الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب

الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب0%

الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب مؤلف:
الناشر: انتشارات دارالتفسير
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 564

الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: عبدالباقي قرنة الجزائري
الناشر: انتشارات دارالتفسير
تصنيف: الصفحات: 564
المشاهدات: 79698
تحميل: 5199

توضيحات:

الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 564 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 79698 / تحميل: 5199
الحجم الحجم الحجم
الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب

الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب

مؤلف:
الناشر: انتشارات دارالتفسير
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

لا يسلم آخر الأبد، وأنّه يعجّل به إلى أمّه الهاوية. وقد تبيّن أنّ الرجلين من أهل الجن، وأحدهما شهيد! فأين الملائكة التي تحدّث عمر وأين الموافقة الإلهيّة؟! ولم يرد في القصّة ما يشير إلى أنّ عمر بن الخطّاب اعتذر إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من سوء الظّنّ بمؤمن من أهل الجنّة. ومن تدبّر قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (أصحابك يظنّون أنّك من أهل النّار وأنا أشهد أنّك من أهل الجنّة) يتبيّن له أنّ من الصّحابة - وعلى رأسهم عمر - من كان يتّهم الصّحابة في الدّين ويشهد عليهم بالفجور دون الرّجوع في ذلك إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ فإذا كان هذا شأنهم في حياته فكيف تكون الحال بعد وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

قال القرطبي: (وروي أن عمر بن الخطّاب خطب بالجابية فقال: من أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فإن الله تعالى جعلني له خازنا وقاسما)(1) .

أقول: يعتقد عمر بن الخطاب أنّ معاذا وزيد بن ثابت أفقه وأعلم من علي عليه السلام بعد أن سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: (أنا مدينة العلم وعلي بابها).

ويزعم أنّ الله تعالى جعله خازنا وقاسما للمال، والواقع أنّ أبابكر بن أبي قحافة هو الذي جعله كذلك.

وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن الخطّاب أنّه قال لرجل: أتزوّجت؟ قال: لا. قال: إمّا أن تكون أحمق وإمّا أن تكون فاجرا(2) .

هذا رأي عمر في من لم يتزوّج دون أن يسأل عن عذره، وهذا القول من عمر مفحم لأتباع ابن تيمية الذي تجاوز السّتين ومات عزبا.

ورووا أنّ عن عمر بن الخطّاب قال إنّي أحلف لا أعطي أقواما، ثمّ يبدو لي أن أعطيهم فأطعم عشرة مساكين، كل مسكين صاعا من شعير، أو صاعا من تمر، أو نصف صاع من قمح(3) .

____________________

(1) تفسير القرطبي ج 18 ص 20.

(2) مصنف عبد الرزاق ج 6 ص 170.

(3) مصنف ابن أبي شيبة ج 3 ص 70 وقال السيوطي الدر المنثور ج 3 ص 151): (أخرجه عبد الرزاق وابن

٣٢١

وأخرج سعيد بن منصور والبخاريّ في تاريخه وابن المنذر عن عمر بن الخطّاب قال: احتكار الطعام بمكة إلحاد بظلم(1) .

قال السيوطي: وأخرج البيهقي في سننه عن عائشة: (إنّ المقام كان في زمن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وزمان أبي بكر ملتصقا بالبيت ثم أخّره عمر بن الخطّاب)(2) .

وقال الشوكاني في نفس الموضوع: وفي مقام إبراهيم عليه السلام أحاديث كثيرة مستوخاة في الأمّهات وغيرها، والأحاديث الصّحيحة تدلّ على أنّ مقام إبراهيم هو الحجر الذي كان إبراهيم يقوم عليه لبناء الكعبة لمّا ارتفع الجدار أتاه إسماعيل به ليقوم فوقه كما في البخاريّ من حديث ابن عبّاس وهو الذي كان ملصقابجدار الكعبة، وأوّل من نقله عمر بن الخطّاب كما أخرجه عبد الرزاق والبيهقيّ بإسناد صحيح وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق مختلفة(3) .

قلت: لأجل ذلك كانت هناك مشكلة في الطّواف، فعند بعض المسلمين يصحّ الطّواف خارج مقام إبراهيم، وعند بعضهم لا يصحّ إلاّ بين البيت والمقام. ولم تكن هذه المشكلة على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وعن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عبّاس قال كان الطلاق على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة فقال عمر بن الخطّاب إن الناس قد استعجلوا في أمر كانت لهم في أناة فلو أمضيناه عليهم فأمضاه عليهم(4) .

وعن مجالد عن الشعبي قال: كتب أبو موسى إلى عمر أنه يأتينا كتب ما نعرف تأريخها فأرّخ، فاستشار أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال بعضهم: أرّخ لمبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقال بعضهم: أرخ لموت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال عمر: أرخ لمهاجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإن

____________________

أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ).

(1) قال الشوكاني: فتح القدير، الشوكاني، ج 3 ص 642.

(2) الدر المنثور ج 1 ص 293.

(3) فتح القدير ج 1 ص 215.

(4) أضواء البيان، الشنقيطي، ج 1 ص 120.

٣٢٢

مهاجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرق بين الحق والباطل فأرخ(1) .

قالوا: وكان الذي جعل المحرّم أوّل شهر من العام عمر بن الخطّاب(2) .

قال ابن عاشور: وعليه فلما روي عن عمر بن الخطّاب أنه كتب إلى عمرو بن العاص أن لا يحمل جيش المسلمين في البحر مؤول على الاحتياط وترك التغرير وأنا أحسبه قد قصد منه خشية تأخر نجدات المسلمين في غزواتهم لأن السّفن قد يتأخر وصولها إذا لم تساعفها الرياح التي تجري بما لا تشتهي السفن، ولأن ركوب العدد الكثير في سفن ذلك العصر مظنّة وقوع الغرق ولأنّ عدد المسلمين يومئذ قليل بالنسبة للعدوّ فلا ينبغي تعريضه للخطر، فذلك من النظر في المصلحة العامة(3) .

