ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة0%

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 383

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

مؤلف: حسينة حسن الدريب
تصنيف:

الصفحات: 383
المشاهدات: 68489
تحميل: 4630

توضيحات:

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 383 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68489 / تحميل: 4630
الحجم الحجم الحجم
ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

مؤلف:
العربية

فأتي به ، فبصق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في عينيه ، ودعا له ، فبرأ حتّى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية )(1) .

صحيح مسلم :

( فأتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا أبكي فقلت : يا رسول الله ، بطل عمل عامر قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : من قال ذلك؟ قال : قلت : ناس من أصحابك ، قال : كذب من قال ذلك ، بل له أجره مرّتين ، ثمّ أرسلني إلى علي وهو أرمد ، فقال : ( لأعطين الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ، أو يحبّه الله ورسوله ، قال : فأتيت علياً فجئت به أقوده وهو أرمد حتّى أتيت به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فبصق في عينيه فبرأ ، واعطاه الراية ، وخرج مرحب فقال :

قد علمت خيبر أنّي مرحب

شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

فقال علي :

أنا الذي سمتني أمي حيدرة

كليث غابات كريه المنظرة

أوفيهم بالصاع كيل السندرة

قال : فضرب رأس مرحب فقتله ، ثمّ كان الفتح على يديه )(2) .

عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ( ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إلى من حمر

__________________

1 ـ صحيح البخاري 4 : 207 ، 5 : 76.

2 ـ صحيح مسلم 5 : 195.

٣٤١

النعم ، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول له وخلّفه في بعض مغازيه ، فقال له علي يارسول الله ، خلّفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبوّة بعدي.

وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي علياً فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه.

ولما نزلت هذه الآية :( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ) دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهلي ).

حدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا يعقوب ( يعني ابن عبد الرحمن القاري ) عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم خيبر : ( لأعطين هذه الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ، يفتح الله على يديه. قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الإمارة إلّا يومئذٍ ، قال فتساورت لها رجاء أن أدعى لها ، قال : فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم علي بن أبي طالب ، فأعطاه إياها ، وقال : امش ولا تلتفت حتّى يفتح الله عليك ، قال : فسار علي شيئاً ثمّ وقف ولم يلتفت ، فصرخ يا رسول الله ، على ماذا أقاتل الناس؟ قال : قاتلهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها وحسابهم على الله.

حدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا عبد العزيز ( يعني ابن أبى حازم ) عن أبي حازم ، عن سهل ح ، وحدّثنا قتيبة بن سعيد ( واللفظ هذا ) حدّثنا يعقوب ( يعني ابن عبد الرحمن ) عن أبي حازم ، أخبرني سهل بن سعد أنّ رسول الله

٣٤٢

صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم خيبر : ( لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله على يديه يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، قال : فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ، قال : فلمّا أصبح الناس غدوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كلّهم يرجون أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا : هو يارسول الله يشتكى عينيه ، قال فأرسلوا إليه ، فأتي به فبصق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في عينيه ، ودعا له فبرأ حتّى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال علي يارسول الله ، أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا ، فقال : انفذ على رسلك حتّى تنزل بساحتهم ، ثمّ ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم ).

حدّثنا قتيبة بن سعيد حدّثنا حاتم ( يعني ابن إسماعيل ) عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع قال : كان علي قد تخلّف عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في خيبر وكان رمداً فقال : أنا أتخلّف عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخرج علي فلحق بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلمّا كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ( لأعطين الراية ، أو ليأخذن بالراية غداً رجل يحبّه الله ورسوله ، أو قال : يحبّ الله ورسوله ، يفتح الله عليه ، فإذا نحن بعلي وما نرجوه ، فقالوا : هذا علي ، فأعطاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الراية ، ففتح الله عليه )(1) .

