حياة الامام الحسين عليه السلام الجزء ٣

حياة الامام الحسين عليه السلام12%

حياة الامام الحسين عليه السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 496

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 308212 / تحميل: 5977
الحجم الحجم الحجم
حياة الامام الحسين عليه السلام

حياة الامام الحسين عليه السلام الجزء ٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

قال أحمد بن دهقان: قلنا لخلف بن تميم: صافحنا بالكفّ التي صافحت بها أبا هرمز، فصافحنا، وقال: السلام عليكم.

قال عمر بن سعيد: قلنا لأحمد بن دهقان: صافحنا بالكفّ التي صافحت بها خلف بن تميم، فصافحنا وقال: السلام عليكم.

قال محمّد بن عيسى بن عبد الكريم: قلنا لعمر بن سعيد: صافحنا بالكفّ التي صافحت بها أحمد بن دهقان، فصافحنا وقال: السلام عليكم.

قال الحسين بن جعفر: قلنا لمحمّد بن عيسى: صافحنا بالكفّ التي صافحت بها عمر بن سعيد، فصافحنا وقال: السلام علكيم.

قال أبو محمّد جعفر بن أحمد بن علي الرازي مصنّف هذا الكتاب: قلنا للحسين بن جعفر: صافحنا بالكف التي صافحت بها محمّد بن عيسى، فصافحنا وقال: السلام عليكم.

[١٠٢٠٤] ٩ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « مصافحة إخوان الدين أصلها من محبّة الله لهم، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما تصافح أخوان في الله، إلّا تناثرت ذنوبهما حتى يعودا كيوم ولدتهما أمّهما، ولأكثر حبّهما وتبجّلهما كلّ واحد لصاحبه إلّا كان له مزيد ».

[١٠٢٠٥] ١٠ - الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن: عن أحدهماعليهما‌السلام ، قال: « إن المؤمنين ليلتقيان فيتصافحان، فلا يزال الله عزّوجلّ مقبلاً عليهما بوجهه، والذنوب تتحات عن وجوههما، حتى يفترقا ».

__________________

٩ - مصباح الشريعة ص ٤٢٩.

١٠ - المؤمن ص ٣٠ ح ٥٤ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

٦١

[١٠٢٠٦] ١١ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « إنّ الله عزّوجلّ لا يوصف - إلى أن قال - والمؤمن لا يوصف، وأن المؤمن ليلتقي(١) أخاه فيصافحه، فلا يزال الله عزّوجلّ ينظر إليهما، والذنوب تتحات عن جسميهما، كما يتحات الورق عن الشجرة ».

[١٠٢٠٧] ١٢ - وعن مالك الجهني، قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام ، وقد حدثت نفسي بأشياء، فقال: « يا مالك، أحسن الظن بالله، ولا تظن أنّك مفرط في أمرك، يا مالك، أنه لا تقدر على صفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكذلك لا تقدر على صفتنا، وكذلك لا تقدر على صفة المؤمن، يا مالك، إنّ المؤمن يلقى أخاه فيصافحه، فلا يزال الله ينظر إليهما، والذنوب تتحاتّ عن وجوههما، حتى يفترقا وليس عليهما من الذنوب شئ، فيكف تقدر على صفة من هو هكذا!؟ ».

[١٠٢٠٨] ١٣ - وعن صفوان الجمال، قال: سمعتهعليه‌السلام يقول: « ما التقى مؤمنان قطّ فتصافحا، إلّا كان أفضلهما إيماناً أشدّهما حبّاً لصاحبه، وما التقى مؤمنان قطّ فتصافحا وذكرا الله، فتفرقا(١) حتى يغفر الله لهما إن شاء الله ».

[١٠٢٠٩] ١٤ - وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « إن المؤمنين إذا

__________________

١١ - المؤمن ص ٣٠ ح ٥٥.

(١) في المصدر: ليلقى.

١٢ - المؤمن ص ٣٠ ح ٥٦.

١٣ - المؤمن ص ٣١ ح ٦٠.

(١) في المصدر: فيفترقا.

١٤ - المؤمن ص ٣٦ ح ٧٨.

٦٢

التقيا فتصافحا، أدخل الله عزّوجلّ يده فصافح أشدّهما حبّاً لصاحبه ».

[١٠٢١٠] ١٥ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « إذا تلاقى الرجلان فتصافحا تحاتت ذنوبهما، وكان أقربهما إلى الله أكثرهما بشراً بصاحبه ».

١١٠ -( باب استحباب المصافحة مع قرب العهد باللقاء، ولو بقدر دور نخلة، وعدم جواز مصافحة الذمّي، وكيفيّة المصافحة)

[١٠٢١١] ١ - الطبرسي في مشكاة الأنوار: نقلاً من المحاسن، عن أبي عبيدة الحذّاء، قال: زاملت مع أبي جعفرعليه‌السلام ، فكان إذا نزل يريد حاجة ثم ركب صافحني(١) ، قال: قلت: وكأنّك ترى في هذا شيئاً؟ قال: « نعم، إن المؤمن إذا صافح المؤمن: تفرّقا من غير ذنب ».

[١٠٢١٢] ٢ - قال: وفي رواية أبي بصير، عن أحدهماعليهما‌السلام في مصافحة المسلم اليهودي والنصراني، قال: « من وراء الثوب، فإن صافحك بيده فاغسل يدك، وفي رواية: إذا لم تجد ماء فامسح على الحائط ».

__________________

١٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٣٥ ح ١٤٢.

الباب ١١٠

١ - مشكاة الأنوار ٢٠٠.

(١) في المخطوط: فصافحني وقد رفعنا حرف الفاء لاستقامة المعنى.

٢ - مشكاة الأنوار ص ٢٠١.

٦٣

[١٠٢١٣] ٣ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة: عن أحمد بن علي، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن جابر، قال: لقيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسلّمت عليه، فغمز(١) يدي وقال: « غمز الرجل يد أخيه قبلته ».

[١٠٢١٤] ٤ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي عبيدة، قال: زاملت أبا جعفرعليه‌السلام إلى مكّة، فكان إذا نزل صافحني، وإذا ركب صافحني، فقلت: جعلت فداك، كأنّك ترى في هذا شيئاً، فقال: « نعم، إنّ المؤمن إذا لقي أخاه فصافحه، تفرّقاً من غير ذنب ».

١١١ -( باب آداب استقبال القادم وتشييعه)

[١٠٢١٥] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمّد، أخبرنا محمّد بن محمّد، حدثني موسى بن إسماعيل، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيهعليهم‌السلام ، قال: « لمّا قدم جعفر بن أبي طالب ذو الجناحينرضي‌الله‌عنه ، من أرض الحبشة، التزمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقبل ما بين عينيه ».

[١٠٢١٦] ٢ - زيد الزرّاد في أصله قال: سمعت أبا عبد الله

__________________

٣ - البحار ج ٧٦ ص ٢٠٣ ح ١٠ بل عن جامع الأحاديث ص ١٩.

(١) الغمز: العصر باليد (لسان العرب ج ٥ ص ٣٨٩).

٤ - المؤمن ص ٣١ ح ٥٨.

الباب ١١١

١ - الجعفريات ص ٢٤٧.

٢ - أصل زيد الزراد ص ٨.

٦٤

عليه‌السلام ، يقول: « إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، خرج ذات يوم من بعض حجراته، إذا قوم من أصحابه مجتمعون، فلمّا بصروا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قاموا، قال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : اقعدوا ولا تفعلوا كما يفعل الأعاجم تعظيماً، ولكن اجلسوا، وتفسّحوا في مجلسكم، وتوقّروا، أجلس إليكم إن شاء الله ».

[١٠٢١٧] ٣ - الطبرسي في المشكاة: نقلاً من كتاب المحاسن، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا يوسع المجلس إلّا لثلاث: لذي سنّ لسنه، ولذي علم لعلمه، ولذي سلطان لسلطانه ».

[١٠٢١٨] ٤ - الشيخ الطوسي في أماليه: بإسناده عن أبي ذر: أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال له: « يا أبا ذر، من أحبّ أن يتمثّل له الرجال قياماً، فليتبوّأ مقعده من النار ».

[١٠٢١٩] ٥ - كتاب سليم بن قيس الهلالي: عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس، قال: قال أمير المؤمنين: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أيّها الناس، عظّموا أهل بيتي في حياتي ومن بعدي، وأكرموهم وفضّلوهم، فإنه لا يحلّ [ لأحد ](١) أن يقوم من مجلسه لأحد إلّا لأهل بيتي ».

__________________

٣ - مشكاة الأنوار ص ٢٠٦.

٤ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٥١.

٥ - كتاب سليم بن قيس الهلالي ص ١٤٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

٦٥

١١٢ -( باب حكم تقبيل البساط بين يدي الآشراف، والترجّل لهم، والاشتداد بين أيديهم عند المسير)

[١٠٢٢٠] ١ - الصدوق في كمال الدين: عن أبي العباس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن محمّد الآبي العروضي، عن زيد بن عبد الله البغدادي، عن علي بن سنان الموصلي، عن أبيه، قال: لمّا قبض سيدنا أبو محمّد العسكريعليه‌السلام ، وفد من قم والجبال وفود بالأموال كانت تحمل على الرسم، فلمّا أن وصلوا إلى سرّ من رأى، قيل لهم: أنهعليه‌السلام قد فقد، فطلب منهم جعفر المال، فلم يعطوه، فلمّا خرجوا من البلد خرج عليهم غلام وناداهم بأسمائهم، وقال: أجيبوا مولاكم إلى أن ذكر دخولهم على الحجّةعليه‌السلام ، ووصفه الأموال والرّحال، وما كان معهم من الدواب، قال: فخررنا سجّداً لله شكراً لما عرّفنا، وقبّلنا الأرض بين يديه، ثم سألناه عمّا أردنا، فأجابعليه‌السلام .

١١٣ -( باب تحريم حجب الشيعة)

[١٠٢٢١] ١ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « من صار إلى أخيه المؤمن في حاجة(١) أو مسلّماً فحجبه، لم يزل في لعنة الله إلى أن حضرته الوفاة ».

[١٠٢٢٢] ٢ - الطبرسي في المشكاة: عن محمّد بن سليمان، عن إسحاق بن

__________________

الباب ١١٢

١ - كمال الدين ص ٤٧٦ ح ٢٦ (باختصار).

الباب ١١٣

١ - الاختصاص ص ٣١.

(١) في المصدر: حاجته.

٢ - مشكاة الأنوار ص ١٠٣.

٦٦

عمّار، قال: لمّا كثر مالي أجلست على بابي بوّاباً يردّ عني فقراء الشيعة، فخرجت إلى مكّة في تلك السنة، فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فسلّمت عليه فردّ عليّ بوجه قاطب مزور(١) ، فقلت [ له ](٢) جعلت فداك، ما الذي غيّر لي حالي عندك؟ قال: « الذي غيرك للمؤمنين » قلت: جعلت فداك، والله إنّي لأعلم أنّهم على دين الله، ولكن خشيت الشهرة على نفسي.

قال: « يا إسحاق، أما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا، أنزل الله عزّوجلّ بينهما مائة رحمة، تسعة وتسعون منها لأشدّهما حبّاً لصاحبه [ فإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة ](٣) ».

[١٠٢٢٣] ٣ - وعن إسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّي رجل مشهور، وأنّ أناساً من أصحابنا يأتوني ويغشوني وقد اشتهرت بهم، أفأمنعهم أن يأتوني(١) فقال: « يا إسحاق، لا تمنعهم خلطتك فإنّ ذلك لن يسعك » فجهدت به أن يجعل لي رخصة في (منع)(٢) خلطتهم، فأبى علي.

[١٠٢٢٤] ٤ - الصدوق في الأمالي: عن محمّد بن موسى المتوكل، عن محمّد بن يحيى العطار، عن [ محمّد بن ](١) الحسين بن أبي الخطاب،

__________________

(١) الإزورار عن الشئ: العدول عنه (لسان العرب أزور ج ٤ ص ٣٣٥).

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٣ - مشكاة الأنوار ص ١٠٣.

(١) في المصدر زيادة: وأخاف.

(٢) ليس في المصدر، واستظهرها المصنّف (قدّه).

٤ - أمالي الصدوق ص ٤٩٩ ح ٢.

(١) أثبتناه من المصدر. وهو الصواب راجع (معجم رجال الحديث ١٥: ٢٩١ و ٢٩٦).

٦٧

عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، أنه قال: قال ضرار لمعاوية في كلام له في أوصاف عليعليه‌السلام : لا يغلق له دوننا باب، ولا يحجبنا عنه حاجب الخبر.

[١٠٢٢٥] ٥ - وفي العيون: عن أحمد بن زياد الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن الحسين المدني، عن عبد الله بن الفضل، عن أبيه الفضل، في حديث: أنّ الرشيد بعثه إلى موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، قال: فأتيت إلى خربة فيها كوخ من جرائد النخل، فإذا أنا بغلام أسود، فقلت له: أستأذن لي على مولاك، يرحمك الله، فقال لي: لج، ليس له حاجب ولا بوّاب الخبر.

١١٤ -( باب استحباب المعانقة للمؤمن والالتزام والمسألة)

[١٠٢٢٦] ١ - الطبرسي في المشكاة: نقلاً من المحاسن، بإسناده قال: سأل رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن أجر المؤمنين إذا التقيا واعتنقا، فقال له: « إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا التزما لا يريدان بذلك إلّا وجهه، ولا يريدان غرضاً(١) من أغراض(٢) الدنيا، قيل لهما: مغفور لكما فاستأنفا، فإذا أقبلا على المسألة، قالت الملائكة بعضهم لبعض: تنحّوا عنهما، فإن لهما سرّاً وقد ستر الله عليهما ».

قال إسحاق: قلت له: جعلت فداك، فلا يكتب عليهما لفظهما،

__________________

٥ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ١ ص ٧٦ ح ٥.

الباب ١١٤

١ - مشكاة الأنوار ص ٢٠١.

(١) في المصدر: عرضا.

(٢) وفيه: أعراض.

٦٨

وقد قال الله عزّوجلّ:( مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (٣) قال: فتنفس ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم بكى، حتى أخضلّت لحيته، وقال: « يا إسحاق، إنّ الله تبارك وتعالى، إنّما أمر الملائكة أن تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا إجلالاً لهما، وأنه وإن كانت الملائكة لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما، فإنه يعرفه ويحفظه عليهما عالم السرّ وأخفى ».

[١٠٢٢٧] ٢ - الشهيد (ره) في الأربعين: بإسناده عن السيد المرتضى، عن الشيخ المفيد، عن أبي المفضل(١) الشيباني، عن محمّد بن جعفر بن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن فضالة، عن الحسين بن عثمان، عن ابن بسطام، قال: كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فأتى رجل فقال: جعلت فداك، إنّي رجل من أهل الجبل، وربّما لقيت رجلاً من إخواني فالتزمه، فيعيب(٢) عليّ بعض الناس، ويقولون: أنّه من فعل الأعاجم وأهل الشرك، فقال: « ولم ذاك؟ فقد التزم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جعفراً، وقبّل بين عينيه » الخبر.

١١٥ -( باب استحباب استفادة الإخوان في الله)

[١٠٢٢٨] ١ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

__________________

(٣) ق ٥٠: ١٨.

٢ - أربعين الشهيد ص ١٤.

(١) في المصدر: الفضل. وما في المتن هو الصواب راجع (مجمع الرجال ٥: ٢٤٧ و ٧: ١٠٠).

(٢) وفي نسخة: فيعتب، (منه قدّه).

الباب ١١٥

١ - الأخلاق: مخطوط.

٦٩

أنّه قال: « من استفاد أخاً في الله، كان له ظهيراً على الصراط ».

