موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الجزء ٣

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام0%

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مؤلف:
المحقق: باقر شريف القرشي
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
ISBN: 964-94388-6-3
الصفحات: 240

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

مؤلف: باقر شريف القرشي
المحقق: باقر شريف القرشي
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف:

ISBN: 964-94388-6-3
الصفحات: 240
المشاهدات: 88221
تحميل: 4040


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 240 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 88221 / تحميل: 4040
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الجزء 3

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
ISBN: 964-94388-6-3
العربية

سورة الفرقان

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة مكّية ، عدد آياتها سبع وسبعون آية

( أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) (24)

استشهد الإمام عليه‌السلام بهذه الآية في حديثه عن وضع المؤمن في قبره ، قال :

« ثمّ يفسحان ـ يعني الملكين ـ في قبره مدّ بصره ، ثمّ يفتحان له بابا إلى الجنّة ، ويقولان له : نم قرير العين نوم الشّابّ النّاعم فإنّ الله يقول : ( أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) » (1) .

( وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً ) (38)

ذكر الإمام عليه‌السلام في حديث له قصة أصحاب الرّس ، وملخصه :

أنّهم كانوا قوما يعبدون شجرة صنوبرة يقال لها : شاه درخت ، كان يافث بن نوح غرسها بعد الطوفان على شفير عين يقال لها : روشن آب ، وكان لهم اثنتا عشرة

__________________

(1) الميزان 12 : 207.

١٤١

قرية معمورة على شاطئ نهر.

وقد غرسوا في كلّ قرية منها شجرة من الصنوبرة ، وأجروا عليها نهرا من عين ، وحرّموا شرب مائها على أنفسهم وأنعامهم ، ومن شرب من مائها قتلوه ، ويقولون : إنّه ـ أي الماء ـ حياة الآلهة فلا ينبغي لأحد أن ينقص حياتها ، وقد جعلوا في كلّ شهر من السنة يوما في كلّ قرية عيدا يخرجون فيه إلى الشجرة فيسجدون لها ، ويذبحون لها الذبائح ثمّ يحرقونها ، ويبكون ويتضرّعون عندها ، والشيطان يكلّمهم وكان هذا دأبهم.

ولمّا طال منهم الكفر وعبادة الشجر بعث الله إليهم رسولا من بني إسرائيل فدعاهم إلى عبادة الله تعالى ، فلم يؤمنوا ، فدعا الله على الشجرة فيبست ، فلمّا رأوا ذلك جزعوا ، وقالوا : إنّ هذا الرّجل ـ يعني النبيّ ـ سحر آلهتنا ، وقال آخرون : إنّ آلهتنا غضبت علينا من هذا الرجل الذي يدعونا إلى الكفر بها ، فاجتمعت آراؤهم على قتله فحفروا بئرا وألقوه فيه ، وشدّوا رأس البئر حتى مات ، فأنزل الله عليهم عذابه ، وأهلكهم عن آخرهم (1) .

( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً ) (54)

قال ابن سيرين : نزلت الآية في النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام زوج فاطمة فهو ابن عمّه وزوج ابنته فكان نسبا وصهرا (2) .

__________________

(1) الميزان 15 : 219 ـ 220 ، نقلا عن عيون أخبار الرّضا عليه‌السلام .

(2) مجمع البيان 7 : 273.

١٤٢

سورة الشّعراء

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكيّة ، عدد آياتها مائتان وسبع وعشرون آية

( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (214)

نزلت هذه الآية على الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله في بداية الدعوة الاسلامية بإبلاغ اسرته بالدعوة إلى الإسلام ، فدعا الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله الإمام أمير المؤمنين ، وأمره أن يدعو الاسر القرشية إلى وليمة أقامها لهم ، ليبلّغهم رسالة ربّه ، فدعاهم فما استجابوا له ، فطلب منهم أن يستجيب له واحد منهم ليتّخذه وزيرا وخليفة ، فما أجابه أحد سوى أمير المؤمنين عليه‌السلام فأقامه خليفة ووزيرا له ، وقد ذكرنا تفصيل ذلك في بعض أجزاء هذه الموسوعة.

