أدب الطف الجزء ٦

أدب الطف0%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 336

أدب الطف

مؤلف: العلامة السيد جواد شبر
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف:

الصفحات: 336
المشاهدات: 106542
تحميل: 7459


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 336 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 106542 / تحميل: 7459
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء 6

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

وترجم له الشيخ آغا بزرك في ( الكرام البررة ) ج 1 ص 427 فقال:

كان من كبار علماء عصره ومشاهيرهم، زعيم الفرقة وشيخها المتقدم وعلامتها الجليل. ولد عام 1147 وتخرج على عمه الشيخ يوسف صاحب الحدائق، وكان قرة عينه، وكتب له اجازتين: صغيرة وكبيرة مبسوطة وهي ( لؤلؤة البحرين في الاجازة لقرتي العينين ) وأوصى إليه بكتبه، ولذلك تصدى لتتميم الحدائق وسماه ( عيون الحقائق الناظرة في تتميم الحدائق الناضرة ) وقد طبع في النجف عام 1342 هـ.

وله زهاء ثلاثين مؤلفاً، عدها له مترجموه منها: النفحة القدسية، ومفاتيح الغيب والتبيان في تفسير القرآن، والأنوار اللوامع في شرح مفاتيح الشرائع. وله ديوان في رثاء الحسينعليه‌السلام يزيد على سبعة آلاف بيت كما ذكر ذلك في أنوار البدرين عندما عد مؤلفاته.

١٢١

الشريف ابن فلاح الكاظمي

المتوفي 1220

قف بالطفوف وجد بفيض الادمع

ان كنت ذا حزن وقلب موجع

أيبيت جسم ابن النبي على الثرى

ويبيت من فوق الحشايا مضجعي

تباً لقلب لا يقطع بعده

أسفاً بسيف الحزن أي تقطع

وعمى لعين لا تسح لفقده

حمر الدما عوض الدموع الهمع

وأذاب جسمي السقم إن هو لم يذب

حزناً لجسم بالسيوف مبضع

سبيت حريمي إن نسيت حريمه

في كربلاء تسبي بأيدي الزيلع

وثكلت ولدي إن سلوت رضيعه

أودى به سهم اللئام الوضع

صرخت علي النائحات وأعولت

إن لم أنح للصارخات الجزع

رضت جياد الخيل صدري إن سلا

بالطف قلبي رض تلك الأضلع

لم أنس لا والله زينب إذ مشت

وهي الوقور اليه مشي المسرع

__________________

1 - عن سوانح الأفكار في منتخب الأشعار ج 3 ص 202.

١٢٢

تدعوه والاخوان ملء فؤادها

والطرف يسرع بالدموع الهمع

أأخي مالك عن بناتك معرضاً

والكل منك بمنظر وبمسمع

أأخي ما عودتني منك الجفا

فعلام تجفوني وتجفو من معي

أأخي أين أبي علي المرتضى

ليرى انكساري للعدى وتخضعي

أعزيز أحمد كيف أصبح أحمد

لما نعيت فليت لا كان النعي

أحسين هل سمعت بنعيك أمك

الزهراء حيث نعيت أم لم تسمع

أحسين هل سمع الزكي أخي بما

صنع ابن سعد بالصغار الرضع

١٢٣

الشيخ محمد شريف الكاظمي:

الشيخ محمد شريف بن فلاح الكاظمي نزيل الغري، ولد في الكاظمية ونشأ فيها ثم هاجر إلى النجف وقرأ العلوم فيها في الربع الأخير من القرن الثاني عشر للهجرة، وكان من المشاهير في العلم والأدب واللامعين من بين أقرانه، له اطلاع بجملة من العلوم ومن أهل الكرامات الباهرة، معاصراً للشيخ مهدي الفتوني العاملي النجفي المتوفى سنة 1183 هـ وللسيد محمد مهدي الطباطبائي المعروف ببحر العلوم وللشيخ الأكبر الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وللشيخ أحمد النحوي، وكان على جانب عظيم من التقى والورع والصلاح، تنسب اليه كرامات الصلحاء الأبرار.

