ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة0%

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 383

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

مؤلف: حسينة حسن الدريب
تصنيف:

الصفحات: 383
المشاهدات: 68492
تحميل: 4630

توضيحات:

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 383 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68492 / تحميل: 4630
الحجم الحجم الحجم
ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

مؤلف:
العربية

وسلّم مصدّقاً لما قال علي ، فجعلت أقول : عليه ويقول صدق ، وأقول ويقول : صدق. فأمسك بيدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : أتبغض علياً؟ فقلت : نعم ، فقال : لا تبغضه ، وإن كنت تحبّه فازدد له حبّاً ، فوالذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة ). فما كان أحد بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أحبّ إليّ من علي.

قال عبد الله بن بريدة : والله ما في الحديث بيني وبين النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم غير أبي.

( 8483 ) أخبرنا الحسين بن حريث ، قال : حدّثنا الفضل بن موسى ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن وهب ، قال : قال علي في الرحبة : ( أنشد بالله من سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم غدير خم يقول : إنّ الله وليي وأنا ولي ، المؤمنين ، ومن كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ).

قال : فقال سعيد : قام إلى جنبي ستة ، وقال زيد بن يثيع : قام عندي ستة.

وقال عمرو ذو مرّ : ( أحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه ). وساق الحديث. رواه إسرائيل ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن عمرو ذي مرّ : ( أحبّ ).

( 8484 ) أخبرنا علي بن محمّد بن علي ، قال : حدّثنا خلف ، قال : حدّثنا إسرائيل ، قال : حدّثنا أبو إسحاق ، عن عمرو ذي مر قال : ( شهدت علياً بالرحبة ينشد أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أيّكم سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يوم غدير خم ما قال؟ فقام أناس فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله

٨١

صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من كنت مولاه فإنّ علياً مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحبّ من أحبّه ، وأبغض من أبغضه ، واُنصر من نصره ).

الفرق بين المؤمن والمنافق :

( 8485 ) أخبرنا محمّد بن العلاء ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زرّ بن حبيش ، عن علي قال : ( والذي فلق الحبّة ، وبرأ النسمة لعهد النبي الأميصلى‌الله‌عليه‌وسلم إليّ لا يحبّني إلّا مؤمن ، ولا يبغضني إلّا منافق ).

( 8486 ) أخبرنا واصل بن عبد الأعلى ، قال : حدّثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زرّ بن حبيش ، عن علي قال : ( عهد إليّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّ لا يحبّني إلّا مؤمن ، ولا يبغضني إلّا منافق ).

( 8487 ) أخبرنا يوسف بن عيسى ، قال : ( أخبرنا ) الفضل بن موسى ، قال : ( أخبرنا ) الأعمش ، عن عدي ، عن زرّ قال : قال علي : ( إنّه لعهد النبي الأميصلى‌الله‌عليه‌وسلم إليّ إنّه لا يحبّك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلّا منافق ).

ذكر المثل الذي ضربه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي بن أبي طالب

( 8488 ) أخبرنا محمّد بن عبد الله بن المبارك ، قال : حدّثنا يحيى بن معين ، قال : حدّثنا أبو حفص الأبّار ، عن الحكم بن عبد الملك ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجد ، عن علي قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا علي فيك مثل من عيسى مثل أبغضته اليهود حتّى بهتوا أمّه

٨٢

وأحبّته النصارى حتّى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به(1) .

ذكر منزلة علي بن أبي طالب ، وقربه من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولزوقه به ، وحبّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم له.

( 8489 ) أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدّثنا خالد عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن العلاء قال : ( سأل رجل ابن عمر عن عثمان قال : كان من الذين تولّوا يوم التقى الجمعان ، فتاب الله عليه ، ثمّ أصاب ذنباً فقتلوه. وسأله عن علي فقال : لا تسأل عنه ، ألا ترى منزله من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟! ).

( 8490 ) أخبرني هلال بن العلاء بن هلال ، قال : حدّثنا حسين ، قال : حدّثنا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن العلاء بن عرّار قال : ( سألت عبد الله بن عمر قلت : ألّا تحدّثني عن علي وعثمان؟ قال : أمّا علي فهذا بيته من بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا أحدّثك عنه بغيره. وأمّا عثمان فإنّه أذنب يوم أحد ذنباً عظيماً ، فعفا الله عنه ، وأذنب فيكم صغيراً فقتلتموه )(2) .

