مفاتيح الجنان

مفاتيح الجنان4%

مفاتيح الجنان مؤلف:
المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 905

مفاتيح الجنان
  • البداية
  • السابق
  • 905 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 1112359 / تحميل: 13229
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان

مفاتيح الجنان

مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

الباب الأول:

في نزر من أعمال الليل والنهار

ويحتوي على عدّة فصول:

الفصل الأول

فيما يتعلق بالغداة ما بين الفجر وطلوع الشمس

إعلم أن هذه الساعة من الساعات الشريفة ولنا في فضلها وفي الحثّ على الذكر والتسبيح والعبادة فيها روايات كثيرة مأثورة عن أهل البيت عليه‌السلام ، وقد عبّر عنها في بعض الروايات بساعة الغفلة، كما روي عن الباقر عليه‌السلام قال: إنّ إبليس عليه لعائن الله يبثُّ جنوده من حين تغيب الشمس وتطلع، فأكثروا ذكر الله عزَّ وجلَّ في هاتين الساعتين وتعوذوا بالله من شر إبليس وجنوده وعوّذوا صغاركم في هاتين السّاعتين فإنهما ساعتا غفلة (١) .

واعلم أنّه يكره النوم في هذه الساعة، وعن الباقر عليه‌السلام أيضاً قال: نومة الغداة مشومة تطرد الرزق وتصفر اللّون وتغيّره وهو نومُ كلّ مشومٍ إن الله تعالى يقسم الأرزاق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس، فإيّاكم وتلك النّومة (٢) .

وهذا الدعاء كما قال الطوسي في المصباح يدعى به عند طلوع الفجر الصادق:

اللَّهُمَّ أَنْتَ صاحِبُنا فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلهِ، اللَّهُمَّ بِنِعْمَتِكَ تَتِمُّ الصّالِحاتُ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَتْمِمْهَا عَلَيْنا، عائِذا بِالله مِنَ النّارِ، عائِذا بِالله مِنَ النّارِ، عائِذا بِالله مِنَ النّارِ.

ثم تقول: يا فالِقَهُ مِنْ حَيثُ لاأَرى، وَمُخْرِجَهُ مِنْ حَيْثُ أَرى، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِنا هذا صَلاحا وَأَوْسَطَهُ فَلاحا وَاَّخِرَهُ نَجاحاً (٣) .

ثم تقول: اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّهُ ما أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ عافِيَةٍ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيا فَمِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، لَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الشُكْرُ بِها عَلَيَّ حَتّى تَرْضا وَبَعْدَ الرِّضا (٤) .

_________________

١ - من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٠١ - ٥٠٢ ح ١٤٤٠ مع اضافات.

٢ - من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٠٢ ح ١٤٤١ وفيه:وقال الصادق عليه‌السلام .

٣ - مصباح المتهجد: ١٩٨.

٤ - مفتاح الفلاح: ٦٥.

٧٢١

والأذكار المأثورة في هذه الساعة سوى مامرّ كثير وأفضلها ذكر: سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ لله وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَاللهُ أَكْبَرُ . الذي عبّر عنه في الحديث (الباقيات الصالحات) (١) . وأيضاً أن يقول: لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيي (٢) وَيُميتُ وَيُميتُ وَيُحْيي وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ (٣) . وقل إذا سمعت صوت الآذان عند الفجر: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِإقْبالِ نَهارِكَ وَإِدْبارِ لَيْلِكَ وَحُضورِ صَلَواتِكَ وَأَصْواتِ دُعائِكَ وَتَسْبيحِ مَلائِكَتِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنَ تَتُوبَ عَليَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَوّابُ الرَّحيمُ (٤) .

وإذا شئت أن تصلّي واحتجت إلى التخلي لقضاء الحاجة فابدأ به، والمأثور من آداب التخلّي كثير نذكر منه ملخصاً: أن تقدّم رجلك اليسرى عند الدخول وتقول: بِسْمِ الله وَبالله، أَعُوذُ بِالله مِنَ الرِّجْسِ النَّجِسِ الخَبيثِ المُخَبِّثِ الشَيطانِ الرَّجيمِ (٥) ، وتنطق بالتسمية إذا كشفت (٦) ويجب عندئذ بل يجب وفي جميع الأحوال ستر العورة عن الناظر المحترم (٧) ، ويحرم إذا قعد المرء للحاجة أن يستقبل القبلة أو يستدبرها (٨) ، ويستحب أن يقول عند قضاء الحاجة: اللَّهُمَّ أَطْعِمْنِي طَيِّباً فِي عافِيَةٍ وَأَخْرِجْهُ مِنّي خَبيثاً فِي عافِيَةٍ (٩) . وقل إذا وقع نظرك على البراز: اللَّهُمَّ ارْزِقْنِي الحَلالَ وَجَنِّبْنِي الحَرامَ (١٠) . وإذا أردت أن تستنجي ، فاستبري أولاً ثم اقرأ دعاء رؤية الماء: الحَمْدُ لله الَّذِي جَعَلَ الماءَ طَهُوراً وَلَمْ يَجْعَلْهُ نَجِساً (١١) . وتقول عند الاستنجاء: اللَّهُمَّ حَصِّنْ فَرْجِي وَأَعْفِهِ وَاسْتُرْ عَوْرَتي وَحَرِّمنِي عَلى النّارِ . وتمسح بطنك إذا فرغت وقمت بيدك اليمنى وتقول: الحَمْدُ لله الَّذِي أَماطَ عَنِّي الأذى وَهَنّأَني طَعامي وَشَرابي وَعافاني مِنَ البَلوى . ثم تخرح وتقدّم رجلك اليمنى وتقول: الحَمْدُ لله الَّذِي عَرَّفَني لَذَّتَه وَأَبْقى في جَسَدي قُوَّتَه وَأخْرَجَ عَنِّي أَذاهُ، يا لَها نِعمَةً يا

_________________

١ - ثواب الاعمال: ٨ و ١١.

٢ - ويميت ويحيي: نسخة.

٣ - مفتاح الفلاح للشيخ البهائي: ١٨٤.

٤ - مصباح المتهجّد: ١٩٩.

٥ - مصباح المتهجّد: ٦.

٦ - من لا يحضره الفقيه ١ / ٢٥ ح ٤٣.

٧ - انظر مستدرك الوسائل ١ / ٢٤٥ - ٢٤٦.

٨ - مصباح المتهجّد: ٦.

٩ - انظر مستدرك الوسائل ١ / ٢٤٥ - ٢٤٦.

١٠ - من لا يحضره الفقيه ١ / ٢٣ ح ٣٨.

١١ - مستدرك الوسائل ١ / ٢٤٥ عن الصدوق في الهداية ١٦.

٧٢٢

لَها نِعمَةً يا لَها نِعمَةً لا يَقْدِرُ الْقادِرُونَ قَدْرَها (١) . وتبدأ بالإستياك إذا أردت الوضوء فإنّه يطهر الفم ويزيل البلغم ويقوي الذّاكرة ويزيد في الحسنات ويرضي الرب تعالى، والصلاة مع الإستياك ركعتين أفضل من سبعين ركعة بدونه، ويجزي الإصبع إذا لم يتيسّر المسواك (٢) ، وينبغي أن يجلس عند الوضوء مستقبلاً القبلة ويضع الإناء على يمينه ويقول إذا نظر إلى الماء: الحَمْدُ لله الَّذِي جَعَلَ لماء طَهُوراً وَلَمْ يَجْعَلْهُ نَجِساً . ثم تغسل يدك قبلما تدخلها في الإناء وتقول إذا أدخلت يدك فيه: بِسْمِ الله وَبِالله اللَّهُمَّ اِجْعَلْني مِنَ التَوّابينَ وَاجْعَلني مِنَ المُتَطَهِّرينَ (٣) . ثم تمضمض ثلاث مرات بثلاث أكف من الماء وتقول: اللَّهُمَّ لَقّنِي حُجَّتِي يَوْمَ ألْقاكَ وَأطْلِقْ لِساني بِذِكْراكَ . ثم تستنشق ثلاث مرات وتقول: اللَّهُمَّ لاتُحَرِّمْ عَليَّ ريحَ الجَنَةَ وَاجْعَلْني مِمَّنْ يَشَمُّ ريحَها وَرَوْحَها وَطَيبَها. ثم تبدأ بغسل الوجه وتقول: اللَّهُمَّ بَيِّضْ وَجْهي يَوْمَ تَسْوَدُّ الوُجُوهُ وَلاتُسوّدْ وَجْهي يَوْمَ تَبْيَضّ الوجُوهُ . ثم تأخذ كفا من الماء لغسل اليد اليمنى وتقول عند الغسل: اللَّهُمَّ أعطِني كِتابِي بِيَمِيني وَالخُلْدَ في الجِنانِ بيَسارِي وَحاسِبْني حِسابا يَسيراً. ثم تغسل اليسرى وتقول: اللَّهُمَّ لاتُعْطِني كِتابي بِشمالي وَلا مِنْ وَراءِ ظَهْري (٤) وَلاتَجْعَلْها مَغْلُولَةً إِلى عُنِقي وَأعُوُذ بِكَ مِنْ مُقَطِّعاتِ النِّيرانِ . ثم تمسح مقدّم رأسك ببلّة يمناك وتقول: اللَّهُمَّ غَشّنِي رَحْمَتَكَ وَبَرَكاتِكَ . ثم امسح برجليك وقل وأنت تمسح: اللَّهُمَّ ثَبّتْنِي عَلى الصِّراطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الاقْدامُ وَاجْعَلْ سَعْيي فِيما يُرْضِيكَ عَنِّي يا ذَا الجَلالِ وَالإكْرامِ . وقل إذا فرغت من الوضوء: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَمامَ الوُضُؤِ وَتَمامَ الصَّلاةِ وَتَمامَ رِضْوانِكْ وَالجَنَّةَ . وتقول أيضاً: الحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ (٥) . واقرأ (سورة القدر) ثلاث مرات واستعمل طيباً إذا فرغت من الوضوء (٦) .

ثم سر إلى المسجد وعليك السّكينة والوقار وقل عند خروجك من الدار للذهاب إلى المسجد: بِسْمِ الله الَّذِي خَلَقَني فَهْوَ يَهْدِيني وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُني وَيَسْقِيني وَإذا

_________________

١ - مصباح المتهجّد: ٧.

٢ - من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٤ و ٥٥ ح ١١٨ عن الباقر وح ١٢٦ عن الصادق عليه‌السلام .

٣ - تهذيب الاحكام ١ / ٧٦ ح ١٩٢ / ٤١.

٤ - ولا من وراء ظهري: نسخة.

٥ - مصباح المتهجّد: ٨ - ٩، من لا يحضره الفقيه ١ / ٤١ - ٤٣، ح ٨٤.

٦ - انظر العروة الوثقى في بعض مستحبات الوضوء.

٧٢٣

مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وَالَّذِي يُمِيتَني ثُمَّ يُحْيينِ وَالَّذِي أطمَعُ أنْ يَغْفَرَ لِي خَطِيئَتي يَوْمَ الدِّينِ رَبِّ هَبْ لِي حُكْما وَالحِقْنِي بالصّالِحِينَ وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الاخَرِينَ وَاجْعَلْ لِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَعِيمِ وَاغْفِرْ لأبِي (١) .

وإذا أردت أن تدخل المسجد فلاحظ كعب حذائك واحذر أن تكون نجاسة عالقة به، ثم قدّم رجلك اليمنى وقل: بِسْمِ الله وَبِالله وَمِنَ الله وإِلى الله وَخَيرُ الاسَّماء كُلِّها للّهِ، تَوَكَلْتُ عَلى الله وَلاحَوْلَ وَلاقُوَةَ إِلاّ بِالله، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَافْتَحْ لِي أبوابَ رَحْمَتِكَ وَتَوْبَتِكَ وَاغْلِقْ عَنِي أبْوابَ مَعْصِيَتِكَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ زُوارِكَ وَعُمّارِ مَساجِدِكَ وَمِمَّنْ يُناجِيكَ في اللَّيلِ وَالنَهارِ وَمِنَ الَّذينَ هُمْ فِي صَلَواتِهِمْ خاشِعُونَ، وَادْحَرْ عَنِّي الشَيْطانَ الرَّجيمَ وَجُنُودَ ابْليسَ أجْمَعينَ (٢) .

وقل إذا أردت أن تُصلي: اللَّهُمَّ إِنِّي أُقَدِّمُ إِلَيكَ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله بَيْنَ يَدَيْ حاجَتي، وَأتَوَجَهُ بِهِ إِلَيْكَ فَاجْعَلْني بِه وَجيها عِنْدَكَ في الدُّنيا وَالاخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَبينَ، واجْعَلْ صَلاتي بِهِ مَقْبولَةً وَذَنْبي بِهِ مَغْفُوراً وَدُعائي بِهِ مُسْتَجابا، إِنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحيمَ (٣) .

ثم تؤذن للصلاة وتقيم، وتفصل بينهما بسجدة أو جلسة وتقول: اللَّهُمَّ اجْعَلْ قَلْبي بارّاً وَعَيْشي قارّاً وَرِزْقي دارّاً، واجْعَلْ لي عِنْدَ قَبْرِ رَسولِكِ صلى‌الله‌عليه‌وآله مُسْتَقَرّا وَقَراراً . وتدعو بما شئت وتسأل الله عزَّ وجلَّ ما تريد فإنه لا يرد بين الآذان والإقامة دعاء (٤) وتقول بعدما أقمت: اللَّهُمَّ إلَيْكَ تَوَجَهْتُ وَمَرْضاتَكَ طَلَبْتُ وَثَوابَكَ ابْتَغَيتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَلْتُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَافْتَحْ مَسامِعَ قَلْبي لِذِكْرِكَ وَثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ وَلاتُزِغْ قَلْبي بَعْدَ إذْ هَدَيْتَني وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أنْتَ الوَهّابُ . ثم استعدّ للصلاة وأقبل عليها بقلبك واعطف انتباهك إلى ذلة مقامك وإلى عظمة مولاك الذي تناجيه وجلاله، وكن كأنك تراه واستحي من أن تكلّمه بلسانك وأنت تتجه بقلبك إلى غيره، ثم قف بوقار وخشوع واضعا يديك على فخذيك قبال ركبتيك وافصل بين قدميك

_________________

١ - مفتاح الفلاح للشيخ البهائي: ١٠٥ عن عدّة الداعي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

٢ - مفتاح الفلاح: ١٠٨ عن الكافي عن ابي عبدالله عليه‌السلام .

٣ - من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٠٢ ح ٩١٦ عن الصادق عليه‌السلام .

٤ - مفتاح الفلاح: ١٣٢ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

٧٢٤

قدر ثلاث أصابع منفرجات إلى شبر، وألق نظرك إلى موضع سجودك، ثم إنو فريضة الفجر قربة إلى الله تعالى وكبّر تكبيرة الإحرام . ويستحبّ أن تضيف إليها ست تكبيرات أُخر ترفع يديك في كل تكبيرة إلى حيال شحمة أذنيك موجّها باطن كفّيك إلى القبلة ولتكن أصابعك متصلة غير منفرجة سوى الابهام وادع بأدعية التكبيرات وهي أن تقول بعد التكبيرة الثالثة: اللَّهُمَّ أنْتَ المَلِكُ الحَقْ المُبينُ لا إلهَ إِلاّ أنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسي فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي (١) ، إنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنوبَ إِلاّ أنْتَ، وتقول بعد الخامسة: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالخَيْرُ في يَدَيْكَ وَالشَّرُ لَيْسَ إلَيْكَ وَالمَهْدِيُّ مِنْ هَدَيْتَ عَبْدُكَ وَإبْنُ عَبْدَيْكَ ذَليلٌ بَيْنَ يَدَيْكَ مِنْكَ وَبِكَ وَلَكَ وَإليكَ لا مَلْجَأ وَلا مَنْجاً (٢) وَلا مَفَرَّ مِنْكَ إِلاّ إِلَيْكَ، سُبْحانَكَ وَحَنانَيْكَ تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ سُبْحانَكَ رَبَّ البَيْتِ الحَرام (٣) ، وتقول بعد السابعة: وَجَّهْتُ وَجْهيَ لِلَّذي فَطَرَ السَّماواتِ وَالأرضِ عالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ حَنيفا مُسْلِما وَما أنا مِنَ المُشْركين إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لله رَبِّ العالَمينَ لا شَريكَ لَه وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأنا مِنَ المُسْلِمينَ (٤) .

