فمن العجز ان ترى |
فيه طوع العواذل |
|
يا لهذا ابي الهذيل |
وتوصيل واصل |
|
وملاحاة عاقل |
ومقاساة جاهل |
|
وخصوم يكابرو |
ن وضوح الدلائل |
|
انف كيد الجدال عنك |
بصيد الأجادل (1) |
|
كل صلب العظام |
واللحم رطب المفاصل |
|
وهو أهدى من الردى |
في طريق المقاتل |
|
كم غدونا به |
لطير التلاع السوابل |
|
فانبرى أخرس الجنا |
ح صخوب الجلاجل |
|
وتعامى عن الشَوى |
واهتدى للشواكل |
|
بسكاكينه التي |
ثبتت في الانامل |
|
عقفت ثم أرهفت |
فهي مثل المناجل (2) |
|
صاعد خلف صاعد |
نازل خلف نازل |
|
فتردّى رداء لهو |
إلى الليل شامل |
|
ثم انثنى جذلان |
بين القنا والقنابل |
|
نحو ربع من المكا |
رم والمجد آهل |
|
فنرى الأنس في |
عبيدك عذب المناهل |
|
من عقول قد |
بلبلتهن صفراء بابل |
|
فإذا الليل كف كلَّ |
رقيب وعاذل |
|
صرّت الفرش تحت قو |
م صرير المحامل |
__________________
1 - الاجادل جمع اجدل وهو الصقر
2 - عقف السكين، لواها.
وقال:
راحٌ كضوء الشهاب |
سلافة الاعناب |
|
والمزج ماء غدير |
صاف كماء الشباب |
|
لو لم يكن ماء مزن |
لكان لمع سراب |
|
كأنه جسم درّ |
عليه درع حباب |
|
يجري خلال حصى |
أبيض كقطر السحاب |
|
كأنه الريق يجري |
على الثنايا العذاب |
وقال:
وكم من عدو صار بعد عداوة |
صديقاً مجلا في المجالس معظما |
|
ولا غرو فالعنقود في عود كرمه |
يرى عنبا من بعد ما كان حصر ما |
وقال في هجاء شاعر:
لو أن في فمه جمراً وانشدنا |
شعراً لما ضره من برد إنشاده |
استدراك واعتذار
جاء في الجزء الثاني من أدب الطف ص 319 ذكر القصيدة الرائية المعروفة بالبسامة وأولها:
الدهر يفجع بعد العين بالاثر |
فما البكاء على الاشباح والصور |
ونسبناها الى ابن زيدون، والحقيقة أنها لابن عبدون، وأوقعنا بهذا الخطأ زميلنا المعاصر الخطيب السيد علي الهاشمي إذ نسبها لابن زيدون كما جاء في كتابه ( المطالب المهمة ) ص 344 والمطبوع في النجف الاشرف 1388 هـ.
وزيادة في الايضاح تذكر ترجمة للشاعرين: اما ابن زيدون فهو: ذو الوزارتين احمد بن عبدالله بن احمد بن غالب بن زيدون المخزومي الاندلسي. ولد بقرطبة سنة 394، شاعر مقدم وكاتب بليغ، علق بحب ولاَّدة بنت المستكفي بالله، فألهمه حبها أروع ما صاغه في حياته من نظم ونثر، حتى كتب على لسانها رسالة شرحها ابن نباتة المصري وسماها ( سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون ). قال السيد صدر الدين المعدني في ( أنوار الربيع في انواع البديع ): وما أحسن قول ابو زيدون يحكي اول اجتماعه بمعشوقته ولاَّدة، قال:
كنت في ايام الشباب هائماً بغادة أرى الحياة متعلقة بقربها، ولا يزيدني
امتناعها إلا اغتباطاً، فلما ساعد القضاء وآن اللقاء كتبت إليَّ:
ترقب اذا جن الظلام زيارتي |
فاني رأيت الليل أكتم للسر |
|
وبي منك ما لو كان بالشمس لم تلح |
وبالبدر لم يطلع وبالنجم لم يسر |
ثم لما طوى النهار كافوره، ونشر الليل عبيره، أقبلت بقد كالقضيب في ردف كالكثيب، وقد أطبقت نرجس المقل على ورد الخجل، فملنا الى روض مدبَّج، وظلٍّ سجسج، قد قامت رايات أشجاره، وامتدت سلاسل أنهاره، ودّر الطل منثور، وجيب الراح مزرور، فلما شببنا نارها، وأدركت منا ثارها، باح كل منا بحبه، وشكا ما بقلبه، وبتنا بليلة نجتني أقحوان الثغور، ونقطف رمان الصدور فلما نثر الصباح لواءه، وطوى الليل ظلماءه، وادعتها وأنشأت:
وادع الصبر محب ودَّعك |
ذائع من سره ما أودعك |
|
يقرع السن على ان لم يكن |
زاد في تلك الخُطا اذ شيَّعك |
|
يا أخا البدر سناء وسناً |
حفظ الله زماناً أطلعك |
|
ان يطل بعدك ليلي فلكم |
بتُّ أشكو قصر الليل معك |
ومن بديع النثر في هذا النوع قول أبي القاسم عبدالصمد بن علي الطبري يصف متنزهاً: لله متنزهنا والسماء زرقاء اللباس، والشمال ندية الانفاس، والروض مخضل الازار، والغيم منحل الازرار.