[١٠٢٢٩] ٢ - وعن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « من استفاد أخاً في الله، بنى الله له بيتاً في الجنّة ».

[١٠٢٣٠] ٣ - ومن خط الشهيد (ره): عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « المرء كثير بأخيه ».

١١٦ -( باب استحباب تقبيل المؤمن المؤمن وموضع التقبيل)

[١٠٢٣١] ١ - الطبرسي في المشكاة: نقلاً من المحاسن، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إن لكم نوراً تعرفون به في الدنيا، حتى أن أحدكم إذا لقي أخاه، قبله في موضع النور من جبهته ».

[١٠٢٣٢] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، قال: « ليس القبلة على الفم، إلّا للزوجة: والولد الصغير ».

[١٠٢٣٣] ٣ - وعن أبي الحسنعليه‌السلام ، قال: « من قبّل للرحم(١) ذا قرابة ليس عليه شئ، (وقبلة الأمّ على الفم)(٢) ، وقبلة الأخ على الخدّ، وقبلة الإمام بين عينيه ».

__________________

٢ - الأخلاق: مخطوط.

٣ - مجموعة الشهيد.

الباب ١١٦

١ -، ٢ مشكاة الأنوار ص ٢٠٢.

٣ - مشكاة الأنوار ص ٢٠٢.

(١) كذا في المصدر، وفي المخطوط: للرحمة.

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٧٠

[١٠٢٣٤] ٤ - زيد النرسي في أصله: قال: دخلت على (أبي الحسن)(١) عليه‌السلام ، فتناولت يده فقبّلتها، فقال: « أما أنّه لا يصلح إلّا لنبي، أو من أريد بن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

ورواه(٢) في المشكاة: نقلاً عن المحاسن، عنه(٣) عليه‌السلام ، قال: « قبل رجل يده فقال » الخ.

[١٠٢٣٥] ٥ - تفسير الإمامعليه‌السلام : « عن أمير المؤمنينعليه‌السلام - في حديث طويل - أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بعث سريّة أميرهم زيد بن حارثة، ففتحوا ورجعوا، واستقبلهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى خارج المدينة، قالعليه‌السلام : فلمّا رأى زيد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نزل عن ناقته، وجاء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقبّل رجليه(١) ، ثم قبّل يده ورجله، فأخذه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقبّل رأسه، ثم نزل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عبد الله بن رواحة، وقبّل يده ورجله، وضمّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إليه » الخبر.

[١٠٢٣٦] ٦ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمّد، أخبرنا محمّد بن محمّد، حدثني موسى بن إسماعيل، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده

__________________

٤ - أصل زيد النرسي ص ٤٦.

(١) في المصدر: أبي عبد الله.

(٢) مشكاة الأنوار ص ٢٠٢.

(٣) أبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام .

٥ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ٢٦٩.

(١) في المصدر: رجله.

٦ - الجعفريات ص ٢٤٧.

٧١

جعفر بن محمّد، عن أبيهعليهم‌السلام ، قال: « لمّا قدم جعفر بن أبي طالب - ذو الجناحين - من أرض الحبشة، التزمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقبّل ما بين عينيه » الخبر.

[١٠٢٣٧] ٧ - دعائم الإسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « إذا قبل أحدكم ذات محرم [ منه ](١) قد حاضت، فليقبل بين عينيها أو رأسها، وليكفف(٢) عن خدّيها وفيها ».

[١٠٢٣٨] ٨ - علي بن الحسين المسعودي في إثبات الوصيّة: عن علّان بن محمّد الكلابي، عن إسحاق بن محمّد النخعي، عن محمّد بن عبد العزيز البلخي، قال: أصبحت يوماً فجلست في شارع سوق الغنم، فإذا أنا بأبي محمّدعليه‌السلام أقبل - إلى أن قال - فأسرعت إليه حتى قبّلت رجله الخبر.

[١٠٢٣٩] ٩ - الحسين بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الرضاعليه‌السلام ، قال: « لا يقبّل الرجل يد الرجل، فإن (ذلك صلاة)(١) له ».

__________________

٧ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ٢٠٣ ح ٧٤٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: وليكف.

٨ - إثبات الوصية ص ٢١٣.

٩ - تحف العقول ص ٣٣٤.

(١) في المصدر: قبلة يده كالصلاة.

٧٢

١١٧ -( باب كراهة المراء والخصومة)

[١٠٢٤٠] ١ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أبي جعفر محمّد بن النعمان - في حديث طويل - قال: قال لي الصادقعليه‌السلام : « يا ابن النعمان، إيّاك والمراء فإنّه يحبط عملك، وإيّاك والجدال فإنه يوبقك، وإيّاك وكثرة الخصومات فإنّها تبعدك من الله ».

[١٠٢٤١] ٢ - الطبرسي في المشكاة: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « لا تمار فيذهب بهاؤك، لا تمارين حليماً ولا سفيهاً، فإن الحليم يغلبك، والسفيه يرديك ».

[١٠٢٤٢] ٣ - ثقة الإسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم، رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « طلبة العلم ثلاثة فاعرفوهم(١) بأعيانهم وصفاتهم: صنف يطلبه للجهل والمراء - إلى أن قال - فصاحب الجهل والمراء، مؤذ ممار متعرض للمقال في أندية الرجال، بتذاكر العلم وصفة الحلم، قد تسربل بالخشوع، وتخلّى من الورع، فدقّ الله من هذا خيشومه، وقطع منه حيزومه » الخبر.

[١٠٤٣] ٤ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « المراء داء

__________________

الباب ١١٧

١ - تحف العقول ص ٢٢٨.

٢ - مشكاة الأنوار ص ٣١٩.

٣ - الكافي ج ١ ص ٣٩ ح ٥.

(١) في المصدر: فأعرفهم.

٤ - مصباح الشريعة ص ٢٦٧.

٧٣

ردئّ(١) ، وليس في الإنسان خصلة أشرّ منه، وهو خلق إبليس ونسبه(٢) ، فلا يماري في أيّ حال كان إلّا من كان جاهلاً بنفسه وبغيره، محروماً من حقائق الدين ».

[١٠٢٤٤] ٥ - روي أنّ رجلاً قال للحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : إجلس حتى نتناظر في الدين، فقال: « يا هذا، أنا بصير بديني، مكشوف عليّ هداي، فإن كنت جاهلاً بدينك فاذهب فاطلبه، مالي وللمماراة، وأنّ الشيطان ليوسوس للرجل ويناجيه، ويقول: ناظر الناس في الدين، لئلا يظنّوا بك العجز والجهل، ثم المراء(١) لا يخلو من أربعة أوجه: أما أن تتمارى أنت وصاحبك فيما تعلمان، فقد تركتما بذلك النصيحة، وطلبتما الفضيحة، وأضعتما ذلك العلم، أو تجهلانه فأظهرتما جهلاً، (وخاصمتما جهلاً)(٢) ، وأمّا تعلمه أنت، فظلمت صاحبك بطلب(٣) عثرته، أو يعلمه صاحبك، فتركت حرمته، ولم تنزل(٤) منزلته، وهذا كلّه محال، فمن أنصف وقبل الحقّ وترك المماراة، فقد أوثق إيمانه، وأحسن صحبة دينه، وصان عقله ».

__________________

(١) في المصدر: دوي. الداء الدوي: هو الداء الذي يُعجز الأطباء، ومنه حديث عليعليه‌السلام « قد ملت أطباء هذا الداء الدوي » (مجمع البحرين ج ١ ح ١٥١).

(٢) وفيه: نسبته.

٥ - مصباح الشريعة ص ٢٦٩.

(١) في نسخة « الأمر »، (منه قدّه).

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر: بطلبك.

(٤) وفيه: تنزله.

٧٤

[١٠٢٤٥] ٦ - كتاب عاصم بن حميد الحنّاط: عن أبي عبيدة الحذّاء قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: « إيّاكم وأصحاب الخصومات والكرابين(١) ، فإنهم تركوا ما أمروا بعلمه، وتكلّفوا ما لم يؤمروا بعلمه » الخبر.

