أدب الطف الجزء ٤
0%
مؤلف: العلامة السيد جواد شبر
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 342
مؤلف: العلامة السيد جواد شبر
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 342
وهواكم طوق له وسواء |
وعليه من المخاوف سور |
|
انتم ذخره اذا اخفق السعي |
واضحى في فعله تقصير |
|
انتم عونه اذا دهمته |
حادثات وفاجئته امور |
|
انتم غوثه وعروته الوثقى |
اذا ما تضمنته القبور |
|
واليكم يهدى المديح اعتقاداً |
وبكم في معاده يستجير |
|
بعلي يرجو عليّ امانا |
من سعير شرارها مستطير |
البوصيري
المتوفي 694
البوصيري صاحب البردة من جملة قصيدته الهمزية في مدح خير البرية
يا أبا القاسم الذي ضمن أقسا |
مي عليه مدحٌ له وثناءُ |
|
بالعلوم التي لديك من اللـ |
ـه بلا كاتب لها إملاء |
|
وبريحانتين طيّبها منـ |
ـك الذي أودعتهما الزهراء |
|
كنت تؤويهما اليك كما آ |
وت من الخط نقطتيها الياء |
|
من شهيدين ليس تنسيني الطف |
مصابيهما ولا كربلاء |
|
ما رعى فيهما ذمامَك مرؤو |
سٌ وقد خان عهدك الرؤساء |
|
أبدلوا الودّ والحفيظة في القر |
بى وأبدت ضبابها النافقاء |
|
وقست منهم قلوبٌ على مَن |
بكت الأرض فقدهم والسماء |
|
فابكهم ما استطعت إنّ قليلا |
في عظيم من المصاب البكاء |
|
كل يوم وكل أرض لكربي |
فيهمُ كربلا وعاشوراء |
|
آل بيت النبي إن فؤادي |
ليس يسليه عنكم التأساء |
|
آل بيت النبي طبتم فطاب الـ |
ـمدح لي فيكم وطاب الرثاء |
|
انا حسان مدحكم فإذا نُحـ |
ـتُ عليكم فانني الخنساء |
|
سدتم الناس بالتقى وسواكم |
سوّدته الصفراء والبيضاء |
أبو عبد الله محمد بن سعيد الصنهاجي البوصيري، ولد سنة 608 وكان من أعلام الأدب وفحول الشعراء، ذا حظوة عند حكام مصر. عين رئيسا على مباشري الجبايات بالشرقية، ولكنه رأى في الوظيفة والموظفين ما لا يتفق مع عفته وأمانته فاستعفى ورحل الى الاسكندرية وبها نهج في شعره نهجا عرفانياً. أشهر قصائده في مدح النبي صلىاللهعليهوآله قصيدته المسماة بالبردة التي مطلعها.
أمن تذكّر جيران بذي سَلَمِ |
مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم |
وهي 162 بيتا: عشرة منها في المطلع و 16 في النفس وهواها و 30 في مدح النبي و 19 في مولده و 10 في دعائه و 10 في مدح القرآن، وشرحها كثيرون
وقال الشيخ القمي في الكنى والالقاب
البوصيري شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد صاحب القصيدة الموسومة بالكواكب الدرية في مدح خير البرية وسميت بالبردة لما حكي انه نظمها في مرض اعتراه تبركا، فرأى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد حضر وغطاه ببردته فشفى. فمنها
محمد سيد الكونين والثقلين |
من عرب ومن عجم |
|
فاق النبيين في خلق وفي خُلق |
ولم يدانوه في علم ولا كرم |
|
وكلّهم من رسول الله ملتمس |
غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم |
|
فهو الذي تمّ معناه وصورته |
ثم اصطفاه حبيباً بارئ النسم |
|
منزّه عن شريك في محاسنه |
فجوهر الحسن فيه غير منقسم |
فمبلغ العلم فيه أنه بشرٌ |
وأنه خير خلق الله كلهم |
|
يا أكرم الخلق مالي مَن ألوذ به |
سواك عند حلول الحادث العمم |
|
فإن من جودك الدنيا وضرّتها |