وكأن السماء تجلو عروساً |
وكأنا من قطره في نثار |
والربى رابية الارجاء، شاكرة صنيع الانواء
ذهبٌ حيثما ذهبنا ودرٌ |
حيث درنا وفضة بالفضاء |
والجبال قد تركت نواصيها الثلوج شيباً، والصحارى قد لبست من نسج الربيع برداً قشيبا. ولا ربع إلا وفيه للانس مربع، ولا جزع إلا وفيه للعاشق مجزع. والكؤوس تدور بيننا بالرحيق، والاباريق تنهل مثل ذوب العقيق وتفتر عن فار المسك وخدّ الشقيق. والجيوب تستغيث من أكف العشاق وسقيط الطل يعبث بالاغصان عبث الدل بالغصون الرشاق، والدن يجرح بالمبزال فتل الصائغ طرف الخلخال.
اذا فض عنه الختم فاح بنفسجا |
وأشرق مصباحاً ونوّر عصفرا |
ومن شعره ما قاله من قصيدة يخاطب بها ابن جهور أيام سجنه:
ما جال بعدك لحظي في سنا القمر |
إلا ذكرتك ذكر العين بالاثر |
|
ولا استطلت زمام الليل من أسف |
إلا على ليلة مرت مع القصر |
|
يا ليت ذاك السواد الجون متصل |
قد استعار سواد القلب والبصر |
|
جمعت معنى الهوى في لحظ طرفك لي |
ان الحوار لمفهوم من الحور |
|
لأيهنأ الشامت المرتاح ناظره |
أني معنى الاماني ضائع الخطر |
|
هل الرياح بتخم الارض عاصفة |
أم الكسوف لغير الشمس والقمر |
|
ان طال في السجن ايداعي فلا عجب |
قد يودع الجفن حدّ الصارم الذكر |
|
وان يثبط أبا الحزم الرضا قدر |
عن كشف ضُرّي فلا عتب على القدر |
|
من لم أزل من تدانيه على ثقة |
ولم أبت من تجنيّه على حذر (1) |
اما ابن عبدون صاحب القصيدة فهو الوزير ابو محمد عبد المجيد بن عبدون والقصيدة هي المعروفة بالبسامة، جاء في فوات الوفيات: عبدالمجيد بن عبدون بن محمد الفهري توفي سنة خمسمائة وعشرين، كان أديباً شاعراً له مصنف
__________________
1 - عن رسالة ابن زيدون.
في الانتصار لابي عبيد علي بن قتيبة، ومن شعره قصيدته الرائية التي رثى فيها ملوك بني الافطس وذكر فيها من أباده الحدثان من ملوك كل زمان وهي:
الدهر يفجع بعد العين بالاثر |
فما البكاء على الاشباح والصور |
وقد شرحها جماعة من ارباب الذوق والكمال ومنهم العلامة ابو القاسم عبدالملك بن عبدالله بن بدرون الحضرمي البستي،. وفي آخر الشرح روى عن ابن الأثير انه قال: وقد اشتملت هذه القصيدة على نيف وخمسين بيتا.
