أدب الطف الجزء ٧

أدب الطف0%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 328

أدب الطف

مؤلف: العلامة السيد جواد شبر
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف:

الصفحات: 328
المشاهدات: 110207
تحميل: 7499


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 328 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 110207 / تحميل: 7499
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء 7

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

وقال في آخرها:

أبياتها ألف ومائتان

من بعد سبعين مع الثمان

فرغ منها يوم الجمعة في الثاني والعشرين من المحرم سنة 1279 هـ وله بند مشهور في مدح امامنا الهادي وبنيه وآبائهعليهم‌السلام يقول في أوله:

أيها المدلج يطوي مهمه البيد على متن نجيب أحدب الظهر متى جئت ربوع المجد والفخر وشاهدت بيوت العز والنصر فنادي داعيا بالحمد والشكر، وبالتقديس والتهليل والتسبيح والذكر، مرارا خاضعا مستوهبا الاذن من الحجاب ان رمت مزارا فاذا فزت باذن من عطاياهم فقد نلت من السعد وسامرت بني المجد فلجها بخضوع وخشوع صافي القصد تجد لاهوت قدس قد تردى بردة المجد وأثواب عفاف قد غشاها العلم بالزهد أنيطت بلحام الحلم والرشد وخيطت بخيوط الفضل فضلا وقارا بل تجد حبرا تقيا وشهاما هاشميا ورؤوفا فاطميا طاب فرعا ونجارا حاكم الشرع كريم الخلق والطبع حميد الاصل والفرع فذاك الكوكب الهادي الى الحاضر والبادي هو العالم والعامل والعادل والشاكر والحامد والخاضع والطالع سرا وجهارا والد البر الامين العسكري الحسن الدر الثمين الخ.

ولا تزال أسرة آل الفتوني تقطن كربلاء ومنها اليوم الحاج سلمان بن الشيخ مهدي بن الشيخ علي بن الشيخ حسين الفتوني من خدمة المخيم. وان كانت الفيحاء قد خلفت عبر تاريخها الادبي بند ابن الخلفة فان بند ابن الفتوني لا يقل عنه جمالا وروعة.

١٢١

الشيخ ابراهيم قفطان

1279

سفه وقوفك بين تلك الارسم

وسؤال رسم دارس مستعجم

يا ربع مالك موحشا من بعد ما

قد كنت للوفاد محشد موسم

أفكلما بالغت في كتم الهوى

غلبتك زفرة حسرة لم تكتم

هلا وفيت بأن قضيت كما وفى

صحب ابن فاطمة بشهر محرم

من كل وضاح الفخار لهاشم

يعزى علا ولآل غالب ينتمي

واذا هم سمعوا الصريخ تواثبوا

( ما بين سافع مهره أو ملجم )

