حياة الامام الحسين عليه السلام الجزء ٢

حياة الامام الحسين عليه السلام12%

حياة الامام الحسين عليه السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 471

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 471 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 260447 / تحميل: 5233
الحجم الحجم الحجم
حياة الامام الحسين عليه السلام

حياة الامام الحسين عليه السلام الجزء ٢

مؤلف:
العربية

١
٢

٣
٤

٥
٦

المُقدّمة

ـ ١ ـ

وأثّرت الأحداث الرهيبة التي عاصرها الإمام الحُسين (عليه السّلام) تأثيراً هائلاً في تغيير مناهج الحياة الفكرية والاجتماعية في الإسلام ، كما لعبت دورها الخطير على مسرح الحياة السياسية على امتداد التاريخ ، وكان مِنْ أبرز نتائج تلك الأحداث التناحر على السّلطة ، والتنافس على الحكم ، والصراع على الظفر بخيرات البلاد.

وكان مِن الطبيعي أنْ يحدث ذلك الصراع السياسي بأقسى صوره وأبشع ألوانه ، وأنْ يحتدم الجدال كأشدّ وأعنف ما يكون الجدال ؛ فقد سحرت عيون الكثيرين مِنْ الصحابة والتابعين ما رأوه مِنْ ألوان الترف وخفض العيش ورقّته ، وما شاهدوه مِنْ جلال المُلْك الذي أزالوه مِنْ فارس ، وما احتلّوه مِنْ بلاد الروم ، وهالتهم الفتوحات التي تقوم بها الجيوش الإسلامية وما يفتح الله على أيديهم ، وما يجلبونه مِن البلاد المحتلة مِن الرقيق وسائر الأموال التي لمْ يكونوا يحلمون بالنظر إليها ، كلّ ذلك دفعهم إلى التّهالك على السّلطة ، وفتنهم عن دينهم.

واستشف الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) مِنْ وراء الغيب ما تبلغه أُمّته مِن المجد والسّيادة على جميع شعوب الأرض ، وسقوط الدول الكبرى تحت

٧

وطأة الزحف الإسلامي المقدّس ، فأذاع ذلك بين المسلمين وآمنوا به كجزء من عقيدتهم ، كما استشف النّبي (صلّى الله عليه وآله) مِنْ وراء الغيب ما تُمْنى به أُمّته مِن الفتنة والفرقة ، فاحتاط لها كأشدّ ما يكون الاحتياط ، فوضع لها رصيداً يحسم كلّ داء ، ويقضي على كلّ خلاف ، فدلّل على إمامة العترة الطاهرة مِنْ أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، ولمْ يكن بذلك مدفوعاً بدافع العاطفة أو الحبّ ؛ فإنّ شأن النّبوة أسمى مِنْ أنْ يخضع لأي عامل مِنْ عوامل الحبّ ، أو غيره مِن الاعتبارات الماديّة.

وبلغت أحاديث الرسول (صلّى الله عليه وآله) في فضل عترته حدّ التواتر ، ولمْ يتطرّق إليها الريب والشك عند أحد مِن المسلمين ؛ فقد قرنهم بمحكم التنزيل ـ الذي لا يأتيه الباطل مِنْ بين يديه ولا مِنْ خلفه ـ وجعلهم سفن النّجاة وأمْنَ العباد. وأمّا سيّد العترة الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) فإنّه ـ حسب النّصوص النّبوية ـ أخو النّبي ونفسه ، وباب مدينة علمه ، وأقضى أُمّته ، وأنّه منه بمنزلة هارون مِنْ موسى ، و «مَنْ كنت مولاه فهذا علي مولاه ...». ولكنّ القوم كرهوا اجتماع النّبوة والخلافة في بيت واحد ؛ فتأوّلوا النّصوص ، وزووا الخلافة عن أهل بيت النّبوة ومعدن الحكمة ومهبط الوحي ، وحرموا الأُمّة مِنْ التمتّع بظلال حكمهم الهادف إلى نشر عدالة السّماء في الأرض.

وأدّت عملية الفصل إلى التطاحن الفظيع على كرسي الحكم بين الأُسَرِ البارزة في الإسلام ؛ فمُنِيَتِ الأُمّة مِنْ جراء ذلك بالكوارث والخطوب الني أحالت الحياة في تلك العصور إلى جحيم لا يُطاق ، فقد كان حكم النطع والسيف هو السائد بين النّاس.

٨

ـ ٢ ـ

وظهر الصراع السّياسي بأبشع ألوانه حينما استولى الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) على زمام السّلطة في البلاد ، فقد تحرّكت القوى الطامعة في الحكم وهي تُعلن العصيان المسلّح ؛ محاولة بذلك إسقاط حكومته التي احتضنت مصالح الشعوب الإسلامية ، وتبنّت حقوق الإنسان ، وراحت تؤسس معالم العدل والحقّ ، وتدكّ حصون الظلم ، وتنسف قلاع الباطل ، وترفع منار الكرامة الإنسانية ، وتقضي على جميع أسباب التخلّف والفساد التي تركها الحكم المباد.

لقد أوجد الإمام (عليه السّلام) انقلاباً جذريّاً ، وتحوّلاً اجتماعيّاً في الميادين السّياسية والفكرية والاقتصادية التي كان منها العدالة في التوزيع ، وإلغاء الامتيازات التي منحتها حكومة عثمان لبني أُميّة وآل أبي معيط ، ومصادرة الأموال التي اختلسوها بغير حقّ ، وعزل الولاة وسائر الموظّفين الذين اتّخذوا الحكم وسيلة للإثراء والاستعلاء على النّاس بغير حقّ. وقد أدّت التغييرات الاجتماعية التي أوجدتها حكومة الإمام (عليه السّلام) إلى زيادة الأزمات النّفسية في نفوس القرشيين وغيرهم مِن الحاقدين على الإصلاح الاجتماعي ؛ فأيقنوا أنّ حكومة الإمام ستدمّر مصالحهم الاقتصادية وغيرها ، فهبّوا متضامنين إلى إعلان المعارضة.

ومِن المؤسف حقّاً أنْ تضمّ المعارضة بعض أعلام الصحابة كطلحة والزبير ، وأنْ يكون العضو البارز فيها السيّدة عائشة زوج النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، ومِن المؤكد أنّه لمْ تكن للمعارضين أيّة أهداف اجتماعية أو إصلاحية ، وإنّما دفعتهم الأنانية والأطماع حسب التصريحات التي أدلوا بها في كثير مِن المناسبات ، وقد كان في طليعة القوى المتآمرة على الإمام الحزب الاُموي ؛ فقد سخّر جميع أرصدته المالية التي حصل

٩

عليها أيّام حكومة عثمان ، فجعلها تحت تصرّف المعارضين ، فاشتروا جميع أدوات الحرب ، ووهبوا الكثير من الأموال للمرتزقة ، وقد اندلعت بذلك نار الحرب التي أسماها بعض المؤرّخين بحرب الجمل ، وقد أسرع الإمام (عليه السّلام) إليها فأخمد نارها ، وقضى على معالمها ، إلاّ أنّها أسفرت عن أفدح الخسائر التي مُنِيَ بها المسلمون ، فقد فتحت باب الحرب بين المسلمين ، ومهّدت الطريق إلى معاوية أنْ يعلن تمرّده على الإمام (عليه السّلام) ، ويناجزه أعنف الحروب وأشدّها ضراوة.

وأخذت الأحداث الجسام يتّصل بعضها ببعض ، ويتفرّع بعضها على بعض حتّى انتهت بمقتل الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وخذلان ولَده الحسن (عليه السّلام) ، وانتصار القوى الحاقدة على الإسلام. ويتعرّض هذا الكتاب إلى تفصيل ذلك بصورة موضوعية بما لا تحيّز فيه.

ـ ٣ ـ

ونجحت الاُمويّة بأساليبها الماكرة ، وبما استخدمته مِنْ وسائل دبلوماسيتها الغادرة في الاستيلاء على السّلطة في البلاد ، وظهرت على الصعيد الإسلامي دولة الاُمويِّين بقيادة زعيمهم معاوية بن أبي سفيان ؛ القائد الأوّل لجميع عمليات الحروب التي ناهضت الإسلام حينما فجّر المعلم والقائد الرسول (صلّى الله عليه وآله) دعوته الخلاّقة الهادفة لتطوير الوعي الاجتماعي ، وتأسيس مجتمع يقوم على العدل والمساواة.

ووقعت الأُمّة فريسة تحت أنياب الاُمويِّين ، واستسلمت لحكم إرهابي عنيف تتصاعد فيه الأحقاد والأضغان على قيَم الأُمّة ومكوّناتها الفكرية

١٠

والاجتماعية ، وإزالة ما حقّقه الإسلام مِن المكاسب على الصعيد الاقتصادي والسّياسي والتربوي.

واتّجهت السّياسية الاُمويّة تضع المخطّطات الرهيبة للقضاء على مقوّمات الأُمّة ، واستئصال أرصدتها الروحية والفكرية ، وكان مِنْ أفجع وأقسى ما اتّخذته مِن المقررات السّياسية ما يلي :

أ ـ الحطّ مِنْ قيمة أهل البيت (عليهم السّلام) الذين هم مركز الوعي الاجتماعي في الإسلام ، والعصب الحسّاس في جسم الأُمّة الذي يمدّها بالنهوض والارتقاء. وقد سخّرت السّلطة جميع أجهزتها السّياسية والاقتصادية ، وسائر إمكانياتها الاُخرى لتحويل قلوب المسلمين عن أهل البيت (عليهم السّلام) ، وفرض بغضهم على واقع الحياة الإسلامية ، وجعله جزءاً لا يتجزَّأ من الإسلام. وقد استخدمت في هذا السبيل أجهزة التربية والتعليم ، وأجهزة الوعظ والإرشاد وغيرها ، واتّخذت سب العترة على المنابر فرضاً واجباً تحاسب عليه ، وتنزل أقصى العقوبات على مَنْ يتهاون في أدائه.

ب ـ إبادة العناصر الواعية في الإسلام ، والتي تربّت على هديه وواقعه ؛ فقد ساقت إلى ساحات المجازر أعلام الإسلام ، كحِجْر بن عدي ، وميثم التّمار ، ورشيد الهجري ، وعمرو بن الحمق الخزاعي ، وأمثالهم مِنْ الذين يملكون القدرة على التوجيه الاجتماعي ، والقابلية على صيانة الأُمّة مِنْ الانحراف والسلوك في المنعطفات ، وتذّرعت السّلطة في سفك دمائهم مِنْ أنّهم خلعوا يد الطاعة ، وفارقوا الجماعة ، ولمْ يكن لذلك أي نصيب مِن الصحة ، وإنّما رأوا الاتجاه السّياسي يتصادم مع الدين ، ويتصادم مع مصالح الأُمّة فأمروا السّلطة بالاستقامة ، والخلود إلى التوازن ، ومجافاة الأضرار بمصالح المجتمع ، فاستباحت مِنْ أجل ذلك دمائهم.

ج ـ تغيير الواقع المشرق للإسلام ، وقلب جميع مفاهيمه ومقوّماته ،

١١

وتدنيسه بالخرافات والأوهام حتّى تشلّ طاقاته ، ويصبح عاجزاً عن مسايرة الحياة والانطلاق مع الإنسان لتنمية ملكاته وقدراته وتطوير وسائل حياته ؛ ووضعت الحكومة لجان الوضع ، ورصدت لها الأموال الهائلة لتضع الأحاديث على لسان المنقذ العظيم الرسول (صلّى الله عليه وآله) لتكون مِنْ بنود التشريع ، وتلحق بقافلة السُنّة التي هي مِنْ مدارك الأحكام.

وقد راح الوضّاعون يلفّقون الأكاذيب وينسبونها للنّبي (صلّى الله عليه وآله) ، وكثير ممّا وضعوه يتنافى مع منطق العقل ، ويتجافى مع سنن الحياة. ومِن المؤسف أنّها دوّنت في كتب السُنّة ، ودُرجت في كتب الأخبار ، ممّا اضطر بعض الغيارى من علماء المسلمين أنْ يؤلّفوا بعض الكتب التي تدلل على بعض تلك الموضوعات ، وفيما أحسب أنّ هذا المخطط الرهيب من أفجع ما رزء به المسلمون ؛ فإنّه لم يكن الابتلاء به آنياً مِن الزمن ، وإنّما ظلّ مستمراً مع امتداد التاريخ ، فقد تفاعلت تلك الموضوعات مع حياة الكثير من المسلمين ، وظلّوا متمسكين بها على أنّها جزء مِنْ دينهم ، وقد وضعت الحواجز في نمو المواهب وانطلاق الفكر ، كما بقيت حجر عثرةٍ في طريق التطوّر والإبداع الذي يريده الإسلام لأبنائه.

ـ ٤ ـ

وعانى الإنسان المسلم في عهد معاوية ضروباً شاقةً وعسيرةً من المِحن والبلوى ، فقد جهدت حكومة معاوية على نشر الظلم والجور في جميع أرجاء البلاد ، وعهدت بأمور المسلمين إلى الجلاّدين والجزّارين ، أمثال زياد بن أبيه ، وبسر بن أبي أرطاة ، وسمرة بن جندب ، والمغيرة بن شعبة ، وأمثال هؤلاء مِنْ أرجاس البشرية ، وقد صبّوا على الناس وابلاً مِن العذاب الأليم لمْ

١٢

تشهد له الإنسانية مثيلاً في كثير مِنْ مراحل تاريخه.

لقد كانت المظالم الاجتماعية في عهد معاوية بمرأى مِن الإمام الحُسين (عليه السّلام) ومسمع ، فروّعته وأفزعته إلى حدّ بعيد ، فقد كان بحكم قيادته الروحية لأُمّة جدّه يحسّ بأحاسيسها ، ويتألم لآلامها ، ويحيا بحياتها ، وكان مِنْ أعظم ما عاناه مِن المِحن والخطوب تتبّع الجزارين والجلاّدين مِنْ ولاة معاوية لشيعة أهل البيت ؛ إمعاناً في قتلهم ، وحرقاً لبيوتهم ، ومصادرة لأموالهم ، لا يبالون جهداً في ظلمهم بكلّ طريق.

وقد قام الإمام (عليه السّلام) بدوره في شجب تلك السّياسة الظالمة ، فبعث المذكّرات الصارخة لطاغية دمشق يشجب فيها الإجراءات الظالمة التي اتّخذها عمّاله وولاته لإبادة محبّي أهل البيت (عليهم السّلام) والعارفين بفضلهم ، وقد جاء في بعض بنودها أنّه نفى أنْ يكون معاوية مِنْ هذه الأُمّة ، وإنّما هو عنصر غريب ومعادٍ لها.