سنن ابن ماجة :

عن سعد بن أبي وقاص ، قال : قدم معاوية في بعض حجّاته ، فدخل عليه

__________________

1 ـ صحيح مسلم 7 : 120.

٣٤٣

سعد ، فذكروا علياً ، فنال منه ، فغضب سعد ، وقال : تقول هذا لرجل سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ).

وسمعته يقول : ( أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي ).

وسمعته يقول : ( لأعطين الراية اليوم رجلاً يحبّ الله ورسوله )(1) .

سنن الترمذي :

حدّثنا قتيبة ، ( أخبرنا ) حاتم بن إسماعيل ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر ابن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أنّ تسبّ أبا تراب؟ قال : أما ما ذكرت ; ثلاثاً قالهنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إلىّ من حمر النعم ، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لعلى وخلّفه في بعض مغازيه ، فقال له : يارسول الله ، تخلّفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ( أما ترضى أنّ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبوّة بعدي ).

وسمعته يقول يوم خيبر : ( لأعطين الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ). قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي علياً ، قال : فأتاه وبه رمد ، فبصق في عينه ، فدفع الراية إليه ، ففتح الله عليه ).

وأنزلت هذه الآية :( ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم ) الآية ، دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : ( اللهمّ هؤلاء أهلي ).

__________________

1 ـ سنن ابن ماجة ج 1 ص 45.

٣٤٤

هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه.

حدّثنا عبد الله بن أبى زياد ، ( أخبرنا ) الأحوص بن جواب ، عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق ، عن البراء قال : بعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم جيشين ، وأمرّ على أحدهما علي بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد وقال : ( إذا كان القتال فعلي ، قال فافتتح علي حصناً ، فأخذ منه جارية ، فكتب معي خالد كتاباً إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يشي به ، قال : فقدمت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقرأ الكتاب ، فتغيّر لونه ، ثمّ قال : ما ترى في رجل يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله؟! قال : قلت : أعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله )(1) .

تفسير الرازي :

قال علي بن أبي طالب : والله ما قلعت باب خيبر بقوّة جسدانية ولكن بقوّة ربانية(2) .

الشاهد في النصوص :

1 ـ إنّ الإمامعليه‌السلام يحبّ الله ورسوله ، ويحبّاه.

2 ـ جبن وضعف من رجع مهزوماً.

3 ـ شجاعة وقوّة الإمام عليعليه‌السلام ، حتّى أنّ قوّته كانت معجزة ، إذ قلع باب خيبر ولا يقدر على تحريكه أربعون رجلاً.

__________________

1 ـ سنن الترمذي ج 5 ص 301.

2 ـ تفسير الرازي 21 : 91.

٣٤٥

4 ـ تنبّؤ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالفتح على يد الإمام عليعليه‌السلام ، وهذا من علمه بالمغيبات : ( لأعطين الراية غداً ).

5 ـ لفظ ( كرّار غير فرار ) صيغة ( فعّال ) أي : دائماً وابداً لا يفر من العدو كما فر غيره.

6 ـ فتطاول القوم لها ، وكلّهم يرجوها ، لماذا يرجوها لولا أهميتها.

7 ـ قول عمر : فما أحببت الإمارة إلّا يومئذٍ ، فتطاولت لها واستشرفت رجاء أنّ يدفعها إليّ ، فلمّا كان الغد دعا علياً.

8 ـ أمر معاوية بسبّ علي ، فما حكم من أمر بسبّ صحابي وخليفة؟!

9 ـ قول ابن عمر : كنّا نقول في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : خير الناس ، ثمّ أبو بكر ، ثمّ عمر ، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم. زوّجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ابنته وولدت له ، وسدّ الأبواب إلّا بابه في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر.

10 ـ أبا سعيد الخدري يقول : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ الراية فهزّها ، ثمّ قال : من يأخذها بحقّها فجاء فلان ، فقال : أنا قال : امط ، ثمّ جاء رجل ، فقال : امط ، ثمّ قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : والذي كرّم وجه محمّد لأعطيّنها رجلاً لا يفر ، هاك يا علي.