أقول:

ليس العرب أوّل من ركب البحر للغزو أو التّجارة أو غيرها، والقرآن حافل بذكر الجواري في البحر وجعلها من الآيات! وقد اختار الله تعالى لنبيه نوح عليه السلام الفلك، وضرب بحمل النّاس في الفلك أمثلة كثيرة في القرآن الكريم، وجعلها من الآيات. ولو استلزم احتمال وقوع الخطر المنع من الإقدام لتوجّب على النّاس أن يبقوا في بيوتهم. وقد حملت السّفن والبواخر عبر القرون ما لا يحصى من الألوف المؤلفة لحج بيت الله الحرام. كما أثبت التّاريخ أن كبريات المعارك الحاسمة إنّما حسمت في البحر، ولذلك تسارعت الدّول إلى تأسيس الأساطيل ح وعليه فلا معنى لكلام عمر، ويبقى كلام الفاضل بن عاشور في الدّفاع عن عمر في هذه المسألة من رواسب ثقافة الكرسيّ.

وقال الجصّاص: روي عن جماعة من الصحابة إباحة التجارة في البحر وقد كان عمر بن الخطّاب منع الغزو في البحر إشفاقا على المسلمين(4) .

وعن أيوب عن ابن سيرين أن عمر بن الخطّاب أراد أن يضرب من جلود الإبل

____________________

(1) المصنف، ابن أبي شيبة الكوفي، ج 8 ص 64.

(2) التسهيل لعلوم التنزيل ن ج 2 ص 75.

(3) التحرير والتنوير، ابن عاشور، ج 1 ص 473.

(4) أحكام القرآن للجصاص، ص 1 ص 131.

٣٢٣

دراهم فقالوا إذا يفنى الإبل فتركها(1) . (أوائل عمر)

ما رواه مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الأشجّ ومحمد بن المثنى العنزي واللفظ لابن نمير قالوا حدثنا ابن إدريس عن أبيه عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال لما قدمت نجران سألوني فقالوا إنكم تقرؤون يا أخت هارون وموسى قبل عيسى بكذا وكذا فلما قدمت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سألته عن ذلك فقال إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم(2) . هذا لفظ مسلم في الصحيح وهو دليل على أنه رجل آخر غير هارون أخي موسى ومعلوم أن هارون أخا موسى قبل مريم بزمن طويل. (عمر وأسماء الأنبياء).

وفي جامع الترمذي ((1168)) (2 / 107)، عن عائشة قالت: كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يغير لااسم القبيح.

وقد اعترض قوم من أهل الأهواء فقالوا قد أجلى عمر بن الخطّاب أهل نجران إلى الشام بعد أن أمنهم رسول الله وكتب لهم كتابا ان لا يحشروا وأرادوا بهذا الطعن على عمر؛ وهذا جهل ممن قاله أو عناد لأن الأعمش روى عن سالم بن أبي الجعد قال أمن رسول الله أهل نجران وكتب لهم أن لا يحشروا ثم كتب لهم بذلك أبوبكر الصديق (بعد رسول الله ثم كتب لهم ذلك عمر بن الخطاب فكثروا حتى صاروا أربعين ألف مقاتل فكره عمر أن يميلوا على المسلمين فيفرقوا بيهم وقالوا لعمر نريد أن نتفرق ونخرج إلى الشام فاغتنم ذلك منهم وقال نعم ثم ندموا فلم يقلهم(3) ...

وعن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال لما قدمت نجران سألوني فقالوا إنكم تقرؤون يا أخت هارون وموسى قبل عيسى بكذا وكذا فلما قدمت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سألته عن ذلك فقال إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم اه هذا لفظ

____________________

(1) تفسير الصنعاني ن ج 3 ص 93.

(2) أضواء البيان، ج 3 ص 414.

(3) الناسخ والمنسوخ للحاس، ج 1 ص 489.

٣٢٤

مسلم في الصحيح وهو دليل على أنه رجل آخر غير هارون أخي موسى ومعلوم أن هارون أخا موسى قبل مريم بزمن طويل(1) . وهذا معناه أن التسمي بأسماء الأنبياء كان موجودا بعد موسى عليه السلام، فليس العرب أول من ابتدعه.

حدثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي عن حبيب بن الشهيد عن يزيد بن أسلم عن أبيه قال دعا عمر ابنه عبد الرحمن ليغير كنيته وكانت كنيته أبو عيسى فقال يا أمير المؤمنين والله إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كنى المغيرة بن شعبة بها قال بن أبي عاصم وكان للمغيرة بن شعبة كنيتان أبو عبد الله وأبو عيسى(2) . وعبد الرحمن هذا مات في حدّ الخمر.

نهي الخليفة عن التسمية باسم النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأمره المسلمين به بتغيير أسمائهم، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما رووا: (من ولد له ثلاثة أولاد فلم يسم احدهم محمدا فقد جهل)، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (إذا سميتم محمدا فلا تضربوه ولا تحرموه).

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه، وأوسعوا له في المجلس، ولا تقبحوا له وجها)(3) .

وعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه قال لصهيب: إنّي لأحبّك لو لا خصال فيك! قال فقال: وما هي؟ قال اكتناؤك بأبي يحيى وليس لك ولد وادعاؤك إلى النمر بن قاسط ولست منهم، قال فقال صهيب: أمّا اكتنائي بأبي يحيى فإنّ رسول الله كنّاني بأبي يحي فما كنت لأدعها. وأمّا قولك انتمائي إلى النّمر بن قاسط ولست منهم فأنا من النّمر بن قاسط ولو لم أكن منهم ما ادعيت إليهم وأما عجمتي فإنّي استرضعت بالأبلة فالعجمة في لساني منه(4) .

أقول:

يلاحظ أنّ عمر أنكر على صهيب اكتناءه بأبي يحي وذكر علّة ذلك فقال: (ولا ولد

____________________

(1) أضواء البيان، ج 3 ص 414.

(2) الآحاد والمثاني، ج 2 ص 60 تحت رقم 755.

(3) تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي، ج 3 ص 91.

(4) مسند البزار، ج 6 ص 12 تحت رقم 2086.

٣٢٥

لك) فالعلّة إذاً كونه لا ولد له. ولم يذكر شيئاً عن كون يحي من أسماء الأنبياء. لكنّه أنكر أسماء الأنبياء على ولده عبد الرحمن والمغيرة بن شعبة. فإن كانت العلّة لا ولد فقد كان للمغيرة بن شعبة وعبد الرحمن أولاد؛ وإن كانت العلّة اسم النبيّ فلم غض الطرف عنها في حديثه مع صهيب؟!

قال اليعقوبيّ:. وتوفّي عمرو ليلة الفطر سنة 43 فأقرّ معاوية ابنه عبد الله بن عمرو، ثمّ استصفى مال عمرو، فكان أوّل من استصفى مال عاملٍ. ولم يكن يموت لمعاوية عامل إلاّ شاطر ورثته ماله، فكان يكلّم في ذلك فيقول: هذه سنّة سنّها عمر بن الخطّاب(1) .

وقال حماد عن زيد بن أسلم أن رجلا جاء فنادى يستأذن أبو عيسى على أمير المؤمنين. فقال عمر: من أبو عيسى؟ قال المغيرة بن شعبة: أنا! فقال عمر: وهل لعيسى من أب فكنّاه بأبي عبد الله(2) .

عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن جده أنس بن مالك قال: كنّ إماء عمر يخدمننا كاشفات عن شعورهنّ تضطرب ثديّهن. قلت: وإسناده جيد، رجاله كلّهم ثقات غير شيخ البيهقي أبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحربيّ وهو صدوق كما قال الخطيب. وقال البيهقي عقبه: والآثار عن عمر بن الخطّاب في ذلك صحيحة(3) .

أقول:

انظر إلى قوله تضطرب تديّهن! وتخيل المشهد بمحضر عمر.

قالوا: وهو أوّل من سمّي أمير المؤمنين لما توفّي أبوبكر قال عمر: (قيل لأبي بكر خليفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكيف يقال لي خليفة خليفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ هذا يطول! فقال له المغيرة بن شعبة: أنت أميرنا ونحن المؤمنون، وأنت أمير المؤمنين! قال: فذاك(4) .

____________________

(1) تاريخ اليعقوبي، ج 2 ص 221 دار صادر بيروت.

(2) المعرفة والتاريخ، ج 3 ص 173.

(3) إرواء الغليل، ج 6 ص 204.

(4) تاريخ دمشق، ج 44 ص 9.

٣٢٦

أقول: تعدّدت الروايات حول هذه المسألة.

وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال كان عمر بن الخطّاب لا يترك أحدا من العجم(1) .. (إلام يستند هذا القرار؟!).

عن سفيان عن ثور بن يزيد عن عطاء بن دينار قال: قال عمر لا تعلموا رطانة الأعاجم ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم(2) .

وأخرج السلفي في الطيوريات بسند صحيح عن ابن عمر عن عمر أنه أراد أن يكتب السنن فاستخار الله شهرا فأصبح وقد عزم له ثم قال إني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتابا فأقبلوا عليه وتركوا كتاب الله(3) .

أقول: من الذي عزم له؟!

وأخرج ابن سعد عن ابن عمر أنّ عمر أمر عماله فكتبوا أموالهم منهم سعد ابن أبي وقاص فشاطرهم عمر في أموالهم فأخذ نصفا وأعطاهم نصفا(4) .

أقول:

كان معاوية فيما بعد يشاطر عماله أموالهم فإذا كلّهم في ذلك قال: هذه سنّة سنّها عمر بن الخطّاب.

قال ابن تيمية بخصوص صلاة التراويح جماعة: وعمر بن الخطّاب الذي أمر بذلك وإن سمّاه بدعة فإنّما ذلك لأنّه بدعة في اللّغة، إذ كلّ أمر فعل على غير مثال متقدّم وإن سمّاه بدعة فإنّما ذلك لأنّه بدعة في اللّغة، إذ كلّ أمر فعل على غير مثال متقدّم يسمّى في اللّغة بدعة، وليس مما تسمّيه الشّريعة بدعة وينهى عنه(5) !!

قال ابن تيمية: وكذلك محاباة الولاة في المعاملة من المبايعة والمؤاجرة والمضاربة

____________________

(1) مصنف عبد الرزاق ن ج 5 ص 474 تحت رقم 9775.

(2) سنن البيهقي الكبرى، ج 9 ص 234 تحت رقم 18640.

(3) تاريخ الخلفاء، السيوطي، ج 1 ص 138.

(4) تاريخ الخلفاء، ج 1 ص 141.

(5) مجموع الفتاوى، ابن تيمية، ج 31 ص 36.

٣٢٧

والمساقاة والمزارعة ونحو ذلك من الهدايا، ولهذا شاطر عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه من عماله من كان له فضل ودين لا يتّهم بخيانة وإنّما شاطرهم لما كانوا خصّوا به لأجل الولاية من محاباة وغيرها(1) .

من أقوال عمر

وعن الحسن: أوّل خطبة خطبها حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال أمّا بعد فإنّي ابتليت بكم وابتليتم بي، فما كان بحضرتنا باشرنا ن ومهما غاب عنا وليناه أهل القوّة والأمانة؛ فمن يحسن نزده حسنى، ومن يسيء نعاقبه. ثمّ قال: بلغني أنّ النّاس قد هابوا شدّتي وخافوا غلطتي وقالوا قد كان عمر يشدّد علينا ورسول الله بين أظهرنا، فكيف الآن وقد صارت الأمور إليه! ولعمري من قال ذلك فقد صدق؛ كنت مع رسول الله فكنت عبده وخادمه حتّى قبضه الله وهو راض عنّي ولله الحمد وأنا أسعد النّاس بذلك، ثمّ ولي أبوبكر فكنت خادمه وعونه أخلط شدّتي بلينه فأكون سيفا مسلولا حتّى يغمدني (!)(2) فما زلت معه كذلك حتى قبضه الله تعالى وهو عني راض ولله الحمد، وأنا أسعد النّاس بذلك. ثمّ إنّي وليت الآن أموركم! اعلموا أن تّلك الشدّة قد تضاعفت ولكنّها إنّما تكون على أهل الظّلم والتّعدّي على المسلمين. وأمّا أهل السّلامة في الدّين والقصد فإنّما اللّين لهم من بعضهم لبعض ولست أدع أحدا يظلمه أحد أو يتعدّى عليه حتى أضع خدّه بالأرض وأضع قدمي على الخدّ الآخر حتى يذعن للحقّ! ولكم عليّ أيّها النّاس ألا أخبأ عنكم شيئا من خراجكم، وإذا وقع عندي ألاّ يخرج إلاّ بحقّه، ولكم عليّ ألاّ ألقيكم في المهالك، وإذا غبتم في البعوث فأنا أبو العيال حتّى ترجعوا. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم(3) .