والحقّ إنّه كذلك ؛ فقد أثبتت تصرفاته السّياسية أنّه مِنْ ألدّ أعدائها ، وأنّه كان يبغي لها الغوائل ، ويكيد لها في غلَس الليل وفي وضح النّهار ، قد جهد في إذلالها وإرغامها على الجور. وكان مِنْ أفجع ما رزأ به معاوية الأُمّة أنّه فرض خليعه المهتوك يزيد القرود والفهود ـ كما يسمّيه المؤرخون ـ خليفة عليها ؛ يعيث في دينها ودنياها ، ويجرّ لها الويلات والخطوب.

ـ ٥ ـ

وفقدت الأُمّة في عهد معاوية وخليعه يزيد جميع عناصرها ومقوماتها ، ولمْ تَعُدْ خير أُمّةٍ أُخرجت للناس ـ حسب ما يريده الله لها ـ فقد عاث فيها معاوية فربّاها على الوصولية والانتهازية ، وربّاها على الذلّ والعبودية ،

١٣

وسلب عنها صفاتها ، وجرّد عنها أخلاقها القويمة ، فلمْ تعدْ تهتم بتحقيق أهدافها وآمالها ، ولا بما يضمن لها الحياة الكريمة ؛ فقد استسلمت للحكم الاُموي ، وقبعت ذليلةً مهانةً تحت وطأة سياطه ، وهو يسفك دماءها ، ويستنزف ثرواتها ، ويشيع فيها الجور والفساد ، فقد تخدّرت بشكل فظيع ، وأصبحت جثةً هامدةً لا وعي فيها ولا حراك ، فلمْ تهبّ للدفاع عن كرامتها وعزّتها ، ولمْ تنطلق في ميادين الشرف والتضحية لتحمي نفسها مِنْ الظلم والاعتداء.

رأى الإمام الحُسين (عليه السّلام) ـ وهو سبط الرسول (صلّى الله عليه وآله) وأمله الباسم الذي تجسّدت فيه جميع طاقاته ـ حالة المسلمين ، وما هم فيه مِن الذلّ والهوان ، وإنّهم لمْ يُعوّدوا تلك الأُمّة العظيمة التي تبنّت رسالة الإسلام ، وحملت مشعل الهداية والنور إلى جميع شعوب الأرض. واستوعب الألم القاسي مشاعر الإمام (عليه السّلام) وعواطفه ، وراح يُطيل التفكير ، وينفق الليل ساهراً في إنقاذ دين جدّه العظيم وحمايته مِن الردّة الجاهلية ؛ فعقد المؤتمرات تارةً في مكة واُخرى في يثرب ، وعرض على الصحابة وأبنائهم الحالة الراهنة التي مُنِيَ بها المسلمون ، وأخذ يُدلي بمنكرات معاوية وموبقاته.

وقد استبان له أنّ هذه الطريقة لا تُجدي بأيّ حالٍ في ميادين الإصلاح الاجتماعي ، ولا يمكن أنْ تردّ شوارد الأهواء ، وترجع للأُمّة ما فقدته مِنْ معنويات ، فرأى أنّه بين أمرين لا ثالث لهما ، وهما :

١ ـ أنْ يسالم الاُمويِّين ويبايع ليزيد ، ويغضّ الطرف عمّا تقترفه السّلطة مِن الظلم والجور ، وما تعانيه الأُمّة مِن الأزمات في مجالاتها العقائدية والاجتماعية ، ويكون بذلك ـ على سبيل الاحتمال لا القطع ـ قد ضمن سلامته وحياته ، ولكنْ هذا ممّا يأباه الله له ، ويأباه ضميره الحي المترع بتقوى الله ؛ فهو بحسب مكانته مِنْ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مسؤول أمام الله عن صيانة الأُمّة

١٤

وحماية أهدافها ومبادئها ، ومسؤول أمام جدّه الرسول (صلّى الله عليه وآله) عن رعاية الإصلاح الاجتماعي ، وصيانة الإسلام مِنْ عبث العابثين وكيد الفاجرين.

وقد أعلن (سلام الله عليه) هذه المسؤولية الخطيرة ، وما يفرضه الواجب عليه في خطابه الذي ألقاه على الحُرّ وأصحابه مِنْ شرطة ابن زياد ، قائلاً : «أيّها الناس ، إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : مَنْ رأى سلطاناً جائراً ، مستحلاً لحرم الله ، ناكثاً عهده ، مخالفاً لسنة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلمْ يغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقّاً على الله أنْ يدخله مدخله ...».

لقد كان الواجب الشرعي حسبما أدلى به ممّا يحتّم عليه القيام في مقارعة الظلم ومناهضة الجور ، والضرب على أيدي المعتدين والظالمين.

٢ ـ أنْ يعلن الثورة ويضحّي بنفسه وأهل بيته وشيعته ، وهو على يقين بعدم نجاح الثورة ، فقد درس أوضاع المجتمع وعرف أنّ الدين لعق على ألسنة الناس ، إلاّ أنّه أيقن أنّ تضحيته ستعود على المسلمين بالخير العميم ؛ فستتحرر إرادتهم ، ويهبّون إلى ميادين الجهاد ، ويرفعون أعلام الحرية ، وينزلون الجبابرة الطغاة مِنْ بني أُميّة مِنْ عروشهم إلى قبورهم. واختار هذا الطريق المشرق على ما فيه مِنْ مآسي وخطوب لا يطيقها أي كائن حي.

ـ ٦ ـ

ودرس الإمام (عليه السّلام) أبعاد التضحية بعمق وشمول ، فرأى أنْ يزّج بجميع ثقله في المعركة ، ويقدّم أروع التضحيات التي تهزّ الضمير الإنساني على امتداد التاريخ ، ويُعيد للأُمّة أصالتها ووعيها عبر أجيالها الصاعدة ....

لقد خطّط الإمام (عليه السّلام) فصول مأساته ، وفصول تضحيته على أُسسٍ عميقة

١٥

مِن الوعي والإدراك بحيث تؤدي إلى النتائج المشرقة التي منها انتصار القضية الإسلامية ، وإعادة الحياة الدينية إلى شرايين الأُمّة ، وإزالة التخدير الذي بسطه الاُمويّون على جميع أجزائه. وقد أعلن (سلام الله عليه) ما صمّم عليه ، وأذاع فصول مأساته الخالدة في كثير مِن المناسبات ، وهذه بعضها :

١ ـ أدلى بمصرعه ـ وهو بمكّة ـ في خطابه الذي أعلن فيه الثورة على بني أُميّة ، فقد جاء فيه : «وخُيّر لي مصرع أنا لاقيه ، كأنّي بأوصالي تُقطّعها عسلان الفلوات بين النّواويس وكربلاء ...». أليس في هذا الكلام دلالة على روعة العزم والتصميم على التضحية؟ أليس فيه إخبار جازم عن مصرعه الكريم ، وأنّه في كربلاء؟ فهي التي تحظى بمواراة جثمانه الطاهر ، كما أذاع ذلك جدّه وأبوه مِنْ قبل.

٢ ـ وأعلن الإمام العظيم المآسي الأليمة ، والخطوب المفجعة التي تحلّ بأهل بيته مِن القتل والسبي والأسر ، وذلك حينما أشار عليه ابن عباس بأنْ لا يحمل معه مخدّرات النّبوّة وعقائل الوحي إلى العراق ، ويتركهن في يثرب حتّى تستقيم له الاُمور ، فأجابه الإمام (عليه السّلام) قائلاً : «قد شاء الله أنْ يراهن سبايا».

