موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الجزء ٤

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام0%

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام مؤلف:
المحقق: باقر شريف القرشي
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
ISBN: 964-94388-6-3
الصفحات: 310

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

مؤلف: باقر شريف القرشي
المحقق: باقر شريف القرشي
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف:

ISBN: 964-94388-6-3
الصفحات: 310
المشاهدات: 127173
تحميل: 5406


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 310 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 127173 / تحميل: 5406
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الجزء 4

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
ISBN: 964-94388-6-3
العربية

وأخلصهم له أنّ الإمام عليه‌السلام كان يقول في سجوده :

اناجيك يا سيّدي كما يناجي العبد الذّليل مولاه ، وأطلب إليك طلب من يعلم أنّك تعطي ، ولا ينقص ممّا عندك شيء ، وأستغفرك استغفار من يعلم أنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت ، وأتوكّل عليك توكّل من يعلم أنّك على كلّ شيء قدير (1) .

2 ـ روى الإمام الصادق عليه‌السلام أنّ جدّه أمير المؤمنين عليه‌السلام كان يقول في سجوده :

اللهمّ إنّي أعوذ بك أن تبتليني ببليّة تدعوني ضرورتها على أن أتلوّث بشيء من معاصيك.

اللهمّ ولا تجعل لي حاجة إلى أحد من شرار خلقك ولئامهم ، فإن جعلت لي حاجة إلى أحد من خلقك فاجعلها إلى أحسنهم وجها ، وخلقا ، وخلقا ، وأسخاهم بها نفسا ، وأطلقهم بها لسانا ، وأسمحهم بها كفّا ، وأقلّهم بها عليّ امتنانا (2) .

3 ـ من أدعيته الشريفة التي كان يدعو بها في سجوده :

اللهمّ ارحم ذلّي بين يديك ، وتضرّعي إليك ، ووحشتي من النّاس ، وانسي بك يا كريم ، فإنّي عبدك أتقلّب في قبضتك ، يا ذا المنّ والفضل والجود والغناء والكرم ، ارحم ضعفي وشيبتي من النّار يا كريم (3) .

__________________

(1) أمالي الصدوق : 255.

(2) قرب الإسناد : 1.

(3) فقه الرضا : 141.

٨١

دعاؤه عليه‌السلام

بعد السجود

روى عديّ بن حاتم الطائي ، وهو من أفذاذ أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ومن خيارهم قال : دخلت على عليّ عليه‌السلام فوجدته قائما يصلّي متغيّرا لونه ، فلم أر مصلّيا بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أكثر ركوعا ولا سجودا منه ، فسعيت نحوه ، فلمّا سمع بحسّي أشار إليّ بيده ، فوقفت حتى صلّى ركعتين أوجزهما ، وأكملهما ، ثمّ سلّم وسجد سجدة أطالها فقلت في نفسي : نام والله ، فرفع رأسه ، ثمّ قال :

لا إله إلاّ الله حقّا حقّا ، لا إله إلاّ الله إيمانا وتصديقا ، لا إله إلاّ الله تعبّدا ورقّا.

يا معزّ المؤمنين بسلطانه ، يا مذلّ الجبّارين بعظمته ، أنت كهفي حين تعييني المذاهب عند حلول النّوائب ، فتضيق عليّ الأرض برحبها ، أنت خلقتني يا سيّدي رحمة منك لي ، ولو لا رحمتك لكنت من الهالكين ، وأنت مؤيّدي بالنّصر على أعدائي ، ولو لا نصرك لكنت من المغلوبين.

يا منشئ البركات من مواضعها ، ومرسل الرّحمة من معادنها ، ويا من خصّ نفسه بالعزّ والرّفعة ، فأولياؤه بعزّه يعتزّون ، ويا من وضع له الملوك نير المذلّة على أعناقهم ، فهم من سطواته خائفون ، أسألك بكبريائك الّتي شققتها من عظمتك ، وبعظمتك الّتي استويت بها على عرشك ، وعلوت بها في خلقك ،

٨٢

فكلّهم خاضع ذليل لعزّتك ، صلّ على محمّد وآله ، وافعل بي أولى الأمرين بك تباركت يا أرحم الرّاحمين (1) .

وحكت هذه الكلمات مدى طاعة الإمام وإخلاصه في عبادته لله تعالى ، فقد أعرض عن جميع ما في الدنيا ، وتعلّق بالله الواحد الأحد الذي لا شريك له.