11 ـ فبات الناس يدوكون ليلتهم أيّهم يعطاها ، فلمّا أصبح الناس غدوا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كلّهم يرجو أنّ يعطاها ، قال : فقال : أين علي بن أبي طالب؟

12 ـ فكتب معي خالد كتاباً إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يشي به ، قال :

٣٤٦

فقدمت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقرأ الكتاب ، فتغيّر لونه ، ثمّ قال ما ترى في رجل يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله.

ثانياً : قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله للإمام علي عليه‌السلام لما قدم عليه لفتح خيبر

( لولا أنّ تقول فيك طائفة من أمّتي ما قالت النصارى في المسيح عليه السلام لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمر بملأ إلّا أخذوا التراب من تحت قدمك ، ومن فضل طهورك يستشفون به ، ولكن حسبك أنّ تكون منّي وأنا منك ، ترثني وأرثك ، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي ، وأنّك تبرئ ذمتي ، وتقاتل على سنّتي ، وأنّك غداً في الآخرة أقرب الناس منّي ، وأنّك أوّل من يرد عليّ الحوض ، وأوّل من يكسى معي ، وأوّل داخل في الجنّة من أمّتي ، وأن شيعتك على منابر من نور ، وأنّ الحق على لسانك وفي قلبك ، وبين عينيك )(1) .

وقفة تأمّل :

1 ـ لا تمر بملأ إلّا أخذوا التراب من تحت قدمك ، ومن فضل طهورك يستشفون به. ( وهذا دليل على أنّ التقرّب بالأولياء تقرّب إلى الله ، وليس شركاً كما زعم البعض ).

2 ـ ولكن حسبك أنّ تكون منّي وأنا منك. ( إنّ هذا التعبير لا يقوله إنسان عادي لآخر إلّا إذا كان له منزلة خاصّة وعالية عنده ، فكيف والقائل هو رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي لا ينطق عن الهوى ).

__________________

1 ـ المناقب ، الخوارزمي : 158.

٣٤٧

3 ـ ترثني وأرثك. ( ماذا يرث ابن العم من ابن عمّه إنّه ليس بوارث ثروته ، وإنّما هذا يؤكّد أنّه وارثه على أمته ).

4 ـ وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي.

5 ـ وأنّ شيعتك على منابر من نور.

ثالثاً : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين ) (1) :

ملخص القصّة :

برز الإمام عليعليه‌السلام لقتل عمرو بن عبدود ذلك الذي هابه كلّ الصحابة ، كما في السير والتاريخ أنّ عمر بن ود كان يرتجز ويقول : هل من مبارز؟ وكرر ذلك مرّات ولم يقم في كلّ مرّة إلّا الإمام عليعليه‌السلام ، فلمّا يئس الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله من صحابته أذن للامامعليه‌السلام بالمبارزة ، فتقدّم الإمام ، فقال الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه وقال : ربّ لا تذرني فرداً ، اللهم احفظه من بين يديه ) ، وبعد أن قتله الإمامعليه‌السلام قال الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين ).

نفهم من هذا النص ما يلي :

1 ـ إنّ ضربة الإمام عليعليه‌السلام في ذلك اليوم أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة.

2 ـ شجاعة الإمامعليه‌السلام على كلّ الصحابة في كلّ المعارك والغزوات ، ومنها : قدومه على ابن ود العامري الذي يقال عنه : إنّه تخاف قريش من ظلّه.

__________________

1 ـ أنظر : مستدرك الحاكم 3 : 32 ، ينابيع المودّة 1 : 412.

٣٤٨

3 ـ إنّ علي هو الإيمان كلّه.