لقد صحب معه عياله وهو يعلم ما سيجري عليها مِن الأسر والسّبي ؛ لأنّ بها سوف تستكمل رسالته ، وتؤدّي فعاليتها في القضاء على العرش الاُموي ، وإعادة الحياة الإسلامية إلى واقعها المُضيء.

٣ ـ كان الإمام (عليه السّلام) يتحدّث وهو في طريقه إلى العراق مِنْ أنّ رأسه الشريف سوف يُرفع على الحراب ، فيُطاف به في الأقطار والأمصار ، ويُهدى إلى بغي مِنْ بغايا بني أُميّة كما صُنِعَ برأس أخيه يحيى بن زكريا ، حيث أُهديَ إلى بغي مِنْ بغايا بني إسرائيل.

١٦

لقد استهان بجميع ما يعانيه في سبيل إحقاق الحقّ وإعلاء كلّمة الله في الأرض.

ـ ٧ ـ

وفجّر الإمام (عليه السّلام) ثورته الكبرى التي أوضح الله بها الكتاب ، وجعلها عبرةً لاُولي الألباب ، وهي بجميع مخطّطاتها جزءٌ مِنْ رسالة الإسلام ، وامتداد مشرق لثورة الرسول الأعظم ، وتجسيد حي لأهدافه وآماله ، ولولاها لذهبت جهود النّبي (صلّى الله عليه وآله) وضاعت آماله ، ولمْ يبقَ للإسلام أثر ولا عين.

لقد انتصر الإمام الحُسين (عليه السّلام) وفتح الله له الفتح المبين ؛ فقد أشرقت سماء الإسلام بثورته الخالدة ، وتفاعلت تضحيته مع مشاعر الناس وعواطفهم وامتزجت بقلوبهم ، وأصبحت أعظم مدرسة للإيمان بالله ؛ تبث روح العقيدة والفداء في سبيل الحقّ والعدل ، وتغذّي الناس بالقيم الكريمة والمُثل العُليا ، وتعمل على توجيههم نحو الخير ، وتهديهم إلى سواء السّبيل.

لقد أقبل الناس بلهفة على مأساة أبي الأحرار ، وهم يمعنون النظر في فصولها ، ويقتبسون منها أروع الدروس عن الكرامة والتضحية ، والبطولات الخارقة والعزّة التي لا يلويها الظلم والجور. إنّ الإنسانية لتنحني إجلالاً وإكباراً للإمام العظيم الذي رفع راية الحقّ عالية خفاقة ، وتبنّى حقوق المظلومين ، ودافع عن مصالح المضطهدين ...

وإنّها لتمجّد ذكره أكثر ممّا تمجّد أي مصلح اجتماعي في الأرض ، وقد أحرز الإمام العظيم بذلك مِن النصر ما لمْ يحرزه غيره مِن المصلحين في العالم.

١٧

لقد كان مِن أوليات النّصر الذي حقّقه الإمام (عليه السّلام) تحطيم الكيان الاُموي ؛ فقد وضعت ثورته الخالدة العبوات الناسفة في قصور الاُمويِّين ، وألغمت طريقهم ، فلمْ يمض قليل مِن الزمن حتّى تفجّرت فأطاحت برؤوس الاُمويِّين ، واكتسحت نشوة نصرهم ، وجعلتهم أثراً بعد عين.

ويعرض هذا الكتاب بصورة موضوعية إلى بعض ما قدّمته الثورة مِن المعطيات المشرقة على الصعيد الفكري والاجتماعي للعالم الإسلامي.

ـ ٨ ـ

ولنْ يستطيعَ التاريخ الإسلامي أنْ يأخذَ حظّه مِن الحياة إذا كان مثقلاً بالقيود والأغلال ، ولمْ يخضعَ للدراسة والنقد ، فلا بد أنْ تتسلطَ مجاهر البحث العلمي النزيهة على أحداثه ، وتدرس بدقّة وتجرّد شأن غيره مِنْ تاريخ الأُمم الحيّة التي تتناول أحداثه أقلام المفكرين والباحثين بكثير مِن العمق والتحليل ؛ فإنّ دراسة التاريخ عندهم تحتلّ الصدارة في دراساتهم الثقافية والعلمية.

إنّا إذا أردنا للتاريخ الإسلامي أنْ يزدهر ، ويساير النهضة الفكرية ، والتطور العلمي في هذه العصور ، فلا بدّ مِنْ دراسته دراسةً واعيةً تعتمد على المناهج العلمية ، وعلى التجرّد مِن النزعات المذهبية والتقليدية ، فننظر بدقّة إلى الأحداث الجسام التي دهمت المسلمين في عصورهم الأولى ؛ فإنّها ـ فيما نعتقد ـ مصدر الفتنة الكبرى التي أخلدت لهم المصاعب ، وجرت لهم الفتن والخطوب على امتداد التاريخ.

إنّ البحث عن التاريخ الإسلامي في تلك الحقبة الخاصة مِن الزمن إذا لمْ يعرض لتلك الأحداث بالبسط والتحليل ، ولمْ يلقِ الأضواء على

١٨

دوافعها ومجرياتها ، فإنّه يكون بحثاً تقليدياً لا روح فيه ، ولا ثمرة تعود فيه على القرّاء.

وقد ألمحنا في الحلقة الأولى مِنْ هذا الكتاب إلى الكثير مِن الأحداث ، وعرضنا الأنظمة السياسية والاقتصادية التي وضع برامجها الخلفاء في العصر الأول ، وقد تأمّلنا في كثير منها بتحفّظ وتجرّد ، شأن الباحث الذي يهمّه الوصول إلى الواقع مهما استطاع إليه سبيلاً. وإنّي فيما اعتقد أنّ مِن الإثم وتعمّد الجهل أنْ نتكلّف إخفاء أي ناحية مِن النواحي السياسية أو الاجتماعية في ذلك العصر ؛ فإنّ إخفاء ذلك مِنْ ألوان التضليل والدجل على القرّاء. وليس في دراسة التاريخ منهجية تغيير له ، أو قلب لمفاهيمه ، أو خروج عن موازين البحث العلمي المجرّد ، وإنّما هي مِنْ صميمه كما هي مِنْ متطلّبات الحياة الثقافية في هذا العصر.

وعلى أيّ حال فإنّ هذه الدارسة ترتبط ارتباطاً ذاتياً وموضوعياً بحياة الإمام الحُسين (عليه السّلام) ، فقد عاش تلك الحقبة الخاصة مِن الزمن ، المليئة بالأحداث ، وقد نظر إليها بعمق وشمول ، ووقف على أهدافها وهي ـ مِنْ دون شك ـ قد ساهمت مساهمةً ايجابيةً في كثير مِن الأحداث التي فزع منها المسلمون ، والتي كان منها كارثة كربلاء ؛ فإنّها كانت إحدى النتائج المباشرة لذلك التخدير الذي مُنِيَتْ به الأُمّة مِنْ جرّاء الحكم الاُموي الذي جهد على شلّ الحياة الفكرية والاجتماعية ، وإشاعة الانتهازية بين المسلمين.