دعاؤه عليه‌السلام

في قنوت صلاة الفجر

كان الإمام عليه‌السلام يؤدّي صلاة الفجر في مسجده المعروف بمسجد بني كاهل (2) وكان يدعو في قنوته بهذا الدعاء :

اللهمّ إنّا نستعينك ، ونستغفرك ، ونستهديك ، ونؤمن بك ، ونتوكّل عليك ، ونثني عليك بالخير كلّه ، ونخلع ونترك من ينكرك.

اللهمّ إيّاك نعبد ، ولك نصلّي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد (3) ، ونرجو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إنّ عذابك كان بالكافرين محيطا.

اللهمّ اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولّنا فيمن تولّيت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا شرّ ما قضيت ، إنّك تقضي ولا يقضى عليك ، إنّه لا يذلّ من واليت ، ولا يعزّ من عاديت ، تباركت ربّنا وتعاليت ، أستغفرك

__________________

(1) الصحيفة العلوية الثانية : 170.

(2) عفي أثر هذا المسجد ولم يعرف مكانه.

(3) نحفد : أي نسرع.

٨٣

وأتوب إليك.

ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربّنا ولا تحمل علينا إصرا (1) كما حملته على الّذين من قبلنا ، ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به ، وأعف عنّا ، واغفر لنا ، وارحمنا ، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين (2) .

دعاؤه عليه‌السلام

عقيب صلاة الفجر

كان إمام المتّقين عليه‌السلام يسارع إلى الجامع النبوي قبل الفجر حينما كان في يثرب ، وإلى الجامع الأعظم حينما كان في الكوفة فيؤدّي صلاة الليل والنوافل ويعقّب بذكر الله تعالى ، وكان يدعو بهذا الدعاء الجليل عقيب صلاة الصبح كما كان يدعو به في المهمّات ، وكان يدعو به الأئمّة الطاهرون من أبنائه ، وهذا نصّه :

اللهمّ إنّي أسألك يا مدرك الهاربين ، ويا ملجأ الخائفين ، ويا غياث المستغيثين.

اللهمّ إنّي أسألك بمعاقد العزّ من عرشك ، ومنتهى الرّحمة من كتابك ، وباسمك العظيم الأعظم ، الكبير الأكبر ، الطّاهر المطهّر ، القدّوس المبارك ، ولو أنّ ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إنّ الله عزيز حكيم ، يا الله ـ وكان يقول بذلك عشر مرّات ـ ، يا ربّاه

__________________

(1) الإصر : الذنب.

(2) الصحيفة العلوية الثانية : 74.

٨٤

- وكان يقول بذلك عشر مرّات.

يا مولاه ، يا غاية رغبتاه ، يا هو ، يا من هو ، يا من لا يعلم ما هو إلاّ هو ، ولا كيف هو إلاّ هو ، يا ذا الجلال والإكرام والإفضال والإنعام ، يا ذا الملك والملكوت ، يا ذا العزّ والكبرياء ، والعظمة والجبروت ، يا حيّ لا يموت ، يا من علا فقهر ، يا من ملك فقدر ، يا من عبد فشكر ، يا من عصي فستر ، يا من لا يحيط به الفكر ، يا رازق البشر ، يا مقدّر القدر ، يا محصي قطر المطر ، يا دائم الثّبات ، يا مخرج النّبات ، يا قاضي الحاجات ، يا منجح الطّلبات ، يا جاعل البركات ، يا محيي الأموات ، يا رافع الدّرجات ، يا راحم العبرات ، يا مقيل العثرات ، يا كاشف الكربات ، يا نور الأرض والسّماوات ، يا صاحب كلّ غريب ، يا شاهدا لا يغيب ، يا مؤنس كلّ وحيد ، يا ملجأ كلّ طريد ، يا راحم الشّيخ الكبير ، يا عصمة الخائف المتسجير ، يا مغني البائس الفقير ، يا فاكّ العاني الأسير ، يا من لا يحتاج إلى التّفسير ، يا من هو بكلّ شيء خبير ، يا من هو على كلّ شيء قدير ، يا عالي المكان ، يا شديد الأركان ، يا من ليس له ترجمان ، يا نعم المستعان ، يا قديم الإحسان ، يا من هو كلّ يوم في شأن ، يا من لا يخلو منه مكان ، يا أجود الأجودين ، يا أكرم الأكرمين ، يا أسمع السّامعين ، يا أبصر النّاظرين ، يا أسرع الحاسبين ، يا وليّ المؤمنين ، يا يد الواثقين ، يا ظهر اللاّجئين ، يا غياث المستغيثين ، وجار المستجيرين ، يا ربّ الأرباب ، يا مسبّب الأسباب ، يا مفتّح الأبواب ، يا معتق الرّقاب ، يا منشئ السّحاب ، يا وهّاب ، يا توّاب ، يا من حيث ما دعي أجاب ، يا فالق الإصباح ، يا باعث الأرواح ، يا من بيده كلّ مفتاح ، يا سابغ النّعم ، يا دافع النّقم ، يا بارئ

