من لا يحضره الفقيه الجزء ١

من لا يحضره الفقيه0%

من لا يحضره الفقيه مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 573

من لا يحضره الفقيه

مؤلف: محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه (الشيخ الصدوق)
تصنيف:

الصفحات: 573
المشاهدات: 108408
تحميل: 9376


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 573 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 108408 / تحميل: 9376
الحجم الحجم الحجم
من لا يحضره الفقيه

من لا يحضره الفقيه الجزء 1

مؤلف:
العربية

العدو وفرقة خلفه فكبر وكبروا فقرأ فأنصتوا فركع وركعوا فسجد وسجدوا، ثم استمر رسول الله صلى الله عليه وآله قائما(١) فصلوا لانفسهم ركعة، ثم سلم بعضهم على بعض، ثم خرجوا إلى أصحابهم فقاموا بازاء العدو، وجاء أصحابهم فقاموا خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وكبر فكبروا وقرأ فأنصتوا وركع فركعوا وسجد فسجدوا(٢) ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله فتشهد ثم سلم عليهم(٣) فقاموا، ثم قضوا لانفسهم ركعة

____________________

(١) كذا، وفى الكافى " ثم استتم رسول الله صلى الله عليه وآله قائما ".

(٢) من قوله " وكتبر فكبروا - إلى قوله - ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله " ليس في الكافى ولا في التهذيب بل فيهما هكذا " وجاء أصحابهم فقاموا خلف رسول الله صلى الله عليه وآله فصلى بهم ركعة ثم تشهد - الحديث " ولعل قوله " وكبر " زيادة سهوا من النساخ، وقال الفاضل التفرشى: ظاهر ان هذا التكبير من رسول الله ليس للاحرام فلعه صلى الله عليه وآله أتى به ليكونوا مقتدين به في التكبير وان كان تكبيره صلى الله عليه وآله وتكبيرهم للدخول في الصلاة فكان المقصود من قوله " الله أكبر " قولوا الله أكبر وحينئذ معنى " وقرأ فأنصتوا " قرأ ما بقى من القراء‌ة وحمل تكبيره على تكبير القنوت وحمل قراء‌ته على قراء‌ة القنوت وحمل انصاتهم على اتيانهم بالقنوت اخفاتا واستماعهم لقنوت النبى صلى الله عليه وآله لا يخلو من بعد.

(٣) فيه ايماء إلى أنه صلى الله عليه وآله قصد المأمومين بالسلام وكذا قوله " ثم سلم بعضهم على بعض " يشعر بأن بعض المأمومين قصد بالسلام بعضا. (مراد)

٤٦١

ثم سلم بعضهم على بعض "(١) .

وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله(٢) : " وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلوة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسحلتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أو تضعوا أسحلتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا * فإذا قضيتم الصلوة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلوة إن الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا "(٣) فهذه

____________________

(١) إلى هنا آخر الحديث كما في الكافى ج ٣ ص ٤٥٦ والتهذيب ج ١ ص ٣٠٤. وقال في الدروس: صلاة الخوف أنواع أحدها صلاة ذات الرقاع وشروطها كون العدو في غير القبلة وقوته بحيث يخاف هجمومه، وكثرة المسلمين بحيث يمكنهم الافتراق وأن لا يحتاج إلى الزيادة على الفرقتين (*). وثانيها صلاة بطن النخلف وهى أن يكمل الصلاة بكل فرقة وثانية نفل له. وثالثها صلاة عسفان ونقل لها كيفيتان أن يصلى بكل فرقة ركعة ويسلمون عليها فيكون له ركعتان ولكل فريق ركعة واحدة رواها الصدوق وابن الجنيد ورواها حريز في الصحيح وأن يصفهم صفين ويحرم بهم جميعا ويركع بهم فاذا سجد سجد معه الصف الاول وحرس الثانى فاذا قام سجد الحارسون أولا ويحرس الساجدون سواء انتقل كل صف إلى موضع الاخر أو لا، وان كان النقل أفضل. وهذه الصلاة وان لم يذكرها كثير من الاصحاب فيه ثابتة مشهورة راجع كنز العرفان.

(٢) في سورة النساء: ١٠٤.

(٣) قوله: " كنت فيهم " أى في أصحابك الضاربين في الارض الخائفين عدوهم أن يغزوهم " فأقمت لهم الصلاة " بأن تؤمهم " فتقم " في الركعة الاولى " طائفة منهم معك " وتقوى الاخرى تجاه العدو " وليأخذوا أسلحتهم، لانه أقرب إلى الاحتياط " فاذا سجدوا "

(*) اشتراط ذلك في الثنائية واضح أما في الثلاثية فقد قطع الشهيدان بجواز تفريقهم ثلاث فرق وهو انما يتم إذا جوزنا الانفراد اختيارا الا أن المروى خلافه.

سجدة الركعة لاولى فصلوا لانفسهم ركعة اخرى " فليكونوا من ورائكم " أى وقفوا موقف أصحابهم يحرسونهم " ولتأت طائفة اخرى لم يصلوا فليصلوا " أى ركعتهم الاولى " معك " وانت في الثانية فاذا صليت قاموا إلى ثانيتهم وأتموها ثم جلسوا ليسلموا معك، وليأخذوا حذرهم، يعنى وليكونوا حذرين من عدوهم متأهبين لقتالهم بأخذ الاسلحة " ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم " أى تمنوا أن يجدوا منكم غرة في الصلاة " فيميلوا عليكم ميلة واحدة " أى يحملون عليكم حملة واحدة وأنتم متشاغلون بصلاتكم فيصيبون منكم غرة فيقتلونكم ولذا أمرتم بأخذ السلاح " ولا جناح عليكم ان كان بكم أذى من مطر أو كنتم مضرى " فيثقل عليكم حمل السلاح " أن تضعوا أسلحتكم " أى إذا ضعفتم عن حملها وهذا يدل على أن الامر بأخذ الاسلحة للوجوب " وخذوا حذركم " أى احترزوا ذلك من عدوكم " =

٤٦٢

صلاة الخوف التي أمر الله عزوجل بها نبيه صلى الله عليه وآله.

١٣٣٥ وقال(١) : " من صلى المغرب في خوف بالقوم صلى بالطائفة الاولى ركعة وبالطائفة الثانية ركعتين ".

ومن تعرض له سبع وخاف فوت الصلاة استقبل القبلة وصلى صلاته بالايماء فإن خشي السبع وتعرض له فليدر معه كيف دار وليصل بالايماء.

١٣٣٦ وسأل علي بن جعفر أخاه موسى بن جعفر عليهما السلام " عن الرجل يلقاه

____________________

= ان الله أعد للكافرين عذابا مهينا " لما كان أمرهم بالحزم يوهم أنه لضعفهم وغلبة الكفار بل أزال الوهم بوعدهم ان الله يهين عدوهم وينصرهم عليه لتقوى قلوبهم " فاذا قضيتم الصلاة " فرغتم منها وأنتم محاربوا عدوكم " فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم " أى في كل حال فاذا أردتم فعل الصلاة حال الخوف فصلوا كيف ما أمكن قياما وإذا كنتم لا تقدرون على القيام فصلوها قعودا وان لم تقدروا فعلى جنوبكم يعنى منحنين " فاذا اطمأننتم " بالامن " فأقيموا الصلاة " بحدودها وشرائطها " ان الصلاة كانت على المؤمنين كتاب موقوتا " أى فرضا واجبا أو منجما.

(١) الظاهر أنه من تتمة الحديث فيكون " قال " من قول الراوى وفاعله الصادق عليه السلام (مراد) أقول: لا وجه لهذا الاستظهار بل قوله " وقال " أى هو خبر مروى عنه عليه السلام كما يظهر من الاستبصار ج ١ ص ٤٥٧ والتهذيب ج ١ ص ٣٣٨ رواه زرارة عنه.

٤٦٣

السبع وقد حضرت الصلاة فلم يستطع المشي مخافة السبع(١) قال: يستقبل الاسد ويصلي ويؤمي برأسه إيماء وهو قائم وإن ان الاسد على غير القبلة ".

١٣٣٧ وسأل سماعة بن مهران أبا عبدالله عليه السلام " عن الرجل يلقاه السبع وقد حضرت الصلاة فلا يستطيع المشي مخافة الاسد؟ قال: يستقبل الاسد ويصلي ويؤمي برأسه إيماء وهو قائم وإن كان الاسد على غير القبلة ".

