مفاتيح الجنان

مفاتيح الجنان مؤلف:
المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
تصنيف: متون الأدعية والزيارات
الصفحات: 905

مفاتيح الجنان
  • البداية
  • السابق
  • 905 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 1109944 / تحميل: 13195
الحجم الحجم الحجم
مفاتيح الجنان

مفاتيح الجنان

مؤلف:
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
العربية

١

٢

٣

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة التحقيق

الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره وسبباً للمزيد من فضله، ودليلاً على آلائه وعظمته، والصلاة والسلام على خير خلقه وأفضل بريّته محمّد وآله الطيّبين الطاهرين الأئمّة الهداة المهديين. وبعد: فإنّ الله سبحانه وتعالي من وفور كرمه علّم الدعاء وندب إليه، وألهم السؤال وحثّ عليه، ورغّب في معاملته والإقدام عليه، وجعل في مناجاته سبب النجاة، وفي سؤال مقاليد العطايا ومفاتيح الهبات، وجعل لإجابة الدعاء أسبابباً من خصوصيّات الدعوات، وأصناف الداعين والحالات، والأمكنة والأوقات.

تعريف الدعاء

الدعاء لغة: النداء والاستدعاء، تقول: دعوت فلاناً إذا ناديته وصحت به.

واصطلاحاً: طلب الأدني للفعل من الأعلي علي جهة الخضوع والإستكانة.

في الحثّ علي الدعاء

ويبعث عليه العقل والنقل؛ أمّا العقل:

فلأنّ دفع الضرر عن النفس مع القدرة عليه والتمكّن منه واجب، وحصول الضرر ضروريّ الوقوع لكلّ إنسان في دار الدنيا، كيف لا وهي في دار الجوادث التي لا تستقرّ علي حال، فضررها إمّا حاصل واقع أو متوقّع الحصول، وكلاهما يجب إزالته مع القدرة عليه، والدعاء محصّل لذلك وهو مقدور فيجب المصير إليه.

وقد نبّه أمير المؤمنين عليه‌السلام علي هذا المعني حيث قال: « ما مِن أحدٍ ابتلي وإن عظمت بلواه بأحقِّ بالدعاء من المعافي الذي لا يأمن البلاء » (١) .

فكلّ إنسان يحتاج إلي الدعاء معافيِّ ومبتليِّ، وفائدته دفع البلاء الحاصل ودفع السوء النازل، أو جلب نفع مقصود أو تقرير خير موجود، ودوامه ومنعه من الزوال، لأنهم عليهم‌السلام وصفوه بكونه سلاحاً، والسلاح ممّا يستجلب به لانفع ويستدفع به الضرر، وسمّوه أيضاً تُرساً، والترس جُنّة يتوقّي بها المكاره.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ألا أدلّكم علي سلاحٍ ينجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم؟ قالوا: بلي، قال:

_________________

١ - من لا يحضره الفقيه ٤/٣٩٩ ح ٥٨٥٧؛ وعدّة الداعي: ٢٣.

٥

تدعون ربّكم بالليل والنهار، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء » (١) .

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « الدعاء تُرس المؤمن، ومتي تُكثر قرع الباب يُفتح لك » (٢) .

وقال الصادق عليه‌السلام : « الدعاء أنفذ من السنان الحديد » (٣) .

وقال الكاظم عليه‌السلام : « إنّ الدعاء يردّ ما قدّر ومالم يقدّر، قال: قلت: ما قدّر عرفته، فما لم يقدّر؟ قال: حتّي لا يكون » (٤) .

وقال عيله السلام « عليكم بالدعاء فأنّ الدّعا والطلب إلي الله تعالي يردّ البلاء، وقد قُدَّر وقضي فلم يبق إلّا إمضاؤه، فإذا دعي الله وسئل صرف البلاء صَرَفَه » (٥) .

وعن الباقر عليه‌السلام : « الدّعا يدفع البلاء النازل وما لم ينزل » (٦) .

وأمّا انقل: فمن الكتاب:

قوله تعالي: ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ) (٧) .

وقوله تعالي: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) (٨) .

فجعل الدعاء عبادة والمستكبر عنه بمنزلة الكافر.

وقوله تعالي: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) (٩) .

ومن السنّة:

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « الدعاءُ مخّ العبادة » (١٠) .

وروي حنّان بن سدير عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : أيّ العبادة أفضل؟ فقال: « ما من شيء أفضل عند الله عزّوجلّ من أن يسأل ويطلب ما عنده، وما أحد أبغض إلى الله ممّن يستكبر عن عبادته ولا يسئل ما عنده » (١١) .