[١٠٢٤٦] ٧ - كتاب المثنى بن الوليد: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، وهو يقول: « لا يخاصم إلّا شاك في دينه، أو من لا ورع له ».

[١٠٢٤٧] ٨ - الصدوق في الخصال: عن محمّد بن أحمد السناني، عنت (محمّد بن جعفر الأسدي)(١) ، عن موسى بن عمران النخعي، عن النوفلي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل، عن يونس بن ظبيان، عن الصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنه قال في حديث: « أفضل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً، وأكرم الناس أتقاهم، وأعظم الناس قدراً من ترك ما لا يعنيه، وأورع الناس من ترك المراء وإن كان محقّاً » الخبر.

__________________

٦ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٢٧.

(١) في المصدر: الكذابين، وورد في هامش المخطوط استظهاراً من المصنف (قده) ما نصّه: ظاهراً « الكلام » كما في كشف المحجة عن كتاب عبد الله بن حماد عن عاصم الخ. وما في الطبعة الحجرية: إيّاكم وأصحاب الكلام والخصومات ومجالستهم.

٧ - كتاب المثنى بن الوليد ص ١٠٢.

٨ - بل أمالي الصدوق ص ٢٨ ح ٤.

(١) في المصدر: محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ويظهر من ترجمته في معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ٢٧٢ أنه متحد مع محمّد بن جعفر الأسدي، فراجع.

٧٥

ورواه جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات(٢) : عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفرعليه‌السلام : مثله.

[١٠٢٤٨] ٩ - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « من بالغ في الخصومة أثم، ومن قصر فيها ظلم، ولا يستطيع أن يتقي الله من خاصم ».

[١٠٢٤٩] ١٠ - الشهيد الثاني في المنية: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا تمار أخاك ولا تمازحه، ولا تعده موعداً فتخلفه ».

[١٠٢٥٠] ١١ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ذروا المراء، فإنه لا تفهم حكمته، ولا تؤمن فتنته ».

[١٠٢٥١] ١٢ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من ترك المراء وهو محقّ بنى له بيت في أعلى الجنّة، ومن ترك المراء وهو مبطل (بني له بيت في ربض)(١) الجنّة ».

[١٠٢٥٢] ١٣ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أورع الناس، من ترك المراء

__________________

(٢) الغايات ص ٦٦.

٩ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٥٥ ح ٢٩٨.

١٠ - منية المريد ص ٦٨.

١١ - منية المريد ص ٦٨. ١٢ منية المريد ص ٦٨.

(١) الربض: هو البناء حول المدينة (لسان العرب ج ٧ ص ١٥٢) وفي المصدر: بنى الله بيتاً في أعلى رياض.

١٣ - الغايات ص ٦٦.

٧٦

وإن كان محقّاً ».

[١٠٢٥٣] ١٤ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: بإسناده المتكرّر إليه الإشارة: عن كميل بن زياد، أنه قال: قال له أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في وصيّته إليه: « إياك والمراء، فإنّك تغري بنفسك السفهاء(١) وتفسد الأخاء » الوصيّة.

[١٠٢٥٤] ١٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإيّاك والخصومة فإنّها تورث الشك، وتحبط العمل، وتردي بصاحبها، وعسى أن يتكلم بشئ لا يغفر له ».

[١٠٢٥٥] ١٦ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ومن خاصم في باطل وهو يعلمه(١) ، لم يزل في سخط الله حتى ينزع ».

١١٨ -( باب استحباب اجتناب شحناء الرجال، وعداوتهم وملاحاتهم ومشارّتهم والتباغض)

[١٠٢٥٦] ١ - الشيخ المفيد في الأمالي: عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن جعفر بن محمّد الهاشمي، عن أبي

__________________

١٤ - بشارة المصطفى ص ٢٦.

(١) في المصدر زيادة: إذا فعلت.

١٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٢، وعنه في البحار ج ٢ ص ١٣٤ ح ٣٠.

١٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٦٥ ح ١٧٢.

(١) في المصدر: يعلم.

الباب ١١٨

١ - أمالي المفيد ص ١٩٢ ح ٢١.

٧٧

حفص العطار، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصادقعليهما‌السلام ، يحدّث عن أبيه، عن جده، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : جاءني جبرئيل في ساعة لم يمكن يأتيني فيها - إلى أن قال -: قال: ينهاك ربّك عن عبادة الأوثان، وشرب الخمور وملاحاة الرجال » الخبر.

[١٠٢٥٧] ٢ - وبالإسناد عن علي بن مهزيار، عن ابن أبي عمير، عن النضر بن سويد، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادقعليهما‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [ في خطبته ](١) : ألا أخبركم بخبر خلائق الدنيا؟ - إلى أن قال - وفي التباغض الحالقة، لا أعني حالقة الشعر، ولكن حالقة الدين »

[١٠٢٥٨] ٣ - وفي الاختصاص: عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « إيّاك وعداوة الرجال، فإنّها تورث المعرّة وتبدي العورة ».

[١٠٢٥٩] ٤ - الصدوق في الخصال: عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى العطار، عن محمّد بن أحمد الأشعري، عن صالح، يرفعه بإسناده، قالعليه‌السلام : « أربعة القليل منها كثير: النار القليل منها كثير: والنوم القليل منه كثير، والمرض القليل منه كثير، والعداوة القليل منها كثير ».

[١٠٢٦٠] ٥ - وفي كتاب الإخوان: عن أيوب بن منصور الصيقل، عن أبي

__________________

٢ - أمالي المفيد ص ١٨٠ ح ٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - الاختصاص ص ٢٣٠.

٤ - الخصال ص ٢٣٨ ح ٨٤.

٥ - مصادقة الإخوان ص ٨٢ ح ٧.

٧٨

عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ما بالكم يعادي بعضكم بعضاً! إذا بلغ أحدكم عن أخيه شئء لا يعجبه، فليقله(١) وليسأله، فإن قال: لم أفعله صدّقة: وإن قال: قد فعلت استتابة ».

[١٠٢٦١] ٦ - وفي معاني الأخبار والأمالي: عن علي بن عبد الله الوراق، عن سعد بن عبد الله بن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه [ عن الحسين بن سعيد ](١) عن الحارث بن محمّد بن النعمان، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في حديث: ألا أُنبئكم بشرّ الناس؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من أبغض الناس وأبغضوه ».

[١٠٢٦٢] ٧ - الشهيد الثاني (ره) في المنية: عن أم سلمة قالت: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ أوّل ما عهد إليّ ربّي ونهاني عنه - بعد عبادة الأوثان وشرب الخمر - ملاحاة الرجال ».

[١٠٢٦٣] ٨ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال لعبد الله بن جندب، في وصيّته إليه: « ولا تكن فظّاً غليظاً يكره الناس قربك، ولا تكن واهناً يحقرك من عرفك، ولا تشار من فوقك، ولا تسخر بمن هو دونك، ولا تنازع الأمر أهله » الخبر.

__________________

(١) أقاله يقيله إقالة: أي سامحه « مجمع البحرين ج ٥ ص ٤٥٩ »، وفي إحدى نسخ المصدر « فليلقه ».

٦ - معاني الأخبار ص ١٩٦ ح ٢ وأمالي الصدوق ص ٢٥١ ح ١١.

(١) أثبتناه من المصدر.

٧ - منية المريد ص ٦٩.

٨ - تحف العقول ص ٢٢٤.

٧٩

[١٠٢٦٤] ٩ - أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: قال: حدثني القاضي أبو الحسن محمّد بن علي بن محمّد بن صخر الأزدي، قال: حدثنا أبو زيد عمر(١) بن أحمد العسكري بالبصرة، قال: حدثني أبو أيوب، قال: حدثنا أحمد بن الحجاج، قال: حدثنا نوبا(٢) بن إبراهيم، عن مالك بن مسلم، عن أبي مريم، عن أبي صالح الهروي(٣) عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « تعرض أعمال الناس كلّ جمعة مرّتين: يوم الاثنين، ويوم الخميس، فيغفر لكلّ عبد مؤمن، إلّا من كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: هذين حتى يصطلحا ».