وأنا آمل أنْ أكون في هذه الدراسة قد واكبت الواقع ، وابتعدت عن العواطف التقليدية ، وآثرت الحقّ في جميع ما كتبته ، لا أبتغي بذلك إلاّ إبراز التاريخ الإسلامي على واقعه مِنْ دون تحيّز. وقبل أنْ أقفل هذا التقديم أرى مِن الواجب عليَّ أنْ أذكر بالوفاء والعرفان ما قام به سيادة المحسن

١٩

الكبير الحاج مُحمّد رشاد عجينة مِن التشجيع البالغ على الخوض والاستمرار في خدمة أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) ، ونشر مآثرهم التي هي مِنْ أفضل الخدمات التي تقدّم لهذه الأُمّة ، وقد قام سيادته بالإنفاق على نشر هذا الكتاب ، وقد رغب أنْ تكون مِنْ الميراث التي أوصى بها المغفور له والده الحاج مُحمّد جواد عجينة المتوفّى سنة (١٣٩١ هـ) ، أجزل الله له الثواب ، ووفّقه لكلّ مسعى نبيل.

النجف الأشرف

باقر شريف القرشي

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

٣٢ ـ ( د ق ) أيّوب بن قطن (١) :

قال الدارقطني : مجهول.

يب : قال أبو زرعة : لا يعرف.

وقال الأزدي وغيره : مجهول.

٣٣ ـ ( خ م س ) أيّوب بن النجّار الحنفي ، اليمامي ، قاضيها (٢) :

يب : قال ابن البرقي وأحمد بن صالح الكوفي : ضعيف جدّا.

أقول :

في ( التقريب ) : مدلّس(٣) .

* * *

__________________

(١) ميزان الاعتدال ١ / ٤٦٢ رقم ١٠٩٨ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٢٥ رقم ٦٦٢.

(٢) تهذيب التهذيب ١ / ٤٢٨ رقم ٦٦٩.

(٣) تقريب التهذيب ١ / ٦٥ رقم ٦٦٩.

٨١
٨٢

حرف الباء

٣٤ ـ ( ٤ ) باذام ، أبو صالح (١) :

قال ( س ) : ليس بثقة.

وقال عبد الحقّ : ضعيف جدّا.

ن : قال إسماعيل بن أبي خالد : يكذب.

يب : قال الجوزجاني : متروك.

وقال الأزدي : كذّاب.

٣٥ ـ ( ق ) البختري بن عبيد الشامي (٢) :

يب : قال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، ذاهب.

وقال ابن حبّان : ضعيف ذاهب وليس بعدل.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٣ رقم ١١٢٣ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٣٢ رقم ٦٧٦.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ٦ رقم ١١٣٥ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٣٩ رقم ٦٨٥.

٨٣

وقال الأزدي : كذّاب ساقط.

ن : ضعّفه أبو حاتم ، وغيره تركه.

٣٦ ـ ( د ت س ) بسر بن أرطأة ، ويقال : ابن أبي أرطأة (١) :

قال ابن معين : كان رجل سوء.

يب : قال ابن يونس : كان من شيعة معاوية ، وكان معاوية وجّهه إلى اليمن والحجاز [ في أوّل سنة ٤٠ ] وأمره أن يتقرّى(٢) من كان في طاعة عليّعليه‌السلام فيوقع بهم ، ففعل بمكّة والمدينة واليمن أفعالا قبيحة!

وحكى المسعودي في « مروج الذهب » أنّ عليّاعليه‌السلام دعا عليه [ أن ] يذهب عقله لمّا بلغه قتله ابني عبيد الله بن العبّاس ، وأنّه خرف(٣).

أقول :

هكذا ينبغي أن تكون رواة صحاح الأخبار ، من نحو هؤلاء الثقات!

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ١٨ رقم ١١٧٠ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٥٥ رقم ٧٠٧.

(٢) يتقرّى : يتتبّع الناس فينظر إلى أحوالهم وأعمالهم ويتصفّحها ، فإذا شهد لهم بخير أو بشرّ فقد وجب.

انظر : الصحاح ٦ / ٢٤٦١ ، الفائق في غريب الحديث ٣ / ١٨٨ ، النهاية في غريب الحديث والأثر ٤ / ٥٦ ، لسان العرب ١١ / ١٤٦ ، تاج العروس ٢٠ / ٧١ ، مادّة « قرا ».

(٣) انظر : مروج الذهب ٣ / ١٦٣.

٨٤

الخارجين على أئمّة العدل ، ولا يبالون بقتل النفوس البريّة ، ويهلكون الحرث والذرّيّة.

٣٧ ـ ( د ت ق ) بشر بن رافع الحارثي ، أبو الأسباط النجراني ، إمامها ومفتيها (١) :

قال ابن حبّان : يروي أشياء موضوعة كأنّه المتعمّد لها.

يب : قال أحمد : ضعيف [ في الحديث ] ، ليس بشيء.

وقال ابن عبد البرّ : اتّفقوا على إنكار حديثه وطرح ما رواه.

٣٨ ـ ( ق ) بشر بن نمير (٢) :

قال أحمد : ترك الناس حديثه.

يب : قال أحمد : كذّاب يضع الحديث(٣) .

وقال أبو حاتم وعليّ بن الجنيد : متروك(٤) .

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٢٨ رقم ١١٩٦ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٦٩ رقم ٧٢٩.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ٣٨ رقم ١٢٣٠ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٧٩ رقم ٧٥١.

(٣) في تهذيب التهذيب وتهذيب الكمال ١ / ١٠١ هكذا : « عن أحمد : يحيى بن العلاء كذّاب يضع الحديث ، وبشر بن نمير أسوأ حالا منه ».

(٤) هذا قول ابن الجنيد ، أمّا أبو حاتم فقد قال : متروك الحديث.

وقد نقل المزّي في تهذيب الكمال ١ / ١٠١ عن ابن الجنيد أنّه قال : « متروك الحديث » ؛ فلاحظ.

٨٥

٣٩ ـ ( م ٤ ) بشير (١) بن مهاجر الغنوي الكوفي (٢) :

قال أحمد : منكر الحديث ، يجيء بالعجب.

[يب : ](٣) وقال ابن حبّان : دلّس عن أنس.

وقال العقيلي(٤) : [ قال أحمد : ](٥) مرجئ ، متّهم ، متكلّم فيه.

٤٠ ـ ( ق ) بشير بن ميمون (٦) :

قال ( خ ) : متّهم بالوضع.

وقال ابن معين : أجمعوا على طرح حديثه.

ن : قال الدارقطني وغيره : متروك [ الحديث ](٧) .

__________________

(١) ضبطه الشيخ المصنّفقدس‌سره في الأصل هكذا : « بشير ـ مصغّرا ـ » ، وهو تصحيف ؛ والصحيح ما أثبتناه في المتن كما في ميزان الاعتدال وتهذيب التهذيب ، وكذا في الإكمال ـ لابن ماكولا ـ ١ / ٢٨٦ وتقريب التهذيب ١ / ٧٢ رقم ٧٦٨ والكاشف ١ / ١١١ رقم ٦١٧ وتهذيب الكمال ٣ / ١١٤ رقم ٧١٥.

وقد جاء من اسمه مصغّرا بعد ذلك في بعض المصادر المذكورة أعلاه التي أفردت بابا خاصّا ل « بشير » ؛ انظر : الإكمال ١ / ٢٩٨ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٩١ ، تقريب التهذيب ١ / ٧٣ ، تهذيب الكمال ٣ / ١١٩.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ٤٣ رقم ١٢٤٥ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٨٧ رقم ٧٦٨.

(٣) أضفناه لاقتضاء النسق ، إذ إنّ الفقرة التالية وردت في تهذيب التهذيب فقط.

(٤) كان في الأصل : « العجلي » ؛ وما أثبتناه هو الصحيح ، فالقول للعقيلي دون العجلي ، ويبدو أنّ المصنّفقدس‌سره قد سبق نظره إلى اسم العجلي الوارد قبل العقيلي مباشرة في المصدر ؛ وانظر : الضعفاء الكبير ١ / ١٤٤ ذيل رقم ١٧٦.

