أدب الطف الجزء ٧

أدب الطف0%

أدب الطف مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 328

أدب الطف

مؤلف: العلامة السيد جواد شبر
الناشر: دار المرتضى للنشر
تصنيف:

الصفحات: 328
المشاهدات: 110230
تحميل: 7499


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 328 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 110230 / تحميل: 7499
الحجم الحجم الحجم
أدب الطف

أدب الطف الجزء 7

مؤلف:
الناشر: دار المرتضى للنشر
العربية

قضيت الذي كان منك يراد

لتجزى بذلك من ذي المنن

نصبت الهدى ونشرت العلوم

وغيب لفقدك كل حزن

ولا سيما الندب فرد الزمان

خدين المعالي بهذا الزمن

وحيد الفضائل في عصره

ورب التقى والحجى والفطن

حميد الفعال كريم الطباع

له الفضل في سر أو في علن

وعلامة الدهر هادي الانام

لسبل الرشاد محمد حسن

أقام عزاء سليل النبي

وأفضل من من من غير من

لفاتحة في عزاء تفوق

كما فاق فينا على كل فن

وان أبا حسن قد مضى

لخلد الجنان وفيها سكن

فصبرا بنيه وأرحامه

فصبر الفتى ما له من ثمن

ولا زال يغشى ضريحا حواه

سلام من الله ما الليل جن

وللسيد محمد معصوم القطيفي النجفي يرثي الامام الحسين (ع):

أسفي لربات الحجا

ل برزن لا يأوين كنا

تبكي أخا كرم شمردل

طالما أغنى وأقنى

شيخ العشيرة ذا حمى

ما مس منه الضيم ركنا

والمستغاث اذا الخطوب

تراكمت كالليل دجنا

أو لم تكن أنت الذي

بأمورنا في الدهر تعنى

أو لم ترانا بعد حفظك

في يد الاسواء ضعنا

وتعج تهتف والشجى

يبدي خفايا ما استكنا

أمجشما فج الفلا

ما لا يعد الحزن حزنا

عرج بطيبة مبلغا

بعض الذي بألطف نلنا

٦١

مأوى الشجاعة والسماح

وكل معروف وحسنى

قوم اذا حمي الطعان

فهم أحر القوم طعنا

وللسيد محمد ابن السيد معصوم من روضته قصائد هذه اوائلها:

1 - أرزء مثل رزء السبط مشج

له الارضون رجت أي رج

22 بيتا

2 - ألا يا ليل هل لك من صباح

وهل لاسير حزنك من براح

28 بيتا

3 - حزني على سبط النبي محمد

بين الفؤاد الى القيامة راسخ

13 بيتا

4 - يا فؤادي ويا لهيب فؤادي

كل يوم من الاسى بازدياد

40 بيتا

5 - روحي الفداء لمن هانت حياتهم

لديهم وعن الدنيا لقد رغبوا

30 بيتا

ومن روضته:

6 - يابن النبي محمد ووصيه

وابن البتول البضعة الزهراء

وفي مجموع مخطوط قصيدة أولها:

قف بالمعالم بعد ما أن قوضوا

أفبعدهم عين المكارم تغمض

٦٢

الشيخ حسن الصفواني

توفي سنة 1271 تقريبا

جاء في شعراء القطيف: هو الاديب الاريب الشيخ حسن بن صالح الصفواني القطيفي من شعراء القرن الثالث عشر. ولم أتحصل على من يتعرف على هذا الشاعر فيمدني بمعلومات حياته غير اني تتبعت كثيرا من ديوانه قراءة فلمست منه انه ذلك التقي الورع الصالح في الرعيل الاول من رجالات الدين وشعراء أهل البيت (ع) وان ديوانه المرتب على حروف المعجم ليعطينا صورة عن كثير من حياته الفذة. توفي رحمه الله تعالى في التاريخ المذكور على حد التقريب. ومبلغ العلم انه موجود سنة 1244 معاصر للفاضل الجشي الذي سبق ذكره.

نقتطف من ديوان المترجم هذه القصيد العامرة نظرا لاشتمالها على اسمه الكامل وهي التي دلتنا عليه، لذا رجحنا ذكرها على غيرها من خرائده تغمده الله برحمته.

