أدب الطف الجزء ٢

أدب الطف0%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 335

أدب الطف

مؤلف: العلامة السيد جواد شبر
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف:

الصفحات: 335
المشاهدات: 58772
تحميل: 8994


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 335 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 58772 / تحميل: 8994
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء 2

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

بالله يا دمع السحائب سقّها

ولئن بخلت فأدمعي تسقيها

يا مغريا نفسي بوصف غريرة

أغريت عاصية على مغريها

لا خير في وصف النساء فاعفني

عما تكلفنيه من وصفيها

يا رب قافية حلى امضاؤها

لم يحل ممضاها الى ممضيها

لا تطمعن النفس في إعطائها

شيئا فتطلب فوق ما تعطيها

حب النبي محمد ووصيه

مع حب فاطمة وحب بنيها

أهل الكساء الخمسة الغرر التي

يبني العلا بعلاهم بانيها

كم نعمة أوليت يا مولاهم

في حبهم فالحمد للموليها

إن السفاه بترك مدحي فيهم

فيحق لي أن لا أكون سفيها

هم صفوة الكرم الذي أصفيهم

ودي وأصفيت الذي يصفيها

أرجو شفاعتهم وتلك شفاعة

يلتذ برد رجائها راجيها

صلّوا على بنت النبي محمد

بعد الصلاة على النبي أبيها

وابكوا دماء لو تشاهد سفكها

في كربلاء لما ونت تبكيها

يا هولها بين العمائم واللهى

تجري وأسياف العدى تجريها

تلك الدماء لو انها توقى إذا

كانت دماء العالمين تقيها

لو أن منها قطرة تفدى إذا

كنابنا وبغيرنا نفديها

إن الذين بغوا إراقتها بغوا

ميشومة العقبى على باغيها

قتل ابن من أوصى اليه خير من

أوصى الوصايا قط أو يوصيها

رفع النبي يمينه بيمينه

ليرى ارتفاع يمينه رائيها

في موضع أضحى عليه منبها

فيه وفيه يبدئ التشبيها

آخاه في ضم ونوّه باسمه

لم يأل في خير به تنويها

هو قال ( اقضاكم ) علي إنه

أمضى قضيته التي يمضيها

هو لي كهارون لموسى حبذا

تشبيه هرون به تشبيها

يوماه يوم للعدى يرويهم

جودا ويوم للقنا يرويها

يسع الأنام مثوبة وعقوبة

كلتاهما تمضي لما يمضيها

٢١

بيد لتشييد المعالي شطرها

ولهدم أعمار العدى باقيها

ومضاء صبر ما رأى راء له

فيما رآه من الصدور شبيها

لو تاه فيه قوم موسى مرة

أخرى لأنسى قوم موسى التيها

عوجا بدار الطف بالدار التي

ورث الهدى أهلوه عن اهليها

نبكي قبورا إن بكينا غيرها

بعض البكاء فانما نعنيها

نفدت حياتي في شجى وكآبة

لله مكتئب الحياء شجيها

بأبي عفت منكم معالم أوجه

أضحى بها وجه الفخار وجيها

مالي علمت سوى الصلاة عليكم

آل النبي هدية أهديها

وأسا علي فإن أفأت بمقلتي

يحدي سوابق دمعها حاديها

سقيا لها فئة وددت بأنني

معها فسقاني الردى ساقيها

تلك التي لا أرض تحمل مثلها

لا مثل حاضرها ولا باديها

قلبي يتيه على القلوب بحبها

وكذا لساني ليس يملك تيها

وأنا المدلّه بالمرائي كلما

زادت أريد بقولها تدليها

يرثي نفوسا لو تطيق إبانة

لرئت له من طول ما يرثيها

٢٢

أبو بكر احمد بن محمد بن الحسن بن مراد الضبي الحلبي الانطاكي المعروف بالصنوبري توفي سنة 334.