نفر قضوا عطشا ومن ايمانهم

ري العطاش بجنب نهر العلقمي

أسفي على تلك الجسوم تقسمت

بيد الضبا وغدت سهام الاسهم

قد جل بأس ابن النبي لدى الوغى

عن أن يحيط به فم المتكلم

اذ هد ركنهم بكل مهند

وأقام مائلهم بكل مقوم

يغشى الوطيس بباس أروع باسل

متهلل عند اللقا متبسم

ينحو العدى فتفر عنه كأنهم

حمر تنافر من زئير الضيغم

ويسل أبيض في الهياج تخاله

صبحا تبلج تحت ليل مظلم

واذا العداة تنظمت فرسانها

في كل سطر بالأسنة معجم

وافاهم فمحا صحائف خطهم

مسحا بكل مقوم ومصمم

قد كاد يفني جمعهم لولا الذي

قد خط في لوح القضا المحكم

سهم رمى أحشاك يا ابن المصطفى

سهم به كبد الهداية قد رمي

١٢٢

لم أنس زينب وهي تدعو بينهم

يا قوم ما في جمعكم من مسلم

انا بنات المصطفى ووصيه

ومخدرات بني الحطيم وزمزم

ما دار في خلدي مجاذبة العدى

مني رداي ولا جرى بتوهمي

* * *

الشيخ ابراهيم بن الشيخ حسن الرباحي من آل رباح والمشهور بقفطان ولد في النجف سنة 1199 وتوفي سنة 1279 بالنجف عن ثمانين سنة ودفن في الصحن الشريف عند باب الطوسي مع أبيه وأخيه. وآل قفطان من بيوت العلم والفضل القديمة في النجف والمترجم له نشأ في النجف الاشرف وقرأ فيها وهو عالم عامل فاضل كامل أديب شاعر من مشاهير شعراء عصره ومن تلامذة الشيخ جعفر صاحب كاشف الغطاء. وله مراجعات ومطارحات مع شعراء عصره كعبد الباقي العمري وغيره، ومن آثاره ( أقل الواجبات ) في حج التمتع ذكر فيه انه اختصره من مناسك شيخه المؤتمن الشيخ محمد حسن يعني مؤلف ( الجواهر ) ثم عرضه على شيخه الانصاري فكتب على هامشه ما هو طبق فتاواه وجعل رمزه ( تضى )، ومن تصانيفه أيضا رسالة توجد بخطه عند الخطيب الشيخ طاهر السماوي ألفها في اثبات حلية المتعة جوابا عن سؤالات بعض العامة ودفعا لشبهاته كتبها بأمر شيخه مؤلف ( الجواهر ) وفرغ منها في 15 صفر 1264.

قال الشيخ آغا بزرك الطهراني في الجزء الثاني من ( طبقات أعلام الشيعة ) ويأتي ذكر أبيه الشيخ حسن واخوته: الشيخ

١٢٣

احمد والشيخ محمد والشيخ علي والشيخ مهدي والشيخ حسين. أقول وللشيخ ابراهيم قصائد في رثاء الحسينعليه‌السلام مثبتة في المخطوط الذي كتبته بخطي والمسمى بـ ( سوانح الافكار في منتخب الاشعار ) منها قصيدة أولها:

أنيخت لهم عند الطفوف ركاب

وناداهم داعي القضا فأجابوا

وأخرى مطلعها:

هي كربلا فاسفح دموعك فيها

ان لم يكن ودق الحيا يسقيها

١٢٤

عبد الباقي العمري

وفاته 1279

ومما قاله عبد الباقي العمري الموصلي البغدادي من ملحمته الشهيرة:

طه أبو الغر الميامين الذي

كني فيهم وبهم تلقبا

علة ايجاد السموات ومن

فيهن والارض ومن فيها ربى

على البراق لا نجى مثله

ولا نبي مرسل قد ركبا

سرى بجسمه مع الروح الى

أقصى معارج المعالي رتبا

أدناه منه ربه حتى غدا

من قاب قوسين اليه أقربا

قرب بعيد الفوز لم يدركه من

أنجد أو أتهم عنه معربا

الا الذي لو كشف الغطاء لم

يزدد يقينا عنده منه نبا

وباب هاتيك المدينة التي

بها كتاب النشأتين بوبا

أبوالحواميم ومن في هل أتى

آثر في طعامه من سغبا

أبى اله الخلق أن يكون من

سواه للغر الميامين أبا

جعلت حبي وموالاتي لهم

وعرض مدحي لنجاتي سببا

سفن النجا معاقل للالتجا

تلوح شرعا وتبدو هضبا

جربتهم لقمع كل معضل

من سقم قد أعجز المطببا

١٢٥

( فقل لمن أعيا الطبيب داؤه

خل الطيب واسأل المجربا

عترة أشرف النبيين الاولى

طابوا نجارا وتزكوا حسبا

فكانت الزهرا كما كان لها

كفوا كريما ونجيا منجبا

زوجها فوق السموات به

من جل عن صاحبة أن يصحبا

سيدة النسا لها الكسا مع

النبي والوصي وابنيها حبا

أم الحسين السبط من بجده

مثل أبيه خطة الضيم أبى

حتى جرى بكربلاء ما جرى

وسال حتى بلغ السيل الزبى

ومادت الارض ومادت السما

وانهالت الاطواد فيه كثبا

يوم به الزهراء قد تصعدت

أنفاسها ودمعها تصوبا

صدوه عن ماء الفرات صاديا

فاختار من حوض أبيه مشربا

ماذا يقولون غدا لجده

عذرا اذا عاتبهم وانبا

كان أبوه سيدا كجده

للانبيا والاوصيا قد نصبا

ذبح عظيم أبعد الرحمن عن

رحمته الذي به تقربا

ثغر شريف طالما قبله

أبو الميامين النبي المجتبى

سل الدعي ابن زياد الذي

الى أبي أبي يزيد نسبا

والمصطفى وابنته وصهره

لمن غدوا جدا وأما وأبا

واحربا يا آل حرب منكم

يا آل حرب منكم واحربا

لا عبد شمسكم يساوي هاشما

كلا ولا أمية المطلبا

لكم ومنكم وعليكم وبكم

ما لو شرحناه فضحنا الكتبا

يزيد غيظي كلما ذكرتهم

فألعن الذي لها قد شعبا

الى يزيد دون ابليس اذا

ما ذكر اللعن انتمى وانتسبا

١٢٦

نقطع في تكفيره اذ صح ما

قد قال للغراب لما نعبا

خلافة قد أرجعوها بعده

ملكا عضوضا فلهذا استكلبا

وقتل عمار بصفين لنا

أبان من بغى ومن قد غصبا

وأغروا الغر أبا موسى على

خلع علي القدر لما خطبا

خلع به لبس وفي جلبابه

قد فاز في دنياه من تجلببا

وليلة الهرير قد تكشفت

عن سوأة ابن العاص لما غلبا

فحاد عنه مغضبا حيدرة

وعف والعفو شعار النجبا

ولو يشا ركب فيه زجه

تركيب مزجي كمعدي كربا

* * *

عبد الباقي الفاروقي العمري

هو ابن سليمان بن احمد العمري الفاروقي الموصلي المتوفى 1279 شاعر مؤرخ ولد بالموصل سنة 1204 هـ 1790 م وولي على الموصل ثم ولي ببغداد أعمالا حكومية، وتوفي ببغداد سنة 1279 هـ 1862 م له ديوان شعر يسمى بـ ( الترياق الفاروقي ) ونزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر، ونزهة الدنيا، مخطوط ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه و ( الباقيات الصالحات ) قصائد في مدح أهل البيت و ( أهله الافكار في مغاني الابتكار ) من شعره، وعنى بشرح جملة من قصائده جماعة من العلماء والادباء منهم العلامة أبو الثناء الالوسي وطبعت مستقلة عن الديوان في ايران والهند والعراق، وللعمري مكانة مرموقة في الاوساط العراقية أدبية وسياسية واجتماعية، وفي منن الرحمن لمؤلقه الشيخ جعفر النقدي ان عبد الباقي ينتهي نسبه بستة

١٢٧

وثلاثين واسطة الى عمر بن الخطاب وكان من أفاضل أدباء بغداد في عصره، ولد سنة 1204 وتوفي 1278 هـ وقد أرخوا وفاته بهذا البيت:

بلسان يوحد الله أرخ

ذاق كاس المنون عبد الباقي

انتهى.

وله القصيدة العينية في مدح أميرالمؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام التي يقول في أولها:

أنت العلي الذي فوق العلى رفعا

ببطن مكة وسط البيت اذ وضعا

وانت حيدرة الغاب الذي أسد

البرج السماوي عنه خاسئا رجعا

وأنت باب تعالى شأن حارسه

بغير راحة روح القدس ما قرعا

شرحها العلامة الالوسي، وذكر الشيخ محمود شكري الالوسي في كتابه ( المسك الاذفر ) انه توفي ليلة الاثنين سلخ جمادى الاولى 1278 هـ وقد سقط قبل موته بليلة في الساعة السادسة من ليلة الاحد من ( طارمة ) حرمه وكان قد خرج للتوضؤ لصلاة العشاء. ودفن بباب ( الازج ) ببغداد قرب قبة الجيلي. وكانت ولادته سنة 1203 هـ.

كتب عنه الدكتور محمد مهدي البصير في كتابه ( نهضة العراق الادبية في القرن التاسع عشر ) وجاء بكثير من نوادره وروائعه.

