لقد نسب أعداؤنا لديننا كلَّ ما اشتهت أنفسهم أن ينسب اليه ، فجعله بعضهم نظام الرق والاقطاع والطبقات والصدقات والكبت والرجعية والطائفية والرأسمالية ، وفرضه آخرون نظاماً سائراً علي هديً من الاشتراكية والماركسية والغاء الملكية الفردية واذابة الفرد في المجتمع وفرض النظام علي الناس بطريق الدكتاتورية.
وجاء الشباب المسلم فأخذ من هذه النعوت ما شاء له هواه أخذ مصدّقٍ مطمئن ؛ كما يأخذ الطفل بيده جمرة النار ظناً منه بأنها لعبة ومتعة ، من دون التفاتٍ الي حقيقة هذه الجمرة وواقع ما تنطوي عليه من أخطار.
والحقيقة ان الاسلام بعيد عن هذا وذاك كل البعد ، لأنه نظام خاص قائم بنفسه ، واذا التقي هذا النظام ـ مصادفة ـ بشئ مما يدعو اليه نظامٌ ما من نظم العالم اليوم فليس معناه ان الاسلام مثله في كل خطوطه ، أو انه مشتق منه أو متشا كل معه أو منسوب اليه.
فالاسلام إذ يحارب احتكار الرأسمالية يؤيد الملكية الفردية.
وهو إذ يدعم المجتمع كل التدعيم لا يرضي باذابة الفرد في المجتمع.
وهو إذ يحرم القسر والكبت لا يسمح بالحرية المطلقة.
وهو إذ يمنع الاقطاع لا يأذن بتسليم الأرض للدولة وحرمان الفلاح من تملكها.
وهكذا نجد للاسلام في هذه الشؤون وغيرها رأياً خاصاً به لا يتصل بغيره أبداً.
ونظراً لما يترتب علي البحث في هذه المواضيع وأمثالها من توجيه الشباب