أدب الطف الجزء ٦

أدب الطف0%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 336

أدب الطف

مؤلف: العلامة السيد جواد شبر
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف:

الصفحات: 336
المشاهدات: 106546
تحميل: 7459


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 336 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 106546 / تحميل: 7459
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء 6

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

لا كان يومك يا ابن المرتضى فلقد

قضى علينا برق بعد تحرير

إذا تذكرته خر الحشى صعقا

كأنما كان يوم النفخ في الصور

وهاكم يا بني الزهراء مرثية

كالروض يبكي بإحداق الأزاهير

وكيف أشقى وأهل الكهف كلبهم

تاج ولست لديكم دون قطمير

عليكم صلوات الله ما لعبت

أيدي السرى بقداح الخيل والعير

وقال يمدح الامام الحسن الزكي سيد شباب أهل الجنة، وقد التزم الشاعر فيها الجناس بين كل بيتين في القافية.

يا نزولا بين جمع والمصلى

قتل مثلي في هواكم كيف حلا

عقد الصب بكم آماله

ليت شعري من لذاك العقد حلا

قال لي العاذل أضناك الهوى

فانتجع غير هوهم قلت كلا

فانثنى عني وما زال المنى

من فتى أمسى على الأحباب كلا

أيها البارق سلهم عن دمي

إن توسطت حماهم كيف طلا

واسق جيران اللوى والمنحنى

وابلا تحيا به الأرض وطلا

لا ترم مني سلواً بعدهم

نأيهم والهجر سل الصبر سلا

ما على طيفهم لو زارني

وأماط الحزن عن قلبي وسلى

لي قلب سبق الناس إلى

حبهم واعتاقه السقم فصلى

عجباً كيف استباحوا مهجتي

وهي مغنى خير من صام وصلى

حسن الأخلاق سبط المصطفى

مفزع الناس إذا ما الخطب جلا

طالما أذهب عن ذي فاقة

بنداه ظلمة الفقر وجلى

ماجد تسري المعالي إن سرى

وتنادي بحلول حيث حلا

رفع الله به قدر العلى

وبه جيد الهدى والدين حلى

أي راع لا يراعي أحداً

غير من يرعى لدين الله الا

حجة الله الامام المجتبى

ذو الأيادي خير خلق الله إلا

٦١

خير حبل مده الله لمن

صده الشيطان عنه وأزلا

نشر العدل فكم من ظبية

تمتطي في مهمه ذئبا أزلا

ذو بنان كشآبيب الحيا

أنهل الحران منهن وعلا

خفض البخل ومن دان به

وبناء الجود والإحسان على

رفعته قدرة الله الى

ما تمنى فدنا ثم تدلى

دوحة العلم الإلهي التي

فرعها في جنة الخلد تدلى

سيدي يا حجة الله الذي

لأمور الإنس والجن تولى

فاز والله وما خاب فتى

بكم يا خيرة الله تولى

حبكم شغل فؤادي في الملا

ونجي القلب مني ان تخلى

مفزعي أنتم إذا ما مفزعي

صد عني يوم حشري وتخلى

ألحق الله بكم أشياعكم

وأعاديكم جحيم النار صلى

وسقى صوب الحيا أجداثكم

وعليكم سلم الله وصلى

وزار مشهد السيدة زينب الكبرى بدمشق الشام - قرية راوية - فكتب على حائط المشهد.

مقام لعمر الله ضم كريمة

زكا الفرع منها في البرية والاصل

لها المصطفى جد وحيدرة أب

وفاطمة أم وفاروقهم بعل

وقال يمدحها ويتخلص لمدح السيدين: السيد حسين والسيد علي من آل المرتضى.