ثم خافت بالاستعاذة قبل القراءة ثم أقرأ سورة الحمد متأدباً بجميع الآداب مقبلاً بقلبك متدبراً في معانيه واصمت إذا فرغت منها مقدار النَّفَس ثم اقرأ سورة من القرآن الكريم وينبغي أن تكون من أمثال سورة عمّ وهل أتى ولا أقسم، ثم تسكت أيضاً قدر النفس، ثم ترفع يديك بالتكبير إلى شحمة أذنيك على ما مضي. ثم تركع وتضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى ثم تضع اليسرى على اليسرى وتفرج أصابع يديك وتملاهما بركبتيك وتحني ظهرك وتمد عنقك في مستوى ظهرك وتلقي بنظرك إلى ما بين قدميك وقل: سُبْحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وَبِحَمْدِهِ . وينبغي أن تكرر هذا الذكر سبعاً أو خمساً أو ثلاثاً وأن تقول قبل الذكر: اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَلَكَ أسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَلْتُ وَأنْتَ رَبِّي خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَري وَشَعْري وَبَشَري وَلَحْمي وَدَمي وَمُخّي وَعَصَبي وَعِظامي وَما أقْلَمَتْهُ قَدَمايَ، غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَلا مُسْتَكْبِرٍ وَلا مُسْتَحْسِرٍ ، ثم ارفع رأسك من الركوع وقف وقل: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ (٥) .

_________________

١ - ذنبي: خ.

٢ - من قوله: عبدك الى هنا: نسخة.

٣ - الحرام: خ.

٤ - مفتاح الفلاح: ١٣٣ - ١٤٣، من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٠٤ ذيل ح ٩١٦.

٥ - الكافي ٣ / ٣١٩ ح ١ عن الباقر عليه‌السلام ، من لا يحضره الفقيه ١ / ٣١١ ح ٩٢٧، مفتاح الفلاح: ١٥٠.

٧٢٥

ثم كبّر وأهو إلى السجود وأنت خاضع خاشع غاية الخضوع والخشوع وابسط كفّيك وضعهما على الأرض قبل وضع ركبتيك واسجد على تربة الحسين عليه‌السلام واذكر ذكر السجود والأفضل أن تكرر سبعاً أو خمساً أو ثلاثاً وقل قبل الذكر: اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أسْلَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَلْتُ وَأنْتَ رَبّي، سَجَدَ وَجْهي لِلَّذي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ الحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ تَبارَكَ الله أحْسَنَ الخالِقينَ . ثم أئت بالذّكر وارفع رأسك من السجود واجلس ويستحب التكبير حينئذ والجلوس متوركا وقل: أسْتَغْفِرُ الله رَبّي وَأتُوبُ إلَيْهِ . وتقول أيضا: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْني وَأجِرْني وَادْفَعْ عَنِّي وَعافِني (١) ، إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إلى مِنْ خْيرٍ فَقيرٌ تَبارَكَ الله رَبُّ العالَمينَ (٢) .

ثم كبّر واهو إلى السجدة الثانية واعمل مثل ما عملت في الأولى، ثم ارفع رأسك واجلس جلسة الاستراحة، ثم قم وقل وأنت تقوم: بِحَوْلِ الله وَقوَتِهِ أَقُومُ وَأَقْعُدْ . فإذا استقررت قائماً فاقرأ الحمد وسورة غيرها والأفضل اختيار سورة التوحيد، ويستحب أن تقول بعد التوحيد: كَذلِكَ الله رَبّي ثلاث مرات (٣) . ثم تكبّر وترفع يديك للقنوت إلى حيال وجهك وتوجّه باطن راحتيك نحو السماء وتضم أصابعك ولا تفرجها سوى الابهام، وينبغي أن تختار للقنوت كلمات الفرج (٤) ، وتقول بعد ذلك: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَعافِنا وَأعْفُ عَنّا في الدُّنْيا وَالاخِرَةَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ . ثم تقول: اللَّهُمَّ مَنْ كانَ أصْبَحَ وَلَهُ ثِقَةٌ أو رَجاءٌ غَيْرُكَ فَأَنْتَ ثِقَتي وَرَجائي. يا أجْوَدَ مَنْ سُئِلْ وَيا أرْحَمَ مَنْ اسْتُرْحِمْ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ (٥) ، وَارْحَمْ ضُعْفي وَمَسْكَنَتي وَقِلَّةَ حيلَتي وَامْنُنْ عَليَّ بالْجَنَّةِ طَوْلاً (٦) مِنْكَ وَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّارِ وَعافِني في نَفْسي وَفي جَميعِ أموري بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ . وينبغي إطالة القنوت وأدعية القنوت كثيرة. ثم تكبّر وتركع وتسجد كما مضي، وإذا فرغت من السّجدتين فتجلس للتشهّد والتسليم، ويستحب أن تجلس متوركا وأن تقول قبل التشهد (٧) : بِسْمِ الله وَبالله وَالحَمْدُ لله وَخَيْرُ الاَسَّماء لله (٨) أشْهَدُ أنْ لا إلهَ ألا اللّهُ . وإذا فرغت من الصلاة فابدأ في التعقيب فالأمر به في

_________________

١ - وعافني: خ.

٢ - الكافي ٣ / ٣٢١ ح ١ عن الصادق عليه‌السلام .

٣ - من لا يحضره الفقيه ١ / ٣١٥ ذيل ح ٩٣٢.

٤ - أي لا إله إلّا الله الحليم الكريم الخ.

٥ - صلّ على محمّد وآل محمّدٍ: نسخة.

٦ - طولاً: خ.

٧ - مفتاح الفلاح: ١٥٥ - ١٦٢.

٨ - والاسماء الحسنى كلّها لله - خ -.

٧٢٦

الأحاديث كثير ومؤكد وقال الله تعالى: ( فَاذا فَرَغْتَ فانْصَبْ وإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) (١) .

وروي في تفسير الآية: إذا فرعت من الصلاة فأتعب نفسك بالدعاء وارغب إلى ربك وسله حاجتك واقطع رجاءك عمّن سواه (٢) .

وعن أمير المؤ منين عليه‌السلام قال: إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب (٣) في الدعاء (٤) .

والمستفاد من الروايات أنّ التعقيب يوجب الزّيادة في الرزق وأنّ المؤمن يعدّ مصلِّيا وكتب له ثواب الصلاة ما كان مشتغلاً بذكر الله بعد الصلاة، والدعاء بعد الفريضة أفضل مما بعد النافلة (٥) .

قال العلامة المجلسي رض: إنّ التعقيب على ما يظهر من لفظه هو القرآن والدّعاء والذكر المتّصلة بالصلاة عرفا والأفضل أن يكون المعقّب على وضؤ مستقبلاً القبلة، والأحسن أن يجلس على هيئة المتشهد، وأن لا يتكلم في أثناء التعقيب لاسيّما في تعقيب فريضة العشاء، وذهب البعض إلى لزوم مراعاة جميع شرائط الصلاة في التعقيب، ولكن الظاهر أن المر يثاب ثواب التعقيب في الجملة إذا اشتغل بعد الصلاة بالقرآن والذكر والدّعاء ولو ماشياً (٦) .

أقول: قد ورد عن الأئمة الأطهار عليهم‌السلام للتعقيب أدعية كثيرة للدنيا والآخرة. والصلاة هي أشرف العبادات الجوارحية ولتعقيباتها المأثورة أثر بالغ في تكميلها وتتميمها، كما أنها تورث رفع الدرجات والحطّ من السيّئات وحصول المطالب والحاجات، وهذا ماحملني على أن أورد نبذا منها هنا في هذه الرسالة اقتباسا في الأغلب من كتابي (البحار) و (المقباس) للعلامة المجلسي عطر الله مرقده الشريف.

أقول: إنّ التعقيبات المأثورة نوعان عامّة وخاصّة:

التعقيبات العامة

وهي مايعقب بها عامّة الصلوات فلاتخص صلاة خاصّة، وهي كثيرة ونكتفي بإيراد جملة منها:

الأول: تسبيح فاطمة الزهراء عليها‌السلام ، والأحاديث المأثورة في فضل هذا التسبيح تفوق حد

_________________

١ - الانشراح: ٩٤ / ٨.

٢ - انظر مجمع البيان ١٠ / ٧٧٢ ذيل الاية.

٣ - النصب: هو التعب.

٤ - من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٥ ح ٩٥٥.

٥ - من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٨ ح ٩٣٦ عن الباقر عليه‌السلام وح ٩٦٦ عن الصادق عليه‌السلام .

٦ - البحار ٨٥ / ٣١٤ - ٣١٧.

٧٢٧

الاحصاء . وعن الصادق عليه‌السلام أنّه قال: إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة الزهراء عليه‌السلام كما نأمرهم بالصلاة فالزمه فإنّه لم يلزمه عبد فشقي (١) .

وقد أتى في الروايات المعتبرة أنّ الذكر الكثير المأمور به في الكتاب العزيز هو هذا التسبيح ومن واظب عليه بعد الصلوات فقد ذكر الله ذكراً كَثِيراً وعمل بهذه الآية الكريمة: ( واذْكُروا الله ذِكْراً كَثِيراً ) (٢) (٣) .

وبسند معتبر عن الباقر عليه‌السلام أنّه قال: من سبّح تسبيح فاطمة سلام الله عليها ثم استغفر الله غفر الله له وهي مئة على اللّسان وألف في الميزان وتطرد الشيطان وترضي الرحمن (٤) .

وبأسناد صحاح عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال: من سبح بتسبيح فاطمة عليها‌السلام قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر له ووجبت له الجنة (٥) .

وفي معتبر آخر عنه عليه‌السلام أنّه قال: تسبيح الزهراء فاطمة عليها‌السلام في دبر كل فريضة أحب إلى من صلاة ألف ركعة في كل يوم (٦) .

وفي رواية معتبرة عن الباقر عليه‌السلام قال: ما عبد الله بشي من التسبيح والتمجيد أفضل من تسبيح فاطمة عليها‌السلام ولو كان شي أفضل منه لاعطاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة عليها‌السلام (٧) .

والأحاديث في فضل ذلك أكثر من أن تستوعبها هذه الرسالة.

وفي وصف هذا التسبيح: فقد اختلفت الروايات وهو على الأشهر والأظهر: أربع وثلاثون مرة: الله أكْبَرُ، وثلاث وثلاثون مرة: الحَمْدُ لله، وثلاث وثلاثون مرة: سُبْحانَ اللّهِ . وذكر سبحان الله قد أتى في بعض الأحاديث مقدما على الحمد للّه (٨) .

وقد جمع بين هذه الرويات بعض العلماء فراي أن يؤتى بالتسبيحات على الطريقة الأولى في أعقاب الصلوات وعلى الطريقة الثانية عند النوم، والعمل على الطريقة الأولى المشهورة هو

_________________

١ - البحار ٨٥ / ٣٢٨ عن امالي الصدوق: م ٨٥ / ح ١٦.

٢ - الاحزاب: ٣٣ / ٤١.

٣ - انظر البحار ٨٥ / ٣٣١ عن معاني الاخبار ١٩٣ عن الصادق عليه‌السلام .

٤ - البحار ٨٥ / ٣٣٢ عن ثواب الاعمال ١٦٣.

٥ - تهنذيب الاحكام ٢ / ١٠٥ ح ١٦٣ وفيه: غفر له، ويبدأ بالتكبير.

٦ - البحار ٨٥ / ٣٣٢ عن ثواب الاعمال ١٦٣.

٧ - تهذيب الاحكام ٢ / ١٠٥ ح ١٦٦.

٨ - البحار: ٨٥ / ٣٣٦.

٧٢٨

الأولي على الظاهر سواء عند النوم، أو عقيب الصلوات (١) .

ومن المسنون أن يهلل بعد التسبيحات قائلاً: لا إِلهَ إِلاّ اللّه (٢) . فعن الصادق عليه‌السلام أنّه قال: من سبح بعد كل فريضة بتسبيح فاطمة (عليها سلام اللّه) وعقبه بلا اله إِلاّ الله غفر الله له (٣) . والأفضل أن يحصي عدد التسبيحات بسبحة مصنوعة من تربة الحسين عليه‌السلام وهو سنّة في جميع الأذكار (٤) . ويستحب للمرء أيضاً أن يحمل معه سبحة من تراب الحسين عليه‌السلام وهي حرز من البلايا ومورثة لمثوبات غير متناهية (٥) .

وروي أن فاطمة عليها‌السلام كانت سبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه، فكانت تديرها بيدها تكبّر وتسبح إلى أن قتل حمزة بن عبد المطلب (رضي الله تعالى عنه) فاستعملت تربته وعملت التسابيح فاستعملها الناس، فلما قتل الحسين سيّد الشهداء عليه‌السلام عدل بالأمر إليه فاستعملوا تربته (٦) . وعن الإمام المنتظر عليه‌السلام قال: من نسي الذكر وفي يده سبحة من تربة الحسين عليه‌السلام كتب له أجره (٧) .

وعن الصادق عليه‌السلام : السبحة التي من قبر الحسين عليه‌السلام تسبح (٨) بيد الرجل من غير أن يُسبّح. وقال: من أدار الحجر من تربة الحسين عليه‌السلام فاستغفر به مرّة واحدة كتب الله له سبعين مرة، وإن أمسك السبحة بيده ولم يسبّح بها ففي كلّ حبّة منها سبع مرات (٩) . وعلى رواية أخرى: إن أدارها مع الذكر كتب له بكل حبّة أربعون حسنة (١٠) .

وروي أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الاملاك يهبط إلى الأرض لأمر ما، يستهدين منه السبح والترب من طين قبر الحسين عليه‌السلام (١١) .

وفي الصحيح عن الإمام موسى عليه‌السلام قال: لا يخلو المؤمن من خمسة: سواك ومشط

_________________

١ - البحار ٨٥ / ٣٣٧ عن الشيخ البهائي في مفتاح الفلاح.

٢ - البحار ٨٥ / ٣٣٦ عن دعائم الاسلام ١ / ١٦٨.

٣ - البحار ٨٥ / ٣٣٥ عن المحاسن ١ / ٣٦ ح ٣٤.

٤ - انظر البحار ٨٥ / ٣٢٧ ح ١ عن الاحتجاج.

٥ - انظر البحار ٨٥ / ٣٤٠ ح ٣٠ عن الدروس.

٦ - البحار ٨٥ / ٣٣٣ عن مكارم الاخلاق ٢ / ٣٠ ح ٢٠٦٥.

٧ - البحار ٨٥ / ٣٢٧ ح ١ عن الاحتجاج: ٤٨٩.

٨ - البحار ٨٥ / ٣٣٣ عن مكارم الاخلاق ٢ / ٣٠ ح ٢٠٦٦.

٩ - البحار ٨٥ / ٣٣٤ عن مصباح الشيخ: ٧٣٥.

١٠ - البحار ٨٥ / ٣٤١ عن خط الشيخ محمد بن علي الجبائي عن الشهيد.

١١ - البحار ٨٥ / ٣٣٣ عن مكارم الاخلاق ٢ / ٣٠ ح ٢٠٦٧.

٧٢٩

وسجّادة، وسبحة فيها أربع وثلاثون حبّة وخاتم عقيق (١) .

والظاهر أن للسبحة من الخزف أيضاً فضل، ولكنّها من الطين الذي لايمسّه النار أحسن.

وعن الصادق عليه‌السلام قال: من سبح بسبحة من طين قبر الحسين عليه‌السلام تسبيحة كتب الله له أربعمائة حسنة ومحا عنه أربعمائة سيئة وقضيت له أربعمائة حاجة ورفعت له أربعمائة درجة. (٢)

وروي (استحباب أن يكون لون خيطها أزرقاً) (٣) . ويستفاد من بعض الروايات أن الأفضل للنساء أن يعقدن بالأنامل (٤) ، ولكن الأحاديث الدّاله على استحباب العقد بالتربة مطلقا هي الأكثر والأقوى.