نصّ ماجاء في كنز العمّال للمتقي الهندي :

عن عمران بن حصين قال : ( بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سرية

__________________

1 ـ إنّ شيعة آل أبي سفيان يقولون : إنّ شيعة علي مغالون وقد يستدلون بهذا على الشيعة ، لكنّا نقول : إنّ المغالي في علي أو أهل بيته أو عيسى أو غيرهم من قال فيهم ، ماليس فيهم ، أمّا من ساق أدلّته من القرآن الكريم والسنّة الصحيحة فهو تبع السنّة وليس مغال ، والشيعة تتبّرأ من المغالين وتنكرهم.

2 ـ السنن الكبرى 5 : 132 ـ 138.

٨٣

واستعمل عليهم علياً فغنموا ، فصنع علي شيئاً أنكروه. وفي لفظ : فأخذ علي من الغنيمة جارية ، فتعاقد أربعة من الجيش إذا قدموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّ يعلموه ، وكانوا إذا قدموا من سفر بدؤا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسلّموا عليه ونظروا إليه ثمّ ينصرفون إلى رحالهم ، فلمّا قدمت السرية سلّموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله! ألم تر أنّ علياً قد أخذ من الغنيمة جارية؟ فأعرض عنه ، ثمّ قام الثاني فقال مثل ذلك ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الثالث فقال مثل ذلك ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الرابع فأقبل إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يعرف الغضب في وجهه فقال : ما تريدون من علي؟ علي منّي وأنا من علي ، وعلي ولي كلّ مؤمن بعدي )(1) .

نصّ ماجاء في سنن البيهقي :

( قال : ( بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم علياً رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه ليقبض الخمس ، فأخذ منه جارية ، فأصبح ورأسه يقطر قال خالد : لبريدة ألا ترى ما يصنع هذا؟ قال : وكنت أبغض علياً رضي الله عنه ، فذكرت ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا بريدة أتبغض علياً؟ قال : قلت نعم. قال : فأحبّه فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك )(2) .

نصّ ماجاء في مسند أبي يعلى :

__________________

1 ـ كنز العمّال : ج 31 ، ص 142.

2 ـ السنن الكبرى 6 : 342.

٨٤

عن عمران بن حصين قال : ( بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سرية واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ، قال له : يا علي السرية. قال عمران : كان المسلمون إذا قدموا من غزوة أتوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل أنّ يأتوا رحالهم فأخبروه مسيرهم ، قال : فأصاب علي جارية ، فتعاقد أربعة فأخبروه بمسيرهم فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ، وأصاب علي جارية ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الثاني فقال : يا رسول الله صنع علي كذا وكذا ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الثالث فقال : يا رسول الله صنع علي كذا وكذا ، فأعرض عنه ثمّ قام الرابع فقال يا رسول الله : صنع كذا وكذا ، قال فأقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مغضباً الغضب يعرف في وجهه ، فقال : ما تريدون من علي؟ علي منّي وأنا منه ، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي )(1) .

نص ماجاء في صحيح ابن حبّان :

عن عمران بن حصين قال : ( بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سرية واستعمل عليهم علياً ، قال : فمضى علي في السرية فأصاب جارية فأنكر ذلك عليه أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالوا : إذا لقينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرناه بما صنع علي. قال عمران : وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدؤا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسلّموا عليه ونظروا إليه ، ثمّ ينصرفون إلى رحالهم. فلمّا قدمت السرية سلّموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقام أحد الأربعة فقال يا رسول الله : ألم تر أنّ علياً صنع كذا

__________________

1 ـ مسند أبي يعلى : ج 1 ، ص 293.

٨٥

وكذا ، فأعرض عنه ، ثمّ قام آخر فقال : يا رسول الله ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا ، فأعرض عنه ، ثمّ قام آخر فقال : يا رسول الله ألم تر أنّ علياً صنع كذا وكذا ، فأقبل إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم والغضب يعرف في وجهه ، فقال : ما تريدون من علي؟ ثلاثاً إنّ علياً منّي وأنا منه ، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي ).

ذكر البيان بأنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان ناصر كلّ ما ناصره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم .

أخبرنا محمّد بن طاهر بن أبي الدميك ، حدّثنا إبراهيم بن زياد ، حدّثنا أبو معاوية ، حدّثنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ( من كنت وليّه فعلي وليّه ).

