أدب الطف الجزء ٥

أدب الطف0%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 379

أدب الطف

مؤلف: العلامة السيد جواد شبر
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف:

الصفحات: 379
المشاهدات: 16595
تحميل: 8155


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 379 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 16595 / تحميل: 8155
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء 5

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

كم فيك روضة قدس اعبقت ارجاً

كأنها جنة الولدان ولحور

وكم ثوى بك من أهل العبا قمرٌ

غشاه بعدكمال صرف تكوير

يا كربلا حزت شأناً دونه زحل

وفزتِ بالسادة الغر المغاوير

أيجمل الصبر في آل الرسول وهم

جمع قضوا بين مسموم ومنحور

قوم بهم قد أقيم الدين وانطمست

للشرك ألوية الطغيان والجور

قوم بمدحهم كتب السما نزلت

أكرم بمدح بكتب الله مذكور

ولا لهم في ظلام الليل من فرش

إلا محاريب تهليل وتكبير

ولا يناغى لهم طفل بغير صدى

رهج الوغى وصهيل في المضامير

ولا على جسمه قمط يشدّ سوى

طول النجاد على البيض المباتير

ولا لصبيتهم مهد يهزّ سوى

هزّ السروج على الجرد المخاصير

ما فوق فضلهم فضل فمدحهم

في الذكر ما بين مطويٍّ ومنشور

فمن عناه بأهل البيت غيرهم

فأذهب الرجس عنهم رب تطهير

وهل أتى هل أتى في غيرهم فهم

الموفون خوفاً من الباري بمنذور

والمطعمون لوجه الله لا لجزىً

سوى يتيمٍ ومسكينٍ ومأسور

يحق لو أن بكتهم كل جارحة

حزناً بأعين دمع غير منزور

فأيّ عينٍ عليهم غير باكية

وأي قلبٍ عليهم غير مفطور

ولا بصرت ولا أذني بسامعة

رزية كرزايا يوم عاشور

يوم حدى في بني الزهراء مزدجراً

حادي المنايا بترويح وتبكير

يوم به أصبح الاسلام مكتئباً

وقد أصيب بجرح غير مسبور

يوم به أصبح الطاغوت مرتقياً

على المنابر بالبهتان والزور

يا ذلة الدين من بعد الحسين فما

من بعد ناصره كسر بمجبور

أضحى يحث السرى والسير مجتهداً

لأمر عرف ونهي عن مناكير

كأنه الشمس والأصحاب شهب دجىً

لمستقر لها تجري بتقدير

٤١

يسري بهم ومناياهم تسير بهم

الى عناق نحور الحزّد الحور

يمشون تحت ظلال السمر يومهم

وليلهم في سنا نور الأساوير

حتى الى كربلا صاروا فما انبعثت

لهم جياد بتقديم وتأخير

فحلّ من حولهم جيش الضلال ضحىً

كعارض ممطر في جنح ديجور

وأصبحت فتية الطهر الحسين على

وجه الثرى بين مطعون ومنحور

والناس في وجل والخيل في زجل

قد أشبه اليوم فيهم نفخة الصور

وظلّ سبط رسول الله بعدهم

يلقى الجيوش بقلب غير مذعور

يكر فرداً وهم من بأسه يئسوا

من السلامة جمعاً بعد تكسير

وأسهم الموت تدعو نحوه عجلاً

محددات بمحتوم المقادير

والسيف يركع فيهم والرؤس بلا

أجسادها سجداً تهوي بتعفير

من مبلغ المرتضى ان الحسين لقىً

سقته أيدي المنايا كاس تكدير

من مبلغ المصطفى والطهر فاطمة

ان الحسين طريح غير مقبور (1)

وكتب لي الأخ المعاصر العلامة السيد محيى الدين ابن العلامة السيد محمد جواد الغريفي ما يلي:

السيد حسين الغريفي:

