُجازى آلاؤُكَ يا مَوْلايَ وَتُكافَأُ صَنائِعُكَ يا سَيِّدِي؟ وَمِنْ نِعَمِكَ يَحْمَدُ الحامِدُونَ وَمِنْ شُكْرِكَ يَشْكُرُ الشَّاكِرُونَ وَأَنْتَ المُعْتَمَدُ لِلْذُنُوبِ فِي عَفْوِكَ وَالنَّاشِرُ عَلى الخاطِئِينَ جَناحَ سِتْرِكَ، وَأَنْتَ الكاشِفُ لِلْضُّرِّ بِيَدِكَ، فَكَمْ مِنْ سَيِّئَةٍ أَخْفاها حِلْمُكَ حَتّى دَخِلَتْ (٢) وَحَسَنَةٍ ضاعَفَها فَضْلُكَ حَتّى عَظُمَتْ عَلَيْها مُجازاتُكَ، جَلَلْتَ أَنْ يُخافَ مِنْكَ إِلاّ العَدْلُ وَأَنْ يُرْجَى مِنْكَ إِلاّ الاِحْسانُ وَالفَضْلُ فَامْنُنْ عَلَيَّ بِما أَوْجَبَهُ فَضْلُكَ وَلا تَخْذُلْنِي بِما

_________________

١ - وفّقتني بخير - خ -.

٢ - دخل (فسد).

٦٠٥

يَحْكُمُ عَدْلُكَ . سَيِّدِي لَوْ عَلِمَتِ الاَرْضُ بِذُنُوبِي لَساخَتْ بِي وَالجِبالُ لَهَدَّتْنِي أَوْ السَّماواتُ لاخْتَطَفَتْنِي أَوْ البِحارُ لاَغْرَقَتْنِي، سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي مَوْلايَ مَوْلايَ مَوْلايَ قَدْ تَكَرَّرَ وَقُوفِي لِضِيافَتِكَ فَلا تَحْرِمْنِي ماوَعَدْتَ المُتَعَرِّضِينَ لِمَسْأَلَتِكَ، يا مَعْرُوفَ العارِفِينَ يا مَعْبُودَ العابِدِينَ يا مَشْكُورَ الشَّاكِرِينَ يا جَلِيسَ الذَّاكِرِينَ، يا مَحْمُودَ مَنْ حَمِدَهُ يا مَوْجُودَ مَنْ طَلَبَهُ يا مَوْصُوفَ مَنْ وَحَّدَهُ يا مَحْبُوبَ مَنْ أَحَبَّهُ يا غَوْثَ مَنْ أَرادَهُ يا مَقْصُودَ مَنْ أَنابَ إِلَيْهِ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ الغَيْبَ إِلاّ هُوَ يا مَنْ لايَصْرِفُ السُّوءَ إِلاّ هُوَ يا مَنْ لايُدَبِّرُ الأمر إِلاّ هُوَ يا مَنْ لايَغْفِرُ الذَّنْبَ إِلاّ هُوَ يا مَنْ لايَخْلُقُ الخَلْقَ إِلاّ هُوَ يا مَنْ لايُنَزِّلُ الغَيْثَ إِلاّ هُوَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي يا خَيْرَ الغافِرِينَ؛ رَبِّ إِنِّي أسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ حَياءٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ رَجاءٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ إِنابَةٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ رَغْبَةٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ رَهْبَةٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ طاعَةٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ إِيْمانٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ إِقْرارٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ إِخْلاصٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ تَقْوى وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ تَوَكُّلٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ ذِلَّةٍ وَأسْتَغْفِرُكَ اسْتِغْفارَ عامِلٍ لَكَ هارِبٍ مِنْكَ إِلَيْكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتُبْ عَلَيَّ وَعَلى وَالِدَيَّ بِما تُبْتَ وَتَتُوبُ عَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا مَنْ يُسَمّى (١) بِالغَفُورِ الرَّحِيمِ يا مَنْ يُسَمّى بِالغَفُورِ الرَّحِيمِ يا مَنْ يُسَمّى بِالغَفُورِ الرَّحِيمِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْبَلْ تَوْبَتِي وَزَكِّ عَمَلِي وَاشْكُرْ سَعْيِي وَارْحَمْ ضَراعَتِي وَلا تَحْجُبْ صَوْتِي وَلاتُخَيِّبْ مَسْأَلَتِي يا غَوْثَ المُسْتَغِيثِينَ، وَأَبْلِغْ أَئِمَّتِي سَلامِي وَدُعائِي وَشَفِّعْهُمْ فِي جَمِيعِ ماسَأَلْتُكَ وَأَوْصِلْ هَدِيَّتِي إِلَيْهِمْ كَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَزِدْهُمْ مِنْ ذلِكَ مايَنْبَغِي لَكَ بِأَضْعافٍ لايُحْصِيها غَيْرُكَ، وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله

_________________

١ - تُسمّى في الموارد الثلاث - خ -.

٦٠٦

العَلِيِّ العَظِيمِ وَصَلّى الله عَلى أَطْيَبِ المُرْسَلِينَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ (١) .

أقول: أورد العلامة المجلسي في (البحار) نقلا عن بعض مؤلفات القدماء من الأصحاب زيارة الرضا عليه‌السلام تعرف بالزيارة الجواديّة وفي آخر تلك الزيارة ثم صلّ للزيارة وسبح واهدها إليه عليه‌السلام ثم قل: اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا الله الدَّاِئُم ...، وأورد هذا الدعاء بكامله فلا تذر الدعاء به في ذلك المشهد المقدّس إذا زرت بتلك الزيارة (٢) .

زيارة أخرى: روى ابن قولويه عن بعض الأئمة عليهم‌السلام أنّه قال: إذا صرت إلى قبر الإمام الرضا عليه‌السلام فقل: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُوسى الرِّضا المُرْتَضَى الإمام التَّقِيِّ النَّقِيِّ وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوْقَ الاَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى الصِّدِّيقِ الشَّهِيدِ صَلاةً كَثِيرَةً تامَّةً زاكِيَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُتَرادِفَةً كَأَفْضَلِ ماصَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ (٣) .

زيارة أخرى: وهي ماأوردها المفيد في المقنعة، قال: تقف عند قبره عليه‌السلام بعدما اغتسلت غسل الزيارة ولبست أنظف ثيابك وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله وَابْنَ وَلِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمامَ الهُدى وَالعُرْوَةَ الوُثْقى وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْت عَلى مامَضى عَلَيْهِ آباؤُكَ الطَّاهِرُونَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍ إِلى باطِلٍ وَأَنَّكَ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَأَدَّيْتَ الاَمانَةَ؛ فَجَزاكَ الله عَنِ الإسْلامِ وَأَهْلِهِ خَيْرَ الجَزاءِ. أَتَيْتُكَ بِأَبِي وَاُمِّي زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَعْدائِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ. ثم انكب على القبر وقبله وضع جانبي وجهك عليه ثم تحوّل إلى جانب الرأس وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا بْنَ رَسُولِ الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام الهادِي وَالوَلِيُّ المُرْشِدُ، أَبْرَأُ إِلى الله مِنْ أَعْدائِكَ وَأَتَقَرَّبُ إلى الله بِولايَتِكَ صَلَّى الله

_________________

١ - المزار القديم للمفيد كما في البحار ١٠٢ / ٥٧، تحفة الزائر: ٣٢٧ - ٣٢٩.

٢ - البحار ١٠٢ / ٥٢ - ٥٧.

٣ - كامل الزيارات: ٥١٣ ح ١ باب ١٠٢.

٦٠٧

عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ . ثم صلّ ركعتين للزيارة وصلّ بعدهما ما شئت ثم تحول إلى جانب الرجل فادع بما شئت إن شاء الله (١) .

أقول: لزيارته عليه‌السلام في الساعات والأيام الشريفة المنتمية إليه بنوع من المناسبات فضل كثير ولا سيّما في شهر رجب وفي الثالث والعشرين من ذي القعدة والخامس والعشرين منه وفي السادس من شهر رمضان كما ذكر في مواقعها من أعمال الشهور والأيام وكذلك في غير هذه الأيام مما ينتمي إليه. وإذا أردت أن تودعه عليه‌السلام فودّعه بما كنت تودع به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لاجَعَلَهُ الله آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ. ثم قل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، اللّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي ابْنَ نَبِيِّكَ وَحُجَّتَكَ عَلى خَلْقِكَ وَاجْمَعْنِي وَإِياهُ فِي جَنَّتِكَ وَاحْشُرْنِي مَعَهُ وَفِي حِزْبِهِ مَعَ الشُّهَداء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، وَأَسْتَوْدِعُكَ الله وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامُ، آمَنَّا بِالله وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ (٢) .

أقول: ينبغي هنا ذكر أمور:

الأول: بسند معتبر عن الإمام عليّ النقي (صلوات الله وسلامه عليه) أنّه قال: من كانت له إلى الله حاجة فليزر قبرجدّي الرضا عليه‌السلام بطوس مغتسلاً فيصلّي عند رأسه ركعتين فيذكر حاجته في قنوت الصلاة فتستجاب له حاجته إِلاّ إذا كانت في معصية أو قطيعة رحم. إنّ موضع قبره بقعة من بقع الجنّة ولايزوره مؤمن إِلاّ أعتقه الله من النار وأحلّه الى دار القرار (٣) .

الثاني: حكى العلامة المجلسي (رض) عن خط الشيخ الجليل الشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي: أنّ الشيخ أبي الطيب حسين بن أحمد الفقيه الرازي (رض) ذكر أنّه من زار الرضا (صلوات الله وسلامه عليه) أو غيره من الأئمة عليهم‌السلام فصلّى عنده صلاة جعفر كتب له بكل ركعة أجر من حجّ ألف حجّة واعتمر ألف عمرة وأعتق في سبيل الله ألف رقبة ووقف للجهاد مع نبي مرسل ألف مرة وكان له بكل خطوة يخطوها أجر مائة حجّة ومائة عمرة وعتق مائة رقبة في سبيل الله تعالى وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة (٤) .

وصفة صلاة جعفر قد مضت في خلال أعمال يوم الجمعة.

_________________

١ - المقنعة: ٤٨٠ - ٤٨١.

٢ - البلد الامين: ٢٨٣ وعنه البحار ١٠٢ / ٥٠.

٣ - عيون اخبار الرضا ك ٢٩٣ ح ٣٢ من باب ٦٦.

٤ - البحار ١٠٠ / ١٣٧.

٦٠٨

الثالث: روى عن محول السجستاني قال: لمّا ورد البريد بإشخاص الرضا عليه‌السلام إلى خراسان دخل المسجد ليودع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فودّعه مراراً كل ذلك يرجع إلى القبر ويعلو صوته بالبكاء والنحيب فتقدمت إليه وسلمت عليه فرد السلام وهنأته فقال: زرني فإني أخرج من جوار جدي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأموت في غربة وأدفن في جنب هارون (١) .

وروى الشيخ يوسف بن حاتم الشامي في كتاب (الدر النظيم) عن جمع من الأصحاب عن الرضا عليه‌السلام قال: لما أردت الخروج من المدينة إلى خراسان جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا عليّ حتى أسمع بكاءهم، ثم فرّقت فيهم اثني عشر ألف دينار. ثم قلت لهم إنّي لا أرجع إلى عيالي أبداً ثم أخذت أبا جعفر الجواد فأدخلته المسجد ووضعت يده على حافة القبر وألصقته به واستحفظته برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمرت جميع وكلائي وحشمي له بالسمع والطاعة وترك مخالفته وعرفتهم أنّه القيم مقامي (٢) .

وروى السيد عبد الكريم ابن طاووس (رض) أنّه لما طلب المأمون الرضا عليه‌السلام من المدينة إلى خراسان سار عليه‌السلام من المدينة إلى البصرة ولم يذهب إلى الكوفة ثم توجه من البصرة إلى بغداد على طريق الكوفة ومن هناك إلى مدينة قم ودخل قم فاستقبله أهلها فتخاصموا في ضيافته كلّ يبغي أن يحل عليه‌السلام داره فقال عليه‌السلام إنّ جملي هو المأمون (أي إنّه عليه‌السلام يحل حيثما برك الجمل) فأتى الجمل داراً واستناخ على بابه وكان صاحب الدار قد رأى في المنام في ليلته أنّ الرضا عليه‌السلام سيكون ضيفه غداً فلم تمض مدة طويلة حتى صار ذلك الدار مقاما من المقامات الرفيعة وهو في عصرنا مدرسة معمورة (٣) .

وروى الصدوق بسنده عن إسحاق بن راهويه قال: لما وافى أبو الحسن الرضا عليه‌السلام نيسابور وأراد أن يرحل منها اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له يا بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ترحل عنّا ولاتحدّثنا بحديث فنستفيده منك؟ وقد كان قعد في العمارية فأطلع رأسه وقال: سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عَليهِ الصَلاة وَالسَلام) يقول: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: سمعت جبرائيل يقول: سمعت الله عزَّ وجلَّ يقول: لا إِلهَ إِلاّ الله حِصْنِي فَمَنْ دَخَلَ حِصْنِي أمِنَ مِنْ عَذابِي ، فلما مرّت الراحلة نادانا: بشروطها وانا من

_________________

١ - البحار ٤٩ / ١١٧ ح ٣ من باب ١٠ عن عيون اخبار الرضا.

٢ - الدر النظيم لجمال الدين الشامي: ٦٧٨.

٣ - فرحة الغري: ١٠٥ في الباب الثامن.

٦٠٩

شروطها (١) .