٦٣

قوله في رثاء الحسينعليه‌السلام :

لما على الدوح صاحت ذات افنان

غدوت أنشد أشعاري بأفنان

واستأصل الحزن قلبي وانطويت على

أن لا أفارق أشجاني وأحزاني

وبت مثل سليم مضه ألم

لم تألف الغمض طول الليل أجفاني

حليف وجد نحيل مدنف قلق

فقل بصبر عليل مؤسر عاني

وذاك لا لضعون زم سائقها

يوم الرحيل ولا قاص ولا داني

ولا لفقد أنيس قد أنست به

ولا لتذكار اخوان وخلان

ولا لتذكار وادي الحرتين ولا

دار خلت من أخلائي وجيراني

ولا لدار خلت من أهلها وغدت

سكنى الفراعل من سيد وسرحان

ولا فراق نديم كان مصطحبي

في العل والنهل عند الشرب ندماني

ولا لمائسة الاعطاف كاملة الا

وصاف ان خطرت تزري على البان

لكن أسفت على من جل مصرعه

وأفجع الخلق من انس ومن جان

أعني الحسين أبا الاسباط أكرم من

ناجى المهيمن في سر واعلان

سبط النبي وفرخ الطهر فاطمة

نجل الوصي حسين الفرقد الثاني

لهفي له حين وافى كربلا وبها

حط المضارب من صحب واخوان

مستنشقا لثراها خاطبا بهم

وهو البليغ بايضاح وتبيان

هذي دياري وفيها مدفني وبها

محط قبري، بهذا الجد أنباني

فما ابن صالح يرجو غير فضلكم

وانه حسن يدعى بصفوان

والوالدين ومن يقرأ لمرثيتي

والسامعين ومن يبكي بأحزان

ثم السلام عليكم ما هما مطر

يوما وما صدحت ورق بأغصان

٦٤

الحاج سليمان العاملي

المتوفى 1272

هل المحرم فاستهل مكدرا

قد أوجع القلب الحزين وحيرا

وذكرت فيه مصاب آل محمد

في كربلا فسلبت من عيني الكرى

يوم مباني الدين فيه تزلزلت

وانهد من أركانها عالي الذرى

وارتجت الارضون من جزع وقد

لبست ثياب حدادها أم القرى

خطب له تبكي ملائكة السما

والشمس والقمر المنير تكورا

من مبلغ المختار أن سليله

أضحى بأرض ألطف شلوا بالعرى

* * *

الحاج سليمان بن الشيخ علي بن الحاج زين العاملي والد الشيخ محمد والشيخ أبو خليل الزين ولد سنة 1227 وتوفي سنة 1272 هـ. قال السيد الامين في الاعيان: كان من أهل الخير والصلاح والمبرات الكثيرة وكان يقوم بنفقات أكثر الطلاب في مدرسة الشيخ عبدالله نعمة في ( جبع ) وله شعر لا بأس به وجدناه بخطه في بعض المجاميع.

وروى لهرحمه‌الله شعرا وقال: انه قاله سنة 1276 و 1277 أي بعد وفاته بخمس سنين. وقد جاء ذلك سهوا.

٦٥

الشيخ حسن الدورقي

المتوفى 1272

قال يخاطب الامام الحسين (ع) في حرب دامية وقعت بكربلا من قبل الوالي داود باشا العثماني سنة 1243 هـ.

أسليل المصطفى حتى متى

نحمل المكروه في حب جوارك

طبت نفسا عن مواليك لما

أسلفوا أم لم تطق منعة جارك

أم تعرضت اختبارا صبرنا

أنت تدري ما لنا عشر اصطبارك

أكرم الضيف وان جاء بما

لست ترضاه اذا حل بدارك

انت تدري ما لنا من مطلب

غير أن نأوي الى مأوى قرارك

قم أخا الغيرة واكشف ما بنا

ضاقت الافكار عن وجه الاعتذارك

الذنب فهو من عاداتنا

وتعودت تكافى باغتفارك

أم بنا ضاقت فسيحات الرجا

دون من يأوي الى كهف اقتدارك

أم بتعجيل العقوبات لنا

مفخر حاشا مقامات افتخارك

ثم ان كان ولا بد فدع

هذه واحكم بما شئت بجارك

* * *

الشيخ حسن ابن العلامة جمال الدين الشيخ احمد ابن المحقق الشيخ محمد ابن الشيخ محسن ابن الشيخ علي من آل محسن

٦٦

بطن من ربيعة.