ابن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن خميس بن أحمد بن ناصر بن علي كمال الدين بن سليمان بن جعفر بن موسى أبي العشائر بن محمد أبي الحمراء بن علي الطاهر بن علي الضخم بن الحسن أبي علي بن محمد الحائري بن ابراهيم المجاب بن الإمام موسى الكاظم (ع). إن سيدنا الغريفي هو الجد الأكبر الذي ينتمي اليه السادة الغريفيون وقد عرف بالشريف العلامة وبالعلامة الغريفي وهو صاحب كتاب ( الغنية ) في الفقه. عاش في القرن العاشر الهجري وتوفي في

__________________

1 - عن كتاب ( رياض المدح والرثاء ) للشيخ علي البلادي - طبعة النجف.

٤٢

العام الأول من القرن الحادي عشر أي سنة (1001) هـ. ودفن في قرية ( أبو اصيبع ) إحدى قرى البحرين. وقبره مشيد ويزار.

وله نظم رائق جمع كثيراً منه ابن عمنا المرحوم السيد محمد مهدي في ديوان خاص لا يزال مخطوطاً. فمن نظمه في الإمام الحسين (ع):

سرى الضعن من قبل الوداع بأهلينا

فهل بعد هذا اليوم يرجى تلاقينا

والقصيدة طويلة.

وقال البحاثة الشيخ الطهراني في ( الذريعة ) قسم الديوان:

ديوان السيد حسين بن حسن الغريفي البحراني المترجم في السلافة ص 504 جمع بعض أشعاره حفيده المعاصر السيد مهدي بن علي الغريفي النجفي المنتهى نسبه اليه والمتوفى (1343) في مجموع يقرب من ثلثمائة بيت. أوله:

سحاب جفوني بدموع هوامي

لرزء أمير المؤمنين إمامي

الى تمام النيف والخمسين بيتاً ثم قصائد أخر. رأيت النسخة بخط السيد مهدي عند ولده المشتغل في النجف، السيد عبد المطلب.

٤٣

ابن أبي شافين البحراني

ذكر الشيخ الطريحي في المنتخب له قصيدة في رثاء الإمام السبط (ع) مطلعها:

هلموا نبك أصحاب العباءِ

ونرثي سبط خير الأنبياء

هلموا نبك مقتولاً بكته

ملائكة الإله من السماء

هلموا نبك مقتولاً عليه

بكى وحش المهامة في الفلاء

الا فابكوا قتيلاً قد بكته

لبتولة فاطم ستّ النساء

ألا فابكوا لمنعفر ذيح

على الرمضاء شلواّ بالثراء

ألا فابكوا قتيلاً مستباحاً

ألا فابكوا المرمل بالدماء

بنفسي من تجول الخيل ركضاً

عليه وهو مسلوب الرداء

بنفسي نسوة جاءت اليه

وهن مولولات بالشجاء

أخي ودع يتامى قد أهينوا

وقد أضحوا بأسر الأدعياء

يعز على أبينا أن يرانا

بأرض الطف نسبى كالاماء

يعز على البتول بأن ترانا

ونحن نضج حولك بالبكاء

وله في رثائه عليه‌السلام :

قف بالطفوف بتذكار وتزفار

وذب من الحزن ذوب التبر في النار

٤٤

واسحب ذيول الاسى فيها ونح أسفاً

نوح القماري على فقدان أقمار

وانثر على ذهب الخدين من درر

الدمع الهتون وياقوت الدم الجاري

ونُح هناك بليعات الأسى جزعاً

فما على الواله المحزون من عار

وعزّ نفسك عن اثواب سلوتها

على القتيل الذبيح المفرد العاري

لهفي وقد مات عطشاناً بغصته

يُسقى النجيع ببتار وخطار

كأنما مهره في جريه فلك

ووجهه قمر في أفقه ساري (1)

وذكر له العلامة السيد أحمد العطار في الجزء الثاني من ( الرائق ) قوله في رثاء الحسين عليه‌السلام ص 287 قصيدة طويلة جاء في أولها:

يا واقفاً بطفوف الغاضرات

دعني أسحّ الدموع العندميات

من أعين بسيوف الحزن قاتلة

طيب الكرى لقتيل السمهريات

وسادة جاوزوا بيد الفلاة بها

وقادة قددوا بالمشرفيات

وفي آخرها:

يا آل بيت رسول الله دونكموا

خريدة نورها خلف الحجالات

تزري بشمس الضحى قد زفها لكموا

داود تخطر في برد الكمالات

لا يبتغي ابن أبي شافين من عوض

إلا نجاة واسكاناً بجنّات

مع والديّ وراويها وسامعها

ذوي الولاء وصحبي والقرابات

صلى الإله عليكم ما بكى لكموا

باك وناح بأرض الغاضريات

وذكر له أيضا في الجزء الثاني من ( الرائق ):

مصائب يوم الطف أدهى المصائب

وأعظم من ضرب السيوف القواضب

تذوب لها صمّ الجلاميد حسرة

وتنهدّ منها شامخات الشناخب

بها لبس الدين الحينف ملابساً

غرابيب سوداً مثل لون الغياهب

__________________

1 - الغدير للشيخ الاميني.

٤٥

وقوله في رثاء الإمام عليه‌السلام :

قفا بالرسوم الخاليات الدواثر

ننوح على فقد البدور الزواهر

بدور لآل المصطفى قد تجللت

بعارض جون فاختفت بدياجر

ففي كل قطر منهم قمرٌ ثوى

وجُلل من غيم الغموم بساتر

والقصيدة تبلغ 71 بيتاً ذكرها الشيخ لطف الله بن علي بن لطف الله الجد حفصي البحراني في مجموعته الشعرية التي تتضمن أربعة وعشرين شاعراً من فحول الشعراء الذين نظموا في الحسين والشعر كله في يوم الحسين، وأول من ذكرهم هو السيد الرضي، وسبق ان ذكرنا اسم هذه المجموعة وروينا عنها. ورأيت له في المجاميع الخطية القديمة من جملة شعر قصيدة أولها:

هاج المصاب فأبدل الدمع الدما

فغدا يصب من المدامع عندما

٤٦

ابن أبي شافين البحراني المتوفى بعد 1001

الشيخ داود بن محمد بن أبي طالب الشهير بابن أبي شافين الجد حفصي البحراني قال الشيخ الاميني: هو من حسنات القرن العاشر، شعره مبثوث في مدونات الأدب، والموسوعات العربية له رسائل منها رسالة في علم المنطق.

قال: هناك اختلاف في كنيته فالبعض قال: ابن أبي شافين كما في السلافة أو شافير أو شاقين.

وترجم له صاحب انوار البدرين فقال: الشيخ المحقق العلامة الأديب الحكيم الشيخ داود بن محمد بن عبد الله بن أبي شافين ( بالشين المعجمة بعدها ألف ثم الفاء والزاء أخيراً ) واحد عصره في الفنون كلها وله في علوم الأدب اليد الطولى وشعره في غاية الجزالة حاذقاً في علم المناظرة ما ناظر أحداً إلا وافحمه، وله مع السيد العلامة النحرير ذي الكرامات السيد حسين ابن السيد حسن الغريفي مجالس ومناظرات وله رسائل منها رسالة وجيزة في علم المنطق اختار فيها مذهب الفارابي في تحقيق عقد الوضع في المحصورات واختار فيها أيضا ان الممكنة تنتج في صغرى الشكل الأول.

وذكره السيد الجليل السيد علي خان في السلافة وبالغ في إطرائه وذكر جملة من آدابه وأشعاره وهو من أهل ( جد حفصي ) البحرين ومدرسته هو المسجد المسمى بمدرسة الشيخ داود الشائع على السنة عوام عصرنا هذا بمدرسة العريبي، وقبره في حجرة في جنب المسجد داخلة فيه من الشمال إلا انها خارجة عن المسجد المذكور وهناك قبور جماعة من العلماء إلا اني لم أقف على أسمائهم، وذكره المحبي في خلاصة الاثر ج 2 وقال: من العلماء الأجلاء

٤٧

الأدباء استاذ السيد أبي محمد الحسين بن الحسن بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني.