١١٩ -( باب تحريم المكر، والحسد، والغشّ، والخيانة)

[١٠٢٦٥] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المكر، والخديعة، والخيانة في النار ».

[١٠٢٦٦] ٢ - وبهذا الإسناد: قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

٩ - كنز الفوائد ص ١٤١.

(١) في المصدر: عمرو.

(٢) في المصدر: ثوبا.

(٣) كذا في المخطوطة والحجرية، ولم نعثر بهذا العنوان على أحد من الصحابة، وخلو المصدر من كلمة « الهروي » وإضافة « عن أبي هريرة » مكانه دليل على سهو النساخ، ولعل صوابه « عن أبي صالح الخوزي عن أبي هريرة، عن رسول الله » والله أعلم بالصواب.

الباب ١١٩

١ - الجعفريات ص ١٧١.

٢ - الجعفريات ص ١٧١.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

مصارع العترة الطّاهرة

٢٤١
٢٤٢

وبعد ما استشهدت الصفوة العظيمة من أصحاب الامام هبت ابناء الأسرة النبوية شبابا واطفالا للتضحية والفداء ، وهم بالرغم من صغر اسنانهم كانوا كالليوث لم يرهبهم الموت ولم تفزعهم الأهوال وتسابقوا ـ بشوق ـ إلى ميادين الجهاد ، وقد ضنّ الامام على بعضهم بالموت فلم يسمح لهم بالجهاد الا انهم اخذوا يتضرعون إليه ، ويقبلون يديه ورجليه ليأذن لهم في الدفاع عنه.

والمنظر الرهيب الذي يذيب القلوب ، ويذهل كل كائن حي هو أن تلك الفتية جعل يودع بعضهم بعضا الوداع الأخير فكان كل واحد منهم يوسع أخاه وابن عمه تقبيلا وهم غارقون بالدموع حزنا وأسى على ريحانة رسول اللّه (ص) حيث يرونه وحيدا غريبا قد احاطت به جيوش الأعداء ويرون عقائل النبوة ومخدرات الوحي وقد تعالت اصواتهن بالبكاء والعويل وساعد اللّه الامام على تحمل هذه الكوارث التي تقصم الأصلاب ، وتذهل الألباب ، ولا يطيقها أي انسان الا من امتحن اللّه قلبه للايمان أما الذين استشهدوا من ابناء الرسول (ص) فهم.

علي الأكبر :

وأجمع المؤرخون ان علي بن الحسين الأكبر كان يضارع جده الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم ، في خلقه وأخلاقه التي امتاز بها على سائر النبيين ، وأعظم بهذه الثروة التي ملكها سليل هاشم فقد ملك جميع الطاقات الانسانية والمثل الكريمة التي يسمو بها العظماء والمصلحون.

وكان البارز من معاني أخلاقه الاباء والشمم وعزة النفس والاندفاع الهائل في ميادين الكرامة الانسانية ، فقد آثر الموت واستهان بالحياة في

٢٤٣

سبيل كرامته ، ولا يخضع لحكم الدعي ابن الدعي ، وقد بعث عمر بن سعد رجلا من أصحابه فناداه :

«ان لك قرابة بامير المؤمنين ـ يعني يزيد ـ ونريد أن نرعى هذا الرحم ، فان شئت آمناك؟»

فسخر منه علي بن الحسين وصاح به :

«لقرابة رسول اللّه احق ان ترعى»(١)

وكان من ابر ابناء الامام واكثرهم مواساة وحرصا عليه ، وهو أول من اندفع بحماس بالغ من الهاشميين إلى الحرب ، وكان عمره فيما يقول المؤرخون ثماني عشرة سنة(٢) ، فلما رآه الامام اخذ يطيل النظر إليه ، وقد ذابت نفسه حزنا واشرف على الاحتضار ، لأنه رأى ولده الذي لا ند له قد ساق نفسه إلى الموت ، فرفع شيبته الكريمة نحو السماء وراح يقول بحرارة وألم ممض :

«اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس برسولك محمد (ص) خلقا وخلقا ومنطقا ، وكنا إذا اشتقنا الى رؤية نبيك نظرنا إليه اللهم امنعهم بركات الأرض ، وفرقهم تفريقا ، ومزقهم تمزيقا ، واجعلهم طرائق قددا ، ولا ترضي الولاة عنهم أبدا ، فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا».

ويلمس في هذه الكلمات الحزينة مدى اساه على ولده الذي استوعب

__________________

(١) نسب قريش (ص ٥٧)

(٢) الفتوح ٥ / ٢٠٧ وقيل كان عمره ثلاثا وعشرين سنة كما في عمدة الطالب (ص ١٨٢) وقيل كان عمره سبعا وعشرين سنة حسب ما ذكره المقرم في مقتل الحسين.

٢٤٤

نفسه حبا له ، وقد دعا اللّه ـ بحرارة ـ ان ينزل على تلك العصابة المجرمة عذابه الأليم في هذه الدنيا وتقطع قلب الامام حزنا على ولده فصاح بالمجرم الأثيم عمر بن سعد.

«ما لك قطع اللّه رحمك ، ولا بارك لك في أمرك ، وسلط عليك من يذبحك بعدي على فراشك ، كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول اللّه (ص) ثم تلا قوله تعالى :( إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفىٰ آدَمَ ونُوحاً وآلَ إِبْرٰاهِيمَ وآلَ عِمْرٰانَ عَلَى اَلْعٰالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ واَللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ .. ) .

وشيع الامام ولده بدموع مشفوعة بالحزن والزفرات ، وخلفه نساء أهل البيت وقد علا منهن الصراخ والعويل على شبيه رسول اللّه (ص) الذي ستتناهب شلوه السيوف والرماح.

وانطلق الفتى إلى حومة الحرب مزهوا لم يختلج في قلبه خوف ولا رعب ، وهو يحمل هيبة الرسول (ص) وشجاعة امير المؤمنين وبأس حمزة واباء الحسين ، وتوسط حراب الأعداء وسيوفهم وهو يرتجز بعزة وتصميم محاميا عن دين اللّه.

أنا علي بن الحسين بن علي

نحن ورب البيت أولى بالنبي

تالله لا يحكم فينا ابن الدعي(١)

أجل واللّه يا فخر هاشم أنت وأبوك أولى بالنبي واحق بمقامه ، فأنتم أقرب الناس إليه والصقهم به ولكن الأطماع السياسية التي تغلبت على القوم هي التي دفعتكم عن مقامكم ، وسلطت عليكم هذه الطغمة الجائرة فعمدت الى تقطيع أوصالكم واستئصال شأفتكم ليخلو لها الجو في التأمر على المسلمين بغير الحق.

__________________

(١) تأريخ ابن الأثير ٣ / ٢٩٣ ، انساب الأشراف ق ١ ج ١

٢٤٥

واعلن علي بن الحسين في رجزه عن روعة بأسه وشدة إبائه ، وانه يؤثر الموت على الخنوع للدعي ابن الدعي والتحم مع اعداء اللّه وقد ملأ قلوبهم رعبا وفزعا وابدى من البسالة ما يقصر عنه الوصف ، فقد ذكّرهم ببطولات جده امير المؤمنين ، وقد قتل فيما يقول بعض المؤرخين مائة وعشرين فارسا(١) سوى المجروحين وألح عليه العطش فقفل راجعا الى أبيه يشكو إليه ظمأه القاتل ويودعه الوداع الأخير ، واستقبله أبوه بحرارة فبادره علي قائلا :

«يا أبة العطش قد قتلني ، وثقل الحديد قد أجهدني ، فهل الى شربة ماء من سبيل اتقوى بها على الأعداء؟»

والتاع الامام كأشد ما تكون اللوعة ألما ومحنة ، فقال له بصوت خافت وعيناه تفيضان دموعا.