١٣٣٨ وسأل سماعة بن مهران أبا عبدالله عليه السلام " عن الرجل يأخذه المشركون فتحضره الصلاة فيخاف أن يمنعوه قال: يؤمي إيماء ".

١٣٣٩ - وروى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: " قلت له: صلاة الخوف وصلاة السفر تقتصران جميعا؟ قال: نعم، وصلاة الخوف أحق أن تقصر(٢) من صلاة السفر لان فيها خوفا "(٣) .

١٣٤٠ - وسمعت شيخنا محمد بن الحسن رضي الله عنه يقول: " رويت أنه سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: " وإذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا " فقال: هذا تقصير ثان(٤) وهو أن

____________________

(١) أى إلى مأمن يصلى فيه مستقبلا. (مراد)

(٢) صلاة الخوف مقصورة سفرا اجماعا إذا كانت رباعية سواء صليت جماعة أو فرادى وان صليت حضرا ففيه ثلاثة أقوال: أحدها - وهو الاصح - أنها تقصر للخوف المرجد عن السفر وعليه معظم الاصحاب، وثانيها أنها لا تقصر الا في السفر على الاطلاق، وثالثا أنها تقصر في الحضر بشرط الجماعة أما لو صليت فرادى أتمت وهو قوله الشيخ وبه صرح ابن ادريس. (الذكرى)

(٣) في بعض النسخ " لانه ليس فيها خوف ".

(٤) يمكن حمله على أن الخوف سبب ثان للتقصير فيكون للتقصير سببان أحدهما السفر والثانى الخوف وقد يجتمعان ولا امتناع فيه لان الاسباب الشرعية علامات وظاهر المؤلف - رحمه الله - أنه تقصير على تقصير حتى يرجع إلى أنه حينئذ يكتفى عن الرباعية بركعة كما قال به بعضهم وحمل ذلك على صلاة المأمومين فصلى كل فرقة ركعة مع الامام ويكتفى بها ويسلم بعضهم على بعض وقوله (ع) " وهو أن يرد " معناه على الاول أن التقصير رد ركعتين إلى ركعة فيرد الركعات الاربع إلى ركعتين، وعلى الثانى أن التقصير على التقصير رد للركعتين المقصورتين إلى ركعة. (مراد) وقال المولى المجلسى - رحمه الله -: قوله تعالى " ان خفتم أن يفتنكم " المشهور في التفسير بين الخاصة والعامة أن الشرط باعتبار الغالب في ذلك الوقت وذكر البيضاوى وغيره أنه قد تظافرت الاخبار على التقصير في حال الامن أيضا. وقوله " أن يفتنكم " أى يقاتلكم أو يصيبكم بمكروه.

٤٦٤

يرد الرجل ركعتين إلى ركعة " وقد رواه(١) حريز عن أبي عبدالله عليه السلام.

١٣٤١ وروى عبدالرحمن بن أبي عبدالله عن الصادق عليه السلام " في صلاة الزحف(٢) قال: تكبر وتهلل(٣) يقول الله عزوجل: فإن خفتم فرجالا أو ركبانا "(٤) .

١٣٤٢ وروي عن أبي بصير(٥) أنه قال: " سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول:

____________________

(١) أى الحديث المذكور الذى روى لمحمد بن الحسن - رضى الله تعالى عنه - وفى التهذيب عن حريز عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله الله عزوجل: " لا جناح عليكم أن تصروا من الصلاة ان خفتم أن يفتنكم الذين كفروا " قال: في الركعتين ينقص منهما واحدة " وظاهره يفيد التقصير في كل ركعتين حتى في صلاة الصبح للجامع والمنفرد الا أن يشار بلام الركعتين إلى ركعتى المقصورة، ويمكن ارجاع النقص إلى صفة الواحدة وهى الاقتداء دون ذاتها فلا يلزم منه أن يجعل الخوف الصلاة على ركعة واحدة، بل انما يجعل احدى ركعتيها على الانفراد، ويؤيد ذلك أن الكلام حينئذ لا يحتاج إلى التخصيص بالسفر. (مراد)

(٢) زحف اليه زحفا: مشى والزحف: الجيش يزحفون إلى العدو. وقال المولى المجلسى: أى القتال وشدة الخوف.