وروى الشيخ الاميني له قصيدة جاء فيها ذكر الغدير وقال انها تبلغ 580 بيتاً وتوجد في المجاميع الخطية وأولها:

أجلّ مصابي في الحياة وأكبرُ

مصاب له كل المصائب تصغر

وقال الشيخ السماوي في الطليعة: كان واحد عصره في الفضل والأدب وأعجوبة الزمان في الخطابة، وهو أستاذ السيد حسين الغفريفي البحراني وله معه مكاتبات ورسائل ومطارحات وكان كثير الجدل في المسائل العلمية وترجم له السيد الامين في الاعيان وذكر جملة من أشعاره.

٤٨

الشيخ جمال الدين بن المطهَّر

قصيدة مطوّلة، أولها:

فلهفي للذبيح على الرمال

خضيب الشيب منهوب الرحال

واكثر ابياتها مفككة وجدناها في مجموعة قديمة عتيقة ترجع كتابتها الى القرن التاسع أو العاشر الهجري (1) . أما الناظم فليس هو بالعلامة الحلي، انما هو: الشيخ جمال الدين احمد بن حسين بن مطهر. قال السيد الامين في الأعيان: عالم فاضل يروي اجازة عن الشيخ زين الدين علي بن الحسن بن احمد ابن مظاهر تلميذ فخر المحققين، ويروى عنه الشيخ علي بن محمد بن علي بن محمد ابن يونس العاملي البياضي النباطي صاحب الصراط المستقيم المتوفى سنة 877 فهو اذاً من أهل المائة التاسعة.

وفي المجموعة نفسها ملحمة طويلة تتألف من مئات الأبيات تقصّ وقعة كربلاء بمنظومة راية وهي للحلبي الحائري، وأولها:

افكّر والصبّ الحزين يفكّر

واسهر ليلي والمصائب تسهر (2)

__________________

1 - ووجدتها في مجموعة حسينية في مكتبة الامام الحكيم العامة - قسم المخطوطات رقم 577.

2 - تحتوي على 500 بيتاً، وفي آخرها:

أيا سادتي يا آل احمد حبكم

اموت عليه ثم احيا وانشر

انا الحلبي الحائري وليكم

وضيفكم، والضيف يحبى ويحبر

٤٩

وقصيدة ثالثة لشاعر اسمه محمد بن حنان وأولها:

يا زائر الطف بالاحزان والاسف

لذ بالغريين والثم تربة النجف

ورابعة للشيخ عبد النبي المقابي جاء في أولها:

طال وجدي وزال عني رقادي

لمصاب أذاب مني فؤادي

بل وأوهى القوى وانحل جسمي

وأمات الكرى وأحيا السهاد

وفي آخرها:

ان عبد النبي يا آل طه

راجيا منكموا جزيل الايادي (1)

وخامسة للشيخ سعيد بن يوسف الجزيري البحراني أولها:

ربوع اصطباري دارسات دواثر

ونيب التسلّي شاردات نوافر

وقال الشيخ الفقيه ناصر بن مسلم رواها الشيخ عبد الوهاب الطريحي في المنتخب المخطوط بخطه سنة 1076.

مَن لصبٍّ مقلقل الاحشاءِ

خدن شوق ولوعة وضناء

ساهر الطرف لا يلذ بنوم

ناحل جسمه قليل العزاء

ساكبا دمعه اسير غرام

ما لداء بقلبه من دواء

واذا ما تذكّر السبط أبدى

أنّةً بعد حسرة صعداء

يوم أضحى بعرصة الطف فرداً

ووحيداً بها بغير حماء (2)

__________________

1 - اقول: لعل الشيخ عبد النبي بن الشيخ محمد بن سليمان المقابي البحراني الذي ترجم الشيخ صاحب أنوار البدرين ص 189 لحفيده الشيخ محمد بن علي بن عبد النبي. وذكره صاحب لؤلؤة البحرين ص 89 طبعة النجف.