ومن علومك علم اللوح والقلم |
|
يا نفس لا تقنطي من زلّة عظمت |
إن الكبائر في الغفران كاللمم |
ومنها قوله عن معراج الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
سريتَ من حرم ليلا إلى حرم |
كما سرى البرق في داج من الظلم |
|
فظلت ترقى إلى أن نلتَ مرتبة |
من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم |
|
وقدمتك جميع الأنبياء بها |
والرسل تقديم مخدوم على خدم |
|
وأنت تخترق السبع الطباق بهم |
في موكب كنتَ فيه صاحب العلم |
|
حتى اذا لم تدع شأواً لمستبق |
من الدنو ولا مرقى لمستنم |
|
خفضت كل مقام بالإضافة إذ |
نوديت بالرفع مثل المفرد العلم |
قال صاحب فوات الوفيات: وله تلك القصيدة المشهورة التي نظمها في مُباشري الشرقية التي أولها:
نقدتُ طوائف المستخدمينا |
فلم أر فيهم رجلا أمينا |
|
فقد عاشرتهم ولبثت فيهم |
مع التجريب من عمر سنينا |
|
فكتّاب الشمال هم جميعاً |
فلا صحبت شمالهم اليمينا |
|
فكم سرقوا الغلال وما عرفنا |
بهم فكأنما سرقوا العيونا |
|
ولولا ذاك ما لبسوا حريراً |
ولا شربوا خمور الاندرينا (1) |
__________________
1 - اخذ هذا من قول عمرو بن كلثوم في معلقته:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا |
ولا تبقى خمور الاندرينا |
ولا رَبّوا من المردات مُرداً |
كأغصان يملن وينحنينا |
|
وقد طلعت لبعضهم ذقون |
ولكن بعد ما حلقوا الذقونا |
|
وأقلام الجماعة جائلات |
كأسيافٍ بأيدي لاعبينا |
الى ان يقول
تفقّهت القضاة فخان كلٌ |
أمانته وسمّوه الامينا |
قال: وهي طويلة الى الغاية، وقد اختصرت من أبياتها كثيراً، وله فيهم غير ذلك، وشعره في غاية الحسن واللطافة، عذب الالفاظ منسجم التركيب، وقال من قصيدة أولها:
أهوىً والمشيب قد حال دونه |
والتصابي بعد المشيب رعونه |
|
أبت النفس أن تطيع وقالت |
إن حُبّي لا يدخل القنينة (1) |
|
كيف أعصى الهوى وطينة قلبي |
بالهوى قبل آدم معجونه |
|
سلبته الرقاد بيضةُ خدرٍ |
ذات حسن كالدرة المكنونه |
|
سمتها قبله تسر بها النفس |
فقالت كذا أكون حزينه |
|
قلت لا بد أن تسيري إلى الدا |
ر فقالت عسى أنا مجنونه |
|
قلت سيري فإنني لك خير |
من أب راحم وأمّ حنونه |
|
أنا نعم القرين إن كنت |
تبغين حلالا وأنت نعم القرينه |
|
قالت اضرب عن وصل مثلي صفحا |
واضرب الخل أو تصير طحينه |
|
لا أرى أن تمسني يد شيخٍ |
كيف أرضى به لطشتي مشينه |
|
قلت ان كثير مال فقالت |
هبك أنت المبارز القارونه |
__________________
1 - القنينة: الزجاجة.
سيدي لا تخف عليّ خروجاً |
في عروضي ففطنتي موزونه |
|
كل بحر إن شئت فيه اختبرني |
لا تكذب فإنني يقطينه |
قال الشيخ تقي الدين بن سيد الناس: كانت له حمارة استعارها منه ناظر الشرقية، فأعجبته، فأخذها وجهز له ثمنها مائتي درهم، فكتب على لسانها الى الناظر، المملوكة حمارة البوصيري:
يا أيها السيد الذي شهدت |
أخلاقُه لي بأنه فاضل |
|
ما كان ظني يبيعُني أحد |
قطّ ولكنّ صاحبي جاهل |
|
لو جرسوه عليّ من سفه |
لقلت غيظاً عليه يستاهل |
|
أقصى مرادي لو كنت في بلدي |
أرعى بها في جوانب الساحل |
|
وبعد هذا فما يحل لكم |
أخذي لأني من سيدي حامل |
فردها الناظر إليه، ولم يأخذ الدراهم منه.