وروى أبو الصلت أن الرضا عليه‌السلام في طريقه إلى المأمون لما بلغ القرية الحمراء (دِه سُرخ) قيل له: يا بن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد زالت الشمس، أفلا نصلي؟ فنزل عليه‌السلام فقال: ائتوني بماءً فقيل: مامعنا ماء. فبحث بيده الأرض فنبع من الماء ماتوضأ به هو ومن معه وأثره باق إلى اليوم فلمّا دخل سناباد أسند إلى الجبل الذي ينحت منه القدور فقال:

اللّهُمَّ انْفَعْ بِهِ وَبارِكْ فِيما يَجْعَلُ فِيما يَنْحَتُ مِنْهِ ...، ثم امر عليه‌السلام فنحت له قدور من الجبل وقال: لا يأكل إِلاّ ماطبخ فيها فاهتدى الناس إليه من ذلك اليوم وظهرت بركة دعائه فيه (٢) .

الرابع: أرّخ صاحب مطلع الشمس أنّ الملك (الشاه) عباس الأول نزل مشهد الرضا عليه‌السلام في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة ألف وست وذلك بعد مانهب عبد الرحمن الاوزبكي الحرم الطاهر فلم يترك فيها شَيْئاً سوى السياج الذهبي وفي الثامن والعشرين من الشهر، شهر ذي الحجة، توجّه الملك إلى مدينة هرات فاستردّها ونظم شؤونها فقفل إلى مدينة خراسان ولبث فيها شهراً رمّم خلاله الصحن المقدس وأنعم على خدام البقعة المباركة ورعاهم بعطفه ثم عاد إلى العراق وفي أواخر السنة الثامنة بعد الألف قدم الملك ثانيا خراسان فقضى فيه فصل الشتاء وتقلّد خدمة الأسْتانة المقدسة وباشرها بنفسه. فكان في بعض الليالي وهو يقرض فضول فتائل الشموع بالمقراضين أن أنشأ الشيخ البهائي على البيهة، قائلا بالفارسية:

پيوسته بود ملائك عليين

پروانهء شمع روضهء خلد آيين

مقراض به احتياط زن اي خادم

ترسم ببرى شه پر جبريل أمين

وكان الشاه قد نذر أن يرحل إلى زيارة الرضا عليه‌السلام راجلاً فوفى بنذره في السنة التاسعة بعد الألف وقطع تلك المسافة الشاسعة على قدميه خلال ثمانية وعشرين يوماً. وبهذه المناسبة أورد صاحب كتاب تاريخ عالم آرا هذه الأبيات:

غلام شاه مردان شاه عباس

شه والا گهر خاقان أمجد

به طوف مرقد شاه خراسان

پياده رفت با اخلاص بيحد

إلى أن قال:

پياده رفت، شد تاريخ رفتن

زاصفاهان پياده تا به مشهد

فلمّا بلغ مدينة خراسان أمر بأن يرحب الصحن المبارك وكان المدخل إلى الروضة حينذاك في

_________________

١ - ثواب الاعمال: ٦ - ٧.

٢ - عيون اخبار الرضا عليه‌السلام : ١٤٧، ح ١ من باب ٣٩.

٦١٠

إيوان علي شير في جانب من جوانب الصحن الشريف بشكل غير أنيق فأمر بتشييد الصحن بحيث يتوسطه الإيوان وبنى إيواناً آخر في الجانب المقابل ومدّ شارعاً مركزياً يجتاز بابي الصحن والإيوان ويطوي المدينة من بابها الغربي إلى بابها الشرقي وأحدث للمدينة عيوناً وقنوات ومدّ في منتصف الشارع المركزي ساقية تجري إلى حوض كبير قد أحدثه في وسط الصحن الشريف فتخترقه إلى الجانب الشرقي من الشارع والكتابات الموجودة في هذه الابنية هي من آثار الميرزا محمد رضا صدر الكتّاب وعلي رضا العباسي، ومحمد رضا الإمامي، ومما أجراه الشاه عباس أيضاً أنّه كسى القبّة الطاهرة بالذهب كما تنطق به الكتابة الموجودة على القبّة الطاهرة وهي: بسم الله الرحمن الرحيم من عظائم توفيقات الله سبحانه أن وفق السلطان الأعظم مولى ملوك العرب والعجم صاحب النسب الطاهر النبوي والحسب المطهر العلوي تراب أقدام خدّام هذه العتبة المطهّرة اللاهوتية غبار نعال زوّار هذه الروضة المنورة الملكوتية مروّج آثار أجداده المعصومين السلطان بن السلطان أبو المظفر شاه عبّاس الحسيني الموسوي الصفوي بهادر خان فاستسعد بالمجيء ماشياً على قدميه من دار السلطنة أصفهان إلى زيارة هذا الحرم الأشرف وقد تشرّف بزينة هذه القبّة من خلّص ماله في سنة ألف وعشر وتم سنة ألف وستّ وعشر (١) .

الخامس: قال الطبرسي في كتاب (إعلام الورى) بعدما أورد جملة من معجزات الرضا عليه‌السلام : وأمّا ما ظهر للناس بعد وفاته من بركة مشهده المقدّس والعلامات والعجائب التي شاهدها الخلق فيه وأذعن العام والخاص له وأقر المخالف والمؤالف به إلى يومنا هذا فكثير خارج عن حد الاحصاء والعدّ، ولقد أبري فيه الأكمه والأبرص واستجيبت الدّعوات وقضيت ببركته الحاجات وكشفت الملمات وشاهدنا كَثِيراً من ذلك وتيقّناه وعلمناه لايتخالج الشك والريب في معناه (٢) .

والشيخ الأجل الشيخ الحر العاملي في كتابه إثبات الهداة بعدما حكى هذا الكلام للطبرسي قال: يقول مؤلف هذا الكتاب محمد بن الحسن الحرّاني: ولقد رأيت وشاهدت كَثِيراً من ذلك كما شاهده الطبرسي وتيقنته في مدة مجاورتي لمشهد الرضا عليه‌السلام وذلك ستّ وعشرون سنة وسمعت من الاخبار في ذلك ما تجاوز حدّ التواتر، وليس في خاطري أنّي دعوت في هذا المشهد وطلبت فيه إِلاّ وقضيت لي والحمد لله. وتفصيل ذلك يضيق عنه المجال ويطول فيه المقال فلذلك

_________________

١ - مطلع الشمس لصنيع الدولة محمد حسن خان ٢ / ٣٢٤ وتواليه في وقايع بين سنة ١٠٠٩ و ١٠١٠.

٢ - اعلام الورى: ٣١٤، نهاية الفصل الثالث.

٦١١

إكتفيت بالإجمال (١) .

ويقول عباس القمي مؤلف هذا الكتاب: إنّنا في غنىً عن ذكر الكرامات التي برزت من تلك الروضة المقدسة في سوالف الأزمان بما يتجدّد منها في كل عصر وزمان، وقد ألمحنا إلى ما يناسب المقام في الباب الثاني في خلال أعمال الليلة السابعة والعشرين من شهر رجب فلنختم هذا الفصل بعدة أبيات مما أنشأه الجامي في مدحه عليه‌السلام :

سَلامٌ عَلى آل طَه ويس

سلامٌ عَلى آل خَيرِ النَّبِيّينَ

سَلامٌ عَلى رَوْضَةٍ حَلَّ فِيها

إمامٌ يُباهى بِه المُلْكُ والدِّينُ

حواست جمع كن

حواست جمع كن

حواست جمع كن

حواست جمع كن

حواست جمع كن

حواست جمع كن

حواست جمع كن

حواست جمع كن

الفصل العاشر

في زيارة أئمة سر من رأى عليه‌السلام وأعمال

السرداب الطاهر ويحتوي على مقامين:

المقام الأول

في زيارة الإمامين المعصومين علي بن محمد النقي

والحسن بن علي العسكري صلوات الله عليهما

إذا دخلت سرّ من رأى إن شاء الله وقصدت زيارتهما عليهما‌السلام فاغتسل وتأدّب بآداب دخول المشاهد الشريفة ثم سر بسكينة ووقار حتى تبلغ باب الحرم الطاهر واستأذن للدخول

_________________

١ - اثبات الهداة ٣ / ٢٩٨ فصل ٧ ح ١٣٢.

٦١٢

بالاستئذان العام السالف في أوائل هذا الباب، ثم ادخل الحرم الشريف وزرهما عليه‌السلام بهذه الزيارة وهي أصح الزيارات:

السَّلامُ عَلَيْكُما يا وَلِيَّيِ الله السَّلامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتَي الله السَّلامُ عَلَيْكُما يا نُورَي الله فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ السَّلامُ عَلَيْكُما يا مَنْ بَداً للهِ فِي شَأْنِكُما، أَتَيْتُكُما زائِراً عارِفاً بِحَقِّكُما مُعادِياً لاَعْدائِكُما مُوالِياً لاَوْلِيائِكُما مُؤْمِناً بِما آمَنْتُما بِهِ كافِراً بِما كَفَرْتُما بِهِ مُحَقِّقاً لِما حَقَّقْتُما مُبْطِلاً لِما أَبْطَلْتُما، أَسْأَلُ الله رَبِّي وَرَبَّكُما أَنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زِيارَتِكُما الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ يَرْزُقَنِي مُرافَقَتَكُما فِي الجِنانِ مَعَ آبائِكُما الصَّالِحِينَ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَيَرْزُقَنِي شَفاعَتَكُما وَمُصاحَبَتَكُما وَيُعَرِّفَ بَيْنِي وَبَيْنَكُما وَلايَسْلُبَنِي حُبَّكُما وَحُبَّ آبائِكُما الصَّالِحِينَ، وَأَنْ لايَجْعَلَهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما وَيَحْشُرَنِي مَعَكُما فِي الجَنَّةِ بِرَحْمَتِهِ. اللّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّهُما وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهما، اللّهُمَّ العَنْ ظالِمِي آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ، اللّهُمَّ العَنْ الأوَّلِينَ مِنْهُمْ وَالآخِرِينَ وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ العَذابَ وَأَبْلِغ بِهِمْ وَبِأَشْ يا عِهِمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَمُتَّبِعِيهِمْ أَسْفَلَ دَرَكٍ مِنْ الجَّحِيمِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَ فَرَجِهِمْ (١) يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . وتجتهد في الدعاء لنفسك ولوالديك وتخير من الدعاء فإن وصلت إليهما (أي إن أمكنك الوصول إلى قبرهما) (صلوات الله عليهما) فصلِّ عند قبريهما ركعتين وإذا دخلت المسجد (أي لم تتمكن من القبر) وصليت دعوت الله بما أحببت إنّه قريب مجيب. وهذا المسجد إلى جانب الدار وفيه كانا يصلّيان عليهما‌السلام (٢) .

أقول: قد أثبتنا هذه الزيارة طبقاً لكتاب كامل الزيارة ، وقد روى الزيارة باختلاف يسير الشيخ محمد ابن المشهدي والشيخ المفيد والشهيد أيضاً في مزاراتهم وقد ورد في نسخهم بعد الفقرة: ( في الجنة برحمته ) ثم اذهب وانكبّ على كل من القبرين وقبلهما وضع جانبي وجهك

_________________

١ - فرجه: خ.

٢ - كامل الزيارات: ٥٢٠ - ٥٢١، ح ١ من باب ١٠٣ عنه البحار ١٠٢ / ٦١.

٦١٣

عليهما ثم ارفع رأسك وقل: اللّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّهُمْ وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهِمْ . .. إلى آخر الزيارة السالفة . ثم قالوا صل أربع ركعات عند الرأس المقدّس وصلّ ما شئت بعد صلاة الزيارة. .. الخ (١) .

ولا يخفى أنّهما عليهما‌السلام مدفونان في دارهما وكان للدار باب يفتح حينا فتدخل الشيعة منه وتزور قَرِيباً من القبر، ويغلق حينا فتقف الشيعة للزيارة أمام نافذةٍ في الجدار المقابل للقبر، ويلاحظ في مفتتح الرواية التي وردت فيها هذه الزيارة هذه العبارة تقول بعد الغسل إن وصلت إلى قبرهما وإِلاّ أومات بالسلام من عند الباب الذي على الشارع (الشبّاك) وهذا الزائر الذي لم يتمكن من الاقتراب من القبر يصلي الصلاة في المسجد. وقد اكترث للامر الشيعة الموالون فنسفوا الدار وشيدوا في موضعه القبّة والحرم والرواق والإيوان فأصبح المسجد داخل الحرم الشريف. والمشهور الان أنّ الإيوان المستطيل المتصل بالرواق خلف العسكريين عليهما‌السلام هو المسجد المذكور وعلى كل حال فقد نجا الزائر من هذا الضيق. ولهما عليهما‌السلام زيارات خاصّة تخصّ كلاً منهما، وعامة مشتركة بينهما وهي مذكورة في كتب الزيارات ونسخها كثيرة شايعة لمن رغب في الزيارة بهما. والزائر إذا أسعفه الحال والمجال فمن المناسب أن يزور بالزيارة الجامعة الكبيرة الآتية إن شاء الله تعالى، فهي بما تحتويه من الكلمات الفصيحة البليغة المعبّرة عن أقصى مراتب الطاعة والخضوع والاقرار بعظمة الأئمة عليهم‌السلام وجلالهم هي قد صدرت من منبع الجلال والعظمة الإمام الهادي عليه‌السلام .