(٣) في بعض النسخ " تكبير وتهليل " وظاهره الاكتفاء بهما عن القراء‌ة والركوع والسجود، وقوله: " يقول الله عزوجل " استشهاد على أن في صلاة الخوف لا يلزم الاتيان بجميع أركانها وليس استشهادا على صحة الاكتفاء بالتكبير والتهليل وهو ظاهر. (مراد)

(٤) نقل الآية من حيث انها تدل على أن صلاة الخوف يرخص فيها تغيير هيئة الصلاة بمقتضى الضروة وان لم يدل على خصوص ما نحن فيه. (سلطان)

(٥) الطريق ضعيف ورواه الشيخ في التهذيب ج ١ ص ٣٠٤ بسند موثق كالصحيح.

٤٦٥

إن كنت في أرض مخوفة فخشيت لصا أو سبعا فصل الفريضة وأنت على دابتك ".

١٣٤٣ وفي رواية زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: " الذي يخاف اللصوص يصلي إيماء على دابته "(١) .

١٣٤٤ وقد رخص في صلاة الخوف من السبع " إذا خشيه الرجل على نفسه أن يكبر ولا يؤمي "(٢) ، رواه محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام.

١٣٤٥ وروى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: " الذي يخاف اللصوص والسبع يصلي صلاة المواقفة إيماء على دابته، قال: قلت: أرأيت إن لم يكن المواقف(٣) على وضوء كيف يصنع ولا يقدر على النزول؟ قال: قلت: يتيمم من لبد دابته أو سرجه أو معرفة دابته(٤) فإن فيها غبارا، ويصلي ويجعل السجود أخفض من الركوع، ولا يدور إلى القبلة ولكن أينما دارت دابته، غير أنه يستقبل القبلة بأول تكبيرة حين يتوجه ".

١٣٤٦ وروى عبيد الله بن علي الحلبي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " صلاة الزحف على الظهر إيماء برأسك(٥) وتكبير(٦) والمسايفة تكبير بغير إيماء(٧) ،

____________________

(١) في التهذيب في الصحيح عن حريز عن زرارة قال: قال " أبوجعفر عليه السلام: الذى يخاف اللصوص والسبع يصلى صلاة الموافقة ايماء على دابته " أى صلاة المحاربة مأخوذة من وقوف كل من الخصمين بحرب الاخر. وقوله "يصلى ايماء" يعنى يصلى بالقراء‌ة ويؤمى للركوع والسجود مع الامكان.

(٢) حمل على عدم الامكان جمعا. (م ت)

(٣) الموقف: المحارب وزنا ومعنى، سمى به لوقوفه بين يدى خصمه. (الوافى)

(٤) معرفة الدابة: منبت عرفها. والعرف بالضم والضمتين - شعر عنقها. (الوافى)

(٥) " على الظهر " أى على ظهر الدابة، وفى بعض النسخ " ايماء برأسه ".

(٦) قوله: " وتكبير " حمل على تكبير الاحرام، وقيل بالقراء‌ة مع ذلك، وظاهر الخبر الاكتفاء بالتكبير فتأمل. (سلطان)

(٧) كذا في جميع النسخ، وفى التهذيب " المسايفة تكبير مع ايماء " ويفهم من نسخة التهذيب وجوب الايماء للركوع والسجود إذا أمكن مع التكبير، وظاهر الاصحاب ان الانتقال إلى التكبير انما هو لتعذر الايماء، وما في المتن ظاهر، وحمل التكبير على تكبير الافتتاح بعيد.

٤٦٦

والمطاردة إيماء يصلي كل رجل على حياله "(١) .

١٣٤٧ وقال عليه السلام: " فات(٢) الناس مع علي عليه السلام يوم صفين صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء فأمرهم فكبروا وهللوا وسبحوا، رجالا وركبانا ".