قال البوصيري: كنت قد نظمت قصائدا في مدح رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منها: ما كان اقترحه على الصاحب زين الدين يعقوب بن الزبير ثم اتفق بعد ذلك أن أصابني فالج أبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة، فعملتها واستشفعت به إلى الله تعالى في أن يعافيني، وكررت إنشادها، وبكيت، ودعوت، وتوسلت، ونمت فرأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى على بُردة، فانتبهت ووجدت فيّ نهضةً، فقمت وخرجت من بيتي، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً فلقيني بعض الفقراء، فقال لي: أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقلت: أيها؟ فقال: التي أنشأتها في مرضك، وذكر اولها، وقال: لقد سمعتها البارحة. وهي
تنشد بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يتمايل، وأعجبته، وألقى على مَن أنشدها بردةً، فأعطيته إياها، وذكر الفقير ذلك، وشاع المنام إلى أن اتصل بالصاحب بهاء الدين بن حنا فبعث إليّ وأخذها، وحلف أن لا يسمعها إلا قائماً حافياً مكشوف الرأس، وكان يحب سماعها هو وأهل بيته، ثم إنه بعد ذلك أدرك سعد الدين الفارقي الموقّع رمدٌ أشرف منه على العمى، فرأى في المنام قائلا يقول له: إذهب إلى الصاحب وخذ البردة واجعلها على عينيك فتعافى بإذن الله عز وجل، فأتى إلى الصاحب وذكر منامه، فقال: ما أعرف عندي من أثر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بردة، ثم فكّر ساعة وقال: لعل المراد قصيدة البردة التي للبوصيري يا ياقوت إفتح الصندوق الذي فيه الآثار وأخرج القصيدة للبوصيري وأت بها، فأتى بها، فأخذها سعد الدين ووضعها على عينيه، فعوفى ومن ثم سميت البردة، والله أعلم.
ومن أشهر مدائح لأهل البيت عليهمالسلام قصيدته التي يقول فيها:
فقل لبني الزهراء والقول قربة |
بكل لسان فيهم أو حصائد |
|
أحبّكم قلبي فأصبح منطقي |
يجادل عنكم حسبةً ويجالد |
|
وهل حبكم للناس إلا عقيدة |
على اسّهافي الله تبنى القواعد |
|
وان اعتقاداً خالياً من محبّة |
وودّ لكم آل النبي لفاسد |
توفي بالاسكندرية سنة 694 وقيل 695 هـ من آثاره ديوان شعره المطبوع بمصر سنة 1955 م.
كان أحد أبويه من بوصير والآخر من دلاص.
ومن مدائحه في النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قصيدته الشهيرة التي أولها:
كيف ترقى رقيّك الأنبياء |
يا سماءً ما طاولتها سماءُ |
وقصيدة على وزن ( بانت سعاد ) وأولها:
الى متى أنت باللذات مشغول |
وأنت عن كل ما قدمت مسؤل |
سراج الدين الوراق
المتوفى سنة 695
قال فية نسمة السحر: وللسراج مراث في الحسين عليهالسلام منها تعجيز مرثية أبي تمام لمحمد بن حميد الطوسي لما قتله بابك الخرمي في ايام المعتصم فنقلها السراج بشعاع قريحته الى رثاء الإمام وأجاد، وله غير ذلك.
اقول مقتل بابك سنة 214.
قال الصفدي في فوات الوفيات.
عمر بن محمد بن حسن سراج الدين الوراق الشاعر المشهور والأديب المذكور ملكت ديوان شعره وهو في سبعة أجزاء كبار صخمة إلى الغاية وهذا الذي اختاره لنفسه وأثبته فلعل الأصل كان من حساب خمسة عشر مجلداً وكل مجلد يكون مجلدين فهذا الرجل أقل ما يكون ديوانه لو ترك جيده ورديّه في ثلاثين مجلداً، وخطه في غاية الحسن والقوة والاصالة وكان حسن التخيل جيد المقاصد صحيح المعاني عذب التركيب قاعد التورية والاستخدام عارفاً بالبديع وأنواعه وكان أشقر أزرق وفي ذلك يقول:
ومن رآني والحمار مركبي |
وزرقتي للروم عرقٌ قد ضرَب |
|
قال وقد أبصر وجهي مقبلاً: |
لا فارس الخيل ولا وجه العرب |