يا دوحة بسقت في المنبت الزاكي

حيا الحيا ربعك السامي وحياك

حاكيت شمس الضحى والبدر مكتملا

أباً وأماً وكان الفضل للحاكي

أبوك حيدرة والأم فاطمة

والجد أحمد والسبطان صنواك

فخر لعمر العلى ما ناله أحد

إلاك يا بضعة الزهراء إلاك

٦٢

لك المقام الذي ما زال مشتملا

على ملائكة غر واملاك

يقبلون ضريحاً ضم ناسكة

ترعرعت بين زهاد ونساك

يبكون من خيفة والثغر مبتسم

من المسرة يا للضاحك الباكي

ويصدرون وفي أيديهم سبب

من المحامد موصول بذكراك

أولاك مولاك مجداً لا يرام فما

أحراك بالغاية القصوى وأولاك

لجيد مجدك أطواق الثنا خلقت

جل الذي بجلى الفضل حلاك

طوبى لمن شم يوماً من حماك شذا

لأن من جنة الفردوس رياك

اني لاغبط مخدومين قد خدما

مثواك يا قدس الرحمن مثواك

هما لعمر العلى بدران تمهما

وحسن حالهما من بعض حسناك

من كالحسين وقد أمسيت عمته

فلو دعوت أمس الناس لباك

ومن يداني عليا وهو منتسب

للمرتضى وهو مولاه ومولاك

تقاسما خطط العلياء وارتضعا

ثدي العلى حافلا في ظل مغناك

غيثان لا يعدم المضطر غوثهما

لأن جودهما من فيض جدواك

وحسب هذين فخراً أن ذكرهما

يا درة التاج مقرون بذكراك

اليك يا مفزع الراجي مددت يدي

وأنت أدرى بما يرجوه مولاك

وكيف لا يطلب الدنيا وضرتها

مولاكم وهما أدنى عطاياك

٦٣

السيد احمد العطار

المتوفى 1215

أي طرف منا يبيت قريراً

لم تفجر أنهاره تفجيراً

أي قلب يستر من بعد من كان

لقلب الهادي النبي سرورا

آه واحسرتا عليه وقد أخرج

عن دار جده مقهوراً

كاتبوه فجاءهم يقطع البيداء

يطوي سهولها والوعورا

أخلفوه ما عاهدوا الله من قبل

وجاءوا إذ ذاك ظلماً وزورا

أخلفوا الوعد أبدلوا الود خانوا

العهد جاروا عتوا عتوا كبيرا

فأتاهم محذرا ونذيرا

فأبى الظالمون إلا كفورا

وأصروا واستكبروا ونسوا

يوماً عبوساً على الورى قمطريرا

لست أنسى إذ قام في صحبه

ينثر من فيه لؤلؤاً منثورا

قائلا ليس للعدى بغية

غيري ولا بد أن أردى عفيرا

اذهبوا فالدجى ستير وما الوقت

هجيراً ولا السبيل خطيرا

فأجابوه حاش لله بل نفديك

والموت فيك ليس كثيرا

٦٤

لا سلمنا إذن إذا نحن أسلمـ

ـناك وتراً بين العدى موتورا

أنخليك في العدو وحيداً

ونولى الأدبار عنك نفورا

لا أرانا الإله ذلك واختا

روا بدار البقاء ملكاً كبيراً

بذلوا الجهد في جهاد الأعادي

وغدا بعضهم لبعض ظهيرا

ورموا حزب آل حرب بحرب

مأزق كان شره مستطيرا

كم أراقوا منهم دماً وكأي

من كحي قد دمروا تدميرا

فدعاهم داعي المنون فسروا

فكأن المنون جاءت بشيرا

فأجابوه مسرعين إلى القتل

وقد كان حظهم موفورا

فلئن عانقوا السيوف ففي مقـ

ـعد صدق يعانقون الحورا

ولئن غودروا على الترب صرعى

فسيجزون جنة وحريرا

وغداً يسربون كأساً دهاقاً

ويلقون نظرة وسروراً

كان هذا لهم جزاء من

الله وقد كان سعيهم مشكورا

فغدا السبط بعدهم في عراص

الطف يبغي من العدو نصيرا

كان غوثاً للعالمين فأمسى

مستغيثاً يا للورى مستجيرا