١٣٤٨ وفي كتاب عبدالله بن المغيرة(٣) " أن الصادق عليه السلام قال: أقل ما

____________________

(١) قوله " والمطاردة الايماء " أى مع القراء‌ة، وقوله " على حياله " أى قبال وجهه وبازائه مستقبلا أى جهة كانت. (سلطان) وقيل: يعنى منفردا مع عدم التمكن من الجماعة. وقال المحقق - رحمه الله - في المعتبر: إذا انتهى الحال إلى المسايفة فالصلاة بحسب الامكان قائما أو ماشيا أو راكبا ويسجد على قربوس سرجه، والا مؤميا، ويستقبل القبلة ما أمكن و الا بتكبيرة الاحرام ولا يمنعهم الحرب ولا الكر ولا الفر وهو قول أكثر أهل العلم. وقال في الشرايع: وأما الصلاة المطاردة وتسمى شدة الخوف مثل أن ينتهى الحال إلى المسايفة فيصلى على حسب امكانه واقفا أو ماشيا أو راكبا، ويستقبل القبلة بتكبيرة الاحرام ثم يستمر ان أمكنه والا استقبل بما أمكنه، وصلى مع التعذر إلى أى الجهات أمكن وإذا لم يتمكن من النزول صلى راكبا ويسجد على قربوس سرجه فان لم يتمكن أومأ ايماء، فان خشى صلى بالتسبيح ويسقط الركوع السجود ويقول بدل كل ركعة " سبحان الله والحمد لله ولا الله الا الله والله أكبر ".

(٢) ليس هذا من تتمة خبر الحلبى كما ظنه بعض بل هو اما مضمون مأخوذ من ذيل صحيحة الفضلاء المروية في الكافى ج ٣ ص ٤٥٨ والتهذيب ج ١ ص ٣٠٤ عن أبى جعفر عليه السلام أو خبر برأسه أرسله المؤلف (ره) عن أبى عبدالله عليه السلام ويؤدى ذلك مغايرته في المعنى في الجملة حيث ان في صحيحة الفضلاء " فان أمير المؤمنين عليه السلام صلى ليلة صفين لم تكن صلاتهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء عند وقت كل صلاة الا التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد والدعاء - الحديث " فيفهم من ظاهرها أنهم صلوا معه عليه السلام جماعة بخلاف ما في هذا الخبر لان ظاهر قوله عليه السلام " فات الناس مع على عليه السلام " أى فاتهم جماعة، ويمكن أن يكون المراد فاتهم تامة الامكان فلا يختلف.

(٣) رواه الكلينى عن على بن ابراهيم عن أبيه عن عبدالله بن المغيرة عن بعض أصحابنا وهو وان كان مرسلا الا أنه مطابق للعمل والاخبار الصحيحة.

٤٦٧

يجزي في حد المسابقة من التكبير تكبيرتان(١) لكل صلاة إلا المغرب، فإن لها ثلاثا [من التكبير] ".

١٣٤٩ وسأله سماعة بن مهران " عن صلاة القتال، فقال: إذا التقوا فاقتتلوا فإنما الصلاة حينئذ تكبير، وإذا كانوا وقوفا(٢) لا يقدرون على الجماعة فالصلاة إيماء ".

والعريان يصلي قاعدا ويضع يده على عورته، وإن كانت امرأة وضعت يدها على فرجها، ثم يؤميان إيماء ويكون سجودهما أخفض من ركوعهما، ولا يركعان ولا يسجدان فيبدو ما خلفهما ولكن إيماء برؤوسهما(٣) . وإن كانوا جماعة صلوا وحدانا(٤) . وفي الماء والطين تكون الصلاة بالايماء(٥) والركوع

____________________

(١) ظاهره كفاية تكبيرة عن كل ركعة، ويمكن أن يراد من التكبير التسبيحات الاربع فانها تدل على كبريائه تعالى وتقدس فيأتى بها في كل ركعة بعد النية وتكبيرة الاحرام وكذا في حديث سماعة " فانما الصلاة حينئذ تكبيرة ". (مراد)

(٢) أى واقفين للحرب. (مراد)

(٣) في الكافى ج ٣ ص ٣٩٦ بسند حسن كالصحيح عن زرارة قال: " قلت لابى جعفر عليه السلام: رجل خرج من سفينة عريانا أو سلب ثيابه ولم يجد شيئا يصلى فيه؟ فقال: يصلى ايماء، فان كانت امرأة جعلت يدها على فرجها، وان كان رجلا وضع يده على سوء‌ته، ثم يجلسان فيؤميان ايماء، ولا يسجدان ولا يركعان فيبدو ما خلفهما، تكون صلاتهما ايماء برؤوسهما - الخ ".