وكان يكتب الدرج للامير يوسف سيف الدين أبي بكر بن أسبا سلار والى مصر وتوفي في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وستمائة رحمه الله تعالى: وقد قارب التسعين أو جاوزها بقليل، وأكثر شعره في اسمه فمن ذلك:
وكنت حبيباً إلى الغانيات |
فألبسني الشيب بغض الحبيب |
|
وكنت سراجاً بليل الشباب |
فأطفأ نورى نهار المشيب |
وقال أيضا:
بُني اقتدي بالكتاب العزيز |
وراح لِبرّى سعياً وراجا |
|
فما قال لي أف مذ كان لي |
لكوني أباً ولكوني سراجا |
وقال أيضا:
وقالت: يا سراج علاك شيب |
فدع لجديده خلع العذار |
|
فقلت لها: نهار بعد ليل |
فما يدعوك أنت إلى النفار |
|
فقالت: قد صدقت وما علمنا |
بأضيع من سراج في نهار |
وقال أيضاً:
إلهي قد جاوزت ستين حجة |
فشكراً لنعماك التي ليس تكفر |
|
وعُمّرت في الاسلام فازددتُ بهجة |
ونوراً كذا يبدو السراج المعمر |
|
وعمّم نور الشيب رأسي فسرني |
وما ساءني إن السراج منور |
وقال أيضا:
طوت الزيادة إذ رأت |
عصر المشيب طوى الزياره |
|
ثم انثنت لما انثنت |
بعد الصلابة كالحجارة |
|
وبقيت أهرب وهي تسأل |
جارة من بعد جاره |
|
وتقول: يا ست استرحنا |
لا سراج ولا مناره |
وقال أيضا:
كم قطّع الجود من لسان |
قلد من نظمه النحورا |
|
فها أنا شاعر سراج |
فاقطع لساني أزدك نورا |
وقال أيضا:
أثنى عليّ الأنام إني |
لم أهج خلقاً ولو هجاني |
فقلت لا خير في سراج |
إن لم يكن دافى اللسان |
وقال أيضا وقد داعب بهما انا الحسين الجزار:
ربّ سامح ابا الحسين وسامحني |
فشأني وشأنه الإسلام |
|
فذنوب الوراق كل جريح |
وذنوب الجزار كل عظام |
وقال أيضا:
واخجلتي وصحائفي قد سوّدت |
وصحائف الأبرار في إشراق |
|
وفضيحتي لمعنّف لي قائل: |
أكذا تكون صحائف الوراق |
وقال أيضا:
وباخل يشنأ الأضياف حلّ به |
ضيف من الصبغ نزّال على القمم |
|
سألته ما الذي يشكو فأنشدني |
ضيفٌ ألمّ برأسي غير محتشم ) |
وقال أيضا:
وضاع خصر لها ما زلت أنشده |
إذ رقّ لي ورثى للسقم من بدني |
|
وقال لي بلسان من مناطقه: |
( لولا مخاطبتي إياك لم ترني ) |
وقال أيضا:
دع الهوينا وانتصب للتقى |
واكدح فنفس المرء كدّاحه |
|
وكن عن الراحة في معزل |
فالصفع موجود مع الراحه |
وقال أيضا:
سألتهم وقد حثّوا المطايا |
قفوا نفساً فداروا حيث شاؤوا |
|
وما عطفوا عليّ وهم غصونٌ |
وما التفتوا إلي وهم ظباء |
وقال أيضا:
شمتُ برقاً من ثغرها الوضح |
والدجى سيره مَهيضُ الجناح |
|
فتبارى شكّي به ويقيني |
هل تجلّى الصباح قبل الصباح |
|
فأجابت متى تبسّم صبح |
عن حباب أو لؤلؤ أو أقاح |
|
ومتى كان للصباح شميم المسك |
أو نكهة كصرف الراح |
|
سل رحيقي المسكوب تسأل خبيراً |
باغتباق من خمرة واصطباح |
|
قلت مالي وللسكارى فقالت |
أنت أيضاً من الهوى غير صاح |
|
حجة من مليحة قطعتني |
هكذا كل حجة للملاح |
|
لا ولحظ كفترة النرجس الغض |
وخّد كحمرة التفاح |
|
ما تيقنت بل ظننت وما في الظن |
يا هذه كبير جناح |
|
وكثيراً شبهت بالبدر والشمس |
وسامحت فارجعي للسماح |
|
وافعلي ذامن ذاك واطّرحي القول |
اطراحي عليك قول اللاحي |
وقال أيضا:
أحسن ما تنظر في صفحة |
عذار من أهوى على خدّه |
|
يا قلم الريحان سبحان من |
خطك بالآس على ورده |
وقال أيضا:
جاء عذار الذي أهيم به |
فجرد الوجد اي تجريد |
|
وظنه آخر الغرام به |
مقيد جاهل بمقصودي |
وما درى أن لام عارضه |
لام ابتداء ولام توكيد |
وقال ايضا:
يا نازح الطيف من نومي يعاودني |
لقد بكيت لفقد النازحين دما |
|
أوجبتَ غسلاً على عيني بأدمعها |
فكيف وهي التي لم تبلغ الحلما |