الثاني: يستحب أن يكبر بعد الفريضة ثلاثا يرفع عند كل تكبيرة يديه إلى حيال وجهه ثم ينزلهما إلى ركبتيه أو قريبا منهما.

كما روى علي بن طاووس وابن بابويه بأسناد معتبرة عن المفضّل بن عمر قال: قلت للصادق عليه‌السلام لأي علة يكبّر المصلّي بعد التسليم ثلاثاً يرفع بها يديه؟ فقال عليه‌السلام : لان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا فتح مكة صلّى بأصحابه الظهر عند الحجر الأسود فلما سلّم رفع يديه وكبّر ثلاثا وقال: لا إلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ (٥) أنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَأعَزَّ جُنْدَهُ وَغَلَبَ الاَحزابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ المُلْكَ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيي وَيُميتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ . ثم أقبل على أصحابه فقال: لا تدعوا هذا التكبير وهذا القول في دبر كل صلاة مكتوبة فإن من فعل ذلك بعد التسليم وقال هذا القول كان قد أدّى ما يجب عليه من شكر الله تعالى ذكره على تقوية الاسلام وجنده (٦) .

وفي الصحيح عن الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) أنه كان إذا فرغ من الصلاة يرفع يديه فوق رأسه ويدعو (٧) . وعن الإمام محمّد الباقر (صلوات الله وسلامه عليه) أنه قال: إذا رفع العبد كفّه إلى الله تعالى استحى الله أن يردّها خالية فإذا دعوتم فلا تضعوا أيديكم إلا وتمسحون بها وجوهه (٨) .

الثالث: روى الكليني بسند معتبر عن الباقر عليه‌السلام أنه قال: من دعا بهذا الدعاء ثلاث مرات بعد الفريضة قبل

_________________

١ - البحار ٨٥ / ٣٣٤ عن مصباح الشيخ ٧٣٥.

٢ - البحار ٨٥ / ٣٤١ عن الجبائي عن الشهيد.

٣ - البحار ٨٥ / ٣٤١ عن الجبائي عن الشهيد.

٤ - البحار ٨٥ / ٣٤١ عن مكارم الاخلاق ٢ / ٧٢ ح ٢١٧٣.

٥ - وحده وحده: خ.

٦ - فلاح السائل: ٢٩٣ برقم ٨٨، ح ١٩ من فصل ١٩.

٧ - من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٥ ح ٩٥٢.

٨ - من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٥ ح ٩٥٣.

٧٣٠

أن يثنّي رجليه:

أسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيّومُ ذُوالجَلالِ وَالاكْرامِ وَأتُوبُ إلَيْهِ . ثلاث مرّات غفر الله عزّ وجلّ له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر (١) .

وعلى رواية أخرى أن من استغفر الله في كل يوم بهذا الاستغفار غفر الله له أربعين كبيرة من سيئاته (٢) .

الرابع: روى الكليني عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال: لا تدع أن تقول بعد كل صلاة: أعيذُ نَفْسي وَما رَزَقَني رَبِّي بِالله الواحِدِ الصَمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أحَدٌ، وَأعِيذُ نَفْسي وَمارَزَقَني رَبِّي بِرَبِّ الفَلَقِ مِنْ شَرِّ ماخَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَفّاثاتِ في العُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدْ، وَأعِيذُ نَفْسي وَمارَزَقَني رَبِّي بِرَبِّ النّاسِ مَلِكِ النّاسِ إلهِ النّاس مِنْ شَرِّ الوِسْواسِ الخَنّاسَ الَّذِي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النّاسِ مِنَ الجِنّةِ وَالنّاسِ (٣) .

الخامس: روى الكليني في حديث معتبر عن عليّ بن مهزيار قال: كتب محمد بن إبراهيم إلى أبي الحسن النقي عليه‌السلام : إن رأيت يا سيّدي أن تعلّمني دعاء أدعو به في دبر صلاتي يجمع الله لي به خير الدنيا والآخرة فكتب عليه‌السلام تقول: أعُوذ بِوَجْهِكَ الكَريمُ وَعِزَّتِكَ الَّتي لاتُرامُ وَقُدْرَتِكَ الَّتي لايَمْتَنِعُ مِنْها شَيٌ مِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ وَمِنْ شَرِّ الاوْجاعِ كُلِّها (٤) . وزاد في اَّخره في بعض الروايات: وَلا حَوْلَ وَلاقُوَةَ إِلاّ بِالله العَليّ العَظيمِ (٥) .

السادس: روى الكليني وابن بابويه بأسناد صحاح وغير صحاح عن الباقر والصادق عليه‌السلام : إن أدنى مايجزي من الدعاء بعد المكتوبة أن تقول: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أحاطَ بِهِ عِلْمُكْ وَأعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عافِيَتِكَ في أُموري كُلِّها وَأعوذُ بِكَ مِنْ خِزْي الدُّنْيا وَعَذابِ الاخِرَةِ (٦) .

وعلى رواية ابن بابويه: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ ... إلى اَّخر الدعاء (٧) .

_________________

١ - الكافي ٢ / ٥٢١.

٢ - مكارم الاخلاق ٢ / ٩٣ ح ٢٢٦١.

٣ - الكافي ٣ / ٣٤٣ ح ١٨.

٤ - الكافي ٣ / ٣٤٦ ح ٢٨.

٥ - الجامع العباسي للشيخ البهائي: ٥٤.

٦ - الكافي ٣ / ٣٤٣ ح ١٦.

٧ - من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٣ ح ٩٤٨.

٧٣١

السابع: من المسنون أن يقول إذا فرغ من الصلاة: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَأجِرْني مِنَ النّارِ وَأدْخِلْني الجَنَّةَ وَزَوجْني الحُورَ العينَ . كما في الحديث المعتبر عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال: لايفتل العبد من صلاته حتى يسأل الله الجنة ويستجير به من النار ويسأله أن يزوّجه من الحور العين (١) .

الثامن: بسند موثق عن الصادق عليه‌السلام أنه قال: لما أمر الله عزَّ وجلَّ هذه الآيات أن يهبطن إلى الأرض تعلّقن بالعرش وقلن أي رب إلى أين تهبطنا إلى أهل الخطايا والذنوب؟ فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليهنّ: أن اهبطن، فوعزتي وجلالي لايتلوكنَّ أحد من آل محمد وشيعتهم إِلاّ نظرت إليه بعيني المكنونة في كل يوم سبعين نظرة أقضي له في كل نظرة سبعين حاجة وقبلته على ما فيه من المعاصي (٢) . وقال على رواية أخرى من تلاها عقيب كل صلاة أسكنته حظيرة قدسي على ما فيه من المعاصي، وإن لم أصنع ذلك نظرت إليه نظرتي الخاصة في كل يوم سبعين نظرة، وإن لم أصنع قضيت له في كل يوم سبعين حاجة أدناها غفران الذنوب، وإن لم أصنع عوّذته من الشيطان ومن كل عدو ونصرته عليهم ولم يمنعه من دخول الجنة مانع سوى الموت (٣) .

وهذه الآيات هي: سورة الفاتحة إلى اَّخرها، وآية الكرسي وقراءتها إلى ( هم فيها خالدون ) (٤) أحسن، وآية الشهادة وهي: ( شَهِدَ الله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأولوا العِلْمِ قائِما بِالقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ إنَّ الدّينَ عِنْدَ الله الاسْلامُ وَمااخْتَلَفَ الَّذينَ أُوتوا الكِتابَ إِلاّ مِنْ بَعْدِ ماجأَهُمْ العِلْمُ بَغْيا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ الله فِإنَ الله سَريعُ الحِسابِ ) (٥) . وآية الملك وهي: ( قُلْ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ تؤتي المُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمّنْ تَشاءُ وَتُعِزّ مِنْ تَشاءُ وَتُذِلّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ تُولِجُ اللّيْلَ في النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيّ وَتَرْزِقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (٦) . وبسند معتبر عن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يضره ذو حمة (٧) .

_________________

١ - الخصال ٢ / ٦٢٩ ح ١٠ من باب ٤٠٠.

٢ - الكافي ٢ / ٦٢٠ وحبل المتين للشيخ البهائي: ٢٦٢.

٣ - عدّة الداعي: ٣٤١ مع اختلاف قليل لفظي.

٤ - البقرة: ٢ / ٢٥٥ - ٢٥٧.

٥ - آل عمران: ٣ / ١٨ - ١٩.

٦ - آل عمران: ٣ / ٢٥ - ٢٦.

٧ - دعوات الراوندي: ٢١٨، ح ٥٨٩.

٧٣٢

وقال عليه‌السلام في رواية معتبرة أخرى قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي عليك بتلاوة آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة فإنّه لايتحافظ عليها إِلاّ نبي أو صدّيق أو شهيد (١) .

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من تلا آية الكرسي دبر كل صلاة فليس له مانع من دخول الجنّة سوى الموت (٢) .

وعلى رواية أخرى: من تلاها بعد كل فريضة قبلت صلاته وكان في أمان الله وصانه الله من البلايا والذنوب (٣) .

التاسع: روى الكليني وابن بابويه وغيرهما بأسناد معتبرة عن محمّد الباقر عليه‌السلام قال: أتى رجل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقال له شيبة الهذلي فقال: يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إني شيخ قد كبرت سنّي وضعفتْ قوتي عن عمل كنت قد عوّدته نفسي من صلاة وصيام وحجّ وجهاد. فعلّمني يا رسول الله كلاما ينفعني الله به وخفّف عليّ يا رسول اللّه. فقال: أعدها فأعادها ثلاث مرات فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما حولك شجرة ولامدرة إِلاّ وقد بكت من رحمتك فإذا صليت الصبح فقل عشر مرات: سُبْحانَ العَظيمِ وَبِحَمْدِهِ وَلاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلي العَظيمِ فإن الله عزَّ وجلَّ يعافيك بذلك من العمى والجنون والجذام والفقر والهرم. فقال: يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هذا للدنيا فما للآخرة. فقال: تقول في دبر كل صلاة: اللَّهُمَّ اهْدِني مِنْ عِنْدِكَ وَأفِضِ عَليّ مِنْ فَضْلِكَ وَأنْشُرْ عَليَّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَأنْزِلْ عَليَّ مِنْ بَرَكاتِكَ . فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما أنّه إن وافى بها يوم القيامة لم يدعها متعمداً فتحت له ثمانية أبواب الجنّة يدخلها من أيها شاء (٤) . والدعاء يختلف عن هذا الدعاء على رواية أخرى مروية أيضاً بأسناد معتبرة (٥) .

العاشر: أن يسبّح بالتسبيحات الأربعة كما روى الطوسي وابن بابويه والحميري بأسناد صحيحة عن الصادق عليه‌السلام قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأصحابه ذات يوم: أترون لو جمعتم ما عندكم من الانية والمتاع، أكنتم ترونه يبلغ السماء قالوا: لا يا رسول الله، قال: أفلا أدلّكم على شي أصله في الأرض وفرعه في السماء. قالوا: بلى يا رسول اللّه. قال: يقول أحدكم إذا فرغ من الصلاة: سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ لله وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أكْبَرُ . ثلاثين مرة فإن

_________________

١ - قرب الاسناد للحميري: ١١٨، ح ٤١٥.

٢ - مكارم الاخلاق ٢ / ٤٣ ح ٢٠٩٩.

٣ - البحار ٨٦ / ٣٤ ح ٣٩ مع اختلاف في اللفظ عن أمير المؤمنين عليه‌السلام .

٤ - أمالي الصدوق: المجلس ١٣، ح ٥، التهذيب ٢ / ١٠٦، عدّة الداعي: ٣١٥.

٥ - انظر في اوّل مفاتيح الجنان في التعقيبات المشتركة.

٧٣٣

أصلهنَّ في الأرض وفرعهن في السماء، وهنّ يدفعن الحرق والغرق والهدم والتردي في البئر وافتراس السباع وميتة السوء وما ينزل في ذلك اليوم من السماء، وهنّ الباقيات الصالحات المذكورة في القرآن (١) .

وبأسناد أُخر صحيحة عن الصادق عليه‌السلام قال: مَنْ سبّح بهذه التسبيحات عقيب كل فريضة أربعين مرة قبل أن يتحول من مصلاه قضي له ما سأل (٢) .

وفي صحيح آخر عن الصادق عليه‌السلام : أنّ من قال دبر الفريضة: سُبْحانَ الله ثلاثين مرة ما بقي عليه ذنب إِلاّ وتساقط (٣) .

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله في صحيح اَّخر قال: الذكر الكثير الذي مدحه الله تعالى في كلامه المجيد هو أن تقول: سُبْحانَ الله بعد كل فريضة ثلاثين مرة (٤) .

روى القطب الراوندي أنه: قال أمير المؤمنين عليه‌السلام للبراء بن عازب: ألا أدلّك على أمر إذا فعلته كنت ولي الله حقا؟ قلت بلى. قال: تسبّح الله في دبر كل صلاة عشراً بالتسبيحات الأربعة. يصرف ذلك عنك ألف بليّة في الدنيا أحدها الردّة عن دينك، ويدخر لك في الآخرة ألف منزلة أحدها مجاورة نبيّك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) .

الحادي عشر: عن الكليني عن الصادق عليه‌السلام قال: من قال في دبر الفريضة: يا مَنْ يَفْعَلُ مايَشاءُ ولايَفْعَلُ مايَشاءُ أحَدٌ غَيْرَهُ ثلاثا ثم سأل، أعطي ما سأل (٦) .

الثاني عشر: البرقي في الموثق عن الصادق عليه‌السلام قال: من قال بعد فراغه من الصلاة قبل أن يزوّل ركبتيه أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ إِلها وَاحِداً أحَداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةٍ وَلا وَلَدا ً عشر مرّات محا الله عنه أربعين ألف ألف سيئة وكتب له أربعين ألف ألف حسنة وكان مثل من قرأ القرآن اثنتي عشرة مرة. ثم التفت إلى فقال: أما أنا فلا أزوّل ركبتي حتى أقولها مائة مرة وأما أنتم فقولوها عشر مرات (٧) .

_________________

١ - معاني الاخبار: ٣٢٤، والطوسي في التهذيب ٢ / ١٠٧ ح ٤٠٦ مع اختلاف قليل في الالفاظ.

٢ - أمالي الصدوق: المجلس ٣٤، ح ١١ مع اختلاف لفظي.

٣ - أمالي الصدوق: المجلس ٤٦، ح ٦ مع اختلاف لفظي.

٤ - تهذيب الاحكام ٢ / ١٠٧ ح ٤٠٥ مع اختلاف لفظي.

٥ - الدعوات: ٤٩، ح ١١٨ مع اختلاف قليل لفظي.

٦ - الكافي ٢ / ٥٤٩ ح ٩ من دون انتساب الى المعصوم ورواه البحار ٩٥ / ١٦٢ عن دعوات الراوندي عن الصادق عليه‌السلام .

٧ - المحاسن: ٥١، باب ٥٦.

٧٣٤

وقد روي لهذا التهليل فضل كثير لاسيّما إذا عقب به صلاة الصبح وصلاة العشاء، وإذا قري عند طلوع الشمس وغروبها (١) .

الثالث عشر: روى الكليني وابن بابويه وغيرهما بأسناد صحيحة عن الصادق عليه‌السلام قال: جاء جبرائيل إلى يوسف عليهما‌السلام في السجن وقال: قل في دبر كل صلاة: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَارْزُقْني مِنْ حَيْثُ أحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أحْتَسِبُ (٢) .

الرابع عشر: في كتاب (البلد الأمين) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من أراد أن لايوقفه الله يوم القيامة على قبيح أعماله ولاينشر له ديوان، فليقرأ هذا الدعاء في دبر كل صلاة وهو:

اللَّهُمَّ إِنَّ مَغْفِرَتَكَ أرْجى مِنْ عَمَلي وَإِنَّ رَحْمَتَكَ أوْسَعُ مِنْ ذَنْبِي، اللَّهُمَّ إنْ كانَ ذَنْبي عِنْدَكَ عَظِيما فَعَفوُكَ أعْظَمُ مِنْ ذَنْبِي، اللَّهُمَّ إنْ لَمْ أكُنْ أهْلاً أنْ تَرْحَمَني فَرَحْمَتُكَ أهْلٌ أنْ تَبْلُغَني وَتَسَعَني لاَنَّها وَسِعَتْ كُلَّ شَيٍ بِرَحْمتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ (٣) .