جاء في نشوة السلافة أن له فهماً وذكاء فهو ريحانة الأدباء، تجنح اليه الطباع وتطرب من حديثه الاسماع، قضى من الأدب نفله وفرضه وشام من ريانة بارقه وومضه، له شعر يضاحك الأقحوان ابتساماً وينوف عقد الدرر انتظاماً.

وله القصيدة الدالية في مدح أمير المؤمنينعليه‌السلام وانه القاها في الحرم أمام القبر الشريف، وسقط عليه القنديل الذهبي المعلق، فأخذ من يده وعلق فوقع عليه مرة ثانية فأخذه، والقصيدة أولها:

أبا حسن ومثلك من ينادى

لكشف الضر والهول الشديد

١٢٤

وستمر عليك في جملة شعره(1) وفي مخطوط الشيخ محمد السماوي في مكتبة الامام الحكيم العامة بالنجف الاشرف قصائد الشيخ شريف بن فلاح الكاظمي ومنها الكرارية وهي تزيد على 300 بيتاً عدد فيها فضائل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ومناقبه وقد قرضها 19 شاعراً من فحول الشعراء المعاصرين له.

ورأيت في المجموع ( الرائق ) مخطوط السيد أحمد العطار مراثي الشريف الكاظمي للامام الحسين (ع) ومنها قصيدة التي أولها.

ذكر الطفوف ويوم عاشورا

منعا جفوني لذة الاغفاء

وفي ص 358 قصيدة نبوية تحتوي على 150 بيتاً، أولها

أشجاك برق لاح بالجرعاء

فأثار منك لواعج البرحاء

ومن روائعه ما كتبه في مقام مشهد الشمس بالحلة

أقول وقد دخلت مقام مولى

أنخت ركاب آمالي لديه

الا لا تعجبوا للشمس ردت

به دون الورى جهراً عليه

فوجه المرتضى لا شك شمس

وشبه الشيء منجذب اليه

وترجم له صاحب كتاب ( معارف الرجال ) فقال:

__________________

1 - وتنسب هذه القصيدة للشيخ حسين العذاري. هكذا رأيت في مجموعة الشيخ حسن سبتيرحمه‌الله . والشيخ حسين العذاري رجل أفنى عمره في مدح أهل البيت فضاق به الدهر يوماً فقصد الروضة العلوية وأنشد هذه القصيدة وعند فراغه من انشادها أتاه أت فرمى اليه صرة فكانت هي سبب ثروته أقول لعله أنشدها ولم ينشئها.

١٢٥

الشيخ محمد بن شريف بن فلاح الكاظمي صاحب القصيدة الكرارية في مدح أميرالمؤمنينعليه‌السلام نظمها سنة 1166 وقرضها ثمانية عشر شاعراً من أدباء عصره.

قال السيد الأمين في الأعيان: السيد شريف بن فلاح الحسيني الكاظمي توفي سنة 1220 هـ كان فاضلاً عالماً مشاركاً في الفنون أديباً شاعراً. أقول: وفي آخر الترجمة أسماه: محمد شريف بن فلاح الكاظمي، وان الشيخ النوريرحمه‌الله لما ذكر بعض أبيات القصيدة الكرارية في كتابه ( نفس الرحمن ) أسماه بالسيد الشريف بن فلاح الكاظمي، والقصيدة في مخطوط ( المجموع الرائق ) للمرحوم السيد أحمد العطار البغدادي ج 2 ص 362 قال: للشيخ الشريف السيد شريف ابن فلاح الكاظمي يمدح أمير المؤمنينعليه‌السلام .

السيد شريف بن فلاح الكاظمي(1) :

ألا ما لأيام اللباب تولت

وصبح مشيبي لاح في ليل لمتي

وما بال أوقات الوصال تصرمت

وطير المنايا ناح من فوق دوحتي

وعمري تقضى بين لهو وغفلة

وقال وقيل واكتساب جريرة

وها أنا في مهد الجهالة راقد

ولم ارتدع عن قبح فعل وزلة

فما عذر مثلي حين أدعى بموقف

وقد ملئت من سيآتي صحيفتي

فحتام يا من عاش في لجة الهوى

تبارز ربا عالما بالسريرة

تبارزه سراً وجهراً وتغتدي

كأن لم تبارزه بكل عظيمة

__________________

1 - قال السيد الأمين في الأعيان: وجدنا في بعض المجاميع العاملية هذه القصيدة في رثاء الحسينعليه‌السلام وفي أولها: مما قال السيد شريف يسر الله أموره، ورواها السيد العطار في المجموع الرائق للشيخ شريف بن فلاح الكاظمي