٨٥

النّسم ، يا جامع الأمم ، يا ذا الجود والكرم ، يا عماد من لا عماد له ، يا سند من لا سند له ، يا عزّ من لا عزّ له ، يا حرز من لا حرز له ، يا غياث من لا غياث له ، يا جزيل العطاء ، يا جميل الثّناء ، يا حليما لا يعجل ، يا عليما لا يجهل ، يا جوادا لا يبخل ، يا قريبا لا يغفل ، يا صاحبي في وحدتي ، يا عدّتي في شدّتي ، يا كهفي حين تعييني المذاهب ، وتخذلني الأقارب ، ويسلمني كلّ صاحب ، يا رجائي في المضيق ، يا ركني الشّديد ، يا إلهي بالتّحقيق ، يا ربّ البيت العتيق ، يا شفيق يا رفيق ، اكفني ما اطيق وما لا اطيق ، وفكّني من حلق الضّيق إلى فرجك القريب ، واكفني ما أهمّني وما لا يهمّني من أمر دنياي وآخرتي برحمتك يا أرحم الرّاحمين (1) .

وحكى هذا الدعاء مدى تذلّل الإمام عليه‌السلام أمام الله تعالى وانقطاعه إليه ، وعبوديّته المطلقة له.

__________________

(1) البلد الأمين : 494 و495.

٨٦

ادعيته عليه‌السلام

في الاستغفار عقيب صلاة الفجر

وكان الإمام عليه‌السلام يدعو الله بهذا الدعاء الجليل عقيب صلاة الفجر ، ويستغفر الله سبعين مرّة حافلة بآيات التعظيم والتبجيل له تعالى شأنه ، وهذا نصّ الدعاء مع الاستغفار :

1

اللهمّ إنّي اثني عليك بمعونتك على ما نلت به من الثّناء عليك ، وأقرّ لك على نفسي بما أنت أهله ، والمستوجب له في قدر فساد نيّتي ، وضعف يقيني.

اللهمّ نعم الإله أنت ، ونعم الرّبّ أنت وبئس المربوب أنا ، ونعم المولى أنت وبئس العبد أنا ، ونعم المالك أنت وبئس المملوك أنا ، فكم قد أذنبت فعفوت عن ذنبي ، وكم قد أجرمت فصفحت عن جرمي ، وكم قد أخطأت فلم تؤاخذني ، وكم قد تعمّدت فتجاوزت عنّي ، وكم قد عثرت فأقلتني عثرتي ، ولم تؤاخذني على غرّتي ، فأنا الظّالم لنفسي ، المقرّ بذنبي ، المعترف بخطيئتي ، فيا غافر الذّنوب أستغفرك لذنبي ، وأستقيلك لعثرتي ، فأحسن إجابتي ، فإنّك أهل الإجابة وأهل التّقوى وأهل المغفرة.

وحفل هذا المقطع بالثناء على الله تعالى ، وطلب العفو منه وذكر ما أسداه عليه من النعم والألطاف ، ويستمرّ الإمام بالاستغفار فيقول بخضوع وخشوع :

٨٧

2

اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب قوي بدني عليه بعافيتك ، أو نالته قدرتي بفضل نعمتك ، أو بسطت إليه يدي بتوسعة رزقك ، أو احتجبت فيه من النّاس بسترك ، أو اتّكلت فيه عند خوفي منه على أناتك ، ووثقت من سطوتك عليّ فيه بحلمك ، وعوّلت فيه على كرم عفوك ، فصلّ على محمّد وآله ، واغفره لي يا خير الغافرين.

طلب الإمام عليه‌السلام بهذه الكلمات من الله تعالى أن يغفر له ويعفو عنه ، كما ذكر الأسباب التي تؤدّي العبد إلى الذنب ، واقتراف الخطيئة. ويستمرّ الإمام عليه‌السلام في استغفاره :

3

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يدعو إلى غضبك ، أو يدني من سخطك ، أو يميل بي إلى ما نهيتني عنه ، أو ينأى بي عمّا دعوتني إليه فصلّ على محمّد وآله ، واغفره لي يا خير الغافرين.

بهذه الكلمات يتعوّذ الإمام عليه‌السلام من الذنوب التي تدعو إلى غضب الله وتحيل به إلى سخطه ، وإلى ما ينهى عنه.

4

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب استملت إليه أحدا من خلقك بغوايتي ، أو خدعته بحيلتي فعلّمته منه ما جهل ، وعمّيت عليه منه ما علم ، ولقيتك غدا بأوزاري ، وأوزار مع أوزاري ، فصلّ على محمّد وآله ، واغفره لي يا خير الغافرين.

٨٨

طلب الإمام عليه‌السلام من الله أن يعفو عن الذنوب التي تقترف من أجل استمالة الناس وجلب عواطفهم ، ثمّ يستمرّ الإمام بالاستغفار.

5

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يدعو إلى الغيّ ، ويضلّ عن الرّشد ، ويقلّ الرّزق ، ويمحق البركة ، ويخمل الذّكر ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

لقد استغفر الإمام عليه‌السلام من الذنوب التي تدعو إلى الغيّ وتصدّ عن الطريق القويم ، والتي تقلّل الرزق وتمحق البركة وتخمل الذكر ، ويقول عليه‌السلام :

6

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب أتعبت فيه جوارحي في ليلي ونهاري ، وقد استترت فيه من عبادك بستري ، ولا ستر إلاّ ما سترتني ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره يا خير الغافرين.

ويستغفر الإمام سلام الله عليه من الذنوب والآثام التي يستتر فيها الناس لئلا يطّلع عليها أحد فتوجب سقوط المقترف بها من أعينهم.

7

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب رصدني فيه أعدائي لهتكي فصرفت كيدهم عنّي ، ولم تعنهم على فصيحتي ، كأنّي لك وليّ فنصرتني ، وإلى متى يا ربّ أعصي فتمهلني ، وطالما عصيتك فلم تؤاخذني ، وسألتك على سوء فعلي فأعطيتني ، فأيّ شكر

٨٩

يقوم عندك بنعمة من نعمك عليّ ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

طلب إمام المتّقين من الله تعالى العفو عن الذنوب التي يترصّدها الأعداء لهتك الشخص وفضيحته ، ويقدّم الإمام عليه‌السلام شكره إلى الله تعالى على ألطافه وفضله المستمرّين عليه.

8

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب قدّمت إليك فيه توبتي ، ثمّ واجهت بتكرّم قسمي بك ، وأشهدت على نفسي بذلك أولياءك من عبادك أنّي غير عائد إلى معصيتك ، فلمّا قصدني بكيده الشّيطان ، ومال بي إلى الخذلان ، ودعتني نفسي إلى العصيان استترت حياء من عبادك جرأة منّي عليك ، وأنا أعلم أنّه لا يكنّني منك ستر ولا باب ، ولا يحجب نظرك إليّ حجاب ، فخالفتك في المعصية إلى ما نهيتني عنه ، ثمّ كشفت السّتر عنّي ، وساويت أولياءك كأنّي لم أزل لك طائعا ، وإلى أمرك مسارعا ، ومن وعيدك فازعا ، فلبّست على عبادك ، ولا يعرف بسريرتي غيرك ، فلم تسمني بغير سمتهم ، بل أسبغت عليّ مثل نعمهم ، ثمّ فضّلتني في ذلك عليهم ، حتّى كأنّي عندك في درجتهم ، وما ذلك إلاّ بحلمك وفضل نعمتك ، فلك الحمد مولاي ، فأسألك يا الله كما سترته عليّ في الدّنيا أن لا تفضحني به في القيامة يا أرحم الرّاحمين.

ويستغفر الإمام العظيم عليه‌السلام من الذنوب التي يعلن فيها الإنسان توبته منها ، ثمّ يقسم على أن لا يعود إليها ، فيغريه الشيطان ويغويه على العودة إليها ، ولكنّ الله تعالى بفضله يسترها عليه ، ولم يفضحه بين عباده.