2 - جاء شعره في مجموعة المرائي للشعراء القدماء. يقول البحاثة الشيخ اغا بزرك الطهراني الذريعة م 20 ص 103.

رأيتها عند الطهراني بسامراء، كتابتها حدود سنة 1000 للهجرة.

٥٠

وللشيخ فرج بن محمد الاحسائي رحمه‌الله ، مطلعها:

مصاب كريم الآل رزءٌ معظّمُ

يذيب قلوب المؤمنين ويؤلمُ

وللشيخ راشد بن سليمان الجزيري رحمه‌الله رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في ( المنتخب ) وقال: هو اخو الشيخ ابراهيم مجتهد الزمان رحمه‌الله :

خليلي مرّ ابي على أرض كربلا

نزور الامام الفاضل المتفضلا

سليل رسول الله وابن وصيه

وسيد شبان الجنان المؤملا

حسين ابن بنت المصطفى خيرة الورى

وأكرم خلق الله طراً وأفضلا

قتيل بني حرب وآل امية

فديت القتيل المستظام المجدّلا

الى أن يقول:

بنفسي نساء السبط يبكين حوله

ظمايا حيارى حاسرات وثكّلا

بنفسي علي بن الحسين مقيداً

بقيد ثقيل بالحديد مكبلا (1)

ولأبي الحسين بن ابي سعيد وفي بعض المخطوطات: الشيخ حسين البحراني ابن سعد (2) :

ايها الباكي المطيل بكاه

كلّما آن صبحه ومساه

ابك ما عشت للحسين بشجو

لا ترد بالبكا الطويل سواه

فهو سبط النبي اكرم سبط

فاز عبد بنفسه واساه

يوم اضحى بكربلا بين قوم

جدّلوه واظهروا بغضاه

وهو يدعوهُم الى منهج الحق

وهم في عمى الضلالة تاهوا

كتبوا نحوه يقولون انّا

قد رضينا بكل ما ترضناه

__________________

1 - ورواها الشيخ عبد الوهاب الطريحي في منتخبه المخطوط بخطه سنة 1076 وفي مجموعة خطية كتبت سنة 1159 هـ في مكتبة المدرسة الشبرية.

2 - وفي منتخب الطريحي ص 455.