ذكره الامين في اعيان الشيعة فقال: كان شاعراً مجيداً مطبوعاً مكثراً وكان عالي النفس ضنينا بماء وجهه عن ان يبذله في طلب جوائز ممدوح صائنا لشأنه عن الهجاء يقول الشعر تأدبا لا تكسبا، مقتصرا في اكثر شعره على وصف الرياض والأزدهار. وكان يسكن حلب ودمشق قال الشيخ عباس القمي في ( الكنى والألقاب ): ذكره ابن شهر اشوب في شعراء أهل البيت (ع) وله أشعار في مدائح أهل البيت ومراثيهم أقول: ان السيد الامين اسماه احمد بن محمد وكناه بأبي بكر ولكن الشيخ القمي في الكني والالقاب اسماه ابو بكر بن أحمد بن محمد وقول الشيخ الأميني موافق لما رواه السيد في الأعيان.

قال الثعالبي: تشبيهات ابن المعتز، وأوصاف كشاجم، وروضيات الصنوبري متى اجتمعت اجتمع الظرف والطرف وسمع السامع من الاحسان العجب.

وله في وصف حلب ومنتزهاتها قصيدة تنتهي الى مائة واربعة أبيات توجد في معجم البلدان للحموي ج 3 ص 317 وقال البستاني في ( دائرة المعارف ) ج 7 ص 137 هي اجود ما وصف به حلب، مستهلها.

احبسا العيس احبساها

وسلا الدار سلاها

  قال الشيخ الاميني: واما تشيعه فهو الذي يطفح به شعره الرائق ونص بذلك اليماني في نسمة السحر وعده ابن شهر اشوب من مادحي أهل البيت عليهم‌السلام وأما دعوى صاحب النسمة انه كان زيديا واستظهاره ذلك من شعره فاحسب أنها فتوى مجردة فانه لم يدعمها بدليل، وشعره الذي ذكره هو وغيره خال من اي ظهور ادعاه واليك نبذا مما وقفنا عليه في المذهب. قال في القصيدة يمدح بها عليا أمير المؤمنين عليه‌السلام .

٢٣

اخي حبيبي حبيب الله لا كذب

وابناه للمصطفى المستخلص ابنان

صلى الى القبلتين المقتدى بهما

والناس عن ذاك في صم وعميان

ما مثل زوجته اخرى يقاس بها

ولا يقاس على سبطيه سبطان

فمضمر الحب في نور يخص به

ومضمر البغض مخصوص بنيران

هذا غدا مالك في النار يملكه

وذاك رضوان يلقاه برضوان

رُدّت له الشمس في أفلاكها فقضى

صلاته غير ما ساه ولا وان

أليس من حل منه في أخوّته

محل هارون من موسى بن عمران؟!

وشافع الملك الراجي شفاعته

إذ جاءه ملك في خلق ثعبان

قال النبي له: أشقى البريّة يا

علي إذ ذُكر الأشقى شقيّان

هذا عصى صالحا في عقر ناقته

وذاك فيك سيلقاني بعصيان

ليخضبن هذه من ذا أبا حسن

في حين يخضبها من أحمر قان

  ومن شعر الصنوبري ما رواه النويري في نهاية الارب:

محن الفتى يخبرن عن فضل الفتى

كالنار مخبرة بفضل العنبر

وقال:

رب حال كأنها مُذهَب الـ

ـديباج صارت من رقة كاللاذ (1)

وزمان مثل ابنة الكرم حُسنا

عاد عند العيون مثل الداذي (2)

أو ما من فساد رأى الليالي

ان شعري هذا وحالي هذي

__________________

1 - اللاذة: ثوب حرير احمر صيني والجمع لاذ.

2 - الداذي: شراب للفساق.