(٥) أثبتناه لضرورة السياق من الضعفاء الكبير ـ للعقيلي ـ ١ / ١٤٤.

(٦) ميزان الاعتدال ٢ / ٤٤ رقم ١٢٤٧ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٨٨ رقم ٧٧٠.

(٧) هذا القول ليس من مختصّات ميزان الاعتدال ، فقد نقل في تهذيب التهذيب أيضا ؛ فلاحظ.

٨٦

٤١ ـ ( م ٤ ) بقيّة بن الوليد بن صائد الحمصي الكلاعي ، أبو محمّد (١) :

ن : قال غير واحد : كان مدلّسا.

قال ابن حبّان : سمع من شعبة ومالك وغيرهما أحاديث مستقيمة ، ثمّ سمع من [ أقوام ] كذّابين عن شعبة ومالك ، فروى عن الثقات بالتدليس ما أخذ عن الضعفاء.

وقال أحمد : توهّمت أنّه لا يحدّث بالمناكير إلّا عن المجاهيل ، فإذا هو يحدّث بها عن المشاهير!

وقال وكيع : ما سمعت أحدا أجرأ على أن يقول : « قال رسول الله » من بقيّة!

وقال القطّان : يدلّس عن الضعفاء ويستبيحه ، وهذا ـ إن صحّ ـ مفسد لعدالته.

قال في ن : نعم والله صحّ منه أنّه من فعله! وصحّ عن الوليد بن مسلم ، [ بل ] وعن جماعة كبار فعله ، وهذا بليّة منهم.

وروى ابن أبي السريّ ، عن بقيّة : قال لي شعبة : ما أحسن حديثك! ولكن ليس له أركان!

فقلت : حديثكم أنتم ليس له أركان ، تجيؤني بغالب القطّان ، وحميد الأعرج [ وابي التيّاح ] ، وأجيؤك بمحمّد بن زياد الألهاني ، وأبي بكر ابن أبي مريم الغسّاني ، وصفوان بن عمرو السكسكي.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٤٥ رقم ١٢٥٢ ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٩٥ رقم ٧٧٩ ، وفيهما :

« أبو يحمد » بدل « أبو محمّد ».

٨٧

.. إلى غير ذلك ممّا في ن.

ومثله في يب وأضعافه(١) .

٤٢ ـ ( ت ق ) بكر بن خنيس العابد (٢) :

يب : قال الدارقطني : متروك(٣) .

وكذا قال أحمد بن صالح المصري ، وابن خراش.

وقال أبو زرعة : ذاهب الحديث.

وقال ابن حبّان : روى أشياء موضوعة ، يسبق إلى القلب أنّه المتعمّد لها(٤) .

٤٣ ـ ( ٤ ) بهز بن حكيم بن معاوية القشيري (٥) :

قال أحمد بن بشير : أتيته فوجدته يلعب بالشطرنج.

وقال ابن حبّان : تركه جماعة من أئمّتنا.

يب : قال ( د ) : لم يحدّث عنه شعبة.

* * *

__________________

(١) لم يرد في تهذيب التهذيب أضعاف ذلك ، وإنّما ما جاء في ميزان الاعتدال ـ في هذا المورد ـ أكثر تفصيلا ؛ فلاحظ.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ٥٩ رقم ١٢٨٠ ، تهذيب التهذيب ١ / ٥٠٣ رقم ٧٨٥.

(٣) هذا القول ليس من مختصّات تهذيب التهذيب ، فقد نقل في ميزان الاعتدال ٢ / ٦٠ أيضا ؛ فلاحظ.

(٤) هذا القول ليس من مختصّات تهذيب التهذيب ، فقد نقل في ميزان الاعتدال ٢ / ٦٠ أيضا ؛ فلاحظ.

(٥) ميزان الاعتدال ٢ / ٧١ رقم ١٣٢٧ ، تهذيب التهذيب ١ / ٥٢٢ رقم ٨١٨.

٨٨

حرف التاء

٤٤ ـ ( د ت ) تمّام بن نجيح الدمشقي ، نزيل حلب (١) :

قال أبو حاتم : ذاهب(٢) .

وقال ابن عديّ : غير ثقة.

وقال ابن حبّان : روى أشياء موضوعة عن الثقات كأنّه المتعمّد لها.

* * *

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٧٧ رقم ١٣٤٣ ، تهذيب التهذيب ١ / ٥٣٧ رقم ٨٤٢.

(٢) هذا ما في تهذيب التهذيب ؛ وفي ميزان الاعتدال : « ذاهب الحديث » ؛ فلاحظ.

٨٩
٩٠

حرف الثاء

٤٥ ( ٤ ) ثعلبة بن عباد العبدي (١) :

ن : قال ابن حزم : مجهول.

يب : ذكره ابن المديني في المجاهيل.

وقال ابن حزم : مججهول ؛ وتبعه ابن القطّان ، وكذا عن العجلي.

٤٦ ـ ( خ ٤ ) ثور بن يزيد بن زياد الكلاعي الحمصي (٢) :

كان ابن أبي روّاد(٣) إذا أتاه من يريد الشام قال : إنّ بها ثورا فاحذر

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٩٣ رقم ١٣٩١ ، تهذيب التهذيب ١ / ٥٦٥ رقم ٨٨٥.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ٩٧ رقم ١٤٠٨ ، تهذيب التهذيب ١ / ٥٧٦ رقم ٩٠٢.

(٣) كان في الأصل ١ / ٢٤ : « دؤاد » ، وفي الضعفاء الكبير ـ للعقيلي ـ ١ / ١٨٠ وتاريخ دمشق ١١ / ١٩٤ : « داود » ؛ واحتمال التصحيف في الجميع قويّ لتشابه الرسم ؛ وما أثبتناه هو الصحيح من كتب الرجال ؛ إذ إنّ ابن أبي دؤاد أبا عبد الله أحمد بن فرج الإيادي البصري البغدادي الجهمي ، القاضي ( ١٦٠ ـ ٢٤٠ ه‍ ) ، وابن أبي داود أبا بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، الحافظ ، ابن صاحب « السنن » ( ٢٣٠ ـ ٣١٦ ه‍ ) ، غير معاصرين لثور ، فلا يمكن أن يصدر عن أيّ منهما مثل هذا القول.

بل إنّ عبد العزيز بن أبي روّاد هو المعاصر له ، فقد توفّي كلاهما ما بين سنتي ١٥٠ و ١٥٩ ه‍ ، كما يعلم ذلك من تراجم الجميع.

انظر : وفيات الأعيان ١ / ٨١ رقم ٣٢ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤٤ رقم ١٤٦ وج

٩١

لا ينطحك بقرنيه.

[ن : ](١) وقال الوليد : قلت للأوزاعي : حدّثنا ثور ؛ فقال لي : فعلتها!

وقال سلمة بن العيّار(٢) : كان الأوزاعي سيّئ القول في ثور.

يب : قال أحمد : نهى مالك عن مجالسته.