وقال ايضا:
أقول وكفّيَ في خصرها |
يدور وقد كان يخفى على |
|
أخذت عليك عهود الهوى |
وما في يدي منك يا خصرُشى |
وفي نسمة السحر قوله، وهو صادق:
وكان الناس أن مُدحوا أثابوا |
وللكرماء بالمدح افتخار |
|
وكان العذر في وقت ووقت |
فصرنا لاعطاء ولا اعتذار |
وترجم له ابن تغري في النجوم الزاهرة فقال: الامام الأديب البارع سراج الدين عمر بن محمد بن الحسين المصري المعروف بالسراج الوراق الشاعر المشهور مولده في العشر الأخير من شوال سنة خمس عشرة وستمائة، ومات في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وستمائة ودفن بالقرافة وكان إماماً فاضلاً أديباً مكثراً متصرفاً في فنون البلاغة ومن شعره:
في خدّه ضلّ علم الناس واختلفوا |
أللشقائق أم للورد نسبته |
|
فذاك بالخال يقضي للشقيق وذا |
دليله أنّ ماء الورد ريقته |
وقال سراج الدين عمر بن محمد الوراق في الوحدة:
أفردتني الأيام عن كل خدن |
وأنيسٍ وصاحب وصديق |
|
فلو أني مشيت في شهر آب |
لأبى الظل أن يكون رفيقي |
إنما خصص آب من بين الشهور الرومية لأنه يكون قصير الظل في وسط النهار بخلاف الخريف وأوائل الشتاء فإنه يمتد الى أقدام كثيرة وقت الزوال أو لأنه يكون شامساً ضاحياً في غير الهند واليمن وبلاد السودان لعلّة ذكرت في علم الجغرافيا (1) .
قصيدة أبي تمام المشهورة يرثي بها محمد بن حميد الطوسي لما قتل في حرب بينه وبين بابك الخرمي الخارج بخراسان أيام المعتصم بالله محمد بن هارون الرشيد. ومطلع قصيدة أبي تمام:
كذا فليجلّ الخطب وليفدح الأمر |
فليس لعين لم تفض ماءها عذر |
__________________
1 - عن نسمة السحر المخطوط في مكتبة كاشف الغطاء العامة.
شعراء القرن الثامن
الوفاة |
||
علاء الدين علي بن مظفر الكندي الاسكندراني |
716 |
|
علاء الدين الشفهيني |
تقريباً |
730 |
ابن الوردي صاحب التاريخ |
749 |
|
أبو الحسن علي بن عبد العزيز الخلعي |
حدود |
750 |
السيد علي بن عبد الحميد بن فخار المعروف بالمرتضى |
760 |
|
حسن المخزومي |
كان حياً |
772 |
علاء الدين الوداعي
قال علاء الدين علي بن المظفر الكندي الاسكندراني المعروف بالوداعي المتوفي سنة 716.
عجباً لمن قتل الحسين وأهله |
حرّى الجوانح يوم عاشوراء |
|
أعطاهم الدنيا أبوه وجده |
وعليه قد بخلوا بشربة ماء |
وقال:
سمعت بأن الكحل للعين قوّة |
فكحلت في عاشور مقلة ناظري |
|
لتقوى على سحّ الدموع على الذي |
أذاقوه دون الماء حرّ البواتر (1) |
__________________
1 - ذيل تاريخ ابن خلكان للصفدي رواها صاحب روضات الجنات.
قال السيد الأمين في الأعيان ج 42 ص 160.
علاء الدين علي بن المظفر بن إبراهيم بن عمرو بن زيد الكندي:
كاتب ابن وداعة المعروف بالوادعي صاحب التذكرة الكندية في خمسين مجلداً. ولد بحلب سنة 640 وسافر الى دمشق فتوفي سنة 716.
كان فاضلاً أديباً شاعراً حاملاً لواء البديع في التورية وغيرها وكان ابن نباته عيالاً عليه وسارقاً منه وعقد ابن حجة له في الخزانة فصلاً لسرقاته منه وكان قد درس بالشام وشاركه الذهبي في السماع، وكتب بديوان الانشاء. ومن شعره:
ترى يا جيرة الرمل |
يعود بقربكم شملي |
|
وهل تقتص أيدينا |
من الهجران للوصل |
|
وهل ينسخ لقياكم |
حديث الكتب والرسل |
|
بروحي ليلة مرّت |
لنا معكم بذي الأثل |
|
وساقينا وما يَملي |
وشادينا وما يُملي |
|
وظبي من بني الأتراك |
حلو التيه والدل |
|
له قدّ كغصن البان |
ميّال الى العدل |
|
وطرف ضيق ويلاه |
من طعناته النُجل |
|
أقول لعاذ لي فيه |
رويدك يا أبا جهل |
|
فقلبي من بني تيم |
وعقلي من بني ذهل |