١٢٦

تيقظ هداك الله من رقدة الهوى

فانك منقول إلى ضيق حفرة

فويك اجترحت السيئات جميعها

ومالك في الطاعات مثقال ذرة

تمسكت بالدنيا غروراً كمثلما

تمسك ظام من سراب بقيعة

أليست هي الدار التي طال همها

فكم اضحكت قدماً اناساً وأبكت

وكم قد اذلت من عزيز بغدرها

وكم فجعت من فتية علوية

هم عترة المختار أكرم شافع

وأكرم مبعوث إلى خير أمة

بنفسي بدوراً منهم قد تغيت

محاسنها في كربلا أي غيبة

رماها يزيد بالخسوف وطالما

بأنوارها جلت دجى كل ريبة

بنفسي وأهلي والتليد وطارفي

وكل الورى أفدي قتيل أمية

فنادى ألا هل من مجير يجيرنا

وهل ناصر يرجو الإله بنصرتي

ويرنو إلى ماء الفرات ودونه

جيوش بني سفيان حلت وحطت

ولم أنسه يوم الطفوف وقد غدا

يكر عليهم كرة بعد كرة

إذا كرّ فروا خيفة من حسامه

فكانوا كشاء من لقا الليث فرت

إلى أن هوى فوق الصعيد مجدلا

فاظلمت الدنيا له واقشعرت

وما انس لا أنس النساء بكربلا

حيارى عليهن المصائب صبت

ولما رأين المهر وافى وسرجه

خلياً توافت بالنحيب ورنت

ولا أنس اخت السبط زينب اذ رنت

اليه ونادت بالعويل وحنت

تقول ودمع العين يسبق نطقها

وفي قلبها نار المصائب شبت

أخي يا هلالا غاب بعد كماله

فاضحى نهاري بعده مثل ليلتي

١٢٧

أخي أى رزء اشتكي ومصيبة

فراقك أم هتكي وذلي وغربتي

أم الجسم مرضوضاً أم الشيب قانياً

أم الرأس مرفوعاً كبدر الدجنة

أم العابد السجاد أضحى مغللاً

عليلا يقاسي في السرى كل كربة

أم النسوة اللاتي برزن حواسرا

كمثل الإما يشهرن في كل بلدة

فلما رأته لا يجيب نداءها

بكت ورنت بالطرف نحو المدينة

ونادت بصوت يصدع الصخر جدها

وفي قلبها نار المصائب صبت

أيا جد لو يفدى من الموت ميت

فديت حسيناً من سهام المنية

أيا جد من لي بعد فقد مؤملي

ومن ارتجيه ان جفتني احبتي

أيا جد ما حزني عليه بزائل

ولا دمعي المنهل يبرئ غلتي

أيا جد عنا الصون هتك ستره

وأوجهنا بعد الخدور تبدت

وسار ابن سعد بالنساء حواسرا

وخلف جثمان الحسين بقفرة

وأصحابه في الترب صرعى كأنهم

نجوم سما حفت ببدر دجنة

ويحضرها في مجلس اللهو شامتاً

يزيد تغشاه الإله بلعنة

ويحضر رأس ابن النبي أمامه

وينكت منه الثغر بالخيزرانة

وينشد أشعار الشماتة قائلاً

نفلق هاماً من رجال أعزة

فيا حسرة في القلب طالت ومحنة

إلى أن ترى الرايات من أرض مكة

أمولاي يا ابن العسكري إلى متى

تروح وتغدو بين هم وشدة

أيا سادتي يا آل أحمد أنتم

ملاذي إذا جلت وجمت خطيئتي

خذوا بيدي في يوم لامال نافع

ولا ولد جاز ولا ذو حمية

١٢٨

سوى حبكم يا عترة الطهر أحمد

وبغض أعاديكم وتلك عقيدتي

اليكم بني الزهراء بكراً يتيمةً

قبولكم من خير مهر اليتيمة

فريدة حسن من شريف أتتكم

تنوح عليكم نوح ثكلى حزينة

عليكم سلام الله ما هبت الصبا

وما ناح قمري على غصن ايكة

قال السيد الأمين:

وفي الطليعة، هكذا وجدنا اسمه ونسبه وتاريخ وفاته في مسودة الكتاب ولا نعلم الآن من اين نقلناه والظاهر أنه من الطليعة.