رابعاً : هاتف من السماء هتف : ( لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار ) (1) :

لما قتل علي بن أبي طالب يوم أحد أصحاب الألوية أبصر رسول الله صلّى الله عليه وآله جماعة من مشركين قريش فقال لعلي : أحمل عليهم ، فحمل عليهم ففرّق جمعهم ، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي ، قال : ثمّ أبصر رسول الله صلّى الله عليه وآله جماعة من مشركي قريش فقال لعلي : احمل عليهم ، فحمل عليهم ففرّق جماعتهم ، وقتل شيبة بن مالك ، فقال جبريل : يا رسول الله ، إنّ هذا للمواساة ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : إنّه منّي وأنا منه ، فقال جبريل : وأنا منكما. قال فسمعوا صوتاً :

لا سيف إلّا ذو الفقار

ولا فتى إلّا علي(2)

عن عليعليه‌السلام أنّ جبريل أتى النبي صلّى الله عليه وآله فقال : إنّ صنماً في اليمن معفراً في الحديد فابعث إليه فادققه وخذ الحديد ، قال : فدعاني وبعثني إليه ، فدققت الصنم وأخذت الحديد ، فجئت به إلى رسول الله ، فاستطرب منه سيفين ، فسمّى واحداً ذا الفقار ، والآخر مخذما ، فقلّد رسول الله ذا الفقار ، وأعطاني مخذماً ثمّ أعطاني بعد ذا الفقار ، ورآني رسول الله وأنا أقاتل دونه يوم أحد فقال :

لا سيف إلّا ذو الفقار

ولا فتى إلّا علي(3)

__________________

1 ـ مناقب علي بن أبي طالب : 151.

2 ـ تاريخ الطبري 2 : 197.

3 ـ نظم درر السمطين : 122.

٣٤٩

وفي تذكرة سبط ابن الجوزي : ذكر أحمد في الفضايل أيضاً أنّهم سمعوا تكبيراً من السماء في ذلك اليوم ( يوم خيبر ) وقائلاً يقول :

لا سيف إلّا ذو الفقار

ولا فتى إلّا علي

فاستأذن حسان بن ثابت رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّ ينشد شعراً فأذن له فقال :

جبريل نادى معلناً

والنقع ليس بمنجلي

والمسلمون قد أحدقوا

حول النبي المرسل

لا سيف إلّا ذو الفقار

ولا فتى إلّا علي(1)

مغالطة ابن تيمية :

قال ابن تيمية في جواب العلاّمة الحلي حول شجاعة علي : ( هذا كذب ، فأشجع الناس رسول الله )(2) .

فنقول : ما كان من شك في أشجعية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإنّما الكلام بين علي وأبي بكر ، كلامنا في الإمامة والخلافة بعد الرسول وإننا نورد في كثير من مصادرنا قول الإمام عليعليه‌السلام لشخص غلا فيه : ( ويحك إنّما أنا عبد من عبيد محمّد )(3) .

وقول عليعليه‌السلام : ( كنّا إذا حمي البأس ولقي القوم القوم اتّقينا برسول الله

__________________

1 ـ تذكرة الخواص 1 : 242.

2 ـ منهاج السنة 8 / 76.

3 ـ الكافي 1 : 90.

٣٥٠

صلّى الله عليه وآله فلا يكون أحد منا أدنى إلى القوم منه )(1) .

يفضلّهم عليهعليه‌السلام وقد فرّوا في أكثر من غزوة ، ولم ينقل التاريخ أنّهم قتلوا ولا واحداً في سبيل الله تعالى قال ابن تيمية : ( وكذلك سائر المشهورين بالقتال من الصحابة ، كعمر والزبير وحمزة والمقداد وأبي طلحة والبراء بن مالك وغيرهم ، ما منهم من أحد إلّا قتل بسيفه طائفة من الكفار ).

فإذا سئل ابن تيمية : أين الطائفة؟

يقول في الجواب : ( القتل قد يكون باليد كما فعل علي وقد يكون بالدعاء ، القتال يكون بالدعاء كما يكون باليد ).