١٤٣

سورة القصص

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها ثمان وثمانون آية

( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) (5)

استشهد الإمام عليه‌السلام بالآية في هذا الحديث ، قال عليه‌السلام :

« لتعطفنّ الدّنيا علينا بعد شماسها عطف الضّروس على ولدها » ، وتلا الآية.

ويشير الإمام في حديثه إلى حكومة المصلح الأعظم الإمام المهدي عليه‌السلام الذي يقيم اعوجاج الدين ويصلح ما فسد من امور الدنيا.

وفي الدرّ المنثور : أنّ الإمام عليه‌السلام فسّر المستضعفين بيوسف وولده.

( وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) (77)

١٤٤

أثر عن الإمام عليه‌السلام أنّه فسّر قوله تعالى : ( وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا ) ، « أي لا تنس صحّتك وقوّتك وفراغك وشبابك ونشاطك أن تطلب بها الآخرة » (1) .

( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (83)

كان الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام في أيام خلافته يمشي في الأسواق وهو يرشد الضالّ ، ويعين الضعيف ، ويمرّ بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ، ويقرأ :

( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً ) ، ويقول : « نزلت هذه الآية في أهل العدل والمواضع من الصّلاة وأهل القدرة من سائر النّاس » (2) .

( وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (88)

قال عليه‌السلام في تفسير هذه الآية : « المراد كلّ شيء هالك إلاّ دينه ؛ لأنّ من المحال أن يهلك منه كلّ شيء ويبقى الوجه ، هو أجلّ وأعظم من ذلك ، وإنّما يهلك ما ليس منه ألا ترى أنّه قال : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ. وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ) (3) » (4) .

__________________

(1) الميزان 16 : 85.

(2) الميزان 16 : 85.

(3) الرحمن : 26 و 27.

(4) الميزان 16 : 95.

١٤٥

سورة العنكبوت

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها تسع وستون آية

( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) (2)

انبرى رجل إلى الإمام عليه‌السلام ، فقال له : هل سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الفتنة؟

فقال عليه‌السلام : « لمّا أنزل الله سبحانه : ( الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) علمت أنّ الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين أظهرنا. فقلت :

يا رسول الله ما هذه الفتنة الّتي أخبرك الله بها؟ فقال : « يا عليّ ، إنّ أمّتي سيفتنون من بعدي » (1) .

( مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (5)

قال عليه‌السلام في تفسير هذه الآية : « من كان يؤمن بأنّه مبعوث فإنّ وعد الله لآت من الثّواب والعقاب ، فاللّقاء هاهنا ليس بالرؤية ، واللّقاء هو البعث » (2) .

__________________

(1) نهج البلاغة : 220.

(2) الميزان 16 : 120.

١٤٦

سورة الرّوم

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها ستون آية

( وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ) (39)

قال الإمام عليه‌السلام في بيان هذه الآية :

« فرض الله تعالى الصّلاة تنزيها عن الكبر ، والزّكاة تسبيبا للرزق ، والصّيام ابتلاء لإخلاص الخلق ، وصلة الأرحام منماة للعدد » (1) .

__________________

(1) مجمع البيان 8 : 479.

١٤٧

سورة لقمان

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها أربع وثلاثون آية

( إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) (34)

إنّ هذه الامور الخمسة : علم الساعة ، ونزول الغيث ، والعلم بما في الأرحام من ذكر أو أنثى ، وجهل الإنسان بما يكسبه في غده ، وخفاء موته عليه كلّ هذه الامور قد خفيت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كما يقول الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام (1) .

__________________

(1) الدرّ المنثور 5 : 169.

١٤٨

سورة السّجدة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة مكّية ، عدد آياتها ثلاثون آية

( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) (18)

نزلت هذه الآية في الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، فقد تشاجر مع الإمام ، وافتخر عليه قائلا : أنا والله أبسط منك لسانا ، وأحدّ منك سنانا ، وأمثل منك جثوا في الكتيبة.

فقال له الإمام :

« اسكت إنّما أنت فاسق » ، فأنزل الله تعالى : ( أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ) (1) .