«وا غوثاه ما اسرع الملتقى بجدك ، فيسقيك بكأسه شربة لا تظمأ بعدها أبدا».

وأخذ لسانه فمصه ليريه ظمأه فكان كشقه مبرد من شدة العطش ودفع إليه خاتمه ليضعه في فيه(٢) .

لقد كان هذا المنظر الرهيب من افجع ما رزىء به الامام الحسين لقد رأى فلذة كبده وهو في غضارة العمر وريعان الشباب ، وقد استوعبت الجراحات جسمه الشريف وقد اشرف على الهلاك من شدة العطش وهو لم يستطع أن يسعفه بجرعة ماء ليروي ظمأه ، يقول الحجة الشيخ عبد الحسين صادق في رائعته :

يشكو لخير أب ظماه وما اشتكى

ظمأ الحشا الا إلى الظامي الصدي

__________________

(١) مقتل الخوارزمي ٢ / ٣٠

(٢) مقتل الخوارزمي ٢ / ٣٠

٢٤٦

كل حشاشته كصالية الغضا

ولسانه ظمأ كشقة مبرد

فانصاع يؤثره عليه بريقه

لو كان ثمة ريقه لم يجمد

وقفل علي بن الحسين راجعا الى حومة الحرب قد فتكت الجروح بجسمه وفتت العطش كبده ، وهو لم يحفل بما هو فيه ، وانما استوعبت فكره وحدة أبيه وتضافر اعداء اللّه على قتله ، وجعل يرتجز :

الحرب قد بانت لها حقائق

وظهرت من بعدها مصادق

واللّه رب العرش لا نفارق

جموعكم أو تغمد البوارق(١)

لقد اعرب فخر هاشم بهذا الرجز بأن الحقائق قد ظهرت في هذه الحرب ، وتجلت للجميع الأهداف النبيلة التي ينشدها أهل البيت ، وانهم سيبقون يناضلون عنها حتى تغمد البوارق.

وجعل علي الأكبر يقاتل أشد القتال واعنفه حتى قتل تمام المائتين(٢) وقد ضج العسكر فيما يقول المؤرخون من شدة الخسائر التي مني بها ، فقال الوضر الخبيث مرة بن منقذ العبدى(٣) علي آثام العرب إن لم اثكل أباه(٤) وأسرع الخبيث إلى شبيه رسول اللّه (ص) فطعنه بالرمح

__________________

(١) الفتوح ٥ / ٢٠٩

(٢) مقتل الخوارزمي ٢ / ٣١

(٣) مرة كان أبوه منقذ من قادة جيش الامام في معركة الجمل ، واستشهد في تلك الواقعة وحمل ابنه مرة اللواء من بعده وخاض المعركة وشهد مع علي صفين والنهروان ، ثم ارتد على عقبه وانحرف عن الاسلام فانضم إلى معسكر ابن سعد واقترف في هذه الحرب افظع الجرائم التي منها قتله لشبيه رسول اللّه (ص) على الأكبر.

(٤) مقتل الحسين للمقرم (ص ٣١٦) مقاتل الطالبيين (ص ١١٦)

٢٤٧

في ظهره وضربه ضربة غادرة بالسيف على رأسه ففلق هامته ، واعتق علي فرسه يظن انه يرجعه إلى أبيه ليتزود بالنظر إليه ، إلا ان الفرس حمله الى معسكر الأعداء فأحاطوا به من كل جانب ولم يكتفوا بقتله وانما راحوا يقطعونه بسيوفهم اربا اربا تشفيا منه لما الحقه بهم من الخسائر الفادحة ، ونادى علي رافعا صوته :

«عليك مني السلام أبا عبد اللّه ، هذا جدي رسول اللّه قد سقاني بكأسه شربة لا اظمأ بعدها ، وهو يقول : إن لك كأسا مذخورة».

وحمل الأثير هذه الكلمات الى أبيه الثاكل الحزين فقطعت قلبه ومزقت احشاءه ففزع إليه وهو خائر القوى منهد الركن فانكب عليه ، ووضع خده على خده ، وهو جثة هامدة قد قطعت شلوه السيوف في وحشية قاسية ، فأخذ يذرف أحر دموعه وهو يقول بصوت خافت قد لفظ شظايا قلبه فيه :

«قتل اللّه قوما قتلوك ، يا بني ما اجرأهم على اللّه ، وعلى انتهاك حرمة الرسول على الدنيا بعدك العفا»(١) .

وهرعت إليه الفتية من عمومته وأبناء عمومته فالقوا بنفوسهم عليه وهم يوسعونه تقبيلا ويلثمون جراحاته ، ويقسمون على أن يمضوا على ما مضى عليه ، وأمرهم الامام أن يحملوه إلى المخيم.

وهرعت الطاهرة البتول حفيدة النبي (ص) زينب (ع) فانكبت على جثمان ابن أخيها تضمخه بدموعها ، وتندبه بأشجى ما تكون الندبة ، وقد انهارت امام ابن أخيها الذي كان قبل ساعة يملأ العين اهابه ، وأثر منظرها الحزين في نفس الامام فجعل يعزيها بمصابها الأليم ، وهو يردد :

«على الدنيا بعدك العفا».

__________________

(١) تأريخ ابن الأثير ٣ / ٢٩٣ ، نسب قريش (ص ٥٧)

٢٤٨

لقد كان علي بن الحسين الرائد والزعيم لكل ابي شريف مات عصيا على الضيم في دنيا الاباء والشرف

وداعا يا بطل الاسلام

وداعا يا فخر هاشم

وداعا يا فجر كل ليل

ونحن نودعك بالأسى والحزن ونردد مع أبيك كلماته الحزينة «على الدنيا بعدك العفا».

مصارع آل عقيل :

واندفعت الفتية الطيبة من آل عقيل الى الجهاد وهي مستهينة بالموت وقد نظر الامام (ع) إلى بسالتهم واندفاعهم إلى نصرته فكان يقول :

«اللهم اقتل قاتل آل عقيل صبرا آل عقيل ان موعدكم الجنة»(١) .

وكان علي بن الحسين زين العابدين (ع) يميل أشد الميل لآل عقيل ويقدمهم على غيرهم من آل جعفر ، فقيل له في ذلك فقال : اني لأذكر يومهم مع أبي عبد اللّه فارق لهم(٢) .

وقد استشهد منهم تسعة في المعركة دفاعا عن ريحانة رسول اللّه (ص) وفيهم يقول الشاعر :

عين جودي بعبرة وعويل

واندبي ان ندبت آل الرسول

سبعة كلهم لصلب علي

قد اصيبوا وتسعة لعقيل(٣)

__________________

(١) بطل العلقمي ١ / ٢٢٧

(٢) البحار ١١ / ١٢٣

(٣) المعارف (ص ٢٠٤)

٢٤٩

وقد علوا بارادتهم وعزمهم الجبار على ذلك الجيش «وانزلوا به أفدح الخسائر» ومن بينهم.

عبد اللّه بن مسلم :

وانبرى فتى هاشم عبد اللّه بن مسلم(١) إلى ساحة الجهاد فخاض غمرات الحرب واهوالها في شوق إلى الشهادة ، وقد بهر الابصار بجماله وبسالته وهو يرتجز :

اليوم القى مسلما وهو أبي

وفتية ماتوا على دين النبي

ليسوا كقوم عرفوا بالكذب

لكن خيار وكرام النسب

من هاشم السادات أهل الحسب(٢)

لقد عرف نفسه بأنه نجل الشهيد الخالد مسلم بن عقيل ، وانه سيلقى أباه في يومه ويلتقي بالفتية من ابناء عمومته الذين استشهدوا في سبيل الاسلام وماتوا على دين النبي (ص) وانهم ليسوا كأهل الكوفة الذين عرفوا بالغدر والخيانة والكذب ، وانما ينميهم هاشم سيد العرب ، وبهم تلتقي كل فضيلة وشرف في الاسلام.

