موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الجزء ٤

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام0%

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مؤلف:
المحقق: باقر شريف القرشي
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
ISBN: 964-94388-6-3
الصفحات: 310

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

مؤلف: باقر شريف القرشي
المحقق: باقر شريف القرشي
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف:

ISBN: 964-94388-6-3
الصفحات: 310
المشاهدات: 127089
تحميل: 5406


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 310 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 127089 / تحميل: 5406
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الجزء 4

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
ISBN: 964-94388-6-3
العربية

كان الإمام عليه‌السلام يلجأ إلى الله تعالى في جميع اموره وشئونه ، ويحتجب به من كيد الأعداء ، وشرّ الأشرار وهذه بعض أدعيته في الاحتجاب والاعتصام.

دعاؤه عليه‌السلام

في الاحتجاب

وكان الإمام عليه‌السلام يحتجب بهذا الدعاء عن جميع ما ألمّ به من حوادث الزمن ، وخطوب الأيام ، وهذا نصّه :

اللهمّ مالك الملك ، تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممّن تشاء ، وتعزّ من تشاء ، وتذلّ من تشاء ، بيدك الخير إنّك على كلّ شيء قدير. تولج اللّيل في النّهار ، وتولج النّهار في اللّيل ، وتخرج الحيّ من الميّت ، وتخرج الميّت من الحيّ ، وترزق من تشاء بغير حساب.

الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، خضعت البرّيّة لعظمة جلاله أجمعون ، وذلّ لعظمة عزّه كلّ متعاظم منهم ، ولا يجد أحد منهم إليه مخلصا ، بل يجعلهم الله شاردين متمزّقين في عزّ طغيانهم هالكين ، بقل أعوذ بربّ الفلق * من شرّ ما خلق * ومن شرّ غاسق إذا وقب * ومن شرّ النّفّاثات في العقد * ومن شرّ حاسد

٢٠١

إذا حسد ، وبقل أعوذ بربّ النّاس * ملك النّاس. إله النّاس * من شرّ الوسواس الخنّاس. الّذي يوسوس في صدور النّاس * من الجنّة والنّاس ، انغلق عنّي باب المستأخرين منكم والمستقدمين ، فهم ضالّون مطرودون بالصّافّات ، بالذّاريات ، بالمرسلات ، بالنّازعات ، أزجركم عن الحركات كونوا رمادا لا تبسطوا إليّ ، ولا إلي مؤمن يدا ، اليوم نختم على أفواههم وتكلّمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ، هذا يوم لا ينطقون ، ولا يؤذن لهم فيعتذرون ، عميت الأعين ، وخرست الألسن ، وخضعت الأعناق للملك الخلاّق.

اللهمّ بالميم والعين والفاء والحاءين ، وبنور الأشباح ، وبتلألؤ ضياء الإصباح ، وبتقديرك لي يا قدير في الغدوّ والرّواح ، اكفني شرّ من دبّ ومشى ، وتجبّر وعتا ، الله الغالب ولا ملجأ منه لهارب ، نصر من الله وفتح قريب ، إن ينصركم الله فلا غالب لكم ، كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنّ الله قويّ عزيز ، أمن من استجار بالله ، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم (1) .

__________________

(1) الصحيفة العلوية : 222.

٢٠٢

دعاؤه عليه‌السلام

في الاحتجاب عن خصومه

ومن أدعية الإمام عليه‌السلام في الاحتجاب عن كيد خصومه وأعدائه هذا الدعاء :

احتجبت بنور وجه الله القديم الكامل ، وتحصّنت بحصن الله القويّ الشّامل ، ورميت من بغى عليّ بسهم الله وسيفه القاتل.