ولد الشيخ حسن سنة 1213 هـ يقول الشيخ محمد حرز الدين في الجزء الاول من معارفه: كان بحر علم تلاطمت أمواجه وبدر أشرقت به مرابع العلوم وعمت تحقيقاته فهدى وأفاد، جرى تيار معارفه ففاض فعلا الروابي والهضاب، وله تقوى قصرت عن قطع مداها كثير من العباد، وعجزت عن نيل أقل رتبتها الزهاد.

تتلمذ في النجف على يد الشيخ صاحب الجواهر والشيخ محسن الاعسم والشيخ خضر شلال.

مؤلفاته: رسالة في الخمس، ورسالة في المسائل الجبارية في فنون شتى، ورسالة في أجوبة الشيخ محمد الصحاف، ومنظومة في الاصول وكتاب الدرر في الحكمة، ورسالة في حل أخبار الطينة، وحواشي على المدارك والمسالك، وتعليقه على الجواهر والكفاية والمفاتيح والهداية والحدائق ومنسك الحج.

حج بيت الله مرتين، وكان حاملا لواء النظم والنثر فكم له من نظم في أئمة الهدى ومدح العلماء ومراثيهم. توفي يوم الاحد من شهر محرم سنة 1272.

٦٧

السيد أحمد الفحام

1274

قوله في الحسين (ع):

ما بال عيني أسبلت عبراتها

قاني الدموع وحاربت غفواتها

الذكر دار شطر جرعاء الحمى

أمست خلاء من مهى خفراتها

أم فتية شط فغادرت الحشى

تطوي على الصعداء من زفراتها

لا بل تذكرت الطفوف وماجرى

يوم الطفوف فأسبلت عبراتها

يوما به أضحت سيوف أمية

بالضرب تقطر من دماء هداتها

يوما به أضحت أسنتها تسيل

نفوسها زهقا على صعداتها

سقيت أنابيب الوشيج على الصدى

فقضت على ظمأ دوين فراتها

وعقائل الهادي تقاد ذليلة

أسرى بني الزرقاء في فلواتها

في أي جد تستغيث فلا ترى

الا التقنع في سياط طغاتها

أترى درى خير البرية شمله

عصفت به بألطف ريح شتاتها

أترى درى المختار أن أمية

قد أدركت في آله ثاراتها

تلك البدور تجللت خسفا وقد

سقطت بكف يزيد من هالاتها

أبدت غروبا في الطفوف يديرها

فلك المعالي في أكف بغاتها

تلك الستور تهتكت قسرا وما

رعيت حمايتها بقتل حماتها

نسل العبيد بآل أحمد أدركت

ثاراتها أشفت به أحناتها

٦٨

ويل لها أرضت يزيد وأغضبت

خير الورى في قتلها ساداتها

لهفي لزينب وهي ما بين العدى

مرعوبة تبكي لفقد كفاتها

بعدا ليومك يابن أمي انه

أنضى النفوس وزاد في حسراتها

يا جد ان أمية قد غادرت

بالطف شمل بنيك رهن شتاتها

هذا الحسين بكربلا متوسدا

وعر الصخور لقى على عرصاتها

تحت السنابك جسمه وكريمه

بيد الهوان يدار فوق قناتها

الله أكبر انها لمصيبة

تتقطع الاكباد في خطراتها

أبناء حرب في القصور على أرا

ئكها وآل الله في فلواتها

يمسون قتلى كربلا وأمية

تمشي نشاوى سكبها راحاتها

يا سادتي يا من بحبهم النفو

س تقال يوم الحشر من عثراتها

ماذا أقول بمدحكم وبمدحكم

وافى جميل الذكر من آياتها

صلى الاله عليكم ما ان بدت

وضح الصباح وقد جلت ظلماتها

* * *

جاء في شعراء الغري: السيد أحمد ابن السيد صادق الفحام الاعرجي ذكره السيد الامين في الاعيان فقال: كان أديبا فاضلا وليس لدينا علم بشيء من أحواله كما ذكره صاحب ( الحصون ) وأثبت له من الشعر قوله:

سأقضي بقرب الدار نحبي على أسى

اليك وحاجاتي اليك كما هيا

أرى حارما مالي وما ملكت يدي

وجمعته من طارفي وتلاديا

٦٩

لقا بأعالي الرمل من حصن سامة

مسجى على يأس الرجا من حياتيا

تقلبني أيدي العوائد رأفة

بحالي وتبكي رحمة لشبابيا

وشف الهوى جسمي فلا قمت واقفا

على مدرج الريح استقرت مكانيا

وما أم رسلان ببطن مفازة

نأى السرب عنها ساعة الركب ماضيا

ولما تناءى الركب عنها انثنت له

فألفته محصوص الجناحين طاويا

بأوجد مني يوم أصبحت صارما

حبالي وقد كنت الخليط المصافيا

وقوله:

ثلاثة أشياء: فروح مضاعة

ورابعها ايضا تضمن في الكتب

فدين بلا عقل، ومال بلا ندى

وعشق بلا وصل، وبعد بلا قرب

٧٠

صالح حجي الكبير

1275

قال يرثي أبا الفضل العباس شهيد الطف:

هلّ لا هل بالهنا عاشور

فعلى ناظري الكرى محظور

ذاك شهر به تزلزل عرش

الله واندك بيته المعمور

ذاك شهر به تفلل من آل

علي حسامها المشهور

ذاك شهر به انطوى من بني عبد

مناف لواؤها المنشور

يوم فيه قد غال بدر المعالي

الخسف والشمس سامها التكوير

يوم أخنى على أبي الفضل فيه

قدر قبل آدم مقدور

وغدا بعده فريد بني الفضل

فريدا بناظريه يدير

قائلا أين من لصوني معد

ولنصري من والدي مذخور

أين حامي الحقيقة المتحامي

أين كبش الكتيبة المنصور

أين عني خواض بحر المنايا

وهو بالبيض والقنا مسجور

وأتاني بالماء رغما على الاعداء

والماء بالردى مغمور

وأبت نفسه الورود ونفسي

من أوام يشب فيها السعير

يا حميا غداة قل المحامي

ونصيرا غداة عز النصير

من لهذي الاطفال بعدك حام

ولهذي العيال بعدك سور

٧١

فبحر بي تظاهرت آل حرب

يوم ظهري خلا وأودى الظهير

بأبي من بكى الحسين عليه

ونعاه التهليل والتكبير

لست أنساه في الوغى يتهادى

باسم الثغر والعجاج يثور

قد تجلى على العراق مطلا

بسرايا منها الشئام تمور

كر في الحرب والجسوم تهاوى

بظبا الشوس والرؤوس تطير

يتلقى الجم الغفير بعزم

ما لديه الجم الغفير غفير

لم يزل يحصد الاسود الى أن

خر من بينها الهزبر الهصور

ذاك طور الهدى تجلى له النو

ر فلا غرو أن يدك الطور

وبشاطي الفرات يقضي أبو الفضل

أو اما ليت الفرات يغور

يصدر المرهف المهند عنه

ناهلا والمثقف المطرور

دمه غسله ونسج الصبا أكفا

نه والثرى له كافور

يا لها وقعة بها ناظر الدين

الى الحشر بالدما ممطور

لا يجلى ديجورها غير بدر

ينجلي في شروقه الديجور

رحمة الله والذي يكشف الغماء

عنا به وتشفى الصدور

علة الكائنات قطب مدار الـ

ـحق مشكاة نوره والنور

* * *

صالح بن قاسم بن محمد بن احمد بن حجي الطائي الحويزي الزابي النجفي. شاعر معروف وأديب فاضل. ذكره صاحب الحصون المنيعة ج 1 ص 411 فقال: وآل حجي أسرة نجفية معروفة تنحدر من عشيرة الزابية وهي فخذ من قبيلة طي كان مسكنهم على شط الفرات، وأول من رحل منهم الى النجف لتحصيل العلم الشيخ قاسم والد المترجم له فحضر على علماء عصره وانكب على التحصيل والتفوق في دراسة الفقه والاصول

٧٢

حتى حاز على مرتبة المجتهدين العظام، ثم بعد رحل الى بلاد فارس ووصل الى خراسان فخلف هذا المترجم له، ولم يكن في أول أمره مشغولا بالادب والشعر لكن عندما كف بصره جعل الشعر سلوة له فأكثر في النظم.

أقول وجاء ذكره في الحصون اكثر من مرة وفي عدة أجزاء منها. وجاء في ( الطليعة ) انه من العلماء الصلحاء والاجلاء الاتقياء، له شعر كثير ومطارحات مع شعراء عصره وعلماء زمانه.