[ زيارة الإمام عليّ الهادي عليه‌السلام ]

السيد ابن طاووس قد خصّ في (مصباح الزائر) كل واحد منهما عليهما‌السلام بزيارة مبسوطة وصلاة عليه ودعاء يدعى به بعد صلاة زيارته وهي بما تحتويها من الفوائد تبعثنا على إيرادها هنا وإن أوجبت التطويل. قال: إذا وصلت إلى محلّه الشريف بسرّ من رأى فاغتسل عند وصولك غسل الزيارة والبس أطهر ثيابك وامش على سكينة ووقار إلى أن تصل الباب الشريف فإذا بلغته فاستأذن وقل:

أَأَدْخُلُ يا نَبِيَّ الله أَأَدْخُلُ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَأَدْخُلُ يا فاطِمَةَ الزَّهْراءَ سَيِّدَةَ نِساءِ

_________________

١ - المزار الكبير للمشهدي: ٥٥٢، ح ١ باب ٧، والمزار للمفيد على ما في البحار ١٠٢ / ٦٢ والمزار للشهيد: ٢٢٣ - ٢٢٤.

٦١٤

العالمِينَ؟ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ عَلِيّ بْنَ الحُسَيْنِ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُوسىْ بْنَ جَعْفَرٍ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ عَلِيَّ بْنَ مُوسى أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ عَلِيّ بْنَ مُحَمَّدٍ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ الله المُوَكَّلِينَ بِهذا الحَرَمِ الشَّرِيفِ .

ثم تدخل مقدّما رجلك اليمنى وتقف على ضريح الإمام أبي الحسن الهادي عليه‌السلام مستقبلاً القبر ومستدبراً القبلة وتقول مائة مرة: الله أَكْبَرُ ، وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّكِيَّ الرَّاشِدَ النُّورَ الثَّاقِبَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا سِرَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبْلَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا ألَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيرَةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَقَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الاَنْوارِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا زَيْنَ الاَبْرارِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَلِيلَ الاَخْيارِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عُنْصُرَ الاَطْهارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الرَّحْمنِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا رُكْنَ الإيْمانِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلى المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الصَّالِحِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الهُدى السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَلِيفَ التُّقى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الاَمِينُ الوَفِيُّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَلَمُ الرَّضِيُّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الزَّاهِدُ التَّقِيُّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الحُجَّةُ عَلى الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها التَّالِيَ لِلْقُرْآنِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها المُبَيِّنُ لِلْحَلالِ مِنَ الحَرامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها الوَلِيُّ النَّاصِحُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها الطَّرِيقُ الواضِحُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها النَّجْمُ اللائِحُ، أَشْهَدُ يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ أنَكَّ حُجَّةُ اللهِ عَلى خَلْقِهِ،

٦١٥

وَخَلِيفَتُهُ فِي بَرِيَّتِهِ وَأَمِينُهُ فِي بِلادِهِ وَشاهِدُهُ عَلى عِبادِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَبابُ الهُدى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ عَلى مَنْ فَوْقَ الاَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ المُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ المُبَرَّأُ مِنَ العُيُوبِ وَالمُخْتَصُّ بِكَرامَةِ الله وَالمَحْبُوُّ بِحُجَّةِ الله وَالمَوْهُوبُ لَهُ كَلِمَةُ الله وَالرُّكْنُ الَّذِي يَلْجَأُ إِلَيْهِ العِبادُ وَتُحْيا بِهِ البِلادُ، وَأَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنِّي بِكَ وَبِآبائِكَ وَأَبْنائِكَ مُوقِنٌ مُقِرُّ وَلَكُمْ تابِعٌ فِي ذاتِ نَفْسِي وَشَرائِعِ دِينِي وَخاتِمَةِ عَمَلِي وَمُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ، وَأَنِّي وَلِيُّ لِمَنْ وَالاكُمْ وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداكُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَّتَكُمْ وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي وَالسَّلامُ عَلَيْكَ (١) وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

ثم قبّل ضريحه وضع خدّك الأيمن عليه ثم الأيسر وقل:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٢) وَصَلِّ عَلى حُجَّتِكَ الوَفِيِّ وَوَلِيِّكَ الزَّكِيَ وَأَمِينِكَ المُرْتَضى وَصَفِيِّكَ الهادِي وَصِراطِكَ المُسْتَقِيمِ وَالجادَّةِ العُظْمى وَالطَّرِيقَةِ الوُسْطى، نُورِ قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ وَوَلِيِّ المُتَّقِينَ وَصاحِبِ المُخْلِصِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا وَمَوْلانا مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّاشِدِ المَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ وَالطَّاهِرِ مِنَ الخَلَلِ وَالمُنْقَطِعِ إِلَيْكَ بِالاَمَلِ، المَبْلُوِّ بِالفِتَنِ وَالمُخْتَبَرِ بِالمِحَنِ وَالمُمْتَحَنِ بِحُسْنِ البَلْوى وَصَبْرِ الشَّكْوى مُرْشِدِ عِبادِكَ وَبَرَكَةِ بِلادِكَ وَمَحَلِّ رَحْمَتِكَ وَمُسْتَوْدَعِ حِكْمَتِكَ وَالقائِدِ إِلى جَنَّتِكَ العالِمِ فِي بَرِيَّتِكَ وَالهادِي فِي خَلِيقَتِكَ، الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ وَانْتَجَبْتَهُ وَاخْتَرْتَهُ لِمَقامِ رَسُولِكَ فِي اُمَّتِهِ وَأَلْزَمْتَهُ حِفْظَ شَرِيعَتِهِ فَاسْتَقَلَّ بِأَعْباءِ الوَصِيَّةِ ناهِضا بِها وَمُضْطَلِعاً بِحَمْلِها لَمْ يَعْثُرْ فِي مُشْكِلٍ وَلا هَفاً فِي مُعْضِلٍ بَلْ كَشَفَ الغُمَّةَ وَسَدَّ الفُرْجَةَ وَأَدَّى المُفْتَرَضَ، اللّهُمَّ فَكما أَقْرَرْتَ ناظِرَ نَبِيِّكَ بِهِ فَرَقِّهِ (٣) دَرَجَتَهُ،

_________________

١ - والسلام عليك: نسخة.

٢ - صلّ على محمّد و: نسخة.

٣ - فارفع - خ -.

٦١٦

وَأَجْزِلْ لَدَيْكَ مَثُوبَتَهُ وَصَلِّ عَلَيْهِ وَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإِحْسانا وَمَغْفِرَةً وَرِضْوانا إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ .

ثم تصلّي صلاة الزيارة فإذا سلّمت فقل:

يا ذا القُدْرَةِ الجامِعَةِ وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ وَالمِنَنِ المُتَتابِعَةِ والآلاءِ المُتَواتِرَةِ وَالاَيادِي الجَلِيلَةِ وَالمَواهِبِ الجَزِيلَةِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِينَ، وَأَعْطِنِي سُؤْلِي وَاجْمَعْ شَمْلِي وَلُمَّ شَعَثِي وَزَكِّ عَمَلِي وَلاتُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي وَلاتُزِلْ قَدَمِي وَلا تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً، وَلاتُخَيِّبْ طَمَعِي وَلاتُبْدِ عَوْرَتِي وَلاتَهْتِكْ سِتْرِي وَلاتُوْحِشْنِي وَلاتُؤْيِسْنِي وَكُنْ بِي رَؤُوفاً رَحِيماً، وَاهْدِنِي وَطَهِّرْنِي وَصَفِّنِي وَاصْطَفِنِي وَخَلِّصْنِي وَاسْتَخْلِصْنِي وَاصْنَعْنِي وَاصْطَنِعْنِي وَقَرِّبْنِي إِلَيْكَ وَلا تُباعِدْنِي مِنْكَ، وَالْطُفْ بِي وَلاتَجْفُنِي وَأَكْرِمْنِي وَلاتُهِنِّي وَما أَسْأَلُكَ فَلا تَحْرِمْنِي وَما لا أَسْأَلُكَ فَاجْمَعْهُ لِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ وَبِحُرْمَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَبِحُرْمَةِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِكَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ ومُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالخَلَفِ الباقِي صَلَواتُكَ وَبَرَكاتُكَ عَلَيْهِمْ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَتُعَجِّلَ فَرَجَ قائِمِهِمْ بِأَمْرِكَ وَتَنْصُرَهُ وَتَنْتَصِرَ بِهِ لِدِينِكَ وَتَجْعَلَنِي فِي جُمْلَةِ النَّاجِينَ بِهِ وَالمُخْلِصِينَ فِي طاعَتِهِ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّهِمْ لَمَّا اسْتَجَبْتَ لِي دَعْوَتِي وَقَضَيْتَ لِي (١) حاجَتِي وَأَعْطَيْتَنِي سُؤْلِي وَكَفَيْتَنِي ماأَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا نُورُ يا بُرْهانُ يا مُنِيرُ يا مُبِينُ يا رَبِّ اكْفِنِي شَرَّ الشُّرُورِ وَآفاتِ الدُّهُورِ، وَأَسْأَلُكَ النَّجاةَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ.

_________________

١ - لي: خ.

٦١٧

وادع بما شئت وأكثر من قولك:

يا عُدَّتِي عِنْدَ العَدَدِ وَيارَجائِي وَالمُعْتَمَدَ وَياكَهْفِي وَالسَّنَدَ يا واحِدُ يا أحَدُ وَيا قُلْ (١) هُوَ الله أَحَدٌ أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَلَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً صَلِّ عَلى جَماعَتِهِمْ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا . وسل حوائجك عوض هذه الكلمة فقد روي عنه (صلوات الله عليه) أنّه قال: إنّني دعوت الله عزَّ وجلَّ أن لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي (٢) .

زيارة الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام

روى الشيخ بسند معتبر عنه عليه‌السلام قال: قبري بسر من رأى أمان لأهل الجانبين (٣) . وقد فسر المجلسي الأول كلمة أهل الجانبين بالشيعة وأهل السنّة وقال: إنّ فضله عليه‌السلام يعمّ الموالي والمعادي، كما إنّ قبر الكاظمين أمان لبغداد... الخ. وقال السيد ابن طاووس: إذا أردت زيارة أبي محمد الحسن العسكري عليه‌السلام فليكن بعد عمل جميع ماقدّمناه في زيارة أبيه الهادي عليه‌السلام ثم قف على ضريحه عليه‌السلام وقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ الهادِي المُهْتَدِي وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله وَابْنَ أَوْلِيائِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وابْنَ حُجَجِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ الله وَابْنَ أَصْفِيائِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ الله وَابْنَ خُلَفائِهِ وَأَبا خَلِيفَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ سِّيَدِة نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ الأَئِمَّةِ الهادِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ الأَوْصِياء الرَّاشِدِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ المُتَّقِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمامَ الفائِزِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا رُكْنَ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا فَرَجَ المَلْهُوفِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الأَنْبِياءِ المُنْتَجَبِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا

_________________

١ - يا قل: خ.

٢ - مصباح الزائر: ٤٠٤ - ٤٠٨.

٣ - تهذيب الاحكام ٦ / ٩٣ ح ٣ من باب ٤٣.

٦١٨

خازِنَ عِلْمِ وَصِيِّ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الدَّاعِي بِحُكْمِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَّاطِقُ بِكِتابِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الحُجَجِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا هادِيَ الاُمَمِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ النِّعَمِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ العِلْمِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِينَةَ الحِلْمِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الإمام المُنْتَظَرِ الظَّاهِرِ لِلعاقِلِ حُجَّتُهُ وَالثَّابِتَةِ فِي اليَّقِينِ مَعْرِفَتُهُ المُحْتَجَبِ عَنْ أَعْيُنِ الظَّالِمِينَ وَالمُغَيَّبِ عَنْ دَوْلَةِ الفاسِقِينَ وَالمُعِيدِ رَبُّنا بِهِ الإسلام جَدِيداً بَعْدَ الانْطِماسِ وَالقُرْآنِ غَضّا بَعْدَ الانْدِراسِ . أَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَدَعَوْتَ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ، أَسْأَلُ الله بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أَنْ يَتَقَبَّلَ زِيارَتِي لَكُمْ وَيَشْكُرَ سَعْيِي إِلَيْكُمْ وَيَسْتَجِيبَ دُعائِي بِكُمْ وَيَجْعَلَنِي مِنْ أَنْصارِ الحَقِّ وَأَتْباعِهِ وَأَشْ يا عِهِ وَمَوالِيهِ وَمُحِبِّيهِ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ .

ثم قبل ضريحه وضع خدّك الأيمن عليه ثم الأيسر وقل:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلى الحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ الهادِي إِلى دِينِكَ وَالدَّاعِي إِلى سَبِيلِكَ عَلَمِ الهُدى وَمَنارِ التُّقى وَمَعْدَنِ الحِجى وَمَأْوى النُّهى وَغَيْثِ الوَرى وَسَحابِ الحِكْمَةِ وَبَحْرِ المَوْعِظَةِ وَوارِثِ الأَئِمَّةِ وَالشَّهِيدِ عَلى الاُمَّةِ، المَعْصُومِ المُهَذَّبِ وَالفاضِلِ الُمَقَّربِ وَالمُطَهَّرِ مِنَ الرِّجْسِ الَّذِي وَرَّثْتَهُ عِلْمَ الكِتابِ وَأَلْهَمْتَهُ فَصْلَ الخِطابِ وَنَصَبْتَهُ عَلَما لاَهْلِ قِبْلَتِكَ وَقَرَنْتَ طاعَتَهُ بِطاعَتِكَ وَفَرَضْتَ مَوَدَّتَهُ عَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ فَكَما أَنابَ بِحُسْنِ الاِخْلاصِ فِي تَوْحِيدِكَ وَأَرْدى مِنْ خاضَ فِي تَشْبِيهِكَ وَحامى عَنْ أَهْلِ الإيْمانِ بِكَ؛ فَصَلِّ يا رَبِّ عَلَيْهِ صَلاةً يَلْحَقُ بِها مَحَلَّ الخاشِعِينَ وَيَعْلُو فِي الجَنَّةِ بِدَرَجَةِ جَدِّهِ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً

٦١٩

وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْوانا إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ وَمَنٍّ جَسِيمٍ .