قال الصادق عليه‌السلام : « عليكم بالدعاء، فإنّه شفاء من كلّ داء، وإذا دعوت فَظنَّ حاجتك بالباب » (١٢) .

وقال عليه‌السلام : « من تمنّي شيئاً وهو لله عزّوجلّ رضاً لم يخرج من الدنيا حتّى يُطاه » (١٣) .

__________________

١ - الكافي ٢ / ٤٦٨ ح ٣؛ ثواب الأعمال: ٤٥؛ عدّة الداعي: ٢٤.

٢ - الكافي ٢ / ٤٦٨ ح ٤؛ عدّة الداعي: ٢٤. ٣ - الكافي ٢ / ٤٦٩ ح؛ عدّة الداعي: ٢٤.

٤ - الكافي ٢ / ٤٦٩ ح ٢؛ عدّة الداعي: ٢٤. ٥ - الكافي ٢ / ٤٧٠ ح ٨؛ عدّة الداعي: ٢٤.

٦ - الكافي ٢ / ٤٦٩ ح ٥؛ عدّة الداعي: ٢٥. ٧ - الفرقان: ٢٥ / ٧٧.

٨ - غافر: ٤٠ / ٦٠.

٩ - البقرة: ٢ / ١٨٦.

١٠ - بحار الأنوار ٩٣ / ٣٠٢ ح ٩٣.

١١ - الكافي ٢ / ٤٦٦ ح ٢.

١٢ - الدعوات للرواندي: ١٨، ح ٣.

١٣ - الخصال للصدوق: ٤، ح ٧.

٦

وقال الباقر عليه‌السلام : « ولا تملَّ من الدعاء فإنّه من الله بمكان » (١) .

وقال الصادق عيه السلام لميسّر بن عبد العزيز: «يا ميسّر ادع ولا تقل إنّ الأمر قد فرغ منه، إنّ عندالله عزّوجلّ منزلةً لا تُنال إلاّ بمسألته، ولو أنّ عبداً سدّ فاه ولم يُعط شيئاً فسل تُعطَ.

يا ميسّر إنّه ليس من باب يُقرع إلّا يوشك أن يفتح لصاحبه» (٢) .

وقال عليه‌السلام لعمرو بن جميع: « من لم يسأل الله عزّوجلّ من فضله افتقر » (٣) .

وقال عليّ عليه‌السلام : « ما كان الله ليفتح باب الدعاء ويغلق عنه باب الإجابة » (٤) .

وقال عليه‌السلام : « من أُعطي الدعاء لم يحرم الإجابة » (٥) .

وروي ابن القدّاح عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه‌السلام « أحبّ الله الأعمال إلى الله في الأرض الدعاء، وأفضل العبادة العفاف». قال: وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام رجلاً دعّاءً (٦) .

وروي هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال: « الدعاء كهف الإجابة كما أنّ السحاب كهف المطر » (٧) .

وروي أبو ولّاد قال: قال الحسن عليه‌السلام : « ما من بلاءٍ ينزل علي عبدٍ مؤمنٍ فيلهمه الله الدعاء إلّا كان كشف ذلك البلاء وشيكاً، وما من بلاءٍ ينزل علي عبدٍ مؤمن فيمسك عن الدعاء إلّا كان ذلك البلاء طويلاً فإذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء والتضرّع إلى الله عزّوجلّ » (٨) .

التعريف بالكتاب

لقد ألّف حول الدعاء العشرات من الكتب والطوامير قديماً وحديثاً من قبل الرواة والمحدّثين والفقهاء والمجتهدين رضوان الله عليهم أجمعين.

أمّا كتابة « مفاتيح الجنان » فقد حوي علي أهمّ الصلوات ولأدعية والزيارت الواردة حسب اختلاف المناسبات ما يفي بالحاجات العامّة، بعيداً عن الإيجاز المخلّ والإطناب المملّ، وجهد مؤلّفنا المحدّث الخبير لمجانبة شوائب الدسّ والتحريف، ولأخذ عن أهمّ المصادر والأصول المعتمدة عليها، والمقابلة والتطبيق بين مختلف نسخ تلك الأصول، فأصبح سفراً جليلاً، وكتاباً متقناً معتمداً تقرّ به عيون العارفين، وتطفأ به عطش الظامئين، ولذلك تجده في أكثر بيوت المؤمنين من محبّي محمّد وآل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

والمصادر التي اعتمد عليها المصنّف هي في الغالب من الكتب لدي شيعة أهل البيت عليهم‌السلام أمثال كتب الشيخ الطوسي، والشيخ الصدوق، والشيخ المفيد، والسيد ابن طاووس، والشيخ

__________________

١ - وسائل الشيعة ٧ / ٢٧ ح ٨٦١٧. ٢ - الكافي ٢ / ٤٦٦ ح ٣.