كان فاضلاً عالماً مشار كافي الفنون أديباً شاعراً وله قصة مشهورة وهي أنه احتاج وهو في النجف فقصد الروضة المقدسة وأنشد قوله:

أبا حسن ومثلك من ينادى

لكشف الضر والهول الشديد

أتصرع في الوغي عمرو بن ود

وتردي مرحبا بطل اليهود

وتسقي أهل بدر كأس حتف

مصبرة كعتبة والوليد

وتجري النهروان دماً عبيطاً

بقتل المارقين ذوي الجحود

وتأبى أن تكف جيوش عسري

وتنصرنى على الدهر العنود

وها هو قد أراني الشهب ظهرا

وأحرم ناظري طيب الهجود

فاطلع في سما الاقبال بدري

وبدل نحس حظي بالسعود

وأوردني حياض نداك اني

لمحتاج إلى ذاك الورود

أترضى أن يكدر صفو عيشي

وتصبح أنت في عيش رغيد

أتنعم في الجنان خلي بال

ومني القلب في جهد جهيد

١٢٩

أما قد كنت تؤثر قبل هذا

ببذل القوت في القحط الشديد

فكيف أخيب منك وأنت مثر

غديم المثل في هذا الوجود

أما لاحت لمرقدك المعلى

جواهر كدرت عيش الحسود

فمن در وياقوت مشع

ومن ماس تلوح على عقود

ومن قنديل تبرٍ بات يجلو

سناه الهم عن قلب الوفود

فجد لي يا علي ببعض هذا

فان التبر عندك كالصعيد

ولي يا ابن الكرام عليك حق

رثاء سليلك الظامي الشهيد

فكم أجريت من دمع عليه

وكم فطرت قلبا كالجليد

فكن في هذه الدنيا معيني

وكن لي شافعاً يوم الورود

قال فسقط عليه قنديل ذهب فأخذ وعلق فوقع عليه ثانية فأخذه

١٣٠

امين بن محمود الكاظمي

هو الشيخ أمين بن الشيخ محمد الكاظمي. ذكره السيد الأمين في أعيان الشيعة ج 13 ص 52 فقال:

لا نعرف من أحواله شيئاً، سوى أننا وجدنا له هذه الأبيات يرثي بها الإمام الحسين (ع).

قف بالطفوف وسلها عن أهاليها

وطف بأرجائها والثم نواحيها

واستنشق الترب منها إن تربتها

فيها الشفاء وللأسقام تبريها

واسكب دموعاً على تلك الربوع عسى

وكف الدموع لنار القلب يطفيها

وقف عليها وسلها أين عنك مضوا

أهل القباب ومن قسد حل ناديها

أين البدور التي حلت بساحتها

أين الأسود التي حلت بواديها

تالله لم يهنني من بعدهم وطر

مذ قيل دارت عليهم كأس ساقيها

__________________

عن شعراء بغداد تأليف علي الخاقاني الجزء الثاني ص 189.

١٣١

الشيخ امين الكاظمي: وفاته قبل سنة 1222

قال الشيخ الطهراني في ( طبقات أعلام الشيعة ) ج 2 ص 157:

هو الشيخ أمين ابن الشيخ محمود الكاظمي الأسدي، عالم جليل وفقيه بارع مروج. ذكره السيد الصدر في التكملة، فنقل عن العلامة الشيخ محمد حسن آل ياسين الكاظمي: إنه من العلماء المروجين للدين في الفترة بعد طاعون 1186 حيث ما بقي أحد من العلماء وتوسع الناس في الفجور فقام المترجم بتعليم الصلاة ونشر الأحكام بتقريبات وأساليب تميل إليها النفوس وبنى مدرسته التي حكم بوقفيتها الشيخ ابراهيم الجزائري وسهر على احياء الدارس من معالم الدين حتى عادت بلدة الكاظمينعليهما‌السلام من بركاته دار الهجرة لطلب العلم، وتوفي قبل 1222 انتهى ملخصاً. وقد صرح السيد الصدر في ( التكملة ) وغيره في غيرها أنه أسدي ينتهي نسبه إلى حبيب بن مظاهر شهيد الطف إلا أن السيد جعفر الأعرجي أنهى نسبه إلى الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري قال في ( نفحة بغداد ): خال والدي الشيخ أمين ابن الشيخ العالم الكبير محمود بن كلب علي الكاشاني بن غلام علي بن عبد علي بن القاضي محمد بن حبيب بن ابراهيم بن بديع الزمان بن جمال الدين بن احمد بن نظام الدين بن جلال الدين بن رفيع الدين بن علي بن ضياء الدين بن يحيى بن فتح الله بن يحيى بن الحسن بن فخر الدين بن اميدواد بن فضل الله بن اسحاق بن فضل الله بن محمد بن أبي المكارم بن أحمد ابن علي بن أبي المعالم بن أحمد بن أبي الغنائم محمود بن أحمد بن أبي الفضل

١٣٢

ابن محمد بن أحمد بن أبي الفضل بن هاشم بن فاضل بن يحيى بن عقيل بن يحيى ابن ذر بن أبي ذرّ جنادة بن قيس. هكذا ذكره الأعرجي والله العالم بالصحيح منهما. ويأتي ذكر الشيخ كاظم شقيق المترجم مع أولاده الشيخ محمد علي والشيخ محمد يونس والشيخ محمد جواد كما يأتي ذكر ابن عم المترجم الشيخ حسن بن هادي المنصوب لتوليته المدرسة المذكورة وابنه الشيخ طالب بن الحسن وولديه الشيخ باقر والشيخ حسن ابني طالب، ويأتي أيضاً ذكر الشيخ محمد ابن المترجم والكل علماء فضلاء انتهى.

١٣٣

الشيخ حميد نصار

المتوفى 1225

ما انتضار الدمع أن لا يستهلا

أو ما تنظر عاشوراء هلا

هل عاشور فقم جدد به

مأتم الحزن ودع شربا وأكلا

كيف لا تحزن في شهر به

أصبحت آل رسول الله قتلى

كيف لا تحزن في شهر به

غودرت فاطمة الزهراء ثكلى

كيف لا تحزن في شهر به

رأس خير الخلق في رمح يعلى

وإذا عاينت أهليه ترى

نوباً فيها رزايا الخلق تسلى

من عليل وسدته البزل حلسا

وقتيل وسدته البيد رملا

١٣٤

الشيخ حميد نصار الشيباني اللملومي النجفي

قال السيد الأمين في الأعيان ج 28 ص 106: أنه توفي سنة 1225 في النجف الأشرف ودفن بها.

في الطليعة كان فاضلاً مشاركاً في العلوم أديباً في المنثور والمنظوم مكثراً في مدائح الأئمةعليهم‌السلام ومراثيهم. وهو عم الشيخ محمد نصار الشاعر المشهور باللغتين الفصحى والدارجة.

وله صحبة تامة ومودة أكيدة مع حمد آل حمود زعيم الخزاعل المشهور المتوفى سنة 1214 وله فيه مدائح كثيرة وله بنود في مدحه منها البند المشهور:

أيها الراكب يفري شقق البيد على أمثلة السيد وأشباح القنا الميد من النجب المناجيد لك الله وحياك وأرشدت بمسراك، إذا شمت من البرق غماما مسبل الودق وعاينت من البحر خضما مزبد الزخر ويممت من الروض ربيعاً ومن الغيث مربعاً ومن الليث منيعاً(1) إلى آخر ما قال:

__________________

* بضم الحاء وتشديد الياء المكسورة. تصغير حمد.

1 - ذكره السيد الأمين في معادن الجواهر ج 3 ص 585.