٢٤

ومن شعره في اهل البيت عليهم‌السلام (1) :

سقى حلب المزن مغنى حلب

فكم وكلت طربا بالطرب

وكم مستطاب من العيش لي

لديها إذا العيش لم يستطب

إذا نشر الزهر أعلامه

بها ومطارده والعذب

غدا وحواشيه من فضة

ترفّ وأوساطه من ذهب

تلاعبه الريح صدر الضحى

فيجلى علينا جلاء اللعب

متى ما تغنّت مهاريه

وانشد دبسيّه أو خطب

ندبت ونُحت بني احمد

ومثلي ناح ومثلى ندب

بني المصطفى المرتضى خاتم

النبيين والمنخب المنتخب

لا سرى مسراه إلا به

وما مسّه في السرى من تعب

أم القمر انشق إلا له

ليقضي ما قد قضى من أرب

ولا يد سبّح فيها الحصى

سوى يده في جميع الحقب

وفي تفلة رد عين الوصي

إلى حال صحتها إذ أحب

اخوه وزوج احب الورى

اليه ومسعده في النوب

له ردت الشمس حتى قضى

الصلاة وقام بما قد وجب

وزكّا بخاتمه راكعا

رجاء المجازاة في المنقلب

ابو حسن والحسين الذَين

كانا سراجي سراج العرب

هما خير ماش مشى جدّةً

وجداً وأزكاه أماً وأب

أنيخا بنا العيس في كربلاء

مناخ البلاء مناخ الكرب

نشم ممسّك ذاك الثرى

ونلثم كافور تلك الترب

ونقضي زيارة قبر بها

فان زيارته تستحب

__________________

1 - عن المجموع الرائق السيد أحمد العطار - مخطوط.

٢٥

سآسي لمن فيه كل الاسى

واسكب دمعي له ما انسكب

لمن مات من ظمأ والفرات

يرمي بامواجه من كثب

يروم اقترابا فيحمونه الـ

وصول اليه اذا ما اقترب

وقد أنصب الفاطميات ما

يعانيه تحت الوغى من نصب

اذا هو ودّعهن انتحبن

من حر توديعه وانتحب

أيابن الرسول ويابن البتول

يا زينة العلم زين الأدب

كأني بشمر مكبّا عليك

ويل لشمر على من أكب

ومهري ماض مخلّى العنان

خضيب اللبان خضيب اللبب

وقد أجلت الحرب عن نسوة

سقتها يد الحرب كاس الحرب

يلاحظن وجهك فوق القناة

ويذهبن باللحظ أنىّ ذهب

فبوركت مرثية حُليت

من الحَلي بالمنتقى المنتخب

الى ضَبّة الكوفة الاكرمين

تنسّب اكرم بهذا النسب

الى القائمين بحق الوصي

عند الرضاء وعند الغضب

٢٦

وقال أيضا فيهم صلوات الله عليهم (1)

حيّ ولا تسأم التحيات

وناج ما اسطعت من مناجاة

حيّ دياراً أضحت معالمها

بالطف معلومة العلامات

وقل لها يا ديار آل رسول

الله يا معدن الرسالات

وقل عليك السلام ما انبرت

الشمس أو البدر للبريات

هم مناخ الهدى ومنتجع

الوحي ومستوطن الهدايات

إن يَتلُ تالي الكتاب فضلهم

يتل صنوفا من التلاوات

خصّوا تلك الآيات تكرمة

اكرم بتلك الآيات آيات

هم خير ماش مشى على قدم

وخير مَن يمتطي المطيّات

هم علّموا العالمين أن عبدوا

الله وألغوا عبادة اللات

عُجت بأبياتهم أسائلها

فعجت منها بخير أبيات

على قبور زكية ضمنت

لحودها أعظما زكيّات

أذكى نسيما لمن ينسّمها

من زهرات الربى الذكيّات

واصلها الغيث بالغدو ولا

صارمها الغيث بالعشيّات

الشافعون المشفعون إذا

ما لم يشفّع ذوو الشفاعات

من حين ماتوا أحيوا، وليس كمن

أحياؤهم في عداد أموات

جلّت رزاياهم فلست أرى

بعد رزياتهم رزيّات

__________________

1 - عن المجموع الرائق تأليف السيد احمد العطار - مخطوط.