اللهمّ يا غالبا على أمره ، ويا قائما فوق خلقه ، ويا حائلا بين المرء وقلبه ، حل بيني وبين الشّيطان ونزغه ، وبين ما لا طاقة لي به من أحد من عبادك ، كفّ عنّي ألسنتهم ، وأغلل أيديهم وأرجلهم ، واجعل بيني وبينهم سدّا من نور عظمتك ، وحجابا من قوّتك ، وجندا من سلطانك إنّك حيّ قادر.

اللهمّ أغش عنّي أبصار النّاظرين حتّى أرد الموارد ، وأغش عنّي أبصار النّور (1) ، وأبصار الظّلمة ، وأبصار المريدين بي السّوء ، حتّى لا أبالي عن أبصارهم ، يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار ، يقلّب الله اللّيل والنّهار إنّ في ذلك لعبرة لأولي الأبصار.

بسم الله الرّحمن الرّحيم كهيعص.

بسم الله الرّحمن الرّحيم حم عسق كماء أنزلناه من السّماء فاختلط به

__________________

(1) لعلّه أراد أن يكفيه الله شرّ من يكيده في غلس الليل وفي وضح النهار.

٢٠٣

نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرّياح. هو الله الّذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشّهادة هو الرّحمن الرّحيم. يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظّالمين من حميم ولا شفيع يطاع ، علمت نفس ما أحضرت ، فلا أقسم بالخنّس الجوار الكنّس ، واللّيل إذا عسعس والصّبح إذا تنفّس ، ص والقرآن ذي الذّكر ، بل الّذين كفروا في عزّة وشقاق.

وكان يقول ثلاثا :

شاهت الوجوه ، وعميت الأبصار ، وكلّت الألسن ، جعلت خيرهم بين عينيهم ، وشرّهم تحت قدميهم ، وخاتم سليمان بين أكتافهم ، سبحان الله القادر القاهر ، الكافي فسيكفيكهم الله وهو السّميع العليم ، صبغة الله ، ومن أحسن من الله صبغة كهيعص ، اكفنا ، حمعسق ، احمنا وارحمنا ، هو الله القادر القاهر القويّ الكافي ، وجعلنا من بين أيديهم سدّا ومن خلفهم سدّا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ، أولئك الّذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم ، واولئك هم الغافلون ، وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين الطّيّبين الطّاهرين ، إنّه من سليمان وإنّه بسم الله الرّحمن الرّحيم ألاّ تعلوا عليّ وأتوني مسلمين. اللهمّ إنّي أسألك أن تقضي حاجتي ، وتغفر ذنوبي فإنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت برحمتك يا أرحم الرّاحمين ، وعنت الوجوه للحيّ القيّوم ، وقد خاب من حمل ظلما يا حيّ يا قيّوم ، يا ذا الجلال والإكرام (1) .

__________________

(1) الصحيفة العلوية الثانية : 52 ، نقلا عن الكلم الطيّب للسيّد عليخان المدني.

٢٠٤

دعاؤه عليه‌السلام

في الاعتصام بالله

واعتصم الإمام عليه‌السلام بالله تعالى كأعظم ما يكون الاعتصام ، وكان من دعائه في ذلك قوله :

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو ، الباعث ، الوارث.

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو القائم على كلّ نفس بما كسبت.

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو الّذي قال للسّماوات والأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين.

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو ، لا تأخذه سنة ولا نوم.

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو الرّحمن على العرش استوى ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور.

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو له ما في السّماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثّرى.

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو يرى ولا يرى وهو بالمنظر الأعلى ، ربّ الآخرة والأولى.

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو الّذي ذلّ كلّ شيء لملكه

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو الّذي خضع كلّ شيء لعظمته ، اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو في علوّه دان ، وفي دنوّه عال ، وفي سلطانه قويّ.

٢٠٥

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو البديع الرّفيع ، الحيّ الدّائم الباقي ، الّذي لا يزول.

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو الّذي لا تصف الألسن قدرته.

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم لا تأخذه سنة ولا نوم.

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو الحنّان المنّان ذو الجلال والإكرام.

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو الواحد الأحد الفرد الصّمد الّذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد.

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو أكرم الأكرمين ، الكبير الأكبر ، العليّ الأعلى.

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو بيده الخير كلّه ، وهو على كلّ شيء قدير.

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو يسبّح له ما في السّماوات وما في الأرض ، كلّ له قانتون.

اعتصمت بالله الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ ، الحكيم ، السّميع ، العليم ، الرّحمن ، الرّحيم.

اللهمّ إنّي أسألك وأنت أعلم بمسألتي ، وأطلب إليك وأنت العالم بحاجتي ، وأرغب إليك وأنت منتهى رغبتي ، فيا عالم الخفيّات ، وسامك السّماوات ، ودافع البليّات ، ومطلب الحاجات ، ومعطي السّؤلات صلّ على محمّد خاتم النّبيّين ،

٢٠٦

وعلى آله الطّيّبين الطّاهرين.

اللهمّ اغفر لي خطيئتي وإسرافي في أمري كلّه وما أنت أعلم به منّي.

اللهمّ اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وجدّي فكلّ ذلك عندي.

اللهمّ اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدّم ، وأنت المؤخّر ، وأنت على كلّ شيء قدير (1) .

أرأيتم هذا الاعتصام والالتجاء إلى الله تعالى؟ لقد انقطع هذا الإمام العظيم إلى الله وتمسّك بطاعته ، فقد استوعب حبّه لله وخشيته منه جميع آفاق نفسه.

__________________

(1) الصحيفة العلوية : 102 ـ 106. مهج الدعوات : 133 ـ 134.

٢٠٧
٢٠٨

ادعيته في اللّيالي والأيّام المباركة وغيرها

٢٠٩
٢١٠

استوعب حبّ الله تعالى قلب الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام فقد هام في ذكره ودعائه ، وانقطع إليه ، ففي كلّ فترة من حياته كان يلهج بذكر الله تعالى ويناجيه ويدعوه ضارعا مستكينا ، وقد أثرت عنه كوكبة من الأدعية الشريفة في الليالي والأيام المباركة كان منها ما يلي :

دعاؤه عليه‌السلام

في ليلة الجمعة

من الليالي الشريفة في الإسلام ليلة الجمعة ، وكان الإمام عليه‌السلام يدعو الله تعالى فيها بهذا الدعاء الجليل :

اللهمّ إنّي أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي ، وتجمع بها شملي ، وتلمّ بها شعثي ، وتحفظ بها غائبي ، وتصلح بها شاهدي ، وتزكّي بها عملي ، وتلهمني بها رشدي ، وتعصمني بها من كلّ سوء.

اللهمّ اعطني إيمانا صادقا ، ويقينا خالصا ، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدّنيا والآخرة.

اللهمّ إنّي أسألك الفوز في القضاء ومنازل العلماء ، وعيش السّعداء ، والنّصر

٢١١

على الأعداء.

اللهمّ إنّي أنزلت بك حاجتي ، وإن ضعف عملي فقد افتقرت إلى رحمتك فأسألك يا قاضي الأمور ، ويا شافي الصّدور ، كما تحجز بين البحور أن تجيرني من عذاب السّعير ، ومن دعوة الثّبور ، ومن فتنة القبور.

اللهمّ وما قصرت عنه مسألتي ، ولم تبلغه منيتي ، ولم تحط به مسألتي من خير وعدته أحدا من خلقك فإنّي أرغب إليك فيه. اللهمّ يا ذا الحبل الشّديد ، والأمر الرّشيد ، أسألك الأمن يوم الوعيد ، والجنّة يوم الخلود مع المقرّبين الشّهود ، والرّكّع السّجود ، الموفين بالعهود إنّك رحيم ودود ، وإنّك تفعل ما تريد.

اللهمّ اجعلنا هادين مهديّين ، غير ضالّين ولا مضلّين ، سلما لأوليائك ، وحربا لأعدائك ، نحبّ بحبّك التّائبين ، ونعادي بعداوتك من خالفك.