١٣٥

ومن شعره في رثاء الإمام الحسين (ع):

يوم ابن حيدر والأبطال عابسة

والشمس في عنبر الهيجاء تنتقب

والسمر من طرب تهتز مائسة

والبيض في قمم الأقران تختضب

رامت أمية أن تقتاد ذا لبد

منه وتحجب بدراً ليس يحتجب

فانصاع كالضيغم الكرار منتدراً

بصولة ريع منها الجحفل اللجب

يلقى الكماة بثغر باسم فرحاً

كأنهم لندى كفيه قد طلبوا

حتى إذا لم يدع للشرك من سكن

إلا وقامت به من بأسه الندب

وافته داعية الرحمن مسرعة

فخر وهو يطيل الشكر محتسب

نفسي الفداء له والسمر واردة

من نحره والمواضي البيض تختضب

مضرج الجسم ما بلت له غلل

حتى قضى وهو ظمآن الحشا سغب

دامي الجبين تريب الخد منعفر

على الثرى ودم الأوداج ينسكب

مغسل بنجيع الطعن كفنه

سافي الرياح ووارته القنا السلب

قضى كريماً نقي الثوب من دنس

يزينه كلما يأتي ويجتنب

يا قائداً جمح الأعداء طوع يد

كيف استقادتك منها جامح ذرب

لئن رمتك سهام الدهر عن إحن

وقارعتك مواضيه فلا عجب

كنت المجير لمن عادى فحق له

أن يطلب الثأر لما أمكن الطلب

يا مخرس الموت إن سامتك نائبة

من النوائب كيف اغتالك الشجب

يا صار مافل ضرب الهام مضربه

ولا تعاب إذا ما فلت القضب

لو تعلم البيض من أردت مضاربها

نبت وفل شباها الروع والرهب

ولو درت عاديات الخيل من وطأت

أشلاءه لاعتراها العقر والنقب

إن كورت منك كف الشرك شمس ضحى

فما على الشمس نقص حين تحتجب

١٣٦

ما كنت أحسب والأقدار غالبة

بأن شمل الهدى الملتام ينشعب

فكم عفيفة ذيل للبتول سرت

على أضالع لم يشدد لها قتب

تطوي على جمرات الوجد أضلعها

وقد أضر بها الإغماء والسغب

وله في رثاء الحسين (ع):

يا ناعي ابن رسول الله هجت لنا

حزناً ودمعاً على الخدين مدرارا

نعيت لو تدري من تنعاه ما ضحكت

أسنان فيك ولا سامرت سمارا

يا وقعة الطف كم عين بك انذرفت

وللهداية كم ركن بك انهارا

افيك يقضون آل المصطفى عطشاً

والماء طام فليت الماء قد غارا

١٣٧

الشيخ محمد رضا النحوي

هذه القصيدة صدورها للشيخ أحمد النحوي، وأوائل الإعجاز لولده الشيخ محمد هادي، وثوانيها للشيخ أحمد الحلي، وثوالثها لولده الشيخ محمد رضا النحوي.