وقاتل الفتى قتالا عنيفا فقتل جماعة في ثلاث حملات ، وسدد له الوضر الأثيم يزيد بن الرقاد(٣) سهما غادرا فاتقاه الفتى بيده فسمرها

__________________

(١) عبد اللّه بن مسلم : أمه رقية بنت الامام امير المؤمنين (ع) جاء ذلك في نسب قريش (ص ٤٥).

(٢) الفتوح ٥ / ٢٠٣

(٣) في تأريخ ابن الأثير ٣ / ٢٩٣ ان الذي رماه عمرو بن صبيح الصدائي.

٢٥٠

الى جبهته ، فما استطاع ان يزيل السهم وقد اخذ منه الألم القاسي مأخذا عظيما فراح يدعو على السفكة المجرمين قائلا :

«اللهم انهم استقلونا واستذلونا فاقتلهم كما قتلونا»

وشد عليه وغد فطعنه بالرمح في قلبه ، فتوفي الفتى شهيدا مدافعا عن أقدس الحرمات في الاسلام(١) .

جعفر بن عقيل :

وبرز إلى ساحات الجهاد جعفر بن عقيل(٢) فتوسط في ميدان الحراب وهو يرتجز :

أنا الغلام الأبطحي الطالبي

من معشر في هاشم وغالب

ونحن حقا سادة الذوائب

هذا حسين سيد الأطائب(٣)

لقد عرفهم نفسه بأنه من الأسرة النبوية التي هي أشرف الأسر العربية واعلاها مجدا ، وانه انما يدافع عن سيده الحسين الذي هو سيد الاطائب وفخر هذه الدنيا.

وقاتل الفتى قتالا عنيفا ، فرماه عروة بن عبد اللّه الخثعمي فقتله(٤) .

__________________

(١) مقتل الحسين للمقرم (ص ٣١٧)

(٢) جعفر بن عقيل : أمه أم الثغر بنت عامر العامري من بني كلاب ، مقاتل الطالبيين (ص ٩٣).

(٣) الفتوح ٥ / ٢٠٣

(٤) مقاتل الطالبيين (ص ٩٣)

٢٥١

عبد الرحمن بن عقيل :

وانطلق عبد الرحمن بن عقيل(١) الى حومة الحرب وأخذ يصول ويجول وهو يرتجز :

أبي عقيل فاعرفوا مكاني

من هاشم وهاشم اخواني

كهول صدق سادة القران

هذا حسين شامخ البنيان(٢)

لقد أدلى بنسبه الوضاح فهو نجل عقيل ابن عم رسول اللّه (ص) وانه من السادة الاماجد الذين هم من أروع امثلة الوفاء والنبل والشرف في الأرض ، كما اشاد بالامام الحسين بأنه شامخ البنيان بمثله ومواهبه وقرابته من النبي (ص) وقاتل قتال الأبطال فشد عليه عثمان بن خالد الجهني وبشير بن حوص القايض فقاتلاه(٣) .

محمد بن عقيل :

وكان محمد بن عقيل من الفقهاء ، وقد برز مدافعا عن ريحانة رسول اللّه (ص) واستشهد بين يديه(٤) .

__________________

(١) عبد الرحمن بن عقيل : أمه أمّ ولد ، مقاتل الطالبيين (ص ٩٢)

(٢) الفتوح ٥ / ٢٠٣

(٣) مقاتل الطالبيين (ص ٩٢)

(٤) محمد بن أبي سعيد الأحول بن عقيل ، أمه أمّ ولد ، مقاتل الطالبيين (ص ٩٤).

٢٥٢

عبد اللّه الأكبر :

وبرز عبد اللّه الأكبر(١) فقاتل ، وشد عليه عثمان بن خالد بن أسير الجهني ورجل من همدان فقاتلاه(٢) .

محمد بن أبي سعيد بن عقيل :

وكان محمد بن أبي سعيد بن عقيل متكلما سريع الجواب ، وقد برز الى حومة الحرب واستشهد بين يدي الامام(٣) .

محمد بن مسلم :

وبرز محمد بن مسلم(٤) الى الحرب فشد عليه ابو مرهم الأزدي ولقيط بن اياس الجهني فقاتلاه(٥) .

علي بن عقيل :

وبرز علي بن عقيل فقاتل قتالا شديدا ، واستشهد بين يدي أبي عبد اللّه (ع)(٦) .

__________________

(١) عبد اللّه الأكبر أمه أمّ ولد ، مقاتل الطالبيين (ص ٩٢)

(٢) مقاتل الطالبيين (ص ٩٣)

(٣) مقاتل الطالبيين (ص ٩٤)

(٤) أمه أمّ ولد

(٥) مقاتل الطالبيين (ص ٩٤)

(٦) مقاتل الطالبيين (ص ٩٥)

٢٥٣

لقد ابدى شباب آل عقيل من البطولة والبسالة ما لا يوصف ، وتنافسوا على الشهادة بين يدي الحسين ، وفدوه بأرواحهم.

ابناء الحسن :

وتقدمت الفتية من ابناء الامام الحسن وهم في غضارة العمر وريعان الشهاب فجعلوا يتسابقون الى الموت ليفدون عمهم بأرواحهم ، وهم :

عبد اللّه بن الحسن :

ويكنى أبا بكر ، وأمه أم ولد يقال لها رملة ، وقد برز إلى الحرب فتناهبت جسمه السيوف والرماح وخر صريعا إلى الأرض يتخبط بدمه الزاكي(١) .

القاسم بن الحسن :

وفي طليعة ابناء الامام الحسن القاسم ، وكان فيما وصفه المؤرخون كالقمر في بهائه وجماله ، وكرونق الزهور في زهوه ونضارته ، وقد انعم اللّه عليه وهو في سنه المبكر باشراق العقل وفطنة النفس وعزة الايمان ، وقد غذاه عمه بمواهبه ، وأفرغ عليه اشعة من روحه حتى صار مثلا للكمال وقدوة للايمان.

وكان القاسم يرنو الى عمه ويتطلع إلى محنته ، ويود أن يرد عنه

__________________

(١) حياة الامام الحسن ٢ / ٤٦٢ ، الدر النظيم (ص ١٧٠)

٢٥٤

عوادي الاعداء بدمه ، وكان يقول :

«لا يقتل عمي وأنا أحمل السيف»(١)

ولما رأى وحدة عمه احاطت به الآلام الهائلة ، واندفع يطلب منه الأذن ليجاهد بين يديه فاعتنقه الامام وعيناه تفيضان دموعا ، وأذن له بالجهاد بعد الحاحه ، وانطلق الفتى ببطولة رائعة وهو لا يعرف الخوف ويهزأ من الحياة ، ولم يضف على جسده لامة حرب ، وانما صحب معه سيفه ، والتحم مع الأعداء يضرب الأعناق ، ويحصد الرءوس كأن المنايا كانت طوع أمره يقذف بها من يشاء ، وبينما هو يقاتل اذ انقطع شسع نعله ، فانف سليل النبوة ان تكون احدى رجليه بلا نعل فوقف يشده متحديا تلك الوحوش الكاسرة وغير حافل بها ، واغتنم هذه الفرصة الوغد الخبيث عمرو بن سعد الأزدي ، فقال : واللّه لأشدن عليه ، فانكر عليه ذلك حميد بن مسلم وراح يقول له :

«سبحان اللّه!! وما تريد بذلك؟ يكفيك هؤلاء القوم الذين ما يبقون على أحد منهم».

فلم يعن به ، وشد عليه فضربه بالسيف على رأسه الشريف ، وهوى إلى الارض صريعا كما تهوى النجوم ، ونادى رافعا صوته :

«يا عماه.»

وتقطع قلب الامام ، وهرع نحو ابن أخيه ، فعمد إلى قاتله فضربه بالسيف فاتقاها بساعده فقطعها من المرفق ، وطرحه أرضا ، فحملت خيل اهل الكوفة لاستنقاذه الا انه هلك الاثيم تحت حوافرها وانعطف الامام

__________________

(١) البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان (ص ٢٥) لعماد الدين الأصفهاني من مصورات مكتبة الامام الحكيم.