الخامس عشر: روى الكفعمي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ رجلاً شكا إليه العلة والفقر فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : قل في دبر الفرائض: تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيُّ الَّذِي لايَموتُ وَالحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا (٤) وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً . وعلى رواية أخرى قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما عرضت لي شده إِلاّ وتمثل لي جبرائيل وقال: قل هذه الكلمات. وعلى روايات معتبرة يكرر هذا الدعاء لوساوس الصدور والدين والفاقة، وصُدّر الدعاء في بعض الروايات ب‍‍ لا حول ولا قوة إلاّ باللّه (٥) .

السادس عشر: أورد المفيد في المقنعة هذا الدعاء لتعقيب كل صلاة: اللَّهُمَّ انْفَعْنا بِالعِلْمِ وَزَيِّنَّا بِالحِلْمِ وجَمِّلْنا بِالعافيةِ وَكَرِّمْنا بِالتَقْوى إنَّ وَليّيَ الله الَّذِي نَزَّلَ الكِتابَ وَهُو يَتَولّى الصّالِحينَ (٦) .

السابع عشر: عن الطوسي وابن بابويه وغيرهما بأسناد معتبرة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال: من أحبّ أن يخرج من الدنيا وقد خلص من الذنوب كما يخلص الذهب لا كدر فيه، وليس

_________________

١ - انظر البلد الامين: ١٣.

٢ - الكافي ٢ / ٥٤٩ ح ٧، من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٤ ح ٩٥٠.

٣ - البحار ٨٦ / ٣٧ ح ٤٤ عن البلد الامين وغيره.

٤ - صاحبةً ولا: نسخة.

٥ - مصباح الكفعمي: ٨٤، فصل ٦، والاشعثيات لمحمد بن محمد بن الاشعث الكوفي: ٢٢٠، كتاب الدعاء، والكافي ٢ / ٥٥١ ح ٣.

٦ - المقنعة: ١١٤.

٧٣٥

أحد يطالبه بمظلمة فليقرأ في دبر الصلوات الخمس نسبة الله عزَّ وجلَّ ( قُلْ هُوَ الله أَحَد ) اثنتي عشرة مرة، ثم يبسط يده ويدعو بهذا الدعاء ثم قال عليه‌السلام : هذا من المنجيات مما علمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمرني أن أعلمه الحسن والحسين عليهما‌السلام وهو هذا الدعاء: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المَكْنُونِ المَخْزونِ الطّاهِرِ الطُّهْرِ المُبارَكِ وَأسأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظيمُ وَسُلْطانِكَ القَديمُ، يا واهِبَ العَطايا يا مُطْلِقَ الاُسارى يا فَكّاكَ الرِّقابِ مِنَ النّارِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّار وَاخْرِجْني مِنَ الدُّنْيا آمِنا وَأدْخِلْني الجَنَّةَ سالِما، وَاجْعَلْ دُعائي أوَّلَهُ فَلاحا وَأوسَطَهُ نَجاحا وَآخِرَهُ صَلاحا إنَّكَ أنْتَ عَلاّمُ الغُيوبِ (١) ممّا علّمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمرني أن أُعلّمه الحسن والحسين عليهما‌السلام (٢) .

والدعاء في بعض النسخ المعتبرة هكذا:

يا فَكّاكَ الرّقابِ مِنَ النّارِ أسأَلُكَ أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَعْتِقَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ وَأنْ تُخْرِجَني مِنَ الدُّنيا سالِما وَتُدْخِلَني الجَنَّةَ آمِنا وَأنْ تَجْعَلْ دُعائي أوَّلَهُ فَلاحا وَأوسَطَهُ نَجاحا وَآخِرَهُ صَلاحا إنَّكَ أنْتَ عَلاّ مُ الغُيوبِ (٣) .

وروى الكليني بسند معتبر عن الصادق عليه‌السلام أن من اَّمن بالله واليوم الآخر فلايدع تلاوة ( قل هو الله أحد ) بعد كل فريضة فان من تلاها جمع الله له خير الدنيا والآخرة وغفر الله له ولوالديه ولمن ولدا (٤) .

وفي رواية أخرى: من قرأ التوحيد دبر كل فريضة عشراً، زوّجه الله من الحور العين (٥) .

وروى السيد ابن طاووس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أن من تلا سورة التوحيد بعد كل صلاة أمطرت عليه الرحمة من السماء وأنزلت عليه السكينة ونظر الله تعالى إليه نظر الرحمة وغفر له ذنوبه وقضى له ما سأل وكان في أمان اللّه (٦) .

الثامن عشر: روى الكليني رض وغيره بسند معتبر عن أهل البيت عليهم‌السلام : إنّ من قال بعد كل صلاة وهو آخذ بلحيته بيده اليمنى ويده اليسرى مرفوعة بطنها إلى ما يلي السماء: يا ذا الجَلالِ وَالاكْرامِ ارْحَمْني مِنَ النّار ثلاثا ثم يقول ثلاثا: أجِرْني مِنْ العَذابِ الاليمِ . ثم يؤخر يده عن

_________________

١ - في معاني الاخبار: المخبيات، أخبى النار: أطفأها.

٢ - تهذيب الاحكام ٢ / ١٠٨ ح ٤١٠، معاني الاخبار: ١٤٠، فلاح السائل لابن طاووس: ٣٠٠ برقم ٢٠١.

٣ - كما في التهذيب.

٤ - الكافي ٢ / ٦٢٢ ح ١١.

٥ - البحار ٨٦ / ٣٨ عن كتاب نزهة الخواطر.

٦ - المجتنى: ٨٩ - ٩٢ مع اختلاف لفظي واضافات كثيرة.

٧٣٦

لحيته ويجعل بطنها مما يلي السماء ثم يقول: يا عَزيزُ يا كَريمُ يا رَحْمنُ يا غَفورُ (١) يا رَحيمُ، ثلاثا ويقلب يديه ويجعل ظهورهما مما يلي السماء ثم يقول ثلاثا: أجِرْني مِنْ العَذابِ الاليمِ ، ثم يقول: وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآله (٢) وَالمَلائِكَةُ وَالرّوحُ ؛ من فعل ذلك غفر الله له ورضي عنه، ووصله جميع الخلائق بالاستغفار حتّي يموت إِلاّ الثقلين الجِنَّ والانس (٣) .

التاسع عشر: روى المفيد في المجالس عن محمد بن الحنفية قال: بينا أمير المؤمنين عليه‌السلام يطوف بالبيت إذا رجل متعلق بالاستار وهو يقول: يا مَنْ لايَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ يا مَنْ لايُغَلِّطُهُ السّائِلونَ ويا مَنْ (٤) لايُبْرِمُهُ إلحاحُ المُلحّينَ أذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَمَغْفِرَتِكَ وَحَلاوَةَ رَحْمَتَكَ ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام هذا دعاؤك؟ قال له الرجل: وهل سمعته؟ قال: نعم. قال: فادع به في دبر كل صلاة فوالله ما يدعو به أحد من المؤمنين في أدبار الصلاة إِلاّ غفر الله له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء وقطرها وحصى الأرض وثراها. فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام إنّ علم ذلك عندي والله واسع كريم. فقال له الرجل وهو الخضر عليه‌السلام : صدقت والله يا أمير المؤمنين ( وفوق كل ذي علم عليم ) (٥) (٦) . ورواه أيضاً الكفعمي في كتاب (البلد الأمين) (٧) .

العشرون: روى الديلمي في كتاب (أعلام الدين) عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: من قرأ هذه الثلاث آيات ثلاث مرات دبر صلاة المغرب أدرك ما فات في يومه ذلك وقبل صلاته، فإن قرأها دبر كل صلاة من فريضة أو تطوع كتب له من الحسنات عدد نجوم السماء وقطر المطر وعدد ورق الشجر وعدد تراب الأرض فإذا مات أجرى له بكل حسنة عشر حسنات في قبره، وهي هذه الآيات:

( فَسُبْحانَ الله حينَ تُمْسُونَ وَحينَ تُصبِحُونَ وَلَهُ الحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالارضِ وَعَشِيَّا وَحينَ تُظْهِرُونَ. يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَيُحْيي الارضَ بَعْدَ مَوْتِها

_________________

١ - يا غفور: خ.

٢ - وصلّ الله على محمّدٍ والملائكة: خ.

٣ - الكافي ٢ / ٥٤٦ ح ٤ مع تقديم وتأخير في الجمل.

٤ - يا من: خ.

٥ - يوسف: ١٢ / ٧٦.

٦ - أمالي المفيد: المجلس ١٠، ح ٨.

٧ - مصباح الكفعمي: ٢٠، فصل ٥.

٧٣٧

وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (١) . سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلى المُرسَلينَ وَالحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ ) (٢) (٣) .

الحادي والعشرون: روى السيد ابن طاووس بسند معتبر عن جميل ابن دارج قال: دخل رجل على الصادق عليه‌السلام فقال له: يا سيدي علت سني ومات أقاربي وأنا خائف أن يدركني الموت وليس لي من اَّنس به وأرجع إليه. فقال له: إن من إخوانك المؤمنين من هو أقرب نسبا أو سببا وأنسك به خير من أنسك بقريب، وإذا أردت أن يطول عمرك وعمر أقاربك، فعليك بأن تقول عقب كل صلاة: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ إنَّ رَسُولَكَ (٤) الصّادِقَ المُصَدَّقَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ قالَ: إِنَّكَ قُلْتَ: ماتَرَدَّدْتُ في شَيٍ أنا فاعِلُهُ كَتَردُّدي في قَبْضِ روحِ عَبْديَ المؤمِنِ يَكْرَهُ المَوْتَ وَأكْرَهُ مُسائَتَهُ، اللَّهُمَّ فصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ لِوَليّكَ الفَرَجَ والعافِيةَ وَالنَصْرَ وَلاتَسؤْني في نَفْسي وَلا في أحَدٍ من أحِبَّتي . وان شئت فسمّ أحبّتك واحداً واحداً فقل: وَلا في فُلانٍ وَلا في فُلانٍ. قال الرجل: والله لقد عشت حتى سئمت الحياة وهذا دعاء في غاية الاعتبار مرويّ في جميع كتب الدّعوات (٥) .

التعقيبات الخاصّة بفريضة الصبح

إعلم أنّ ما ورد من الأذكار والدعوات لتعقيب صلاة الصبح أكثر مما ورد لغيرها والأحاديث في فضل هذا التعقيب خاصّة كثيرة. وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام : إن ذكر الله بعد صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض (٦) .

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من جلس في مصلاه يعقب من صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ستره الله من النار (٧) .

وعن الباقر عليه‌السلام : إنّ إبليس إنّما يبث جنوده، جنود النهار، من حين طلوع الفجر إلى مطلع الشمس، ويبث جنوده، جنود الليل، من حين غروب الشمس إلى ذهاب الحمرة المغربيّة. فاذكروا الله تعالى في هاتين الساعتين ذكراً كَثِيراً فإن إبليس يبذل جهده في هاتين الساعتين حتى يجعل المر غافلاً

_________________

١ - الروم: ٣٠ / ١٧ - ١٩.

٢ - الصافات: ٣٧ / ١٨٠ - ١٨٢.

٣ - أعلام الدين: ٣٥٢ مع اختلاف لفظي.

٤ - رسولك: خ.

٥ - فلاح السائل: ٣٠٣، ح ٢٠٥.

٦ - الخصال: ٦١٦ في حديث الاربعمئة مع اختلاف لفظي.

٧ - تهذيب الاحكام ٢ / ١٣٩ ح ٥٤٢.

٧٣٨

عن ذكر اللّه (١) .

وروي بسند صحيح عن الرضا عليه‌السلام أنّه كان في خراسان إذا صلّى فريضة الصبح قعد في مصلاه يعقب إلى طلوع الشمس، ثم يؤتى إليه بخريطة فيها المساويك فيسوك بها واحداً واحداً ثم يمضغ شَيْئاً من الكندر، ثم يأخذ في تلاوة الكتاب المجيد (٢) .

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قعد في مصلاه الذي صلّى فيه الفجر يذكر الله حتى تطلع الشمس كان له حج بيت اللّه (٣) .

وفي الحديث القدسي قال الله تعالى: يا أبن ادم اذكرني بعد الصباح بساعة وبعد العصر بساعة لكي أكفيك جميع ماأهمك (٤) .

وأما التعقيبات الخاصة بفريضة الصبح فهي كمايلي:

الأول: روى ابن بابويه بسند معتبر عن الباقر عليه‌السلام قال: من استغفر الله تعالى بعد صلاة الفجر سبعين مرة غفر الله له ولو عمل ذلك اليوم سبعين ذنب (٥) . وعلى رواية أخرى سبعمائة ذنب (٦) .

الثاني: روى ابن بابويه أيضاً بسند صحيح وأسناد معتبرة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال: من صلى صلاة الفجر ثم قرأ: ( قل هو الله أحد ) إحدى عشرة مرة لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب وإن رغم أنف الشيطان (٧) .

وفي البلد الأمين عن النبي ص قال: من قرأ التوحيد كل يوم عشر مرات لم يدركه في ذلك اليوم ذنب وإن جهد الشيطان (٨) .

الثالث: روى الكليني بسند صحيح عن الصادق عليه‌السلام : إن من قال بعد فريضة الفجر مائة مرة: ماشاءَ الله كانَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلي العَظيمِ مئة مرة حين يصلي الفجر لم يرَ يومه ذلك شيئاً

_________________

١ - الكافي ٢ / ٥٢٢، من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٠١ ح ١٤٤٠ مع اختلاف لفظي.

٢ - من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٠٤ ح ١٤٥١ مع اختلاف لفظي قليل.

٣ - رواه الطوسي في الاستبصار ١ / ٣٥٠ ح ١٣٢١.

٤ - تهذيب الاحكام ٢ / ١٣٨ ح ٥٣٦.

٥ - ثواب الاعمال: ١٦٥.

٦ - الخصال: ٥٨١، ح ٤ من ابواب ٧٠.

٧ - ثواب الاعمال: ١٢٩.

٨ - دعائم الاسلام ١ / ١٦٨ مع اختلاف لفظي، عن عليّ عليه‌السلام .

٧٣٩

يكرهه (١) . ورواها أيضاً الطوسي وغيره في كتب الدّعوات (٢) .

الرابع: روى الكفعمي وغيره عن الباقر عليه‌السلام قال: من قرأ القدر بعد الصبح عشراً، وحين تزول الشمس عشراً، وبعد العصر عشراً، أتعب ألفي كاتب ثلاثين سنة (٣) .

وعنه أيضاً قال: ماقرأها عبد سبع مرّات بعد طلوع الفجر إِلاّ صلّى عليه صفُّ من الملائكة سبعين صلاة، وترحموا عليه سبعين رحمة (٤) .

وقد روي عن محمد التقي عليه‌السلام ثواب جزيل لمن قرأ سورة القدر في كل يوم وليلة ستا وسبعين مرة يقرؤها بعد طلوع الفجر قبل صلاة الغداة سبعا، وبعدها عشراً، وإذا زالت الشمس قبل النافلة عشراً، وبعد نوافل الزوال إحدى وعشرين، وبعد صلاة العصر عشراً، وبعد العشاء الآخرة سبعاً، وحين يأوي إلى فراشه إحدى عشرة، ومن ثوابها أنّه يخلق الله تعالى له ألف ملك يكتبون ثوابها ستة وثلاثين ألف عام (٥) .

الخامس: روى ابن بابويه وغيره من العلماء رضوان الله عليهم بأسناد معتبرة عن الباقر عليه‌السلام أنّه قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا صليت الصبح فقل عشر مرات: سُبْحانَ الله العَظيمِ وَبِحَمْدِهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَليّ العَظيمِ فإنّ الله عزَّ وجلَّ يعافيك بذلك من العمى والجنون والجذام والفقر والهدم أو الهرم (٦) (٧) .