٥١

سر الينا فلا إمام نراه

يهتدي مجمع الورى بهداه

غيرك اليوم يا بن مَن فرض الله

على سائر الانام ولاه

كن الينا مسارعا فعلينا

حين تأتي جميع ما تهواه

فأتى مسرعاً اليهم فلما

عاينوه وعنده اقرباه

أعرضوا عن وداده، ثم أبدى

منهم الحقد مَن له اخفاه

فتحامت اليه اخوان صدق

رغبة في قتال من عاداه

بذلوا دونه النفوس اختياراً

للمنايا وجاهدوا في رضاه

ما ونوا ساعة الى أن أبيدوا

للمنايا ولم يعد إلا هو

تارة بالطعان يحمي وطوراً

بالحسام الصقيل يحمي حماه

إذ رماه الاشقى خوّلى بسهم

وهو عن ذاك غافل لا يراه

وعلاه اللعين اعنى سنانا

طعنة بالسنان شلّت يداه

فبكت من فعاله الأنس والجن

ومن حلّ في رفيع سماه

وبكى البيت والمقام ونادى

مذهب الحق آه واويلا

وغدا الدين بعد هذا حزينا

وعليه الزمان شق رداه

وتولى الجواد يبكي عليه

اسفا وهو بالبكا ينعاه

ورأت زينب اخاها على الارض

صريعا معفراً بدماه

ثاوياً بالعرا قتيلا سليبا

عاريا من قميصه ورداه

لهف نفسي على بنات حسين

حاسرات يصحن وآجداه

* * *

يا بني المصطفى السلام عليكم

ما أضا الصبح واستنار ضياه

انتم صفوة العليّ من الخلق

جميعاً وأنتم أُمناه

انتم المنهج القويم وانتم

يا بني احمد منار هداه

انتم حبله المتين فطوبى

لمحبّ تمسكتّه يداه

٥٢

واذا ما ابو الحسين ارتجاكم

حاش لله أن يخيب رجاه

ابن ابي سعد مخلص الود فيكم

في غد يرتجيكم شفعاه

ويرجّى الخلود في جنّة الخلد

وان تصفحوا له عن جناه

وعليكم من ربكم صلوات

ليس يحصى عظيمها إلا هو

ما دعى الله مخلص حين صلّى

في منام وما استجيب دعاه (1)

الشيخ عبد المنعم بن الحاج محمد الجد حفصي البحراني:

جيا مرابع سعدى واكف الديم

وجادها كل هطال ومنسجم

بحيث تلقى ومن وشي الربيع لها

برد تدلى على الكثبان والاكم

مرابع طالما جررت مطرف لذا

تي بها رافلا في اجزل النعم

لا غرو إن صروف الدهر مولعة

دابا بحرب اولي الإفضال والكرم

ألا ترى انها دارت دوائرها

على بني المصطفى المبعوث في الامم

فكم لهم من مصاب جلّ موقعه

ولا كرزء الحسين السيد العلم

تعودت بيضهم ان ليس تغمد في

غمد سوى معقد الهامات والقمم

اكرم بهم من اناس عز مشبههم

فاقوا الورى في السجايا الغر والشيم

يسطو بابيض ما زالت مضاربه

والموت في رقن في كل مصطدم

إليّة بيمين منه ما برحت

حتف العدى وسحاب الجود والنعم

ما خلت من قبله فرداً تكنّفه

عرمرم وهو يبدي سنّ مبتسم

يا راكباً يقطع البيداء مجتهداً

في السير لم يلو من عيّ ولا سأم

عرج على يثرب واقر السلام على

محمد خير خلق الله كلهم

وقل له هل علمت اليوم ما فعلت

امية بالحسين الطاهر الشيم

والسيد الطهر زين العابدين لقد

امسى اسيراً يعاني شدة السقم (2)

__________________

1 - معدن البكاء في مصيبة خامس آل العباء تأليف محمد صالح البرغاني مخطوط.

2 - أعيان الشيعة ج 39 ص 167.

٥٣

للسيد عبد الحميد رحمه الله تعالى رواها الشيخ فخر الدين الطريحي المتوفى سنة 1085 في ( المنتخب ) ويظهر في آخر القصيدة انه ابن عبد الحميد:

عزّ صبري وعزّ يوم التلاق

آه واحسرتا مما أُلاقي

ارقتني مذ فارقتني أحبابي

برغمي غداة يوم الفراق

وفؤادي أضحى غريم غرام

واصطباري نأى ووجدي باق

نار حزني تشبّ بين ضلوعي

ودموعي تفيض من آماقي

وازيد الحزن الشديد لرزء

السبط سبط الراقي لظهر البراق

قتلوه ظلما ولم يرقبوا فيه

لعمري وصية الخلاق

لست أنساه يوم ظلّ ينادي

القوم يا عصبة الخنا والشقاق

هل علمتم بأن جدي رسول الله

خير الأنام بالاطلاق

وعلي أبي الذي كسر الأصنام

قسراً وفي القيامة ساقي

والبتول الزهراء فاطم امي

ثم عمي الطيار في الخلد راق

هل مغيث يغيثنا وعلينا

الاجر يوم المحيا ويوم التلاق

فأجابوه قد علمنا الذي قلتَ

وما انت بعد ذا اليوم باق

فغدا للقتال لا يختشي الموت

لعمري والموت مرّ المذاق

يورد السمر والضبا في الاعادي

فيرويهما دم الأعناق

فاحاطوا به فأردوه لما

عزّ انصاره وقتل الباقي

ثم علّوا كريمه فوق رمح

وهو يبدو كالبدر في الاشراق

وغدت زينب تنادي بشجو

يا اخي يا قتيل اهل النفاق

وعلي السجاد يرفل في القيد

عليلاً مضنى شديد الوثاق

* * *

يا بن بنت الرسول يا غاية

المأمول يا عدتي غداً للتلاق

ابن عبد الحميد عبدك ما

زال محباً لكم بغير نفاق

٥٤

ان تفت نصرتي لكم واقتحامي

دونك الموت عند ضيق الخناق

لم تفت لوعتي وطول حنيني

واكتئابي وحرقتي واشتياقي

ومقامي على الكئابة والأحزان

باكٍ بمدمع مهراق

وللشيخ علي بن عبد الحميد رحمه الله تعالى رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في ( المنتخب ):

أيحسن من بعد الفراق سرورُ

وكيف وعيشي بعد ذاك مريرُ

تنكّرت الأيام من بعد بُعدهم

فعيني عبري والفؤاد كسير

يقول عذولي أين صبرك إننا

عهدناك لا تخشى وأنت صبور

تروح عليك النائبات وتغتدي

وما أنت مما يعتريك ضجور

اذا ما عرى الخطب المهول وأصبحت

له نوبٌ أمواجهنّ تمور

لبست له الصبر الجميل ذريعة

فقلبك مرتاح وأنت قرير

فأيُّ مصاب هدركنك وقعه

فقلبك فيه حرقة وزفير

لحا الله عذالي أما علموا الذي

عراني ومم الدمع ظلّ يفور

أأنسى مصاب السبط نفسي له الفدا

مصاب له قتل النفوس حقير

أبى الذلّ لما حاولوا منه بيعة

وان حسيناً بالآباء جدير

وراح الى البيت الحرام يؤمّه

بعزم شديد ليس فيه قصور

فجاءته كتب الغادرين بعهده

ان أقدم الينا فالنصير كثيرُ

وفي آخرها:

أيا آل طه والحواميم والنسا

ومَن بهم يرجو النجاة أسير

عليٌ فتى عبد الحميد بمدحكم

طروب بكم يوم الحساب قرير

بحبكم يعلو على قمم العلا

وأنتم له يوم القيامة نور

منحتكم مدحي رجاء شفاعة

لدى الحشر والراجي لذاك كثير

٥٥

خذوها قصيداً يخجل الشمس نورها

ويعجز عنها جرول وجرير

إذا عبقت بين الملا بمديحكم

تضوّع منها مندل وعبير

عليكم سلام الله ما لاح بارق

وما غرّدت فوق الغصون طيور

وقال السيد علي بن جعفر يرثي الحسين (ع):

ألا مَن لقلب لا يطاوعه صبرُ

كثيب من الأحزان خالطه الفكر

وجفن قريح لا يملّ من البكا

تجدد حزني كلما أقبل العشر

على فقد سبط المصطفى ومصابه

فدمعي له سكب وقلبي به حرّ

فلهفي له لما سرى بنسائه

وحادي الفنا يدعو القصر العمر

وزينب من فرط الأسى تكثر البكا

تقول أخي مَن لي إذا نابني الدهر

فيانكبة هدّت قوى دين أحمد

وعظم مصاب في القلوب به سعر (1)

وقال السيد علي بن جعفر عليه الرحمة يرثي الحسين رواها الشيخ عبد الوهاب الطريحي في منتخبه المخطوط بخطه سنة 1076:

فؤاد لفرط الحزن قد عَدم الصبرا

تجرّع في البلوى بكاس الردى صبرا

وقلب كثيب لا لتذكار جيرة

تناؤا وقد أضحت منازلهم قفرا

ولكن لتذكار القتيل اذا اغتدى

طريحاً من الاعداء يستنجد النصرا

للشيخ صالح بن عبد الوهاب رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في ( المنتخب ):

نوحوا أيا شيعة المولى أبي حسن

على الحسين غريب الدار والوطن

وابكوا عليه طريحاً بالطفوف على

الرمضاء مختضب الاوداج والذقن

وابكوا بنات رسول الله بين بني

اللئام يشهرن في الامصار والمدنِ

__________________

1 - عن المنتخب للشيخ عبد الوهاب ابن الشيخ محمد علي الطريحي النجفي المسلمي كتبه سنة 1076.