٣ - الكافي ٢ / ٤٦٧ ح ٤. ٤ - وسائل الشيعة ٧ / ٢٧ ح ٨٦١٧.

٥ - وسائل الشيعة ٧ / ٢٨ ح ٨٦١٩. ٦ - الكافي ٢ / ٤٦٧ ح ٨.

٧ - الكافي ٢ / ٤٧١ ح ١. ٨ - الكافي ٢ / ٤٧١ ح ٢.

٧

الكليني، والشيخ الكفعمي، وابن فهد الحلّي، والراوندي، والطبرسي، والمجلسي، وغيرهم من أساطين العلم والفضل والكمال .

ترجمة المؤلف

هو الشيخ عباس بن محمّد رضا بن أبي القاسم القمي، عالم محدّث ومؤرّخ فاضل.

ولد في قم في نيف وتسعين ومئتين وألف، ونشأ علي حبّ العلم وأهله.

وتوفّي رحمة الله في النجف الأشرف بعد منتصف ليلة الثلاثاء ٢٣ ذي الحجة سنة ١٣٥٩ ودفن في الصحن الشريف.

وترك رحمة الله مجموعة متنوّعة قيّمة من الآثار في مختلف المواضيع والعلوم، منها هذا الكتاب «مفاتيح الجنان» الذي طبع عشرات المرّات (١) .

عملنا في التحقيق

اعتمدنا في تحقيق الكتاب علي أصحّ نسخ مفاتيح الجنان وهي النسخة المكتوبة بخطّ المرحوم طاهر خوشنويس التي كتبت في زمان حياة المؤلف في شوّال سنة ١٣٥٩ أي قبل وفاة المؤلّف بشهرين، وقابلنا نصوص الأدعية والزيارات والأذكار مع تلك النسخة، وذكرنا في التعليقة النسخ المغايرة للنصّ الموجود فوق الكلمة المغايرة لها أو في هامش المفاتيح مع الإشارة الموجودة في النسخة المعتمد عليها مثل: - خ - أو نسخة أو كتب المجلسي أو نسخة المجلسي، كما قابلناه أيضاً مع مصادر الأدعية والزيارات والأذكار، والإشارة في التعليقات إلى محلّ الاختلاف أحياناً لو وجد. وأمّا الأحاديث وفضائل الأدعية والزيارات والأذكار والأحاديث الواردة في فضائل الأيّام والشهور ولأيّام المباركة فاعتمدنا علي مفاتيح الجنان المعرّب بتعريب سماحة السيّد محمّد رضا النوري وعلي المصادر التي اعتمد عليها المؤلّف وصرّح بها في المتن وقابلنا بينهما وأصلحنا ما كان مغايراً للمصدر وفقاً لذلك المصدر، وفي المصادر التي لم يصّرح بها في المتن وقابلنا بينهما وأصلحنا ما كان مغايراً للمصدر وفقاً لذلك المصدر، وفي المصادر التي لم يصرّح المؤلّف بها في الأحاديث، ذكرنا أصل الحديث في المتن، وإن كان الاختلاف كثيراً أشرنا إليه أو أرجعناه إلى المصدر بقولنا: «مع مغايرة» أو «مع إضافات».

وفي الختام لا يسعني إلّا أن أقدّم جزيل شكري إلى الأخ الوجيه الحاج محمّد تقي أنصاريان حفظه الله مدير مؤسّسة أنصاريان للنشر علي بذله لنا القرص الكومبيوتري من نسخة مفاتيح الجنان واستقدنا منه كثيراً فجزاه الله خير الجزاء.