وقال ابن سعد : كان جدّه قتل بصفّين مع معاوية ،

فكان إذا ذكر عليّاعليه‌السلام قال : لا أحبّ رجلا قتل جدّي!(٣)

وقال ابن المبارك [ من مجزوء الرمل ] :

أيّها الطالب علما

إئت حمّاد بن زيد

فاطلبنّ العلم منه

ثمّ قيّده بقيد

لا كثور وكجهم

وكعمرو بن عبيد

* * *

__________________

٧ / ١٨٤ رقم ٦٤ وج ١١ / ١٦٩ رقم ٧١ وج ١٣ / ٢٢١ رقم ١١٨ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٩٧ رقم ١٤٠٨ وج ٤ / ٣٦٤ رقم ٥١٠٦ ، تهذيب التهذيب ١ / ٥٧٦ رقم ٩٠٢ وج ٥ / ٢٣٩ رقم ٤٢٢٠ ، الكامل في ضعفاء الرجال ٢ / ١٠٢ رقم ٣٢٠ وج ٥ / ٢٩٠ رقم ١٤٢٩ ، وحلية الأولياء ٦ / ٩٣ رقم ٣٤٥ وج ٨ / ١٩١ رقم ٣٩٨ ، وتهذيب الكمال ٣ / ٢٧٤ رقم ٨٤٧ وج ١١ / ٤٩٦ رقم ٤٠٢٩.

(١) أضفناه لاقتضاء النسق ، إذ لم ترد الفقرة التالية في تهذيب التهذيب.

(٢) كان في الأصل : المعيار ، والصواب ما أثبتناه من المصدر ؛ وانظر ترجمة سلمة في : الجرح والتعديل ٤ / ١٦٧ رقم ٧٣٥ ، تهذيب الكمال ٧ / ٤٥١ رقم ٢٤٤٥ ، وتوضيح المشتبه ٦ / ٣٦٧ ؛ ولاحظ أيضا : الطبقات الكبرى ٥ / ٣٥٥.

(٣) انظر : الطبقات الكبرى ٧ / ٣٢٤ رقم ٣٩١٠.

٩٢

حرف الجيم

٤٧ ـ ( م د ت ق ) الجرّاح بن مليح ، والد وكيع (١) :

قال الدار قطني : ليس بشيء.

يب : حكى الإدريسي أنّ ابن معين كذّبه وقال : كان وضّاعا للحديث.

وقال ابن حبّان : يقلب الأسانيد ، ويرفع المراسيل ، وزعم ابن معين أنّه كان وضّاعا.

وقال الدوري : دخل وكيع البصرة فاجتمع عليه الناس ، فحدّثهم حتّى قال : حدّثني أبي وسفيان ؛ فصاح الناس من كلّ جانب : لا نريد أباك! [ حدّثنا عن الثوري ] ؛ فأعاد وأعادوا.

٤٨ ـ ( ق ) جعفر بن الزبير الدمشقي (٢) :

قال شعبة : وضع على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أربعمائة حديث.

وقال ( خ ) : تركوه(٣) .

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ١١٤ رقم ١٤٥٣ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٣٤ رقم ٩٤٩.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ١٣٣ رقم ١٥٠٤ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٥٧ رقم ٩٧٩.

(٣) كذا في ميزان الاعتدال ، وفي تهذيب التهذيب : « قال البخاري : أدركه وكيع ثمّ تركه » ؛ وانظر : التاريخ الأوسط ٢ / ٨٣.

٩٣

يب : قال شعبة : أكذب الناس.

وقال أبو حاتم و ( س ) والدارقطني والأزدي وغيرهم : متروك(١) .

ونقل ابن الجوزي الإجماع على أنّه متروك.

٤٩ ـ ( ٤ ) (٢) جعفر بن ميمون ، بيّاع الأنماط (٣) :

يب : قال ابن معين مرّة : ليس بثقة.

وقال ( خ ) : ليس بشيء.

وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم.

٥٠ ـ ( د ق ) (٤) جعفر بن يحيى بن ثوبان (٥) :

قال ابن المديني : مجهول.

يب : قال ابن القطّان : مجهول الحال.

__________________

(١) هذا قول الأزدي ، أمّا الثلاثة الأول فقد قالوا : متروك الحديث.

(٢) في تهذيب التهذيب : ( د ٤ ) ، وهو سهو ، إذ إنّ ( د ) هو من ضمن الأربعة سوى البخاري ومسلم ؛ والصحيح ما أثبتناه في المتن من الأصل وميزان الاعتدال ٢ / ١٤٩ رقم ١٥٤١ والكاشف ١ / ١٤١ رقم ٨١٤ وتهذيب الكمال ٣ / ٤٤١ رقم ٩٤٢ ؛ وقال المزّي في ذيل ترجمته : « روى له البخاري في ( القراءة خلف الإمام وغيره ) والباقون سوى مسلم » فظهر بذلك أنّ ( د ) تصحيف ( ز ) الذي هو رمز ل :

« جزء في القراءة خلف الإمام » للبخاري ؛ فلاحظ.

(٣) تهذيب التهذيب ٢ / ٧٤ رقم ١٠٠٤.

(٤) كان في الأصل وتهذيب التهذيب : ( د س ) وهو تصحيف ؛ والصحيح ما أثبتناه في المتن من ميزان الاعتدال وتهذيب الكمال ٣ / ٤٤٣ رقم ٩٤٣ ، إذ قال المزّي في ذيل ترجمته : « روى له البخاري في الأدب ، وأبو داود ، وابن ماجة » والرمز إشارة للأخيرين.

(٥) ميزان الاعتدال ٢ / ١٥١ رقم ١٥٤٦ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٧٥ رقم ١٠٠٥.

٩٤

حرف الحاء

٥١ ـ ( م د ت ) حاجب بن عمر الثقفي ، أبو خشينة (١) :

يب : حكى الساجي عن ابن عيينة أنّه كان إباضيّا.

٥٢ ـ ( د س ) الحارث بن زياد ، شامي (٢) :

ن : مجهول.

يب : روى : « اللهمّ علّم معاوية الكتاب ، وقه الحساب » قال البغوي : لا أعلم للحارث غيره.

وقال ابن عبد البرّ : مجهول ، وحديثه منكر.

__________________

(١) تهذيب التهذيب ٢ / ١٠٤ رقم ١٠٥٢ ؛ وهو الذي ترجمه الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ١٦٤ رقم ١٦٠٧ بعنوان : « حاجب » ولم يذكر ما يميّزه من اسم أب أو كنية أو لقب ، ونقل عن ابن عيينة أنّه قال فيه : « كان رأسا في الإباضية » ؛ وانظر :

الكامل في ضعفاء الرجال ٢ / ٤٤٨ رقم ٥٥٨ ، لسان الميزان ٢ / ١٤٦ رقم ٦٥٢ ، تهذيب الكمال ٤ / ١٤ رقم ٩٨٦.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ١٦٨ رقم ١٦١٩ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١١٢ رقم ١٠٦٩.

٩٥

٥٣ ـ ( د ت ) الحارث بن عمرو ، ابن أخي المغيرة بن شعبة (١) :

ن : مجهول.

يب : قال ( خ ) : لا يعرف.

٥٤ ـ ( ٤ ) الحارث بن عمير البصري ، نزيل مكّة ، والد حمزة (٢) :

قال ابن حبّان : روى عن الأثبات الأشياء الموضوعة.

وقال الحاكم : روى [ عن حميد الطويل وجعفر الصادق ] أحاديث موضوعة.

٥٥ ـ ( ت ق ) الحارث بن نبهان الجرمي البصري (٣) :

قال ( س ) وأبو حاتم : متروك(٤) .

وقال ابن معين : ليس بشيء.

وقال : لا يكتب حديثه.

وقال ابن المديني : كان ضعيفا ضعيفا.

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ١٧٥ رقم ١٦٣٧ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٢٢ رقم ١٠٨٤.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ١٧٦ رقم ١٦٤٠ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٢٣ رقم ١٠٨٦.