فأتاه سهم مشوم به

انقض جديلا على الصعيد عفيرا

فأصاب الفؤاد منه لقد

أخطأ من قد رماه خطأ كبيرا

فأتاه شمر وشمر عن سا

عد أحقاد صدره تشميرا

وارتقى صدره اجتراء على

الله وكان الخب اللئيم جسورا

وحسين يقول إن كنت من يجهل

قدري فاسأل بذاك خبيرا

فبرى رأسه الشريف وعلاه

على الرمح وهو يشرق نورا

ذبح العلم والتقى إذ براه

وغدا الحق بعده مقهورا

عجباً كيف تلفح الشمس شمساً

ليس ينفك ضوءها مستنيرا

٦٥

عجباً للسماء كيف استقرت

ولبدر السماء يبدو منيرا

كيف من بعده يضي أليس

البدر من نور وجهه مستعيرا

غادروه على الثرى وهو ظل الله

في أرضه يقاسي الحرورا

ثم رضوا بالعاديات صدوراً

لأناس في الناس كان صدورا

قرعوا ويلهم ثغور رجال

بهم ذو الجلال يحمي الثغورا

هجروا في الهجير أشلاء قوم

أصبح الذكر بعدهم مهجورا

أظلم الكون بعدهم حيث قد

كانوا مصابيح للورى وبدورا

استباحوا ذاك الجناب الذي قد

كان حصناً للمستجير وسورا

أضرموا في الخيام ناراً تلظى

فسيصلون في الجحيم سعيرا

بعد أن أبرزوا النساء سبايا

نادبات ولا يجدن مجيرا

مبديات الأسى على من بسيف الظـ

ـلم قد بات نحره منحورا

من يصلى عن المصلين من

يدفن تحت التراب تلك البدورا

من يقيم العزاء حزناً على من

رزؤهم احزن البشير النذيرا

من لأسد قد جزروا كالأضاحي

يشتكون الظما وكانوا بحورا

من لزين العباد إذ صفدوه

بقيود وأوثقوه أسيرا

عجباً تجتري العبيد على من

كان للناس سيداً وأميرا

من لطود هوى وكان عظيما

من لغصن ذوى وكان نضيرا

من لبدر أضحى له اللحد برجاً

من لشمس قد كورت تكويرا

من لجسم في الترب بات تريبا

من لرأس فوق السنان أديرا

وجباه ما عفرت لسوى اللـ

ـه على الترب عفرت تعفيرا

وخدود شريفة لم تصعر

قط للناس وسدوها الصخورا

ووجوه مصونة هتكوها

وأباحوا حجابها المستورا

٦٦

وبيوت برفعها أذن الله

غدت بعد ساكنيها دثورا

يا له فادحاً تضعضع ركن الد

ين من عظمه ورزءاً خطيرا

ومصاباً ساء النبي ومولا

نا علياً وشبرا وشبيرا

وخطوبا يطوى الجديد ولا

يفتاً في الناس حزنها منشورا

أو يقوم المهدي حامي حمى الإسلام

ساقي الأعداء كأساً مريرا

رب بلغه ما يؤمله وافتح

له من لدنك فتحاً يسيرا

ليت شعري متى نرى داعي الله

إلى الحق والسراج المنيرا

أو ما آن أن يرى ظاهراً في

يده سيف جده مشهورا

أو ما آن أن يرى ولواء

النصر من فوق رأسه منشورا

أو ما آن أن يحور فيستأصل

من كان ظن أن لا يحورا

أو ما آن أن نروح ونغدو

في ابتهاج والعيش يغدو قريرا

أو ما آن أن ينادي مناديه

عن الله في الأنام بشيرا

ذاك يوم للمؤمنين سرور

وعلى الكافرين كان عسيرا

يا بني الوحي والألى فيهم قد

أنزل الله هل أتى والطورا

دونكم من سليلكم أحمد

دراً نظيماً ولؤلؤاً منثورا

يبتغي منكم به جنة لم

ير فيها شمساً ولا زمهريرا

خسر المادحون غيركم

والمدح فيكم تجارة لن تبورا

وعليكم من ربكم صلوات

عطر الكون نشرها تعطيرا

٦٧

وله أيضاً:

ما هاج حزني بعد الدار والوطن

ولا الوقوف على الآثار والدمن

ولا تذكر جيران بذي سلم

ولا سرى طيف من أهوى فأرقني

ولم أرق في الهوى دمعاً على طلل

بال ولا مربع خال ولا سكن

نعم بكائي لمن أبكى السماء فلا

تزال تنهل منها أدمع المزن

كأنني بحسين يستغيث فلا

يغاث إلا بوقع البيض واللدن

وذمة لرعاة الحق ما رعيت

وحرمة لرسول الله لم تصن

أعظم بها محنة جلت رزيتها

يرى لديها حقيراً أعظم المحن

يا باب حطة يا سفن النجاة ويا

كنز العفاة ويا كهفي ومرتكني

يا عصمة الجار يا من ليس لي أمل

إلا ولاء إذا أدرجت في كفني

هل نظرة منك عين الله تلحظني

بها وهل عطفة لي منك تدركني

إن لم تكن آخذاً من ورطتي بيدي

ومنجدي في غدي يا سيدي فمن

وكيف تبرأ مني في المعادوقد

محضت ودك في سري وفي علني

أم كيف يعرض يوم العرض عني من

بغير دبن هواه القلب لم يدن

وهل يضام معاذ الله أحمدكم

ما هكذا الظن فيكم يا ذوي المنن

إليكم سادتي حسناء فائقة

في حسن بهجتها من سيد حسني

عليكم صلوات الله ما ضحكت

حديقة لبكاء العارض الهتن

٦٨

السيد أحمد بن محمد بن علي بن سيف الدين الحسني البغدادي الشهير بالسيد أحمد العطار

وأسرته تعرف بـ ( الحيدرية ) توفي سنة 1215 في النجف الأشرف ودفن في الإيوان الكبير قرب مقبرة العلامة الحلي أعلى الله مقامه.

فيكون عمره قد تجاوز السبعين وأرخ وفاته الحاج محمد رضا الأزري.

كان فاضلاً فقيهاً أصولياً رجالياً محدثاً زاهداً ناسكا صاحب كرامات أديباً شاعراً علماً من أعلام عصره هاجر من وطن أبيه بغداد إلى النجف الأشرف وعمره عشر سنوات فقرأ العلوم العربية وغيرها حتى برع فيها ثم قرأ في الأصول والفقه على مشاهير ذلك العصر وكانت له خزائن كتب نفيسة تلمذ على السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي، له مؤلفات في الفقه والأدب والعبادة وديوان شعر يزيد على خمسة آلاف بيت ومن مؤلفاته:

1 - كتاب سماه التحقيق في الفقه وجد منه كتاب الطهارة بخطه في أربع مجلدات.

2 - كتاب في أصول الفقه في مجلدين.

3 - رياض الجنان في أعمال شهر رمضان ( مطبوع ).

4 - منظومة في الرجال ( مطبوعة ).

5 - الرائق في الشعر والأدب استفدنا منه كثيراً وروينا عنه في هذه

٦٩

الموسوعة(1) .

رثاه جملة من شعراء عصره منهم السيد ابراهيم ومنهم الشيخ محمد رضا الأزري. وفاته في السابع من شهر شعبان سنة 1216 هـ. قال الشيخ الطهراني في ( طبقات أعلام الشيعة ) رأيت بخط حفيدة العلامة السيد راضي بن الحسين بن أحمد، على كتاب ( رياض الجنان ) للمترجم المطبوع، أنه ولد في النجف ربيع الأول 1128 ورأيت أرجوزته الرجالية الموجودة في النجف عند السيد محمد البغدادي، وكانت له اليد الطولى في الأدب بل كان من شيوخ الأدب في عصره وله ديوان شعر كبير جمعه بنفسه حوى مختلف الأنواع وضم جملة من مدائح أقطاب العلم ومراثيهم انتهى. أقول ورأيت ديوان السيد أحمد العطار في مكتبة كاشف الغطاء العامة - قسم المخطوطات.

