نهج البلاغة الجزء ١

نهج البلاغة0%

نهج البلاغة مؤلف:
المحقق: محمّد محيى الدين عبد الحميد
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 250

نهج البلاغة

مؤلف: محمد عبده
المحقق: محمّد محيى الدين عبد الحميد
تصنيف:

الصفحات: 250
المشاهدات: 86705
تحميل: 3980


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 250 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 86705 / تحميل: 3980
الحجم الحجم الحجم

ومدّة تنقطع انقطاع السّير؟! اجعلوا ما افترض اللّه عليكم من طلبكم(1) واسألوه من أداء حقّه ما سألكم ، وأسمعوا دعوة الموت آذانكم قبل أن يدعى بكم. إنّ الزّاهدين فى الدّنيا تبكى قلوبهم وإن ضحكوا ، ويشتدّ حزنهم وإن فرحوا ، ويكنر مقتهم أنفسهم وإن اغتبطوا بما رزقوا(2) قد غاب عن قلوبكم ذكر الآجال ، وحضرتكم كواذب الآمال ، فصارت الدّنيا أملك بكم من الآخرة ، والعاجلة أذهب بكم من الآجلة وإنّما أنتم إخوان على دين اللّه : ما فرّق بينكم إلاّ خبث السّرائر ، وسوء الضّمائر : فلا توازرون ، ولا تناصحون ، ولا تبادلون ، ولا توادّون!! ما بالكم تفرحون باليسير من الدّنيا تملكونه ، ولا يحزنكم الكثير من الآخرة تحرمونه ، ويقلّقكم اليسير من الدّنيا يفوتكم حتّى يتبيّن ذلك فى وجوهكم وقلّة صبركم عمّا زوى منها عنكم(3) ؟؟!! كأنّها دار مقامكم ، وكأنّ متاعها باق عليكم!! وما يمنع أحدكم أن يستقبل أخاه بما يخاف من عيبه إلاّ مخافة أن يستقبله بمثله ، قد تصافيتم على رفض الآجل ، وحبّ العاجل ، وصار دين أحدكم لعقة على لسانه(4)

__________________

(1) مطلوبكم ، أى : اجعلوا الفرائض من مطالبكم التى تسعون إليها ، واسألوا اللّه أن يمنحكم ما سألكم من أداء حقه ، أى : أى يمن عليكم بالتوفيق لأداء حقه

(2) اغتبطوا : غبطهم غيرهم بما آتاهم اللّه من الرزق.

(3) قلة صبركم : عطف على وجوهكم. وزوى : من «زواه» إذا نحاه

(4)عبر باللعقة عن الاقرار باللسان مع ركون القلب إلى مخالفته

٢٢١

صنيع من قد فرغ عن عمله وأحرز رضا سيّده!

112 ـ ومن خطبة له عليه السّلام

الحمد للّه الواصل الحمد بالنّعم ، والنّعم بالشّكر. نحمده على آلائه ، كما نحمده على بلائه ، ونستعينه على هذه النّفوس البطاء عمّا أمرت به(1) السّراع إلى ما نهيت عنه ، ونستغفره ممّا أحاط به علمه وأحصاه كتابه : علم غير قاصر وكتاب غير مغادر(2) . ونؤمن به إيمان من عاين الغيوب ، ووقف على الموعود : إيمانا نفى إخلاصه الشّرك ، ويقينه الشّكّ. ونشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، شهادتين تصعدان القول ، وترفعان العمل : لا يخفّ ميزان توضعان فيه ، ولا يثقل ميزان ترفعان عنه. أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه الّتى هى الزّاد ، وبها المعاد ، زاد مبلّغ ، ومعاد منجح ، دعا إليها أسمع داع ، ووعاها خير واع(3) فأسمع داعيها ، وفاز واعيها عباد اللّه ، إنّ تقوى اللّه حمت أولياء اللّه محارمه(4) ، وألزمت قلوبهم مخافته

__________________

(1) البطاء ـ بالكسر ـ جمع بطيئة ، والسراع : جمع سريعة

(2) غير تارك شيئا إلا أحاط به

(3) وعاها : فهمها وحفظها

(4)حمى الشىء : منعه ، أى : منعتهم الارتكاب محرماته

٢٢٢

حتّى أسهرت لياليهم ، وأظمأت هواجرهم(1) فأخذوا الرّاحة بالنّصب(2) والرّىّ بالظّمأ ، واستقربوا الأجل ، فبادروا العمل ، وكذّبوا الأمل ، فلاحظوا الأجل. ثمّ إنّ الدّنيا دار فناء وعناء ، وغير وعبر : فمن الفناء أنّ الدّهر موتّر قوسه(3) لا تخطىء سهامه ، ولا تؤسى جراحه(4) يرمى الحىّ بالموت والصّحيح بالسّقم ، والنّاجى بالعطب ، آكل لا يشبع ، وشارب لا ينقع(5) ومن العناء أنّ المرء يجمع ما لا يأكل ، ويبنى ما لا يسكن ، ثمّ يخرج إلى اللّه لا مالا حمل ، ولا بناء نقل ، ومن غيرها(6) أنّك ترى المرحوم مغبوطا ، والمغبوط مرحوما ، ليس ذلك إلاّ نعيما زلّ(7) وبؤسا نزل ، ومن عبرها أنّ المرء يشرف على أمله ، فيقطعه حضور أجله ، فلا أمل يدرك ، ولا مؤمّل يترك! فسبحان اللّه!! ما أغرّ سرورها ، وأظمأ ريّها ، وأضحى فيئها(8) ، لا جاء يردّ(9) ولا ماض

__________________

(1) أظمأتها بالصيام

(2) التعب

(3) فمن أسباب الفناء كون الدهر قد أوتر قوسه ليرمى بها أبناءه

(4)تؤسى : تداوى ، من «أسوت الجرح» إذا داويته

(5)لا ينقع ـ كينفع ـ : لا يشتفى من العطش بالشرب

(6)غيرها ـ بكسر ففتح ـ تقلبها ، والمرحوم : الذى ترق له وترحمه لسوء حاله يصبح مغبوطا على ما تجدد له من نعمة

(7) من «زل فلان زليلا وزلولا» اذا مر سريعا ، والمراد انتقل. أو هو الفعل اللازم من «أزل إليه نعمة» أسداها

(8) أضحى كضحا ، ـ كدعا ـ برز للشمس ، والفىء : الظل بعد الزوال ، أو مطلقا

(9) الجائى : يريد به الموت.

٢٢٣

يرتدّ! فسبحان اللّه!! ما أقرب الحىّ من الميّت للحاقه به ، وأبعد الميّت من الحىّ لانقطاعه عنه. إنّه ليس شىء بشرّ من الشّرّ إلاّ عقابه ، وليس شىء بخير من الخير إلاّ ثوابه وكلّ شىء من الدّنيا سماعه أعظم من عيانه ، وكلّ شىء من الآخرة عيانه أعظم من سماعه ، فليكفكم من العيان السّماع ، ومن الغيب الخبر ، واعلموا أنّ ما نقص من الدّنيا وزاد فى الآخرة خير ممّا نقص فى الآخرة وزاد فى الدّنيا ، فكم من منقوص رابح ومزيد خاسر. إنّ الّذى أمرتم به أوسع من الّذى نهيتم عنه ، وما أحلّ لكم أكثر ممّا حرّم عليكم ، فذروا ما قلّ لما كثر ، وما ضاق لما اتّسع ، قد تكفّل لكم بالرّزق ، وأمرتم بالعمل ، فلا يكوننّ المضمون لكم طلبه أولى(1) بكم من المفروض عليكم عمله ، مع أنّه ، واللّه ، لقد اعترض الشّكّ ودخل اليقين(2) حتّى كأنّ الّذى ضمن لكم قد فرض عليكم ، وكأنّ الّذى قد فرض عليكم قد وضع عنكم! فبادروا العمل ، وخافوا بغتة الأجل ، فانّه لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرّزق(3) ما فات من الرّزق رجى غدا زيادته ، وما فات أمس من العمر لم يرج

__________________

(1) طلبه : مبتدأ خبره «أولى» وجملتهما خبر «يكون»

(2) دخل ـ كفرح ـ خالطه فساد الأوهام

(3) الذى يفوت من العمر لا يرجى رجوعه ، بخلاف الذى يفوت من الرزق ، فانه يمكن تعويضه.

٢٢٤

اليوم رجعته. الرّجاء مع الجائى ، واليأس مع الماضى( فَاِتَّقُوا اَللّٰهَ حَقَّ تُقٰاتِهِ وَلاٰ تَمُوتُنَّ إِلاّٰ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )

113 ـ ومن خطبة له عليه السّلام

فى الاستسقاء

اللّهمّ قد انصاحت جبالنا(1) ، واغبرّت أرضنا ، وهامت دوابّنا ، وتحيّرت فى مرابضها ، وعجّت عجيج الثّكالى على أولادها ، وملّت التّردّد فى مراتعها ، والحنين إلى مواردها. اللّهمّ فارحم أنين الآنّة ، وحنين الحانّة. اللّهمّ فارحم حيرتها فى مذاهبها ، وأنينها فى موالجها(2) اللّهمّ خرجنا إليك حين اعتكرت علينا حدابير السّنين ، وأخلفتنا مخايل الجود(3) ، فكنت الرّجاء للمبتئس(4) والبلاغ للملتمس : ندعوك حين قنط الأنام ، ومنع الغمام ، وهلك السّوام(5) أن لا تؤاخذنا بأعمالنا ، ولا تأخذنا بذنوبنا ، وانشر علينا رحمتك بالسّحاب

__________________

(1) انصاحت : جفت أعالى بقولها ، ويبست من الجدب ، وليس من المناسب تفسير «انصاحت» بانشقت إلا أن يراد المبالغة فى الحرارة التى اشتدت لتأخر المطر حتى اتقد باطن الأرض نارا ، وتنفست فى الجبال فانشقت ، وتفسير بقية الألفاظ يأتى فى آخر الدعاء لصاحب الكتاب

(2) مداخلها فى المرابض

(3) مخايل : جمع مخيلة ـ كمصيبة ـ وهى السحابة تظهر كأنها ماطرة ثم لا تمطر والجود ـ بالفتح ـ المطر

(4)الذى مسته البأساء والضراء ، والبلاغ : الكفاية

(5)جمع سائمة : وهى البهيمة الراعية من الابل ونحوها

٢٢٥

المنبعق(1) والرّبيع المغدق(2) والنّبات المونق(3) سحّا وابلا(4) تحيى به ما قد مات ، وتردّ به ما قد فات. اللّهمّ سقيا منك ، محيية ، مروية ، تامّة ، عامّة ، طيّبة ، مباركة ، هنيئة ، مريعة(5) زاكيا نبتها(6) ، ثامرا فرعها ، ناضرا ورقها ، تنعش بها الضّعيف من عبادك ، وتحيى بها الميت من بلادك. اللّهمّ سقيا منك تعشب بها نجادنا(7) وتجرى بها وهادنا ، وتخصب بها جنابنا(8) وتقبل بها ثمارنا ، وتعيش بها مواشينا ، وتندى بها أقاصينا(9) ، وتستعين بها ضواحينا(10) من بركاتك الواسعة ، وعطاياك الجزيلة على بريّتك المرملة(11) ووحشك المهملة ، وأنزل علينا سماء مخضلة(12) مدرارا هاطلة ، يدافع الودق منها الودق(13) ، ويحفز القطر منها القطر(14) غير خلّب برقها(15) ولا جهام

__________________

(1) «انبعق المزن» : انفرج عن المطر كأنما هو حى انشقت بطنه فنزل ما فيها

(2) أغدق المطر : كثر ماؤه

(3) من «آنقنى» : إذا أعجبنى ، أو من «آنقه» : إذا سره وأفرحه

(4)سحا : صبا ، والوابل : الشديد من المطر الضخم القطر

(5)المريعة ـ بفتح الميم ـ : الخصيبة

(6)زاكيا : ناميا ، وثامرا : مثمرا آتيا بالثمر

(7) جمع نجد : وهو ما ارتفع من الأرض ، والوهاد : جمع وهدة ، وهو ما انخفض منها

(8) الجناب : الناحية

(9) القاصية : الناحية أيضا ، أو هى بمعنى البعيدة عنا من أطراف بلادنا ، فى مقابلة «جنابنا»

(10) ضاحية المال : التى تشرب ضحى ، والضواحى : جمعها

(11) بصيغة الفاعل : الفقيرة

(12) مخضلة : من «أخضله» إذا بله

(13) الودق : المطر

(14)يحفز : يدفع

(15)البرق الخلب : ما يطمعك فى المطر ولا مطر معه

٢٢٦

عارضها(1) ولا قزع ربابها ،(2) ولا شفّان ذهابها(3) حتّى يخصب لإمراعها المجدبون ، ويحيا ببركتها المسنتون(4) فإنّك تنزل الغيث بعد ما قنطوا ، وتنشر رحمتك وأنت الولىّ الحميد قال الشريف : قوله عليه السّلام «انصاحت جبالنا» أى : تشققت من المحول ، يقال : انصاح الثوب ، إذا انشق. ويقال أيضا : انصاح النبت وصاح وصوّح إذا جفّ ويبس. وقوله «وهامت دوابنا» أى : عطشت ، والهيام : العطش وقوله «حدابير السنين» جمع حدبار : وهى الناقة التى أنضاها السير فشبه بها السنة التى فشا فيها الجدب ، قال ذو الرمة : ـ حدابير ما تنفكّ إلاّ مناخة على الحسف أو نرمى بها بلدا قفرا

وقوله «ولا قزع ربابها» : القزع : القطع الصغار المتفرقة من السحاب ، وقوله «ولا شفان ذهابها» فإن تقديره : ولا ذات شفان ذهابها ، والشفان : الريح الباردة ، والذهاب : الأمطار اللينة ، فحذف «ذات» لعلم السامع به

114 ـ و من خطبة له عليه السّلام

أرسله داعيا إلى الحقّ ، وشاهدا على الخلق ، فبلّغ رسالات ربّه ، غير وان

__________________

(1) الجهام ـ بالفتح ـ : السحاب الذى لا مظر فيه ، والعارض : ما يعرض فى الأفق من السحاب.

(2) الرباب : السحاب الأبيض

(3) جمع ذهبة ـ بكسر الذال ـ : المطرة القليلة ، وهو المراد باللينة فى تفسير صاحب الكتاب المقحطون

(4)

٢٢٧

ولا مقصّر(1) ، وجاهد فى اللّه أعداءه غير واهن ولا معذر(2) ، إمام من اتّقى وبصر من اهتدى

منها : لو تعلمون ما أعلم ممّا طوى عنكم غيبه إذا لخرجتم إلى الصّعدات(3) تبكون على أعمالكم ، وتلتدمون على أنفسكم(4) ، ولتركتم أموالكم لا حارس لها ، ولا خالف عليها(5) ولهمّت كلّ امرىء نفسه(6) لا يلتفت إلى غيرها ، ولكنّكم نسيتم ما ذكّرتم ، وأمنتم ما حذّرتم ، فتاه عنكم رأيكم(7) ، وتشتّت عليكم أمركم ، ولوددت أنّ اللّه فرّق بينى وبينكم ،

__________________

(1) وان : متباطىء متثاقل ، وتقول : ونى فى الأمر ونى وونيا ـ من بابى تعب ووعد ـ إذا ضعف وفتر ، فهو وان ، وفى التنزيل : «وَلاٰ تَنِيٰا فِي ذِكْرِي »

(2) واهن : ضعيف ، وتقول : وهن وهنا ـ من باب وعد ـ إذا ضعف فهو واهن : فى الأمر والعمل والبدن ، وتقول : وهنته ، إذا أضعفته يتعدى ويلزم ، والأجود تعديته بالهمزة ، ووهن يهن ـ بالكسر فيهما ـ لغة ، وجاء مصدره بالتحريك ، والمعذر : من يعتذر ولا يثبت له عذر.

(3) الصعدات ـ بضمتين ـ : جمع صعيد بمعنى الطريق ، والصعيد : التراب ، ويقال : هو وجه الأرض. ويجمع على صعد وصعدات ، مثل طريق وطرق وطرقات أى : لتركتم منازلكم وهممتم فى الطرق من شدة الخوف

(4)الالتدام : ضرب النساء صدورهن أو وجوههن للنياحة

(5)الخالف : من تتركه فى أهلك ومالك إذا خرجت لسفر أو حرب

(6)همته : حزنته وشغلته ، ويروى «ولأهمت كل امرىء ـ الخ» وهو أفصح من الرواية المذكورة ، نقول : أهمنى الأمر ، أى : أحزننى

(7) تقول : تاه عن فلان رأيه ، أى : عزب ، وغاب ، وضل

٢٢٨

وألحقنى بمن هو أحقّ بى منكم : قوم ، واللّه ، ميامين الرّأى(1) مراجيح الحلم مقاويل بالحقّ ، متاريك للبغى ، مضوا قدما(2) على الطّريقة ، وأوجفوا على المحجّة(3) فظفروا بالعقبى الدّائمة ، والكرامة الباردة(4) أما واللّه ليسلّطنّ عليكم غلام ثقيف الذّيّال الميّال(5) : يأكل خضرتكم ، ويذيب شحمتكم إيه أبا وذحة! قال الشريف : أقول : الوذحة : الخنفساء ، وهذا القول يومىء به إلى الحجاج ، وله مع الوذحة حديث(6) ليس هذا موضوع ذكره

__________________

(1) ميامين : جمع ميمون ، وهو المبارك ، و «مراجيح» : أى : حلماء من «رجح» إذا ثقل ومال بغيره ، والمراد الرزانة ، أى : رزناء الحلم ـ بكسر الحاء ـ وهو العقل ، ومقاويل : جمع مقوال ، وهو من يحسن القول ، ومتاريك : جمع متراك ، وهو المبالغ فى الترك

(2) القدم ـ بضمتين ـ : المضى إلى أمام ، أى : سابقين

(3) الوجيف : ضرب من سير الخيل والابل ، وأوجف خيله : سيرها بهذا النوع ، أى : أسرعوا على الطريق المستقيمة

(4)من قولهم : «عيش بارد» أى : هنىء ويقال «غنيمة باردة ، وكرامة باردة» إذا كانت قد أخذت بغير حرب ولا عسف ، وذلك ان المأخوذ بالحرب حار فى المعنى ، لما يلاقيه كاسبه من العناء فى تحصيله.

(5)الذيال : الطويل القد ، الطويل الذيل ، المتبختر فى مشيته ، وأصله من «ذال» إذا تبختر وجر ذيله على الأرض تيها وعجبا ، وجر الذيول من أعمال المتكبرين ، و «الميال» : الجائر الظالم العادل عن طريق الحق والعدل ، و «يأكل خضرتكم» يستأصل أموالكم ، و «يذيب شحمتكم» مثله ، وكلتا الجملتين استعارة ...

(6)قالوا : إن الحجاج رأى خنفساء تدب إلى مصلاه فطردها ، فعادت ، ثم طردها فعادت ، فأخذها بيده فلسعته ، فورمت يده ، وأخذته حمى من اللسعة فأهلكته ، قتله اللّه بأضعف مخلوقاته وأهونها ، وأصل الوذح : ما يتعلق بأذناب الشاة من أبعارها فيجف ، وسميت الخنفساء وذحة على التشبيه بالبعرة

٢٢٩

115 ـ و من كلام له عليه السّلام

فلا أموال بذلتموها للّذى رزقها ، ولا أنفس خاطرتم بها للّذى خلقها ، تكرمون باللّه على عباده(1) ، ولا تكرمون اللّه فى عباده ، فاعتبروا بنزولكم منازل من كان قبلكم ، وانقطاعكم عن أوصل إخوانكم

116 ـ و من كلام له عليه السّلام

أنتم الأنصار على الحقّ ، والاخوان فى الدّين ، والجنن يوم البأس(2) والبطانة دون النّاس(3) بكم أضرب المدبر ، وأرجو طاعة المقبل(4) فأعينونى بمناصحة خليّة من الغشّ ، سليمة من الرّيب ، فو اللّه إنّى لأولى النّاس. بالنّاس

117 ـ ومن كلام له عليه السّلام

وقد جمع الناس وحضهم على الجهاد فسكتوا مليا(5)

فقال عليه السّلام : أمخرسون أنتم؟ فقال قوم منهم : يا أمير المؤمنين ، إن سرت سرنا معك ، فقال عليه السّلام :

__________________

(1) كرم الشىء ـ كحسن يحسن ـ أى : عز ونفس ، أى : إنكم تصيرون أعزاء بنسبتكم للايمان باللّه ، ثم لا تبجلون اللّه ولا تعظمونه بالاحسان إلى عباده.

(2) الجنن ـ بضم ففتح ـ : جمع جنة ـ بالضم ـ وهى الوقاية ، والبأس : الشدة

(3) بطانة الرجل : خواصه ، وأصحاب سره

(4)أما ضربه بهم المدبر فظاهر ، وأما رجاء طاعة المقبل فلأن من ينضوى إليه من المخالفين إذا رأى ما عليه شيعته وبطانته من الأخلاق الحميدة والسيرة الحسنة أطاعه بقلبه باطنا ، بعد أن كان انضواؤه إليه على الظاهر

(5)قال بعضهم : إن أمير المؤمنين قال هذا الكلام عند ما كان يغير أهل الشام على أطراف أعماله بعد واقعة صفين ، وقوله «سكتوا مليا» أى : ساعة طويلة ، وتقول : مضى ملى من النهار ، وفى التنزيل. «وَاُهْجُرْنِي مَلِيًّا » وكذلك تقول : أقمت عند فلان ملاوة من الدهر ـ والميم مثلثة ـ أى : حينا وبرهة

٢٣٠

ما بالكم لا سدّدتم لرشد(1) ولا هديتم لقصد؟ أفى مثل هذا ينبغى أن أخرج؟! إنّما يخرج فى مثل هذا رجل ممّن أرضاه من شجعانكم وذوى بأسكم ، ولا ينبغى لى أن أدع المصر ، والجند ، وبيت المال ، وجباية الأرض والقضاء بين المسلمين ، والنّظر فى حقوق المطالبين ، ثمّ أخرج فى كتيبة أتّبع أخرى أتقلقل تقلقل القدح فى الجفير الفارغ(2) . وإنّما أنا قطب الرّحى : تدور علىّ وأنا بمكانى ، فإذا فارقتها استحار(3) مدارها ، واضطرب ثفالها(4) هذا ـ لعمر اللّه ـ الرّأى السّوء!! واللّه لو لا رجائى الشّهادة عند لقائى العدوّ لو قد حمّ لى لقاؤه(5) ، لقرّبت ركابى(6) ثمّ شخصت عنكم فلا أطلبكم ما اختلف جنوب وشمال. إنّه لا غناء فى كثرة عددكم(7) مع قلّة اجتماع

__________________

(1) سدده : وفقه للسداد.

(2) القدح ـ بالكسر ـ : السهم قبل أن يراش وينصل ، والجفير : الكنانة توضع فيها السهام ، وقيل : الحفير وعاء للسهام أوسع من الكنانة ، وإنما خص القدح لأنه يكون أشد قلقلة من السهم المراش ، حيث إن حد الريش قد يمنعه من القلقة أو يخففها

(3) استحار : تردد ، واضطرب

(4)الثفال ـ كغراب ، وكتاب ـ : الحجر الأسفل من الرحى ، وككتاب : ما وقيت به الرحى من الأرض ، وهو جلد يبسط ثم توضع الرحى فوقه ويطحن ، ليسقط عليه الدقيق

(5)حم : قدر

(6)حزمت إبلى وأحضرتها للركوب «وشخصت» أى : بعدت عنكم ، وتخليت عن أمر الخلافة

(7) الغناء ـ بالفتح والمد ـ : النفع

٢٣١

قلوبكم. لقد حملتكم على الطّريق الواضح الّتى لا يهلك عليها إلاّ هالك(1) من استقام فإلى الجنّة ، ومن زلّ فإلى النّار

118 ـ ومن كلام له عليه السّلام

تاللّه لقد علمت تبليغ الرّسالات ، وإتمام العدات(2) وتمام الكلمات ، وعندنا أهل البيت أبواب الحكم ، وضياء الأمر ، ألا وإنّ شرائع الدّين واحدة ، وسبله قاصدة(3) من أخذ بها لحق وغنم ، ومن وقف عنها ضلّ وندم اعملوا ليوم تذخر له الذّخائر ، وتبلى فيه السّرائر ، ومن لا ينفعه حاضر لبّه فعازبه عنه أعجز(4) وغائبه أعوز(5) واتّقوا نارا حرّها شديد ، وقعرها بعيد ، وحليتها حديد ، وشرابها صديد(6)

__________________

(1) الذى حتم هلاكه لتمكن الفساد من طبعه وجبلته ، وإنما قال «الطريق الواضح» فذكر الطريق ، ثم قال «لا يهلك عليها» فأنث ، لأنه يذكر ويؤنث

(2) جمع عدة ـ بكسر العين ـ وهى الوعد ، وقوله «لقد علمت» يروى الفعل مبنيا للمعلوم مخفف الحشو ، ويروى مبنيا للمجهول مشدد اللام ، والرواية الثانية أصح وأوفق ، وإتمام العدات : إنجازها والوفاء بها

(3) مستقيمة ، أو قريبة سهلة ، يقال : بيننا وبين الماء ليلة قاصدة

(4)عازبه : غائبه ، أى : من لم ينتفع بعقله الموهوب له الحاضر فى نفسه ، فأولى به أن لا ينتفع بعقل غيره الذى هو غائب عن نفسه ، أى : ليس من صفاتها ، بل من صفات الغير ، والمراد أن من لم يكن له من نفسه ومن ذاته واعظ وزاجر يردعه عن فعل القبيح وإتيان ما يلحقه العار بسببه ، فبعيد أن يرتدع بعظة غيره ، أو ينزجر بزجره ، كما قيل : من لم يكن له من نفسه واعظ ، لم تنفعه المواعظ

(5)عوز الشىء ـ كفرح ـ أى : لم يوجد

(6)الصديد : ماء الجرح الرقيق والحميم

٢٣٢

ألا وإنّ اللّسان الصّالح ، يجعله اللّه للمرء فى النّاس ، خير له من المال يورثه من لا يحمده(1)

119 ـ ومن كلام له عليه السّلام

وقد قام إليه رجل من أصحابه فقال : نهيتنا عن الحكومة ثم أسرتنا بها ، فلم ندر أى الأمرين(2) أرشد؟ فصفق عليه السّلام إحدى يديه على الأخرى ثم قال : هذا جزاء من ترك العقدة(3) ! أما واللّه لو أنّى حين أمرتكم بما أمرتكم به حملتكم على المكروه الّذى يجعل اللّه فيه خيرا : فإن استقمتم هديتكم ، وإن اعوججتم قوّمتكم ، وإن أبيتم تداركتكم ، لكانت الوثقى ، ولكن بمن؟ وإلى من؟ أريد أن أداوى بكم وأنتم دائى ، كناقش الشّوكة بالشّوكة ، وهو يعلم أنّ ضلعها معها(4)

__________________

(1) اللسان الصالح : الذكر الحسن

(2) هذه إحدى شبه الذين خرجوا على الامام رضى اللّه عنه ، يريدون بذلك أن يحكموا بأنه مخطىء لا محالة ، لأنه قد نهاهم أول الأمر عن الحكومة ثم أمرهم بها وسوغها : فان كانت الحكومة مصلحة فقد أخطأ فى بادىء الأمر حين نهاهم عنها ، وإن كانت الأخرى فقد أخطأ حين رجع عن رأيه الأول وجوزها. وهذا كلام من لا يعرف الحق ولا يذعن له إن ظهر ، فان لامام المؤمنين أن يأمرهم بما يغلب على ظنه أنه مصلحة ، ولا يمنعه ذلك من أن يغير أمره لمصلحة تظهر بعد خفاء

(3) ما حصل عليه التعاقد من حرب الخارجين عن البيعة ، حتى يكون الظفر أو الهزيمة.

(4)الضلع ـ بتسكين اللام ـ الميل ، وأصل المثل : «لا تنقش

٢٣٣

اللّهمّ قد ملّت أطبّاء هذا الدّاء الدّوىّ(1) وكلّت النّزعة بأشطان الرّكىّ(2) أين القوم الّذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه؟ وقرأوا القرآن فأحكموه ، وهيّجوا إلى القتال فولهوا وله اللّقاح إلى أولادها(3) وسلبوا السّيوف أغمادها وأخذوا بأطراف الأرض زحفا زحفا وصفّا صفّا؟ بعض هلك وبعض نجا! لا يبشّرون بالأحياء(4) ولا يعزّون بالموتى ، مره العيون من البكاء(5) خمص البطون(6) من الصّيام ، ذبّل الشّفاه من الدّعاء(7) صفر الألوان من السّهر ، على وجوههم غبرة الخاشعين ، أولئك إخوانى الذّاهبون ، فحقّ لنا أن نظمأ

__________________

الشوكة بالشوكة فان ضلعها معها» يضرب للرجل يخاصم آخر ، ويستعين عليه بمن هو من قرابته ، أو أهل مشربه ، ونقش الشوكة : إخراجها من العضو تدخل فيه ومعنى المثل : لا تستخرج الشوكة الناشبة فى رجلك بشوكة مثلها ، فان إحداهما فى القوة والضعف كالأخرى : فكما أن الأولى انكسرت لما وطئتها فدخلت فى لحمك ، فالثانية إذا حاولت استخراج الأولى بها تنكسر وتلج فى لحمك

(1) الدوى ـ بفتح فكسر ـ المؤلم الشديد

(2) كلت : ضعفت ، والنزعة : جمع نازع ، وهو الذى يستقى الماء ، والأشطان : جمع شطن ، وهو الحبل ، والركى : جمع ركية ، وهى البئر ، أى : ضعفت قوة النازعين لمياه المعونة من آبار هذه الهمم الغائضة الغائرة

(3) اللقاح : جمع لقوح ، وهى الناقة ، و «ولهها إلى أولادها» فزعها إليها إذا فارقتها

(4)إذا قيل لهم : نجا فلان فبقى حيا لا يفرحون ، لأن أفضل الحياة عندهم الموت فى سبيل الحق ، ولا يحزنون إذا قيل لهم : مات فلان ، فان الموت عندهم حياة السعادة الأبدية

(5)مره ـ بضم فسكون ـ جمع أمره ، من «مرهت عينه» إذا فسدت ، أو ابيضت حماليقها

(6)خمص البطون : ضوامرها

(7) ذبلت شفته : جفت ويبست لذهاب الريق

٢٣٤

إليهم ، ونعضّ الأيدى على فراقهم. إنّ الشّيطان يسنّى لكم طرقه(1) ويريد أن يحلّ دينكم عقدة عقدة ، ويعطيكم بالجماعة الفرقة(2) فاصدفوا عن نزغاته ونفثاته(3) واقبلوا النّصيحة ممّن أهداها إليكم ، واعقلوها على أنفسكم(4)

__________________

(1) يسنى : يسهل

(2) يعطيكم الفرقة بدل الجماعة ، كأنه يبيعهم الثانية بالأولى

(3) فاصدفوا : أى فأعرضوا عن وساوسه

(4)اعقلوها : احبسوها على أنفسكم لا تتركوها فتضيع منكم

تم الجزء الأول من كتاب «نهج البلاغة» ويليه ـ إن شاء اللّه ـ

الجزء الثانى ، أعان اللّه على إكماله بمنه وفضله

٢٣٥

فهرست الجزء الأول من «نهج البلاغة»

وهو النصف الأول من مختار خطب أمير المؤمنين

علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، وكلامه الذي يجري مجرى الخطب

1

خطبة جامع الكتاب «الشريف الرضى»

37

من خطبة له في ذم قوم باتباع الشيطان

6

باب المختار من خطب أمير المؤمنين وما يجرى مجراها

38

من كلام له في دعوى الزبير أنه لم يبايع بقبله ومن كلام له في أنهم أو عدوا وهو لا يوعد حتى يوقع

7

من خطبة له في ابتداء خلق السموات والأرض وخلق آدم ، وفيها تمجيد الله وبيان قدرته

39

كلام في وصيته لابنه بالثبات والحذق في الحرب ومن كلام في أن له محبين في كمين الرمان ومن كلام له في أن له محبين في كمين الرمان ومن كلام له في ذم أهل البصرة

13

صفة خلق آدم عليه السلام

40

ومن كلام له فيما رد على المسلمين من قطائع عثمان كلام له لما بويع بالمدينة فيه إنباء بما يكون من أمر الناس ، وكلام في الوصية بلزوم الوسط

21

منها في ذكر الحج وحكمته

47

كلام يصف به من يتصدى للحكم بين الناس وليس لذلك بأهل

٢٣٦

22

خطبة بعد انصرافه من صفين بين فيها حال الناس قبل بعثة النبي ، وتنتهي بمزايا آل البيت ، ومساوي قوم آخرين

25

الخطبة الشقشقيه ، وفيها تألمه من جور الفاتنين في خلافته ، وحكاية حاله مع سبقة

33

من خطبة في هدايته الناس وكمال يقينه

35

من خطبة في النهى عن الفتنة

36

من كلام له في أنه لايخدع

٢٣٧

50

كلام يذم به اختلاف العلماء في الفتيا

73

ومن خطبة له في ذم الدهر وأهله

51

ومن كلام له أجاب به الأشعث ابن قيس

76

من خطبة له في حال الناس قبل البعثة وبعدها وتعديد أعماله ، عند خروجه لقتال أهل البصرة

53

كلام به في تعظيم مابعد الموت ، وحث على العبرة

78

ومن خطبة له في استنفار. الناس لأهل الشام

55

من خطبة له فيمن لتهموه بقتل عثمان رضى الله عنه

80

من خطبة له في لوم الناس بعد التحكيم

56

من خطبة في النهى عن التحاسد والوصية بالقرابة والعشيرة

82

من خطبة له في تخويف أهل النهروان

58

خطبة في الحث على قتال الخارجين

84

ومن كلام له في ثباته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

59

ومن خطبة في الضجر على من تثاقل أصحابه وبيان أن الباطل قد يعلو بالاتحاد والحق يضيع بالاختلاف

85

من خطبة له في معنى الشبهة

62

من خطبة في حالهم قبل البعثة وشكواه من انفراد بعدها وذمه لمن بايع بشرط

86

ومن خطبة في ذم المتقعادين عن القتال

٢٣٨

63

ومن خطبة له في الحث على الجهاد وذم القاعدين

87

كلام في الخوارج يبين فيه أن لابد للناس من أمير

66

من خطبة له في إدبار الدنيا ، وإقبال الآخرة ، وألحت على التزود لها

88

ومن خطبة في الوفاء من كلام في اتباع الهوى وفي إدبار الدنيا

69

من خطبة في ذم المتخاذلين

89

ومن كلام في الاناة بالحرب مع لزوم الاستعداد

71

ومن خطبة في معنى قتل عثمان رضي الله عنه

90

من كلام في هروب مصقلة بن هبيرة إلى معاوية

72

من كلام في وصف طلحة والزبير واستعطافهما

91

ومن خطبة في تعظيم الله وتصغير الدنيا

92

ومن كلام له تضرعه إلى الله عند الذهاب الحرب

٢٣٩

ومن كلام له في ذكر الكوفة

112

من كلام له في الاحتجاج على الأنصار

93

ومن خطبة له في تمجيد الله

113

من كلام له عند ماقتل محمد بن أبي بكر

95

من كلام له يذكر فيه كيف تكون الفتن

113

من كلام له في توبيخ أصحابه

96

ومن خطبة في التحريض ومن خطبة في الدنيا

114

وقال في سحرة اليوم الذي ضرب فيه

98

من كلام له في ذكر الأضحية يوم النحر

115

ومن خطبة له ذم أهل العراق

99

من كلام في تزاحم الناس لبيعته ثم اختلاف بعضهم عليه ومن كلام استهانته بالموت لكنه يحب السلم

116

من خطبة له يعلم الناس فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله

100

من كلام في وصف حربهم على عهد النبي صلى الله عليه وآله

120

كلام قاله في مروان عند ما أسره في يوم الجمل وأطلقه يصف غدره ومن كلام له ما عزموا على بيعة عثمان

101

ومن كلام يخبر به عمن يأمر بسبه

121

ومن كلام له فيمن اتهموه بالمشاركة في دم عثمان

102

من كلام له مع الخوارج

122

ومن خطبة في الوعظ

103

قال لما اعزم على حرب الخوارج

123

ومن كلام له في حال بني أمية ، ومن كلمات كان يدعو بها

٢٤٠