فابن تيمية يعترف أنّ عمر لم يقتل إلّا بالدعاء الذي هو سلاح العجائز والضعفاء في الجهاد!! أمّا الشجاع فهو يدعو الله تعالى بالتوفيق والنصر ويقدم للمعركة.

وأمّا إذا سئل عن شجاعة أبي بكر ، يقول في الجواب : ( إذا كانت الشجاعة المطلوبة من الأئمة شجاعة القلب ، فلا ريب أنّ أبا بكر كان أشجع من عمر ، وعمر أشجع من عثمان وعلي وطلحة والزبير ، وكان يوم بدر مع النبي في العريش )(2) .

إذن يجيب ابن تيمية أنّ عمر قاتل بالدعاء ، وأبا بكر شجاع بقوّة القلب.

ثمّ لو كانا واجدان لقوّة القلب ـ كما يقول ابن تيميّة ـ فلماذا فرّا؟ لا ريب في أنّهما قد فرّا في أُحد ، وقد روى الخبر أئمّة القوم : منهم :

__________________

1 ـ المستدرك على الصحيحين 2 : 143.

2 ـ منهاج السنة 4 / 482 ، 8 : 79.

٣٥١

1 ـ أبو داود الطيالسي.

2 ـ ابن سعد صاحب الطبقات.

3 ـ أبو بكر البزّار.

4 ـ الطبراني.

5 ـ ابن حبّان.

6 ـ الدارقطني.

7 ـ أبو نعيم.

8 ـ ابن عساكر.

9 ـ الضياء المقدسي.

وغيرهم من الأئمّة الأعلام(1) .

أمّا في خيبر ، فقد روى فرارهما :

1 ـ أحمد.

2 ـ ابن أبي شيبة.

3 ـ ابن ماجة.

4 ـ البزّار.

5 ـ الطبري.

6 ـ الطبراني.

7 ـ الحاكم.

8 ـ البيهقي.

__________________

1 ـ انظر : كنز العمال 10 : 424.

٣٥٢

9 ـ الضياء المقدسي.

10 ـ الهيثمي.

وجماعة غيرهم.

راجعوا أيضاً كنز العمال ، يروي عن كلّ هؤلاء(1) .

وأمّا في حنين ، فالذي صبر مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو علي فقط ، كما في الحديث الصحيح عن ابن عباس ، وهذا الحديث في المستدرك(2) .

حوار مؤلم :

في ختام مطاف هذا البحث أذكر حوار دار بيني وبين إحدى الأخوات اليمنيات اللاتي التقينا بها في محافظة قزوين الإيرانية ، وملخص الحوار هو ما يلي :

تكلّمنا حول خلافة الخلفاء الثلاثة وعن معاوية حتّى وصل بها إلى إنّ قالت : إنّ علي بن أبي طالب ضعيف ، وليس عنده مؤهلات للسياسة وإلاّ لما تغلّبوا عليه.

قلت لها وبكلّ ألم : إنّ الإمام عليعليه‌السلام أشجع الصحابة وأعلمهم وأقضاهم ، وأعدلهم وأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انتخبه من بينهم للخلافة(3) ، واختيار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لن يكون إلّا لشخص يعرفه تمام المعرفة أنّه أهل للمسؤولية ، وأنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يفعل إلّا ما يأمره به الله عزّ وجلّ لأنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا ينطق عن الهوى

__________________

1 ـ كنز العمال 10 : 461.

2 ـ المستدرك على الصحيحين 3 : 111.

3 ـ قد ذكرنا في هذا الكتاب بشكل موسّع أدلة كونه هو المعيّن للخلافة بعد الرسول5 فراجع.

٣٥٣

إن هو إلّا وحي يوحى ، ولولا جدارة عليعليه‌السلام لما اختاره أفضل الخلق عن طريق ربّ الخلق.