__________________

1 - وقد سجل في الراثق مجموعة كبيرة من شعره، وإليك مطلع بعض القصائد:

1 - مرثية لأهل البيت أولها:

لا تأمن الدهر إن الغدر شيمته

وخفض قدر أولي العلياء همته

2 - في مدح الامامين العسكريين أولها:

هي سامراء قد فاح شذاها

وتراءى نور أعلام هداها

3 - في ص 346 من الجزء الثاني تعجيز قصيدة وتثليثها في قبة الامام أميرالمؤمنين علي عليه السلام: والتي أولها أنظر إليها تلوح كالقبس

٧٠

جاء في كتاب ( دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا ) والمنام للميرزا النوري قال:

رأيت في بعض الدواوين أن رجلا من الصلحاء رأى في منامه سيدتنا فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، فأمرته أن يأمر أحد الشعراء من مواليها السعداء بنظم قصيدة في رثاء سيد الشهداءعليه‌السلام يكون أولها « من غير جرم الحسين يقتل » فامتثل اللبيب اللوذعي السيد نصر الله الحسني على منوال ما أمرت، ولما وقف السيد أحمد بن السيد محمد(1) على قصيدة السيد المذكور صدرها وعجزها رجاء أن ينتظم في سلك من امتثل أمر سيدة النساءعليها‌السلام فما كان من الأبيات عليها علامة فهو للسيد نصر الله وما لم يكن كذلك فهو للسيد أحمد بن السيد محمد وهي هذه:

« من غير جرم الحسين يقتل »

وجده الهادي النبي المرسل

ويقطع الشمر جهاراً رأسه

« وبالدماء جسمه يغسل »

« وينسج الأكفان من عفر الثرى »

لجسمه العاري السليب القسطل

أفدي سليباً نسجت ملابساً

« له جنوب وصباً وشمال »

« وقطنه شيبته ونعشه »

اللدن وغسله الدموع الهمل

ورأسه يشهره بين الملا

« رمح له الرجس سنان يحمل »

« ويوطئون صدره بخيلهم »

تصعد طوراً فوقه وتنزل

أعظم به صدراً يداس قسوة

« والعلم فيه والكتاب المنزل »

« ويشتكي حر الظما والسيف من »

فيض نجيع نحره يبلل

يدعو ألا هل شربة والترب من

« أوداجه يروى دماً وينهل »

__________________

1 - أقول هو السيد أحمد بن السيد محمد العطار وهو صاحب ( الرائق ) المخطوط.

٧١

« والمرتضى الساقي على الحوض غدا »

والده وهو الإمام الأفضل

وكيف يقضي عطشاً من مثل ذا؟

« أبوه والجد النبي المرسل »

« وأمه الطهر الفرات مهرها »

وهو لدى الجود سحاب هطل »

فيا له بحراً قضى من ظمأ؟

« وكفه كم فاض منها جدول »

« والمسلمون لا يبالون بما »

كان كأن لم يسمعوا أو يعقلوا

هذا ودمع المصطفى جرى لما

« وجرى وقد خرت لذاك الأجبل »

« وهد ركن العرش مما ناله »

حزناً وعين الشمس أضحت تهمل

وهدمت لذاك أركان الهدى

« والأرضون أصبحت تزلزل »

« وقد بكى جفن السموات دماً »

فلم يزل دمع السحاب يهطل

وأنجم السماء قد تكدرت

« وأمست الأفلاك فيها تعول »

« والمرتضى وفاطم والحسن »

الزكي قد ناحوا أسى وأعولوا

والمرسلون والنبيون على السبط

« بكوا مما دهى وولولوا »

« أفديه فرداً ما له من ناصر »

غير ضجيج نسوة تولول

يدعو ولا غوث له بين الورى

« سوى أسى وعبرة تسلسل »

« قد حرموا الماء عليه قسوة »

هذا وكم قد حللوا ما حللوا؟!

يرنو إليه السبط حيران الحشا

« وهو لذؤبان الفلا يحلل »

« وصرعوا أصحابه من حوله »

وذبحوا رجاله وقتلوا

وجدلوا فوق الثرى أسرته

« فيا لشهب في التراب تأفل »

« ويالآساد عليها قد سطت »

كلاب حرب ودهتها الغيل

سقتهم كأس الردى على الظما

« بنو كلاب لاسقاها منهل »

« واركبوا نسوانه عارية »

شعثاً وقد أودى بهن الثكل

٧٢

يحملن بعد العز في مذلة

« على مطايا ليس فيها ذلل »

« ونسوه الطاغي يزيد في حمى »

عز وقد تم لهن الجذل

يسحبن أذيال الهنا وهن في

« أمن عليهن السجوف تسبل »

« وأرضعوا ثدي المنايا طفلة »

لادر درهم بما قد فعلوا

وصيروا نسج السوافي قمطه

« ومهده صخورها والجندل »

« وأطلقوا دمعاً على ابن له »

إذ أسروه مدنفا وكبلوا

فلم يزل يرسف في قيد الضنا

« وكيف لا وهم له قد غللوا؟! »

« فيا لهيف القلب لا تطف ولو »

أمست بك الاحشاء وجداً تشعل

ولا تملي الدمع يا عيني ولو

« أهمى من الدمع سحاب هطل »

« ويا لساني جد بأنواع الرثا »

إن الرثاء في الحسين يجمل

« وواس بنت المصطفى في نوحها »

« على إمام قد بكتة الرسل »

« وساعد الزهراء إن نوحها »

على قتيل الطف لا يحتمل

وكيف يقوى قلبها على اسى!؟

« عليه منه يذبل يقلقل »

« كيف بها إذا أتت وشعرها »

من دم مولانا خضيب خضل

« وفي يديها ثوبه مضمخ »

دماً طريا والدموع همل

فعندما يؤتى به مخضبا

« بالدم والأعداء طراً ذهل »

« وهو بلا رأس فتبدي صرخة »

وتصرخ الأملاك حين يمثل

ثم تضج ضجة عالية

« منها جميع العالمين تذهل »

« فيأمر الجبار نارا اسمها »

« هبهب قد أظلم منها المدخل »

فحبسهم سجناً بما قد فعلوا

هبهب قد أظلم منها المدخل

« فتلقط الأرجاس عن آخرهم »

بما جنوه بعد أن يقتلوا

وتستغيث النار من عذابهم

« فيصهلون وسطها وتصهل »

٧٣

« يا آل طه أنتم ذخيرتي »

ومن عليهم أبداً أعول

لا أبتغي كلا بكم من بدل

« وليس لي سوى ولاكم موئل »

« فاتحفوني في غد بشربة »

من سلسل قد طاب منه المنهل

فحزنكم أذكى فؤادي فعسى

« تطفى بها نار بقلبي تشعل »

« صلى عليكم ربنا ما ارقلت »

قصداً إلى البيت الحرام مرقل

وما حدى الحادون أو ما وجدت

« شوقاً إلى قصد حماكم مرقل »

٧٤

السيد محمد زيني

المتوفى سنة 1216

سرين بنا يتركن بحر الفلا رهوا

لها الوخد مرعى لاغثاء ولا أحوى(1)

وجدت بقطع الدو حتى حسبتها

ستقطع في إرقالها الأفق والجوا

حداها من الأشواق حاد فأصبحت

تهاوى بأيديها إلى ربع من تهوى

وما شاقها وادي العقيق ولا اللوى

ولا رامة رامت ولا يممت حزوى

ولكنها وافت بنا أرض كربلا

أجل أنها وافت بنا الغاية القصوى

إلى حضرة القدس التي لثم تربها

لنا شرف نسعى إليه ولو حبوا

نزلنا بها والركب شتى شؤونهم

فمن سائل عفواً ومن آمل جدوى

دخلنا حماها آمنين وحسبنا

دخول ديار عندها جنة المأوى

حمى ابن نجيب الله من ولد آدم

حسين الذي لولاه ما ولدت حوّا

امام حباه الله حكمة حكمه

وان له الإثبات في الأمر والمحوا

وجيه فإن نسأل به الله منة

ينزل علينا أفضل المن والسلوى

أحاديث علم الله من بيته تروى

وإن ضماء العلم من بحره تروى

أتيتك يا ابن المصطفى بادي الشكوى

لما نابني من فادح الضر والبلوى

__________________

1 - عن ديوانه المخطوط في مكتبتنا ( المكتبة الشبرية ).