وترجم له في ( طبقات أعلام الشيعة ) فقال: هو الشيخ صالح ابن الشيخ قاسم ابن الحاج محمد الطرفي الحويزي النجفي، من أعلام الادب في عصره ومن حفاظ القرآن. ( آل حاجي ) من بيوت النجف المعروفة بالفضل والادب، قطنت النجف في القرن الثاني عشر، وهم من قبيلة ( بني طرف ) الحويزيين، وأول من هاجر منهم الى النجف الشيخ قاسم والد المترجم له وسكن محلة ( الحويش )، ولحق جدهم محمدا لقب ( الحاج ) وبقي ملازما لاولاده وأحفاده.

وقال صاحب طبقات الشيعة: وقد ضاع معظم شعر المترجم له وتلف مع سائر آثار أسرته من جراء حوادث الطاعون الذي قضى عليهم وطمس آثارهم الا ما حفظته المجاميع النجفية المخطوطة، وقد رأيت من شعره قصيدة في رثاء الشيخ محمد حسن صاحب ( الجواهر ) وأخرى في رثاء الشيخ محمد بن علي ابن جعفر كاشف الغطاء، وثالثة في رثاء السيد شريف زوين أخ

٧٣

السيد صالح القزويني لأمه، ورابعة في رثاء الشيخ حسن بن جعفر كاشف الغطاء، وخامسة في رثاء السيد حسن بن علي الخرسان وقد أثبتها السيد جعفر الخرسان في مجموعته، وقد خلف ولدين: الشيخ جواد والشيخ مهدي وكلاهما من أهل الفضل والادب.

من شعره قصيدته التي قرض بها موشحة السيد صالح القزويني البغدادي التي مدح بها الشيخ طالب البلاغي:

صاغ من جوهر النظام عقودا

راق كالدر سمطها منضودا

شهدت بالعلى له وأقامت

لعلاها منه عليها شهودا

واستعارت منها الغواني ثنايا

ها الغوالي فنظمتها عقودا

وغدا ابن الاثير وهو أثير

بعلاه كأبن العميد عميدا

وجميلا أرتك غير جميل

واسترقت كأبن الوليد الوليدا

صرعت قبله صريع الغواني

بعد ما صيرت لبيدا لبيدا

كبرت آية لصالح لو شا

هدها قومه لخروا سجودا

فصلتها يدا حميد فأضحى

ذكرها مثل ذكره محمودا

ملك من بني النبي وجدنا

ما بآبائه به موجودا

حدد المكرمات كما وكيفا

بيد جودها تعدى الحدودا

مكرمات زواهر تقتفيها

عزمات تصدع الجلمودا

فهو أعلى من أن يقال مجيد

أو هل غيره يعد مجيدا

ولعمري لهو المعد ليوم

لم يكن غيره له معدودا

بحر علم طمى فلم تلف بحرا

طاميا لم يكن به ممدودا

وجواد لم يكب جريا كلالا

وحسام لم ينب ضربا حدودا

يا سحابا بفيض جدواه فضلا

طوق العالمين جيدا فجيدا

لم نزل والورى جميعا نوافي

كل يوم من الهنا بك عيدا

٧٤

الشيخ قاسم الهر

المتوفى 1276

لله درهم كم عانقوا طربا

لدن الرماح عناق الخرد الحور

وصافحوا المشرفيات الصفاح لدى

الحرب العوان بقلب غير مذعور

وكم أشم مجد العصب يختلس الا

رواح والحرب منه ذات تسعير

يلقى المواضي وسمر الخط متشحا

بحادثات المنايا والمقادير

تثنى لسطوتهم شم الجبال اذا

سطو على الهضب والآكام والقور

ما سالموا للعدى حتى اذا انتشروا

كالشهب ما بين مطعون ومنحور

من للهدى والندى بعد الالى كتبت

أسماؤهم فوق عرش الله بالنور

الله أكبر يا لله من نوب

جرت لآل علي بالمصادير

فكم بدور هدى في كربلا محقت

وغير النور منها أي تغيير

وكم نجوم لارباب العلى حجبت

تحت الثرى بعدما غيلت بتكدير

أقول وأول هذه القصيدة الحسينية:

فلّت مواضي الهدى في يوم عاشور

وبيضة الدين قد شيبت بتكدير

يوم بنو الوحي والتنزيل فيه غدوا

طعم العواسل والبيض المباتير

٧٥

الشيخ قاسم بن محمد علي بن احمد الحائري الشهير بالهر والبصير أخيرا، ولد سنة 1216 والمصادف 1801 م وتوفي سنة 1276 والمصادف 1859 م وأضر في آخر عمره، وفي الطليعة: كان أديبا شاعرا عابدا ناسكا، فقد بصره وهو في ميعة شبابه وشرخ صباه، وتلقى العلم في المعاهد الدينية بكربلاء المقدسة أورد بعض شعره في المجموع الرائق، وأخيرا كتب عنه صديقنا الاستاذ السيد سلمان هادي الطعمة في كتابه ( شعراء من كربلاء ) وذكر من كتب عن حياة هذا الشاعر كالسيد الامين في الاعيان والشيخ آغا بزرك الطهراني وغيرهما. توفي المترجم له بكربلاء المقدسه ودفن في الصحن الحسيني المقدس مما يلي باب السدرة ومن أشهر شعره قوله في الامام الحسينعليه‌السلام :

يومان لم أر في الايام مثلهما

قد سرني ذا وهذا زادني أرقا

يوم الحسين رقى صدر النبي به

يوم شمر على صدر الحسين رقا

وقوله في رثاه (ع):

ما أنت يا قلب وبيض الملاح

ووصف كاسات وساق وراح

هلم يا صاح معي نستمع

حديث من في رزئه الجن ناح

لقد قضى ريحانة المصطفى

بين ظبا البيض وسمر الرماح

لهفي عليه مذ هوى ظاميا

موزع الجسم ببيض الصفاح

ثوى أبي الضيم في كربلا

ورحله فيها غدا مستباح

هبوا بني عمرو العلى للوغى

بكل مقدام بيوم الكفاح

نساؤكم بالطف بين العدى

كأنها بالنوح ذات الجناح

وهناك جملة من القصائد الحسينية في المخطوطات النادرة رأيناها في تجوالنا عن أدب الطف.

٧٦

الشيخ عباس الملا

المتوفى 1276

وقد ارتجلها في الحائر الحسيني بكربلاء:

يا سيد الشهداء جئت من الحمى

لك قاصدا يا سيد الشهداء

متوسلا بك في قضاء حوائجي

فأذن اذا لحوائجي بقضاء(1)

* * *

الشيخ عباس بن الملا علي بن ياسين البغدادي النجفي من أسرة آل السكافي، أسرة معروفة في النجف تتعاطى التجارة، وأبوه الملا علي من ذوي النسك والصلاح يتعاطى بيع ( البز ) في بغداد، وفي سنة 1247 هاجر الملا علي الى النجف رغبة منه في مجاورة مشهد الامام أمير المؤمنين ولولده المترجم له يومئذ من العمر ثلاث سنين، اذ أن مولده كان سنة 1244 ففتح عينيه على الجو الادبي الذي يمتاز به هذا البلد واتصل بأدبائه وعلمائه فأين ما اتجه رأى عالما أو محادثا أو مؤلفا وكان له الميل الكامل

__________________

1 - عن ديوانه المطبوع بالمطبعة العلمية - النجف الاشرف جمع وتحقيق الخطيب الاديب الشيخ محمد علي اليعقوبي.

٧٧

لذلك الجو العلمي فبرع في العلم والادب ونظم القريض ونبغ فيه قبل بلوغ سن الرشد فأصبح من ذوي المكانة بين أدباء القرن الثالث عشر الهجري ولا أدل على ذلك من قوله:

أحطت من العلوم بكل فن

بديع والعلوم على فنون

فها أنا محرز قصب المعالي

وما جاوزت شطر الاربعين

وقوله:

كفاني أنني لعلاي دانت

بنو العلياء من قاص ودان

وحسبي أنني من حيث أبدو

أشار الناس نحوي بالبنان

صرح البحاثة الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة بأنه تفقه على العلامة الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، وله مساجلات ومطارحات مع أدباء عصره وفي مقدمتهم الشاعر عبد الباقي العمري الموصلي فقد كان من المعجبين به فقد راسله ومدحه بطائفة من القصائد والمفردات منها قوله في قصيدته يمدحه فيها تناهز الـ 50 بيتا مثبتة بديوانه المطبوع واليك شاهدا منها:

له الله من ذي منطق أعجز الورى

وألسنة الافصاح عنه غدت لكنا

ترعرع في حجر النجابة وانثنى

من المجد قبل المهد متخذا حضنا

حبيب اذا أنشأ، صريع اذا انتشى

بديع اذا وشى، غريض اذا غنى(1)

__________________

1 - أشار بالبيت الى أبي تمام حبيب بن أوس، وصريع الغواني مسلم بن الوليد، وبديع الزمان الهمداني، وغريض الاندلسي المغني المعروف.