اللهمّ هذا الدّعاء وعليك الاستجابة ، وهذا الجهد وعليك التّكلان.

اللهمّ اجعل لي نورا في قلبي ، ونورا في قبري ، ونورا بين يديّ ، ونورا تحتي ، ونورا فوقي ، ونورا في سمعي ، ونورا في بصري ، ونورا في شعري ، ونورا في بشري ، ونورا في لحمي ، ونورا في دمي ، ونورا في عظامي.

اللهمّ اعظم لي النّور. سبحان الّذي تأزّر بالمجد ، وتكرّم به ، سبحان من لا ينبغي التّسبيح إلاّ له ، سبحان ذي الفضل والنّعم ، سبحان ذي المجد والكرم ، سبحان ذي الجلال والإكرام (1) .

__________________

(1) الصحيفة العلوية الثانية : 172 ـ 174 ، نقلا عن كتاب عدّة السفر وعمدة الحضر للشيخ الطبرسي.

٢١٢

دعاؤه عليه‌السلام

في ليلة الفطر

من الليالي الجليلة التي يستحبّ إحياؤها بالصلاة وذكر الله تعالى ليلة عيد الفطر ، فقد ورد فيها استحباب صلاة ركعتين يقرأ في الركعة الاولى سورة الفاتحة ، وألف مرّة سورة التوحيد ، وفي الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة التوحيد مرّة واحدة ، ثمّ يدعو بهذا الدعاء نصّ على ذلك الإمام الأعظم جعفر الصادق عليه‌السلام ونسبه إلى جدّه الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وذكر أنّ المصلّي بعد الفراغ من صلاته لا يسأل شيئا من الله إلاّ أعطاه ، وهذا نصّ الدعاء :

يا الله ، يا الله ، يا الله ، يا رحمن يا الله ، يا ملك يا الله ، يا قدّوس يا الله ، يا سلام يا الله ، يا مؤمن يا الله ، يا مهيمن يا الله ، يا عزيز يا الله ، يا جبّار يا الله ، يا متكبّر يا الله ، يا خالق يا الله ، يا بارئ يا الله ، يا مصوّر يا الله ، يا عالم يا الله ، يا عظيم يا الله ، يا عليم يا الله ، يا كريم يا الله ، يا حليم يا الله ، يا حكيم يا الله ، يا سميع يا الله ، يا بصير يا الله ، يا قريب يا الله ، يا مجيب يا الله ، يا جواد يا الله ، يا واحد يا الله ، يا وليّ يا الله ، يا وفيّ يا الله ، يا مولى يا الله ، يا قاضي يا الله ، يا سريع يا الله ، يا شديد يا الله ، يا رءوف يا الله ، يا رقيب يا الله ، يا مجيب يا الله ، يا جواد يا الله ، يا ماجد يا الله ، يا عليّ يا الله ، يا حفيظ يا الله ، يا محيط يا الله ، يا سيّد السّادات يا الله ، يا أوّل يا الله ، يا آخر يا الله ، يا ظاهر يا الله ، يا باطن يا الله ، يا فاخر يا الله ، يا قاهر يا الله ، يا ربّاه يا الله ، يا ربّاه يا الله ، يا ربّاه يا الله ،