ثم تصلي صلاة الزيارة فإذا فرغت قل: يا دائِمُ يا دَيْمُومُ (١) يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا كاشِفَ الكَرْبِ وَالهَمِّ (٢) وَيافارِجَ الغَمِّ وَياباعِثَ الرُّسُلِ وَ (٣) ياصادِقَ الوَعْدِ وَ (٤) ياحَيُّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِحَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ (٥) وَوَصِيِّهِ عَلِيٍّ ابْنِ عَمِّهِ وَصِهْرِهِ عَلى ابْنَتِهِ الَّذِي (٦) خَتَمْتَ بِهِما الشَّرائِعَ وَفَتَحْتَ بِهِما (٧) التَّأْوِيلَ وَالطَّلائِعَ فَصَلِّ عَلَيْهِما صَلاةً يَشْهَدُ بِها الأولونَ وَالآخِرُونَ وَيَنْجُو بِها الأوْلِياء وَالصَّالِحُونَ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِفاطِمَةَ الزَّهْراءِ وَالِدَةِ الأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ وَسَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ المُشَفَّعَةِ فِي شيعَةِ أَوْلادِها الطَّيِّبِينَ، فَصَلِّ عَلَيْها صَلاةً دائِمَةً أَبَدَ الابِدِينَ وَدَهْرَ الدَّاهِرِينَ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِالحَسَنِ الرَّضِيِّ الطَّاهِر الزَّكِيِّ وَالحُسَيْنِ المَظْلُومِ المَرْضِيِّ البَرِّ التَّقِيِّ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ الإماميْنِ الخَيِّرَيْنِ الطَّيِّبَيْنِ التَّقِيَّيْنِ النَّقِيَّيْنِ الطَّاهِرَيْنِ الشَّهِيدَيْنِ المَظْلُومَيْنِ المَقْتُولَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَما غَرَبَتْ صَلاةً مُتَوالِيَةً مُتَتالِيَةً وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ سَيِّدِ العابِدِينَ المَحْجُوبِ مِنْ خَوْفِ الظَّالِمِينَ وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الباقِرِ الطَّاهِرِ النُّورِ الزَّاهِرِ الإماميْنِ السَّيِّدَيْنِ مِفْتاحَي البَرَكاتِ وَمِصْباحَي الظُّلُماتِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ماسَرى لَيْلٌ وَما أضاءَ نَهارٌ صَلاةً تَغْدُو وَتَرُوحُ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنِ الله وَالنَّاطِقِ فِي عِلْمِ الله وَبِمُوسى بْنِ جَعْفَرٍ العَبْدِ الصَّالِحِ فِي نَفْسِهِ وَالوَصِيِّ النَّاصِحِ الإماميْنِ الهادِيَيْنِ المَهْدِيَّيْنِ الوافِيَيْنِ الكافِيَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ماسَبَّحَ لَكَ

_________________

١ - يا ديّوم - خ -.

٢ - و: خ.

٣ - و: خ.

٤ - و: خ.

٥ - محمّد: خ.

٦ - اللّذين: نسخة.

٧ - وفتحت التأويل - خ -.

٦٢٠

مَلَكٌ وَتَحَرَّكَ لَكَ فَلَكٌ صَلاةً تُنْمى وَتَزِيدُ وَلاتَفْنى وَلاتَبِيدُ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَلِيِّ بْنِ مُوسى الرِّضا وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ المُرْتَضى الإماميْنِ المُطَهَّرَيْنِ المُنْتَجَبَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ماأَضاءَ صُبْحٌ وَدامَ صَلاةً تُرَقِّيهِما إِلى رِضْوانِكَ فِي العِلِّيِّينَ مِنْ جِنانِكَ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَلِيّ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّاشِدِ وَالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الهادِي القائِمَيْنِ بِأَمْرِ عِبادِكَ المُخْتَبَرَيْنِ بِالمِحَنِ الهائِلَةِ وَالصَّابِرَيْنِ فِي الاِحَنِ المائِلَةِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما كِفاءَ أَجْرِ الصَّابِرِينَ وَإزاءِ ثَوابِ الفائِزِينَ صَلاةً تُمَهِّدُ لَهُما الرِّفْعَةَ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يا رَبِّ بِإِمامِنا وَمُحَقِّقِ زَمانِنا اليَوْمِ المَوْعُودِ وَالشَّاهِدِ المَشْهُودِ وَالنُّورِ الاَزْهَرِ وَالضِّياءِ الاَنْوَرِ المَنْصُورِ بِالرُّعْبِ وَالمُظَفَّرِ بِالسَّعادَةِ، فَصَلِّ عَلَيْهِ عَدَدَ الثَّمَرِ وَأَوْراقِ الشَّجَرِ وَأَجْزاءِ المَدَرِ وَعَدَدَ الشَّعْرِ وَالوَبَرِ وَعَدَدَ ماأَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَأَحْصاهُ كِتابُكَ صَلاةً يَغْبِطُهُ بِها الأوّلُونَ وَالآخِرُونَ، اللّهُمَّ وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ وَاحْفَظْنا عَلى طاعَتِهِ وَاحْرُسْنا بِدَوْلَتِهِ وَأَتْحِفْنا بِوِلايَتِهِ وَانْصُرْنا عَلى أَعْدائِنا بِعِزَّتِهِ وَاجْعَلْنا يا رَبِّ مِنَ التَّوَّابِينَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللّهُمَّ وَإِنَّ إِبْلِيسَ المُتَمَرِّدَ اللّعِينَ قَدِ اسْتَنْظَرَكَ لاِغْواءِ خَلْقِكَ فَأنْظَرْتَهُ وَاسْتَمْهَلَكَ لاِضْلالِ عَبِيدَكَ، فَأَمْهَلْتَهُ بِسابِقِ عِلْمِكَ فِيهِ وَقَدْ عَشَّشَ وَكَثُرَتْ جُنُودُهُ وَازْدَحَمَتْ جُيُوشُهُ وَانْتَشَرَتْ دُعاتُهُ فِي أَقْطارِ الاَرْضِ، فَأَضَلُّوا عِبادَكَ وَأَفْسَدُوا دِينَكَ وَحَرَّفُوا الكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَجَعَلُوا عِبادَكَ شِيَعاً مُتَفَرِّقِينَ وَأَحْزابا مُتَمَرِّدِينَ، وَقَدْ وَعَدْتَ نَقْضَ بُنْيانِهِ وَتَمْزِيقَ شَأْنِهِ فَأَهْلِكْ أَوْلادَهُ وَجُيُوشَهُ وَطَهِّرْ بِلادَكَ مِنْ اخْتِراعاتِهِ وَاخْتِلافاتِهِ وَأَرِحْ عِبادَكَ مِنْ مَذاهِبِهِ وَقِياساتِهِ وَاجْعَلْ دائِرَةَ السُّوءِ عَلَيْهِمْ، وَابْسُطْ عَدْلَكَ وَأظْهِرْ دِينَكَ وَقَوِّ أَوْلِيائَكَ وَأَوْهِنْ أَعْدائَكَ وَأَوْرِثْ دِيارَ إِبْلِيسَ وَدِيارَ أَوْلِيائِهِ أَوْلِيائَكَ وَخَلِّدْهُمْ فِي الجَحِيمِ وَأَذِقْهُمْ مِنَ العَذابِ الاَلِيمِ، وَاجْعَلْ

٦٢١

لَعائِنَكَ المُسْتَوْدَعَةَ فِي مَناحِسِ (1) الخِلْقَةِ وَمَشاوِيهِ الفِطْرَةِ دائِرَةً عَلَيْهِمْ وَمُوَكَّلَةً بِهِمْ وَجارِيَةً فِيهِمْ كُلَّ صَباحٍ وَمَساءٍ وَغُدُوٍّ وَرَواحٍ، رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرةِ حَسَنَةً وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثم ادع بما تحبّ لنفسك ولاخوانك (2) .

زيارة أم القائم عليها‌السلام

ثم تزور مليكة الدنيا والآخِرة أُمَّ القائم عليه‌السلام وقبرها خلف ضريح مولانا الحسن العسكري عليه‌السلام فتقول:

السَّلامُ عَلى رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الصَّادِقِ الاَمِينِ السَّلامُ عَلى مَوْلانا أَمِيرِ المُوْمِنِينَ السَّلامُ عَلى الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ الحُجَجِ المَيامِينَ، السَّلامُ عَلى وَالِدَةِ الإمام وَالمُودَعَةِ أَسْرارَ المَلِكِ العَلامِ وَالحامِلَةِ لاَشْرَفِ الأنامِ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الصِّدِّيقَةُ المَرْضِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا شَبِيهَةَ أُمِّ مُوسى وَابْنَةَ حَوارِيَّ عِيسى السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الرَّضِيَّةُ المَرْضِيَّةُ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَنْعُوتَةُ فِي الاِنْجِيلِ المَخْطُوبَةُ مِنْ رُوحِ الله الاَمِينِ وَمَنْ رَغِبَ فِي وُصْلَتِها مُحَمَّدٌ سَيِّدُ المُرْسَلِينَ وَالمُسْتَوْدَعَةُ أَسْرارَ رَبِّ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى آبائِكَ الحَوارِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى بَعْلِكِ وَوَلَدِكِ السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ الطَّاهِرِ. أَشْهَدُ أَنَّكِ أحْسَنْتِ الكَفالَةَ وَأَدَّيْتِ الاَمانَةَ وَاجْتَهَدْتِ فِي مَرْضاتِ الله وَصَبَرْتِ فِي ذاتِ الله وَحَفِظْتِ سِرَّ الله وَحَمَلْتِ وَلِيَّ الله وَبالَغْتِ فِي حِفْظِ حُجَّةِ الله وَرَغِبْتِ فِي وُصْلَةِ أَبْناءِ رَسُولِ الله عارِفَةً بِحَقِّهِمْ مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِمْ مُعْتَرِفَةً بِمَنْزِلَتِهِمْ مُسْتَبْصِرَةً بِأَمْرِهِمْ مُشْفِقَةً عَلَيْهِمْ مُؤْثِرَةً هَواهُمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكِ مُقْتَدِيَةً بِالصّالِحِينَ راضِيَةً تَقِيَّةً نَقِيَّةً زَكِيَّةً فَرَضِيَ الله عَنْكِ وَأَرْضاكِ وَجَعَلَ الجَنَّةَ

_________________

1 - مناحيس - خ -.

2 - مصباح الزائر: 409 - 413 .

٦٢٢

مَنْزِلَكِ وَمَأواكِ، فَلَقَدْ أَولاكِ مِنَ الخَيْراتِ ماأَوْلاكِ وَأَعْطاكِ مِنَ الشَّرَفِ ما بِهِ أَغْناكِ فَهَنَّأَكِ الله بِما مَنَحَكِ مِنَ الكَرامَةِ وَأَمْرَاكِ .

ثم ترفع رأسك وتقول: اللّهُمَّ إِيَّاكَ اعْتَمَدْتُ وَلِرِضاكَ طَلَبْتُ وَبِأَوْلِيائِكَ إِلَيْكَ تَوَسَّلْتُ وَعَلى غُفْرانِكَ وَحِلْمِكَ اتَّكَلْتُ وَبِكَ اعْتَصَمْتُ وَبِقَبْرِ أُمِّ وَلِيِّكَ لُذْتُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانْفَعْنِي بِزِيارَتِها وَثَبِّتْنِي عَلى مَحَبَّتِها وَلاتَحْرِمْنِي شَفاعَتَها وَشَفاعَةَ وَلَدِها وَارْزُقْنِي مُرافَقَتَها وَاحْشُرْنِي مَعَها وَمَعَ وَلَدِها كَما وَفَّقْتَنِي لِزِيارَةِ وَلَدِها وَزِيارَتِها، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِالأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِالحُجَجِ المَيامِينِ مِنْ آلِ طهَ وَيَّس أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِينَ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِنَ المُطْمَئِنِّينَ الفائِزِينَ الفَرِحِينَ المُسْتَبْشِرِينَ الَّذِينَ لاخَوفٌ عَلَيْهُمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ قَبِلْتَ سَعْيَهُ وَيَسَّرْتَ أَمْرَهُ وَكَشَفْتَ ضُرَّهُ وَآمَنْتَ خَوْفَهُ، اللّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيَّاها، وَارْزُقْنِي العَوْدَ إِلَيْها أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي وَإِذا تَوَفَّيْتَنِي فَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِها وَأَدْخِلْنِي فِي شَفاعَةِ وَلَدِها وَشَفاعَتِها، وَاغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرةِ حَسَنَةً وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا سادَتِي وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ (1) .

زيارة السيدة حكيمة عليها‌السلام

أقول: روي عن زيد الشحام قال قلت للصادق عليه‌السلام : ما لمن زار واحداً منكم؟ قال: كمن زار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (2) . وقد أسلفنا الرواية عن الصادق عليه‌السلام قال: من زار إماما مفترض الطاعة وصلّى عنده أربع ركعات كتبت له حجّة وعمرة. وقد ذكرنا في كتاب هدية الزائر فضائل حكيمة بنت الإمام محمد التقي عليه‌السلام وقبرها الشريف مما يلي رجلي العسكريِّيْن عليه‌السلام

_________________

1 - مصباح الزائر: 413 - 415.