ذكر دعاء المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالولاية لمن ولي علياً ، والمعادة لمن عاداه.

أخبرنا عبد الله بن محمّد الأزدي ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، ( أخبرنا ) أبو نعيم ويحيى بن آدم ، قالا : حدّثنا فطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل ، قال : قال علي : أنشد الله كلّ امرئ سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يوم غدير خم لما قام ، فقام أناس فشهدوا أنّهم سمعوه يقول : ألستم تعلمون أنّي أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله : قال : من كنت مولاه فإنّ هذا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. فخرجت وفي نفسي من ذلك شيء ، فلقيت زيد بن أرقم فذكرت ذلك له ، فقال : قد سمعناه من رسول الله صلّى الله

٨٦

عليه وسلّم يقول ذلك(1) .

نصّ ماجاء في صحيح البخاري :

حدّثنا على بن سويد بن منجوف ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه رضى الله عنه قال : ( بعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم علياً إلى خالد ليقبض الخمس ، وكنت أبغض علياً ، وقد اغتسل ، فقلت لخالد : ألا ترى إلى هذا؟ فلمّا قدمنا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكرت ذلك له ، فقال : يا بريدة أتبغض علياً؟ قلت : نعم ، قال : لا تبغضه فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك )(2) .

وقفة تدبّر حول النصوص السابقة :

1 ـ الرواية عن زيد بن أرقم وغيره من الصحابة ، وفي صحاح ومسانيد وسنن معتبرة عند أهل السنّة.

2 ـ والدليل على أنّ هذه الآية نزلت في حجّة الوداع ماجاء في نصوص كثيرة منها قال : ( لمّا رجع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم من حجّة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ، ثمّ قال : كأنّي دعيت فأجبت ).

وفي رواية : قال زيد بن أرقم : ( قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : ألستم تعلمون أنّي أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ، نشهد لأنت أولى بكلّ مؤمن من نفسه. قال : فإنّي من كنت مولاه فهذا مولاه. وأخذ بيد علي ).

وفي رواية : ( فلمّا بلغ غدير خم وقف للناس ، ثمّ ردّ من تبعه ، ولحقه من

__________________

1 ـ صحيح ابن حبّان : ج 15 ، ص 373.

2 ـ صحيح البخاري : ج 5 ، ص 110.

٨٧

تخلّف ، فلمّا اجتمع الناس إليه ، قال : أيّها الناس من وليّكم؟ قالوا : الله ورسوله ، ثلاثاً. ثمّ أخذ بيد علي فأقامه ، فقال : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ).

وفي رواية أخرى : ( ألستم تعلمون أني أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى. قال : فأخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه ، فعلى مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. قال : فلقيه عمر بعد ذلك ، فقال له : هنيئاً يا ابن أبى طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة ).

3 ـ والنصوص دليل على وجوب التمسّك بالكتاب والعترة : ( وإنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ، فانهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ).

4 ـ فقلت لزيد : سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟ فقال : وإنّه ما كان في الدوحات أحد إلّا رآه بعينه وسمعه بأذنيه.

5 ـ التأمّل في هذه العبارة : ( فذكرت علياً فتنقّصته ).

( وإذا وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قد احمرّ ).

( من كنت وليّه فعلي وليّه ).

( فجعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يتغيّر وجهه ).

فقال : يا بريدة ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ).

( فأعرض عنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثمّ قام الثاني وقال مثل ذلك ، ثمّ الثالث فقال : مقالته ، ثمّ قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل إليهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم والغضب يبصر في وجهه ، فقال : ما تريدون من علي؟ إنّ علياً منّي وأنا منه ، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي ).

٨٨

( لا تبغضن يا بريدة لي علياً ، فإنّ علياً منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي ).

( من سب علياً فقد سبّني ).

( لا تبغضه ، وإن كنت تحبّه فازدد له حبّا ).

( فرأيت الغضب في وجهه ).

( فقال : لا تقع في علي فإنّه منّي وأنا منه ).

( من يتنقص علياً فقد تنقّصني ، ومن فارق علياً فقد فارقني ).

رغم أنّه قد حصل بعض التلاعب أوالتحريف : فبعضهم لم يذكر قوله : ( تنقّصت علياً عند النبي ). ولا قوله : ( أمرني خالد ). ولا : ( علي منّي وأنا من علي ). ولا : ( وهو وليّكم من بعدي ). ولا عبارة : ( ولي كلّ مؤمن بعدي ) جدّاً مهمّة ، وجديرة بالتأمّل ، وخاصة لفظ ( مؤمن ) ولفظ ( بعدي ).