٥٦

والطهر فاطمة الصغرى تنوح على

الحسين نوح كئيب القلب ذي شجن

يا ليت عيني قبل الآن قد عميت

وليتني قبل هذا اليوم لم أكن

وام كلثوم تدعو وهي باكية

بمدمع هامل كالعارض الهتن

أيا ابن امي قد اورثتني كمداً

أرهى فؤادي وأبلاني وأنحلني

أخي أخي يابن أمي يا حسين لقد

تجددت لي أحزان على حزن

يا ليت عين رسول الله ناظرة

إليّ والفاجر الملعون يسلبني

للشيخ حسن النحي رواها الشيخ عبد الوهاب الطريحي في منتخبه المخطوط بخطه سنة 1076. أما الشيخ فخر الدين الطريحي فقد ذكرها في ( المنتخب ) وقال: الشيخ حسن النجفي رحمه‌الله .

لمصاب الكريم زاد شجوني

فاعذلوني أو شئتم فاعذروني

كيف لا أندب الكريم بجفن

مقرح بالبكا وقلب حزين

يا لها من محاجر هاميات

بخلّت وابل الغمام الهتون

وجفون إن أصبح الماء غوراً

من بكاها جاءت بماء معين

لقتيل بكت له الجن والإنس

وسكان سهلها والحزون

لهف قلبي عليه وهو جديل

فوق وجه الصعيد دامي الجبين

لهف قلبي لزينب وهي تبكي

وتنادي من قلبها المحزون

يا أخي يا مؤملي يا رجائي

يا منائي يا مسعدي يا معيني

كنت أمناً للخائفين ويُمناً

للبرايا في كل وقت وحين

يا هلالاً لما استتم ضياء

غيبته بالطف أيدي المنون

* * *

آل طه يا من بهم يغفر الله

ذنوبي وما جنته يميني

لا أبالي وإن تعاظم ذنبي

يوم بعثي لكن يقيني يقيني

كل عزي بين الأنام وفخري

يوم حشري بانكم تقبلوني

٥٧

بعتكم مهجتي ببيع صحيح

عن تراضي ولست بالمغبون

أنتم لا سواكُم وإليكم

لا الى غيركم تساق ظعوني

لا أبالي إذا حضيت لديكم

قربوني الأنام أو أبعدوني

سوف اصفيكم الوداد بقلب

ولسان كالصارم المسنون

وإليكم من عندكم حسن النحي

قصيداً تزهو كدرّ ثمين

بكر نظم لها القبول صداق

فاقبلوها يا سادتي وارحموني

وعليكم من الإله صلاة

كلما ناح طائر في الغصون

٥٨

القرن الحادي عشر

الوفاة

السيد عبد الرؤف الجد حفصي

1006

عمر بن عبد الوهاب العرضي الشافعي

1024

الشيخ جعفر الخطي

1028

السيد ماجد ابن السيد هاشم البحراني

1028

الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين - الشهيد الثاني

1030

الشيخ محمود الطريحي

1030

الشيخ البهائي

1031

الشيخ محمد علي الطريحي

1036

الشيخ زين الدين بن محمد - حفيد الشهيد الثاني

1064

ابن جمال

1072

الشيخ فخر الدين الطريحي

1085

الشيخ عبد الوهاب الطريحي

القرن الحادي عشر

السيد معتوق الموسوي

1087

السيد علي خان المشعشعي

1088

الحاج مؤمن الجزائري الشيرازي

القرن الحادي عشر

السيد نعمان الأعرجي

القرن الحادي عشر

الشيخ أحمد بن خاتون العاملي العيثاني

القرن الحادي عشر

الشيخ محمد بن السمين الحلي

القرن الحادي عشر

محمد بن نفيع الحلي

القرن الحادي عشر

٥٩

٦٠