١٢٨

فمن شعره كما في ديوانه:

قضى نحبه في يوم عاشور من غدت

عليه العقول العشر تلطم بالعشر

قضى نحبه في نينوى وبها ثوى

فعطر منها الكائنات ثرى القبر

قضى نحبه في الطف من فوقه طفا

نجيع كسا الآفاق بالحلل الحمر

قضى نحبه من راح للحرب خائضا

ببحر دم فانصب بحر على بحر

قضى نحبه والبيض تكتب أحرفا

بها نطقت في الطعن ألسنة السحر

قضى نحبه والشمس فوق جبينه

تحرر بالانوار سورة والفجر

قضى نحبه والكون يدمي بنانه

ويخدش منه الوجه بالسن والظفر

قضى نحبه والحور محدقه به

كما أحدقت في بدرها هالة البدر

قضى نحبه والدين أصبح بعده

الى الله يشكو ما عراه من الضر

قضى نحبه طود به طار نعشه

الى الملأ الاعلى بأجنحة النسر

قضى نحبه من للقوارير قد وقى

وما قد وقتها آل صخر من الكسر

قضى نحبه من يتبع الظيم بالظما

ويجرع في الهيجاء مرا على مر

قضى نحبه روح الوجود وسره

ومرقده في كربلا موضع السر

قضى نحبه والامر لله وحده

بما تقتضيه الحكم من عالم الامر

قضى نحبه ريحانة المصطفى التي

تفوح ليوم النشر طيبة النشر

قضى نحبه ابن الانزع البطل الذي

أذاق الردى عمرا وأعرض عن عمر(1)

__________________

1 - أراد بعمرو الاولى عمرو بن عبد ود العامري يوم الخندق، وأراد بالثانية عمرو بن العاص الذي كشف عن سوئته يوم صفين حذرا من أمير المؤمنين علي (ع) لما أراد قتله.

١٢٩

قضى نحبه ابن الطهر سيدة النسا

سليلة فخر الكائنات أبي الغر

قضى نحبه الوتر الحسين فمن قضى

بمأتمه نحبا قضى واجب الوتر

قضى نحبه الفرد الذي هو خامس

لاهل كسامنه اكتسى الفخربالفخر

قضى نحبه والثغر يفتر باسما

بوجه المنايا وهي فاغرة الثغر

قضى نحبه ابن الصنو حيدر من غدا

أبوه حريا في أخى اشدد به أزرى

قضى نحبه في جنة الخلد ثاويا

ومتكأ فيها على رفرف خضر

قضى نحبه أزكى السلام عليه ما

تكرر في أنداء مأتمه شعرى

ويقول عبد الباقي في مدح الرسول الاعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله :

تخيرك الله من آدم

ولولاك آدم لم يخلق

بجبهته كنت نورا تضيء

كما ضاء تاج على مفرق

لذلك ابليس لما أبى

سجودا له بعد طرد شقى

ومع نوح اذ كنت في فلكه

نجا وبمن فيه لم يغرق

وخلل نورك صلب الخليل

فبات وبالنار لم يحرق

ومنك التقلب في الساجدين

به الذكر أفصح بالمنطق

بمثلك أرحامها الطاهرات

من النطف الغر لم تعلق

سواك مع الرسل في ايلياء

مع الروح والجسم لم يلتقى

فجئت من الله في أخذه

لك العهد منهم على موثق

وفي الحشر للحمد ذاك اللواء

على غير رأسك لم يخفق

وعن غرض القرب منك السهام

لدى قاب قوسين لم تمرق

لقد رمقت بك عين العماء

وفي غير نورك لم ترمق

١٣٠

فكنت لمرآتها زئبقا

وصفو المرايا من الزئبق

فلولاك لا نظم هذا الوجود

من العدم المحض في مطبق

ولا شم رائحة للوجود

وجود بعرنين مستنشق

ولولاك طفل مواليده

بحجر العناصر لم يعبق

ولولاك رتق السموات والارا

ضي لك الله لم يفتق

ولولاك ما رفعت فوقنا

يد الله فسطاط استبرق

ولا نثرت كف ذات البروج

دنانير في لوحها الازرق

ولا طاف من فوق موج السماء

هلال تقوس كالزورق

ولولاك ما كللت وجنة البسيطة

أيدي الحيا المغدق

ولا كست السحب طفل النبات

من اللؤلؤ الرطب في بخنق

ولا أختال نبت ربي في قبا

ولا راح يرفل في قرطق

ولولاك غصن نقا المكرمات

وحق أياديك لم يورق

ولولاك سوق عكاظ الحفاظ

على حوزة الدين لم تنفق

وسبع السماوات أجرامها

لغير عروجك لم تخرق

ولولاك مثعنجر بالعصا

لموسى بن عمران لم يفلق

وأسرى بك الله حتى طرقت

طرائق بالوهم لم تطرق

ورقاك مولاك بعد النزول

على رفرف حف بالنمرق

فيا لاحقا قط لم يسبق

ويا سابقا قط لم يلحق

تصوبت من صاعد هابطا

الى صلب كل تقي نقي

فكان هبوطك عين الصعود

فلا زلت منحدرا ترتقي

ومن شعر عبدالباقي العمري:

ان الاثير على تقادم عهده

بغدوة ورواحه المتعدد

ما كرر الاعوام في دورانه

وبدوره الايام لم تتجدد

١٣١

الا ليشهد عشر كل محرم

بالطف مأتم آل بيت محمد

وقال أيضا في شهر المحرم مخمسا لهذه الابيات:

قد سل نصل محرم من غمده

يفري قلوب الطاهرات بحده

كيف التجلد والعزا من بعده

ان الاثير على تقادم عهده

بغدوه ورواحه المتعدد

لما رأى بالعين من حدثانه

رأس الحسين بدا برأس سنانه

والشلو منه مقطعا بطعانه

ما كرر الاعوام في دورانه

وبدوره الايام لم تتجدد

ودموعه من عينه لم تسجم

وبكاؤه من رعده لم يصرم

ولهيبه من برقه لم يضرم

الا ليشهد عشر كل محرم

بالطف مأتم آل بيت محمد

وقال عبدالباقي العمري - رواها الالوسي في شرح القصيدة العينية:

يا عاذل الصب في بكاه

بالله ساعفه في بكائك

فانه ما بكى وحيدا

على بني المصطفى أولئك

بل انما قد بكت عليهم

الجن والانس والملائك

وقال:

لا تلمني ان قلت للعين سحى

بدموع على الحسين وجودي

كل من في الوجود يبكي على من

جده كان علة للوجود

١٣٢

وقال:

لي كل يوم عويل

على الحسين ومأتم

عليه حزني طويل

أتم عمري وما تم

وقال:

نحن أناس اذا ما

قد حل شهر المحرم

فكل شيء علينا

سوى البكاء محرم

وقال في هلال المحرم متذكرا ما حل فيه من قتل أهل بيت النبي (ع):

هل المحر فاستهل بعبرة

طرفى على فقدان أشرف عترة

فتيقظت مني لواعج حسرة

وتنبهت ذات الجناح بسحرة

في الواديين فنبهت أشواقي

أخذت تردد بالغناء على فنن

وأخذت أنشدها رثاء ذوي المحن

فبكت معي فقد الحسين أخي الحسن

ورقاء قد أخذت فنون الحزن عن

يعقوب والالحان عن اسحاق

هي لم تكن ببني النبي مصابة

مثلي لتندب بالطفوف عصابة

اني اتخذت رثا الحسين مثابة

أنى تباريني جوى وصبابة

وكأبة وأسى وفيض مآق

وعلى شهيد الطف حشو ضمائري

كمد أحاط بباطني وبظاهري

أو تدرك الورقاء كنه سرائري

وانا الذي أملي الهوى من خاطري

وهي التي تملي من الاوراق

١٣٣

وقال وقد وقف على شاطيء الفرات متذكرا ما جرى على أبناء الرسول:

بعدا لشطك يا فرات فمر لا

تحلو فانك لا هني ولا مري

أيسوغ لي منك الورود وعنك قد

صدر الامام سليل ساقي الكوثر

وقال عند أول وقفة وقفها على أعتاب باب حضرة أبي تراب:

يا أبا الاوصياء أنت لطاها

صهره وابن عمه وأخوه

ان لله في معانيك سرا

أكثر العالمين ما علموه

أنت ثاني الآباء في منتهى الدور

وآباؤه تعد بنوه

خلق الله آدما من تراب

فهو ابن له وأنت أبوه

وقال في مدح الامام النازلة في رفعة قدره آية ويطعمون الطعام:

وسائل هل أتى نص بحق علي

أجبته هل أتى نص بحق علي

فظنني اذ غدا مني الجواب له

عين السؤال صدى من صفحة الجبل

وما درى لادرى جدا ولا هزلا

اني بذاك أردت الجد بالهزل

وقال عندما جرت به السفينة في الفرات بقصد زيارة قبر أمير المؤمنين ويعسوب الدين في النجف الاشرف:

بنا من بنات الماء للكوفة الغرا

سبوح سرت ليلا فسبحان من أسرى

تمد جناحا من قوادمه الصبا

تروم بأكناف الغري لها وكرا

جرت فجرى كل الى خير موقف

يقول لعينيه قفا نبك من ذكرى

١٣٤

وكم غمرة خضنا اليه وانما

يخوض عباب البحر من يطلب الدرا

تؤم ضريحا ما الضراح وان علا

بأرفع منه لا وساكنه قدرا

حوى المرتضى سيف القضا أسد الشرى

علي الذرا بل زوج فاطمة الزهرا

مقام علي كرم الله وجهه

مقام علي رد عين العلا حسرا

وقال وهو سائر ليلا من كربلاء المقدسة للنجف الاشرف:

وليلة حاولنا زيارة حيدر

وبدر دجاها مختف تحت أستار

بأدلاجنا ضل الطريق دليلنا

ومن ضل يستهدي بشعلة أنوار

فلما تجلت قبة المرتضى لنا

وجدنا الهدى منها على النور لا النار

وقال يصف الصندوق العلوي والقفص الذي يمثل ضريح الامامعليه‌السلام :

الا ان صندوقا أحاط بحيدر

وذي العرش قد أربى الى حضرة القدس

فان لم يكن لله كرسي عرشه

فان الذي في ضمنه آية الكرسي

ومن قوله في أهل البيتعليهم‌السلام :

أهل العبا كم لهم أياد

فاضت على الكون من يديهم

فما احتوينا وما اقتنينا

وما لدينا فمن لديهم

وحق من قال ( ربنا ابعث

فيهم رسولا يتلو عليهم )

اني اليهم أحن شوقا

أحن شوقا اني اليهم

١٣٥

وقال:

يا آل من ملأ الجهات مفاخرا

وأتى بكم للكائنات مظاهرا

وهم الذي لكم يعد نظائرا

ان الوجود وان تعدد ظاهرا

وحياتكم ما فيه الا انتموا

أو ما درى اذ راح يعلن بالندا

ان الذي هو غيركم رجع الصدا

فوجدكم سر الخليقة أحمدا

أنتم حقيقة كل موجود بدا

وجميع ما في الكائنات توهم

وقال متضمنا آية ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم ):

على جميع البرايا

أهل العبا قل تعالوا

وخصصوا بمزايا

من بعضها ( قل تعالوا )

وقال:

وجدكم يا آل احمد انني

أعد لكم حمدي ومدحي من الجد

ومثلي يراعي منه اذ شاب مفرق

بحمدكم سميته شيبة الحمد

وقال:

لا تعجبوا ان نثرت من كلمي

في نعت أبناء حيدر دررا

لأنني يوم زرت حضرته

ومنه قبلت بالشفاه ثرى

حشا فمي جوهرا ففهت به

منتظما تارة ومنتثرا

وقال:

أنا في نعت سيد الرسل طاها

وعلي القدر الرفيع العماد

١٣٦

والحسين الشهيد بعد أخيه

الحسن السبط والفتى السجاد

وابنه باقر العلوم مع الصادق

والكاظم العميم الايادي

وعلي الرضا وقدوة أهل الارض

بحر العطا الامام الجواد

وعلي النقي والعسكري المنتقى

والمهدي غوث العباد

يسكت الدهر ان نطقت ويصغي

ملقيا سمعه الى انشادي

وقال - وقد وقف بحضرة الامام موسى الكاظمعليه‌السلام :

أيا بن النبي المصطفى وابن صنوه

علي ويابن الطهر سيدة النسا

لئن كان موسى قد تقدس في طوى

فأنت الذي واديه فيه تقدسا

وقال مرتجلا وقد وقف تجاه المرقد عائذا بأبي الرضا لائذا بجد الجواد:

نحن اذا ما عم خطب أو دجا

كرب وخفنا نكبة من حاسد

لذنا بموسى الكاظم بن جعفر

الصادق بن الباقر بن الساجد

ابن الحسين بن علي بن أبي

طالب بن شيبة المحامد

١٣٧

الشيخ حسين قفطان

المتوفى بعد سنة 1280

الشيخ حسين ابن الشيخ علي بن نجم الملقب بـ قفطان السعدي القفطاني توفي بعد سنة 1280 بالنجف ودفن في الصحن الشريف في جهة باب الطوسي وقد تجاوز التسعين. كان شاعرا وله قصائد في رثاء الحسينعليه‌السلام . انتهى عن الاعيان للسيد الامين.