٧٥

فقد صال هذا الدهر صولة ثائر

وشن علينا صرفه غارة شعوا

أتيتك ضيفاً ابتغي عندك القرى

ومجتدياً لم أرج من غيرك الجدوى

علمت يقيناً إذ طويت لك الفلا

بأن كتابي يوم انشر لي يطوى

أناجيك ملهوفاً وأعلم انني

أناجي بسري عالم السر والنجوى

عمدت إليكم ساهياً عن جنايتي

ويا لك عمداً قد محا العمد والسهوا

كتمت ولائي فيك خيفة مبغض

وقد يظهر السر الخفي من الفحوى

إذا ما لوى عني الزمان عنانه

فإن عناني عن ودادك لا يلوى

فاياك استجدي فمن رفدك الجدوى

وإياك استعدي فمن عندك العدوى

وله أيضاً:

هل المحرم فاستهلت أدمعي

وتسعرت نار الأسى في أضلعي

كيف السبيل إلى العزا وهلاله

مفتاح باب توجع وتفجع

يا شهر عاشورا خلقت كآبة

منها فؤادي لا يفيق ولا يعي

يا شهر عاشورا أصبت حشاشة

دفت الزلال لها بسم منقع

__________________

عن ديوانه المخطوط في المكتبة الشبرية.

٧٦

السيد محمد زيني البغدادي(1) :

المتولد سنة 1148 والمتوفى سنة 1216.

محمد بن أحمد زين الدين ينتهي نسبه الشريف إلى الإمام الحسن السبط. شاعر شهير وعالم جليل. ولد في النجف الأشرف بتاريخ 8 جمادى الأول سنة 1148 ونشأ بها على والده والذي هاجر من بغداد إلى النجف من أجل الانتهال من نمير علمها الصافي وهكذا برع ولده على يد السيد المغفور له السيد مهدي بحر العلوم وقد أجاد الفارسية ونظم بها كثيراً. عثرت على ديوانه واستملكته أقول ورثاه ولده السيد جواد المعروف: ( بسياه بوش ).

قال السيد الأمين في الأعيان ج 43 ص 467. كان من مشاهير علماء النجف الأشرف وأدبائها وشعرائها في القرن الثاني عشر من معاصري بحر العلوم الطباطبائي وأحد أصحاب وقعة الخميس وكان متزوجاً بنت السيد حسين ابن أبي الحسن العاملي. له ديوان شعر رأيته في بغداد في مكتبة الشيخ محمد رضا الشبيبي وكان له اليد الطولى في نقل الشعر من الفارسيه إلى العربية بدون أن يتغير منه شيء غالباً وهو جد السادة المعروفين في النجف اليوم بآل زيني. حكى الشيخ ميرزا حسين النوري في كتابه دار السلام عن الشيخ جواد نجف عن والده الشيخ حسين نجف قال: كان السيد محمد زيني أحد العلماء المبرزين والفقهاء المكرمين إلى آخر ما ذكره، ثم قال وكان قد توسل السيد محمد زيني في حال رمده بأبيات أنشأها وهي قوله:

__________________

1 - أقول وأسرة آل زيني من الأسر العلوية المعروفة بحسن السمعة ولا تزال تسكن النجف وكربلاء.

٧٧

ربي بجاه المصطفى وآله

خير الورى من غائب وشاهد

أعد بعيني الضياء عاجلا

يا خير عواذ بخير عائد

أربعة وعشرة جعلتهم

وسائلا إليك في الشدائد

يكفي جميع الناس جاه واحد

فعافني بجاه كل واحد

ومن شعره:

أبا حسن يا عصمة الجار دعوة

على أثرها حث الرجاء ركابه

شكوتك صرف الدهر قدما وانك الـ

ـمذل من أرجاء الخطوب صعابه

فما باله قد فوق الدهر سهمه

وصب على قلب الحزين عذابه

أبا حسن والمرء يا ربما دعا

كريماً فلباه وزاد ثوابه

فإن كنت ترعاه لسوء فعاله

فبرك يرعى فيك منك انتسابه

وله مخمسا بيتي الصاحب بن عباد في بعض الشعراء وجعلها لهمعليهم‌السلام :

ولما زهت للناظرين قبوركم

وأشرق منها للسماوات نوركم

ومن زاركم أولاه فضلا مزوركم

أتيناكم من بعد دار نزوركم

وكم منزل بكر لنا وعوان

ولا يهتدى إلا بنهج سبيلكم

ولا يجتدى إلا نوال منيلكم

فكيف وقد نلنا المنى من جميلكم

نسائلكم هل من قرى لنزيلكم

بملء جفون لا بملء جفان

٧٨

وقال مشطراً:

جعلت ولائي آل أحمد قربة

إلى الله حتى صرت لا اختشي ذنبا

ولي من عداهم ما حييت براءة

على رغم أهل البعد يورثني القربى

وما سال المختار أجراً على الهدى

سوى حبهم طوبى لمن محض الحبا

ولا رام في يوم الغدير من الورى

بتبليغه إلا المودة في القربى(1)

وله في مدح الإمام أميرالمؤمنينعليه‌السلام :

علام وما كنت الخؤون بصاحب

تحاول بت الوصل مني حبائبي

وفيم وقلبي خير مأوى لقاطن

تجشم تلك العيس طي السباسب

تسير قلوب شرد البين رشدها

وقلبي لها حاد بإثر الركائب

قفوا عللوا الربع المحيل لبينهم

فإن به ما بي لبين الربائب

سقتنا النوى سما فأضحت طلوله

وجسمي مما نابه خط كاتب

ابشر قلبي كل يوم بوصلهم

وما وصلهم إلا رجوع الشبائب

هم واصلوا بين الغضا وحشاشتي

كما فرقوا بين الليان وجانبي

مراد الفتى صعب المنال وإنما

أعلل نفسي بالأماني الكواذب

إلى مَ أقاسي كربة بعد كربة

وحتى َم أخشى نائباً بعد نائب

وأبعث آمالي واعلم أنها

ستصدر نحوي خائباً أثر خائب

إذا كان طرف الدهر يرقب حازما

فأبعد شيء منه نيل المطالب

ونفس تظن الموت المام ساحة

وأخفض ما ترنوه ظهر الكواكب

دعتني إلى نيل المعالي ودونها

سمام الأفاعي بعد لسع العقارب

__________________

وأخيراً قد كتب أحد أسرة آل زيني وهو السيد رضا زيني، ترجمة للسيد محمد زيني في مجلة صوت الإسلام عدد 8 - 12 السنة الأولى.

1 - عن الديوان المخطوط.

٧٩

سأبعثها وهي البروق إذا سرت

أتتني بوبل من بلوغ الرغائب

تؤم بنا أصل الكرام ومن سما

به كل فرع من لوي بن غالب

علياً أميرالمؤمنين وسيد الو

صيين خير الخلق نسل الأطائب

وحتى رسول الله والنص واضح

وإن عميت عنه قلوب الكواذب

فتى لم ينل ما ناله من فضائل

عجائب كانت في عيون العجائب

كريم إذا انهلت سحائب جوده

أراك قليل الصوب صوب السحائب

إذا عد جود فهو أكرم واهب

وان عد بأس فهو حتف المحارب

معرف فرسان الوغى ان حتفها

بملقاه من دون القنا والقواضب

إذا اسود ليل النقع منه ومكنت

قنا الخط من طعن الذرى والغوارب

يجر خميساً من ثواقب رأيه

عزائمه فيها جياد السلاهب

فسل خيبراً من كان أورد مرحبا

حياض المنايا من بديع المضارب

فلا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى

سواه إذا صالت قروم الكتائب

ولولا غلو في هواه وصفته

بوصف غنى في الوجود وواجب

عجبت لمن ظن المناصب فخره

وموطى خفيه سنام المناصب

يصدك ضوء الشمس عن درك ذاتها

وهيبته تغنيه عن كل جانب

هو العروة الوثقى لمستمسك به

هو الغاية القصوى لرغبة راغب

تنال جميل الصفح منه مغاضباً

كنيلك منه النجح غير مغاضب

يزيد عطاء حين يرتاح للندى

فتحسب ان البذل دعوة طالب

نوافيه للجدوى خفافاً عيابنا

ونصدر من مغناه بجر الحقائب

ولو لم يكن للمصطفى غير حيدر

غرايب أغنى عن ظهور الغرائب

نعم ملة الإسلام منجى وإنما

ولايته العظمى محك التجارب

وماذا عسى أن يبلغ الوصف في فتى

بدا ممكنا للناس في زي واجب

فيا آية الله التي ردت الهدى

نهاراً وليل الكفر مرخى الذوائب

نصرت رسول الله في كل موطن

دعاك به القهار رب العجائب

٨٠