علي آل كوثر

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة نقباء للبشر ٢ / ٩٩٨.أأأ

٨

(سورة يَّس)

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يَّس (١) وَالقُرآنِ الحَكِيمِ (٢) إنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ (٣) عَلَى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤) تَنزيلَ العَزيزِ الرَّحِيمِ (٥) لِتُنذِرَ قَوماً ما أُنذِرَ آباؤُهُم فَهُمْ غافِلونَ (٦) لَقَدْ حَقَّ القَولُ عَلى أكثَرِهِمْ فَهُمْ لايُؤْمِنوُنَ (٧) إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغلالاً فَهِي إلى الاَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحوُنَ (٨) وَجَعلْنا مِن بَينِ أيدِيهِم سَداً وَمِنْ خَلْفِهِم سَداً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لايُبْصِرُونَ (٩) وَسَواءٌ عَليهمْ أَنْذَرْتهمْ امْ لَم تُنْذِرُهْمْ لايُؤْمِنونَ (١٠) إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالغَيبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأجرٍ كَريمٍ (١١) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي المَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شيٍ أَحصيناهُ في إِمامٍ مبينٍ (١٢) وَاضْربْ لَهُم مثلاً أصحابَ الْقَرْيةِ إذْ جائَها المُرْسَلُونَ (١٣) إذْ أرسَلنا إِليهِمُ اثْنَينِ فَكذَّبُوهُما فَعزَّزنا بثالثٍ فَقالُوا إِنّا إِلَيكُم مُرسَلونَ (١٤) قالُواْ ما أَنتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مثِلُنا وَما أَنزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شيٍ إنْ أَنْتُمْ إِلاّ تَكْذِبُونَ (١٥) قالُوا رَبُّنا يَعلَمُ إنّا

٩

إليكمْ لَمُرسَلُونَ (١٦) وَما عَلَينا إِلاّ البَلاغُ المُبينُ (١٧) قالوا إنّا تَطَيَّرنَا بِكُمْ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهُواْ لَنَرجُمَنَّكمْ وَلَيمَسنَّكُم مِنّا عذابٌ أَلِيمٌ (١٨) قالوا طائِرُكُمُ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بلْ أنتُمْ قَومٌ مُسرِفُونَ (١٩) وَجَاءَ مِنْ أقصا المَدينةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَومِ اتَّبِعُوا المُرْسَلين (٢٠) اتَّبِعُواْ مَنَ لايَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدوُن (٢١) وَماليَ لا أَعبُدُ الَّذي فَطَرَني وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢) أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍ لاتُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقَذُون (٢٣) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (٢٥) قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ (٢٧) وَما أَنْزَلْنا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماء وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (٢٨) إِنْ كانَتْ إِلاّ صَيْحَةً وَاحِدةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ (٢٩) يا حَسْرَةً عَلى العِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ كانُوا بِهِ

١٠

يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٠) أَلَمْ يَرَوا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ القُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لايَرْجِعُونَ (٣١) وَإِنْ كُلُّ لَمّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرونَ (٣٢) وَآيَةٌ لَهُمُ الاَرْضُ المَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبّاً فَمِنهُ يَأْكُلُونَ (٣٣) وَجَعَلْنا فِيها جَنّاتٍ مِن نَخيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ العُيُونِ (٣٤) لِيأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَماعَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ (٣٥) سُبْحانَ الَّذي خَلَقَ الاَزْواجَ كُلَّها مِمّا تُنْبِتُ الاَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِم وَمِما لايَعْلَمُونَ (٣٦) وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نُسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (٣٧) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لَمُسْتَقَرٍ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ (٣٨) وَالقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حتَّى عَادَ كَالعُرْجُونِ القَدِيمِ (٣٩) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠) وَآيَةٌ لَهُمُ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الفُلْكِ المَشْحُونِ (٤١) وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مايَرْكَبُونَ (٤٢) وَإنْ نَشَاءْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَريُخَ لَهُم وَلا هُم يُنْقَذُونَ (٤٣) إِلاّ رَحْمَةً مِنّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (٤٤) وَإِذا

١١

قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مابَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَماخَلْفَكُم لَعَلَّكُم تُرْحَمُونَ (٤٥) وَما تَأْتِيهِمْ مِن آيَةٍ مِن آياتِ رَبِهِمْ إِلاّ كانُواْ عَنْها مُعْرِضِينَ (٤٦) وَإِذا قِيلَ لَهُم أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقُكُمُ الله قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَّو يَشاء الله أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٤٧) وَيَقُولُونَ مَتَى هذا الوَعْدُ إِنْ كُنْتُم صادِقِينَ (٤٨) مايَنْظُرونَ إِلاّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُم وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩) فَلايَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (٥٠) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُم مِنَ الاَجْداثِ إِلى رَبِهِمْ يَنسِلُونَ (٥١) قالُوا يا وَيْلَنا مَن بَعَثَنا مِن مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ المُرْسَلُونَ (٥٢) إِنْ كَانَتْ إِلاّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٥٣) فَالْيَومَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٤) إِنَّ أَصْحابَ الجَنَّةِ اليَومَ فِي شُغْلٍ فاكِهُونَ (٥٥) هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلى الاَرائِكِ مُتَّكِئونَ (٥٦) لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (٥٧) سَلامٌ قَولا مِن رَبٍ رَحِيمٍ (٥٨) وَامْتازُواْ اليَوْمَ