٢١٣

يا ودود يا الله ، يا نور يا الله ، يا دافع يا الله ، يا مانع يا الله ، يا فاتح يا الله ، يا نفّاع يا الله ، يا جليل يا الله ، يا جميل يا الله ، يا شهيد يا الله ، يا شاهد يا الله ، يا حبيب يا الله ، يا فاطر يا الله ، يا مطهّر يا الله ، يا مالك يا الله ، يا مقتدر يا الله ، يا قابض يا الله ، يا باسط يا الله ، يا محيي يا الله ، يا مميت يا الله ، يا مجيب يا الله ، يا باعث يا الله ، يا معطي يا الله ، يا مفضل يا الله ، يا منعم يا الله ، يا حقّ يا الله ، يا مبين يا الله ، يا طيّب يا الله ، يا معيد يا الله ، يا محسن يا الله ، يا مبدئ يا الله ، يا معيد يا الله ، يا بارئ يا الله ، يا بديع يا الله ، يا هادي يا الله ، يا كافي يا الله ، يا شافي يا الله ، يا عليّ يا الله ، يا حنّان يا الله ، يا منّان يا الله ، يا ذا الطّول يا الله ، يا متعالي يا الله ، يا عدل يا الله ، يا ذا المعارج يا الله ، يا صادق يا الله ، يا ديّان يا الله ، يا باقي يا الله ، يا ذا الجلال يا الله ، يا ذا الإكرام يا الله ، يا معبود يا الله ، يا محمود يا الله ، يا صانع يا الله ، يا معين يا الله ، يا مكوّن يا الله ، يا فعّال يا الله ، يا لطيف يا الله ، يا غفور يا الله ، يا شكور يا الله ، يا نور يا الله ، يا حنّان يا الله ، يا قدير يا الله ، يا ربّاه يا الله ، يا ربّاه يا الله ، يا ربّاه يا الله ، يا ربّاه يا الله ، يا ربّاه يا الله ، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وتمنّ عليّ برضاك وتعفو عنّي بحلمك ، وتوسّع عليّ من رزقك الحلال الطّيّب من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب فإنّي عبدك ليس لي أحد سواك ولا أجد أحدا أسأله غيرك يا أرحم الرّاحمين ، ما شاء الله لا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.

وبعد تلاوة هذا الدعاء يسجد المصلّي ويقول في سجوده :

يا الله ، يا الله ، يا الله ، يا ربّ ، يا ربّ يا منزل البركات ، بك تنزل

٢١٤

كلّ حاجة أسألك بكلّ اسم في مخزون الغيب عندك والأسماء المشهورات عندك المكتوبة على سرادق عرشك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تقبل منّي شهر رمضان ، وتكتبني في الوافدين إلى بيتك الحرام ، وتصفح لي عن الذّنوب العظام وتستخرج لي يا ربّ كنوزك يا رحمن (1) .

__________________

(1) الصحيفة العلوية الثانية : 233 ـ 236 ، نقلا عن المضمار.

٢١٥

دعاؤه عليه‌السلام

في النصف من رجب

أمّا النصف من رجب فهو من الأيّام المباركة عند الشيعة ، ففي هذا اليوم تستحبّ زيارة سيّد شباب أهل الجنّة الإمام الحسين عليه‌السلام ، ونظرا لعظم هذا اليوم فقد كان الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام يدعو بهذا الدعاء :

اللهمّ يا مذلّ كلّ جبّار عنيد ، ويا معزّ المؤمنين ، أنت كهفى حين تعييني المذاهب ، وأنت يا ربّ خلقتني رحمة بي ، وقد كنت عن خلقي غنيّا ، ولو لا رحمتك لكنت من الهالكين ، وأنت مؤيّدي بالنّصر على أعدائي ، ولو لا نصرك إيّاي لكنت من المقبوحين ، يا مرسل الرّحمة من معادنها ، ويا منشئ البركة من مواضعها ، يا من خصّ نفسه بالسّموّ والرّفعة فأولياؤه بعزّته يتعزّزون ، ويا من وضعت له الملوك بنير (1) المذلّة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون ، أسألك بربوبيّتك الّتي اشتققتها من كبريائك ، وأسألك بكبريائك الّتي اشتققتها من عزّتك ، وأسألك بعزّتك الّتي استويت بها على عرشك فخلقت بها جميع خلقك فهم لك مذعنون ، أن تصلّي على محمّد وأهل بيته. وكان يذكر بعد هذا الدعاء حاجته (2) .