(٤) لعل المراد بالوحدان جلوسهم في صف واحد لا يكون صف بعد الصف الذى يكون الامام أيضا فيه (مراد) أقول: في المعتبر ص ٥ ١٥: " الجماعة مستحبة للعراة رجالا كانوا أو نساء ويصلون صفا واحدا جلوسا، يتقدمهم الامام بركبتيه وهو اختيار علمائنا، وقال أبوحنيفة: يصلون فرادى، وان كانوا في ظلمة صلوا جماعة ".

(٥) روى الشيخ - رحمه الله - في التهذيب في حديث موثق عن عمار الساباطى عن أبى عبدالله عليه السلام " عن الرجل يصيبه مطر وهو في موضع لا يقدر أن يسجد فيه من الطين ولا يجد موضعا جافا؟ قال: يفتتح الصلاة فاذا ركع فليركع كما يركع إذا صلى فاذا رفع رأسه من الركوع فليؤم بالسجود ايماء وهو قائم يفعل ذلك حتى يفرغ من الصلاة يتشهد وهو قائم ثم يسلم ".

ورواه ابن ادريس في مستطرفات السرائر ص ٤٨٣ من كتاب نوادر المصنفين تصنيف محمد بن على بن محبوب الاشعرى عن ابن أبى عمير عن هشام بن الحكم عن الصادق (ع).

٤٦٨

أخفض من السجود.(١)

باب ما يقول الرجل إذا أوى إلى فراشه

١٣٥٠ قال الصادق عليه السلام: " من تطهر ثم أوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده، فإن ذكر أنه ليس على وضوء فليتيمم من دثاره [و] كائنا ما كان لم يزل في صلاة ما ذكر الله عزوجل(٢) ".

١٣٥١ وروى العلاء، عن محمد بن مسلم قال: قال لي أبوجعفر عليه السلام: " إذا توسد الرجل يمينه فليقل: " بسم الله اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت

____________________

(١) قال الشيخ المفيد - رحمه الله - في المقنعة: " يصلى السابح في الماء عند غرقه وضرورته إلى السباحة مؤميا إلى القبلة ان عرفها والا ففى وجهه، ويكون ركوعه أخفض من سجوده لان الركوع انخفاض والسجود ايماء إلى القبلة. وكذلك صلاة الموتحل " ا هـ يعنى يجب على الغريق والموتحل الصلاة مؤميا الا أن ايماء‌هما في الركوع أخفض من ايمائهما في السجود، بخلاف صلاة القاعد فان اليماء‌ه في السجود يجب أن يكون أخفض من الركوع.

(٢) رواه الشيخ في التهذيب مرسلا وكذا الاخبار الآتية موافقا لما في الفقيه وقال صاحب المنتقى: يظهر من توافق ترتيب هذه الاخبار في الفقيه والتهذيب أن الشيخ أخذها من كتاب الفقيه، ولا غرو.

وفى الوافى: الدثار - بالكسر -: ما فوق الشعار من الثياب، وانما كان لم يزل في الصلاة مادام يذكر الله تعالى لانه أتى بما تيسر له في مثل تلك الحال من أفعال الصلاة أعنى الطهارة والذكر.

انتهى وقال الفاضل التفرشى: لعل الدثار هنا يشمل اللحاف وغيره، وقوله عليه السلام:" كائناما كان " أى من الوضوء والتيمم، ويمكن أن يراد به التعميم فيما يتيمم به.

٤٦٩

وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، وتوكلت عليك رهبة منك ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبرسولك الذي أرسلت " ثم يسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام.

ومن أصابه فزع عند منامه فليقرأ إذا أوى إلى فراشه المعوذتين وآية الكرسي ".

١٣٥٢ وروى العلاء، عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: " لا يدع الرجل أن يقول عند منامه: " أعيذ نفسي وذريتي وأهل بيتي ومالي بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة "(١) فذلك الذي عوذ به جبرئيل عليه السلام الحسن والحسين عليهما السلام ".

١٣٥٣ وروى عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال له: " اقرأ قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون عند منامك فإنها براء‌ة من الشرك(٢) وقل هو الله أحد نسبة الرب عزوجل ".