عج بالمطى قليلاً أيها الحادي

وسائل الركب عن سكان أجياد

على أشم عراراً في ربى الوادي

ما سرت إلا بأحشاء وأكباد

رفقاً بهن فقد قاسين طول سرى

وما يعانين من وخد واسآد

كآنها من جفاها بعض أعواد

وضرها فرط أغوار وأنجاد

أما تراها براها الشوق مذ زمن

ومسها حز أقتاب وأقتاد

قد آذنت فيه أحبابي بابعاد

إلى كرام بهم رشدي وإرشادي

تصبو لنجد وما نجد وساكنه

إلا شفاء غليل الظامئ الصادي

كلا وليس لنجد بل إبراد

وأين نجد لا نجاد وإسعاد

لها فؤاد معنى في معاهدها

لا يستقر إذا ما رجع الحادي

سقى المعاهد سحاً صوب مرتاد

ما حال في عهده عن خير عهاد

ترتاح إن لاح في الآفاق ضوء سناً

نور الثنية من غربي بغداد

صبح به يهتدى حيث الدجى بادي

برق تألق وهنأ والدجى هادي

تصد عن وردها إن فاح ريح صباً

وتترك الروض غفلا غير مرتاد

بما تضمن من أخلاق أمجاد

من العواصم من أكناف بغداد

فاستبق فيها بقايا كي ننيخ بها

على مهابط وحي نورهم باد

على مزار شهيد نجل أمجاد

على مصارع أمجاد وأنجاد

١٣٨

على محل به الأملاك عاكفة

عوجا قليلا كذا عن أيمن الوادي

على تلاوة آيات وأوراد

والخلق فيه سواء عاكف بادي

على حمى كربلا شوقا لساكنها

عج بالحمى يا رعاه الله من وادي

أفديه في طارفي مني واتلادي

هادي البرية واشوقاه للهادي

إن جئتها فأطل منك الوقوف بها

غذيت در التصابي قبل ميلادي

وسح دمعا بإصدار وإيراد

فاخلع نعالك فيها إنها الوادي

نبكي على أسد قد خر منجدلا

زواره الوحش من سيد وآساد

كسته بيض المواضي حمر أبراد

ياليت أني له دون الورى فادي

لهفي له جسداً قد ضمخوه دماً

ثاو على الترب ملقى بين أجساد

على الثرى بين أهضام وأنجاد

كأن أثوابه مجت بفرصاد

لهفي له وهو فرد قد أحاط به

بنو أمية لا تحصى بتعداد

جيش لآل زياد نسل أوغاد

جيش كهام كصوب العارض الغادي

يا عصبة ما رعت حق البتول ولا

راعت ذمام النبي المصطفى الهادي

حق الوصي وأبدت غل أحقاد

عادت على بادئ بالبر عواد

لهفي له والعدى تنتابه زمراً

بكل لدن أصم الكعب مياد

والراس منه مشال فوق أعواد

لم أحص عدتهم إلا بعداد

لهفي لبدر بدا منه السرار على

أيدي العدى طول أزمان وآباد

حكم الإله وفيه كل اسعاد

أرض الطفوف بأرماس وأنجاد

لهفي لشمس ضحى بالنور مشرقة

قد أخمد النور منها أي إخماد

تغنى بأنوارها عن كل وقاد

لهفي على كوكب بالسعد وقاد

أبدى الحمام عليهم شجوه وله

طوق الكآبة أضحى قيد أجياد

عليه فرط بكاء بعد تعداد

تبكي السماء بدمع رائح غادي

١٣٩

على البها من أبناء أحمد لا

على البها ليل من أبناء عباد

لهفي عليهم وقد سارت ظعائنهم

والموت خلفهم يسري بميعاد

بأمرة ابن زياد أصل إلحاد

كأنها إبل يحدو بها الحادي

لهفي على طود مجد هد شامخه

مجدلا بين أجبال وأطواد

بوقعه قد شفى أضغان حساد

وركن مجد بأرض الطف منئاد

لهفي على بحر جود غاض مورد

وكان يشرع منه كل وراد

فجرع النبت منه غلة الصادي

وكان رياً لوراد ورواد

لهفي على خاشع لله مبتهل

في أسر قوم لدين الكفر عباد

وخير عبادها نسكاً وزهاد

لهفي على راكع لله سجاد

لهفى على نجله السجاد حلف ظناً

مكبل بين أغلال وأقياد

مغللا بين أغلال وأصفاد

أخفاه طول الضنا من غير عواد

يرى العدى وأهاليه بأسرهم

أسرى وليس لهم في القوم من فادي

غدوا حيارى بأطفال وأولاد

والسقم ينفض فيهم صبغة الجادي

من كل ذات شجى ترثي لحال شج

تطوي الضلوع على جمر وإيقاد

حزينة لم تزل في أسر أنكاد

وذي قيود غدا يرثي لمنقاد

مقروحة القلب من سقم وطول ضناً

قرحى الجفون بتسكاب وتسهاد

قد شفها فقد آباء وأجداد

قد دب منها بأعضاء وأعضاد

تشكو الظما وهجير الصيف متقد

غرثى ولم تلق غير الدمع من زاد

ياليت أبحرها ترمي بأنفاد

والماء طام لرواد ووراد

ماذا يقول بنو حرب إذا عرضوا

والكل عات على أهل الهدى عاد

وقد أتوا بين مغلول ومنقاد

والخلق طراً وقوف بين أشهاد

وقام ثم علي والبتول معاً

في موقف العرض كل شجوه باد

١٤٠