__________________

(1) الخشبة على عنق الثور بأداتها.

(2) الصحيفة العلوية : 161 ـ 162.

٢١٦

دعاؤه عليه‌السلام

في شهر شعبان

من الأشهر الكريمة في الإسلام شهر شعبان ، ففي الثالث منه ولادة أبي الأحرار الإمام الحسين ، وفي نصفه ولادة المصلح الأعظم قائم آل محمّد عليه‌السلام ، وفي نصفه أيضا زيارة الإمام الحسين عليه‌السلام ، وكان الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام يدعو فيه بهذا الدعاء :

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد واسمع دعائي إذا دعوتك ، واسمع ندائي إذا ناديتك ، وأقبل عليّ إذا ناجيتك ، فقد هربت إليك ، ووقفت بين يديك مستكينا لك ، متضرّعا إليك ، راجيا لما لديك ثوابي ، وتعلم ما في نفسي ، وتخبر حاجتي ، وتعرف ضميري ، ولا يخفى عليك أمر منقلبي ومثواي ، وما أريد أن أبدئ به من منطقي ، وأتفوّه به من طلبتي ، وأرجوه لعاقبتي ، وقد جرت مقاديرك عليّ يا سيّدي فيما يكون منّي إلى آخر عمري من سريرتي وعلانيتي ، وبيدك لا بيد غيرك زيادتي ونقصي ونفعي وضرّي.

إلهي إن حرمتني فمن ذا الّذي يرزقني ، وإن خذلتني فمن ذا الّذي ينصرني.

إلهي أعوذ بك من غضبك وحلول سخطك.

إلهي إن كنت غير مستأهل لرحمتك فأنت أهل أن تجود عليّ بفضل سعتك.

إلهي كأنّي بنفسي واقفة بين يديك ، وقد أظلّها حسن توكّلي عليك ، ففعلت

٢١٧

ما أنت أهله وتغمّدتني بعفوك.

إلهي إن عفوت فمن أولى منك بذلك؟ وإن كان قد دنا أجلي ولم يدنني منك عملي فقد جعلت الإقرار بالذّنب إليك وسيلتي.

إلهي قد جرت على نفسي بالنّظر لها فلها الويل! إن لم تغفر لها.

إلهي لم يزل برّك عليّ أيّام حياتي فلا تقطع برّك عنّي في مماتي.

إلهي كيف آيس من حسن نظرك لي بعد مماتي وأنت لم تولّني إلاّ الجميل في حياتي.

إلهي تولّ من أمري ما أنت أهله ، وعد بفضلك على مذنب قد غمره جهله.

إلهي قد سترت عليّ ذنوبا في الدّنيا ، وأنا أحوج إلى سترها عليّ منك في الأخرى. إلهي قد أحسنت إليّ إذ لم تظهرها لأحد من عبادك الصّالحين فلا تفضحني يوم القيامة على رءوس الأشهاد.

إلهي جودك بسط أملي ، وعفوك أعظم من عملي. إلهي فسرّني بلقائك يوم تقضي فيه بين عبادك.

إلهي اعتذاري إليك اعتذار من لم يستغن عن قبول عذره فاقبل عذري يا كريم ، يا أكرم من اعتذر إليه المسيئون.

إلهي لا تردّ حاجتي ، ولا تخيّب طمعي ، ولا تقطع منك رجائي وأملي.

إلهي لو أردت هواني لم تهدني ، ولو أردت فضيحتى لم تعافني. إلهي ما أظنّك تردّني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك. إلهي فلك الحمد أبدا أبدا دائما سرمدا يزيد ولا يبيد كما تحبّ وترضى. إلهي إن أخذتني بجرمي أخذتك بعفوك ، وإن أخذتني بذنوبي أخذتك بمغفرتك ، وإن أدخلتني النّار أعلمت أهلها

٢١٨

أنّي احبّك.