2 - كامل الزيارات: 278، ح 1، باب 59.

٦٢٣

متصل بضريحهما . وقلنا هناك إنّ كتب الزيارة لم تخصها بزيارة خاصة مع مالها من رفيع المنزلة فينبغي أن تزار بالزيارة العامة لأولاد الأئمة عليهم‌السلام أو تزار بما ورد لزيارة عمّتها الكريمة فاطمة بنت موسى عليه‌السلام بان تستقبل القبلة وتقول:

السَّلامُ عَلَى آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، السَّلامُ عَلَى نُوحٍ نَبِيِّ الله السَّلامُ عَلَى إِبْراهِيمَ خَلِيلِ الله السَّلامُ عَلَى مُوسى كَلِيمِ الله السَّلامُ عَلَى عِيسى رُوحِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ خَلْقِ اللهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّد بْنَ عَبْدِ الله خاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَصِيَّ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا سِبْطَي الرَّحْمَةِ وَسَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ سَيِّدَ العابِدِينَ وَقُرَّةَ عَيْنِ النَّاظِرِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ باقِرَ العِلْمِ بَعْدَ النَّبِيِّ السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ البارَّ الاَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُوسى بْنَ جَعْفَرٍ الطَّاهِرَ الطُّهْرَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِيَّ بْنَ مُوسى الرِّضا المُرْتَضى السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ التَّقِيَّ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّقِيَّ النَّاصِحَ الاَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ السَّلامُ عَلى الوَصِيِّ مِنْ بَعْدِهِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى نُورِكَ وَسِراجِكَ وَوَلِيِّ وَلِيِّكَ وَوَصِيِّ وَصِيِّكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ. السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ فاطِمَةَ وَخَدِيجَةَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَمِيرِ المُوْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ وَلِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يا أخْتَ وَلِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يا عَمَّةَ وَلِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مُحَمَّدٍ بْنَ عَلِيٍّ التَّقِيِّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلَيْكِ عَرَّفَ الله بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي الجَنَّةِ وَحَشَرَنا فِي زُمْرَتِكُمْ وَأَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ وَسَقانا بِكَأْسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ، أَسْأَلُ الله أَنْ يُرِينا فِيكُمُ السُّرُورَ وَالفَرَجَ وَأَنْ يَجْمَعَنا وَإِيَّاكُمْ فِي زُمْرَةِ جَدِّكُمْ

٦٢٤

مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَنْ لايَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُمْ إِنَّهُ وَلِيُّ قَدِيرٌ، أَتَقَرَّبُ إِلى الله بِحُبِّكُمْ وَالبَرائةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَالتَّسْلِيمِ إِلى الله راضِياً بِهِ غَيْرَ مُنْكِرٍ وَلامُسْتَكْبِرٍ، وَعَلى يَقِينٍ ماأَتى بِهِ مُحَمَّدٌ وَبِهِ راضٍ نَطْلُبُ بِذلِكَ وَجْهَكَ يا سَيِّدِي اللّهُمَّ وَرِضاكَ وَالدَّارَ الآخِرةَ. يا حَكِيمَةُ اشْفَعِي لِي فِي الجَنَّةِ فَإِنَّ لَكِ عِنْدَ الله شَأْنا مِنَ الشَّأْنِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَخْتِمَ لِي بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبْ مِنِّي ما أَنا فِيهِ وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ، اللّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ وَبِرَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

أقول: عند قبر العسكريِّيْن عليهما‌السلام على المشهور قبور عصبة من السادة العظام منهم حسين ابن الإمام علي النقي عليه‌السلام وإني لم أقف على حال الحسين هذا وقوفاً، ويبدو لي أنّه من أعاظم السادة وأجلائهم فقد استفدت من بعض الأحاديث أنه كان يعبر عن مولانا الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام وأخيه الحسين هذا بالسِّبطين تشبيها لهما بسبطي نبيِّ الرحمة جدَّيهما الإمامين الحسن والحسين عليهم‌السلام . وقد ورد في حديث أبي الطيب أن صوت الحجة (صَلَوات الله عَليه) كان يشبه صوت الحسين عليه‌السلام (1) .

والفقيه المحدّث الحكيم السيد أحمد الأردكاني اليزدي قال في كتاب شجرة الأولياء عند ذكره أولاد الإمام علي النقي عليه‌السلام : إن ابنه الحسين كان من الزُهّاد والعُبّاد وكان يقر لأخيه بالإمامة ولعل المتتبع البصير يعثر على غير ما وقفنا عليه ممّا يومي إلى فضله وجلاله.

[ زيارة السيد محمد بن الإمام علي النقي عليه‌السلام ]

واعلم أيضاً أنّ للسيد محمد بن الإمام علي النقي عليه‌السلام مزار مشهور قرب قرية (البلد) وهو معروف بالفضل والجلال وبما يبديه من الكرامات الخارقة للعادات، ويتشرف بزيارته عامة الخلائق ينذرون له النذور ويهدون إليه الهدايا الكثيرة ويسألون عنده حوائجهم. والعرب في تلك المنطقة تهابه وتخشاه وتحسب له الحساب. وقد برز منه كما يحكى كرامات كثيرة لا يسع المقام ذكرها ويكفيه فضلاً وشرفاً أنّه كان أهلا للإمامة وكان أكبر أولاد الإمام الهادي عليه‌السلام وقد

_________________

1 - أمالي الطوسي: المجلس 11، الحديث 4.

٦٢٥

شق جيبه في عزائه الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام (1) .

وكان شيخنا ثقة الإسلام النوري نور الله مرقده يعتقد في زيارته اعتقاداً راسخاً وهو قد سعى لتعمير بقعته الشريفة وضريحه وكتب على ضريحه الشريف هذا مرقد السيد الجليل أبي جعفر محمد ابن الإمام أبي الحسن علي الهادي عليه‌السلام عظيم الشأن جليل القدر وكانت الشيعة تزعم أنّه الإمام بعد أبيه عليه‌السلام فلمّا توفى نصّ أبوه على أخيه أبي محمد الزّكي عليه‌السلام وقال له: أحدث للهِ شكراً فقد أحدث فيك أمراً (2) . خلّفه أبوه في المدينة طفلاً وقدم عليه في سامراء مشتداً ونهض إلى الرجوع إلى الحجاز ولما بلغ (بلد) على تسعة فراسخ مرض وتوفى ومشهده هناك (3) . ولما توفي شق أبو محمد عليه‌السلام عليه ثوبه وقال في جواب من عابه عليه: قد شق موسى على أخيه هارون (4) ، وكانت وفاته في حدود اثنين وخمسين بعد المائتين (5) .

وعلى أيّ حال فإذا شئت أن تودع العسكريِّيْن عليهما‌السلام فقف على القبر الطاهر وقل:

السَّلامُ عَلَيْكُما يا وَلِيَّي الله اسْتَوْدِعُكُما الله وَأقْرَأُ عَلَيْكُما السَّلامُ، آمَنَّا بِالله وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتُما بِهِ وَدَلَلْتُما عَلَيْهِ، اللّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ اللّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيّاهُما وَارْزُقْنِي العَوْدَ إِلَيْهِما وَاحْشُرْنِي مَعَهُما وَمَعَ آبائِهِما الطَّاهِرِينَ وَالقائِمِ الحُجَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِما يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

المقام الثاني

في آداب السرداب الطاهر

وصفة زيارة حجة الله على العباد وبقية الله في البلاد الإمام المهدي

الحجة بن الحسن صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه

وعلينا أن نصدِّر المقصد بالتنبيه على أمر تحدّثنا عنه في كتاب الهديّة نقلاً عن كتاب التحيّة وهو

_________________

1 - ارشاد المفيد 2 / 318.

2 - بصائر الدرجات: 473، الجزء 10، باب 1، ح 13.

3 - المجدي العلوي النسّابة 130 / 131 عند ذكر أبي محمّد الحسن العسكري عليه‌السلام .

4 - مناقب ابن شهر آشوب 4 / 467.

5 - انظر المجدي العلوي ك 130 في المتن والهامش.

6 - تهذيب الاحكام 6 / 94 باب 45.

٦٢٦

أن هذا السرداب الطاهر هو قسم من دارهما عليهما‌السلام وقبلما يشيد هذا البناء الحديث (الصحن والحرم والقبّة) كان المدخل إلى السرداب خلف القبر عند مرقد السيدة نرجس (نرجس خاتون) ولعله الان واقع في الرواق فكان ينحدر إلى مسلك مظلم طويل ينتهي بباب يفتح وسط سرداب الغيبة . والسرداب في عصرنا الحاضر مزخرف بالمرايا وله في جانب القبلة نافذة إلى صحن العسكريين عليهما‌السلام ، وموضع الباب السابق معلَّم بصورة المحراب منقوشة بالقاشاني فكانت الزيارات وغيرها لهؤُلاءِ الأئمة الثلاث تؤدى كلها من حرم واحد ولذلك نجد الشهيد الأول في (المزار) يعقب زيارة العسكريين عليهما‌السلام بزيارة السرداب ثم يذكر زيارة السيدة نرجس ومنذ مائة وبضعة سنين تأهب للبناء المؤيد المسدد أحمد خان الدّنبلي وأفرز بما أنفقه من المبلغ الخطير صحن الإمامين عليهما‌السلام كما هو الان وشيد الروضة والرواق والقبّة الشامخة وأسّس للسرداب الطاهر الصحن الخاص والإيوان والمدخل والدِّهليز كما شيد للنساء سرداباً خاصاً كما هو قائم الان فطمست معالم ما كان من قبل المدخل والدّرج والباب وانمحى جميع آثاره (1) فزال بذلك بعض الآداب المأثورة ولكن أصل السرداب الشريف وهو موضع جملة من الزيارات باقٍ لم يتغير . وأما الاستئذان لدخول السرداب فلم يسقط‍ بانسداد المدخل السابق، فلكل زيارة استئذان كما دلّ عليه الاستقراء ونجد العلماء كذلك يصرّحون بلزوم الاستئذان تأدباً للدخول من أي باب اعتيد الدخول منه إلى حرم إمام من الأئمة عليهم‌السلام والان نبدأ في صفة الزيارة .

إعلم أنّ الاستئذان الخاص المأثور لدخول السرداب هو الزيارة الآتية التي مفتتحها:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ اللهِ ، وتنتهي بالاستئذان ويزار بها على باب السرداب قبل النزول إليه وقد أورد السيد ابن طاووس (رض) استئذانا آخر (2) يقرب من الاستئذان العام الأول الذي أوردناه في الفصل الثاني من باب الزيارات. وأورد العلامة المجلسي (رض) استئذانا آخر حكاه عن نسخة قديمة وأوّلها: اللّهُمَّ إِنَّ هذِهِ بُقْعَةٌ طَهَّرْتَها وَعَقْوَةٌ شَرَّفْتَها (3) ...، وهو ماعقبنا به الاستئذان العام المذكور فارجع إليه واستأذن به ثم انزل إلى السرداب وزره عليه‌السلام بما روي عنه نفسه الشريفة كما عن الشيخ الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج أنّه خرج من الناحية المقدسة إلى محمد الحميري بعد الجواب عن المسائل التي سألها: بِسْمِ الله

_________________

1 - إلّا ما يشاهد في الموضع المشهور في عصرنا باسم: بيت الأخباريين.

2 - مصباح الزائر: 418.

3 - البحار 102 / 115.

٦٢٧

الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لا لاِمْرِهِ تعْقِلوُنَ وَلا مِنْ أَوْلِيائِهِ تَقْبَلُونَ حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِي النُّذُرُ السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ الله الصَّالِحِينَ . إذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى:

سَلامٌ عَلى آلِ يَّس، السَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِيَ الله وَرَبَّانِيَّ آياتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ الله وَدَيَّانَ دِينِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ الله وَناصِرَ حَقِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَدَلِيلَ إِرادَتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِيَ كِتابِ الله وَتَرْجُمانَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ فِي آناءِ لَيْلِكَ وَأَطْرافِ نَهارِكَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الله فِي أَرْضِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مِيثاقِ الله الَّذِي أَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَعْدَ الله الَّذِي ضَمِنَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَلَمُ المَنْصُوبُ وَالعِلْمُ المَصْبُوبُ وَالغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الواسِعَةُ وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوبٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقُومُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِيْنَ تَقْعُدْ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصَلِّيَ وَتَقْنُتُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصْبِحُ وَتُمْسِي السَّلامُ عَلَيْكَ فِي اللَيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلّى، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمام المَأْمُونُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المُقَدَّمُ المَأْمُولُ السَّلامُ عَلَيْكَ بِجَوامِعِ السَّلامِ. أُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ لاحَبِيبَ إِلاّ هُوَ وَأَهْلُهُ، وَأُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ (1) أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ المُوْمِنِينَ حُجَّتُهُ وَالحَسَنَ حُجَّتُهُ وَالحُسَيْنَ حُجَّتُهُ وَعَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ حُجَّتُهُ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَمُوسى بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ وَعَلِيَّ بْنَ مُوسى حُجَّتُهُ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ وَعَلِيِّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَالحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ الله أَنْتُمْ الأوَّلُ وَالآخِرُ، وَأَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقُّ لارَيْبَ فِيها يَوْمَ لايَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً،

_________________

1 - وأشهدك أنّ عليّاً - خ -.