١٣٥٤ وروى بكر بن محمد(٣) عنه عليه السلام أنه قال: " من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث مرات: " الحمد لله الذي علا فقهر، والحمد لله الذي بطن فخبر، والحمد لله الذي ملك فقدر، والحمد لله الذي يحيي الموتى ويميت الاحياء وهو على كل شئ قدير " خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ".

١٣٥٥ وقال النبي صلى الله عليه وآله: " من قرأ هذه الآية عند منامه: " قل إنما أنا

____________________

(١) في النهاية: الهامة - بشد الميم - كل ذات سم يقتل والجمع هوام، وفى الصحاح لا يقع هذا الاسم الا على المخوف من الاحناش. جمع الحنش أى الهامة. واللامة - بشد الميم - أيضا، والعين اللامة هى التى تصيب بسوء، يقال: " أعيذه من كل هامة ولامة ". وفى الوافى اللامة: ذات الممم وهو ضرب من الجنون يعترى الانسان.

(٢) الظاهر أن الضمير المؤنث يرجع إلى سورة " قل ياأيها الكافرون ".

(٣) رواه الكلينى عن على بن ابراهيم عن أبيه، والحسين بن محمد، عن أحمد بن اسحاق جميعا عن بكر بن محمد.

٤٧٠

بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد إلى آخرها " سطع له نور إلى المسجد الحرام(١) حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح "(٢) .

١٣٥٦ وروى عامر بن عبدالله بن جذاعة(٣) عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " ما من عبد يقرأ آخر الكهف حين ينام إلا استيقظ من منامه في الساعة التي يريد ".

١٣٥٧ وروى سعد الاسكاف عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: " من قال هذه الكلمات فأنا ضامن أن لا يصيبه عقرب ولا هامة حتى يصبح: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ، ومن شر ما برأ، ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم ".

١٣٥٨ وروى معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " إذا خفت الجنابة فقل في فراشك: اللهم إني أعوذ بك من الاحتلام، ومن سوء الاحلام، ومن أن يتلاعب بي الشيطان في اليقظة والمنام ".

١٣٥٩ وورى العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا عن أبيه عليهما السلام قال: " لم يقل أحد قط إذا أراد أن ينام: " إن الله يمسك السموات والارض أن تزولا ولئن زالتا(٤) [إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا] " فسقط عليه البيت ".

____________________

(١) في الصحاح: سطع الغبار والرائحة والصبح سطوعا إذا ارتفع. وقال الفاضل التفرشى: لعل: سطع هنا بمعنى انبسط.

(٢) رواه الشيخ في التهذيب ج ١ ص ١٨٥ مرسلا كما في الفقيه.

(٣) رواه في الكافى ج ٢ ص ٥٤٠ عن أحمد بن محمد الكوفى، عن حمدان القلانسى، عن محمد بن الوليد، عن أبان عن عامر بن عبدالله بن جذاعة.

(٤) في بعض النسخ " إلى الآية ".

٤٧١

باب ثواب صلاة الليل

١٣٦٠ نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فقال له: " يا جبرئيل عظني فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه.

شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزه كف الاذى عن الناس "(١) .

١٣٦١ وروى بحر السقاء عن أبي عبدالله عليه السلام قال: " إن من روح الله عزوجل ثلاثة: التهجد بالليل، وإفطار الصائم، ولقاء الاخوان ".

١٣٦٢ وقال أبوالحسن الاول عليه السلام " في قول الله عزوجل: " ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله " قال: صلاة الليل ".(٢)

١٣٦٣ وقال الصادق عليه السلام: " عليكم بصلاة الليل فانها سنة نبيكم، وأدب الصالحين قبلكم، ومطردة الداء عن أجسادكم ".(٣)

١٣٦٤ وروى هشام بن سالم عنه أنه قال: " في قول الله عزوجل " إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا "(٤) قال: قيام الرجل عن فراشه يريد به وجه الله عزوجل، لا يريد به غيره ".(٥)

____________________

(١) حاصل الكلمات الثلاثة أن العيش لابد وأن ينتهى إلى الموت فلا ينبغى أن تريد طوله وتهتم به، وكذا المحبوب لابد وأن تفارقه فلا ينبغى أن تطئمن قلبك به، والعمل لابد وأن تلاقيه ولا يفارقك فلابد من أن تهتم به فتأتى بما هو صالح نافع تسرك ملاقاته، وتترك ما هو مفسد ضار تسوء‌ك ملاقاته.