إلهي إن كان قد صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي. إلهي كيف أنقلب من عندك بالخيبة محروما وقد كان حسن ظنّي بجودك أن تقلبني بالنّجاة مرحوما ، إلهي وقد أفنيت عمري في شرّة السّهو عنك ، وأبليت شبابي في سكرة التّباعد منك. إلهي فلم أستيقظ أيّام اغتراري بك ، وركوني إلى سبيل سخطك.

إلهي وأنا عبدك وابن عبديك قائم بين يديك ، متوسّل بكرمك إليك. إلهي أنا عبد أتنصّل إليك ممّا كنت اواجهك به من قلّة استحيائي من نظرك ، وأطلب العفو منك إذ العفو نعت لكرمك.

إلهي لم يكن لي حول فأنتقل به عن معصيتك إلاّ في وقت أيقظتني لمحبّتك وكما أردت أن أكون كنت فشكرتك بادخالي في كرمك ، ولتطهير قلبي من أوساخ الغفلة عنك.

إلهي انظر إليّ نظر من ناديته فاجابك ، واستعملته بمعونتك فأطاعك ، يا قريبا لا يبعد عن المغترّ به ، ويا جوادا لا يبخل عمّن رجى ثوابه. إلهي هب لي قلبا يدنيه منك شوقه ، ولسانا يرفع إليك صدقه ، ونظرا يقرّبه منك حقّه.

إلهي إنّ من تعرّف بك غير مجهول ، ومن لاذ بك غير مخذول ، ومن أقبلت عليه غير مملول. إلهي إنّ من انتهج بك لمستنير ، وإنّ من اعتصم بك لمستجير وقد لذت بك يا إلهي فلا تخيّب ظنّي من رحمتك ولا تحجبني عن رأفتك.

إلهي أقمني في أهل ولايتك مقام من رجا الزّيادة من محبّتك. إلهي وألهمني ولها بذكرك إلى ذكرك ، واجعل همّي في روح نجاح أسمائك ومحلّ قدسك. إلهي بك عليك ـ أي أقسم ـ إلاّ ألحقتني بمحلّ أهل طاعتك ، والمثوى الصّالح من مرضاتك

٢١٩

فإنّي لا أقدر لنفسي دفعا ، ولا أملك لها نفعا.

إلهي أنا عبدك الضّعيف المذنب ، ومملوكك المنيب فلا تجعلني ممّن صرفت عنه وجهك ، وحجبه سهوه عن عفوك. إلهي هب لى كمال الانقطاع إليك ، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتّى تخرق أبصار القلوب حجب النّور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلّقة بعزّ قدسك.

إلهي واجعلني ممّن ناديته فأجابك ، ولاحظته فصعق لجلالك فناجيته سرّا ، وعمل لك جهرا.

إلهي لم أسلّط على حسن ظنّي قنوط الأياس ، ولا انقطع رجائي من جميل كرمك.

إلهي إن كانت الخطايا قد أسقطتني لديك فاصفح عنّي بحسن توكّلي عليك. إلهي إن حطّتني الذّنوب من مكارم لطفك فقد نبّهني اليقين إلى كرم عفوك.

إلهي إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد نبّهتني المعرفة بكرم آلائك.

إلهي إن دعاني إلى النّار عظيم عقابك فقد دعاني إلى الجنّة جزيل ثوابك.

إلهي فلك أسأل وإليك أبتهل وأرغب وأسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تجعلني ممّن يديم ذكرك ، ولا ينقض عهدك ، ولا يغفل عن شكرك ، ولا يستخفّ بأمرك.

إلهي وألحقني بنور عزّك الأبهج فأكون لك عارفا ، وعن سواك منحرفا ، ومنك خائفا مراقبا ، يا ذا الجلال والإكرام ، وصلّى الله على محمّد رسوله وآله الطّاهرين وسلّم تسليما كثيرا (1) .

__________________

(1) الصحيفة العلوية : 162 ـ 169.

٢٢٠