٦٢٨

وَأَنَّ المَوْتَ حَقُّ وَأَنَّ ناكِراً وَنَكِيراً حَقُّ وَأَشْهَدُ أَنَّ النَّشْرَ حَقُّ وَالبَعْثَ حَقُّ وَأَنَّ الصِّراطَ حَقُّ وَالمِرْصادَ حَقُّ وَالمِيزانَ حَقُّ وَالحَشْرَ حَقُّ وَالحِسابَ حَقُّ وَالجَنَّةَ حَقُّ وَالنَّارَ حَقُّ وَالوَعْدَ وَالوَعِيدَ بِهِما حَقُّ . يا مَوْلايَ شَقِيَ مَنْ خالَفَكَ وَسَعِدَ مَنْ أَطاعَكَ؛ فَاشْهَدْ عَلى ماأَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ وَأَنا وَلِيُّ لَكَ بَرِيٌ مِنْ عَدُوِّكَ، فَالحَقُّ مارَضَيْتُمُوهُ وَالباطِلُ ماأَسْخَطْتُمُوهُ وَالمَعْرُوفُ ماأَمَرْتُمْ بِهِ وَالمُنْكَرُ مانَهَيْتُمْ عَنْهُ فَنَفْسِي مُؤْمِنَةٌ بِالله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَبِرَسُولِهِ وَبِأَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَبِكُمْ يا مَوْلايَ أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ وَنُصْرَتِي مُعَدَّةٌ لَكُمْ وَمَوَدَّتِي خالِصَةٌ لَكُمْ آمِينَ آمِينَ .

الدعاء عقيب هذا القول (1) :

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ رَحْمَتِكَ وَكَلِمَةِ نُورِكَ وَأَنْ تَمْلا قَلْبِي نُورَ اليَّقِينِ وَصَدْرِي نُورَ الإيْمانِ وَفِكْرِي نُورَ النِّيَّاتِ وَعَزْمِي نُورَ العِلْمِ وَقُوَّتِي نُورَ العَمَلِ وَلِسانِي نُورَ الصِّدْقِ وَدِينِي نُورَ البَّصائِرِ مِنْ عِنْدِكَ وَبَصَرِي نُورَ الضِّياءِ وَسَمْعِي نُورَ الحِكْمَةِ وَمَوَدَّتِي نُورَ المُوالاةِ لِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ عليهم‌السلام ، حَتّى أَلْقاكَ وَقَدْ وَفَيْتُ بِعَهْدِكَ وَمِيثاقِكَ فَتُغَشِّيَنِي رَحْمَتُكَ يا وَلِيُّ يا حَمِيدُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ (2) حُجَتِّكَ فِي أَرْضِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي بِلادِكَ وَالدَّاعِي إِلى سَبِيلِكَ وَالقائِمِ بِقِسْطِكَ وَالثَّائِرِ بِأَمْرِكَ وَلِيِّ المُؤْمِنِينَ وَبَوارِ الكافِرِينَ وَمُجَلِّي الظُّلْمَةِ وَمُنِيرِ الحَقِّ وَالنَّاطِقِ بِالحِكْمَةِ وَالصِّدْقِ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ فِي أَرْضِكَ المُرْتَقِبِ الخائِفِ وَالوَلِيِّ النَّاصِحِ، سَفِينَةِ النَّجاةِ وَعَلَمِ الهُدى وَنُورِ أَبْصارِ الوَرى وَخَيْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدى وَمُجَلِّي العَمى (3) الَّذِي يَمْلاُ الاَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ،

_________________

1 - في المصدر: بسم الله الرحمن الرحيم.

2 - محمّدٍ: خ.

3 - الغمّاء - خ -.

٦٢٩

وَاذْهَبْتَ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً، اللّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ لِدِينِكَ وَانْصُرْ بِهِ أَوْلِيائَكَ وَأَوْلِيائهُ وَشِيعَتَهُ وَأَنْصارَهُ وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ، اللّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ وَمِنْ شَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ مِنْ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ، وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولُكَ وَآلَ رَسُولَكَ وَأَظْهِرْ بِهِ العَدْلَ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْ ناصِرِيهِ وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ وَاقْصِمْ قاصِميهِ وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ وَاقْتُلْ بِهِ الكُفَّارَ وَالمُنافِقِينَ وَجَمِيعَ المُلْحِدِينَ حَيْثُ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الاَرْضِ وَمَغارِبِها بَرِّها وَبَحْرِها، وَأَمْلاْ بِهِ الأرْضَ عَدْلاً وَأظْهِرْ بِهِ دِينَ نَبِيِّكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَاجْعَلْنِي اللّهُمَّ مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ، وَأَرِنِي فِي آلِ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام مايَأْمَلُونَ وَفِي عَدُوِّهِمْ مايَحْذَرُونَ؛ إِلهَ الحَقِّ آمِينَ يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (1) .

زيارة أخرى منقولة عَنْ الكتب المعتبرة: قف على باب حرمه الشريف وَقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ الله وَخَلِيفَةَ آبائِهِ المَهْدِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ الأَوْصِياء الماضِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حافِظَ أَسْرارِ رَبِّ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ الله مِنَ الصَّفْوَةِ المُنْتَجَبِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الاَنْوارِ الزَّاهِرَةِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ الاَعْلامِ الباهِرَةِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ العِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ العُلُومِ النَّبَوِيَّةِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ الله الَّذِي لايُؤْتى إِلاّ مِنْهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَبِيلَ الله الَّذِي مِنْ سَلَكَ غَيْرَهُ هَلَكَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناظِرَ شَجَرَةِ طُوبى وَسِدْرَةِ المُنْتَهى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله الَّذِي لايُطْفى السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله الَّتِي لاتَخْفى السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله عَلى مَنْ فِي الاَرْضِ وَالسَّماء السَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ مَنْ عَرَفَكَ بِما عَرَّفَكَ بِهِ الله

_________________

1 - الاحتجاج 2 / 591 - 595 برقم 358.

٦٣٠

وَنَعَتَكَ بِبَعْضِ نُعُوتِكَ الَّتِي أَنْتَ أَهْلُها وَفَوْقَها . أَشْهَدُ أَنَّكَ الحُجَّةُ عَلى مَنْ مَضى وَمَنْ بَقِيَ وَأَنَّ حِزْبَكَ هُمُ الغالِبُونَ وَأَوْلِيائَكَ هُمُ الفائِزُونَ وَأَعْدائَكَ هُمُ الخاسِرُونَ، وَأَنَّكَ خازِنُ كُلِّ عِلْمٍ وَفاتِقُ كُلِّ رَتْقٍ وَمُحَقِّقُ كُلِّ حَقٍّ وَمُبْطِلُ كُلِّ باطِلٍ؛ رَضَيْتُكَ يا مَوْلايَ إِماماً وَهادِيا وَوَلِيَّا وَمُرْشِداً لاأَبْتَغِي بِكَ بَدَلاً وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِكَ وَلِيّاً، أَشْهَدُ أَنَّكَ الحَقُّ الثَّابِتُ الَّذِي لاعَيْبَ فِيهِ وَأَنَّ وَعْدَ الله فِيكَ حَقُّ لاارْتِيابَ لِطُولِ الغَيْبَةِ وَبُعْدِ الاَمَدِ وَلا أَتَحَيَّرُ مَعَ مَنْ جَهِلَكَ وَجَهِلَ بِكَ، مُنْتَظِرٌ مُتَوَقِّعٌ لأيّامِكَ وَأَنْتَ الشَّافِعُ الَّذِي لاتُنازَعُ وَالوَلِيُّ الَّذِي لاتُدافَعُ (1) ذَخَرَكَ الله لِنُصْرَةِ الدِّينِ وَإِعْزازِ المُؤْمِنِينَ وَالاِنْتِقامِ مِنْ الجاحِدِينَ المارِقِينَ. أَشْهَدُ أَنَّ بِوِلايَتِكَ تُقْبَلُ الأعْمالُ وَتُزَكّى الاَفْعالُ وَتُضاعَفُ الحَسَناتُ وَتُمْحى السَيِّئاتُ فَمَنْ جاءَ بِوِلايَتِكَ وَاعْتَرَفَ بِإِمامَتِكَ قُبِلَتْ أَعْمالُهُ وَصُدِّقَتْ أَقْوالُهُ وَتَضاعَفَتْ حَسَناتُهُ وَمُحِيَتْ سَيِّئاتُهُ، وَمَنْ عَدَلَ عَنْ وِلايَتِكَ وَجَهِلَ مَعْرِفَتَكَ وَاسْتَبْدَلَ بِكَ غَيْرَكَ كَبَّهُ اللهُ عَلى مَنْخَرِهِ فِي النَّارِ وَلَمْ يَقْبَلِ الله لَهُ عَمَلاً وَلَمْ يُقِمْ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ وَزْنا أُشْهِدُ الله وَأُشْهِدُ مَلائِكَتَهُ وَأُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ بِهذا ظاهِرُهُ كَباطِنِهِ وَسِرِّهِ كَعَلانِيَّتِهِ، وَأَنْتَ الشَّاهِدُ عَلى ذلِكَ وَهُوَ عَهْدِي إِلَيْكَ وَمِيثاقِي لَدَيْكَ إِذْ أَنْتَ نِظامُ الدِّينِ وَيَعْسُوبُ المُتَّقِينَ وَعِزُّ المُوَحِّدِينَ وَبِذلِكَ أَمَرَنِي رَبُّ العالَمِينَ، فَلَوْ تَطاوَلَتِ الدُّهُورُ وَتَمادَتِ الاَعْمارُ (2) لَمْ أَزْدَدْ فِيكَ إِلاّ يَقِيناً وَلَكَ إِلاّ حُبّاً وَعَلَيْكَ إِلاّ مُتَّكَلاً وَمُعْتَمَداً (3) وَلِظُهُورِكَ إِلاّ مُتَوَقِّعاً وَمُنْتَظِراً (4) وَلِجِهادِي بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَرَقِّباً (5) ؛ فَأَبْذُلْ نَفْسِي وَمالِي وَوَلَدِي وَأَهْلِي وَجَمِيعَ ماخَوَّلَنِي رَبِّي بَيْنَ يَدَيْكَ وَالتَّصَرُّفَ بَيْنَ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ. مَوْلايَ فَإِنْ أَدْرَكْتُ أَيَّامَكَ الزَّاهِرَةَ وَأَعْلامَكَ الباهِرَةَ فَها

_________________

1 - لا ينازع... لا يدافع - خ -.

2 - الاعصار - خ -.

3 - توكّلاً واعتماداً: خ.

4 - توقّعاً وانتظاراً - خ -.

5 - إلّا ترقّباً - خ -.

٦٣١

أَنا ذا عَبْدُكَ المُتَصَرِّفُ بَيْنَ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ أَرْجُو بِهِ الشَّهادَةَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَالفَوْزَ لَدَيْكَ، مَوْلايَ فَإِنْ أَدْرَكَنِي المَوْتُ قَبْلَ ظُهُورِكَ فَإِنِّي أَتَوَسَّلُ بِكَ وَبِآبائِكَ الطَّاهِرِينَ إِلى الله تَعالى وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَ لِي كَرَّةً فِي ظُهُورِكَ وَرَجْعَةً فِي أَيّامِكَ لاَبْلُغَ مِنْ طاعَتِكَ مُرادِي وَأَشْفِي مِنْ أَعْدائِكَ فُؤادِي، مَوْلايَ وَقَفْتُ فِي زِيارَتِكَ مَوْقِفَ الخاطِئِينَ النَّادِمِينَ الخائِفِينَ مِنْ عِقابِ رَبِّ العالَمِينَ وَقَدْ اتَّكَلْتُ عَلى شَفاعَتِكَ وَرَجَوْتُ بِمُوالاتِكَ وَشَفاعَتِكَ مَحْوَ ذُنُوبِي وَسَتْرَ عُيُوبِي وَمَغْفِرَةَ زَلَلِي، فَكُنْ لِوَلِيِّكَ يا مَوْلايَ عِنْدَ تَحْقِيقِ أَمَلِهِ وَاسْأَلِ الله غُفْرانَ زَلَلِهِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِحَبْلِكَ وَتَمَسَّكَ بِوِلايَتِكَ وَتَبَرَّأَ مِنْ أَعْدائِكَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْجِزْ لِوَلِيِّكَ ماوَعَدْتَهُ، اللّهُمَّ أظْهِرْ كَلِمَتَهُ وَأعْلِ دَعْوَتَهُ وَانْصُرْهُ عَلى عَدُوِّهِ وَعَدُوِّكَ يا رَبَّ العالَمِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاظْهِرْ كَلِمَتَكَ التَّامَّةَ وَمُغَيَّبَكَ فِي أَرْضِكَ الخائِفَ المُتَرَقِّبَ، اللّهُمَّ انْصُرْهُ نَصْراً عَزِيزاً وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً، اللّهُمَّ وَأَعِزَّ بِهِ الدِّينَ بَعْدَ الخُمُولِ وَأَطْلِعْ بِهِ الحَقَّ بَعْدَ الاُفُولِ وَأَجْلِ بِهِ الظُّلْمَةَ وَاكْشِفْ بِهِ الغُمَّةَ، اللّهُمَّ وَآمِنْ بِهِ البِلادَ وَاهْدِ بِهِ العِبادَ، اللّهُمَّ امْلاء بِهِ الاَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً إِنَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ . السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله إِئْذَنْ لِوَلِيِّكَ فِي الدُّخُولِ إِلى حَرَمِكَ صَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ الطَّاهِرِينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ (1) .