٧٨

ومفتقر ( مغنى اللبيب ) للفظه

يعلم في اعرابه معبد اللحنا

تسامى على الاقران فهو أجلهم

وأكبرهم عقلا وأصغرهم سنا

وأكثرهم فضلا وأفضلهم ذكا

وأنفذهم فكرا وأشحذهم ذهنا

ومنها:

مراث بنعت الال آل محمد

له الدهر يعطي حين ينشدها الاذنا

ويستوقف الافلاك شجو نشيده

ويستصرخ الاملاك والانس والجنا

فيبكي الحيا والجو يندب والسما

تمور ووجه الارض يملؤه حزنا(1)

وذكره العلامة السماوي في ( الطليعة ) وأورد شواهد من شعره ثم نشر بقلمه في مجلة ( الغري ) السنة 7 الصادر سنة 1365 وخلاصة ما قال: العباس بن علي بن ياسين أبو الامين كان فاضلا أديبا جميل الشكل حسن الصوت لطيف المعاشرة، وكان أبوه تقيا هاجر من

__________________

1 - قال المرحوم الشيخ اليعقوبي معلقا على هذا البيت: سألت الشيخ محمد السماوي فقلت له: لم يكن للشيخ عباس رثاء مشهور في أهل البيت، فما هو قصد العمري في هذه الابيات. فاجاب قائلا: روى لي بعض معاصريه انه كان يستدر الدموع بصوته الرخيم وانشاده الرقيق لما يحفظه من المراثي الحسينينة في بعض الندوات الخاصة التي يعقدها اصحابه ببغداد في أيام عاشوراء كما حدث بذلك المرحوم الحاج حسين الشهربانلي من شيوخ بغداد المعمرين وانه كان ممن شهد تلك الاندية.

٧٩

بغداد الى النجف وابنه رضيع وكان وقاد الذهن حاد الفهم وسيما ذا عارضة شديدة وهمة عالية مشاركا في العلوم على صغر سنه، وصاهره الحسين بن الرضا الطباطبائي على شقيقته فهنأ السيد وهنأ نفسه بمصاهرة آل الرسول، وعرف بالتقوى وامتاز بالورع فهو كما كان من مشاهير الشعراء كان كذلك من مشاهير الاتقياء. توفي في أواسط شهر رمضان سنة 1276 وعمره 32 سنة ودفن بالصحن الحيدري تجاه باب الرواق الكبير، ويقال في سبب موته انه هوى ابنة أحد الاشراف وأخفى هواه حتى أنحله الى أن قضى نحبه. رثاه العلامة السيد حسين الطباطبائي آل بحر العلوم بقصيدة تفيض بالحسرات والآلام وهذا أكثرها.

رزء كسا العلياء ثوب حداد

وأماد للاسلام أي عماد

أصمت فوادحه الرشاد فبددت

أركانه بالرغم أي بداد

هل ذاك نفخ الصور قد صرت بنا

زعقاته أم ذاك صرصر عاد

جلل عرا فرمت سهام خطوبه

دين النبي ومعشر الامجاد

هاتيك غر الاكرمين لوجدها

تذري المدامع من دم الاكباد

ثكلى ومن فرط الجوى أحشاؤها

أبدا ليوم الحشر في ايقاد

قف بالديار الدراسات طلولها

وانشد رباها عن أهيل ودادي

بالبنين ان سلبوا القلوب فانهم

خلعوا على الاجساد ثوب سواد

تقفوا النجائب من جوى وجفونها

تهمي متى يحدو بهن الحادي

لله رزء أججت نيرانه

قلب الورى من حاضر أو باد

رزء الفتى السامي أبي الفضل الذي

حاز الفضائل من لدى الميلاد

من فاق أرباب العلى بمفاخر

علم وأخلاق وبسط أيادي

٨٠