أقول والاسرة مشهورة بالعلم والادب والشعر وجودة الخط يتوارثونه خلفا عن سلف ولا عجب اذا برع في الشعر فالبيئة تحتم عليه ذلك أما شيخنا الشيخ آغا بزرك الطهراني فقد ذكر في ( الكرام البررة ) ان الشيخ حسين توفي في حياة والده الشيخ علي وذلك في حدود 1255 هـ.

وقال: توجد بعض أشعاره في مجموعة السيد يوسف بن محمد العلوي الحسيني المكتوبة 1302 رايتها في مكتبة الملك بطهران.

مرت بهذا الجزء ترجمة أخيه الشيخ حسن وابن أخيه الشيخ ابراهيم وطائفة من أشعارهم.

١٣٨

الشيخ موسى محي الدين

المتوفى 1281

وقف على قبر الحسينعليه‌السلام وقال:

أسبط المصطفى المختار يا من

به في كل ما أرجو نجاحي

وحقك لم يكن بحماك مثلي

فتى والاك مقصوص الجناح

أرشني يا بن فاطمة فاني

هزارك في النواحي بالنواح

* * *

الشيخ موسى ابن الشيخ شريف يوسف بن محمد بن يوسف آل محي الدين الحارثي الهمداني العاملي، وتعرف أسرتهم قديما بآل أبي جامع، وهو جدهم. لقب بذلك لانه بنى جامعا في ( جبع ) من لبنان في القرن العاشر واستوطنوا النجف منذ ثلاثة قرون أو أكثر، ونبغ منهم عشرات الرجال من العلماء والادباء ومن مشاهيرهم في القرن الماضي الشيخ موسى المذكور وكان يختص بالشاعر عبدالباقي العمري وقد تكرر ذكره في ديوانه المطبوع كما كان يختص بالشاعر الشيخ عباس الملا علي وكانت وفاة الشيخ موسى سنة 1281 هـ وله ديوان شعر جمعه البحاثة الشيخ محمد السماوي بخطه وأضاف اليه ديوان ابن عمه الشيخ عبد الحسين محي الدين وجعلهما في مجلد واحد وشاعرنا المترجم له

١٣٩

من شيوخ الادب في عصره وفرسان حلبات الادب. وساق السيد الامين في الاعيان نسبه الى أبي جامع الحارثي الهمداني فقال: الشيخ موسى ابن الشيخ شريف بن محمد بن يوسف بن جعفر بن علي بن حسن بن محي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن احمد ابن أبي جامع الحارثي الهمداني العاملي النجفي. من أهل القرن الثالث عشر الهجري ذكره الشيخ جواد آل محي الدين العاملي النجفي في ملحق أمل الامل فقال: كان فاضلا كاملا أديبا شاعرا كاتبا ماهرا له ديوان شعر وقد خمس القصيدة المشهورة المقصورة لابن دريد وحولها الى مدح الحسنين وأبيهما أميرالمؤمنينعليهم‌السلام . ذكرها السيد الامين وذكر جملة من شعره في مدح الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر.

وجاء في ( الحصون المنيعة ) ج 2 ص 565: كان فاضلا كاملا، أديبا شاعرا كاتبا ماهرا له ديوان شعر. وقد خمس القصيدة الدريدية، ومدحه الشيخ عباس الملا علي البغدادي بقصيدة عند قدومه من سفر، مطلعها:

تجلى فصير ليلي نهارا

هلال على غصن بان أنارا

كما راسله عبد الباقي العمري بقوله:

قف بالمطي اذا جئت العشي الى

أرض الغري على باب الوصي علي

وزر وصل وسلم وابك وادع وسل

به لك الخير يا موسى الكليم ولي

وذكره السماوي في ( الطليعة ) بما يقارب هذا، كما ذكره

١٤٠