(٣) ميزان الاعتدال ٢ / ١٨٠ رقم ١٦٥١ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٢٨ رقم ١٠٩٦.

(٤) هذا قول النسائي في ميزان الاعتدال فقط ، أمّا قوله في تهذيب التهذيب وقول أبي حاتم في ميزان الاعتدال وتهذيب التهذيب فهو : « متروك الحديث » ؛ فلاحظ.

٩٦

يب : قال ( خ ) : لا يبالي ما حدّث ، ضعيف جدّا.

وقال ( د ) : ليس بشيء.

٥٦ ـ ( ت ق ) حارثة بن أبي الرجال (١) :

قال ( س ) : متروك(٢) .

يب : قال ( س ) مرّة : لا يكتب حديثه.

وقال ابن معين : ليس بثقة.

وقال ( د ) وأحمد : ليس بشيء.

وقال ابن الجنيد : متروك [ الحديث ].

٥٧ ـ ( ع ) حبيب بن أبي ثابت (٣) :

يب : قال ابن خزيمة وابن حبّان : كان مدلّسا.

وقال ابن جعفر النحّاس : كان يقول : إذا حدّثني رجل عنك بحديث ، ثمّ حدّثت به عنك ، كنت صادقا.

أقول :

في ( التقريب ) : كثير الإرسال والتدليس(٤) .

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ١٨٢ رقم ١٦٦٢ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٣٦ رقم ١١١١ ، وكان في الأصل : « الرحال » وهو تصحيف.

(٢) في تهذيب التهذيب : متروك الحديث.

(٣) تهذيب التهذيب ٢ / ١٥٣ رقم ١١٣٤.

(٤) تقريب التهذيب ١ / ١٠٣ رقم ١١٣٤.

٩٧

٥٨ ـ ( م س ق ) حبيب بن أبي حبيب يزيد الجرمي الأنماطي (١) :

ن : نهى ابن معين عن كتابة حديثه.

يب : قال ابن أبي خيثمة : نهانا ابن معين أن نسمع حديثه.

وسمع منه القطّان ولم يحدّث عنه.

٥٩ ـ ( ق ) حبيب بن أبي حبيب المصري ، كاتب مالك (٢) :

قال ( د ) : كان من أكذب الناس.

وقال ( س ) وابن عديّ وابن حبّان : أحاديثه كلّها موضوعة(٣) .

وقال أبو حاتم : روى أحاديث موضوعة.

٦٠ ـ ( م ٤ ) حجّاج بن أرطأة بن ثور ، أبو أرطأة ، الكوفي ، القاضي (٤) :

قال أحمد : في حديثه زيادة على حديث الناس.

وقال ابن حبّان : تركه ابن المبارك ، ويحيى القطّان ، وابن مهدي ، وابن معين ، وأحمد وكان لا يحضر الجماعة ، فقيل له في ذلك ، فقال :

__________________

(١) ميزان الاعتدال ٢ / ١٩١ رقم ١٦٩٨ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٥٥ رقم ١١٣٦.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ١٩٠ رقم ١٦٩٧ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٥٦ رقم ١١٣٧.

(٣) لم يرد في ميزان الاعتدال إلّا قول ابن عديّ ، ولم يرد فيه قول للنسائي أصلا ، وأمّا قول ابن حبّان عنه فهو : « يروي عن الثقات الموضوعات » ؛ فلاحظ.

(٤) ميزان الاعتدال ٢ / ١٩٧ رقم ١٧٢٩ ، تهذيب التهذيب ٢ / ١٧٢ رقم ١١٧١.

٩٨

أحضر مسجدكم حتّى يزاحمني فيه الحمّالون والبقّالون؟!

ن : قال يحيى بن يعلى : أمرنا زائدة أن نترك حديثه.

وقال أحمد : كان [ يحيى بن سعيد ](١) سيّئ الرأي فيه ، وفي ابن إسحاق ، وليث ، وهمّام ، لا نستطيع أن نراجعه فيهم.

وقال أحمد : يدلّس ، [ روى ] عن الزهري ولم يره.

وقال الشافعي : قال حجّاج : لا تتمّ مروءة الرجل حتّى يترك الصلاة في الجماعة!

وقال الأصمعي : هو أوّل من ارتشى بالبصرة من القضاة.

وقال ( س ) : وذكر المدلّسين : حجّاج بن أرطأة ، والحسن ، وقتادة ، وحميد ، ويونس بن عبيد ، وسليمان التيمي ، ويحيى بن أبي كثير ، وأبو إسحاق ، والحكم ، وإسماعيل بن أبي خالد ، ومغيرة ، وأبو الزبير ، وابن أبي نجيح ، وابن جريج ، وسعيد بن أبي عروبة ، وهشيم ، وابن عيينة.

قال في ن : قلت : والأعمش ، وبقيّة ، والوليد بن مسلم ، وآخرون.

يب : قال أبو حاتم : يدلّس عن الضعفاء.

وقال ابن عيينة : كنّا عند منصور بن المعتمر فذكروا حديثا عن

__________________

(١) كان في الأصل : « الزهري » وهو سهو ؛ إذ لا يمكن للمتأخّر جدّا مثل أحمد ( ١٦٤ ـ ٢٤١ ه‍ ) أن يقول عن الزهري ( ٥١ ـ ١٢٤ ه‍ ) : « لا نستطيع أن نراجعه فيهم » فقد كانت ولادة أحمد بعد وفاة الزهري بأربعين سنة!

وما أثبتناه بين المعقوفتين هو الصواب ؛ فقد أورد الذهبي هذا الخبر في ترجمة ليث وهمّام بالنصّ المثبت في المتن أيضا ؛ انظر : ميزان الاعتدال ٥ / ٥٠٩ رقم ٧٠٠٣ وج ٧ / ٩٢ رقم ٩٢٦١.

٩٩

الحجّاج ، قال : والحجّاج يكتب عنه؟! لو سكتّم لكان خيرا لكم!

وقال إسماعيل القاضي : مضطرب الحديث لكثرة تدليسه.

وقال محمّد بن نصر : الغالب على حديثه [ الإرسال ، و ] التدليس ، وتغيير الألفاظ.

٦١ ـ ( ت ق ) (١) حريث بن أبي مطر الفزاري الحنّاط (٢) :

يب : قال ( س ) : ليس بثقة.

وقال ( س ) مرّة ـ والدولابي والأزدي وابن الجنيد : متروك.

٦٢ ـ ( خ ٤ ) حريز بن عثمان الرحبي الحمصي (٣) :

أقول :

ذكروا فيه ما يسوّد وجهه ووجوه من اتّخذوه حجّة ، من السبّ لإمام المتّقين ، وأخ النبيّ الأمين! فعليه لعنة الله أبد الآبدين.

وذكروا فيه أنّه داعية لمذهبه السوء ، وأنّه كذب على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في أحاديث ينتقص بها أمير المؤمنينعليه‌السلام !

__________________

(١) كان في الأصل : ( د ) وهو تصحيف ؛ وما أثبتناه هو الصواب من تهذيب التهذيب وتهذيب الكمال ٤ / ٢٢٩ رقم ١١٥٥ ، إذ قال المزّي بترجمته : « روى له الترمذي ، وابن ماجة ».

(٢) تهذيب التهذيب ٢ / ٢١٦ رقم ١٢٣٦.

(٣) ميزان الاعتدال ٢ / ٢١٨ رقم ١٧٩٥ ، تهذيب التهذيب ٢ / ٢١٩ رقم ١٢٣٨.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471