____________________

(1) السياسة الشرعية، ابن تيمية، ج 1 ص 66.

(2) متى كان سيفا مسلوكا؟ ومن هم قتلاه وجرحاه؟ إن سيفا لا يقتل ولا يجرح لا يصلح إلا للمتحف.

(3) سمط النجوم العوالي، ج 2 ص 468، وحياة الحيوان الكبرى، الدميري، ج 1 ص 49.

٣٢٨

أقول:

قوله قبضه الله تعالى وهو عنّي راض غير صحيح، لأنّ النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لهم بعد أن تنازعوا عنده ورفعوا أصواتهم: قوموا عنّي وقد غضب من كلمة عمر يومها ن فكيف يكون راضيا عنه؟! ولو كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم راضيا عنه عند وفاته لعرفت له فاطمة عليها السلام ذلك، لأنّها بضعة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومطهّرة بنصّ الكتاب العزيز. فعبارة قبضه الله تعالى وهو عني راض من وضع الرّواة بلا أدنى شكّ، لأنّ فاطمة عليها السلام ماتت ساخطة على عمر بن الخطّاب، وقد قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنها: إنّ الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها وما ذلك إلاّ لأنّ نفسها قدسية، فأراد العمريّون أن يجدوا لعمر مخرجا فأدرجوا عبارات يرومون من ورائها أن يقولوا: إنه لا يضرّ عمر وحزبه أن تسخط عليهم فاطمة عليها السلام مادام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم راضيا عنهم وهو غير صحيح، لأنّ رضا فاطمة عليها السلام في طول رضا الله تعالى ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكيف تكون فاطمة ساخطة عليهم ويكون النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم راضيا عنهم؟!

قال ابن القيم: وذكر ابن الهادي عن محمد بن إبراهيم التيمي قال: قال عمر بن الخطّاب: إياكم والرأي فإن أصحاب الرأي أعداء السنن أعيتهم الأحاديث أن يعوها وتفلّتت منهم أن يحفظوها فقالوا في الدين برأيهم).(1) ..

أقول: هذا موقفه من الرّأي وهو أوّل من أسّس له وعمل في الدين برأيه، حتى شهد عليه من الصّحابة من شهد في حكم شرعيّ أنّه قال رجل برأيه.

قال السيوطي: وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن عمر بن الخطّاب قال النساء ثلاث امرأة عفيفة، مسلمة، هيّنة، ليّنة، ودود، ولود تعين أهلها على الدهر ولا تعين الدّهر على أهلها، وقليل ما تجدها وامرأة وعاء لم تزد على أن تلد الولد، وثالثة غلّ قمل يجعلها الله في عنق من يشاء، وإذا أراد ان ينزعه نزعه(2) .

____________________

(1) إعلام الموقعين، ابن القيم، ج 1 ص 55.

(2) الدر المنثور ج 2 ص 518.

٣٢٩

عن إبراهيم بن مرة عن محمد بن شهاب قال: قال عمر بن الخطاب: لا تعترض فيما لا يعنيك، واعتزل عدوّك، واحتفظ من خليلك إلاّ الأمين فإنّ الأمين من القوم لا يعادله شيء؛ ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره، ولا تفش إليه سرّك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله عزوجل. حدثنا الحسن [..] عن ابن الزبير قال: قال عمر بن الخطاب: (إن لله عبادا يميتون الباطل بهجره، ويحيون الحقّ بذكره رغّبوا فرغبوا، ورهّبوا فرهبوا، خافوا فلا يأمنون، أبصروا من اليقين ما لم يعاينوا فخلطوه بما لم يزايلوه، أخلصهم الخوف فكانوا يهجرون ما ينقطع عنهم لما يبقى لهم؛ الحياة عليهم نعمة، والموت لهم كرامة فزوّجوا الحور العين، وأخدموا الولدان المخلّدين(1) .

وروي أنّ عمر بن الخطّاب وصف زهيرا فقال: كان لا يمدح الرّجل إلا بما فيه(2) .

وأخرج البخاريّ في تاريخه من طريق الزهري إنّ عمر بن الخطّاب قال إن وليت شيئا من أمر النّاس فلا تبال لومة لائم(3) .

قال المقدسي في أحسن التقاسيم: وما ذهبوا إليه يسمّى اختلاء لا التقاء، فان قيل لهم جعلت بحار الأعاجم من السبعة بعد ما قلت إن الله خاطبهم بما يعرفونه فالجواب فيه من وجهين أحدهما أن العرب قد كانت تسافر إلى فارس ألا ترى أن عمر بن الخطّاب قال: (إنّي تعلّمت العدل من كسرى وذكر خشيته وسيرته)(4) .

حدثنا عبد الله قال حدثنا داود بن عمرو الضبي قال حدثنا محمد بن مسلم عن عمرو يعني ابن دينار قال سمعت أبان بن عثمان قال دخلت على عمر بن الخطاب حين طعن ورأسه في التراب فذهبت أرفعه فقال دعني ويلي ويل امي إن لم يغفر لي ويلي ويل أمي إن لم يغفر لي(5) .

____________________

(1) حلية الأولياء، أبو نعيم، ج 1 ص 55.

(2) إعجاز القرآن، ج 1 ص 114.

(3) الدر المنثور، ج 3 ص 104.