6 ـ مناشدة الإمام عليعليه‌السلام للصحابة في الرحبة ، وشهادتهم بذلك.

7 ـ خالد يأمر بريدة أنّ ينال من عليعليه‌السلام .

8 ـ حدّثنا عبد الله بن بريدة ، قال : حدّثني أبي ، قال : لم أجد من الناس أبغض عليّ من علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، حتّى أحببت رجلاً من قريش ، ولا أحبّه إلّا على بغض علي ، فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته ، ما أصحبه إلّا على بغض علي.

( ياترى من هو هذا الرجل من قريش )؟!

9 ـ تهنئة عمر لعلي بن أبي طالب بالولاية.

10 ـ عبارتهم : ( وثّقه الجمهور وباقيهم رجاله رجال الصحيح ).

11 ـ ( وقّف الناس ثمّ ردّ من مضى ، ولحقه من تخلّف فلمّا اجتمع الناس إليه ، قال : أيّها الناس هل بلّغت قالوا : نعم ، قال : اللهم اشهد ، ثلاث مرّات يقولها. ثمّ

٨٩

قال : أيّها الناس من وليّكم؟ قالوا : الله ورسوله ، ثلاثاً. ثمّ أخذ بيد علي فأقامه ثمّ قال : من كان الله ورسوله وليّه فهذا وليّه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ).

والعاقل يفهم أهمية الموضوع الذي لأجله أوقف الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس وردّ من مضى منهم ، وأشهدهم ثلاثاً أنّه بلّغ.

12 ـ وأمّا عثمان فإنّه أذنب يوم أُحد ذنباً. فماهو الذنب ياترى؟!

جواباتها متروكة للقارئ المنصف بعد التدبّر وإخلاص النية.

٩٠
٩١

محاولات لردّ حديث الغدير

1 ـ يقول بعضهم : ( لا نسلّم بصحّة هذا الحديث ). ومن هؤلاء الفخر الرازي بدعوى أنّ الإمام عليعليه‌السلام لم يكن في حجّة الوداع ، بل كان في اليمن في ذلك الوقت.

الجواب :

أ ـ إنّ الرازي كذّب كلّ حديث ورد فيه أنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بيد علي ، وجعل يعرّفه إلى الناس ويقول : ( فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ).

ب ـ لقد ردّ عليه قومه ، كما يقول ابن حجر الهيتمي في الصواعق : ( ولا التفات لمن قدح في صحّته ، ولا لمن ردّه بأنّ عليّاً كان باليمن ، لثبوت رجوعه منها ، وإدراكه الحجّ مع النبي )(1) .

2 ـ يقول ابن حزم الأندلسي وبعض أتباعه ، ويقول الشيخ سليم البشري المالكي في مراجعته للسيّد شرف الدين ، ( الشيعة متّفقون على اعتبار التواتر فيما يحتجّون به على الإمامة ؛ لأنّها عندهم من أصول الدين ، فما الوجه في احتجاجكم بحديث الغدير مع عدم تواتره عند أهل السنّة؟ وإن كان ثابتاً من طرقهم الصحيحة )؟(2)

__________________

1 ـ الصواعق المحرقة 1 : 107.

2 ـ المراجعات : 373 ، المراجعة ـ 55.

٩٢

الجواب :

لا ريب في تواتره من طريق أهل السنّة ، فممن اعترف بتواتره الحافظ الذهبي ، وشمس الدين الجزري ، والسيوطي ، والملا علي القاري ، والألباني ، وغيرهم.

فقال الذهبي معقّباً على أحد طرق : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) : ( هذا حديث حسن عال جدّاً ، ومتنه متواتر )(1) .

وقال أيضاً : ( فهذا ما يسّر الله تعالى جمعه من طرق هذا الحديث ، وأفادنا ذلك العلم بأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال ذلك )(2) .

وقال شمس الدين الجزري حول أحد الطرق : ( هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة ، تواتر عن أمير المؤمنين علي ، وهو متواتر أيضاً عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله )(3) .

وقال الألباني في تصحيحه للحديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) : ( وجملة القول أنّ حديث الترجمة حديث صحيح بشرطه ، بل الأوّل منه متواتر عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله كما يظهر لمن تبع أسانيده وطرقه )(4) .