ثم ائت سرداب الغيبة وقف بين البابين ماسكا جانب الباب بيدك ثم تنحنح كالمستأذن وقل: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، وانزل بسكينة وحضور قلب وصل ركعتين في عرصة السرداب وقل:

الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَعَرَّفَنا أَوْلِيائَهُ وَأَعْدائَهُ وَوَفَّقَنا لِزِيارَةِ أَئِمَّتِنا، وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ المُعانِدِينَ

_________________

1 - المزار الكبير: 586 - 589، البحار 102 / 116 - 118 عن المفيد والشهيد.

٦٣٢

النَّاصِبِينَ وَلا مِنَ الغُلاةِ المُفَوِّضِينَ وَلا مِنَ المُرْتابِينَ المُقَصِّرِينَ . السَّلامُ عَلى وَلِيِّ الله وَابْنَ أَوْلِيائِهِ السَّلامُ عَلى المُدَّخَر لِكَرامَةِ أَوْلِياء الله وَبَوارِ أَعْدائِهِ السَّلامُ عَلى النُّورِ الَّذِي أَرادَ أَهْلُ الكُفْرِ إِطْفأَهُ فَأَبى الله إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ بِكُرْهِهِمْ وَأَيَّدَهُ بِالحَياةِ حَتّى يُظْهِرَ عَلى يَدِهِ الحَقَّ بِرَغْمِهِمْ، أَشْهَدُ أَنَّ الله اصْطَفاكَ صَغِيراً وَأَكْمَلَ لَكَ عُلُومَهُ كَبِيراً وَأَنَّكَ حَيُّ لاتَمُوتَ حَتّى تُبْطِلَ الجِبْتَ وَالطَّاغُوتَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وعَلى خُدَّامِهِ وَأَعْوانِهِ وَعَلى غَيْبَتِهِ وَنَأْيِهِ وَاسْتُرْهُ سَتْراً عَزِيزاً وَاجْعَلْ لَهُ مَعْقِلاً حَرِيزاً وَاشْدُدِ اللّهُمَّ وَطْأَتَكَ عَلى مُعانِدِيهِ وَاحْرُسْ مَوالِيهِ وَزائِرِيهِ، اللّهُمَّ كَما جَعَلْتَ قَلْبِي بِذِكْرِهِ مَعْمُوراً فَاجْعَلْ سِلاحِي بِنُصْرَتِهِ مَشْهُوراً، وَإِنْ حالَ بَيْنِي وَبَيْنَ لِقائِهِ المَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْما وَأَقْدَرْتَ بِهِ عَلى خَلِيقَتِكَ رَغْما فَابْعَثْنِي عِنْدَ خُرُوجِهِ ظاهِراً مِنْ حُفْرَتِي مُؤْتَزِراً كَفَنِي حَتّى أُجاهِدَ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي الصَّفِّ الَّذِي أَثْنَيْتَ عَلى أَهْلِهِ فِي كِتابِكَ فَقُلْتَ: ( كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ ) (1) . اللّهُمَّ طالَ الاِنْتِظارُ وَشَمُتَ مِنّا الفُجّارُ وَصَعُبَ عَلَيْنا الاِنْتِصارُ، اللّهُمَّ أَرِنا وَجْهَ وَلِيِّكَ المَيْمُونَ فِي حَياتِنا وَبَعْدَ المَنُونِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَدِينُ لَكَ بِالرَّجْعَةِ بَيْنَ يَدَيْ صاحِبِ هذِهِ البُقْعَةِ الغَوْثَ الغَوْثَ يا صاحِبَ الزَّمانِ! قَطَعْتُ فِي وُصْلَتِكَ الخُلاّ نَ وَهَجَرْتُ لِزِيارَتِكَ الاَوْطانَ وَأَخْفَيْتُ أَمْرِي عَنْ أَهْلِ البُلْدانِ، لِتَكُونَ شَفِيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبِّي وَإِلى آبائِكَ وَمَوالِيَّ فِي حُسْنِ التَّوْفِيقِ لِي وَإسْباغِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ وَسَوْقِ الاِحْسانِ إلى، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَصْحابِ الحَقِّ وَقادَةِ الخَلْقِ وَاسْتَجِبْ مِنِّي مادَعَوْتُكَ وَأَعْطِنِي مالَمْ أَنْطِقْ بِهِ فِي دُعائِي مِنْ صَلاحِ دِينِي وَدُنْيايَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.

ثم ادخل الصّفة فصل ركعتين وقل:

اللّهُمَّ عَبْدُكَ الزَّائِرُ فِي فَناءِ وَلِيِّكَ المَزُورِ الَّذِي فَرَضْتَ طاعَتَهُ عَلى العَبِيدِ وَالاَحْرارِ،

_________________

1 - الصف: 61 / 4.

2 - بنا: خ.

٦٣٣

وَأَنْقَذْتَ بِهِ أَوْلِياءَكَ مِنْ عَذابِ النَّارِ، اللّهُمَّ اجْعَلْها زِيارَةً مَقْبُولَةً ذاتَ دُعاءٍ مُسْتَجابٍ مِنْ مُصَدِّقٍ بِوَلِيِّكَ غَيْرِ مُرْتابٍ، اللّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ بِهِ وَلا بِزِيارَتِهِ وَلاتَقْطَعْ أَثَرِي مِنْ مَشْهَدِهِ وَزِيارَةِ أَبِيهِ وَجَدِّهِ، اللّهُمَّ أَخْلِفْ عَلَيَّ نَفَقَتِي وَانْفَعْنِي بِما رَزَقْتَنِي فِي دُنْيايَ وَآخِرَتِي لِي وَلاِخْوانِي وَأَبَوَيَّ وَجَمِيعِ عُتْرَتِي أَسْتَوْدِعُكَ الله أَيُّها الإمام الَّذِي يَفُوزُ بِهِ المُؤْمِنُونَ وَيَهْلِكُ عَلى يَدَيْهِ الكافِرُونَ المُكَذِّبُونَ يا مَوْلايَ يا أبْنَ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ جِئْتُكَ زائِراً وَلاَبِيكَ وَجَدِّكَ مُتَيَقِّنا الفَوْزَ بِكُمْ مُعْتَقِداً إِمامَتَكُمْ، اللّهُمَّ اكْتُبْ هذِهِ الشَّهادَةَ وَالزِّيارَةَ لِي عِنْدَكَ فِي عِلِّيِّينَ وَبَلِّغْنِي بَلاغَ الصَّالِحِينَ وَانْفَعْنِي بِحُبِّهُمْ يا رَبَّ العالَمِينَ (1) .

زيارة أخرى: وهي مارواها السيّد ابن طاووس، تقول:

السَّلامُ عَلى الحَقِّ الجَدِيدِ وَالعالِمِ الَّذِي عِلْمُهُ لايَبِيدُ السَّلامُ عَلى مُحْيي المُؤْمِنِينَ وَمُبِيرِ الكافِرِينَ السَّلامُ عَلى مَهْدِيِّ الاُمَمِ وَجامِعِ الكَلِمِ السَّلامُ عَلى خَلَفِ السَّلَفِ وَصاحِبِ الشَّرَفِ، السَّلامُ عَلى حُجَّةِ المَعْبُودِ وَكَلِمَةِ المَحْمُودِ السَّلامُ عَلى مُعِزِّ الأوْلِياء وَمُذِلَّ الأعداء السَّلامُ عَلى وَارِثِ الأنْبِياءِ وَخاتَمِ الأوْصِياءِ، السَّلامُ عَلى القائِمِ المُنْتَظَرِ وَالعَدْلِ المُشْتَهَرِ السَّلامُ عَلى السَّيْفِ الشَّاهِرِ وَالقَمَرِ الزَّاهِرِ وَالنُّورِ الباهِرِ (2) ، السَّلامُ عَلى شَمْسِ الظَّلامِ وَبَدْرِ (3) التَّمامِ السَّلامُ عَلى رَبِيعِ الأنامِ وَنَضْرَةِ (4) الأيّامِ السَّلامُ عَلى صاحِبِ الصَّمْصامِ وَفَلا قِ الهامِ، السَّلامُ عَلى الدِّينِ المَأْثُورِ وَالكِتابِ المَسْطُورِ السَّلامُ عَلى بَقِيَّةِ الله فِي بِلادِهِ وَحُجَّتِهِ عَلى عِبادِهِ المُنْتَهى إِلَيْهِ مَوارِيثُ الأَنْبِياءِ وَلَدَيْهِ مَوْجُودٌ آثارُ الأصْفِياء، السلام على (5) المُؤْتَمَنِ

_________________

1 - مصباح الزائر: 444 - 446، الزيارة السادسة.

2 - والنور الباهر - خ -.

3 - والبدر - خ -.

4 - وفطرة - خ -.

5 - السلام على: خ.

٦٣٤

عَلى السِّرِّ وَالوَلِيِّ لِلاَمْرِ السَّلامُ عَلى المَهْدِيِّ الَّذِي وَعَدَ الله عَزَّوَجَّل بِهِ الاُمَمَ أَنْ يَجْمَعَ بِهِ الكَلِمَ وَيَلُمَّ بِهِ الشَّعَثَ وَيَمْلأَ بِهِ الاَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً وَيُمَكِّنَ لَهُ وَيُنْجِزَ بِهِ وَعْدَ المُؤْمِنِينَ . أَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنَّكَ وَالأَئِمَّةِ مِنْ آبائِكَ أَئِمَّتِي وَمَوالِيَّ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الاَشْهادُ، أَسْأَلُكَ يا مَوْلايَ أَنْ تَسْأَلَ الله تَبارَكَ وَتَعالى فِي صَلاحِ شَأْنِي وَقَضاء حَوائِجِي وَغُْفرانِ ذُنُوبِي وَالاَخْذِ بِيَدِي فِي دِينِي وَدُنْيايَ وَآخِرَتِي لِي وَلاِخْوانِي وَأَخَواتِي المُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ كافَّةً إِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ .

ثم صلّ صلاة الزيارة بما قدمناه، أي اثنتي عشرة ركعة، تسلّم بعد كل ركعتين منها، وتسبح تسبيح الزهراء عليها‌السلام ، واهدها إليه عليه‌السلام فإذا فرغت من صلاة الزيارة فقل:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ فِي أَرْضِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي بِلادِكَ الدَّاعِي إِلى سَبِيلِكَ وَالقائِمِ بِقِسْطِكَ وَالفائِزِ بِأَمْرِكَ وَلِيِّ المُؤْمِنِينَ وَمُبِيرِ الكافِرِينَ وَمُجَلِّي الظُّلْمَةِ وَمُنِيرِ الحَقِّ وَ (1) الصَّادِعِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَالصِّدْقِ، وَكَلِمَتِكَ وَعَيْبَتِكَ وَعَيْنِكَ فِي أَرْضِكَ المُتَرَقِّبِ الخائِفِ الوَلِيِّ النَّاصِحِ سَفِينَةِ النَّجاةِ وَعَلَمِ الهُدى وَنُورِ أَبْصارِ الوَرى وَخَيْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدى وَالوِتْرِ المَوْتُورِ وَمُفَرِّجِ الكَرْبِ وَمُزِيلِ الهَمِّ وَكاشِفِ البَلْوى، صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الأَئِمَّةِ الهادِينَ وَالقادَةِ المَيامِينَ ماطَلَعَتْ كَواكِبُ الأسحارِ وَأَوْرَقَتِ الاَشْجارِ وَأَيْنَعَتْ الاَثْمارِ وَأَخْتَلَفَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ وَغَرَّدَتِ الاَطْيارُ، اللّهُمَّ انْفَعْنا بِحُبِّهِ وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ وَتَحْتَ لِوائِهِ إِلهَ الحَقِّ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ.

الصلاة عليه عليه‌السلام :

اللّهمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلى وَلِيِّ الحَسَنِ وَوَصِيِّهِ وَوارِثِهِ القائِمِ

_________________

1 - من قوله: بقسطك الى هنا في نسخة.

٦٣٥

بأَمْرِكَ وَالغائِبِ فِي خَلْقِكَ وَالمُنْتَظِرِ لاِذْنِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَقَرِّبْ بُعْدَهُ وَأَنْجِزْ وَعْدَهُ وَأَوْفِ عَهْدَهُ وَاكْشِفْ عَنْ بَأسِهِ حِجابَ الغَيْبَةِ وَأَظْهِرْ بِظُهُورِهِ صَحائِفَ المحْنَةِ، وَقَدِّمْ أَمامَهُ الرُّعْبَ وَثَبِّتْ بِهِ القَلْبَ وَأَقِمْ بِهِ الحَرْبَ وَأَيِّدْهُ بِجُنْدٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَسَلِّطْهُ عَلى أَعْداء دِينِكَ أَجْمَعِينَ، وَأَلْهِمْهُ أَنْ لايَدَعَ مِنْهُمْ رُكْناً إِلاّ هَدَّهُ وَلا هَاماً إِلاّ قَدَّهُ وَلا كَيْداً إِلاّ رَدَّهُ وَلا فاسِقاً إِلاّ حَدَّهُ وَلا فِرْعَوْنَ إِلاّ أَهْلَكَهُ وَلا سِتْراً إِلاّ هَتَكَهُ وَلا عَلَماً إِلاّ نَكَّسَهُ وَلا سُلْطاناً إِلاّ كَسَبَهُ وَلا رُمْحاً إِلاّ قَصَفَهُ وَلا مِطْرَداً (1) إِلاّ خَرَقَهُ وَلاجُنْداً إِلاّ فَرَّقَهُ وَلا مِنْبَراً إِلاّ أَحْرَقَهُ وَلا سَيْفاً إِلاّ كَسَرَهُ وَلا صَنَماً إِلاّ رَضَّهُ وَلادَماً إِلاّ أَراقَهُ وَلا جَوْراً إِلاّ أَبادَهُ وَلا حِصْناً إِلاّ هَدَمَهُ وَلا باباً إِلاّ رَدَمَهُ وَلا قَصْراً إِلاّ خَرَّبَهُ (2) وَلا مَسْكَناً إِلاّ فَتَّشَهُ وَلا سَهْلاً إِلاّ أَوْطَأَهُ وَلا جَبَلاً إِلاّ صَعِدَهُ وَلا كَنْزاً إِلاّ أَخْرَجَهُ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (3) .