٢٧

نوحا على سيدي الحسين نعم

نوحا على سيدي بن سادات

نوحاً تنوحا منه على شرف

مجدّل بين مشرفيات

ذقنا بدوق السيوف من دمه

مرارةً فاقت المرارات

كأنني بالدماء منه على

خير تراق وخير لبّات

ذيد حسين عن الفرات فيا

بليّة أثمرت بليات

لم يستطع شربه وقد شربت

من دمه المرهفات شربات

ما لك ما غُرت يا فرات ولم

تسق الخبيثين والخبيثات

كم فاطميين منك قد فُطموا

من غير جرم وفاطميات

ويل يزيد غداة يقرع بالقـ

ـضيب من سيدي الثنيات

فزد يزيدا لعنا وأسرته

من ناصبيّ وناصبيات

العنه والعن من ليس يلعنه

ثُبت بذا أفضل المثوبات

الجن والانس والملائكة الكرام

تبكي بلا محاشاة

على خضيب الاطراف من دمه

يا هول اطرافه الخضيبات

في لمّة من بني أبيه حوت

طيب الأبوّات والبنوّات

مَن يسل وقتا فان ذكرهم

مجدد لي في كل أوقاتي

بهم أجازي يوما الحساب إذا

ما حوسب الخلق للمجازاة

تجارتي حبهم وحبّهم

ما زال من أربح التجارات

٢٨

وقوله (1)

لوعة ما تزحرح

وجوى ليس يبرح

وشجى ما أزال

افيق منه واصبح

وأسى كلما خَبا

خبوه عاد يقدح

وحسود يحاول

الجد من حيث يمزح

فهو يأسو اذا حضـ

ـرت وإن غبت يقدح

فمداج موارب ومبين

ومبين مصرح

كإبن آوى يعوي ور

أى وكالكلب ينبح

عجبي والخطوب تبـ

لطلابي لراحة العيـ

ـرح فينا وتسنح

ـش والموت أروح

قل لباغي ربح بمدح

اذا ظل يمدح

مدح آل النبي يا

باغي الربح أربح

مَن بهم تمنح النجا

ة غداً حين تمنح

وبهم تصلح الامور

التي ليس تصلح

ما فصبح إلا وهم

بالعلى منه أفصح

سبقوا شرح ذي النهـ

ـهى بنهى ليس تشرح

هم على المعتفين

أوسع أيد وأفسح

__________________

1 - عن المجموع الرائق تأليف السيد احمد العطار مخطوط.

٢٩

كلما وزنوا به

فهم منه أرجح

طيّر النار في الحشا

طاير ظل يصدح

ناح شجواً وما درى

أنني منه أنوح

أنا أشجى منه فوادا

وأضنى وأقرح

لي فواد بناره

كل يوم ملوّح

وحشاً ما المدى مدي

حرقاتي يشرّح

للحسين الذي الشؤن

بذكراه تسفح

لابن مَن قام بالنصيحة

إذ قام يَنصح

الذبيح الذبيح من

عطش وهو يذبح

من رأى ابن النبي

في دمه كيف يسبح

طامحا طرفه الى

اهله حين تطمح

يطبق العين وهو

في كربات ويفتح

بي جوى للحسين

يؤلم قلبي ويقرح

ابطحي ما إن حوى

مثله قط أبطح

تلمح المكرمات من

طرفه حين يلمح

أيّ قبر بالطف أضحى

به الطف يُبجح

بابي الطف مطرحا

للعلى فيه مطرح

ظاهر الارض منه تحزن

والبطن تفرح

مالسفر بالطف امسوا

حلولا وأصبحوا

من صريع على جوانبه

الطير جُنّح

وطريح على محاسنه

الترب يطرح

فلحى الله مستبيحى

حماهم وقد لُحوا

ما قبيح إلا وما ارتكب

القوم أقبح

آل بيت النبي مالي

عنكم تزحزح

أفلح السالكون ظـ

ـل هداكم وانجحوا

٣٠

انا في ذاك لاسوى

ذاك اسعى واكدح

فعسى الله عن

ذنوبي يعفو ويصفح

  وقال كما في المجموع الرائق:

يا حادي الركب أنخ يا حادي

ما غير وادي الطف لي بواد

يعتادني شوقي الى الطف فكن

مشاركي في سومي المعتاد

لله ارض الطف ارضاً انها

ارض الهدى المعبود فيها الهادي

أرض يحار الطرف في حايرها

مهما بدى فالنور منه باد

حيى الحيا الطف وحيّا اهله

من رائح من الحيا أو غاد

حتى ترى أنواره موشية

تزهي على موشية الابراد

زهوي بحب المصطفى وآله

على الأعادي وعلى الحساد

قوم على منهم وابناء أ

فديهم بآبائي وبالأجداد

هم الأولى ليس لهم في فخرهم

ند وحاشاهم من الأنداد

يا دمع اسعدني ولست منصفي

يا دمع ان قصرت في اسعادي

ما انس لا انسى الحسين والاولى

باعوا به الاصلاح بالافساد

لما رآهم أشرعوا صم القنا

وجردوا البيض من الاغماد

نازعهم ارث ابيه قائلا

أليس ارث الاب للا ولاد

أنا الحسين بن علي أسد الروح

الذي يعلو على الاساد

فاضمروا الصدق له واظهروا

قول مصرّين على الاحقاد

ففارق الدنيا فديناه وهل

لذايق كاس المنايا فاد

ولم يرم زادا سوى الماء فما

ان زودوه منه بعض الزاد

اروى التراب ابن علي من دم

أي دم وابن علي صاد

تلك الصفايا من بنات المصطفى

في ملك أوغاد بني أوغاد

قريحة اكبادها يملكها

عصابة غليظة الاكباد

٣١

لذا غدت أيامنا مأتماً

وكنّ كالاعراس والاعياد

  وقوله كما في المجموع الرائق:

سر راشداً يا أيها السائر

ما حار مَن مقصده الحائر

ما حار من زار إمام الهدى

خير مزور زاره الزاير

مَن جده أطهر جد ومَن

أبوه لا شك الاب الطاهر

مقاسم النار، له المسلم المؤ

من منا، ولها الكافر

دان بدين الحق طفلاً وما

ان دان لاباد ولا حاظر

الوارد الكهف على فتية

لا وارد منهم ولا صادر

حتى اذا سلّم ردوا وفي

ردّهم ما يخبر الخابر

اذكر شجوى ببني هاشم

شجوى الذي يشجى به الذاكر

اذكرهم ما ضحك الروض أو

ما ناح فيه وبكى الطائر

يوم الحسين ابتز ضبري فما

منى لا الصبر ولا الصابر

لهفي على مولاي مستنصرا

غيب عن نصرته الناصر

حتى إذا دار بماساءنا

على الحسين القدر الدائر

خرّ يضاهي قمرا زاهرا

واين منه القمر الزاهر

وأم كلثوم ونسوانها

بمنظر يكبره الناظر

يسارق الطرف إليها وقد

انحى على منحره الناحر

فالدمع من مقلته قاطر

والدمع من مقلتها قاطر

يا من هم الصفوة من هاشم

يعرفها الاول والآخر

ذا الشاعر الضبي يلقى بكم

ما ليس يلقى بكم شاعر

٣٢

وقوله فيهم عليهم‌السلام من قصيدة اولها:

عوجا على الطف الحنايا

ما طوره أطر الحنايا

فهناك مثوى الاصفياء

ء المنتمين الى الصفايا

لم ترع لا الموصي ولا

الموصى اليه ولا الوصايا

ابن النبي معفر

وبنات فاطمة سبايا

خير البرايا، رأسه

يهدى الى شر البرايا

لم ادر للصبيان أذرف

ف أدمعي أم للصبايا

تالله لا تخفى شجوني

لا وعلام الخفايا

ويزيد قد وضع القضيب

من الحسين على الثنايا

فهبوه ما استحيى النبي

ولا الوصي أما تحايا

٣٣

بعض الشعراء الكوفيين:

ايها العينان فيضا

واستهلا لا تغيضا

لم أمرّضه فاسلو

لا ولا كان مريضا

  روى المفيد رحمه‌الله في الامالي عن النيسابوري أن ذرة النائحة رأت فاطمة الزهراء عليها‌السلام فيما يرى النائم وأنها وقفت على قبر الحسين عليه‌السلام تبكي وأمرتها أن تنشد:

ايها العينان فيضا

واستهلا لا تغيضا

وابكيا بالطف ميتا

ترك الصدر رضيضا

لم أمرضه قتيلا

لا ولا كان مريضا (1)

__________________

1 - المناقب لابن شهر اشوب ج 2 ص 189.

