ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة0%

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 383

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

مؤلف: حسينة حسن الدريب
تصنيف:

الصفحات: 383
المشاهدات: 68379
تحميل: 4620

توضيحات:

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 383 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68379 / تحميل: 4620
الحجم الحجم الحجم
ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

مؤلف:
العربية

بإمرة المؤمنين ، فقال عمر بن الخطّاب : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة(1) .

والنصرة ما هي إلّا أحد معاني لفظ الولاية كما في الكتب اللغوية(2) ، ولا يجوز عقلاً ـ بغض النظر عن النقل ـ أنّ يكون معنى الولي هنا بمعنى النصير أو المحب أو نحوهما ؛ لأنّه لا يبقى لهذا الحصر وجه ، حيث إنّه تعالى نفى أنّ يكون وليّاً غير الله ورسوله والذين آمنوا بلفظة ( إنّما ) ، وهي تفيد حصر الصفة على من ذكر ، ونفيها عمّن لم يذكر.

فهل يعقل حمل الولاية في هذه الآية مع هذه القرائن على النصرة؟! وهل كان من شك في كون علي ناصراً للمؤمنين؟! وهو المعروف بصاحب الراية ، وفاتح خيبر ، وقاتل ابن عبد ود ، وصاحب ذا الفقار ، و إذن ، فالولاية المقصودة من هذه الآية ما ذهب إليه شيعة أهل البيت ، ولهم أدلّه أخرى تؤيّد ما ذهبوا إليه ، كحديث الغدير ونحوه حيث كررصلى‌الله‌عليه‌وآله لفظ الولاية للإمام عليعليه‌السلام أكثر من مرّة وبتعابير مختلفة فمرّة يعبرّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ الإمام عليعليه‌السلام منه ، ومرّة نفسه ، ومرّة خليفته ، ومرّة أخيه ، ومرّة ولي كلّ مؤمن بعده ، وهذا ما سنبحثه في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

فثبت أنّ للإمام عليعليه‌السلام من الولاية المطلقة كما لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأنّ ولايته اقترنت بولاية الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله بلا استثناء ولا قيد.

4 ـ أمّا الواو فهي حالية ، كما جاء في النصوص السابقة أنّ الإمام عليعليه‌السلام

__________________

1 ـ مسند أحمد 4 : 281 ، تاريخ بغداد 8 : 284.

2 ـ تاج العروس من شرح القاموس : ج 10 ، ص 399.

٦١

أعطى الخاتم حال كونه راكعاً.

5 ـ أمّا قولهم : كيف ينشغل في حال صلاته بأمور دنيوية؟

فنقول : فلو كان لهذا الإشكال أدنى مجال لما عدّ فعله هذا من مناقبهعليه‌السلام ثمّ إنّ هذا الالتفات لم يكن من أمير المؤمنين إلى أمر دنيوي ، وإنّما كانت عبادة في ضمن عبادة ، ومن اعترض فإنّما يعترض على الله تعالى ؛ لأنّ ما ثبت بالنص لا مجال للنقاش فيه بالعقل ، وتصدّق الإمام عليعليه‌السلام ثبت بالنص القرآني ، وأكّدته السنة المطهّرة ، ورواه الفريقين.

يقول الآلوسي : قد سئل ابن الجوزي هذا السؤال ، فأجاب بشعر :

يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته

عن النديم ولا يلهو عن الناس

أطاعه سكره حتّى تمكّن من

فعل الصحاة فهذا واحد الناس

6 ـ أمّا ابن تيمية فهو لم يكذّب الشيعة فقط ، بل كذّب المحدّثين ، والمفسّرين ، ومن نقل ذلك من كتب أهل السنّة المعتبرة التي بيّنت نزول الآية المباركة في الإمام عليعليه‌السلام في القصة المشهورة ، ولا عجب إذ عادته تكذيب صحاحه وبهتان الناس بالكذب والشرك ، ولا ندري من يقصد من أهل العلم والإجماع؟! هل يعني رأيه ورأى الذين يقولون برأيه ، فيدّعي إجماع أهل الحديث وأهل النقل؟!

على كلّ حال ، فهذه القضية واردة في كتبهم المعتبرة لديهم مع إجماع الشيعة.

7 ـ أمّا قولهم : أنّ علياً مفرد ، فلماذا جاءت الألفاظ بصيغة الجمع؟

فنقول : أن هناك آيات ، كآية المباهلة أيضاً وردت بصيغة الجمع ، إلّا أنّ رسول الله جاء بعلي ، مع أنّ اللفظ لفظ جمع( أنفسنا وأنفسكم ) ، وجاء

٦٢

بفاطمة وحدها والحال أنّ اللفظ لفظ جمع ( النساء ).

بل إنّ علماءهم ردّوا على هذا الاعتراض ، كالزمخشري الذي هو من كبار علماء العامّة قال ما ملخّصه : بأنّ الفائدة في مجئ اللفظ بصيغة الجمع في مثل هذه الموارد هو ترغيب الناس في مثل فعل أمير المؤمنين ، لينبّه أنّ سجيّة المؤمنين يجب أنّ تكون على هذا الحد من الحرص على الإحسان إلى الفقراء والمساكين ، يكونون حريصين على مساعدة الفقراء وإعانة المساكين ، حتّى في أثناء الصلاة ، وهذا شيء مطلوب من عموم المؤمنين ، ولذا جاءت الآية بصيغة الجمع(1) .

وفي القرآن الكريم ، والسنّة النبوية ، والاستعمالات العربية أنّ اللفظ يأتي بصيغة الجمع والمقصود شخص واحد ، ثمّ إن الروايات المعتبرة دلّت على أنّ المراد هنا خصوص عليعليه‌السلام ، فمن أنكر هذا ولو جاء اسم علي في القرآن لأنكره ، وأوّله بدون شك ؛ لأنّ هذه أدلّة في ولاية عليعليه‌السلام كالشمس في رابعة النهار ، وهاهم يؤوّلونها ويصرفونها عن محلّها ما استطاعوا ، ولكن الله متمّ نوره ولو كره الكافرون.

__________________

1 ـ تفسير الكشّاف 1 : 649 ، وتفسير ابن كثير 6 : 168 ، وكنز العمال 13 / 128 رقم 36408.

٦٣

الدليل الثالث : الأمر الإلهي بتبليغ الولاية

قال الله تعالى :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) (1)

قد بيّنا بالأدلّة حديث الدار ، وفيه قول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليعليه‌السلام إنّه وليّه وخليفته ووصيّه ، ثمّ بيّنا بالأدلّة أيضاً أنّ الإمام عليعليه‌السلام تصدّق حال ركوعه ، ونزلت الآية بأنّ الله ورسوله والمؤمن الذي زكّى راكعاً هم أولياء للمؤمنين ، وهنا في هذا الأمر الإلهي الآخر أمر بتبليغ ولاية عليعليه‌السلام ، ومن تأمّل الآية :( بلّغ ، من ربّك ، فما بلّغت ، والله يعصمك من الناس ) . يتبيّن له عظمة الأمر ، وخصوصاً أنّ الروايات تقول : أنّ الآية نزلت في حجّة الوداع ، يعني : بعد ما بلّغ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله كلّ شيء من الإسلام ، ولم يعد يخاف من أحد ، فالكلّ دخل في دين الله طائعاً أو طليقاً ، فكيف يأمره تعالى بالتبليغ؟ وما هو هذا الشيء المهم الذي لو لم يبلّغه فكأنّه لم يبلّغ شيء؟ بل وعده تعالى بعصمته من الناس ، ومن هم الناس الذين يعده الله تعالى نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعصمته منهم ، وقد أصبحوا كلّهم مسلمين طوعا أو كرها؟

إنّ العقل يقول : إنّه أمر سيعترض عليه بعض المسلمين أنفسهم ، وهذا ما سنبحثه في هذه النصوص إن شاء الله تعالى.

__________________

1 ـ المائدة (5) : 67.

٦٤

نصّ ماجاء في مسند أحمد :

( عن البراء بن عازب ، قال : كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفر ، فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا الصلاة جامعة ، وكسح لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تحت شجرتين ، فصلّى الظهر وأخذ بيد علي رضي الله تعالى عنه فقال : ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ، قال : فأخذ بيد علي فقال : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ) ، قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئاً يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة )(1) .

حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا ابن نمير ، ثنا عبد الملك عن أبي عبد الرحيم الكندي ، عن زاذان بن عمر ، قال : سمعت علياً في الرحبة وهو ينشد الناس : من شهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال ، فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه )(2) لا ينبغي أنّ أذهب إلّا وأنت خليفتي ، قال : وقال له رسول الله : أنت وليي في كلّ مؤمن بعدي. وقال : سدّوا أبواب المسجد غير باب علي ، فقال : فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره. قال : وقال : من كنت مولاه فإنّ مولاه علي )(3) .

__________________

1 ـ مسند أحمد 4 : 281.

2 ـ مسند أحمد 1 : 84.

3 ـ مسند أحمد 1 : 331.

٦٥

حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا محمّد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن ميمون عن أبي عبد الله ، قال : ( كنت عند زيد بن أرقم فجاء رجل من أقصى الفسطاس فسأله عن ذا ، فقال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ألست أولى المؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه. قال ميمون : فحدّثني بعض القوم عن زيد أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ( اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه )(1) .

حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا الفضل بن دكين ، ثنا ابن أبي عيينة عن الحسن ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن بريدة قال : غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة ، فلمّا قدمت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكرت علياً فتنقّصته ، فرأيت وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يتغير فقال : يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : ( من كنت مولاه فعلي مولاه )(2) .

حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا أبو معاوية ، ثنا الأعمش ، عن سعيد بن عبيدة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : ( بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في سرية ، قال : لمّا قدمنا ، قال : كيف رأيتم صحابة صاحبكم؟ قال : فإمّا شكوته أو شكاه غيري ، قال : فرفعت رأسي وكنت رجلاً مكباباً قال : فإذا النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قد احمرّ وجهه ، قال : وهو يقول : من كنت وليّه فعلي وليّه )(3) .

__________________

1 ـ مسند أحمد 4 : 372.

2 ـ مسند أحمد 5 : 347.

3 ـ مسند أحمد 5 : 350.

٦٦

عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : ( بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثين إلى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعلي على الناس ، وإن افترقتما فكلّ واحد منكما على جنده ، فلقينا بني زيد من أهل اليمن ، فاقتتلنا ، فظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية ، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه ، قال بريدة : فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يخبره بذلك ، فلمّا أتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله دفعت الكتاب فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت : يا رسول الله هذا مكان العائذ بعثتني مع رجل وأمرتني أنّ أطيعه ففعلت ما أرسلت به ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تقع في علي فإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ، وإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي )(1) .

حدّثني أبي ، ثنا أسود بن عامر ، أنا أبو إسرائيل ، عن الحكم عن أبي سلمان ، عن زيد بن أرقم قال : ( استشهد علي الناس ، فقال : أنشد الله رجلاً سمع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، قال : فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا )(2)

حدّثني أبي ، ثنا يحيى بن آدم ، ثنا حنش بن الحرث بن لقيط النخعي الاشجعي ، عن رياح بن الحرث ، قال : ( جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا : السلام عليك يا مولانا ، قال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا :

__________________

1 ـ مسند أحمد 5 : 356.

2 ـ مسند أحمد 5 : 370.

٦٧

سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم غدير خم يقول : من كنت مولاه فإنّ هذا مولاه )(1) .

نص ماجاء في كتاب خصائص أمير المؤمنين للنسائي :

أخبرنا أحمد بن المثنى ، قال : حدّثنا يحيى بن معاذ ، قال : ( أخبرنا ) أبو عوانة ، عن سليمان قال : حدّثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم قال : ( لمّا رجع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من حجّة الوداع ونزل غدير خمّ أمر بدوحات فقممن ، ثمّ قال : كأنّي دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض. ثمّ قال : إنّ الله مولاي وأنا ولي كلّ مؤمن. ثمّ إنّه أخذ بيد علي رضي الله عنه ، فقال : من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. فقلت لزيد : سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟ فقال : إنّه ما كان في الدوحات أحد إلّا رآه بعينه وسمعه بأذنيه.

أخبرنا أبو كريب محمّد بن العلاء الكوفي ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، قال : حدّثنا الأعمش ، عن سعيد بن عمير ، عن ابن بريدة عن أبيه قال : ( بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم واستعمل علينا علياً ، فلمّا رجعنا سألنا كيف رأيتم صحبة صاحبكم؟ فإمّا شكوته أنا وإمّا شكاه غيري. فرفعت رأسي وكنت رجلاً مكباباً ، وإذا وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قد احمرّ ، فقال : من كنت وليّه فعلي وليّه ).

أخبرنا محمّد بن المثنى ، قال : حدّثنا أبو أحمد ، قال : ( أخبرنا ) عبد الملك بن

__________________

1 ـ مسند أحمد 5 : 419.

٦٨

أبي عيينة ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : حدّثني بريدة قال : ( بعثني النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم مع علي رضي الله عنه إلى اليمن ، فرأيت منه جفوة ، فلمّا رجعت شكوت إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرفع رأسه إليّ وقال : يا بريدة ، من كنت مولاه فعلي مولاه ).

أخبرنا أبو داود ، قال : حدّثنا أبو نعيم ، قال : حدّثنا عبد الملك بن أبي عيينة ، قال : ( أخبرنا ) الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن بريدة ، قال : ( خرجت مع علي رضي الله عنه إلى اليمن ، فرأيت منه جفوة ، فقدمت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكرت علياً فتنقّصته ، فجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يتغيّر وجهه ، فقال : يا بريدة ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ).

أخبرنا زكريا بن يحيى ، قال : حدّثنا نصر بن علي ، قال : حدّثنا عبد الله بن داود ، عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه ، أنّ سعداً قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ).

أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدّثنا ابن أبي عدي ، عن عوف عن ميمون أبي عبد الله قال : قال زيد بن أرقم : ( قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : ألستم تعلمون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ، نشهد لأنت أولى بكلّ مؤمن من نفسه. قال : فإنّي من كنت مولاه فهذا مولاه. وأخذ بيد علي ).

أخبرنا محمّد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري ، وأحمد بن عثمان بن حكيم ، قالا : حدّثنا عبد الله بن موسى ، قال : ( أخبرنا ) هانئ بن أيوب ، عن طلحة ، قال : ( حدّثنا ) عميرة بن سعد ( أنّه سمع علياً رضي الله عنه وهو ينشد في

٦٩

الرحبة : من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه؟ ) فقام ستة نفر فشهدوا.

أخبرنا محمّد بن المثنى ، قال : حدّثنا محمّد ، قال : حدّثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : حدّثني سعيد بن وهب ، قال : ( قام خمسة أو ستة من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فشهدوا أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ).

أخبرنا علي بن محمّد بن قاضي المصيصة ، قال : حدّثنا خلف ، قال : حدّثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، قال : حدّثني سعيد بن وهب : ( أنّه قام صحابة ستة ، وقال زيد بن يثيغ : وقام مما يلي المنبر ستة فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ).

أخبرنا أبو داود ، قال : حدّثنا عمران بن أبان ، قال : حدّثنا شريك ، قال : حدّثنا أبو إسحاق ، عن زيد بن يثيغ قال : ( سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول على منبر الكوفة : إنّي أنشد الله رجلاً ـ ولا يشهد إلّا أصحاب محمّد ـ سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم غدير خم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. فقام ستة من جانب المنبر الآخر فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول ذلك ).

قال شريك : فقلت لأبي إسحاق : هل سمعت البراء بن عازب يحدث بهذا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟ قال : نعم.

قال أبو عبد الرحمن : عمران بن أبان الواسطي ليس بقوي في الحديث(1) .

__________________

1 ـ وثّقه جماعة من أئمة الحديث والرجال ، منهم : ابن حبّان ، فقد ذكره في

٧٠

قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ( علي ولي كلّ مؤمن بعدي ).

أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال : ( أخبرنا ) قتيبة بن سعيد ، قال : حدّثنا جعفر ، يعني : ابن سليمان ، عن يزيد ، عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين قال : ( جهّز رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرناه ما صنع.

وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدؤا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسلّموا عليه فانصرفوا إلى رحالهم. فلمّا قدمت السرية سلّموا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ، ألم تر أنّ علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟! فأعرض عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثمّ قام الثاني وقال مثل ذلك ، ثمّ الثالث فقال مقالته ، ثمّ قام الرابع فقال مثل ما قالوا. فأقبل إليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم والغضب يُبصر في وجهه ، فقال : ما تريدون من علي؟ إنّ علياً منّي وأنا منه ، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي ).

قولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ( ( علي وليّكم من بعدي ) ).

أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال : ( أخبرنا ) واصل بن عبد الأعلى الكوفي عن ابن فضيل ، عن الأجلح ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : ( بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن مع خالد بن الوليد ، وبعث علياً رضي الله عنه على جيش آخر ، وقال : إن التقيتما فعلي كرّم الله وجهه على الناس ، وإن تفرّقتما فكلّ

__________________

الثقات.

٧١

واحد منكما على جنده. فلقينا بني زبيد من أهل اليمن وظفر المسلمون على المشركين ، فقاتلنا المقاتلة وسبينا الذرّية ، فاصطفى علي جارية لنفسه من السبي ، وكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمرني أنّ أنال منه. قال : فدفعت الكتاب إليه ، ونلت من علي رضي الله عنه ، فتغيّر وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : لا تبغضن يا بريدة لي علياً ، فإنّ علياً منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ).

قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ( ( من سبّ علياً فقد سبّني ) ).

أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال : أخبرنا العبّاس بن محمّد الدوري ، قال : حدّثنا يحيى بن زكريا ، قال أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال : ( دخلت على أم سلمة فقالت لي : أيسب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيكم؟ قلت : سبحان الله أو معاذ الله. قالت : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من سبّ علياً فقد سبّني ).

أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال : ( أخبرنا ) عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى الكوفي ، قال : جعفر بن عون ، عن سعد بن أبي عبد الله قال : حدّثنا أبو بكر بن خالد بن عرفطة قال : ( رأيت سعد بن مالك بالمدينة ، فقال : ذكر لي أنّكم تسبّون علياً. قلت : قد فعلنا. قال : لعلّك سببته؟ [ قلت : معاذ الله. قال : لا تسبّه فإن وضع المنشار على مفرقي على أنّ أسبّ علياً ما سببته ] بعد ما سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ما سمعت ).

الترغيب في موالاته والترهيب عن معاداته.

أخبرنا أحمد بن شعيب قال : أخبرني هارون بن عبد الله البغدادي الحبّال ، قال : حدّثنا مصعب بن المقدام ، قال : حدّثنا فطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل.

٧٢

وأخبرنا أبو داود ، قال : حدّثنا محمّد بن سليمان ، قال : حدّثنا فطر ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : ( جمع علي الناس في الرحبة ، فقال لهم : أنشد بالله كلّ امرئ مسلم سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يوم غدير خمّ : ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ وهو قائم ، ثمّ أخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ).

قال أبو الطفيل : فخرجت وفي نفسي منه شيء ، فلقيت زيد بن أرقم و( أخبرنا ) فقال : تشك؟! أنا سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم واللفظ لأبي داود.

أخبرنا أحمد بن شعيب ، أخبرني أبو عبد الرحمن زكريا بن يحيى السجستاني ، قال : حدّثني محمّد بن عبد الرحيم ، قال : ( أخبرنا ) إبراهيم ، قال : حدّثنا معن ، قال : حدّثني موسى بن يعقوب ، عن المهاجر بن مسمار ، عن عائشة بنت سعد وعامر بن سعد ، عن سعد : ( أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم خطب فقال : أمّا بعد أيّها الناس فإنّي وليّكم. قالوا : صدقت ، ثمّ أخذ بيد علي فرفعها ، ثمّ قال : هذا وليّي والمؤدّي عنيّ ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ).

أخبرنا أحمد بن عثمان البصري أبو الجوزاء ، قال : حدّثنا ابن عثمة ، عن سعد قال : ( أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بيد علي فخطب ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : ألم تعلموا أنّي أولى بكم من انفسكم؟ قالوا : نعم ، صدقت يا رسول الله. ثمّ أخذ بيد علي فرفعها ، فقال : من كنت وليّه فهذا وليّه وان الله ليوالي من والاه ، ويعادي من عاداه ).

أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال : ( أخبرنا ) زكريا بن يحيى ، قال : حدّثنا يعقوب ابن جعفر بن أبي كثير ، عن مهاجر بن مسمار ، قال : أخبرتني عائشة بنت سعد ،

٧٣

عن سعد قال : ( كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بطريق مكّة وهو متوجّه إليها ، فلمّا بلغ غدير خم وقف للناس ، ثمّ ردّ من تبعه ، ولحقه من تخلّف ، فلمّا اجتمع الناس إليه قال : أيّها الناس من وليّكم؟ قالوا : الله ورسوله ، ثلاثاً. ثمّ أخذ بيد علي فأقامه ، ثمّ قال : من كان الله ورسوله وليّه فهذا وليّه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ).

دعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم لمن أحبّه ودعاؤه على من أبغضه.

أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه ، قال : ( أخبرنا ) النضر بن شميل ، قال : ( أخبرنا ) عبد الجليل عن عطية ، قال : حدّثنا عبد الله بن بريدة ، قال : حدّثني أبي ، قال : ( لم أجد من الناس أبغض عليّ من علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، حتّى أحببت رجلاً من قريش ، ولا أحبّه إلّا على بغض علي ، فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته ، ما أصحبه إلّا على بغض علي ، قال : فأصبنا سبياً ، قال : فكتب إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّ ابعث إلينا من يخمسه. فبُعث علياً ، وفي السبي وصيفة من أفضل السبي ، فلمّا خمّسه صارت في الخمس ، ثمّ خمّس فصارت في أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثمّ خمّس فصارت في آل علي. فأتانا ورأسه يقطر ، فقلنا : ما هذا؟ فقال : ألم تروا إلى الوصيفة؟ فإنّها صارت في الخمس ، ثمّ صارت في أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثمّ صارت في آل علي ، فوقعت بها. قال : فكتب وبعثني مصدّقاً لكتابه إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم مصدّقاً لما قال علي ، فجعلت أقرأ عليه ويقول : صدقاً ، وأقول : صدق. قال : فأمسك بيدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا بريدة أتبغض علياً؟ قلت : نعم. فقال : لا تبغضه ، وإن كنت تحبّه فازدد له حبّاً فوالذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة ).

٧٤

فما كان أحد من الناس بعد قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أحبّ إليّ من علي رضي الله عنه.

قال عبد الله بن بريدة : والله ما في الحديث بيني وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم غير أبي.

أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال : ( أخبرنا ) الحسين بن حريث المروزي ، قال : ( أخبرنا ) الفضل بن موسى ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن وهب قال : قال علي كرّم الله وجهه في الرحبة : أنشد بالله من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم غدير خم يقول : أنّ الله ورسوله وليّ المؤمنين ، ومن كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره.

قال : فقال سعيد : قام إلى جنبي ستة ، وقال زيد بن يثيع : قام عندي ستة ، وقال عمرو ذو مرّ : أحبّ من أحبّه ، واُبغض من أبغضه ) ، وساق الحديث. رواه إسرائيل عن إسحاق عن عمرو ذي مر.

أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال : ( أخبرنا ) علي بن محمّد بن علي ، قال : حدّثنا خلّف بن تميم ، قال : حدّثنا إسرائيل ، قال : حدّثنا ابو إسحاق ، عن عمرو ذي مرّ قال : ( شهدت علياً بالرحبة ينشد أصحاب محمّد : أيّكم سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يوم غدير خم ما قال؟ فقام أُناس فشهدوا أنّهم سمعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ).

حب علي يفرّق بين المؤمن والكافر.

أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال : ( أخبرنا ) أبو كريب محمّد بن العلاء الكوفي ،

٧٥

قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زرّ بن حبيش ، عن علي كرّم الله وجهه قال : والله الذي خلق الحبّة ، وبرأ النسمة إنّه لعهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّه لا يحبّني إلّا مؤمن ، ولا يبغضني إلّا منافق )(1) .

نصّ ماجاء في فيض القدير شرح الجامع الصغير :

أخرج أحمد من طريق الأجلح الكندي عن ابن بريدة عن أبيه قال : ( بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثين إلى اليمن على أحدهما علي والآخر خالد ، فقال : إذا التقيتما فعلي على الناس ، وإن افترقتما فكلّ منكما على حده. فظهر المسلمون فسبوا ، فاصطفى علي امرأة من السبي لنفسه ، فكتب خالد إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بذلك ، فلمّا أتيته دفعت الكتاب فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجهه فقلت : يا رسول الله هذا مكان العائذ بك ، فقال : لا تقع في علي فإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ).

قال جدّنا للأم الزين العراقي : الأجلح الكندي وثّقه الجمهور ، وباقيهم رجاله رجال الصحيح.

وروى الترمذي والنسائي من حديث عمران بن الحصين في قصّة طويلة مرفوعاً : ( ما تريدون من علي إنّ علياً منّي وأنا من علي ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي )(2) .

نصّ ماجاء في السنن الكبرى للنسائي :

ذكر قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : علي ولي كلّ مؤمن بعدي.

__________________

1 ـ خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام : 93 ـ 104.

2 ـ فيض القدير شرح الجامع الصغير : ج 4 ، ص 471.

٧٦

( 8474 ) ( أخبرنا ) قتيبة بن سعيد ، قال : حدّثني جعفر ، يعني : ابن سليمان ، عن يزيد ، عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين ، قال : ( بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه ، وتعاقدوا أربعة من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا لقينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرناه بما صنع. وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدؤا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسلّموا عليه ثمّ انصرفوا إلى رحالهم. فلمّا قدمت السرية سلّموا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقام أحد الأربعة فقال : يا رسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟! فأعرض عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثمّ قام ، يعني : الثاني فقال مثل ذلك ، ثمّ قام الثالث فقال مثل مقالته ، ثمّ قام الرابع فقال مثل ما قالوا. فأقبل إليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم والغضب في وجهه ، فقال : ما تريدون من علي؟ إن علياً منّي وأنا منه ، وهو ولي كلّ مؤمن من بعدي ).

ذكر قولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : عليّ وليّكم بعدي.

( 8475 ) أخبرنا واصل بن عبد الأعلى ، عن ابن فضيل ، عن الأجلح ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : ( بعثنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن مع خالد بن الوليد ، وبعث علياً على جيش آخر ، وقال : إن التقيتما فعلي على الناس ، وإن تفرّقتما فكلّ واحد منكما على حدته. فلقينا بني زبيد من أهل اليمن وظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرّية ، فاصطفى علي جارية لنفسه من السبي ، فكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ،

٧٧

وأمرني أنّ أنال منه. فقال : فدفعت الكتاب إليه ، ونلت من علي ، فتغيّر وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت : هذا مكان العائذ بك ، بعثتني مع رجل وأمرتني بطاعته ، فبلّغت ما أرسلت به ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تقعن يا بريدة في علي ، فإنّ علياً منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ).

ذكر قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : من سبّ علياً فقد سبّني.

( 8476 ) أخبرنا العباس بن محمّد ، قال : حدّثنا يحيى بن أبي بكير ، قال : حدّثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبد الله الجدلي ، قال : ( دخلت على أم سلمة فقالت : أيسب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيكم؟. فقلت : سبحان الله أو معاذ الله ، قالت : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من سبّ علياً فقد سبّني ).

( 8477 ) أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال : حدّثنا جعفر ابن عون ، عن شقيق بن أبي عبد الله ، قال : حدّثنا أبو بكر بن خالد بن عرفطة ، قال : ( رأيت سعد بن مالك بالمدينة ، فقال : ذكر أنّكم تسبّون علياً ، قلت : قد فعلنا. قال : لعلّك سببته؟ قلت : معاذ الله. قال : لا تسبّه فإن وضع المنشار على مفرقي على أن أسبّ علياً ما سببته بعدما سمعت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ما سمعت ).

الترغيب في موالاة علي رضي الله تعالى عنه ، والترهيب من معاداته.

( 8478 ) أخبرني هارون بن عبد الله ، قال : حدّثنا مصعب بن المقدام ، قال : حدّثنا فطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل.

وأخبرنا أبو داود ، قال حدّثنا محمّد بن سليمان قال حدّثنا فطر ، عن أبي

٧٨

الطفيل عن عامر بن واثلة ، قال : ( جمع علي الناس في الرحبة ، فقال : أنشد بالله كلّ امرئ سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع ، فقام أناس فشهدوا أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم غدير خم : ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ وهو قائم ، ثمّ أخذ بيد علي ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ).

قال أبو الطفيل : ( فخرجت وفي نفسي منه شيء ، فلقيت زيد بن أرقم فأخبرته ، فقال : أوما تنكر؟ أنا سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ).

واللفظ لأبي داود :

( 8479 ) أخبرني زكريا بن يحيى ، قال : حدّثني محمّد بن عبد الرحيم ، قال حدّثنا إبراهيم ، قال : حدّثنا معن ، قال : حدّثني موسى بن يعقوب ، عن المهاجر ابن مسمار ، عن عائشة بنت سعد وعامر بن سعد ، عن سعد : ( أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم خطب الناس فقال : أمّا بعد ، أيّها الناس فإنّي وليّكم. قالوا : صدقت ، ثمّ أخذ بيد علي فرفعها ، ثمّ قال : هذا وليّي والمؤدّي عنّي ، اللهم وال الله من والاه ، وعاد من عاداه ).

( 8480 ) أخبرنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء ، قال : ( حدّثنا ابن عثمة ، قال : حدّثنا موسى بن يعقوب ، عن المهاجر بن مسمار ، عن عائشة بنت سعد ، قالت : ( أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بيد علي فخطب ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : ألستم تعلمون أنّي أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : نعم ، صدقت يا رسول الله. ثمّ أخذ بيد علي فرفعها ، فقال : من كنت وليّه فهذا وليّه ، وإنّ الله يوالي من والاه ، ويعادي من عاداه ).

٧٩

( 8481 ) أخبرني زكريا بن يحيى ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا يعقوب بن جعفر بن أبي كثير ، عن مهاجر بن مسمار ، قال : أخبرتني عائشة بنت سعد ، عن سعد ، قال : ( كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بطريق مكّة وهو موجّه إليها ، فلمّا بلغ غدير خم وقٌف الناس ، ثمّ رد من مضى ، ولحقه من تخلّف ، فلمّا اجتمع الناس إليه ، قال : أيّها الناس هل بلغت؟ قالوا : نعم ، قال : اللهم اشهد ـ ثلاث مرات يقولها ـ ثمّ قال : أيّها الناس من وليّكم قالوا الله ورسوله ، ثلاثاً. ثمّ أخذ بيد علي فأقامه ، ثمّ قال : من كان الله ورسوله وليّه فهذا وليّه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ). الترغيب في حبّ علي ، وذكر دعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم لمن أحبّه ، ودعائه على من أبغضه.

( 8482 ) أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : ( أخبرنا ) النضر بن شميل ، قال : حدّثنا عبد الجليل بن عطيّة ، قال : حدّثنا عبد الله بن بريدة ، قال : حدّثني أبي ، قال : ( لم يكن أحد من الناس أبغض إليّ من علي بن أبي طالب حتّى أحببت رجلاً من قريش لا أحبّه إلّا على بغضاء علي ، فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته ، وما أصحبه إلّا على بغضاء علي ، فأصاب سبياً ، فكتب إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّ يبعث إليه من يخمسه ، فبعث إلينا علياً ، وفي السبي وصيفة من أفضل السبي ، فلمّا خمّسه صارت الوصيفة في الخمس ، ثمّ خمّس فصارت في أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثمّ خمّس فصارت في آل علي. فأتانا ورأسه يقطر ، فقلنا : ما هذا؟ فقال : ألم تروا الوصيفة؟ صارت في الخمس ثمّ صارت في أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثمّ صارت في آل علي ، فوقعت عليها. فكتب ، وبعثني مصدّقاً لكتابه إلى النبي صلّى الله عليه

٨٠