أقول: أورد المفيد الزيارة السالفة التي أولها: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ.... ثم قال: روي بطريق آخر تقول عند نزول السرداب: السَّلامُ عَلى الحَقِّ الجَدِيدِ، فأورد الزيارة إلى موضع صلاتها ثم قال: ثم تصلي صلاة الزيارة اثنتي عشرة ركعة كل ركعتين بتسليمة ثم تدعو بعدها بالدعاء المروي عنه عليه‌السلام وهو: اللّهُمَّ عَظُمَ البَلاُء وَبَرِحَ الخَفاءُ وَانْكَشَفَ الغِطاءُ وَضاقَتِ الاَرْضُ وَمُنِعَتِ السَّماء وَإِلَيْكَ يا رَبِّ المُشْتَكى وَعَلَيْكَ المُعَوَّلُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الَّذِينَ فَرَضْتَ عَلَيْنا طاعَتَهُمْ فَعَرَّفْتَنا بِذلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ، فَرِّجْ عَنَّا بِحَقِّهِمْ فَرَجاً عاجِلاً كَلَمْحِ البَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ مِنْ ذلِكَ يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ انْصُرانِي فَإِنَّكُما ناصِرانَ وَاكْفِيانِي فَإِنَّكُما كافِيانَ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ الغَوْثَ الغَوْثَ الغَوْثَ أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي

_________________

1 - المطرد: الرمح الصغير.

2 - أخربه - خ -.

3 - مصباح الزائر: 441 - 443، الزيارة الخامسة.

٦٣٦

أَدْرِكْنِي (1) .

أقول: هذا دعاء شريف وينبغي أن يكرر الدّعاء به في ذلك الحرم الشريف وفي غيره من الأماكن. ونحن قد أثبتناه في الباب الأول باختلاف يسير.

الزيارة الاُخِرى: ما رواه السيد ابن طاووس قال: صلّ ركعتين وقل بعدها: سَلامُ الله الكامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ ... الخ (2) . ونحن قد أثبتناها في الفصل السابع من الباب الأول تحت عنوان الاستغاثة به عليه‌السلام نقلاً عن كتاب الكلم الطيب فراجعها هناك ص 176.

أقول: أفرد السيد ابن طاووس في كتاب مصباح الزائر فصلاً لاعمال السرداب المقدس فأثبت فيه ست زيارات ثم قال: ويلحق بهذا الفصل دعاء الندبة وما يزار به مولانا صاحب الأمر عليه‌السلام في كل يوم بعد فريضة الفجر وهي السابعة من الزيارات، ودعاء العهد الذي أُمرنا بتلاوته في زمان الغيبة ومايدعى به عند إرادة الخروج من ذلك الحرم الشّريف. ثم بداً في ذكر هذه الأمور الأربعة ونحن نتابعه في هذا الكتاب المبارك بذكر تلك الأمور:

الأمر الأول: دعاء الندبة: ويستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة (أي عيد الفطر والأضحى والغدير ويوم الجمعة) وهو:

الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ وَصَلّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسليماً، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ماجَرى بِهِ قَضاؤُكَ فِي أَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدِينِكَ إِذْ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزِيلَ ماعِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ الَّذِي لا زَوالَ لَهُ وَلا اضْمِحْلالَ، بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فِي دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِيَّ وَأَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمْتَهُم بِوَحْيِكَ وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ وَجَعَلْتَهُمُ الذَّرِيعَةَ (3) إِلَيْكَ وَالوَسِيلَةَ إِلى رِضْوانِكَ فَبَعْضٌ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ إِلى أَنْ أَخْرَجْتَهُ مِنها، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ فِي فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ (4) آمَنَ مَعَهُ مِنَ الهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ

_________________

1 - رواه المفيد كما في البحار 102 / 119.

2 - مصباح الزائر: 435.

3 - الذّرائع - خ -.

4 - مع من - خ -.

٦٣٧

خَلِيلاً وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخِرينَ فَأَجَبْتَهُ وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍ تَكْلِيماً وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ رِداً وَوَزِيراً، وَبَعْضٌ أَوْلَدْتَهُ مِنَ غَيْرِ أَبٍ وَآتَيْتَهُ البَيِّناتِ وَأيَّدْتَهُ بِرُوحِ القُدُسِ، وَكُلٌ (1) شَرَعْتَ لَهُ شَرِيعَةً وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً وَتَخَيَّرْتَ لَهُ أَوْصِياء (2) مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ إِلى مُدَّةٍ إِقامَةً لِدِينِكَ وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلا يَزُولَ الحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الباطِلُ عَلى أَهْلِهِ وَلا (3) يَقُولَ أَحَدٌ لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَأَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى، إِلى أَنْ إِنْتَهَيْتَ بِالأَمْرِ إِلى حَبِيبِكَ وَنَجِيبِكَ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله فَكانَ كَما انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ وصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ وَأَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ وَأَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ. قَدَّمْتَهُ عَلى أَنْبِيائِكَ وَبَعَثْتَهُ إِلى الثَّقَلَينِ مِنْ عِبادِكَ وَأَوْطأْتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ وَسَخَّرْتَ لَهُ البُراقَ وَعرَجْتَ بِرُوحِهِ (4) إِلى سَمائِكَ وَأوْدَعْتَهُ عِلْمَ ماكانَ وَمايَكُونُ إِلى انْقَضاء خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرائِيلَ وَمِيكائِيلَ وَالمُسَوِّمِينَ مِن مَلائِكَتِكَ وَوَعَدْتَهُ أَنْ تُظْهِرَ دِينَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ، وَذلِكَ بَعْدَ أَنْ بَوَّأْتَهُ مُبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ أَهْلِهِ وَجَعَلْتَ لَهُ وَلَهُمْ ( أَوَّلَ بَيْتٍ وَُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) (5) ، وَقُلْتَ: ( إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (6) . ثُمَّ جَعَلْتَ أَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ فِي كِتابِكَ فَقُلْتَ: ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبى ) (7) ، وَقُلْتَ: ( ماسَأَلْتُكُمْ مِنْ أجْرٍ فَهُو لَكُمْ ) (8) ، وَقُلْتَ: ( ما أسْأَلُكُمْ

_________________

1 - وكّلا - خ -.

2 - أوصياءه - خ -.

3 - ولئلّا - خ -.

4 - وعرجت به - خ -.

5 - آل عمران: 3 / 96 و 97.

6 - الاحزاب: 33 / 33.

7 - الشورى: 42 / 23.

8 - سبأ: 34 / 47.

٦٣٨

عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاّ مَنْ شاءَ أنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً ) (1) ؛ فَكانُوا هُمُ السَّبِيلَ إِلَيْكَ وَالمَسْلَكَ إِلى رِضْوانِكَ. فَلَمّا انْقَضَتْ أَيّامُهُ أَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَآلِهِما هادِياً إِذْ كانَ هُوَ المُنْذِرَ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَالمَلاَ أَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيُّ مَوْلاهُ، اللّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَقالَ: مَنْ كُنْتُ أَنا نَبِيَّهُ فَعَلِيُّ أَمِيرُهُ، وَقَالَ: أَنَا وَعَلِيُّ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ وَسائِرُ النَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى. وَأَحَلَّهُ مَحلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى فَقالَ لَهُ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى إِلاّ أَنَّهُ لانَبِيَّ بَعْدِي، وَزَوَّجَهُ إِبْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، وَأحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الابْوابَ إِلاّ بابَهُ ثُمَّ أَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَحِكْمَتَهُ فَقالَ: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعَلِيُّ بابُها فَمَنْ أَرادَ المَدِينَةَ وَالحِكْمَةَ فَلْيَأْتِها مِنْ بابِها. ثُمَ قالَ: أَنْتَ أَخِي وَوَصِيِّي وَوَارِثِي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمِي وَدَمُكَ مِنْ دَمِي وَسِلْمُكَ سِلْمِي وَحَرْبُكَ حَرْبِي، وَالإيْمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَدَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمِي وَدَمِي، وَأَنْتَ غَداً عَلى الحَوْضِ خَلِيفَتِي وَأَنْتَ تَقْضِي دَيْنِي وَتُنْجِزُ عِداتِي، وَشِيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وَُجُوهُهُمْ حَوْلِي فِي الجَنَّةِ وَهُمْ جِيرانِي، وَلَوْلا أَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ المُؤْمِنُونَ بَعْدِي. وَكانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَنُوراً مِنَ العَمى وَحَبْلَ الله المَتِينَ وَصِراطَهُ المُسْتَقِيمَ لايُسْبَقُ بِقَرابَةٍ فِي رَحِمٍ وَلا بِسابِقَةٍ فِي دِينٍ وَلا يُلْحَقُ فِي مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلّى الله عَلَيْهِما وَآلِهِما وَيُقاتِلُ عَلى التَأوِيلِ وَلا تَأخُذُهُ فِي الله لَوْمَةُ لائِمٍ؛ قَدْ وَتَرَ فِيهِ صَناديدَ العَرَبِ وَقَتَلَ أَبْطالَهُمْ وَناوَشَ (2) ذُؤْبانَهُمْ فَأَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ أَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَخَيْبَرِيَّةً وَحُنَيْنِيَّةً وَغَيْرَهُنَّ، فَأَضَبَّتْ (3) عَلى عَداوَتِهِ وَأَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ حَتى قَتَلَ

_________________

1 - الفرقان: 25 / 57.

2 - وناهش - خ -.

3 - فأصنّت، فأصنَّ - خ -.

٦٣٩

النَّاكِثِينَ وَالقاسِطِينَ وَالمارِقِينَ . وَلَمَّا قَضى نَحْبَهُ وَقَتَلَهُ أَشْقى الآخِرينَ يَتْبَعُ أَشْقَى الأوّلِينَ (1) لَمْ يُمْتَثَلْ أَمْرُ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فِي الهادِينَ بَعْدَ الهادِينَ، وَالاُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمِهِ وَإِقْصاءِ وُلْدِهِ إِلاّ القَلِيلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الحَقِّ فِيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَأُقْصِيَ مَنْ أُقْصِيَ وَجَرى القَضاء لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ المَثُوبَةِ، إِذْ كانَتِ الارْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وَسُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً وَلَنْ يُخْلِفَ الله وَعْدَهُ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ. فَعَلى الاطائِبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلّى الله عَلَيْهِما وَآلِهِما فَلْيَبْكِ الباكُونَ وَإِيّاهُمْ فَليَنْدُبِ النّادِبُونَ وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (2) الدُّمُوعُ وَلِيَصْرُخِ الصارِخُونَ وَيَضِجَّ الضَّاجُّونَ وَيَعِجَّ العاجُّونَ! أَيْنَ الحَسَنُ أَيْنَ الحُسَيْنُ أَيْنَ أَبْناءُ الحُسَيْنِ؟ صالِحٌ بَعْدَ صالِحٍ وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ! أَيْنَ السَّبِيلُ بَعْدَ السَّبِيلِ أَيْنَ الخِيَرَةُ بَعْدَ الخِيَرَةِ؟ أَيْنَ الشُّمُوسُ الطَّالِعَةُ؟ أَيْنَ الاَقْمارُ المُنِيرَةُ؟ أَيْنَ الاَنْجُمُ الزّاهِرَةُ؟ أَيْنَ أَعْلامُ الدِّينِ وَقَواعِدُ العِلْمِ؟ أَيْنَ بَقِيَّةُ الله الَّتِي لاتَخْلُو مِنَ العِتْرَةِ الهادِيَةِ؟ أَيْنَ المُعَدُّ لِقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ؟ أَيْنَ المُنَتَظَرُ لاِقامَةِ الاَمْتِ وَالعِوَجِ (3) ؟ أَيْنَ المُرْتَجى لاِزالَةِ الجَوْرِ وَالعُدْوانِ؟ أَيْنَ المُدَّخَرُ لِتَجْدِيدِ الفَرائِضِ وَالسُّنَنِ؟ أَيْنَ المُتَخَيَّرُ (4) لاِعادَةِ المِلَّةِ وَالشَّرِيعَةِ؟ أَيْنَ المُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الكِتابِ وَحُدُودِهِ؟ أَيْنَ مُحْيِي مَعالِمِ الدِّينِ وَأَهْلِهِ؟ أَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ المُعْتَدِينَ؟ أَيْنَ هادِمُ أَبْنِيَةِ الشِرْكِ وَالنِّفاقِ؟ أَيْنَ مُبِيدُ أَهْلِ الفُسُوقِ وَالعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ؟ أَيْنَ حاصِدُ فُروعِ الغَيِّ وَالشِّقاقِ (5) أَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغ‌ِ وَالاَهْواءِ؟ أَيْنَ قاطِعُ حَبائِلَ الكِذْبِ وَالاِفْتِراءِ؟ أَيْنَ مُبِيدُ العُتاةِ وَالمَرَدَةِ؟ أَيْنَ مُسْتَأصِلُ أَهْلِ العِنادِ وَالتَّضْلِيلِ

_________________

1 - وقتله أشقى الاشقياء من الاولين والاخرين - خ -.

2 - فلتدرّ.

3 - الامت والعوج: بمعنى واحد.

4 - المتّخذ - خ -.

5 - والنفاق - خ -.

6 - الكذب - خ -.

٦٤٠

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905