أنهم رأوا المغيرة وأم جميل (التي لا تربطها بالمغيرة أية رابطة مشروعة) في مكان معين وهما على هيئة الجماع. وقد ذكر كل من أبى بكرة ونافع وشبل أنه رآه - على حد قوله - (يلج فيها ولوج المرود في المكحلة.
أما زياد فقد رأى - على حد زعمه - (مجلساً وسمع نفساً حثيثاً وانتهازاً ورآه رافعاً رجليها، ورأى خصيتيه تردد إلى ما بين فخذيها، ورأى حفزاً شديداً وسمع نفساً عالياً). وكل هذا يدل - دون شك - على أنه ولج فيها (ولوج الميل في المكحلة).
2 - إن مجرد خلوة المغيرة بأم جميل كاف لإدانته بالزنى وذلك لاشتهاره بالفسق والفجور وإعطائه (البدن والفرج سؤلهما) كما قال أحد المؤرخين.
3 - وخلوة أم جميل هي الأخرى من عوامل ثبوت الزنى لاشتهارها به بين الناس آنذاك.
4 - عدم قيام أم جميل أو وليها بما يشبه المطالبة بالشرف ممن اتهمها بأعز شيء لديها، وهو أمر يمجه الذوق العربي الرفيع وتأباه الأخلاق الاجتماعية السليمة.
5 - قول المغيرة لعمر - في معرض الدفاع عن نفسه - بأن أم جميل تشبه زوجته هو الآخر دليل على زناه. ولا ندري كيف عرف المغيرة وجه الشبه بين زوجته وبين أم جميل!! دون أن يرى أم جميل أو يجتمع بها!
(ب) سعى عمر لتبرءة المغيرة من فعله الشنيع. أما الأدلة على ذلك فهي:
1 - طبيعة الأسئلة التي وجهها للشهود.
2 - قوله لأحد الشهود - قبل إدلائه بشهادته -: (إني أرى رجلا لا يخزى الله على لسانه رجلا من المهاجرين.) وهذا يوحى للشاهد - دون شك - رغبة الخليفة في تبرئة المتهم.
(ج) شعور نفسي لدى عمر بعدم براءة المغيرة. وللتدليل على ذلك نذكر مايلي: