الأسرار الفاطميّة

الأسرار الفاطميّة0%

الأسرار الفاطميّة مؤلف:
تصنيف: السيدة الزهراء سلام الله عليها
ISBN: 1420
الصفحات: 534

الأسرار الفاطميّة

مؤلف: الشيخ محمد فاضل المسعودي
تصنيف:

ISBN: 1420
الصفحات: 534
المشاهدات: 128466
تحميل: 6815

توضيحات:

الأسرار الفاطميّة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 534 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 128466 / تحميل: 6815
الحجم الحجم الحجم
الأسرار الفاطميّة

الأسرار الفاطميّة

مؤلف:
ISBN: 1420
العربية

بمثقال ذرَّة من خردل من بغض أحدهم إلاّ أدخلته ناري ولا أبالي.

يا آدم ، هؤلاء صفوتي من خلقي ، بهم أُنجيهم وبهم أهلكهم ، فإذا كان لك إليَّ حاجة فبهؤلاء توسَّل. فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : نحن سفينة النجاة ، من تعلَّق بها نجا ، ومن حاد عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت(1) .

في بدء خلقتها

* عن النبّيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إنّ الله خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدمعليه‌السلام ، حين لا سماء مبنيَّة ، ولا أرض مدحيَّة ، ولا ظلمة ولا نور ، ولا شمس ولا قمر ، ولا جنّة ولا نار. فقال العبّاس : فكيف بدء خلقكم يا رسول الله ؟ فقال : يا عمِّ : لمّا أراد الله أن يخلقنا تكلَّم بكلمة خلق منها نوراً ، ثمَّ تكلَّم بكلمة أخرىٰ فخلق منها روحاً ، ثمَّ مزج النور بالروح فخلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين ، فكنّا نسبِّحه حين لا تسبيح ، ونقدِّسه حين لا تقديس ، فلما أراد الله تعالى أن ينشئ خلقه فتق نوري فخلق منه العرش فالعرش من نوري ، ونوري من نور الله ، ونوري أفضل من العرش ، ثمّ فتق نور أخي عليٍّ فخلق منه الملائكة ، فالملائكة من نور عليٍّ ، ونور عليٍّ من نور الله ، وعلي أفضل من الملائكة ، ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض ، فالسموات والأرض من نور ابنتي فاطمة ، ونور ابنتي فاطمة من نور الله ، وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض. ثمَّ فتق نور ولدي الحسن ، ونور الحسن من نور الله ، والحسن أفضل من الشمس والقمر. ثمَّ فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنَّة والحور العين ، فالجنّة والحور العين من نور ولدي الحسين ، ونور ولدي الحسين من نور الله ، وولدي الحسين أفضل من الجنّة والحور العين(2) .

__________________

(1) فرائد السمطين : 1 / 36.

(2) بحار الانوار : 15 / 10.

١٦١

في عرض ولايتها على الأشياء

* في حديث الإسراء : يا محمَّد ! إنِّي خلقتك وخلقت عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين من نوري ، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض ، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان عندي من الضالّين « الظالمين خ ل ». يا محمَّد ! لو أنَّ عبداً من عبيدي عبدني حتَّى ينقطع ، أو يصير كالشنِّ البالي ، ثمَّ أتاني جاحداً لولا يتكم ما غفرت له حتى يقرَّ بولايتكم.

يا محمَّد : أتحبُّ أن تراهم ؟ قلت : نعم ، يا ربِّ ! قال : التفت ، فالتفتُّ عن يمين العرش ، فإذا أنا باسمي وباسم عليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ ومحمَّد وجعفر وموسى وعليّ والحسن ، والمهديّ في وسطهم كأنَّه كوكب درّيٌّ ، فقال : يا محمَّد ! هؤلاء حججي على خلقي ، وهذا القائم من ولدك بالسيف والمنتقم من أعدائك(1) .

في سبق دخولها الجنّة

* عن عليّعليه‌السلام عن النيّيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ أوَّل من يدخل الجنّة أنا وأنت وفاطمة والحسن والحسين. قال عليٌّ : فمحبُّونا ؟ قال : من ورائكم(2) .

في كونها في حظيرة القدس

* وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنَّ فاطمة وعليّاً والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبَّة بيضاء ، سقفها عرش الرحمن(3) .

__________________

(1) تأويل الآيات : 1 / 98.

(2) مسند فاطمة الزهراءعليها‌السلام للسيوطيّ : 45 ، 46.

(3) مسند فاطمة الزهراءعليها‌السلام : للسيوطي : 45 ، 46.

١٦٢

في جواز دخولهاعليها‌السلام مسجد النبي

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألا لا يحلُّ المسجد لجنب ولا حائض إلاّ لرسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام (1) .

في سكونتها معهم في الجنّة

* عن النبّيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : في الجنَّة درجة تدعى الوسيلة ، فإذا سألتم الله فاسألوا لي الوسيلة. قالوا : يا رسول الله ! من يسكن معك فيها ؟ قال : عليُّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام (2) .

في كونهاركناً لعليّ عليهم‌السلام

* عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إنه قال لعليِّ بن أبي طالبعليه‌السلام : سلام عليك يا أبا الريحانتين ، فعن قليل يذهب ركناك ، والله خليفتي عليك. فلمّا قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال عليُّعليه‌السلام : هذا أحد الركنين ، فلمّا ماتت فاطمةعليها‌السلام قال : هذا الركن الآخر(3) .

أقول : ينبغي إمعان النظر في معنىٰ الركنيّة ، فأيّ معنى تصوِّر لركنيِّةصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام فهو ثابت لفاطمة الزهراءعليها‌السلام ، ولعمري هذا مقام شامخ لم ينله أحد إلاّ هي ، وهو من مختصّاتهاعليها‌السلام .

__________________

(1) تأويل الآيات : 1 / 98.

(2) المصدر السابق : 69.

(3) ذخائر العقبي : 56.

١٦٣

في إصابة نور الله لها

* عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: لمّا خلق الله الجنَّة خلقها من نور وجهه ، ثمَّ أخذ ذلك النور فقذفه فأصابني ثلث النور ، وأصاب فاطمة ثلث النور ، وأصاب عليّاً وأهل بيته ثلث النور. فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله (1) ، ومن لم يصبه من ذلك النور ضلّ عن ولاية آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله .

أقول : التدبُّر في هذا الحديث يعطي جلالة شأنها وعلوَّ درجاتهاعليها‌السلام ، إذ جعلها الله ـ تعالى شأنه ـ في النور قسيم أبيها وبعلها وبنيهاعليهم‌السلام ، بل هي أكبر حظّاً منهم. وهذا لعمري شأوٌ لا تنالها أيدي المتناولين ، وبحر لا يدرك قعرها غوص المتعمِّقين.

في كونها خير خلق الله تعالى ٰ

* عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث طويل : على ساق العرش مكتوب : لا إله إلاِّ الله ، محمّد رسول الله ، وعلي وفاطمة والحسن والحسين خير خلق الله(2) .

في اختيار الله تعالىٰ ايّاها على النساء

* قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّعليه‌السلام : إنَّ الله عزّ وجلّ أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين ، ثمَّ اطَّلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثمَّ اطلع الثالثة فاختار الأئمَّة من ولدك على رجال العالمين ، ثمَّ اطَّلع الرابعة فاختار فاطمة على نساءِ العالمين(3) .

* قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنَّة مكتوباً : لا

__________________

(1) البحار : 43 / 44.

(2) بحر المعارف : للمولى عبد الصمد الهمداني : 428.

(3) زين الفتى : للحافظ العاصميّ ، كما في « فاطمة الزهراء » للعلاّمة الأميني ص 43.

١٦٤

إله إلاَّ الله ، محمَّد رسول الله ، عليٌّ حبيب الله ، والحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة خيرة الله ، على باغضهم لعنة الله(1) .

في وجوب إطاعتها على الكائنات

* عن أبي جعفرعليه‌السلام في حديث طويل : ولقد كانتعليها‌السلام مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجنِّ والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة ـ الحديث(2) .

* عن محمَّد بن سنان قال : كنت عند أبي جعفر الثانيعليه‌السلام فأجريت اختلاف الشيعة ، فقال : يا محمَّد إنَّ الله تبارك وتعالى لم يزل متفرِّداً بوحدانيَّته ، ثمَّ خلق محمَّداً وعليّاً وفاطمة ، فمكثوا ألف دهر ، ثُمَّ خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها ، وأجرى طاعتهم عليها ، وفوّض أمورها إليهم ، فهم يحلّوُن ما يشاؤون ، ويحرِّمون ما يشاؤون ، ولن يشاؤوا إلاّ أن يشاء الله تبارك وتعالى. ثُمَّ قال : يا محمَّد ، هذه الديانة التي من تقدَّمها مرق(3) ، ومن تخلَّف عنها محق ، من لزمها لحق ، خذها إليك يا محمَّد(4) .

قال العلامة المجلسيُّ في شرح هذا الحديث : « فأشهدهم خلقها » ، أي خلقها بحضرتهم وهم يطّلعون على أطوار الخلق وأسراره. « وأجرى طاعتهم عليها » أي أوجب على جميع الأشياء طاعتهم حتّى الجمادات والسماويّات والأرضيات. « وفوّض أمورها إليهم » من التحليل والتحريم والعطاء والمنع ، وإن كان ظاهره تفويض تدبيرها إليهم من الحركات والسكنات والأرزاق والأعمار وأشباهها(5) .

* عن أبي سعيد الخدريِّ قال : كنّا جلوساً عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا قبل إليه رجل فقال : يا رسول الله أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ لإبليس : « أستكبرت أم كنت من

__________________

(1) تاريخ بغداد : 1 / 259.

(2) دلائل الإمامة : للطبريّ ، ص 28.

(3) مرق من الدين : خرج منه بضلالة أو بدعة.

(4) بحار الانوار : 15 / 19.

(5) مرآة العقول : 5 / 190 ـ 192.