وآخر جواب لها ولمن شاكلها على لسان أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( والله ما معاوية بأدهى منّي ولكنه يغدر ويفجر ، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ، ولكن كلّ غدرة فجرة ، وكل فجرة كفرة ، ولكلّ غادر لواء يعرف به يوم القيامة ، والله ما استغفل بالمكيدة ، ولا استغمز بالشديدة )(1) .

شبهات بعض الصديقات :

كثيراً ما سمعت من بعض الأخوات يقلن : إنّ التشيّع حزب جديد وليس مذهباً معترفاً به ، وأنّ المذاهب الأصيلة هي الأربعة فحسب.

وأُخريات يقلن : إنّ الإمام عليعليه‌السلام لم يدع أنّه أعلم أو أفضل من الشيخين ، بل هو جندي من جنودهما ، إذ قد بايعهما.

وأُخريات يقلن : لماذا اسماء أبناء الإمام عليعليه‌السلام عمر وأبو بكر وعثمان ، أليس هذا دليلاً على أنّ الإمام علي يحبّ الشيخين؟

وأخريات يقلن : لولا محبّته لعمر لما زوّجه ابنته أم كلثوم.

فأجبتهنّ : أن يقرأن ما قاله أبو حاتم الرازي : ( إنّ أوّل اسم لمذهب ظهر في الإسلام هو الشيعة ، وكان لقباً لأربعة من الصحابة أبو ذر وعمار والمقداد وسلمان ، بعد صفين اشتهر موالو علي بهذا اللقب ).

ويقرأن ما ذكرناه حول ما كرره الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله من لفظ ( أنت وشيعتك ).

__________________

1 ـ نهج البلاغة 2 : 180 ، رقم 200.

٣٥٤

وأقول لكلّ من عنده تسائل حول أسماء أبناء الإمامعليه‌السلام : أنّ هذه الأسماء كانت متداولة بين الصحابة ، ولم ترمز أنذاك إلى أعداء الإمام عليعليه‌السلام .

وبالنسبة لجعل اسم عثمان على ابنه ، فقد جعله تأسياً بعثمان بن مظعون لا عثمان بن عفان(1) .

وأقول بخصوص الزواج المذكور :

إنّ أم كلثوم المدّعى الزواج بها ، فيها كثير من الغموض ، في أصول وجودها ، ومقدار عمرها ، ومن هم أزواجها؟ وكيفية خطبة عمر لها؟ ومن كان وليّها الذي تولّي تزويجها؟ وهل الزواج وقع عن رغبة أو رهبة؟ وهل حقّاً أنّها بنت علي أم ربيبته؟ ولو كانت بنته فهل هي من فاطمة أو من أم ولد؟ فالقضية من البدء إلى الخاتم محل نقض وإبرام.

ونرجع الأخوة والاخوات إلى كتاب للسيّد علي الشهرستاني في هذا الموضوع ، حيث قسّم الأقوال في هذا الزواج إلى ثمانية ، منها :

1 ـ عدم وقوع التزويج بين عمر وأم كلثوم.

2 ـ وقوع التزويج لكنّه كان عن إكراه.

3 ـ إنّ المتزوّج منها هي ربيبة الإمام لابنته.

4 ـ إنّ أم كلثوم لم تكن من بنات فاطمة عليها السلام ، بل كانت من أم ولد.

5 ـ القول بتزويجها من عمر لكن عمر مات ولم يدخل بها(2) .

وأمّا قول الأخت ومن قال بقولها إنّ الإمام عليعليه‌السلام بايعهما : فنجيبها من

__________________

1 ـ إبصار العين في أنصار الحسينعليه‌السلام : 68 ، نقلاً عن مقاتل الطالبيين : 89.

2 ـ زواج أم كلثوم ( ( الزواج اللغز ) ) ، علي الشهرستاني.