__________________

(1) تفسير القمّي 2 : 170.

١٤٩

سورة الأحزاب

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مدنيّة ، عدد آياتها ثلاث وسبعون آية

( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً ) ( صلى‌الله‌عليه‌وآله )

روى بريدة قال : غزوت مع عليّ اليمن فرأيت منه جفوة ، فلمّا قدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذكرت عليّا فانتقصته ، فرأيت وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تغيّر ، وقال :

« يا بريدة ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ».

قلت : بلى يا رسول الله. قال : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » (1) .

إن ولاية الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله على المؤمنين ولاية ذاتية ، وهذه الولاية قد شاركه فيها وصيّه وباب مدينة علمه.

__________________

(1) الدرّ المنثور 5 : 182.

١٥٠

( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (33)

نزلت الآية الكريمة ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) في حق الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وزوجته سيّدة نساء العالمين وولديه الإمامين الحسن والحسين عليهم‌السلام ، وقد ذكرنا تفصيل ذلك في بعض أجزاء هذه الموسوعة.

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً ) (41)

قال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام :

« من ذكر الله في السّرّ فقد ذكر الله كثيرا. إنّ المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السّرّ ، فقال الله عزّ وجلّ : ( يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً ) (1) » (2) .

( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (56)

قال الإمام عليه‌السلام :

« صلّوا على محمّد وآل محمّد ، فإنّ الله تعالى يقبل دعاءكم عند ذكر محمّد ، ودعاءكم ( له ) وحفظكم إيّاه إذا قرأتم : ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ ) ، فصلّوا

__________________

(1) النساء : 142.

(2) الميزان 6 : 331.

١٥١

عليه في الصّلاة كنتم أو في غيرها » (1) .

( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) (72)

قال الإمام عليه‌السلام في أهمّية الأمانة ، وعظيم شأنها :

« ثمّ أداء الأمانة ، فقد خاب من ليس من أهلها ، إنّها عرضت على السّماوات المبنيّة ، والأرضين المدحوّة ، والجبال ذات الطّول المنصوبة ، فلا أطول ولا أعرض ، ولا أعلى ولا أعظم منها. ولو امتنع شيء بطول أو عرض أو قوّة أو عزّ لامتنعن ؛ ولكن أشفقن من العقوبة ، وعقلن ما جهل من هو أضعف منهنّ ، وهو الإنسان ( إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) » (2) .

__________________

(1) الخصال 2 : 613.

(2) نهج البلاغة : 318.

١٥٢

سورة سبأ

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها أربع وخمسون آية

( وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ ) (37)

فسّر الإمام عليه‌السلام ( جزاء الضعف ) في الآية بقوله :

« حتّى إذا كان يوم القيامة حسب لهم ، ثمّ أعطاهم بكلّ واحدة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عزّ وجلّ : ( جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً ) (1) ، وقال : ( فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ ) » (2) .

( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ

__________________

(1) النبأ : 36.

(2) أمالي الشيخ الطوسي : 26.

١٥٣

مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) (39)

قال الإمام عليه‌السلام :

« سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إنّ لكلّ يوم نحسا فادفعوا نحس ذلك اليوم بالصّدقة ، ثمّ قال : اقرءوا مواضع الخلف فإنّي سمعت الله يقول : ( وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ) إذا لم تنفقوا كيف يخلف؟ » (1) .

__________________

(1) الدرّ المنثور 5 : 239.

١٥٤

سورة فاطر

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها خمس وأربعون آية

( الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (1) .