(4) أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، محمد بن أحمد مقدسي، ص 18 مكتبة مدبولي، القاهرة، الطبعة الثالثة، 14111991.

(5) كتاب المحتضرين ج 1 ص 56. تحت رقم 45.

٣٣٠

وأخرج الحكيم الترمذي عن عمر بن الخطّاب قال لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح إيمان أبي بكر(1) .

أقول:

نعم، بفضل إيمان أبي بكر نال الخلافة، وأبو بكر لم ينفعه إيمانه الراجح في اثنتين وثمانين غزوة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان عمّه في أكثرها أن يفرّ بجلده ويسلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للأعداء عرضة للقتل.

وأخرج الخطيب عن عمر بن الخطّاب قال: والله لما يزع الله بالسلطان أعظم مما يزع بالقرآن(2) .

وسمع عمر بن الخطّاب إنسانا يقرأ هذه( وَمِنَ النّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ ) فقال عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون، قام رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل(3) .

وقال عمر: كفى سرفا أن لا يشتهي الرجل شيئا إلا اشتراه فأكله(4) .

عن أبي غرزة أنه أخذ بيد ابن الأرقم فأدخله على امرأته فقال أتبغضينني قالت: نعم. قال له ابن الأرقم: ما حملك على ما فعلت؟ قال: كثرت عليّ مقالة الناس. فأتى ابن الأرقم عمر ابن الخطاب فأخبره، فأرسل إلى أبي غرزة فقال له: ما حملك على ما فعلت؟ قال: كثرت علي مقالة النّاس. فأرسل إلى امرأته فجاءته ومعها عمّة منكرة فقالت: إن سألك فقولي: استحلفني فكرهت أن أكذب. فقال لها عمر: ما حملك على ما قلت؟ قالت: إنه استحلفني فكرهت أن أكذب، فقال عمر: بلى، فلتكذب إحداكن ولتجمل فليس كل البيوت تبنى على الحبّ ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام(5) .

قال ابن القيم: وقال عبيد الله بن عبد الله: بن عتبة: ما رأيت أحدا أعلم بالسّنّة ولا

____________________

(1) الدر المنثور، ج 4 ص 12.

(2) فتح القدير، الشوكاني، ج 3 ص 363.

(3) تفسير البغوي، ج 1 ص 236.

(4) تفسير البغوي، ج 1 ص 94.

(5) المعرفة والتاريخ ج 1 ص 200 وكنز العمال ج 16 ص 233 رقم 45859.

٣٣١

أجلد رأيا ولا أثقب نظرا حين ينظر مثل ابن عبّاس، وإن كان عمر بن الخطّاب ليقول له قد طرأت علينا عضل أقضية أنت لها ولأمثالها(1) .

كلمات عمر بن الخطاب

عن عثمان بن عفان قال أنا آخركم عهدا بعمر دخلت عليه ورأسه في حجر ابنه عبد الله بن عمر فقال له ضع خدي بالأرض قال فهل فخذي والأرض إلا سواء قال ضع خذي بالأرض لا أم لك في الثانية أو في الثالثة ثم شبك بين رجليه فسمعته يقول ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله لي حتى فاضت نفسه. قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال أخبرنا سفيان عن عاصم بن عبيد الله قال حدثني أبان بن عثمان عن عثمان قال آخر كلمة قالها عمر حتى قضي ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله لي ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله لي ويلي وويل امي إن لم يغفر الله لي قال أخبرنا أبوبكر بن عبد الله بن أبي أويس قال أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر عن عاصم بن عبيد الله عن سالم بن عبد الله أن عمر بن الخطّاب قال ليتنى لم أكن شيئا قط ليتنى كنت نسيا منسيا قال ثم أخذ كالتبنة أو كالعود عن ثوبه فقال ليتني كنت مثل هذا(2) .

وقال عمر أيضا [بعدما طعن]: أما والله على ما يقولون وددت أنّي خرجت منها كفافا لا عليّ ولا لي وأنّ صحبة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد سلمت لي. فتكلّم عبد الله بن عبّاس وكان عند رأسه وكان خليطه كأنّه من أهله، وكان ابن عبّاس يقرأ القرآن، فتكلّم عبد الله بن عبّاس فقال: والله لا تخرج منها كفافا لقد صحبت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصحبته بخير ما صحبه خليفة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكنت تنفّذ أمره وكنت له ن وكنت له وكنت، ثمّ وليتها يا أمير المؤمنين ات فوليتها بخير ما وليها وال كنت تفعل وكنت تفعل، فكان عمر يستريح إلى حديث ابن عبّاس فقال عمر: يا ابن عبّاس كرّر عليّ حديثك فكرّر عليه، وقال ابن المقرئ كرّ علي حديثك فكرّ عليه، فقال عمر: أما والله على ما تقولون

____________________

(1) إعلام الموقعين، ابن القيم، ج 1 ص 19.

(2) الطبقات الكبرى، محمد بن سعد، ج 3 ص 360.

٣٣٢

لو أنّ لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به اليوم من هول المطّلع..(1) .

وعن سماك عن ابن عبّاس قال دخلت على عمر حين طعن فقلت: أبشر يا أمير المؤمنين، والله لقد مصّر الله بك الأمصار وأوسع بك الرزق وأظهر بك الحق فقال عمر قبلها أو بعدها فقلت بعدها وقبلها قال فو الله وددت أني أنجو منها كفافا لا أؤجر ولا أؤزر(2) .

وفي طبقات ابن سعد عن سماك قال سمعت بن عبّاس قال دخلت على عمر حين طعن فجعلت أثني عليه فقال بأيّ شيء تثني عليّ بالإمرة أو بغيرها؟ قال قلت: بكلّ. قال ليتني أخرج منها كفافا لا أجر ولا وزر ز قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسيّ وعبيد الله بن موسى عن مسعر عن سماك الحنفيّ قال: سمعت ابن عبّاس يقول قلت لعمر: مصّر الله بك الأمصار، وفتح بك الفتوح، وفعل بك وفعل، فقال: لوددت أنّي أنجو منه لا أجر ولا وزر(3) .

وفي طبقات ابن سعد عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال رأيت عمر بن الخطّاب أخذ تبنة من الأرض فقال ليتني كنت هذه التبنة، ليتني لم أخلق، ليت أمي لم تلدني، ليتني لم أك شيئا، ليتني كنت نسيا منسيا(4) .

وفيه أيضا:

وفي الإمامة والسياسة: قال (عمر): ومن أين لي بالشهادة وأنا بجزيرة العرب؟ ثم جعل الناس يثنون عليه، ويذكرون فضله. فقال: إنّ من غررتموه لمغرور، إني والله وددت أن أخرج منها كفافا كما دخلت فيها، والله لو كان لي اليوم ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع، فقالوا: يا أمير المؤمنين لا بأس عليك، فقال: إن يكن القتل بأسا، فقد قتلني أبو لؤلؤة، قالوا ك فإن يكن ذلك فجزاك الله عنا خيرا. فقال: لا

____________________

(1) تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر ج 44 ص 411.

(2) تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر، ج 44 ص 423.

(3) الطبقات الكبرى - محمد بن سعد، ج 3 ص 351.

(4) الطبقات الكبرى، محمد بن سعد، ج 3 ص 360.

٣٣٣

أراكم تغبطونني بها، فو الذي نفس عمر بيده، ما أدري علام أهجم، ولوددت أنّي نجوت منها كفافا لا لي ولا عليّ، فيكون خيرها بشرها، ويسلم لي ما كان قبلها من الخير(1) .

وفي الإمامة والسياسة: قال: والله لا أحملكم حيا وميتا، ثم قال: إن استخلفت فقد استخلف من هو خير مني، يعني أبابكر، وإن أدع فقد ودع من هو خير مني يعني النبي عليه الصلاة والسلام، فقالوا: جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين، فقال: ما شاء الله راغبا، وددت أن أنجو منها لا لي ولا علي. فلما أحس بالموت قال لابنه: اذهب إلى عائشة، وأقرئها مني السلام، واستأذنها أن أقبر في بيتها مع رسول الله ومع أبي بكر، فأتاها عبد الله بن عمر، فأعلمها، فقالت: نعم وكرامة ثم قالت: يا بني أبلغ عمر سلامي، وقل له: لا تدع أمة محمد بلا راع ن استخلف عليهم، ولا تدعهم بعدك هملا، فإني أخشى عليهم الفتنة، فأتى عبد الله فأعلمه، فقال: ومن تأمرني أن أستخلف؟ لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح باقيا الستخلفته ووليته، فإذا قدمت علي ربى فسألني وقال لي: من وليت علي أمة محمد؟ قلت إي ربى، سمعت عبدك ونبيك يقول: لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، ولو أدركت معاذ بن جبل استخلفته، فإذا قدمت علي ربى فسألني: من وليت على أمة محمد؟ قلت: إي ربى: سمعت عبدك ونبيك يقول: إن معاذ ابن جبل يأتي بين يدي العلماء يوم القيامة. ولو أدركت خالد بن الوليد لوليته، فإذا قدمت علي ربى فسألني: من وليت علي أمة محمد؟ قلت إي ربى، سمعت عبدك ونبيك يقول: خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سلّه على المشركين(2) .

هذا كلام جدير بأن يفحص، والتمعّن فيه كفيل بتبديد بعض الشبهات التي يتمسك بها المدافعون عن الباطل. فالمرشّحون للخلافة حسب اقتراح الخليفة عمر بن الخطّاب ثلاثة: أبو عبيدة بن الجراح ثم معاذ بن جبل، ثم خالد بن الوليد. هؤلاء هم الذين

____________________

(1) الإمامة والسياسة، ابن قتيبة الدينوري تحقيق الشيري ج 1 ص 40.

(2) الإمامة والسياسة، ابن قتيبة الدينوري، تحقيق الزيني ج 1 ص 28.

٣٣٤

يستحقون أن يقودوا الأمّة. لكن قبل الشّروع في مناقشة ذلك تجدر الإشارة إلى أنّ هؤلاء جميعا شاركوا في الهجوم على بيت كان جبريل يستأذن قبل دخوله! وقد برّر الخليفة مقاله بكلمات يحسبها فضائل وهي أوه من بيت العنكبوت إذا قيست بغيرها مما ورد في حق يعسوب الدين وسيد الوصيين. ولو لم يكن إلا حديث المنزلة الذي يقول فيه رسول الله لعلي عليه السلام: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) - لو لم يكن إلا ذلك - لكفى، فكيف وقد صنّفت في فضائله عليه السلام كتب مستقلة، منها كتاب خصائص أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب للحافظ النسائي وكتاب فضل آل البيت للمقريزي، والرجلان من كبار علماء مدرسة الخلفاء لا سبيل للتّشكيك في منزلتهما العلمية واستقامتهما وصحّة معتقدهما عندهم. ألم ير الخليفة في واحدة من تلك الفضائل ما يجعله في مصاف من سماهم؟ ليت الخليفة ذكر آية واحدة نازلة في فضل واحد ممن ذكر! لكن القرءان حافل بالآي النازل في فضل علي وأهل بيته عليهم السلام، وهو المولود في الكعبة الذي تربى في حجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخديجة، وهو كفؤ فاطمة عليها السلام، وأبو سيدي شباب أهل الجنة..

إنّ عمر بن الخطّاب نفسه يشهد لعلي عليه السلام أنه مولاه ومولى كلى مؤمن ومؤمنة، وقد قال له يومها: (بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة)، فإن يكن أبو عبيدة وخالد ومعاذ من المؤمنين فعلي عليه السلام مولاهم ومولى زعمائهم ومرشحيهم وليس أحد منهم مولى له وكفى بذلك دليلا للباحث عن الحق.

وقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يولي عليا عليه السلام عليهم في السرايا ولم يولّ أحدا منهم عليه. وقد خطب زعماؤهم ومقدموهم فاطمة عليها السلام وردّهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو القائل: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه إلاّ تفعلوا تكن في الأرض وفساد كبير. وزوجها عليا عليه السلام.

٣٣٥

وفي كنز العمال: عن عمر أنه سمع رجلا يقرأ ( هَلْ أَتَى‏ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَذْكُوراً ) فقال عمر: يا ليتها تمّت(1) .

وهذا معناه أنّ عمر يتمنى لو أن الإنسان لم يخرج إلى الوجود! ويبقى السؤال مطروحا: لماذا يفضل عمر بن الخطاب العدم على الوجود؟

قال القاضي عياض: (ولمّا فرض عمر بن الخطّاب لابنه عبد الله في ثلاثة آلاف ولأسامة بن زيد في ثلاثة آلاف وخمسمائة قال عبد الله لأبيه: لم فضّلته؟ فو الله ما سبقني إلى مشهد! فقال له: لأنّ زيدا كان أحبّ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أبيك، وأسامة أحبّ إليه منك، فآثرت حبّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حبي(2) .

أقول: هل كان أسامة بن زيد أحبّ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من فاطمة عليها السلام؟ هل قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما من الأيّام أسامة بضعة منّي؟! وأعجب منه قوله آثرت حبّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حبّي!!

قال صاحب أبي حنيفة: واستدلّ عليه بحديث سعد بن أبي وقّاص، فإنّه حين افتتح العراق باع من المسور بن مخرمة طستا بألف درهم، فباعها المسور بألفي درهم. فقال له سعد: لا تتّهمني، وردّ الطّست. فإنّي أخشى أن يسمع ذلك عمر فيرى أنّى قد حابيتك، فردّه. ثم ذُكر ذلك لعمر فقال: الحمد لله الذي جعل رعيتي تخافني في آفاق الأرض، وما زادني على ذلك شيئا. ولو كان هذا البيع جائزا لأمر عمر بردّ الطّست عليه(3) .

يحمد الله تعالى أنّ رعيّة عمر تخاف عمر في آفاق الأرض، ولا يهمّه إنّ كانت تخاف الله تعالى! وسعد بن ابي وقاص لم يقل للمسور بن مخرمة (إني أستحي من الله تعالى أن يراني حابيتك..، وإنما قال: (فإنّي أخشى أن يسمع ذلك عمر فيرى أنّى قد حابيتك).

____________________

(1) كنز العمال، المتقي الهندي، ج 12 ص 563 تحت رقم 35764.

(2) الشفا بتعريف حقوق المصطفى - القاضي عياض - ج 2 ص 50.

(3) السير الكبير، الشيباني، ج 3 ص 1091.

٣٣٦

قال السيوطي في فصل خاصّ بما ورد من كلام والسّلف الصّالح في فضل أبي بكر: أخرج البخاريّ عن جابر قال: قال عمر بن الخطّاب (أبوبكر سيدنا). وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن عمر قال: (لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم). وأخرج ابن أبي خيثمة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عمر قال: (إنّ أبا بكر كان سابقا مبرزا). وقال عمر (لوددت أنّي شعرة في صدر أبي بكر) أخرجه مسدّد في مسنده. وقال (وددت أنّي من الجنّة حيث أرى أبا بكر). أخرجه ابن أبي الدنيا وابن عساكر. وقال: (لقد كان ريح أبي بكر أطيب من ريح المسك!) أخرجه أبو نعيم. وأخرج ابن عساكر عن عليّ أنه دخل على أبي بكر وهو مسجى فقال: (ما أحد لقي الله بصحيفته أحبّ إليّ من هذا المسجّى). وأخرج ابن عساكر عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (حدثني عمر بن الخطاب أنّه ما سبق أبابكر إلى خير قطّ إلا سبقه به). وأخرج الطبراني في الأوسط عن عليّ قال: والذي نفسي بيده ما استبقنا إلى خير قطّ إلا سبقنا إليه أبوبكر. وأخرج في الأوسط أيضا عن جحيفة قال: قال علي خير الناس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبوبكر وعمر لا يجتمع حبي وبغض أبي بكر وعمر في قلب مؤمن(1) .

أقول:

من علامات وضع هذا الحديث أنّ فاطمة عليها السلام لم تكن تحب أبابكر وعمر، وكان عليّ عليه السلام أحبّ الناس إليها بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وفي مسند الشاميّين عن جبير بن نفير أنّ نفرا قالوا لعمر بن الخطّاب والله ما رأينا رجلا أقضى بالقسط ولا أقول بالحقّ ولا أشدّ على المنافقين منك يا أمير المؤمنين! فأنت خير النّاس بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ! فقال عوف بن مالك كذبتم، والله لقد رأينا خيرا منه بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال: من هذا يا عوف؟ فقال: أبوبكر. فقال عمر: صدق عوف وكذبتم! والله لقد كان أبوبكر أطيب من ريح المسك وأنا أضلّ من بعير أهلي(2) .

____________________

(1) تاريخ الخلفاء، السيوطي، ج 1 ص 59.

(2) مسند الشاميين، الطبراني ج 2 ص 182 تحت رقم 1151.

٣٣٧

هذه شهادة عمر على نفسه أنّه أضلّ من بعير أهله!

قال الرازي: وعن عمر بن الخطّاب أنه قال: والله لو أمرنا ربنا بقتل أنفسنا لفعلنا والحمد لله الذي لم يأمرنا بذلك(1) .

في كتاب الجهاد:... قال عمر والله إنّ من النّاس ناسا يقاتلون ابتغاء الدّنيا، وإنّ من النّاس ناسا يقاتلون رياء وسمعة، وإنّ من النّاس ناسا يقاتلون إن دهمهم القتال ولا يستطيعون إلا إيّاه، وإنّ من الناس ناسا يقاتلون ابتغاء وجه الله، أولئك الشّهداء وكلّ امرئ منهم يبعث على الذي يموت عليه؛ وإنّها والله ما تدري نفس ما هو مفعول بها ليس هذا الرّجل الذي قد تبين لنا أنه قد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر(2) .