السادس: في (البلد الأمين) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال: قال رسول الله عليه‌السلام من أراد أن يؤخر الله تعالى أجله ويظفره بأعدائه ويصونه من ميتة السوء فليتحافظ على هذا الدعاء في كل صباح ومساء يقول ثلاثا: سُبْحانَ الله مِلأ الميزانِ وَمُنْتَهى العِلْمِ وَمَبْلَغِ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي وثلاثا الحَمْدُ لله مِلأ الميزانِ وَمُنْتَهى العِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي وثلاثا: لا إِلهَ إِلاّ الله مِلا الميزانِ وَمُنْتَهى العِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي وثلاثا: الله أكْبَرُ مِلا الميزانِ وَمُنْتَهى العِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ العَرْشِ وَسَعَةَ الكُرْسي (٨) .

_________________

١ - الكافي ٢ / ٥٣٠ ح ٢٤.

٢ - مصباح المتهجّد: ٢٠٩.

٣ - البحار ٩٢ / ٣٣٠ عن الكفعمي.

٤ - البحار ٩٢ / ٣٣٠ مع اختلاف قليل لفظي.

٥ - البحار ٩٢ / ٣٢٩ عن الكفعمي مع اضافات.

٦ - الخرافة عند الهرم - خ -.

٧ - أمالي الصدوق: المجلس ١٣، ح ٥.

٨ - البلد الامين: ٥١، مصباح الكفعمي: ٨٤، فصل ١٦ في المتن والهامش.

٧٤٠

السابع: روى السيد بن طاووس بسند معتبر عن الرضا عليه‌السلام قال: من قال بعد صلاة الفجر مائة مرة: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَليّ العَظيمِ . كان أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها (1) .

وبأسناد معتبرة عن الصادق والكاظم عليه‌السلام : إنّ من دعا بهذا الدعاء في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يتكلم أو يتحول من مكانه سبع مرات دفع الله عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أهونها الجذام والبرص وكيد الشيطان وشرّ السلطان. وعلى بعض الروايات المعتبرة يقوله ثلاث مرات، وفي بعضها يقوله عشر مرّات، وأقله ثلاث مرّات، وأكثره مائة مرة، وإن زاد زيد له في ثوابه (2) .

الثامن: روى أحمد بن فهد وغيره أنّه أتى رجل أبا الحسن الكاظم عليه‌السلام فشكا إليه حرفته وأنّه لا يتوجه في حاجاته فتقضى له، فقال أبو الحسن عليه‌السلام : قل بعد صلاة الفجر عشرا: سُبْحانَ الله العَظيمِ وبِحَمْدِهِ اسْتَغْفِرُ الله وَأسْئَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ . قال الراوي: فلزمت ذلك فوالله ما لبثت إِلاّ قليلاً حتى ورد عليّ قوم من البادية فأخبروني أنّ رجلاً من قومي مات ولم يعرف له وارث غيري فانطلقت وقبضت ميراثه ولم أزل مستغنيا (3) .

وفي كتابي (الكافي) و (المكارم): أن رجلاً يدعى حلقام قال له عليه‌السلام جعلت فداك علمني دعاءً جامعاً للدنيا والآخرة وأوجز، فعلّمه هذا الدعاء ليدعو به في دبر الفجر إلى أن تطلع الشمس، فواظب عليه وحسن حاله (4) .

التاسع: روى العياشي عن عبد الله بن سنان قال: ذهبت إلى الصادق عليه‌السلام فقال: ألا أعلمك شَيْئاً إذا قلته قضى اللّه دينك وأنعش حالك. فقلت: ماأحوجني إلى ذلك، فقال: قل في دبر صلاة الفجر: تَوَكَلْتُ عَلى الحَيّ القَيّومِ (5) الَّذِي لايَمُوتُ وَالحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليُّ مِنَ الذِّلِ وَكَبِرْهُ تَكْبيراً، اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ البؤسِ وَالفَقْرِ وَمِنْ غَلَبَةِ الدَّينِ وَالسَقْمِ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعينَني

_________________

1 - مهج الدعوات: 316.

2 - المحاسن للبرقي 1 / 111 ح 104 و 105 عن الكاظم عليه‌السلام ، الكافي 8 / 109 ح 89 عن الباقر عليه‌السلام ، فلاح السائل: 409، ح 279 عن اميرالمؤمنين عليه‌السلام .

3 - البحار 86 / 130 عن عدّة الداعي.

4 - الكافي 2 / 550، مكارم الاخلاق 2 / 34 ح 2075.

5 - القيّوم: خ.

٧٤١

عَلى أداءِ حَقِّكَ إلَيْكَ وإِلى النّاسِ (1) .

وعلى رواية الطوسي وغيره: ومِنْ غَلَبَةِ الدَّينِ فصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَأَعِنّي عَلى أداءِ حَقِّكَ إلَيْكَ وإِلى النّاسِ (2) .

العاشر: روى الكفعمي أنّ رجلاً شكا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الفقر والبؤس والمرض فوصاه بأن يدعو بهذا الدعاء في كل صباح ومساء عشر مرات. فواظب عليه ثلاثة أيام ونفي عنه الفقر والسقم. وأتى الطوسي وغيره بهذا الدعاء لتعقيب فريضة الصبح وهو هذا الدعاء: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله تَوَكَلْتُ عَلى الحَيّ القَيّومِ الَّذِي لايَمُوتُ وَالحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليُّ مِنَ الذِّلِ وَكَبِرْهُ تَكْبيراً (3) .

الحادي عشر: روى الطوسي والكفعمي وغيرهما عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال لأصحابه: أيعجز أحدكم أن يتخذ كل صباح ومساء عهداً عند الله تعالى، قالوا: وكيف ذلك؟ قال: يدعو بهذا الدعاء فإذا دعا به طبع عليه بطابع، ووضع تحت العرش، فإذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أين الذين لهم عند الرحمن عهداً فيعطون ذلك العهد ويدخلون الجنة. وقد ذكر الطوسي هذا الدعاء لتعقيب فريضة الصبح: اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالارضِ عالِمَ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ أعْهَدُ إلَيْكَ في هِذِهِ الدُّنْيا أنَّكَ انْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكْ وَأنَّ مُحَمَّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، اللَّهُمَّ فصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ولاتَكِلْني إِلى نَفْسي طُرْفَةَ عَيْنٍ أبَدا وَلا إِلى أحَدٍ مَنْ خَلْقِكَ فإِنَّكَ إنْ وَكَلْتَني إلَيْها تُباعِدْنِي مِنَ الخَيْرِ وَتُقَرِّبْني مِنَ الشَّرِّ. رَبِّ لا أثِقُ إِلاّ بِرَحْمَتِكَ فصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ وَاجْعَلْ لي عِنْدَكَ عَهْداً تؤدِّيهِ إِلى يَوْمِ القيامَةِ إنَّكَ لاتُخْلِفُ الميعادَ (4) .

الثاني عشر: في كتاب (عدة الداعي) عن الصادق عليه‌السلام قال: إنّ من دعا بهذا الدعاء في دبر صلاة الفجر قبل أن يتكلم بشيٍ: رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِ محمّد وقى الله

_________________

1 - تفسير العياشي 3 / 86 ح 2624 في آخر سورة الاسراء.

2 - مصباح المتهجّد: 215.

3 - مصباح الكفعمي: 84، فصل 16 ذكر الدعاء فقط، مصباح المتهجّد: 209، أمالي المفيد: المجلس 27، ح 2، الكافي 2 / 549 ح 11.

4 - مصباح المتهجّد: 214، مصباح الكفعمي: 8 و 85 في الهامش والمتن مع زيادات.

٧٤٢

وجهه من نار جهنم (1) .

وروى ابن بابويه في كتاب (ثواب الأعمال) بسند معتبر: قل بعد فريضة الفجر مائة مرة: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ . لكي يقي الله تعالى وجهك من نار جهنم (2) .

وعلى رواية أخرى قل مائة مرة قبل أن تتكلم بشي: يا رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَاعْتِقْ رَقَبَتي مِنَ النّار.

في سجدة الشكر

فإذا فرغت من التعقيب فاسجد سجدة الشكر، وهي بإجماع من علماء الشيعة سنّة عند تجدد نعمة أو دفع بلا. والأفضل من هذه السجدة ما كانت بعد الصلاة شكراً لتوفيق الله تعالى لأدائهما.

وبسند معتبر عن الباقر عليه‌السلام قال: إن علي بن الحسين عليهما‌السلام ما ذكر لله عزَّ وجلَّ نعمة عليه إِلاّ سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله عزَّ وجلَّ فيها سجود إِلاّ سجد، ولا دفع الله عزَّ وجلَّ عنه سوءاً يخشاه إِلاّ سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إِلاّ سجد، ولا وفق لاصلاح بين اثنين إِلاّ سجد. وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده فسمّي السّجاد لذلك (3) .

وأيضاً بسند صحيح عن الصادق عليه‌السلام قال: أيّما مؤمن سجد لله سجدة لشكر نعمة في غير صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات في الجنان (4) .

وبأسناد معتبرة عنه عليه‌السلام قال: أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد باكِ (5) .

وقال عليه‌السلام في صحيح اَّخر: سجدة الشكر واجبة على كل مسلم تتم بها صلواتك وترضي بها ربّك وتعجب بها الملائكة منك، وإنّ العبد إذا صلّى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة. فيقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدّى فرضي (6) وأتم عهدي ثم سجد لي شكراً على ما أنعمت به عليه. ملائكتي ماذا له؟ قال: فتقول الملائكة: يا ربنا رحمتك. ثم يقول الرب تبارك وتعالى: ماذا له؟ فتقول الملائكة:

_________________

1 - عدّة الداعي: 252، بحار 82 / 121.

2 - ثواب الاعمال: 155.

3 - البحار 86 / 201 عن علل الشرايع.

4 - ثواب الاعمال: 35.

5 - ثواب الاعمال: 35، البحار 86 / 203 عن كامل الزيارة.

6 - في التهذيب: قربي.

٧٤٣

يا ربنا جنّتك . فيقول الرب تبارك وتعالى: ماذا؟ فتقول الملائكة: يا ربنا كفاية مهمة . فيقول الرب تبارك وتعالى: ماذا له؟ قال: فلا يبقى شي من الخير إِلاّ قالته الملائكة . فيقول الله تبارك وتعالى: يا ملائكتي ثم ماذا؟ فتقول الملائكة: يا ربنا لا علم لنا . قال: فيقول الله تبارك وتعالى: أشكر له كما شكر لي وأقبل إليه بفضلي وأريه رحمتي (1) .

وبسند صحيح عن الصادق عليه‌السلام قال: إنما اتخذ الله إبراهيم خليلاً، لكثرة سجوده على الأرض (2) .

وقال في حديث معتبر آخر: إذا ذكرت نعمة من نعم الله تعالى وكنت حيث لايراك من المخالفين أحد فضع خدّك على الأرض وإن كنت تتقي منهم وكنت بمرأى منهم فاركع تواضعا لله فإنّ ذلك أحب وترى أنّ ذلك غمز وجدته في اسفل بطنك (3) .

وفي روايات عديدة: أنّه أوحى الله عزَّ وجلَّ إلى موسى عليه‌السلام : أتدري لم اصطفيتك لكلامي دون خلقي؟ فقال موسى عليه‌السلام : لا يا رب. فقال: يا موسى إني قلّبت عبادي ظهراً لبطن، فلم أجد فيهم أحداً أذلّ لي منك يا موسى إنك إذا صليت وضعت خديك على التراب (4) .

وبسند موثق عن الرضا عليه‌السلام قال: السجدة بعد الصلاة المكتوبة شكر لله على توفيقه عبده لاداء فرضه، وأدنى ما يقال في هذه السجدة: شكراً لله ثلاثاً. فسأل الراوي ما معنى شكراً لله؟ فأجاب عليه‌السلام : إنّ معناه أنّ هذه السجدة هي شكر منّي لله تعالى على أن وفقني لان قمت بخدمته وأدّيت فرضه، وشكر الله يوجب زيادة النعمة وتوفيق الطاعة، وإذا كان قد بقي في الصلاة تقصير ولم تتم بالنوافل أتمّتها هذه السجدة (5) .

وصفة هذه السجدة: إنّها لا يشترط فيها شرط فتصح كيفما أتي بها والأحوط أن تكون السجدة على الأرض وأن تسجد على المواضع السبعة كما تفعل في الصلاة وأن تضع جبهتك على ما يصحّ السجود عليه في الصلاة والأفضل أن تلصق ساعديك وبطنك بالأرض عكس ماتعمل في الصلاة وسنة فيها أن تضع جبهتك أولاً على الأرض ثم خدّك الأيمن ثم الأيسر ثم تعود إلى السجود فتضع جبهتك على الأرض ثانيا ولاجل ذلك يقال سجدتا الشكر، وتصح السجدة على الظاهر إذا خلت من أي دعاء أو ذكر ولكن المسنون أن لا تخلو

_________________

1 - تهذيب الاحكام 2 / 110 ح 415.

2 - علل الشرايع: 34، ح 1، باب 32.

3 - تهذيب الاحكام 2 / 112 ح 421.

4 - من لا يحضره الفقيه 1 / 332 ح 975.

5 - البحار 86 / 198 عن العلل والعيون.

٧٤٤

من شي منهما . والأحسن ان يختار ما يقوله فيها مما سيأتي من الأذكار والأدعية (1) .

ويستحب إطالة هذا السجود كما روي عن الكاظم عليه‌السلام أنّه كان يظلّ ساجداً من بعد طلوع الفجر إلى الزوال ومن بعد العصر إلى المساء (2) .

وفي حديث آخر: إنه كانت له عليه‌السلام بضع عشرة سنة كل يوم يسجد بعد ابيضاض الشمس إلى وقت الزوال (3) .

وروي بسند صحيح أن الرضا عليه‌السلام كان يطيل سجوده حتى يبتل حصى المسجد من عرقه، وكان يلصق خديه بالمسجد (4) .

وفي كتاب الرجال للكشّي: إن الفضل بن شاذان قال: دخلت على محمد بن أبي عمير وهو ساجد فأطال السجود فلما رفع رأسه وذكر له طول سجوده قال: كيف لو رأيت سجود جميل بن درّاج. ثم حدّث أنّه دخل على جميل بن درّاج فوجده ساجداً فأطال السجود جداً فلما رفع رأسه قال له محمد بن أبي عمير: أطلت السجود فقال: فكيف لو رأيت سجود معروف بن خرّبوذ (5) ؟

وروي أيضاً عن الفضل بن شاذان قال: إن حسن بن علي بن فضال كان يخرج إلى الصحراء للعبادة فيسجد السجدة فتجي الطير فتقع عليه فما يظنّ إِلاّ أنّه ثوب أو خرقة وإنّ الوحوش لترعى حوله فلاتنفر منه لما قد اَّنست به (6) .

وروي أيضاً: أن عليّ بن مهزيار كان إذا طلعت الشمس سجد وكان لا يرفع رأسه حتي يدعو لألف من إخوانه المؤمنين بمثل ما دعا به لنفسه، وكان علي جبهته سجادة مثل ركبة البعير (7) .

وروي أيضاً أن ابن أبي عمير يسجد بعد صلاة الصبح فلا يرفع رأسه إِلاّ عند الظهر (8) .

والأفضل أن تكون سجدة الشكر عقيب التعقيبات وقبل النوافل. وأما لصلاة المغرب

_________________

1 - انظر من لا يحضره الفقيه 1 / 333 ذيل ح 977 والكافي 3 / 324 ح 14 و 15.

2 - انظر ارشاد المفيد 2 / 231.

3 - البحار 86 / 230 عن العيون.

4 - انظر البحار 49 / 92 - 93.

5 - رجال الكشي 2 / 522 برقم 469 في ترجمة جميل بن درّاج.

6 - رجال الكشي 2 / 801 برقم 993 في ترجمة حسن بن علي بن فضال.

7 - رجال الكشي 2 / 825 برقم 1038.

8 - رجال الكشي 2 / 855 برقم 1106 في ترجمة محمد بن ابي عمير.

٧٤٥

فمذهب الأكثر تأخيرها عن النوافل أيضا، ومذهب البعض تقديمها عليها، والعمل بأيهما كان فهو حسن، ولكن تقديمها على النوافل أفضل كما رواه الحميري عن الحجّة المنتظر عجل الله تعالى فرجه، ولعل العمل بهما معا هو الأحسن (1) .

الدعوات في سجدة الشكر

وما يدعى به في هذه السجدة كثير وأيسره ما يلي:

الأول: روي بسند معتبر عن الرضا عليه‌السلام : أنك إذا شئت فقل مائة مرة: شُكراً شُكراً، وإن شئت فقل مائة مرة: عَفْوا عَفْوا (2) .

وفي كتاب (عيون أخبار الرضا ع) عن رجاء بن أبي الضحّاك: إنّ الرضا عليه‌السلام في طريقه إلى خراسان كان يسجد بعد الفراغ من تعقيب العصر سجدة يقول فيها مائة مرة: حَمْداً لله (3) .

الثاني: روى الكليني بسند معتبر عن الصادق عليه‌السلام : أن أقرب ما يكون العبد إلى الله هو ما إذا كان ساجداً يدعو ربه فإذا سجدت فقل: يا رَبَّ الارْبابِ وَيامَلِكَ المُلُوكِ وَياسَيِّدَ السّاداتِ وَياجَبّارِ الجَبابِرَةِ ويا ألهِ الالِهَةِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ . ثم سل حاجتك. ثم قل: فَإنّي عَبْدُكَ ناصِيَتي في قَبْضَتِكَ . ثم ادعُ الله فإنَّه غفار للذنوب ولايستعصي عليه مسألة (4) .

الثالث: روى الكليني بسند موثوق عن الصادق عليه‌السلام قال: رأيت أبي ذات ليلة في المسجد ساجداً فسمعت حنينه وهو يقول: سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ أنْتَ رَبّي حَقّا حَقّا سَجَدْتُ لَكَ يا رَبِّ تَعَبُّداً وَرِقَّا، اللَّهُمَّ إنَّ عَمَلي ضَعيفٌ فَضاعِفْهُ لي، اللَّهُمَّ قِني عَذابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبادَكَ وَتُبْ عَليّ إنَّكَ أنْتَ التَوّابُ الرَّحيمُ (5) .

الرابع: روى الكليني أيضاً بسند معتبر: أن الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام كان يقول في سجوده: أعُوذُ بِكَ مِنَ نارٍ حَرُّها لايُطْفى وَأعوذُ بِكَ مِنْ نارٍ جَديدُها لايُبْلى وَأعوذُ بِكَ مِنْ نارٍ عَطْشانُها لايُرْوى وأعُوذُ بِكَ مِنْ نارٍ مَسْلُوبُها لايُكْسى (6) .

الخامس: روى الكليني أيضاً بسند معتبر أنّه شكا رجل إلى الصادق عليه‌السلام علّة كانت بأمّ ولدٍ

_________________

1 - الاحتجاج كما عنه البحار 86 / 194.

2 - تهذيب الاحكام 2 / 111 ح 417 مع اختلاف لفظي.

3 - عيون اخبار الرضا عليه‌السلام 22 / 194 ذيل حديث مفصّل.

4 - الكافي 3 / 323 ح 7 مع اختلاف لفظي.

5 - الكافي 3 / 323 ح 9 مع اضافات.

6 - الكافي 3 / 328 ح 22.

٧٤٦

يملكها فقال عليه‌السلام : قل في سجدة الشكر بعد كل فريضة: يا رَؤوفُ يا رَحيمُ يا رَبِّ يا سَيّدي . ثم سل حاجتك (1) .

السادس: روي بأسناد عديدة معتبرة: إن الصادق والكاظم عليهما‌السلام كانا يكثران في سجدة الشكر من قول: أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المُوتِ وَالعَفْوَ عِنْدَ الحِسابِ (2) .

السابع: روي بسند صحيح: أن الصادق عليه‌السلام كان يقول في سجوده: سَجَدَ وَجْهي اللَّئيمُ لِوَجْهِ رَبّي الكَريمِ (3) .

الثامن: في بعض الكتب المعتبرة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال: أحب الكلام إلى الله تعالى أن يقول العبد وهو ساجد: إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسي فَاغْفِرْ لي ثلاثاً (4) .

التاسع: روي في (الجعفريات) بسند صحيح عن الصادق عليه‌السلام قال: إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول إذا وضع وجهه للسجود: اللَّهُمَّ مَغْفِرَتُكَ أوْسَعُ مِنْ ذَنُوبي وَرَحْمَتُكَ أرْجى عِنْدي مِنْ عَمَلي فَاغْفِرْ لي ذَنُوبِي يا حَيّا لايَموتُ (5) .

العاشر: روى القطب الراوندي عن الصادق عليه‌السلام قال: إذا عرضتك شدة أو غم وتفاقمت فاسجد على الأرض وقل: يا مُذِلَّ كَلِّ جَبّارٍ يا مُعِزَّ كُلِّ ذَليلٍ قَدْ وَحَقِّكَ بَلَغَ مَجْهودي فصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَفَرّجْ عَنِّي (6) .

وفي عدة الداعي عنه عليه‌السلام قال: إذا نزل برجل نازلة أو شديدة أو كرب فليكشف عن ركبتيه وذراعيه إلى مرفقيه ويلصقها بالأرض وليلصق جؤجؤه بالأرض ثم ليدع بحاجته وهو ساجد (7) .

الحادي عشر: روى ابن بابويه بسند معتبر عن الصادق عليه‌السلام قال: إذا قال العبد وهو ساجد: يا الله يا رَبَّاهُ يا سيِّداهُ ثلاث مرات، أجابه تبارك وتعالى: لبيك عبدي سل حاجتك (8) .

وفي كتاب (مكارم الأخلاق): إن العبد إذا سجد فقال: يا رَبّاهُ يا سَيّداهُ حتى ينقطع نفسه، قال له الرب تبارك وتعالى: لبيك ما حاجتك (9) .

_________________

1 - الكافي 3 / 328 ح 24 مع اضافات.

2 - الكافي 3 / 323 ح 10.

3 - البحار 86 / 216 عن جامع البزنطي عن خط بعض الافاضل.

4 - البحار 86 / 217 عن خط الشهيد.

5 - البحار 86 / 217 عن الجعفريات.

6 - الدعوات للراوندي: 51.

7 - عدّة الداعي: 318.

8 - أمالي الصدوق: المجلس 64، ح 6.

9 - مكارم الاخلاق 2 / 40 ح 2089.

٧٤٧

الثاني عشر: في مكارم الأخلاق عن الصادق عليه‌السلام : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مر برجل ساجد وهو يقول في سجوده: يا رَبِّ ماذا عَلَيكَ أنْ تُرْضيَ عَنِّي (1) كُلَّ مَنْ كانَ لَهُ عِنْدي تَبِعَةٌ وَأنْ تَغْفِرَ لي ذُنُوبي وَأنْ تُدْخِلَني الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ؟ فإنَّما عَفْوُكَ عَنْ الظّالِمينَ وَأنا مِنَ الظّالِمينَ فَلْتَسَعْنِي رَحْمَتُكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ . فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ارفع رأسك فقد استجيب لك، إنّك دعوت بدعاء نبي كان علي عهد عاد (2) .

أقول: قد أوردنا دعوات يدعى بها في السجود في ضمن أعمال جامع الكوفة ومسجد زيد من كتاب مفاتيح الجنان ص 488 و 491 و 493 و 494 و 505.

وقال الطوسي في كتاب (مصباح المتهجد) عند ذكر سجدة الشكر: ويستحب أن يدعو لاخوانه المؤمنين في السجود فيقول: اللَّهُمَّ رَبَّ الفَجْرِ وَاللّيالي العَشْرِ وَالشَفْعِ وَالوَتْرِ وَاللّيلِ إذا يَسْرِ وَرَبِّ كُلَّ شَيٍ، وإله كلّ شيء، وخالق كلّ شيء، وَمَلِيكَ (3) كُلِّ شَيٍ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وافْعَلْ بي وَبِفُلانٍ وَفُلانٍ ماأنْتَ أهْلُهُ وَلاتَفْعَلْ بِنا مانَحْنُ أهْلَهُ فإنَّكَ أهْلُ التَّقْوى وَأهْلِ المَغْفِرَةِ (4) . فإذا رفعت رأسك من السجود مسحت بيدك على موضع السجود فمررت بها على وجهك تمسح بها جانب وجهك الأيمن ثم جبهتك ثم جانب وجهك الأيسر ثلاث مرات وتقول في كل مرة: اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ لا إلهَ إِلاّ أنْتَ عالِمُ الغَيبِ والشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحيمِ، اللَّهُمَّ أذْهِبْ عَنّي الهَمَّ وَالحُزْنَ وَالغِيَرَ وَالفِتَنَ (5) ماظَهَرَ مِنْها وَمابَطِنَ (6) .

الفصل الثاني

في نزر مما يعمل في النهار ما بين طلوع الشمس وغروبها

تدعو قبيل طلوع الشمس بما سيأتي في الفصل الخامس إن شاء الله، وينبغي أن تتصدق في أوّل النهار ولو بشي يسير.

آداب صلاة الظهر: يجب أن تستعد لصلاة الظهر وأن تقدم القيلولة فهي عون على التهجد

_________________

1 - عنّي: خ.

2 - مكارم الاخلاق 2 / 40 - 41، ح 2091.

3 - وملك - خ -.

4 - مصباح المتهجّد: 197 و 241.

5 - خ.

6 - مصباح المتهجّد: 243 - 244 وفيه: وامسح بها وجهك من الجانب الايسر وتمرّها على جبينك الى الجانب الايمن...

٧٤٨

في الليل وعلى الصوم في النهار (1) وتبذل جهدك لان تنتبه عند الظّهر ثم تتوضأ وتذهب إلى المسجد وتصلي التحية وتنتظر الزّوال إن لم يكن قد حان وقته، ويستحب أداء الصلاة في أوّل وقتها (2) وأوّل ماتعمل إذا تحقق الزوال هو أن تقول: سُبْحانَ الله وَلا إلهَ إِلاّ الله وَالحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً ولَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلي مِنَ الذُّلِّ وَكَبِرْهُ تَكْبيراً . فقد روي أن الباقر عليه‌السلام وصّى به إلى محمد بن مسلم وقال له: حافظ على هذا الدعاء كما تحافظ على عينيك (3) . وإذا لم تكن متوضئا فبادر إلى الوضؤ وتأدّب بما مضى من اَّدابه .

ثم خذ في النوافل الظهرية وهي ثمان ركعات: فانو للركعتين الأوليين منها وكبّر بالتكبيرات السبع التي ذكرناها وادع بدعواتها واستعذ بالله من الشيطان الرجيم واقرأ في الركعة الأولى: الحمد والتوحيد وفي الثانية: الحمد وسورة ( قل يا أيها الكافرون ) . وبعد الفراغ تكبر التكبيرات الثلاث التي مرّت في التعقيبات العامة وتسبح تسبيح فاطمة عليها‌السلام ثم تقول: اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعيفٌ فَقَوِّ في رِضاكَ ضَعْفي وَخُذْ إِلى الخَيْرِ بِناصِيَتي وَاجْعَلْ الايْمانَ مُنْتَهى رِضاي وَبارِكْ لي فيما قَسَمْتَ لي وَبَلِّغْني بِرَحْمَتِكَ كُلَّ الَّذِي أرْجو مِنْكَ وَاجْعَلْ لي وُداً وَسُروراً لِلمؤمِنينَ وَعَهْداً عِنْدَكَ (4) . ثم تنهض فتصلّي ركعتين أخريين بهذه الصفة غير أنك تحذف ستاً من التكبيرات الافتتاحية وتصلي بعدها ركعتين أخريين مثلهما وتسبح وتدعو بعد الفراغ من هذه الأربع ركعات بما مرّ وتجعل الركعتين الباقيتين من الثماني ركعات بين الأذان والإقامة وتقول بعد الإقامة: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعْوَةِ التَامّةِ وَالصَلاةِ القائِمَةِ بَلّغْ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله الدَرَجَةَ وَالْوَسيلَةَ وَالفَضْلَ والَفضيلَةَ بِالله أسْتَفْتِحُ وَبِالله أسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله أتَوَجّهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني بِهِمْ عِنْدَكَ وَجيهاً في الدُّنيا وَالاخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبينَ (5) .

ثم تأخذ في فريضة الظهر وتراعي فيها ما مر في فريضة الصبح، وأخفت بالقراءة فيما سوى التسمية منها، والأفضل أن تقرأ في الأولى بعد الحمد سورة ( إنا أنزلناه ) ، وفي الثانية سورة

_________________

1 - انظر تهذيب الاحكام 4 / 199 ح 571.

2 - مصباح المتهجّد: 31 مع اختلاف.

3 - فلاح السائل: 193 برقم 103 فصل 16 مع اضافات.

4 - مصباح المتهجّد: 40.

5 - مصباح المتهجّد: 30 و 72.

٧٤٩

التوحيد (1) . وتقول عقيب الصلاة على محمد وآله بعد التشهد تلو الركعة الثانية: وَتَقَبَّلْ شَفاعَتَهُ وارْفَعْ دَرَجَتَهُ . ثم انهض فسبح بالتسبيحات الأربع ثلاث مرات ويحسن أن تضيف إليها الاستغفار قربةً إلى الله تعالى ثم تركع وتسجد بما مرّ من اَّدابهما ثم انهض للركعة الرابعة وأدّها كما مر ثم تشهد وسلم، ثم ابدأ في التعقيبات وكبّر التكبيرات الثلاث التي مرّت في بد بيان التعقيبات ثم تقول: لا إلهَ إِلاّ الله إلها واحداً . .. إلى اخر ما مرّ من الدعاء . ثم تسبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام وتعقب بما شئت من التعقيبات العامة التي عقبت بها فريضة الصبح، ثم تعقب بالتعقيبات الخاصة بفريضة الظهر وهي كثيرة، ونحن قد أوردنا بعضها في (المفاتيح) وفي (الهديّة) وهذه الوجيزة لاتسعها . ثم تسجد سجدة الشكر فإذا فرغت من تعقيب فريضة الظهر فاستعد لفريضة العصر .

آداب فريضة العصر ونوافلها وتعقيباتها:

وابدأ في نوافل العصر وهي أيضاً ثماني ركعات، وبعد الفراغ من نوافل العصر تصلي الفريضة بما مرّ من الآداب وينبغي أن تقرأ بعد الحمد في الركعة الأولى سورة ( إذا جاء نصر الله والفتح ) أو سورة ( ألهاكُمُ التكاثر ) . أو أمثالهما وفي الثانية سورة التوحيد، وتعقب بعد الفراغ بما شئت من التعقيبات العامة ثم تعقّب بالتعقيبات الخاصّة بفريضة العصر، ومنها الاستغفار سبعين مرة وسورة ( إنا أنزلناه ) عشر مرّات، ثم تسجد سجدة الشكر وتقول إذا أردت أن تخرج من المسجد: اللَّهُمَّ دَعَوْتَني فأجَبْتُ دَعْوَتَكَ وَصَلَّيْتُ مَكْتوبَتَكَ وَانْتَشَرْتُ في أرْضِكَ كَما أمَرْتَني، فأَسْأَلُكَ مَنْ فَضْلِكَ العَمَلَ بِطاعَتِكَ وَاجْتِنابَ مَعْصيتِكَ وَالكَفافَ مِنَ الرِزْقِ بِرَحْمَتِكَ (2) .

الفصل الثالث

فيما يعمل من حين الغروب إلى حين النوم

إعلم أن ما ينبغي لك عند الغروب هو أن تبادر إلى المسجد وأن تقول عند اصفرار الشمس (3) : أمْسى ظُلْمي مُسْتَجيراً بِعَفْوِكَ وَامْسَتْ ذُنُوبِي مُسْتَجيرةً بِمَغْفِرَتِكَ وَأمْسى

_________________

1 - مصباح المتهجّد: 48.

2 - مصباح المتهجّد: 73 والكافي 3 / 309 عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

3 - بحار 82 / 267.