لكن الذين في قلوبهم مرض مهما أتيت لهم بدليل لا يقنعون ، فمثلاً : عندما فشلوا في ردّ الحديث قالوا : لو سلّمنا أنّ حديث الغدير ينصّ على إمامة عليعليه‌السلام

__________________

1 ـ سير أعلام النبلاء 8 : 335.

2 ـ رسالة طرق حديث "من كنت مولاه فعلي مولاه" : 101.

3 ـ أسنى المطالب في مناقب سيّدنا علي بن أبي طالب : 48.

4 ـ سلسلة الأحاديث الصحيحة 4 : 343 ، التعليق على الحديث رقم 1750.

٩٣

فهذا يعني بعد عثمان!

نقول : إنّ مفاد حديث الغدير أنّ علياً أولى بعثمان من نفسه ؛ لأنّ عمر ممن هنّأه بالولاية على كلّ مؤمن ومؤمنة(1) ، والروايات تقول : من بعدي ، لا من بعد الثالث.

3 ـ قال بعضهم : نعم ، إنّ حديث الغدير يدلّ على إمامة علي ، لكن الإمامة تنقسم إلى قسمين ، هناك إمامة باطنية هي الإمامة في عرف المتصوّفة ، فعلي إمام المسلمين بعد رسول الله بلا فصل ، لكن هو إمام في المعنى ، إمام في القضايا المعنوية ، إمام في الأمور الباطنيّة ، والمشايخ الثلاثة هم أئمّة المسلمين في الظاهر ، ولهم الحكومة.

نقول لهم :

ماهو الدليل على هذا التقسيم؟ والرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله جعل ولاية الإمام عليعليه‌السلام مطلقة ، بدون استثناء ، من دون قيد.

وقد هنّأه عمر وقال : ( بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم )(2) .

ولكن حبّ الرئاسة والملك ، كما قال الغزالي : ( ولكن أسفرت الحجّة بوجهها ، وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم غدير خم ، باتّفاق الجميع وهو يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ). فقال عمر : بخ بخ لك يا أبا الحسن ، لقد أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن

__________________

1 ـ المصنّف لابن أبي شيبة 7 : 503 ، فضائل علي بن أبي طالب ، حديث 55.

2 ـ تاريخ بغداد 8 : 284.

٩٤

ومؤمنة. فهذا تسليم ورضا وتحكيم.

ثمّ بعد هذا غلب الهوى بحبّ الرئاسة ، وحمل عمود الخلافة ، وعقود البنود ، وخفقان الهواء في قعقعة الرايات ، واشتباك ازدحام الخيول ، وفتح الأمصار ، وسقاهم كأس الهوى ، فعادوا إلى الخلاف الأوّل ، فنبذوا الحق وراء ظهورهم ، واشتروا به ثمناً قليلاً )(1) .

فلابدّ من التسليم والاعتراف بأنّ أهل البيتعليهم‌السلام ظُلموا وأُخذ حقّهم ، وإلّا فسوف يكون العناد اتّباع للهوى ، فلا فرق بين من ظلم أهل البيتعليهم‌السلام ذلك الزمان ومن أعان عليه الآن.

4 ـ يقول الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب كتاب التحفة الاثني عشرية : بأنّ لفظة ( مولى ) لا تجيء بمعنى الأولى بإجماع أهل اللغة.

نقول في الجواب :

أولاً : هناك قاعدة في علم الحديث يعبّرون عنها بقاعدة الحديث يفسّر بعضه بعضاً ، ونحن لاحظنا هذين اللفظين ( من كنت مولاه فإنّ علياً مولاه ) ، ( من كنت وليّه فهذا وليّه ) ، فلو كان هناك إبهام في معنى كلمة المولى ومجيء هذه الكلمة بمعنى الأولى ، فإنّ اللفظ الأوّل يفسّر اللفظ الثاني.

ثانياً : الرواية التي أوردناها سابقاً تقول : ( من كان الله ورسوله وليّه فهذا وليّه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ). فلفظ وليّه جاء لله وللرسول ، فولاية علي سواءً قال مولاه أو وليّه فهي شبيهة بولاية الله ورسوله ، فهي مطلقة ولم تقيّد.

__________________

1 ـ سرّ العالمين ، المقالة الرابعة : 39.

٩٥

ثالثاً : الآية الكريمة في سورة الحديد :( مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (1) ،( هي مولاكم ) يفسرون الكلمة بـ ( هي أولى بكم )(2) .

رابعاً : الأشعار العربية الفصيحة ، وكلمات اللغويين تدلّ أنّه لا فرق بين لفظ ( مولاه ) ( ووليّه ) كما في تاج العروس ما هذا نصّه : ( الولي ) الذي يلي عليك أمرك ، وهما بمعنى واحد ، ومنه الحديث : ( أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها ) ، ورواه بعضهم : بغير إذن وليّها وروى ابن سلام عن يونس : ( أنّ المولي ، في الدين هو الولى وذلك قوله تعالى :( ذلك بأنّ الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم ) ، أي : لا وليّ لهم ، ومنه الحديث : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) أي : من كنت وليّه )(3) .

خامساً : كثيراً ما كرر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الولاية للإمام عليعليه‌السلام ، مثل : ( أنت ولي كلّ مؤمن بعدي ) ، ( إنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ) ، ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ، وغيرها مما سنسردها في محلّها إن شاء الله تعالى.

سادساً : لقد خاطب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الناس بأنّه أولى بهم من أنفسهم ، وجعل هذه الولاية لعليعليه‌السلام بدون استثناء شيء من تلك الولاية ، فلو كان هناك استثناء لوضّحهاصلى‌الله‌عليه‌وآله لأنّه يعلم بولايته المطلقة للناس ولكنّه لم يستثني شيئاً منها ، بل سأل الناس هل هو أولى بهم من أنفسهم؟ فلمّا قالوا : نعم ، أثبت لهم أنّ علي مولى لمن والاه بدون استثناء شيء من معاني الولاية المطلقة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

__________________

1 ـ سورة الحديد (57) : 15.

2 ـ جامع البيان عن تأويل آي القرآن 27 : 259.

3 ـ تاج العروس 20 : 311.

٩٦

بعد هذا السرد تبيّن للقارئ العزيز أنّ هذا الحديث قد بلغ حدّ التواتر ، وصار قطعي الصدور من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله رغم ما بذل في سبيل عدم تدوينه والتحدّث به ؛ لأنّ الله متمّ نوره ولو كره الكارهون ، وصار بمنزلة آية.

يقول الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب كتاب التحفة الاثنى عشرية : ( إنّ الحديث إذا وصل حدّ التواتر وأصبح قطعي الصدور عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان بمنزلة آية قرآنية ، فكما أنّ القرآن الكريم مقطوع الصدور من الله سبحانه وتعالى ، ولا ريب في أنّ هذا القرآن مقطوع الصدور من الله سبحانه وتعالى ، ولا ريب في هذا القرآن وفي ألفاظه ووصول القرآن الكريم إلينا بالتواتر القطعي ، فكلّ حديث يروى عن رسول الله ، ويصل إلينا بأسانيد تفيد القطع واليقين يكون هذا الحديث بحكم الآية القرآنية ، وبمثابة القرآن الكريم )(1) .

إذن أصبح قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) بمثابة آية قرآنية من حيث إنّه مقطوع الصدور عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فمن كذّبه فكأنّه كذّب آية من القرآن الكريم ، فهل يجرؤ مسلم على ذلك؟

أحاديث أُخرى تدلّ على الولاية :

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( اللهم من آمن بي وصدّقني فليتولّ علي بن أبي طالب ، فإنّ ولايته ولايتي ، وولايتي ولاية الله تعالى ). وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من أحب أنّ يحيا حياتي ، ويموت موتي ، ويسكن جنّة الخلد التي وعدني ربّي ، فإنّ ربّي عزّ وجلّ غرس قضبانها بيده ، فليتولّ علي بن أبي طالب فإنّه لن يخرجكم من

__________________

1 ـ التحفة الاثنا عشرية : 557 ، الباب العاشر في مطاعن الخلفاء ، الطعن الثاني عشر من مطاعن أبي بكر.

٩٧

هدى ، ولن يدخلكم في ضلالة )(1) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من سرّه أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنّة عدن التي غرسها ربّي ، فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليّه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذّبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي )(2) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل بيته ما يدل على توليّهم والالتفاف حولهم : ( فلا تقدّموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم )(3) .

وقال ابن حجر في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم )(4) . دليل على أنّ من تأهل منهم للمراتب العلية ، والوظائف الدينية كان مقدّماً على غيره )(5) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( معرفة آل محمّد براءة من النار ، وحبّ آل محمّد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمّد أمان من العذاب )(6) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( فلو أنّ رجلاً صفن ـ صفّ قدميه ـ بين الركن والمقام ، فصلّى وصام ، وهو مبغض لآل محمّد دخل النار )(7) .

__________________

1 ـ كنز العمّال ج 11 ص 611.

2 ـ كنز العمّال ج 1 ص 188.

3 ـ كنز العمّال ج 12ص 103.

4 ـ كنز العمّال 1 : 188.

5 ـ الصواعق المحرقة ، باب وصية النبي 2 : 654.

6 ـ ينابيع المودّة 1 : 78.

7 ـ أورده ابن حجر في الصواعق المحرقة 2 : 505.

٩٨

وكما في مسند أحمد قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن سورة براءة : عن زيد بن يثيع ، عن أبي بكر : ( أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثه ببراءة لأهل مكّة لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنّة إلّا نفس مسلمة ، من كان بينه وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مدّة فأجله إلى مدّته ، والله بريء من المشركين ورسوله ، قال : فسار بها ثلاثاً ، ثمّ قال لعلي رضي الله تعالى عنه : الحقه ، فردّ علي أبا بكر ، وبلّغها أنت ، قال : ففعل ، قال : فلمّا قدم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أبو بكر قال : يا رسول الله ، حدث فيّ شيء؟ قال : ما حدث فيك إلّا خير ، ولكن أمرت أن لا يبلّغه إلّا أنا أو رجل منّي )(1) .

حدّثنا عبد الله ، قال : حدّثني أبي ، قال : ثنا محمّد بن جعفر قال : ( فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ، وقعوا في رجل له عشر ، وقعوا في رجل ، قال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لأبعثنّ رجلاً لا يخزيه الله أبداً يحبّ الله ورسوله ، قال : فاستشرف لها من استشرف ، قال : أين علي؟ قالوا : هو في الرحل يطحن ، قال : وما كان أحدكم ليطحن؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر ، قال : فنفث في عينيه ، ثمّ هزّ الراية ثلاثاً ، فأعطاها إيّاه ، فجاء بصفية بنت حيي ، قال : ثمّ بعث فلاناً بسورة التوبة ، فبعث علياً خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها إلّا رجل منّى وأنا منه ، قال : وقال : لبني عمّه أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال : وعلي معه جالس ـ فأبوا ، فقال : علي أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، قال : أنت وليى في الدنيا والآخرة ، قال : فتركه ، ثمّ أقبل على رجل منهم ، فقال : أيّكم يوالينى في الدنيا والآخرة؟ فأبوا ، قال : فقال : علي أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال : أنت

__________________

1 ـ مسند احمد 1 : 3.

٩٩

وليي في الدنيا والآخرة ، قال : وكان أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة )(1) .

لاحظ : لماذا ردّ عليعليه‌السلام أبا بكر ، أجب ، لكن بأمانة وإنصاف ، وتأمّل وتدبّر في معاني هذه العبارات : ( وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذّبين بفضلهم فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ).

( معرفة آل محمّد براءة من النار ، وحبّ آل محمّد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمّد أمان من العذاب ).

فمن تدبرّ وأنصف وأخلص عمله لوجه الله ، وترك ماعليه آباؤه الأوّلين تيقّن أنّ أهل البيتعليهم‌السلام أشخاص معدودين تجب معرفتهم ومحبّتهم وموالاتهم على كلّ مكلّف ، لا يتقدّمهم ولا يتأخّر عنهم إلّا ضال مضل ، فليقرأ القارئ هذه الروايات وهو جامع كلّ حواسّة ليفهم معانيها ومضامينها ، ويعاهد ربّه ونفسه وضميره أن يقرأ بأمانة وإنصاف ، ويتمعّن في كلّ حديث ليرى هل يمكن أن ينطبق على ما تعتقده الشيعة الإمامية أم على ما يعتقده غيرهم؟ ثمّ يحكم بالحق ، والله خير الحاكمين.

وأخيراً مع شاعر الرسول المعروف حسّان بن ثابت الذي استأذن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد إتمام الولاية فأذن له ، فتقدم وقال :

يناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخمّ وأسمع بالنبيّ مناديا

وقد جاءه جبريل عن أمر ربّه

بأنّك معصوم فلا تك وانيا

__________________

1 ـ مسند أحمد 2 : 505.

١٠٠