٣٤

قال السيد الامين في ( الاعيان ) ج 17 ص 320

عليّ بن أصدق الحائري

عصره بين المائة الثالثة والرابعة

عن كتاب المحاضرة وأخبار المذاكرة للتنوخي انه ان بالحائر من كربلاء رجل يدعى ابن اصدق ينوح على الحسين عليه‌السلام فبعث ابو الحسن الكاتب الى هذا المنشد أبا القاسم التنوخي علي بن محمد بن داود والد مؤلف النشوار - لينوح على الحسين بقصيدة لبعض الشعراء الكوفيين وأولها:

ايها العينان فيضا

واستهلا لا تغيضا

لم امرضه فاسلو

لا ولا كان مريضا

  قال ابو القاسم وكان هذا في النصف من شعبان والناس اذ ذاك يلقون جهدا جهيدا من الحنابلة اذا ارادوا الخروج الى الحائر فلم ازل اتلطف حتى خرجت فكنت في الحائر ليلة النصف من شعبان.

وولد ابو القاسم هذا سنة 278 ومات سنة 342.

٣٥

أبو الحسن السري بن أحمد الرفاء الموصلي

السري الرفاء الموصلي بمدح أهل البيت ويذكر الحسين عليه‌السلام (1):

نطوي الليالي علما أن ستطوينا

فشعشعيها بماء المزن واسقينا

وتوجّي بكؤوس الراح ايدينا

فانما خلقت للراح ايدينا

قامت تهز قواما ناعما سرقت

شمائل البان من اعطافه اللينا

تحث حمراء يلقاها المزاج كما

القيت فوق جنّي الورد نسرينا

فلست أدري اتسقينا وقد نفحت

روائح المسك منها أم تحيينا

قد ملكتنا زمام العيش صافية

لو فاتنا الملك راحت عنه تسلينا

ومخطف القد يرضينا ويسخطنا

حسنا ويقتلنا دلا ويحيينا

لما رأيت عيون الدهر تلحظنا

شزرا تيقّنتُ أن الدهر يردينا

نمضي ونترك من الفاظنا تحفا

تنسي رياحينها الشرب الرياحينا

وما نبالي بذم الاغبياء اذا

كان اللبيب من الاقوام يطرينا

ورب غراء لم تنظم قلائدها

إلا ليُحمد فيها الفاطميونا

الوارثون كتاب الله يمنحهم

ارث النبي على رغم المعادينا

والسابقون الى الخيرات ينجدهم

عتق النجار اذا كل المجارونا

قوم نصلي عليهم حين نذكرهم

حُبّا ونلعن اقواما والعرانينا

اغنتهم عن صفات المادحين لهم

مدائح الله في طاها وياسينا

__________________

1 - القصيدة في ديوانه المطبوع بالقاهرة سنة 1355.

٣٦

فلست أمدحهم الا لأرغم في

مديحهم انف شانيهم وشانينا

أقام روح وريحان على جدث

ثوى الحسين به ظمآن آمينا

كأن أحشاءنا من ذكره أبدا

تطوى على الجمر او تحشى السكاكينا

مهلا فما نقضوا آثار والده

وانما نقضوا في قتله الدينا

آل النبي وجدنا حبكم سببا

يرضى الاله به عنا ويرضينا

فما نخاطبكم إلا بسادتنا

ولا نناديكم إلا موالينا

فكم لنا من معاد في مودتكم

يزيدكم في سواد القلب تمكينا

( وكم لنا من فخار في مودتكم

يزيدها في سواد القلب تمكينا )

