الناس - من حضيرة الإسلام لذلك فقد صمتوا عن نص القرآن واكتفوا بمطالبة الخليفة بمخالفة ذلك النص.
وعندي لو أن الخليفة انصاع لما أرادوه وخالف القرآن والسيرة النبوية لما رضى عنه أولئك المتذمرون الحاقدون - بل لاتخذوا (على العكس من ذلك) خروجه على القرآن والسنة وسيلة جديدة من وسائل التأليب عليه.
لقد مر بغا القول أن الإمام سار في سياسته العامة، من الناحية الاقتصادية، على مبدأ المساواة في التقسيم بين بين المسلمين جميعاً بما فيهم الخليفة نفسه وخاصة أهله وذوو قرباه. وقد فعل ذلك كله ليقيم العدل بين الناس.
قال عبد الله ابن عباس: دخلت على على بذى قار (وهو يخصف نعله) فقال لي ما قيمة هذه النمل؟ فقلت لا قيمة لها. فقال والله لهي أحب إلى من إمرتكم إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً.
وذكر الشعبي: (قال دخلت الرحبة بالكوفة - وأنا غلام - فإذا أنا بعلى قائماً على صبرتين مر فضة وذهب - ومعه مخفقة - وهو يطرد الناس بمخفقته ثم يرجع إلى المال فيقسمه حتى لم يبق منه شيء. ثم انصرف ولم يحمل معه إلى بيته قليلا ولا كثيراً.
ورجعت إلى أبى فقلت له: لقد رأيت اليوم خير الناس (أو أحمق الناس).
قال: من هو يا نبي؟ قلت علي بن أبي طالب. رأيته يصنع كذا - فقصصت عليه. فبكى وقال يا بني بل رأيت خير الناس.
وروى محمد بن فضيل عن هارون بن عنترة عن زادان قال انطلقت (مع قنبر غلام علي) فإذا هو يقول: قم يا أمير المؤمنين فقد خبأت لك خبيئة! قال وما هو ريحك؟ قال قم معي.