٧٥٠

خَوفي مُسْتَجيراً بِأمانِكَ وَأمْسى ذُلّي مُسْتَجيراً بِعِزِّكَ وَأمْسى فَقْري مُسْتَجيراً بِغِناكَ وَأمْسى وَجْهي البالي (1) مُسْتَجيراً بِوجْهِكَ الدّائِمِ الباقي، اللَّهُمَّ ألبِسْني عافِيَتَكَ وَغَشِّني بِرَحْمَتِكَ وَجَلّلْنِي كَرامَتَكَ وَقِني شَرَّ خَلْقِكَ مِنَ الجِنِّ وَالانْسِ يا الله يا رَحْمنُ يا رَحيمُ (2) . وينبغي الاشتغال حينئذ بالتسبيح والاستغفار، فهذه الساعة تضاهي الغداة شرفا وفضلاً وقال تعالى: ( وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوع الشَّمس وقَبْلَ الغُروبِ ) ، وعن الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) قال: إذا تغيّرت الشمس (أي أشرفت على الغروب) فاذكر الله عزَّ وجلَّ . فإذا كنت مع من يشغلك فقم وادع (أي ابتعد عنهم) واشتغل بالدعاء (4) .

والدعاء عند الغروب: يا مَنْ خَتَمَ النُبوّةَ بِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله إخْتِمْ لي في يومي هذا بِخَيرٍ وَشَهْري بِخَيرٍ وَسَنَتي بِخَيرٍ وعُمْري بِخَيرٍ (5) .

العمل عند الغروب: وتهلل وتستعيذ بالله بالتهليل والاستعاذة المأثورة التي ستذكر في دعوات الصباح والمساء، ثم تضع يدك على رأسك وتمرّها على وجهك، وتأخذ لحيتك بيدك وتقول: أحَطْتُ عَلى نَفْسي وَأهْلي وَمالي وَوَلَدي مِنْ غائِبٍ وَشاهِدٍ بِالله الَّذِي لا إلهَ إِلاّ هُوَ عالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ الحيّ القَيومُ لاتَأخِذَهُ سِنَةٌ وَلانَومٌ. وتقرأ الآية إلى العَليُّ العَظيمُ (6) .

ثم تبادر إلى صلاة المغرب ولا ينبغي تأخيرها عن أوّل وقتها وقد بالغت الأحاديث المأثورة في المنع عن تأخيرها عن أوّل وقتها، وإذا أردت أن تصلي فأذّن وأقم متأدبا بمامرّ من اَّدابها، وقل بين الأذان والإقامة: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بإقْبالِ لَيْلِكَ وَإدْبارِ نَهارِكَ وَحُضورِ صَلَواتِكَ وَأصْواتِ دُعاتِكَ وتَسْبيحِ مَلائِكَتِكَ أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَأنْ تَتوبَ عَليّ إنَّكَ أنْتَ التَوابُ الرَّحيمُ (7) .

ثم تصلي المغرب بجميع اَّدابه وشرائطه وتكبّر بعد الفراغ من الصلاة بالثلاث تكبيرات

_________________

1 - وبعده في المصدرين: الفاني.

2 - فلاح السائل: 383 برقم 254 فصل 22 وعدّة الداعي: 309 عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

3 - ق: 5 / 39.

4 - فلاح السائل: 383 ذيل رقم 255 باب 22.

5 - مصباح المتهجّد: 83.

6 - فلاح السائل: 386 برقم 261 فصل 22.

7 - مصباح المتهجّد: 97 وفلاح السائل: 404 برقم 273 فصل 23.

٧٥١

وتسبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام ، ثم تقول: إنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلى النَبيّ يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسْلِيماً، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَبيّ وَعَلى ذُرّيَتِهِ وَعَلى أهْلِ بِيْتِهِ (1) . وتقول سبع مرات: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ وَلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَليّ العَظيمِ (2) . ثم تقول ثلاثا: الحَمْدُ لله الَّذِي يَفْعَلُ مايَشاءُ وَلايَفْعَلُ مايَشاءُ غَيرَهُ (3) . ثم تقول: سُبْحانَكَ لا إلهَ إِلاّ أنْتَ اغْفِرْ لي ذُنوبي جَميعاً فإنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنوبَ كُلِّها جَميعاً إِلاّ أنْتَ (4) .

وإن شئت أن تزيد في التعقيب فالأفضل أن ترجي الزيادة إلى الفراغ من نافلة المغرب (5) ، ثم تنهض للنافلة وهي أربع ركعات بسلامين، ويكره التكلم بين صلاة المغرب ونافلتها، وتقرأ في الركعة الأولى من النافلة سورة ( قل يا أيها الكافرون ) ، وفي الثانية التوحيد، وتقرأ في الركعتين الأخيرتين منها ما شئت، وينبغي أن تقرأ في الركعة الثالثة سورة الحديد من أوّلها إلى: ( عليم بذات الصدور ) ، وفي الرابعة اَّخر سورة الحشر من: ( لو أنزلنا هذاالقرآن ) إلى اَّخر السورة (6) ، ويجزي في هذه النافلة كما في سائر النوافل الاقتصار على الفاتحة وحدها وينبغي الجهر بالقراءة فيها كسائر نوافل الليل.

فإذا فرغت من نافلة المغرب فلك أن تعقّب بما شئت من‌التعقيبات العامّة، ثم تسجد سجدة الشكر على نحو ما مرّ، وأدنى مايجزي في سجدة الشكر أن تقول: شكراً شكراً شكراً (7) .

وروى الكليني عن الصادق عليه‌السلام قال: إذا فرغت من صلاة المغرب فامسح جبينك بيدك وقل ثلاثا: بِسْمِ الله الَّذِي لا إلهَ إِلاّ هُوَ عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، اللَّهُمَّ اذْهِبْ عَنِّي الهَمَّ وَالحُزْنَ (8) .

وينبغي أن تصلي صلاة الغفيلة وقد وصفناها في كتاب (المفاتيح) وغيره ص 60.

فإذا غاب الشفق تؤذّن للعشاء وتقيم متأدّبا بما مرّ من اَّدابهما، ثم تأخذ في فريضة العشاء بشرائطها واَّدابها وينبغي أن تطيل قنوتها، والتعقيب بعدها، فوقتها يتسع لذلك.

_________________

1 - فلاح السائل: 408 برقم 278 فصل 23.

2 - فلاح السائل: 409 برقم 279 فصل 23.

3 - مصباح المتهجّد: 98.

4 - فلاح السائل: 409 برقم 280 فصل 23.

5 - فلاح السائل: 410.

6 - مصباح المتهجّد: 98.

7 - البحار 86 / 198 عن العلل والعيون.

8 - الكافي 3 / 345 مع اضافات.

٧٥٢

فتعقب بما يدعى به في كل صباح ومساء، ثم تعقب بما يدعى به في كل مساء خاصة. وهي كثيرة، منها: دعاء لطلب الرزق مذكور في (المفاتيح) ويستحب قراءة سورة القدر ست مرات ثم تقول: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَبْعِ وَما أظَلَّتْ وَرَبَّ الارَضينَ السَبْعِ وَما أقَلَّتْ وَرَبَّ الشَّياطينِ وَما أظَلّتْ وَرَبَّ الرِّياحِ وَما ذَرَّتْ، اللَّهُمَّ رَبَّ كُلَّ شَيٍ وَإلهَ كُلِّ شَيٍ وَمَليكَ كُلَّ شَيٍ؛ أنْتَ الله المُقْتَدِرُ عَلى كُلِّ شَيٍ أنْتَ الله الأول فَلا شَيَ قَبْلَكَ وَأنْتَ الاخِرُ فَلا شَيَ بَعْدَكَ وَأنْتَ الظّاهِرُ فَلا شَيَ فَوْقَكَ (1) وَأنْتَ الباطِنُ فَلا شَيَ دونَكَ، وَرَبَّ جَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَإسرافيلَ وَإلهَ إِبْراهيمَ وَإسْحاقَ وَيَعْقوبَ. أَسْأَلُكَ أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَتَولاّ ني بِرَحْمَتِكَ وَلاتُسَلِّطَ عَليَّ أحَداً مِنْ خَلْقِك مِمَّنْ لاطاقَةَ لي بِهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أتَحَبَّبُ إلَيكَ فَحَبّبني وَفي النّاسِ فَعَزِّزْني وَمِنْ شَرِّ شَياطينِ الجِنِّ وَالانْسِ فَسَلِّمْني يا رَبِّ العالمينَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ. ثم تدعو بما تحب (2) ، ثم تسجد سجدة الشكر، ثم تصلي الوتيرة، وهي نافلة تؤتى عن جلوس بعد صلاة العشاء وهي ركعتان ويستحب أن يُتلى فيها مائة آية من القراَّن الكريم ويحسن أن يقرأ بعد الحمد في الركعة الأولى منها سورة الواقعة ، وفي الركعة الثانية سورة التوحيد. وتدعو بعد السلام بما شئت من الدعوات (3) .

وإذا شئت أن ترقد فينبغي لك أن تتأهب لموافاة المنون، وأن تكون على طهر وأن تتوب من الذنوب، وتفرغ قلبك من هموم الدنيا، وتتذكر أجلك واَّونه النوم في اللحد وحدك من دون أنيس يؤانسك، وأن تضع وصيتك تحت وسادتك، وأن تعزم على القيام لصلاة الليل فإن فخر المؤمن وزينته في الدنيا والآخرة هي الصلاة في آخر الليل وتقرأ عند النوم سورة: ( قل هو الله أحد ) ، وسورة ( ألهاكم التكاثر ) وآية الكرسي. ثم تقول ثلاثا: الحَمْدُ لله الَّذِي عَلا فَقَهَرْ وَالحَمْدُ لله الَّذِي بَطَنَ فَخَبَرَ وَالحَمْدُ لله الَّذِي مَلَكَ فَقَدَرَ وَالحَمْدُ لله الَّذِي يُحْيي المَوتي وَيُميتُ الاحْياءَ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ (4) . ثم تسبح تسبيح الزهراء سلام الله عليها، وتنام على يمينك على هيئة الميت في اللحد، وأما أن تنام على هيئة المحتضر فقد

_________________

1 - من قوله: وأنت الآخر الى هنا: نسخة.

2 - مصباح المتهجّد: 110 مع زيادة جملات هنا.

3 - مصباح المتهجّد: 114.

4 - انظر تهذيب الاحكام 2 / 116 ح 435 و 438، قرب الاسناد: 35، ح 115، من لا يحضره الفقيه 1 / 4700 ح 1354، وثواب الاعمال: 125.

٧٥٣

قال فيه شيخنا ثقة الاسلام النوري في كتابه (دار السلام): إننا لم نعثر عليه في خبر ولا أثر نعم ذكره الغزالي ولاشك إنّ الرشد في خلافه (انتهى) .

وإذا شئت ان تنتبه من نومك لصلاة الليل أو غيرها وخشيت غلبة النوم عليك فاقرأ الآية الأخيرة من سورة الكهف وهي: ( قُلْ إنَّما أنا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يوحى إلى أَنَّما إلهَكُمْ إلهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعْمَلْ عَمَلاً صالِحا وَلايُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَداً ) (1) .

وروي عن الصادق (صلوات الله وسلامه عليه): إنّه مامن أحد يقرأ هذه الآية عند النوم إِلاّ وينتبه في الساعة التي يريد (2) أن ينتبه فيها. وإذا خفت العقرب أو غيره من الهوام فاقرأ هذا الدعاء الذي ضمن الباقر عليه‌السلام لمن دعا به السلامة من العقرب والهوام إلى الصباح:

أعوذُ بِكَلِماتِ الله التّامّاتِ الَّتي لايُجاوِزُهُنَّ بَرُّ وَلا فاجِرٌ مِنْ شَرِّ ماذَرَأَ وَمِنْ شَرِّ مابَرَأَ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ هوَ آخِذٌ بِناصيَتِها إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ (3) .

وإذا خشيت أن تحتلم فادع بهذا الدعاء:

اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الاحْتِلامِ وَمِنْ سوءِ (4) الاحْلامِ وَمِنْ أنْ يَتَلاعَبَ (5) بِيَ الشَيْطانُ في اليَقْظَةِ وَالمَنامِ (6) .

وإذا كنت تخشى انهيار الدار أو المكان الذي تنام فيه فاقرأ هذه الآية: ( إنَّ الله يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالارضَ أنْ تَزولا وَلَئِنْ زالَتا إنْ أمْسَكَهُما مِنْ أحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً ) (7) .

وإذا كنت ترهب اللص فاقرأ آخر آية من سورة بني إسرائيل وأولها: ( قُلْ ادْعُوا الله أو ادْعوا الرَّحْمنَ ) (8) (9) .

وتكحل عند النوم بسبعة أميال أربعة منها في العين اليمنى وثلاثة في اليسرى (10) وقل عند الاكتحال:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ

_________________

1 - الكهف: 18 / 110.

2 - من لا يحضره الفقيه 1 / 471 ح 1356.

3 - تهذيب الاحكام 2 / 117 ح 439.

4 - شرّ - خ -.

5 - وأن يلعب - خ -.

6 - مصباح المتهجّد: 122.

7 - تهذيب الاحكام 2 / 117 مع اختلاف لفظي.

8 - الاسراء: 17 / 110 - 111.

9 - مصباح المتهجّد: 121.

10 - مكارم الاخلاق 1 / 109 ح 234 عن الرضا عليه‌السلام مع اختلاف لفظي.

٧٥٤

تَجْعَلَ النّورَ في بَصَري وَالبَصيرَةَ في ديني وَاليَقينَ في قَلْبي وَالاخْلاصَ في عَمَلي وَالسَّلامَةَ في نَفْسي والسَّعَةَ في رِزْقي وَالشُكْرَ لَكَ أبَداً ما أبْقَيْتَني إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ (1) .

وينبغي أن تترك نوم الغداة والنوم بعد العصر. وإذا أردت أن تنام فأطفي السراج ونم مستقبل القبلة، ولاتنم على سطح لم يحوّط ولاتحدث بما رأيته في المنام كل أحد إِلاّ من كان عالما ناصحا رَؤُوفاً (2) .

الفصل الرابع

في الانتباه من النوم وصلاة الليل

إعلم أن الروايات المأثورة عن المعصومين عليهم‌السلام في فضل قيام الليل كثيرة، وروي أن ذلك شرف المؤمن، وأن صلاة الليل يورث صحة البدن، وهي كفارة لذنوب النهار ومزيلة لوحشة القبر، تبيض الوجه وتطيب النكهة وتجلب الرزق (3) ، وأن المال والبنين زينة الحياة الدنيا، وثماني ركعات من آخر الليل، والوتر زينة الآخرة. وقد يجمعهما الله لأقوام (4) ، وأنه كذب من زعم أنّه يصلّي صلاة الليل وهو يجوع، إن صلاة الليل تضمن رزق النهار (5) .

وعن الصادق عليه‌السلام قال: قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته لعلي عليهما واَّلهما السلام: يا علي أوصيك في نفسك بعدة خصال فاحفظها. ثم قال: اللهم أعنه ، ثم ذكر عدة خصال إلى أن قال: وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال (6) .

والظاهر أن المراد بصلاة الليل هو الثلاث عشرة ركعة وبصلاة الزوال الثماني ركعات نافلة الزوال.

وعن أنس قال: سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: صلاة ركعتين في جوف الليل أحب إلى من الدنيا وما فيها (7) .

وروي أنّه سئل الإمام زين العابدين عليه‌السلام ما بال المتهجّدين بالليل من أحسن الناس وجها؟

_________________

1 - مكارم الاخلاق 1 / 111 ذيل ح 246.

2 - بحار 76 / 96.

3 - عوالي اللئالي 1 / 352.

4 - معاني الاخبار: 324 عن الصادق عليه‌السلام .

5 - المحاسن 1 / 125 ح 141 باب 61.

6 - الكافي 8 / 79 ح 33 مع اضافات.

7 - علل الشرايع 2 / 363 باب 84 ح 6.

٧٥٥

قال: لأنهم خلوا بربهم فكساهم الله من نوره (1) .

وبالاجمال فالرويات في ذلك جمّة، ويكره ترك القيام في الليل. وروى الشيخ بسند صحيح عن الصادق عليه‌السلام قال: ما من عبد إِلاّ وهو يتيقظ مرّة أو مرّتين في الليل أو مراراً فإن قام وإِلاّ فحج الشيطان فبال في أذنه، ألا يرى أحدكم إذا كان منه ذاك قام ثقيلاً وكسلاناً؟ (2) .