٩٠

9

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب سهرت له ليلي في التّأنّي لإتيانه ، والتّخلّص إلى وجوده حتّى إذا أصبحت تخطّيت إليك بحلية الصّالحين ، وأنا مضمر خلاف رضاك يا ربّ العالمين ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

ويستغفر الإمام عليه‌السلام من الذنوب التي يسهر الإنسان فيها لياليه على الدنيا ولكنّه إذا أصبح برز بزيّ الصالحين كأنّه لم يقترف شيئا.

10

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب ظلمت بسببه وليّا من أوليائك ، أو نصرت به عدوّا من أعدائك ، أو تكلّمت فيه بغير محبّتك ، أو نهضت فيه إلى غير طاعتك ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

واستغفر الإمام من الذنوب التي يقترفها بعض الناس والتي تؤدّي إلى ظلم وليّ من أولياء الله تعالى ، كما استغفر من الذنوب التي ينصر بها عدوّا من أعداء الله تعالى ، وغير ذلك من الخطايا التي ذكرها عليه‌السلام .

11

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب نهيتني عنه فخالفتك إليه ، أو حذّرتني إيّاه فأقمت عليه ، أو قبّحته لي فزيّنته لنفسي ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

استغفر الإمام عليه‌السلام من كلّ ذنب يعمله بعض الناس وقد نهاهم الله تعالى عنه

٩١

وحذّرهم منه فاقترفوه لأنّ النفس الأمّارة بالسوء قد دفعتهم إليه.

12

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب نسيته فأحصيته ، وتهاونت به فأثبتّه ، وجاهرتك فيه فسترته عليّ ، ولو تبت إليك منه لغفرته ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

استغفر الإمام عليه‌السلام من الذنوب التي ينساها الإنسان ، ولكنّ الله تعالى أحصاها وأثبتها ، ولو علم بها لأستغفر منها.

13

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب توقّعت فيه ـ قبل انقضائه ـ تعجيل العقوبة ، فأمهلتني ، وأدليت عليّ سترا فلم آل في هتكه عنّي جهدا ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين .

استغفر الإمام عليه‌السلام من الذنوب التي يتوقّع فيها تعجيل العقوبة ، ولكنّ الله تعالى بلطفه ورحمته يؤخّر نقمته ويمهل عبده.

14

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يصرف عنّي رحمتك ، أو يحلّ بي نقمتك ، أو يحرمني كرامتك ، أو يزيل عنّي نعمتك ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

استغفر الإمام من الذنوب التي تصرف رحمة الله تعالى عن العبد وتحلّ به

٩٢

نقمته وتحرمه كرامته.

15

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يورث الفناء ، أو يحلّ البلاء ، أو يشمت الأعداء ، أو يكشف الغطاء ، أو يحبس قطر السّماء ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

استعاذ الإمام عليه‌السلام بالله تعالى من بعض الذنوب التي تورث الفناء ، وتحلّ البلاء ، وتؤدّي إلى شماتة الأعداء.

16

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب عيّرت به أحدا من خلقك ، أو قبّحته من فعل أحد من بريّتك ، ثمّ تقحّمت عليه ، وانتهكته جرأة منّي على معصيتك ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

استعاذ الإمام عليه‌السلام من بعض الذنوب التي ينتقم الله بها ممّن يقترفها ويتعمّدها.

17

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب تبت إليك منه وأقدمت على فعله فاستحييت منك وأنا عليه ، ورهبتك وأنا فيه ، ثمّ استقلتك منه وعدت إليه ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

استعاذ عليه‌السلام من الذنوب التي يقترفها الإنسان ثمّ يعلن توبته عنها ثمّ يعود إليها.

٩٣

18

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب تورّك عليّ ، ووجب في فعلي بسبب عهد عاهدتك عليه ، أو عقد عقدته لك ، أو ذمّة آليت بها من أجلك لأحد من خلقك ، ثمّ نقضت ذلك من غير ضرورة لرغبتي فيه ، بل استزلّني عن الوفاء به البطر ، واستحطّني عن رعايته الأشر ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

استعاذ الإمام عليه‌السلام من العهد الذي قطعه الإنسان على نفسه أو العقد الذي يعقده لأحد من الخلق ثمّ ينقض ذلك ولا يفي به ، فإنّه من أفحش الذنوب.

19

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب لحقني بسبب نعمة أنعمت بها عليّ فقويت بها على معصيتك ، وخالفت بها أمرك ، وقدمت بها على وعيدك ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين .

ذكر عليه‌السلام بعض الذنوب التي يقترفها الإنسان بسبب نعمة من نعم الله تعالى أسداها عليه فخالف أمر الله وصرفها في معاصيه.

20

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب قدّمت فيه شهوتي على طاعتك ، وآثرت فيه محبّتي على أمرك ، وأرضيت نفسي فيه بسخطك ، إذ أرهبتني منه بهيبتك ، وقدّمت إليّ فيه بأعذارك ، واحتجبت عليّ فيه بوعيدك ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

استغفر الإمام من الذنوب التي يقترفها الإنسان فيقدّم فيها شهواته على طاعة

٩٤

الله ، أو أرضى فيه الإنسان نفسه بسخط الله تعالى.

21

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب علمته من نفسي ، أو نسيته ، أو ذكرته ، أو تعمّدته ، أو أخطأته ، ممّا لا أشكّ أنّك سائل عنه ، وأنّ نفسي مرتهنة لديك ، وإن كنت قد نسيته وغفلت عنه ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

استغفر الإمام عليه‌السلام من الذنوب التي يعملها الإنسان وهو إمّا عالم بها أو ذاكر لها متعمّدا في ارتكابها أو أخطأ في فعلها ، فقد استعاذ الإمام عليه‌السلام منها جميعا.

22

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب واجهتك به وقد أيقنت أنّك تراني عليه ، واغفلت أن أتوب إليك منه ، وأنسيت أن أستغفرك له ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

طلب الإمام عليه‌السلام من الله تعالى العفو عن بعض الذنوب التي يرتكبها الإنسان ظنّا منه أن لا يعذّبه الله عليها ، وغفل أن يتوب منها إلى الله تعالى.

23

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب دخلت فيه بحسن ظنّي بك أن لا تعذّبني عليه ورجوتك لمغفرته ، فأقدمت عليه ، وقد عوّلت على معرفتي بكرمك أن لا تفضحني بعد أن سترته عليّ ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

٩٥

وهذا الاستغفار قريب من الاستغفار الذي سبقه.

24

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب استوجبت منك به ردّ الدّعاء ، وحرمان الإجابة ، وخيبة الطّمع ، وانفساخ الرّجاء ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

طلب إمام المتّقين عليه‌السلام من الله تعالى أن يعفو عن كلّ ذنب يقترفه الناس وهو يوجب ردّ الدعاء وحرمان الإجابة.

25

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يعقب الحسرة ويورث النّدامة ويحبس الرّزق ويردّ الدّعاء ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر عليه‌السلام بعض الذنوب التي توجب حسرة الإنسان ، وتورث الندامة ، وتحبس الرزق ، وتردّ الدعاء.

26

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يورث الأسقام والفناء ، ويوجب النّقم والبلاء ، ويكون في القيامة حسرة وندامة ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر عليه‌السلام بعض الذنوب التي تورث الأمراض وتسبّب الفناء وتوجب النقمة ، وتكون حسرة وندامة يوم القيامة على من يقترفها.

٩٦

27

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب مدحته بلساني ، أو أضمره جناني ، أو هشّت إليه نفسي ، أو أتيته بفعالي ، أو كتبته بيدي ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

استعاذ الإمام عليه‌السلام من بعض الذنوب التي يتلفّظ بها الإنسان أو يضمرها جنانه ، أو يرغب إليها أو يرتكبها أو يكتبها فإنّها جميعا توجب البعد من الله تعالى.

28

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب خلوت به في ليل أو نهار ، وأرخيت عليّ فيه الأستار حيث لا يراني إلاّ أنت يا جبّار ، فارتابت فيه نفسي ، وتحيّرت بين تركه لخوفك وانتهاكه لحسن الظّنّ بك ، فسوّلت لي نفسي الإقدام عليه فواقعته ، وأنا عارف بمعصيتي فيه لك ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر عليه‌السلام بعض الذنوب التي يرتكبها الإنسان ويستتر بها لئلاّ يراه الناس ، وهو مع ذلك يتردّد في ارتكابها لعلمه بمعصية الله تعالى وبين أن يقدم عليها ، ولكن سوّلت له نفسه فقدم على ارتكابها مع علمه بمعصيته لله تعالى.