وقال الشيخ القمي في الكنى. ابن عبدون من علماء العامة. ابو محمد عبد المجيد بن عبدون الفهري، وزير بني الافطس، كان أديباً شاعراً فاضلاً، أخذ الناس عنه، واستوزره المتوكل ابو محمد عمر بن الافطس وشهد ابن عبدون نكبته سنة 487 فرثاه بقصيدته الرائية وهي من أمهات القصائد وأولها:
الدهر يفجع بعد العين بالاثر |
فما البكاء على الاشباح والصور |
هذ آخر ما توصلنا اليه من الالمام بشعراء القرن السادس الهجري الذين نظموا في الامام أبي عبدالله الحسين بن علي سيد الشهداء عليهالسلام ، والى شعراء القرن السابع في الجزء الرابع ان شاء الله.
المصادر
أعيان الشيعة |
للسيد محسن الامين |
|
الكنى والالقاب |
للشيخ عباس القمي |
|
سفينة البحار |
" " " |
|
الغدير |
للشيخ عبدالحسين الاميني |
|
روضات الجنات |
للخنساري |
|
أمل الامل |
للحر العاملي |
|
ينابيع المودة |
للشيخ سليمان الحنفي |
|
معجم الادباء |
ياقوت الحموي |
|
معجم الشعراء |
للمرزباني |
|
المنتظم |
لابن الجوزي |
|
يتيمة الدهر |
للثعالبي |
|
خريدة القصر |
للعماد الاصفهاني |
|
دمية القصر |
للباخرزي |
|
وفيات الاعيان |
لابن خلكان |
|
فوات الوفيات |
لابن شاكر |
|
ريحانة الالباء |
للخفاجي |
|
مرآة الجنان |
لليافعي |
|
آداب اللغة العربية |
جرجي زيدان |
|
حياة الحيوان |
للدميري |
|
أنوار الربيع في علم البديع |
للسيد عليخان |
الانساب |
للسمعاني |
|
موسوعة العتبات المقدسة |
جعفر الخليلي |
|
الغيث المنسجم في شرح لامية العجم |
للصفدي |
|
مجلة الغرى |
شيخ العراقين |
|
أعلام العرب |
عبدالصاحب الدجيلي |
|
شرح رسالة ابن زيدون |
ابن نبانة المصري |
|
ادب الشيعة |
حسيب طه |
|
ديوان كعب بن زهير |
||
ديوان الابيوردي الاموي |
||
ديوان طلايع بن رزيك |
||
ديوان الفقيه عمارة اليماني |
||
ديوان الحسين الطغرائي |
||
ديوان صردر |
||
ديوان الحميري |
||
جواهر الادب |
جمع سليم صادر |
|
الذيل على الروضتين |
لأبي شامة المقدسي |
|
الشعر والشعراء |
لابن قتيبة |
|
الاعلام |
للزركلي |
|
إنباه الرواة |
للقفطي |
|
ديوان السري الرفاء |
||
طبقات الشعراء |
لابن المعتز |
|
الكامل |
لابن الأثير |
|
الحسين |
علي جلال الحسيني |
|
مقتل الحسين |
للسيد عبدالرزاق المقرم |
|
تذكرة الخواص |
لسبط بن الجوزي |
المصادر المخطوطة
مخطوط كاشف الغطاء |
مكتبة كاشف الغطاء |
|
مطالع البدور ومجمع البحور |
للقاضي صفي الدين أحمد |
|
مجموعة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء |
مكتبة كاشف الغطاء |
|
الحدائق الوردية للامام حميد الشهيد |
" " " |
|
نسمة السحر لليماني |
" " " |
|
المجموع الرائق |
للسيد احمد العطار |
|
معدن البكاء |
محمد صالح البرغاني |
|
الشذور الذهبية |
للسيد صادق بحر العلوم |
|
ديوان ابن المعلم الواسطي |
جمع الشيخ محمد هادي الاميني |
|
الضرائح والمزارات |
جواد شبر |
|
سوائح الافكار ومنتخب الاشعار |
" |
|
معجم شعراء الطالبية |
للسيد مهدي الخرسان |
|
تحفة الزائر |
للسيد عبدالله شُبَّر |
الفهرس
شعراء القرن السادس 5
استدراك على الجزئين: الاول والثاني 257
استدراك واعتذار 303