وروى البرقي بسند معتبر عن الباقر (صلوات الله وسلامه عليه) قال: إن للّيل شيطانا يقال له (الرّها) فإذا استيقظ العبد وأراد القيام إلى الصلاة قال له: ليست ساعتك ثم يستيقظ مرة أخرى فيقول: لم يئن لك، فما يزال كذلك يزيله ويحبسه حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر بال في أذنه ثم انصاع يمصع (3) بذنبه فخرا ويصيح (4) .

وروى ابن أبي جمهور عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه قال يوماً لأصحابه: إنّ الشيطان ليعقد على قافية (5) رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد مكان كل عقدة عليك ليل طويل فأرقد فإذا انتبه وذكر الله حُلّت منها عقدة، فإذا توضأ حلّت أخرى، فإذا صلّى حلّت العقدة الثالثة فأصبح نشيطا طيب النفس، وإِلاّ أصبح خبيث النفس كسلان (6) ، وهذا الحديث مروي أيضاً في كتب أهل السنّة (7) .

وروى القطب الراوندي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال: لاتطمع في نور الوجه مع النوم في الليل كله، ولا في الأمان من الدنيا مع مصاحبة الفسّاق (8) .

وروى القطب الراوندي أيضاً أن عيسى عليه‌السلام نادى أمه بعد موتها فقال كلّميني يا أمّي هل تريدين العود إلى الدنيا فأجابت بلى لكي أصلي لله في جوف الليل القارس وأصوم في اليوم الشديد الحرّ يا بني فإنّ الطريق مخوف (9) .

وأما صفة صلاة الليل على طريقة سهلة وجيزة يتيسر لكل أحد أداؤها فهي كما يلي:

_________________

1 - علل الشرايع 2 / 366.

2 - المحاسن 1 / 167 ح 248 كتاب عقاب الاعمال باب 10.

3 - أي يحرّكه.

4 - المحاسن 1 / 167 ح 249.

5 - قافية الرأس: مؤخّره.

6 - درر اللآلي للراوندي كما في مستدرك الوسائل 6 / 340 ح 6956.

7 - سنن النسائي 1 / 411 برقم 1301.

8 - لب الالباب للراوندي كما عنه مستدرك الوسائل 6 / 340 ح 6955.

9 - لب الالباب للراوندي كما عنه المستدرك 6 / 338 ح 6948.

٧٥٦

إذا انتبهت من النوم فاسجد لله تعالى، ويحسن أن تقول في سجودك أو عند رفع رأسك منه: الحَمْدُ لله الَّذِي أحْياني بَعْدَ ما أماتَني وَإلِيهِ النُشورُ، الحَمْدُ لله الَّذِي رَدَّ عَليّ روحي لاحْمَدَهُ وَأعْبُدَهُ (1) . فإذا قمت ووقفت فقل: اللَّهُمَّ أعِنّي عَلى هَوْلِ المَطْلَّعِ وَوَسِّعْ عَليَّ المَضْجَعَ وَارْزُقْنِي خَيْرَ ما بَعْدَ المَوتِ (2) .

فإذا سمعت صياح الديك فقل: سُبّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ وَالرّوحِ، سَبِقَت رَحْمَتَكَ غَضَبَكَ. لا إلهَ إِلاّ أنْتَ عَمِلْتُ سوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسي فَاغْفِرْ لي إنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاّ أنْتَ فَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أنْتَ التَّوابُ الرَّحيمُ .

فإذا نظرت إلى أطراف السماء فقل: اللَّهُمَّ إنَّهُ لايواري مِنْكَ لَيلٌ ساجٍ وَلا سَماءٌ ذاتُ أبْراجٍ وَلا أرْضٌ ذاتُ مِهادٍ وَلا ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ وَلا بَحْرٌ لُجّيُّ تُدْلِجُ بَيْنَ يَدَي المُدْلِجِ مِنْ خَلْقِكَ، تُدْلِجَ الرَّحْمَةَ عَلى مَنْ تَشاءُ مِنْ خَلْقِكَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الاعْيُنِ وَما تُخْفي الصُّدورُ، غَارَتْ النُّجومُ وَنامَتِ العُيونُ وَأنْتَ الحَيُّ القَيومُ لاتأخُذُكَ سِنَةٌ وَلانَوْمٌ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمينَ وَإلهِ المُرْسَلينَ وَالحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ .

ثم اتلو الخمس اَّيات من آل عمران: ( إنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ وَالارضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لاياتٍ لأولي الالْبابِ الَّذينَ يَذْكُرونَ الله قياما وَقَعُوداً وَعَلى جُنوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرونَ في خَلْقِ السَّماواتِ وَالارضِ رَبَّنا ماخَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ رَبَّنا إنَّكَ مِنْ تُدْخِلْ النّارَ فَقَدْ أخْزَيْتَهُ وَما لِلظالِمينَ مِنْ أنْصارٍ رَبَّنا إنَّنا سَمِعْنا مُنادِيا يُنادي لِلايمانِ أنْ اَّمِنوا بِرَبِّكُمْ فَاَّمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنوبَنا وَكَفِّرْ عَنّا سَيئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الابرارِ رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلاتُخْزِنا يَوْمَ القيامَةِ إنَّكَ لاتُخْلِفُ الميعادَ ) (3) .

فإذا أردت أن تتوجه إلى العبادة واحتجت التخلّي لقضاء الحاجة فابدأ به، فإذا خرجت من الخلوة فابدأ بالاستياك وتوضأ بعد ذلك وضؤا تاما وتطيب وانهض لصلاة الليل (4) .

وقتها: ويبدأ وقتها عند انتصاف الليل. وكلما اقترب الوقت من طلوع الفجر الصادق ازدادت فضيلة، فإذا بان الفجر وكان المصلّي قد أتى منها أربع ركعات فليقتصر الحمد وحدها فيما بقي من الركعات (5) .

_________________

1 - مصباح المتهجّد: 127.

2 - من لا يحضره الفقيه 1 / 480 ح 1389.

3 - مصباح المتهجّد: 127 - 129.

4 - مصباح المتهجّد: 130.

5 - الرسائل العشر للطوسي: 150.

٧٥٧

كيفيتها: وصلاة الليل ثماني ركعات يسلّم بعد كل ركعتين، ويحسن أن يقرأ التوحيد ستين مرّة في الثنائية الأولى، يقرأها بعد الحمد في كل ركعة منهما ثلاثين مرة لكي ينصرف من الصلاة ولم يك بينه وبين الله عزَّ وجلَّ ذنب (1) .

أو أن يقرأ بعد الحمد في الأولى التوحيد وفي الثانية ( قل يا أيهاالكافرون ) ويقرأ في سائر الركعات ما شاء من السور، ويجزي الحمد والتوحيد في كل ركعة ويجوز الاقتصار على الحمد وحدها (2) .

والقنوت كما هو مسنون في الفرائض مسنون في النوافل في الركعة الثانية من كل ثنائية من ركعاتها ويجزي في القنوت أن تقول: سُبْحانَ الله ثلاث مرات أو أن تقول: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَعافِنا في الدُّنْيا وَالاخِرَةِ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ. أو أن تقول: رَبِّ اغْفَرْ وَارْحَمْ وَتَجاوَزْ عَمّا تَعْلَمُ إنَّكَ أنْتَّ الاعَزْ الاكْرَمْ (3) .

وروي أنّ الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام كان إذا قام في محرابه ليلاً قال: اللَّهُمَّ إنَّكَ خَلَقْتَني سَوِيا ، وهذا هو الدعاء الخمسون من أدعية الصحيفة الكاملة.

ركعتا الشفع وركعة الوتر: فإذا فرغت من الثماني ركعات صلاة الليل فصلّ الشفع ركعتين والوتر ركعة واحدة، واقرأ في هذه الثلاث ركعات بعد الحمد ( قل هو الله أحد ) . حتى يكون لك أجر ختمة كاملة من القرآن، فإنّ لسورة التوحيد أجر ثلث القرآن (4) .

أو اقرأ في الأولى من الشفع الفاتحة وسورة ( قل أعوذ برب الناس ) وفي الثانية الحمد و ( قل أعوذ برب الفلق ) (5) .

الدعاء: ويستحب أن تدعو إذا فرغت من الشفع بدعاء: إلهي تَعَرَّضَ لَكَ في هذا اللّيلِ المُتَعَرِّضونَ (6) ، وهذا الدعاء قد ذكرناه في (المفاتيح) في أعمال ليلة النصف من شعبان ص 237.

فإذا فرغت من ركعتي الشفع فانهض لركعة الوتر واقرأ فيها الحمد وسورة التوحيد. أو اقرأ بعد الحمد سورة قل هو الله أحد ثلاث مرات والمعوذتين أعني ( قل أعوذ برب الفلق ) ، و ( قل

_________________

1 - الهداية للصدوق: 150، باب 59.

2 - مصباح المتهجّد: 139.

3 - انظر مستدرك الوسائل 4 / 400 ح 5013 وفي ص 403، ح 5018 عن الصدوق في المقنع.

4 - من لا يحضره الفقيه 1 / 485 ح 1400.

5 - الرسائل العشر: 147.

6 - مصباح المتهجّد: 152.

٧٥٨

أعوذ برب الناس ) . ثم خذ يديك للقنوت وادع بما شئت (1) .

وقال الطوسي رض والأدعية للقنوت لا تحصى وليس في ذلك شي مؤقت لا يجوز خلافه (2) .

ويستحب أن يبكي الانسان في القنوت من خشية الله والخوف من عقابه، أو يتباكى ويدعو لاخوانه المؤمنين، ويستحب أن يذكر أربعين نفسا منهم فإنّ من دعا لأربعين نفسا من المؤمنين استجيب دعاؤه إن شاء الله، ويدعو بما يشاء.

وروى الصدوق في الفقيه أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول في الوتر في قنوته: اللَّهُمَّ اهْدِنِي فيمَنْ هَدَيْتَ وَعافِني فيمَنْ عافَيْتَ وَتَوَلَّني فيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَبارِكْ لي فيما أعْطَيْتَ وَقِني شَرَّ ما قَضَيْتَ، فَإنَّكَ تَقْضِي وَلايُقْضى عَلَيكَ، سُبْحانَكَ رَبَّ البَيْتِ أسْتَغْفِرُكَ وَأتوبُ إلَيكَ وَأُؤْمِنُ بِكَ وَأتَوَكَّلُ عَلَيْكَ ولاحَوْلَ (3) وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِكَ يا رَحيمُ (4) .

وينبغي أن يقول سبعين مرة: أسْتَغْفِرُ الله رَبّي وَأتُوبُ إلَيهِ . وينبغي في ذلك أن يرفع يده اليسرى للاستغفار ويحصي عدده باليمنى.

وروي أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يستغفر في الوتر سبعين مرّة ويقول سبع مرات: هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ (5) .

وروي أيضاً أنّ الإمام زين العابدين عليه‌السلام كان يقول في السحر في صلاة الوتر ثلاثمائة مرة: العَفْوَ العَفْوَ . وليقل بعد ذلك: رَبِّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْني وَتُبْ عَليّ إنَّكَ أنْتَ التَّوابُ الغَفُورُ (6) الرَّحيمُ (7) .

وينبغي أن يطيل القنوت، فإذا فرغ منه ركع، فإذا رفع رأسه دعا بهذا الدعاء الذي رواه الشيخ في التهذيب عن موسى بن جعفر عليه‌السلام : هذا مَقامُ مَنْ حَسَناتُهُ نِعْمَةٌ مِنْكَ وَشُكْرُهُ ضَعيفٌ وَذَنْبُهُ عَظيمٌ، وَلَيْسَ لِذلِكَ إِلاّ رِفْقُكَ وَرَحْمَتُكَ فَإنَّكَ قُلْتَ في كِتابِكَ المُنَزَّلِ عَلى نَبيّكَ المُرْسَلِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ( كانوا قَليلاً مِنَ اللَّيْلِ مايَهْجَعونَ وَبِالاسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرونَ ) (8) . طالَ هُجوعي وَقَلَّ قيامي وَهذا السَّحَرُ وَأنا اسْتَغْفِرُكَ لِذُنوبِي اسْتِغْفارَ

_________________

1 - الرسائل العشر: 147.

2 - الرسائل العشر: 150.

3 - ولا حول: خ.

4 - من لا يحضره الفقيه 1 / 487 ح 1402.

5 - من لا يحضره الفقيه 1 / 489 ح 1406.

6 - الغفور: خ.

7 - مصباح المتهجّد: 155.

8 - الذاريات: 51 / 17 - 18.

٧٥٩

مَنْ لايَجِدُ لِنَفْسِهِ ضُراً وَلانَفْعا وَلامَوْتا وَلاحَياةً وَلانُشوراً (1) .

ثم يسجد، ويتم الصلاة ويسبح بعد السلام تسبيح الزهراء عليها‌السلام ثم يقول: الحَمْدُ لِرَبِّ الصَّباحِ الحَمْدُ لِفالِقِ الاصْباحِ. ويقول: سُبْحانَ رَبّيَ المَلِكِ القُدّوسِ العَزيزِ الحَكيمِ ثلاثا. ثم يقول: يا حَيُّ يا قَيومُ يا بَرُّ يا رَحيمُ يا غَنيُ يا كَريمُ إرْزُقْنِي مِنَ التِّجارَةِ أعظَمَها فَضْلاً وَأوْسَعَهاً رِزْقاً وَخَيرَها لي عاقِبَةً فإنَّهُ لاخَيْرَ فيما لاعاقِبَةَ لَهُ (2) .

وينبغي أن يدعو بعد هذا بدعاء الحزين: أُناجيكَ يا مَوْجودُ في كُلِّ مَكانٍ ... (3) الخ. ثم يسجد ويقول خمس مرات: سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ والرّوحِ (4) . ثم يجلس ويقرأ آية الكرسي. ثم يهوي ثانيا إلى السجود ويكرّر نفس الذكر خمس مرات.

ثم ينهض لنافلة الصبح وهي ركعتان يقرأ بعد الحمد في الأولى سورة ( قل يا أيّها الكافرون ) ، وفي الثانية سورة التوحيد، فإذا سلّم نام على يمينه مستقبلاً القبلة على هيئة الميت في اللحد، ووضع خده الأيمن على يده اليمنى وقال: اسْتَمْسَكْتُ بِعرْوَةِ الله الوِثْقى الَتي لا انْفِصامَ لَها وَاعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ الله، المَتينِ وَأعوذُ بِالله مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ، وأعوذُ بِالله مِنْ فَسَقَةِ الجِّنِ وَالانْسِ .

ثم يقول ثلاثا: سُبْحانَ رَبِّ الصَّباحِ فالِقَ الاصْباحِ ، ويقرأ الخمس آيات من آل عمران (5) ( إنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ وَالارضِ ) . ثم يجلس ويسبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام (6) .

وقال في كتاب من (لا يحضره الفقيه): روي أنّ من صلى على محمد وآل محمد مائة مرة فيما بين نافلة الصبح وفريضته وقى الله وجهه حرّ النار. ومن قال مائة مرة: سُبْحانَ رَبّيَ العَظيمِ وَبِحَمْدِهِ، أسْتَغْفِرُ الله رَبّي العَظيمِ وبِحَمْدِهِ، أسْتَغْفِرُ الله رَبّي وأتوبُ إلَيهِ بنى الله له بيتا في الجنة. ومن قرأ إحدى وعشرين مرة سورة ( قل هو الله احدٌ ) بنى الله له بيتا في الجنة. وإنّ من قرأها أربعين مرة غفر الله له (7) . وينبغي أن يدعى بعد الفراغ من صلاة الليل بالدعاء الثاني والثلاثين من أدعية الصحيفة الكاملة: اللَّهُمَّ يا ذا المُلْكِ المُتَأبِّدِ بِالخُلُودِ (8) . ثم يسجد سجدة الشكر وينبغي أن يدعو فيها لاخوانه

_________________

1 - تهذيب الاحكام 2 / 132 ح 508.

2 - مصباح المتهجّد: 163.

3 - مصباح المتهجّد: 163.

4 - مصباح المتهجّد: 127 مع اضافات.

5 - وهي الآيات من 190 الى 194.

6 - مصباح المتهجّد: 179، والرسائل العشر للشيخ الطوسي: 151.

7 - من لا يحضره الفقيه 1 / 495 ح 1432.

8 - الصحيفة الكاملة السجادية: 289.

٧٦٠

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905