29

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب استقللته ، أو استكثرته ، أو استعظمته ، أو استصغرته ، أو ورّطني جهلي فيه ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

٩٧

استعاذ الإمام عليه‌السلام بالله تعالى من كلّ ذنب يستقلّه الإنسان أو يستكثره أو يستعظمه أو يستصغره فإنّها جميعا توجب البعد عن الله تعالى.

30

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب مالأت فيه على أحد من خلقك ، أو أسأت بسببه إلى أحد من بريّتك ، أو زيّنته لي نفسي ، أو أشرت به إلى غيري ، أو دللت عليه سواي ، أو أصررت عليه بعمدي ، أو أقمت عليه بجهلي ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

أدلى الإمام عليه‌السلام ببعض الذنوب وهي أن يساعد الإنسان شخصا على ارتكاب الذنب ، أو يسيء إلى أحد من الخلق ، أو ما زيّنته النفس من عمل بعض السيّئات وغير ذلك.

31

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب خنت فيه أمانتي ، أو بخست بفعله نفسي ، أو احتطبت به على بدني ، أو آثرت فيه شهواتي ، أو قدّمت فيه لذّاتي ، أو سعيت فيه لغيري ، أو استقويت عليه من تابعني ، أو كاثرت فيه من منعني ، أو قهرت عليه من غالبني ، أو غلبت عليه بحيلتي ، أو استزلّني عليه ميلي ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

عدّ عليه‌السلام من الذنوب خيانة الأمانة ، وما احتطبه الإنسان على نفسه من السيّئات ، وما ارتكبه من الشهوات ، أو ما قهر به غيره من الضعفاء ، وغير ذلك من الذنوب التي ذكرها.

٩٨

32

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب استعنت عليه بحيلة تدني من غضبك ، أو استظهرت بنيله على أهل طاعتك ، أو استملت به أحدا إلى معصيتك ، أو رأيت فيه عبادك ، أو لبّست عليهم بفعالي ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر عليه‌السلام بعض الذنوب التي تبعد الإنسان عن ربّه ، وتلقيه في شرّ عظيم ، والتي منها ما يستعين به الإنسان على معصية توجب غضب الله ، وما يستظهره من الوسائل المحرّمة لقهر عباد الله الصالحين وما يستميل به الناس إلى معاصي الله تعالى.

33

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب كتبته عليّ بسبب عجب كان منّي بنفسي ، أو رياء ، أو سمعة ، أو خيلاء ، أو فرح ، أو حقد ، أو مرح ، أو أشر ، أو بطر ، أو حميّة ، أو عصبيّة ، أو رضى ، أو سخط ، أو شحّ ، أو سخاء ، أو ظلم ، أو خيانة ، أو سرقة ، أو كذب ، أو نميمة ، أو لهو ، أو لعب ، أو نوع ممّا يكتسب بمثله الذّنوب ، ويكون في اجتراحه العطب ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

استعاذ الإمام عليه‌السلام من الذنوب التي تنشأ من ضعف النّفس وعدم استطاعتها ردع الشيطان ، وذكر منها العجب ، والرياء والسمعة ، والخيلاء ، والفرح ، والحقد ، والبطر ، والحميّة ، والعصبية ، والشحّ ، والسخاء الذي لا يقصد به وجه الله تعالى ومرضاته ، وغير ذلك من الأمراض النفسية التي أدلى بها عليه‌السلام والتي توجب بعد الإنسان عن ربّه.

٩٩

34

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب سبق في علمك أنّي فاعله بقدرتك الّتي قدرت بها على كلّ شيء ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر عليه‌السلام بعض الذنوب التي يعلم الله تعالى أنّه يرتكبها الشخص في حياته فاستعاذ به منها.

35

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب رهبت فيه سواك ، أو عاديت فيه أولياءك ، أو واليت فيه أعداءك ، أو خذلت فيه أحبّاءك ، أو تعرّضت فيه لشيء من غضبك ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر عليه‌السلام بعض الذنوب التي يرتكبها بعض الناس ، ويرهب ويخاف غيره منها ، ومن الذنوب التي فيها معاداة أولياء الله وموالاة أعدائه ، وخذلان المتّقين والأخيار.

36

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب تبت إليك منه ، ثمّ عدت ونقضت العهد فيما بيني وبينك جرأة منّي عليك لمعرفتي بكرمك وعفوك ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر عليه‌السلام بعض الذنوب التي يرتكبها بعض الناس ، وقد تاب منها إلى الله تعالى ثمّ عاد عليها بشقوته وجهله.

١٠٠