١٢

أَيُّها المُجْرِمُونَ (٥٩) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُم يا بَنِي آدَمَ أَنْ لاتَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌ مُبِينٌ (٦٠) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُم جِبِلاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ (٦٢) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُم تُوعَدُون (٦٣) اصْلَوْها اليَومَ بِما كُنْتُم تَكْفُرُونَ (٦٤) اليَومَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِم وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٦٥) وَلَو نَشأُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِم فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (٦٦) وَلَو نَشأُ لَمَسَخْناهُمْ عَلَى مَكانَتِهِم فَما اسْتَطاعُوا مُضِياً وَلايَرْجِعُونَ (٦٧) وَمَن نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسَهُ فِي الخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (٦٨) وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩) لِيُنْذِرَ مَن كانَ حَيَّاً وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلى الكافِرِينَ (٧٠) أَوَلَمْ يَروا أَنا خَلَقْنا لَهُم مِمّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُم لَها مالِكُونَ (٧١) وَذَلَّلْناها لَهُم فَمِنها رَكُوبُهُم وَمِنْها يَأْكُلُونَ (٧٢) وَلَهُم فِيها مَنافِعُ وَمشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (٧٣) وَاتَّخَذُوا

١٣

مِن دُونِ الله آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (٧٤) لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُم وَهُم لَهُم جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥) فَلا يُحْزُنكَ قَوْلُهُم إِنّا نَعْلَمُ مايُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (٧٦) أَوَلَم يَرَ الاِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي العِظامَ وَهيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيها الَّذِي أنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشَّجَرِ الأخضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُم مِنْهُ تُوقِدونَ (٨٠) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالاَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الخَلا قُ العَلِيمُ (٨١) إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٣) .

فضل سورة يس نقلاً عن مفاتيح الجنان: عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قرأ سورة يس يريد بها وجه الله عزّوجلّ غفر الله له وأُعطي من الأجر كأنّما قرأ القرآن اثنتي عشرة مرّة، وأيّما مريضٍ قرئت عنده سوورة يس نزل عليه بعدد كلّ حرفٍ منها عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفاً ويستغفرون له، ويشهدون قبضه، ويتبعون جنازته ويصلّون عليه، ويشهدون دفنه وأيّما مريضٍ قرأها وهو في سكرات الموت أو قرئت عنده جاء رضوان خازن الجنّة بشربةٍ من شراب الجنة فسقاه إياها وهو علي فراشه فيشرب فيموت ريّان،

١٤

ويبعث ريّان، ولا يحتاج إلى حوضٍ من حياض الأنبياء حتّيت يدخل الجنة وهو ريّان (١) .

وروي أنّ سورة يس تعمّ صاحبها خير الدنيا ولاأخرة، وتكابد عنه بلوي الدنيا، وتدفع عنه أهاويل الأخرة، وتدعي المدافعة القاضية تدفع عن صاحبها كلّ شرّ ن وتقضي له كلّ حاجة، ومَن قرأها عدلت له عشرين حجّة، وَمَنْ سمعها كان له (٢) ألف نور وألف يقين وألف بركة وألف رحمة، ونَزعت عنه كلّ داء وعلة (٣) .

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّ من دخل المقابر وقرأ سورة يس خفّف عنهم يومئذ وكان له بعددهم حسنات (٤) .

وعن الصادق عليه‌السلام قال: إنّ لكلّ شيء قلباً وقلب القرآن يس فمن قرأ سورة يس في نهاره قبل أن يمسي كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتّي يمسي، ومن قرأها في ليلة قبل أن ينام وكلّ به ألف ملكٍ يحفظونه من شرّ كلّ شيطانٍ رجيمٍ، ومن كلّ آفة، وإن مات في نومه أدخله الله الجنّة... الخبر (٥) .

* (سورة العنكبوت) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرحْيم

الَّمَّ (١) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُترَكُوا أَن يَقُولُواْ آمَنّا وَهُم لايُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الله الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكاذِبِينَ (٣) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ مايَحْكُمُونَ (٤) مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاء الله فَإِنَّ أَجَلَ الله لاتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ (٥) وَمَنْ

__________________

(١) مجمع البيان ٨ / ٦٤٦ في أوّل سورة يس.