٢٥٥

نحو ابن أخيه فجعل يقبله والفتى يفحص بيديه ورجليه ، وجعل الامام يخاطبه بذوب روحه قائلا؟

بعدا لقوم قتلوك ، ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك ...

عزّ واللّه على عمك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك فلا ينفعك صوت واللّه هذا يوم كثر واتره ، وقل ناصره»(١) .

وحمل الفتى بين ذراعيه وهو يفحص برجليه كالطير المذبوح(٢) وجاء به فالقاه بجوار ولده علي الأكبر وسائر القتلى من اهل البيت ، وأخذ يطيل النظر إلى تلك الكواكب المشرقة من أهل بيته ، فجعل يدعو على السفكة المجرمين من أعدائه ، ويدعو البقية الباقية من أهل بيته بالخلود الى الصبر قائلا :

«اللهم احصهم عددا ، ولا تغادر منهم أحدا ، ولا تغفر لهم أبدا صبرا يا بني عمومتي ، صبرا يا أهل بيتي لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا ..»(٣) .

لك اللّه يا أبا عبد اللّه على هذه الرزايا والكوارث التي تميد من هولها الجبال ، وتعصف بحلم أي انسان كان.

الحسن بن الامام الحسن :

وقاتل الحسن بن الامام الحسن قتال الأبطال حتى هوى الى الأرض جريحا ، ولما عمد انذال اهل الكوفة الى حز رءوس الشهداء وجدوا به

__________________

(١) الارشاد (ص ٢٦٨) البداية والنهاية ٨ / ١٨٦

(٢) البستان الجامع (ص ٢٥)

(٣) مقتل الخوارزمي ٢ / ٢٨ ، الدر النظيم في مناقب الأئمة (ص ٣٧١)

٢٥٦

رمقا فاستشفع به أسماء بن خارجة الفزاري وكان من اخواله فشفعوه فيه فحمله معه الى الكوفة وعالجه حتى برىء من جرحه ، ثم لحق في يثرب(١) .

عبد اللّه بن الحسن :

كان غلاما له من العمر احدى عشرة سنة ، وقد رأى عمه قد احاطت به الأعداء فهرول إليه فعمدت إليه عمته زينب لتمنعه فامتنع عليها ، وجاء يركض الى عمه فاهوى ابحر بن كعب بالسيف ليضرب الحسين فصاح به الطفل في براءة الأطفال :

«يا ابن الخبيثة أتقتل عمي؟!!»

وعمد ابن الخبيثة الى الطفل فعلاه بالسيف فتلقاه بيده فأطنها إلى الجلد فاذا هي معلقة فصاح الطفل مستغيثا بعمه قائلا : يا عماه ، ووقع في حجر عمه فاعتنقه وجعل يواسيه ، ويصبره على ما نزل به قائلا :

«يا ابن أخي اصبر على ما نزل بك ، واحتسب في ذلك الخير فان اللّه يلحقك بآبائك الصالحين».

وأخذ الامام يدعو على السفكة المجرمين :

«اللهم ان متعتهم إلى حين ففرقهم تفريقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم أبدا فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا»(٢) .

وبينما هو في حجر عمه إذ سدد له الباغي اللئيم حرملة بن كاهل

__________________

(١) حياة الامام الحسن

(٢) تأريخ الطبري ٦ / ٢٥٩

٢٥٧

سهما غادرا فذبحه(١) وحمله الامام فوضعه بين القتلى من أهل بيته ، لقد تجرد اولئك الممسوخون من كل نزعة انسانية فاستباحوا قتل الاطفال الأبرياء الذي كان محرما حتى في العرف الجاهلي.

ابناء عبد اللّه بن جعفر :

وتسابقت الفتية من ابناء عبد اللّه بن جعفر الى الجهاد بين يدي ريحانة رسول اللّه (ص) وهم :

١ ـ عون بن عبد اللّه

وأمه العقيلة زينب بنت الامام امير المؤمنين ، وقد برز إلى ساحة الجهاد فجعل يقاتل قتال الأبطال وهو يرتجز :

إن تنكروني فأنا ابن جعفر

شهيد صدق في الجنان أزهر

يطير فيها بجناح أخضر

كفى بهذا شرفا من معشر(٢)

وقد عرف نفسه بأنه ابن جعفر الشهيد الخالد في الاسلام الذي قطعت يداه في سبيل الدعوة الاسلامية ، فأبدله اللّه بهما جناحين يطير بهما في الفردوس الأعلى حسبما يقول الرسول الأعظم (ص) ويكفى عونا شرفا ومجدا انه حفيد هذا الرجل العظيم.

وجعل يقاتل فحمل عليه عبد اللّه بن قطبة الطائي فقتله(٣) ، وقد رثاه سليمان بن قتة بقوله :

__________________

(١) اللهوف (ص ٦٨)

(٢) الفتوح ٥ / ٢٠٤

(٣) الارشاد (ص ٢٦٨)

٢٥٨

واندبي إن بكيت عونا أخاه

ليس فيما ينوبهم بخذول

فلعمري لقد أصبت ذوي القر

بى فبكى على المصاب الطويل(١)

٢ ـ محمد بن عبد اللّه

وبرز إلى حومة الحرب محمد بن عبد اللّه بن جعفر ، وأمه الخوصاء من بني بكر بن وائل(٢) وجعل يقاتل وهو يرتجز :

نشكو إلى اللّه من العدوان

قتال قوم في الردى عميان

قد بدلوا معالم القرآن

ومحكم التنزيل والتبيان

واظهروا الكفر مع الطغيان(٣)

لقد شكا إلى اللّه بهذا الرجز ما يعاينه أهل البيت (ع) من الظلم والاعتداء من تلك العصابة الباغية التي عميت عن الحق وتردت في الضلال وبدلت احكام القرآن ، واظهرت الكفر والطغيان.

وقاتل الفتى اعنف القتال فحمل عليه عامر بن نهشل التميمي(٤) فضربه بالسيف فهوى جسمه الخضيب على رمضاء كربلا ، ولم يلبث أن لفظ انفاسه الأخيرة وقد رثاه سليمان بن قتة بقوله :

وسمي النبي غودر فيهم

قد علوه بصارم مصقول

فاذا ما بكيت عيني فجودي

بدموع تسيل كل مسيل(٥)

__________________

(١) مقاتل الطالبيين (ص ٩١)

(٢) مقاتل الطالبيين (ص ٩٠)

(٣) الفتوح ٥ / ٢٠٤

(٤) الارشاد (ص ٢٦٨)

(٥) مقاتل الطالبيين (ص ٩٢)

٢٥٩

٣ ـ عبيد اللّه بن جعفر

وعبيد اللّه أمه الخوصاء بنت حفصة ، وقد برز إلى الجهاد فقتل(١) .

اخوة الحسين :

وبعد ما استشهدت الصفوة الطيبة من أهل البيت (ع) ولم يبق مع الامام الحسين (ع) سوى اخوته من أبيه هبوا للجهاد ، ووطنوا نفوسهم على الموت ليفدوا ريحانة رسول اللّه (ص) بنفوسهم ومهجهم.

العباس مع اخوته :

ولما رأى بطل هاشم وفخر عدنان العباس بن الامام امير المؤمنين كثرة القتلى من أهل بيته التفت الى اخوته من أبيه وأمه فقال لهم :

«تقدموا يا بني أمي حتى اراكم نصحتم للّه ولرسوله فانه لا ولد لكم ..»(٢) .

وكشفت هذه الكلمات عن مدى ايمانه العميق ، فهو يطلب من أخواته أن يكونوا قرابين للّه ، ويراهم في جهادهم قد نصحوا للّه ورسوله ولم يلحظ في جهادهم أي اعتبار آخر من النسب وغيره والتفت ابو الفضل الى أخيه عبد اللّه ، وكان اكبر اخوانه سنا فقال له :

__________________

(١) مقاتل الطالبيين (ص ٩٢)

(٢) الارشاد (ص ٢٦٩)

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496