وهذا يدلّ بوضوح على أن عمر بن الخطّاب لم يكن يعتقد بالعشرة المبشرين فضلا عن عدالة جميع الصّحابة، فهو لم يجزم بالنّجاة لغير رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لا لأبي بكر ولا غيره.

وفي التسهيل: (قال عمر بن الخطّاب التوبة النّصوح هي أن تتوب من الذنب ثم لا تعود إليه أبدا ولا تريد أن تعود(3) .

قالوا: كان عمر بن الخطّاب يقول حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ لا تخفى منكم خافية فيقول هاؤم(4) .

أقول: هل حاسب عمر نفسه حينما قيل له (إنّ في البيت فاطمة) فقال: (وإن)؟ هل تدبّر في عواقب هذه الكلمة؟.

قال عمر بن الخطّاب: (كفى بالمرء سرفا أن لا يشتهى شيئا إلاّ اشتراه فأكله)(5) .

أقول: يرد عليه إشكالات منها قوله تعالى( قُلْ مَنْ حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ الّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطّيّبَاتِ مِنَ الرّزْقِ.. ) ، وإذا كان المرء يشترى من حلال بدراهم حلال يتقوّى به على

____________________

(1) التفسير الكبير ج 10 ص 134.

(2) الجهاد عبد الله بن المبارك ص 65.

(3) التسهيل لعلوم التنزيل ج 4 ص 132.

(4) زاد المسير، ج 8 ص 351.

(5) تفسير الثعالبي، ج 3 ص 141.

٣٣٨

عبادة ربّه فأين المشكلة؟

وقال ابن جرير عن الحسن قال: قال عمر بن الخطّاب: لقد هممت أن لا أدع أحدا أصاب فاحشة في الإسلام أن يتزوّج محصنة. فقال له أبي بن كعب: يا أمير المؤمنين، الشّرك أعظم من ذلك وقد يقبل منه إذا تاب(1) .

وروى الحسن البصري قال: قال عمر بن الخطّاب: (لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا إلى كل من كان عنده جدة (أي سعة) فلم يحجّ فيضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين(2) .

هذا رأي عمر في من أخّر الحجّ، وهل تنحصر الجدة في المال والرّاحلة دون مراعاة الموانع الأخرى التي قد يكون الحرج في التّصريح بها. ذلك ما لا يلتفت إليه عمر.

وعن أبي عثمان النّهدي أنّ عمر بن الخطّاب قال وهو يطوف بالبيت ويبكي: اللهمّ إن كنت كتبت عليّ شقوة أو دنبا فامحه فإنّك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أمّ الكتاب، فاجعله سعادة ومغفرة(3) .

أقول: هذا عمر يخشى على نفسه الشّقاء وهو المبشّر بالجنة!

وروي أنّ المدينة زلزلت على عهد عمر بن الخطّاب مرّات فقال عمر: أحدثتم والله! لئن عادت لأفعلنّ ولأفعلن(4) .

أقول: لماذا يخرج عمر نفسه من المحدثين؟ أليس درء الحدّ عن المغيرة بن شعبة من أكبر ما ارتكب على عهده؟ أو لم يقل هو نفسه للمغيرة بن شعبة: (والله ما رأيتك إلا خشيت أن أرامى بحجارة من السماء)؟!

____________________

(1) مختصر ابن كثير، ج 1 ص 349.

(2) مختصر ابن كثير، ج 1 ص 237.

(3) تفسير ابن كثير ج 2 ص 520 وتفسير الطبري ج 13 ص 167 وروح المعاني ج 13 ص 170 وفتح القدير ج 3 ص 89.

(4) مختصر ابن كثير، ج 2 ص 786.

٣٣٩

قال ابن كثير: وقد ذكرنا في مسند أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب من طرق متعدّدة عنه أنه لما تزوج (أمّ كلثوم) بنت علي بن أبي طالب قال: أما والله ما بي إلا أنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: كل سبب ونسب فإنّه منقطع يوم القيامة إلا سبي ونسبي (رواه الطبراني والبزار والبيهقي والحافظ الضياء في المختارة وذكر أنه أصدقها أربعين ألفا إعظاما وإكراما)(1) .

أقول:

بغض النظر عن صحة القصة أو بطلانها فإنّ في هذا الكلام مغالطة كبيرة، وشر المغالطة ما كان يغالط به المولى عزوجل، هل يعتقد عمر بن الخطاب أن نسب أم كلثوم أقرب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من نسب فاطمة عليها السلام؟ وحتى أم كلثوم - في حال ثبوت القصّة وهو غير مسلّم - أقول: أيّ تعظيم وأيّ تكريم بعد أن همّ بإحراقها وإحراق أمّها وأبيها وأخويها يوم السّقيفة. والعجيب أنّه خطب أمّها من قبل، ثمّ خطبها هي وتزوّجها على زعمهم، وهذا من أشنع ما يشنّع به النّاس عرفا! فهو قد خطب إلى أهل بيت ردّوه، ومع ذلك رجع إلى نفس البيت يخطب بنت المرأة التي خطبها وردّوه!! وعلى كلّ حال إنّ له وقفة مع فاطمة يوم العرض الأكبر، فإن اتّصل سببه هناك لم يضرّه شيء، وإن انقطع سببه هناك لم ينفعه شيء. وقد خرجت فاطمة عليها السلام من الدّنيا ساخطة عليه، ولا شيء يدلّ على أنّها غيّرت رأيها منه في عالم البرزخ، ولا ينقض يقين بشكّ.

وفي مختصر ابن كثير، قال قتادة: ذكر لنا أنّ أبا الدّرداء قال: لا إسلام إلا بطاعة الله ولا خير إلا في جماعة والنّصيحة لله ولرسوله وللخليفة وللمؤمنين عامّة قال: وقد ذكر لنا أنّ عمر بن الخطّابرضي‌الله‌عنه كان يقول: عروة الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والطاعة لمن ولاّه الله أمر المسلمين (رواه ابن أبي حاتم)(2) . (من

____________________

(1) تفسير ابن كثير، ج 3 ص 257.

(2) مختصر ابن كثير، ج 2 ص 816.

٣٤٠