(٢) في مجمع البيان: «عدلت له ألف دينار في سبيل الله، ومن كتبها ثمّ شربها أدخلت جوفه ألف دواء و».

(٣) مجمع البيان ٨ / ٦٤٦ في أوّل سورة يس.

(٤) مجمع البيان ٨ / ٦٤٦ في أوّل يس.

(٥) مجمع البيان ٨ / ٦٤٧ في أوّل سورة يس.

١٥

جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ الله لَغَنِيُّ عَنِ العالَمِينَ (٦) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٧) وَوَصَّيْنا الاِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي مالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما إلى مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (٩) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّا بِالله فَإِذا اُوذِيَ فِي الله جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ الله وَلَئِنْ جاء نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنّا كُنّا مَعَكُمْ أَوَلَيْس الله بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ العالَمِينَ (١٠) وَلَيَعْلَمَنَّ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ المُنافِقِينَ (١١) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٢) وَلَيَحْمِلَنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ القِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتُرُونَ (١٣) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحا إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ

١٦

إِلاّ خَمْسِينَ عاما فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ (١٤) فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ (١٥) وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا الله وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٦) إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله أَوْثانا وَتَخْلُقُونَ إِفْكا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله لايَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ الله الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١٧) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ اُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلى الرَّسُولِ إِلاّ البَلاغُ المُبِينُ (١٨) أَوَلَمْ يَرُوا كَيْفَ يُبْدِيُ الله الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلى الله يَسِيرٌ (١٩) قُلْ سِيرُوا فِي الاَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ ثُمَّ الله يُنْشِيُ النَّشْأَةَ الآخرَةَ إِنَّ الله عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠) يُعَذِّبُ مَنْ يَشاء وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (٢١) وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الاَرْضِ وَلا فِي السَّماء وَمالَكُمْ مِنْ دُونِ الله مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٢٢) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ الله وَلِقائِهِ

١٧

أُوْلئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَّحْمَتِي وَأُوْلئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٣) فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ الله مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَومٍ يُؤْمِنُونَ (٢٤) وَقالَ إِنَّما اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ الله أَوْثانا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ القِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبِعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضا وَمَأْواكُمُ النَّار وَمالَكُم مِنْ ناصِرِينَ (٢٥) فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (٢٦) وَوَهَبْنا لَهُ اسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالكِتابَ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الآخرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧) وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ العالَمِينَ (٢٨) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ المُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ الله إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ

١٨

(٢٩) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلى القَوْمِ المُفْسِدِينَ (٣٠) وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ القَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ (٣١) قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الغابِرِينَ (٣٢) وَلَمّا أن جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لاتَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاّ امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنْ الغابِرِينَ (٣٣) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ القَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماء بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (٣٤) وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٣٥) وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْبا فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا الله وَارْجُوا اليَوْمَ الآخرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الاَرْضِ مُفْسِدِينَ (٣٦) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (٣٧) وَعاداً وَثَمُوداً وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ

١٩

أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (٣٨) وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جائَهُمْ مُوسى بِالبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الاَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ (٣٩) فَكُلاً أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِبا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةَ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الاَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا وَماكانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٠) مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ الله أَوْلِياء كَمَثَلِ العَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتا وَإِنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٤١) إِنَّ الله يَعْلَمُ مايَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهَوُ العَزِيزُ الحَكِيمُ (٤٢) وَتِلْكَ الاَمْثالُ نَضْرِبُها لِلْنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاّ العالِمُونَ (٤٣) خَلَقَ الله السَّماواتِ وَالاَرْضِ بِالحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لايَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (٤٤) اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الكِتابِ وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793

794

795

796

797

798

799

800

801

802

803

804

805

806

807

808

809

810

811

812

813

814

815

816

817

818

819

820

821

822

823

824

825

826

827

828

829

830

831

832

833

834

835

836

837

838

839

840

841

842

843

844

845

846

847

848

849

850

851

852

853

854

855

856

857

858

859

860

861

862

863

864

865

866

867

868

869

870

871

872

873

874

875

876

877

878

879

880

881

882

883

884

885

886

887

888

889

890

891

892

893

894

895

896

897

898

899

900

901

902

903

904

905