تحدّث الإمام عليه‌السلام عن خلق الملائكة بقوله : « وملائكة خلقتهم وأسكنتهم سماواتك فليس فيهم فترة ، ولا عندهم غفلة ، ولا فيهم معصية ، هم أعلم خلقك بك ، وأخوف خلقك منك ، وأقرب خلقك منك ، وأعملهم بطاعتك ، لا يغشاهم نوم العيون ، ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ، لم يسكنوا الأصلاب ، ولم تضمّهم الأرحام ، ولم تخلقهم من ماء مهين ، أنشأتهم إنشاء فأسكنتهم سماواتك ، وأكرمتهم بجوارك ، وائتمنتهم على وحيك ، وجنّبتهم الآفات ، ووقيتهم البليّات ، وطهّرتهم من الذّنوب ، ولو لا قوّتك لم يقووا ، ولو لا تثبيتك لم يثبتوا ، ولو لا رحمتك لم يطيعوا ، ولو لا أنت لم يكونوا. أما إنّهم على مكانتهم منك ،

١٥٥

وطاعتهم إيّاك ، ومنزلتهم عندك ، وقلّة غفلتهم عن أمرك ، لو عاينوا ما خفي عنهم منك لاحتقروا أعمالهم ، ولأزروا على أنفسهم ، ولعلموا أنّهم لم يعبدوك حقّ عبادتك سبحانك خالقا ومعبودا ، ما أحسن بلاءك عند خلقك » (1) .

__________________

(1) الميزان 17 : 8.

١٥٦

سورة يس

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة المباركة مكّية ، عدد آياتها ثلاث وثمانون آية

( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ) (12)

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّ الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : « إنّه الإمام الّذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كلّ شيء » (1) .

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام : « أنا والله الإمام المبين ، أبين الحقّ من الباطل ، ورثته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله » (2) .

( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) (65)

__________________

(1) الميزان 17 : 70 ، نقلا عن معاني الأخبار.

(2) تفسير القمّي 2 : 212.

١٥٧

وتحدّثت الآية عن أهوال يوم القيامة ، ووصفها الإمام عليه‌السلام بقوله :

« فيختم الله تبارك وتعالى عن أفواههم ، ويستنطق الأيدي والأرجل والجلود فتشهد بكلّ معصية كانت منهم ثمّ يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم لم شهدتم علينا » (1) .

( لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ ) (70)

قال عليه‌السلام : « المراد بالحيّ هو العاقل » (2) .

( إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) (82)

قال عليه‌السلام : « لمّا أراد ـ يعني الله تعالى ـ كونه ـ أي كون شيء ـ : « كن فيكون » ، لا بصوت يقرع ، ولا بنداء يسمع ؛ وإنّما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه ومثّله ، لم يكن من قبل ذلك كائنا ، ولو كان قديما لكان إلها ثانيا » (3) .

__________________

(1) نهج البلاغة : 274.

(2) مجمع البيان 8 : 675.

(3) نهج البلاغة : 274.

١٥٨

سورة الصّافّات

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذه السورة مكّية ، عدد آياتها مائة واثنتان وثمانون آية

( إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ ) (6)

قال عليه‌السلام :

« إنّ هذه النّجوم الّتي في السّماء مدائن مثل المدائن الّتي في الأرض » (1) .

( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) (24)

روى أبو سعيد الخدري في تفسير هذه الآية : أنّ العباد يسألون عن ولاية الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (2) .

و في الخصال عن الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال :

« قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع : عن

__________________

(1) تفسير القمي 2 : 218.

(2) مجمع البيان 8 : 689.

١٥٩

عمره فيما أفناه ، وشبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت ».

( وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ ) (99)

عرض الإمام عليه‌السلام إلى تفسير هذه الآية في حديثه التالي :

سأله رجل عمّا اشتبه عليه من الآيات ، قال عليه‌السلام :

« قد أعلمتك أنّ ربّ شيء من كتاب الله عزّ وجلّ تأويله على غير تنزيله ، ولا يشبه كلام البشر ، وسأنبّئك بطرف منه فتكتفي إن شاء الله. من ذلك قول إبراهيم عليه‌السلام : ( وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ ) ، فذهابه إلى ربّه ، توجّهه إليه عبادة واجتهادا وقربة إلى الله عزّ وجلّ ، ألا ترى أنّ تأويله غير تنزيله؟ » (1) .

( سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ ) (130)

قال الإمام عليه‌السلام : « ياسين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحن آل ياسين » (2) .

__________________

(1) التوحيد : 266.

(2) تفسير القمّي 2 : 226.

١٦٠