٣٥٥

نهج البلاغة للإمام عليعليه‌السلام في خطبة له المعروفة بالشقشقية : ( أما والله لقد تقمصها فلان [ يعني : أبا بكر ] ، وإنّه ليعلم أنّ محلي منها [ من الخلافة ] محل القطب من الرحى ، ينحدر عنّي السيل ، ولا يرقى إليّ الطير ، فسدلت دونها ثوباً ، وطويت عنها كشحاً ، وطفقت أرتئي بين أنّ أصول بيد جذّاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه.

فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذىً ، وفي الحلق شجاً أرى تراثي نهباً حتّى مضى الأوّل لسبيله ، فأدلى بها إلى فلان بعده. ثمّ تمثّل بقول الأعشى.

شتّان ما يومي على كورها * ويوم حيّان أخي جابر.

فيا عجباً بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته ـ لشدّ ما تشطّرا ضرعيها ـ فصيّرها في حوزة خشناء ، يغلظ كلمها ، ويخشن مسّها ، ويكثر العثار فيها ، والاعتذار منها ، فصاحبها كراكب الصعبة ، إن أشنق لها خرم ، وإن أسلس لها تقحّم ، فمني الناس ـ لعمر الله ـ بخبط وشماس ، وتلوّن واعتراض.

فصبرت على طول المدّة ، وشدّة المحنة ، حتّى إذا مضى لسبيله ، جعلها في جماعة زعم أنّي أحدهم. فيا لله وللشورى متى اعترض الريب فيّ مع الأوّل منهم ، حتّى صرت أقرن إلى هذه النظائر لكنّي أسففت إذ أسفّوا ، وطرت إذ طاروا ، فصغا رجل منهم لضغنه ، ومال الآخر لصهره ، مع هن وهن.

إلى أنّ قام ثالث القوم ، نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه

٣٥٦

يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع )(1) .

وقال ابن ابي الحديد : ( وعمر هو الذي شيّد بيعة أبي بكر ، وقمع المخالفين فيها ، فكسر سيف الزبير لما جرّده ، ودفع في صدر المقداد ، ووطئ في السقيفة سعد بن عبادة ، وقال : اقتلوا سعداً ، قتل الله سعداً ، وحطّم أنف الحباب بن المنذر الذي قال يوم السقيفة : أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب.

وتوعّد من لجأ إلى دار فاطمة عليها السلام من الهاشميين ، وأخرجهم منها ولولاه لم يثبت لأبي بكر أمر ، ولا قامت له قائمة(2) ، إذن أخذت البيعة بالإكراه ، والبيعة المأخوذة بالإكراه لا عبرة بها بالإجماع.

__________________

1 ـ نهج البلاغة 1 : 30 ، رقم 3.

2 ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد المعتزلي 1 : 174.

٣٥٧

الدليل الثاني والعشرون : حديث الثقلين

عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ).

وفيه أيضاً عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم ) : ( إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما )(1) .

وصححه السقّاف(2) ، وكذا الألباني(3) .

وقال ابن حجر الهيتمي : ( اعلم أنّ لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرة ، وردت عن نيف وعشرين صحابياً ).

ولذا حكم غير واحد من أهل العلم بتواتره ، منهم : الشيخ أبو المنذر ، وأبو الفتوح التليدي ، وغيرها.

لقد عمدت أن يكون حديث الثقلين آخر البحث رغم أنّه أهم حديث يدلّ على الولاية ؛ لأنّه يبيّن أنّ أهل البيت والقرآن لا يفترقان ، وإنّما أخّرته لأنّي بدأت

__________________

1 ـ سنن الترمذي 5 : 328 ـ 329.

2 ـ صحيح شرح العقيدة الطحاوية : 654.

3 ـ صحيح الجامع الصغير 1 : 482.

٣٥٨

بالإنذار أوّل وصية ، وأحببت أن أختم بحديث الثقلين الذي هو آخر وصية ( ائتوني بدواة وقلم ) ، ولو أنّه كُرر في أكثر من موقف إلّا أنّه آخر وصية للنبي لأُمّته هو التمسّك بالثقلين ، وقد ورد في الحديث لفظ ( التمسك ) و( الأخذ ) و( الاعتصام ) ، ومعنى التمسّك هنا هو الاتّباع ، وحديث الثقلين ورد بلفظ الخليفتين أيضاً ، كما في المسند(1) وغيره.

ولفظ ( التمسّك ) ولفظ ( الأخذ ) ولفظ ( الاتبّاع ) و( الاعتصام ) ونحو ذلك يدلّ على الإمامة والخلافة ووجوب الاتّباع والانقياد والإطاعة.

يقول المنّاوي : في هذا الحديث تصريح بأنّهما ـ أي : القرآن والعترة ـ كتوأمين خلّفهما وأوصى أمّته بحسن معاملتهما ، وإيثار حقّهما على أنفسهم ، والاستمساك بهما في الدين(2) .

ويقول القاري في شرح الحديث : معنى التمسّك بالعترة محبّتهم ، والاهتداء بهداهم وسيرتهم(3) .

ويقول الزرقاني المالكي : وأكّد تلك الوصيّة وقوّاها بقوله : فانظروا بم تخلّفوني فيهما بعد وفاتي ، هل تتبعونهما فتسّروني أو لا فتسيئوني(4) .

ويقول ابن حجر المكي : حثّ (صلى‌الله‌عليه‌وسلم ) على الاقتداء والتمسّك بهم والتعلّم منهم(5) .

__________________

1 ـ مسند أحمد 5 : 182 ، 189.

2 ـ فيض القدير في شرح الجامع الصغير 3 : 15.

3 ـ المرقاة من شرح المشكاة 5 : 600.

4 ـ شرح المواهب اللدنية 7 : 5.

5 ـ الصواعق المحرقة 2 : 442.

٣٥٩

اقتران حديث الثقلين بأحاديث أُخرى :

لقد اقترن حديث الثقلين في كثير من ألفاظه وموارده بأحاديث أُخرى ، وتلك الأحاديث هي بدورها من الأدلة المعتبرة على الإمامة.

ففي بعض الألفاظ عن ابن جرير الطبري ، وابن أبي عاصم ، وأمالي المحاملي الذي هو محدّث كبير عند القوم ، وقد صحح المحاملي هذا الحديث ، ويرويه عنهم صاحب كنز العمّال : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم ) ، وهو آخذ بيد عليعليه‌السلام في يوم الغدير : ( أيّها الناس ألستم تشهدون أنّ الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم ، وأنّ الله ورسوله مولاكم؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كان الله ورسوله مولاه فإنّ هذا مولاه ، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وأهل بيتي ).

فاقتران حديث الثقلين بحديث الغدير المتواتر الدال على إمامة أمير المؤمنين ومجيؤهما في سياق واحد ، يدلّ على دلالة حديث الثقلين أيضاً على نفس مدلول حديث الغدير.

ومن مصادر اقتران الحديثين : المعجم الكبير للطبراني ، ومسند ابن راهويه ، والمستدرك ، ونوادر الأصول للحكيم الترمذي ، والإصابة ، وأسد الغابة ، والسيرة الحلبية(1) .

ولقد اقترن حديث الثقلين بحديث الغدير وحديث المنزلة أيضاً ، فأصبح

__________________

1 ـ المعجم الكبير 5 : 186 ـ 195 و ، ج 3 ، ص 63 ، مجمع الزوائد ، عن الطبري ، أسد الغابة 1 : 490 ، كنز العمال 13 : 140 رقم 36441 ، مسند ابن راهويه : مخطوط ، مستدرك الحاكم 3 : 109 ، 174 ، نوادر الأصول كما في غير واحد من المصادر عنه ، العصابة 7 : 78 رقم 4767 ، السيرة الحلبية 3 : 274.

٣٦٠