ومن عدو لكم خف عداوته

الله يرميه عنا وهو يرمينا

إن اجر في مدحكم جري الجواد فقد

أضحت رحاب مساعيكم ميادينا

وكيف يعدوكم شعري وذكركم

يزيد مستحسن الاشعار تحسينا

٣٧

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي المعروف بالسري الرفاء. والرفاء من الرفو والتطريز، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان بالموصل قال السيد الأمين في الاعيان: توفي سنة 344 ببغداد ودفن بها كان شاعراً مطبوعا كثير الافتتان في التشبيهات والأوصاف، وعده ابن شهر اشوب من شعراء اهل البيت المتقين وله ديوان مشهور وفيه مدح لسيف الدولة وبني حمدان إذ كان على اتصال به وبهم وكان شاعر سيف الدولة الحمداني وتغنى الركبان بشعره فحسده من حسده من الشعراء كالخالديين الشارعين الموصليين المشهورين، وكان يتهمهما بسرقة شعره واثنى عليه المؤرخون وارباب الأدب.

وقال الشيخ القمي في ( الكنى والالقاب ): وكان مغرى بنسخ ديوان ابي الفتح كشاجم الشاعر وهو اذ ذاك ريحان الأدب، والسري الرفاء في طريقه يذهب وعلى قالبه يضرب، وله ديوان شعر. كانت وفاته في نيف وستين وثلثمائة ببغداد. وقال في مقدمة ديوانه: انه كان في ضنك من العيش فخرج الى حلب واتصل بسيف الدولة واستكثر من المدح له فطلع سعده بعد الافول وحسن موقع شعره عند الأمراء من بني حمدان ورؤساء الشام والعراق.

وفي الديوان قال: وكانت وفاته بعيد سنة 360 هـ.

٣٨

فمن شعر السري ابيات يذكر فيها صناعته رواها ابن خلكان:

وكانت الابرة فيما مضى

صائنة وجهي وأشعاري

فأصبح الرزق بها ضيقا

كأنه من ثقبها جاري

  ومن شعره في النسيب:

بنفسي مَن أجود له بنفسي‏

ويبخل بالتحية والسلام

وحتفي كامن في مقلتيه

كمون الموت في حد الحسام

  وجاء في نهاية الارب للنويري من شعره:

اذا العبء الثقيل توزّعته

أكفّ القوم هان على الرقاب

  وقوله:

فانك كلما استودعت سرا

أنمّ من النسيم على الرياض

وقوله:

الى كم احبّر فيك المديح

ويلقى سواي لديك الحبورا

  أقول واكثر شعره في مدح سيف الدولة والوزير المهلبي وآل حمدان وفيه أهاج في الخالديين وغيرهما وقصائد وصفية يصف بها صيد السمك وشبكته والنار وكلاب الصيد.

٣٩

محمود بن الحسين بن السندي كشاجم

الشاعر كشاجم أبو الفتح محمود بن الحسين بن السندي بن شاهك:

اجل هو الرزء جلّ فادحه

باكره فاجع ورائحه

لا ربع دار عفا ولا طل

أوحش لمّا نأت ملاقحه

فجائع لو درى الجنين بها

لعاد مبيضة مسالحه

يا بؤس دهر حين آل رسو

ل الله تجتاحهم جوائحه

إذا تفكّرت في مصابهم

أثقب زند الهموم قادحه

بعضهم قرّبت مصارعه

وبعضهم بوعدت مطارحه

أظلم في كربلاء يومهم

ثمّ تجلّى وهم ذبائحه

لا يبرح الغيث كل شارقة

تحصى غواديه أو روائحه

على ثرى حلّه غريب رسو

ل الله مجروحة جوارحه

ذلّ حماه وقلّ ناصره

ونال أقصى مناه كاشحه

وسيق نسوانه طلائح أحزان

تهادى بهم طلائحه

وهنّ يُمنعن بالوعيد من النـ

ـوح وغرّ العلى نوائحه

عادى الأسى جدّه ووالده

حين استغاثتهما صرائحه

لو لم يُرد ذو الجلال حربهم

به لضاقت بهم فسائحه

وهو الذي اجتاح حين ما عقر

ت ناقته إذ دعاه صالحه

يا شيع الغيّ والضلال ومَن

كلّهم جمّة فضائحه

غششتم الله في أذيّة مَن

إليكم أدّيت نصائحه

عفرتم بالثرى جبين فتّى

جبريل قبل النبي ماسحه

٤٠