١٦٥

العالمين »(1) ، من هم يا رسول الله الّذين هم أعلى من الملائكة المقرَّبين ؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا وعليُّ وفاطمة والحسن والحسين ، كنّا في سرادق العرش نسبِّح الله فسبَّحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عزّ وجلّ آدم بألفي عام ، فلمّا خلق الله عزّ وجلّ آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ، ولم يؤمروا بالسُّجود إلاّ لأجلنا ، فسجدت الملائكة كلُّهم أجمعون إلاّ إبليس أبي أن يسجد ، فقال الله تبارك وتعالى :( يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ) أي من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش. فنحن باب الله الَّذي يؤتى منه ، وبنا يهتدي المهتدون ، فمن أحبَّنا أحبَّه الله وأسكنه جنَّته ، ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره ، ولا يحبُّنا إلاّ من طاب مولده(2) .

في ركوبها يوم القيامة

* عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : يبعث الله الأنبياء يوم القيامة على الدوابِّ ، ويبعث صالحاً على ناقته كيما يوافي بالمؤمنين من أصحابه المحشر ، وتبعث فاطمة ، والحسن والحسينعليهم‌السلام على ناقتين من نوق الجنَّة ، وعليَّ بن أبي طالب على ناقتي ، وأنا على البراق ، ويبعث بلالاً على ناقته فينادي بالأذان ـ الحديث(3) .

في تكلُّمها في بطن أُمِّها

* عن بعض الرواة الكرام : إنَّ خديجة الكبرى ـ رضي الله عنها ـ تمنَّت يوماً من الأيّام على سيِّد الأنام أن تنظر إلى بعض فاكهة دار السَّلام ، فأتى جبرئيل إلى المفضَّل على الكونين من الجنَّة بتفّاحتين وقال : يا محمَّد ، يقول لك من جعل لكلِّ شيء قدراً :

__________________

(1) 75.

(2) تأويل الآيات : 2 / 509.

(3) كنز العمّال : 6 / 193 ، كما في فضائل الخمسة : 3 / 163.

١٦٦

كُلْ واحدة وأطعم الاُخرى لخديجة الكبرى ، فاغشها ، فإنّي خالق منكما فاطمة الزهراء. ففعل المختار ما أشار به الأمين وأمر. فلمّا سأله الكفّار أن يريهم انشقاق القمر ـ وقد بان لخديجة حملها بفاطمة وظهر ـ قالت خديجة : واخيبة من كذَّب محمَّداً وهو خير رسول ونبيِّ ! فنادت فاطمة من بطنها : يا أمّاه لا تحزني ولا ترهبي فإنَّ الله مع أبي ـ الخبر(1) .

في كونها تحت قبّة العرش

* قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا وعليُّ وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في قبَّة تحت العرش. قلت « الحافظ الكنجيُّ » ما كتبناه إلاّ من هذا الوجه «السند المذكور فيه » وهو حديث حسن عال(2) .

في ثواب السلام عليها

* عن يزيد بن عبد الملك النوفليَّ ، عن أبيه ، عن جدِّه قال : دخلت على الفاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : فبدأتني بالسَّلام ، قال : وقالت : قال أبي ـ وهو ذا حيُّ ـ من سلَّم عليَّ وعليك ثلاثة أيّام فله الجنَّة. قلت لها : ذا في حياته وحياتك أو بعد موته وموتك ؟ قالت : في حياتنا وبعد وفاتنا(3) .

* عن ابن عبّاس قال : لمّا ولدت فاطمة بنت النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله سمّاها المنصورة ، فنزل جبرئيلعليه‌السلام فقال : الله يقرئك السَّلام ويقرئ مولودك السَّلام(4) .

__________________

(1) روض الفائق : للعلاّمة الشيخ شعيب الحريفش ، مطبعة المصطفى البابي الحلبي ، ص 255 وهذا الاشتراك مع ابنها الحسينعليه‌السلام حيث يكلِّمها في بطنها.

(2) كفاية الطالب : الباب 85 / 311.

(3) المناقب : لابن المغازليّ : 363.

(4) ملحقات إحقاق الحقّ : 10 / 134.

١٦٧

في نزول حنوطها من الجنّة

* عن ابن سنان رفعه قال : السُّنة في الحنوط ثلاثة عشر درهماً وثلث. قال محمّد بن أحمد : ورووا أنَّ جبرئيلعليه‌السلام نزل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بحنوط ، وكان وزنه أربعين درهماً ، فقسمه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثة أجزاء : جزءاً له ، وجزءاً لعليّ ، وجزءاً لفاطمة صلوات الله عليهم أجمعين(1) .

اشتراكها معهم في الحرب والسلم

* عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : نظر النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلىٰ الحسن والحسين وفاطمة فقال : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم(2) .

أقول : ولمّا جرَّ البحث بنا إلى هنا ينبغي لنا أن نورد شيئاً من الأخبار ثمَّ من الكلام حول المسألة إتماماً للفائدة وإيفاءً لبعض حقّهاعليها‌السلام فنقول :

عن مجاهد : خرج النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو آخذ بيد فاطمة ، فقال : « من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمَّد ، وهي بضعة منِّي ، وهي قلبي ، وهي روحي الَّتي بين جنبيَّ ، من آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله »(3) .

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنَّما فاطمة حذيةٌ(4) منِّي ، يقبضني ما يقبضها.

وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنَّ فاطمة شعرة منِّي ، فمن آذى شعرة منِّي فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله لعنه الله مِلْ السماوات والأرض(5) . وعن ابن عباس قال : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليُّ إنَّ فاطمة بضعة منِّي ، هي نور عيني وثمرة فؤادي ، يسوءني ما ساءَها ويسرُّني ما سرَّها ، وإنها أوّل من يلحقني من

__________________

(1) البحار : 22 / 504.

(2) مسند أحمد : 2 / 442.

(3) نور الأبصار للشبلنجي : 52.

(4) الحذية من اللحم ما قطع طولاً.

(5) البحار : 43 / 54.

١٦٨

أهل بيتي ، فأحسن إليها من بعدي ، والحسن والحسين فهما ابناي وريحانتاي ، وهما سيدا شباب أهل الجنَّة ، فليكونا عليك كسمعك وبصرك. ثمَّ رفعصلى‌الله‌عليه‌وآله يديه إلي فقال : اللّهمَّ إنِّي أُشهدك أنّي محبُّ لمن أحبَّهم ، مبغض لمن أبغضهم ، سلم لمن سالمهم ، حرب لم حاربهم ، عدوٌّ لمن عاداهم ، وليٌّ لمن والاهم(1) . وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّما فاطمة بضعة منّي ، يسوءني ما ساءها(2) . وعن عليّعليه‌السلام إنَّ الله عزّ وجلّ ليغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها(3) .

وعنهعليه‌السلام : يا فاطمة إنَّ الله ليغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك(4) . وإنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : فاطمة بضعة منِّي ، فمن أغضبها أغضبني(5) . وقالعليه‌السلام : إنّما فاطمة بضعة منِّي ، يؤذيني ما آذاها(6) . وعنهعليه‌السلام : فإنَّما ابنتي بضعة منِّي ، يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها(7) وعنهعليه‌السلام : إنَّ فاطمة بنت محمّد مضغة منّي(8) . وعنهعليه‌السلام : « إنّما فاطمة بضعة منِّي ، يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها ». هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم ـ يخرجاه(9) . وعنهعليه‌السلام : إنَّما فاطمة مضغة منِّي ، فمن آذاها فقد آذاني(10) . وعنهعليه‌السلام : فاطمة بضعة منّي ، يسعفني ما أسعفها(11) . وعنهعليه‌السلام : فاطمة شجنة منّي ، يبسطني ما يبسطها ، ويقبضني ما يقبضها(12) .

__________________

(1) أهل البيت توفيق أبو علم : 124.

(2) الطبقات لابن سعد : 8 / 262.

(3) « كنز العمّال » 12 / 111 ، « مجمع الزوائد » 9 / 203.

(4) كنز العمّال : 12 / 111 ، مجمع الزوائد : 9 / 203.

(5) صحيح البخاري : 5 / 26.

(6) صحيح مسلم : 7 / 141 ، 142 ، باب الفضائل ، ورابنى الأمر وأرابني إذا رأيت منه ما تكره.

(7) « صحيح البخاري » 5 / 141 و 142 ، باب الفضائل ، ورابنى الأمر وأرابني إذا رأيت منه ما تكره.

(8) صحيح مسلم : 7 / 141 و 142. باب الفضائل. ورابني الأمر وأرابني إذا رأيت منه ما تكره.

(9) « مستدرك الصحيحين » : 3 / 159.

(10) مستدرك الصحيحين : 3 / 159.

(11) كنز العمّال : 12 / 111. والإسعاف : القرب والإعانة وقضاء الحاجة.

(12) كنز العمال : 12 / 111.

١٦٩

اشتراكها معهم في تكوّن الميزان

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا ميزان العلم ، وعليّ كفّتاه والحسن والحسين خيوطه ، وفاطمة علاقته ، والأئمَّة من أمّتي عموده ، يوزن فيها أعمال المحبّين لنا والمبغضين لنا(1) .

اشتراكها معهم في قصّة سفينة نوحعليه‌السلام

* عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : لمّا أراد الله عزّ وجلّ أن يهلك قوم نوحعليه‌السلام أوحى الله إليه أن شقّ ألواح الساج. فلمّا شقّها لم يدر ما صنع ، فهبط جبرئيلعليه‌السلام فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت فيه مائة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار. فسمر المسامير كلّها في السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير ، فضرب بيده إلى مسمارٍ منها ، فأشرق في يده وأضاء كما يضيء الكوكب الدرّيّ في أفق السماء ، فتحّير من ذلك نوح ، فأنطق الله ذلك المسمار بلسان طلقٍ ذلق فقال : أنا على اسم خير الأنبياءِ محمّد بن عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فهبط جبرئيلعليه‌السلام فقال له : يا جبرئيل ، ما هذا المسمار الّذي ما رأيت مثله ؟ قال : هذا باسم خير الأولين والآخرين محمّد بن عبد اللهعليه‌السلام ، أسمره في أوّلها على جانب السفينة الأيمن. ثمّ ضرب بيده على مسمار ثانٍ ، فأشرق وأنار ، فقال نوحعليه‌السلام : وما هذا المسمار ؟ قال : مسمار أخيه وابن عمه عليّ بن أبي طالب ، فأسمره على جانب السفينة اليسار في أوّلها. ثمّ ضرب بيده على مسمار ثالثٍ ، فزهر وأشرق وأنار ، فقال له جبرئيلعليه‌السلام : هذا مسمار فاطمةعليها‌السلام ، فأسمره إلىٰ جانب مسمار أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله . ثمّ ضرب بيده إلىٰ مسمار رابع فزهر وأنار ، فقال له : هذا مسمار الحسنعليه‌السلام فأسمره إلى جانب مسمار أبيهعليه‌السلام . ثمّ ضرب بيده إلىٰ مسمار خامس ، فأشرق وأنار وبكٰى وأظهر النداوة(2) ، فقال : يا جبرئيل ما هذه النداوة ؟ فقال : هذا مسمار الحسين بن عليّ سيّد

__________________

(1) مقتل الحسين الخوارزمي : 107.

(2) النداوة : البلل.

١٧٠

الشهداء ، فأسمره إلىٰ جانب مسمار أخيه.

ثمّ قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال الله تعالىٰ :( وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ) (1) ، قال النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله : الألواح خشب السفينة ، ونحن الدسر ، ولولانا ما سارت السفينة بأهلها(2) .

توسّل زكريّا بهاعليهما‌السلام

* عن مولانا المهديّعليه‌السلام في جواب سعد بن عبد الله في حديث طويل : إنّ زكريّا سأل ربّه أن يعلّمه أسماء الخمسة ، فأهبط عليه جبرئيلعليه‌السلام فعلّمه إيّاها. فكان زكريّا إذا ذكر اسم الحسين خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة(3) . فقال ذات يوم : إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعاً منهم تسلّيت بأسمائهم من همومي ، وإذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي ؟ فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصَّته وقال : « كهيعص »(4) فالكاف اسم كربلاء ، والهاء هلاك العترة ، والياء يزيد وهو ظالم الحسين ، والعين عطشه ، والصاد صبره. فلّما سمع ذلك زكريّاعليه‌السلام لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ، ومنع فيها الناس من الدخول عليه ، وأقبل على البكاء والنحيب ، وكانت ندبته : « إلهي ، أتفجع خير خلقك بولده ؟ أتنزل بلوىٰ هذه الرزيّة بفنائه ؟ إلهي أتلبس عليّاً وفاطمة ثياب هذه المصيبة ؟ أتحلّ كربة هذه الفجيعة بساحتهما » ؟ ثمّ كان يقول : « إلهي ارزقني ولداً تقرُّ به عيني على الكبر ، اجعله وارثاً وصيّاً ، واجعل محلّه منّي محلّ الحسين ، فإذا رزقتنيه فافتنّي بحبّه ، ثمّ افجعني به كما تفجع محمّداً حبيبك بولده » ، فرزقه الله يحيىعليه‌السلام ، وفجعه به. وكان حمل يحيىعليه‌السلام ستّة أشهر وحمل الحسينعليه‌السلام كذلك(5) .

__________________

(1) القمر : آية 13.

(2) عبقات الأنوار : حديث السفينة / 1081.

(3) البهرة : تتابع النفس وانقطاعه.

(4) مريم : 1.

(5) البحار : 52 / 84.

١٧١

تحيّة الله تعالى إيّاها معهم بتفّاحة

* عن ابن عبّاس قال : كنت جالساً بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم وبين يديه عليُّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام إذ هبط جبرائيل ومعه تفّاحة فيحّى بها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فتحيّى بها ، وحيّى بها عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فتحيّى بها وقبّلها وردّها إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتحيّى بها ، وحيّى بها الحسين فتحيّى بها وقبّلها وردّها إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتحيّى بها ، وحيّى بها فاطمةعليها‌السلام فتحيّت بها وقبلتها وردّتها إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتحيّى بها الرابعة وحيّى بها عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام فتحيّى بها ، ولمّا همّ أن يردّها إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سقطت التفّاحة من بين أنامله فانفلقت نصفين فسطع منها نور حتّى بلغ السماء الدنيا ، فاذا عليها سطران مكتوبان : « بسم الله الرحمن الرحيم ، تحيّة من الله تعالى إلى محمد المصطفى ، وعليّ المرتضى ، وفاطمة الزهراء ، والحسن والحسين سبطي رسول الله ، وأمان لمحبيّهم يوم القيامة من النار »(1) .

عرض حبّها على البريّة

* قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله له الحمد عرض حبّ عليّ وفاطمة وذرّيتها على البريّة ، فمن بادر منهم بالإجابة جعل منهم الرسل ، ومن أجاب بعد ذلك جعل منهم الشيعة ، وإن الله جمعهم في الجنّة(2) .

اشتراكها معهم في الصلوات

* عن كعب بن عجرة قال : لمّا نزلت هذه الآية( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (3) قلنا : يا رسول الله قد علمنا

__________________

(1) مقتل الحسين للخوارزمي : 95.

(2) المناقب المرتضويّة للعلامة الكشفي : 97.

(3) الأحزاب : آية 56.

١٧٢

كيف نسلّم عليك ، كيف نصلّي عليك ؟ فقال : قولوا : اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ـ إلى آخره.

وفي رواية الحاكم : فقلنا : يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟ قال : قولوا : اللّهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد ـ إلى آخره.

ويروىٰ : لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء ، فقالوا : وما الصلاة البتراء ؟ قال : تقولون : اللّهم صلّ على محمّد ، وتسكتون ، بل قولوا : اللّهم صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد(1) فقيل له من أهلك يا رسول الله ؟ قال : عليّ وفاطمة والحسن والحسين(2) . وقال العلاّمة المحقّق المولى أحمد الأردبيليّ : واعلم أنّه قد ادّعى المصنّف « العلامة الحلّي ـ ره » في « المنتهى » : إجماع علمائنا أيضاً على وجوب الصلاة على آلهعليهم‌السلام ، وأن المجزّي من الصلاة على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يقول : « اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ». ويدلُّ عليه أيضاً ما روي عن طريقهم عن كعب الأحبار في كيفية الصلاة عليه حيث قال : قد عرفنا السلام عليك ، فكيف الصّلاة ؟ قال : اللّهمّ صلّ على محمد وآل محمّد. والعجب أنّهم يحذفون الآل ويتركون هذا المنقول حتّى في هذا الخبر. ويقولون : قال : صلّى الله عليه. أفاده بعض السادةرحمهم‌الله وهو سيّد حسن السفطي. ويدلّ على ذلك غيره أيضاً ، والظاهر أنّ المراد بآله ـ صلوات الله عليه وآله ـ الأئمّة مطلقاً وفاطمةعليها‌السلام حقيقة لا تغليباً ، يدلّ عليه وضع الآل لغة ثمّ عرفاً أيضاً ، وبعض الأخبار أيضاً ، ولا يدل على الاختصاص بأمير المؤمنين وفاطمة وولديهما ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ الروايات الواقعة في سبب نزول آية التطهير ، لأنّهم كانوا موجودين في ذلك الزمان ، والحصر كان إضافيّاً حيث يقول لبعض نسائه : إلى خير. ولهذا أثبت الأصحاب عصمتهم بالآية ، فلا ينبغي قول المحقّق الثاني والشهيد الثاني(3) .

وقال العلامة الأمينيُّ : أخرج الديلميُّ أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الدعاء محجوب حتّى يصلّى على محمد وأهل بيته : اللّهمّ صلِّ على محمد وآله. ورواه عنه ابن حجر في « الصواعق »

__________________

(1) ينابيع المودّة : 295.

(2) احقاق الحق : 9 / 237 ، عن عبد الوهاب الشعراني في كشف الغمّة : 1 / 110.

(3) شرح إرشاد الأذهان : 2 / 276 ، 277.

١٧٣

ص 88. وأخرج الطبراني في « الأوسط » عن عليّ أمير المؤمنينعليه‌السلام : كلّ دعاء محجوب حتّى يصلّى على محمّد وآل محمّد. وذكره الحافظ الهيثمي في « مجمع الزوائد » ج 1 ، ص 160. وقال : رجاله ثقات. وأخرج البيهقيّ وابن عساكر وغيرهما عن عليّعليه‌السلام مرفوعاً ما معناه : الدعاء والصلاة معلّق بين السماء والأرض لا يصعد إلى الله منه شيء حتّى يصلّي عليه ـ صلّى الله عليه ـ وعلى آل محمّد. ـ « شرح الشفا » للخفاجي ، ج 3 ، ص 506(1) .

وقال الرازي في تفسيره الكبير : وأنا أقول : آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هم الّذين يؤول أمرهم إليه ، فكلّ من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل. ولا شكّ أنّ فاطمة وعليّاً والحسن والحسين كان التعلّق بينهم وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أشدّ التعلّقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل(2) .

وقال أيضاً : أنّ أهل بيتهصلى‌الله‌عليه‌وآله يساوونه في خمسة أشياء : في السلام ، قال : السلام عليك أيّها النبيّ ؛ وقال :( سَلامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ ) « الصافّات ، 130 » ، وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهد ، وفي الطهارة ، قال تعالى : « أي يا طاهر. وقال :( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) « الأحزاب ، 33 » وفي تحريم الصدقة وفي المحبّة ، قال تعالى :( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) « آل عمران ، 31 ». وقال :( قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) « الشورىٰ ، 23 ».

وقال ابن حجر : صحّ عن كعب بن عجرة قال : لمّا نزلت هذه الآية( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) قلنا : يا رسول الله ، قد علمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلّي عليك ؟ فقال : قولوا : اللّهمّ صلِّ على محمد وآل محمّد ـ إلى آخره. فسؤالهم بعد نزول الآية وإجابتهم باللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمد ـ إلى آخره دليل ظاهر على أنّ الأمر بالصلاة على أهل بيته وآله عقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر ؛ فلمّا أُجيبوا به دلّ على أنّ الصلاة عليهم من جملة المأمور به ، وأنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله أقامهم في ذلك مقام نفسه ، لأنّ القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه ، ومنه تعظيمهم. ومن ثَمَّ لمّا

__________________

(1) الغدير : 2 / 304.

(2) التفسير الكبير : 27 / 166.

١٧٤

أدخل من مرّ في الكساء قال : اللّهمّ إنّهم منّي وأنا منهم ، فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك عليّ وعليهم. وقضيّة استجابة هذا الدعاء أنّ الله صلّى عليهم معه ، فحينئذٍ طلب من المؤمنين صلواتهم عليهم معه.

ويروىٰ : لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء ، فقالوا : وما الصلاة البتراء ؟ قال تقولون : اللّهم صلّ على محمّد ، وتمسكون ، بل قولوا : اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد(1) .

خامساً : صدر من الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في التوقيع المعروف الذي يقول فيه.

« ولولا ما عندنا من محبة صَلاحَكُمْ ورحمتِكم والإشفاق عليكم لكُنا عن مخاطبتكم في شغل ، مما قد امتحنا من منازعة الظالم الضال المتابع في غيِّه ، المُضاد في لربِّه ، المدعي ما ليس له ، الجاحد حقَّ من إفترض الله طاعته ، الظالم الغاصب ، وفي ابنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لي أسوة حَسَنة وسيروى الجاهل رداءة عمله ، وسيعلم الكافر لمن عقبى ٰالدار » (2) .

انظر من خلال فهم مدلول كلمة أسوة حسنة كيف جعل الإمام المهدي « عج » جدتهُ الزهراءعليها‌السلام اسوة حسنة في كل اموره وبحيث يجيب أحد شيعته من خلال بعض المسائل ويذكر له في التوقيع الشريف الصادر منه انه يقتدي بجدته الزهراءعليها‌السلام وجعلها قدوة له في حياته وله فيها اسوة حسنة كما لنا اسوة حسنة برسول الله وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

فاطمةعليها‌السلام والمعاد

من الأمور المهمة والقضايا الحساسة في حياة الفرد المؤمن هو مسألة يوم القيامة ـ المعاد ـ حيث نرىٰ الكثير من الناس عندما يسمعون المعاد ويوم القيامة واليوم الآخر يأنون من ذكره حيث هناك تلاقي البشر مع خالقهم والوقوف بين يديه للحساب ،

__________________

(1) الصواعق : 146.

(2) البحار : 53 / 179 ـ 180.

١٧٥

ولا شك ولا ريب انّ الكثير من الناس يخافون عدل الله تعالىٰ ويطلبون منه ان يحاسبهم برحمته لا بعدله لأنه لو يحاسبهم الله تعالىٰ بعدله لما ترك عليها من دابة ، لذا نجد من خلال القرآن الكريم والروايات الشريفة إنَّه من ظاهر رحمته الله تعالىٰ يوم القيامة هو إعطاءه الشفاعة لبعض أولياؤه حيث تعتبر الشفاعة مظهر من ظاهر رحمة الله لكي يبين الله تعالى قدرة ومنزلة ومقام العبد المؤمن ذلك اليوم ـ أي يوم الحساب ـ ومن هنا نجد إن من الذين تشملهم العناية الربانية في الشفاعة يوم القيامة هم آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وهذا ما أثبتته الكثير من الآيات والروايات ولا نريد الوقوف الطويل مع هذه الآيات والروايات بل نقف مع أحد دعائم أهل بيت النبوة والمتمثلة في الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراءعليها‌السلام تلك هي بضعة الرسول وريحانته وزوجة الوصي المرتضىٰ وأُم الحسنين ، وهذه الشفاعة التي نتكلم عنها هي نموذج من يوم المعاد الذي سوف تجتمع به الخلائف ، وبذلك تكون الشفاعة جزءاً مهماً بل هو الامل الوحيد للخلائق يوم القيامة. اذن الشفاعة مظهر من مظاهر رحمة الله تعالىٰ ومظهر من مظاهر المعاد ، ونحن نجد من خلال إستقراء الروايات الشريفة الواردة في مقام الشفاعة يوم القيامة هو الشفاعة التي تعطي للزهراءعليها‌السلام ، وعليه تكون الزهراء مرتبطة إرتباط وثيق بيوم القيامة والمعاد الذي نؤوب إليه ، أما كيف نثبت أن لها هذا الإرتباط من خلال الروايات الشريفة فهذا ما تبينه بعض النصوص الواردة عن أهل البيت النبوةعليهم‌السلام فهلم معي الىٰ ذكر بعض هذه النصوص الشريفه التي تثبت إرتباط الصديقة الشهيدة بيوم المعاد :

* عن أبو القاسم العلوي الحسني ـ معنعناً ـ عن ابن عباس :« إذا كان يوم القيامة نادى ٰمناد : يا معشر الخلائق ، غضوا أبصاركم حتى ٰتمر فاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فيجوزون بها الصراط حتى ٰينتهون بها إلى الفردوس فيتباشر فيها أهل الجنان فتجلس على ٰكرسي من نور ويجلس حولها ، ويبعث إليها ملك لم يبعث إلى ٰأحد قبلها ولا يبعث الى ٰأحد بعدها فيقول : إن ربك يقرئك السلام ويقول : سليني أعطيك ؛ فتقول قد أتم عليّ نعمته ، وهنأني كرامته وأباحني جنته ، أسأله ولدي وذريتي ومن ودهم بعدي ، وحفظهم من بعدي ، فيوحي الله إلي الملك من غير أن يزول من

١٧٦

مكانه : أن سرّها وبشّرها أنّي قد شفعتها في ولدها ومن ودهم بعدها وحفظهم فيها. فتقول : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وأقر عيني ».

قال جعفر : كان أبي يقول : كان إبن عباس إذا ذكر هذا الحديث تلا هذه الآية( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) (1) .

* عن الحسن بن سعيد ـ معنعنا ـ عن جعفر ، عن أبيهعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :إذا كان يوم القيامة نادىٰ مناد من بطنان العرش : يا معشر الخلائق. غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الله إلىٰ قصرها « فتمر إبنتي فاطمة وعليها » ويطتان خضروان حواليها سبعون الف حوراء ، فإذا بلغت إلىٰ باب قصرها وجدت الحسن قائماً والحسين نائماً مقطوع الرأس ، فتقول للحسن : من هذا ؟ فيقول : هذا أخي إنّ أُمة نبيك قتلوه وقطعوا رأسه. فيأتيها النداء من عند الله : يا بنت حبيب الله إني إنما « » ما فعلت به أُمة أبيك لأني أدخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه ، إني جعلت تعزيتك اليوم أني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخل الجنَّة أنت وذريتك وشيعتك قبل أن أنظر بمحاسبة العباد ، فتدخل فاطمة ابنتي الجنة وذريتها وشيعتها ومن أولاها معروفاً ممن ليس من شيعتها ، فهو قول الله عزّ وجلّ : ( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ ) قال : هول يوم القيامة ( وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ ) هي والله ـ فاطمة وذريتها وشيعتها ومن أولاهم معروفاً ممن ليس هو من شيعتها (2) .

* روي عن سلمان قال : أتيت ذات يوم منزل فاطمةعليها‌السلام ـ في حديث إلى أن قال ـ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله :والذي بعثني بالرسالة وإصطفاني بالنبوه قد حرم الله تعالىٰ النار علىٰ لحم فاطمة ، ودمها ، وشعرها ، وعصبها وعظمها وذريتها وشيعتها. أن من نسل فاطمة من تطيعه النار ، والشمس والقمر والنجوم والجبال وقد ضرب الجن بين يديه بالسيف ويوافي إليه الانبياء بعهودهم وتسلم إليه الأرض كنوزها وينزل عليه من السماء بركات ما فيها ، الويل لمن شك في فضل فاطمة لعن الله من يبغضها ،

__________________

(1) تفسير فرات : 169 ، دلائل الإمامة : 57 تأويل الآيات : 2 / 618 / ح 7.

(2) مستدرك الحاكم : 3 / 161 ، الخصائص : 2 / 265 ، الفصول المهمة 127 فضائل الصحابة : 2 / 763 ح 1344 ، ميزان الاعتدال : 2 / 538 ، كفاية الطالب : 364 ، تفسير فوات الكوفي : 97.

١٧٧

ويبغض بعلها ولم يرضىٰ بأمامة ولدها ، إن لفاطمة يوم القيامة موقفاً وإن فاطمة تدعىٰ وتكسىٰ وتشفع ، فتشفع علىٰ رغم كل راغم(1) .

* عن عليعليه‌السلام : دخلت يوماً منزلي فإذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جالس والحسن عن يمينه ، والحسين عن يساره ، وفاطمة بين يديه ، وهو يقول : يا حسن ويا حسين ، أنتما كفتا الميزان وفاطمة لسانه ، ولا تعدل الكفتان إلا باللسان ولا يقوم اللسان إلا علىٰ الكفتين إنتما الإمامان ولأمّكما الشفاعة(2) .

* وقد ورد في الخبر أنها لما سمعت بأن أباها زوجها وجعل الدراهم مهراً لها ، قالت يا رسول الله ، إن بنات الناس يتزوجن بالدراهم فما الفرق بيني وبينهن ، أسألك أن تردها وتدعوا الله أن يجعل مهري الشفاعة في عصاة أُمتك ؛ فنزل جبريلعليه‌السلام ومعه بطاقة من حرير مكتوب فيها : جعل الله مهر فاطمة الزهراء عليها‌السلام شفاعة المذنبين من أُمة أبيها ؛ فلما إحتضرت أوصت بأن توضع تلك البطاقة على صدرها تحت الكفن فوضعت ، وقالت : إذا حشرت يوم القيامة رفعت تلك البطاقة بيدي ، وشفعت في عصاة أُمّة أبي (3) .

وكثيرة هي الروايات التي ثبتت شفاعة فاطمةعليها‌السلام للشيعة والمحبين والمذنبين من أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، هذه تدل دلالة واضحة على ارتباط الزهراء سلام الله عليها بيوم المعاد وان لها منزلة وكرامة على الله تعالى في ذلك اليوم.

لابد أن ترد القيامة فاطم

وقميصها بدم الحسين ملطخ

ويل لمن شفعاؤه وخصمائه

والصور في يوم القيامة ينفخ

__________________

(1) الثاقب في المناقب : 293 / ح 250.

(2) كشف الغمة : 1 / 506.

(3) اخبار الدول : 88 ، الاحقاق : 10 / 367 ، وسيلة النجاة : 217.

١٧٨

١٧٩

١٨٠