(مراد) أقول: روى الكلينى في الكافى ج ٣ ص ٤٨٨ نحو ذيل الخبر مسندا عن الصادق (ع).

(٢) رواه الكلينى في الكافى ج ٣ ص ٤٨٨ بسند مجهول والمؤلف في العيون بهذا السند أيضا.

(٣) رواه الشيخ في التهذيب ج ١ ص ١٦٩ بسند فيه ارسال.

(٤) أى النفس الناشئة بالليل أى التى تنشأ من مضجعها إلى العبادة، أو العبادة الناشئة بالليل أى الحددثة (سلطان) وقوله: " أقوم قيلا " أى أشد وأحكم وأثبت مقالا.

(٥) الظاهر أنه عليه السلام فسر الناشئة بالقيام الواقع فيها مخلصا كما فسرت بقيام الليل أو العبادة التى تنشأ بالليل، ويمكن أن يكون حاصل المعنى يقول عليه السلام ان العبادة المشكلة على النفس والتى تكون القلب موافقا مع اللسان هى العبادة التى يكون خالصة لوجه الله، والا فلا اشكال فيها ولا موافقة لها كما هو الغالب على الناس. (م ت) أقول الخبر رواه الكلينى في الكافى ج ٣ ص ٤٤٦ بسند صحيح.

٤٧٢

١٣٦٥ وقال الصادق عليه السلام: " يقوم الناس من فرشهم على ثلاثة أصناف: صنف له ولا عليه، وصنف عليه ولا له، وصنف لا عليه ولا له، فأما الصنف الذي له ولا عليه فيقوم من منامه فتوضأ ويصلي ويذكر الله عزوجل فذلك الذي له ولا عليه، وأما الصنف الثاني فلم يزل في معصية الله عزوجل فذلك الذي عليه ولا له، وأما الصنف الثالث فلم يزل نائما حتى أصبح فذلك الذي لا عليه ولا له ".

١٣٦٦ وسأله عبدالله بن سنان " عن قول الله عزوجل: " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " قال: هو السهر في الصلاة ".(١)

١٣٦٧ وروى عنه الفضيل بن يسار أنه قال: " إن البيوت التي يصلى فيها بالليل بتلاوة القرآن(٢) تضئ لاهل السماء كما تضئ نجوم السماء لاهل الارض ".

١٣٦٨ وقال عليه السلام: " في قول الله عزوجل: " إن الحسنات يذهبن السيئات " قال: صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار ".(٣) ومدح الله تبارك وتعالى أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه بقيام صلاة الليل(٤) فقال عزوجل: " أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه " وآناء الليل ساعاته.

١٣٦٩ وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يصيب

____________________

(١) " سيماهم " أى علامتهم. و " من أثر السجود " يمكن أن يكون كناية عن العبادة وآثارها من رقة القلب والخضوع والخشوع، أو اصفرار الوجه. والسهر - بالتحريك -: عدم النوم في الليل.

(٢) يحتمل أن يكون الباء للسببية أى لسبب ما يتلى في الصلاة من القرآن، وأن يكون للملابسة أى متلبسة بتلاوة القرآن، فيشمل ما يقرء فيها وما يقرء بعدها أو قبلها. (مراد)

(٣) روى المؤلف أكثر هذه الاخبار في ثواب الاعمال مسندا.

(٤) كما في رواية عمار الساباطى عن الصادق (ع) المروية في روضة الكفى تحت رقم ٢٤٦.

ويفهم منه أن الآية في على أمير المؤمنين (ع).

٤٧٣

أهل الارض بعذاب قال: لولا الذين يتحابون بجلالي(١) ، ويعمرون مساجدي، و يستغفرون بالاسحار لولاهم(٢) لانزلت عذابي ".

١٣٧٠ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من كثر صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ".

١٣٧١ و " جاء رجل إلى أبي عبدالله عليه السلام فشكى إليه الحاجة فأفرط في الشكاية حتى كاد أن يشكو الجوع، فقال له أبوعبدالله عليه السلام: يا هذا أتصلي بالليل؟ فقال الرجل: نعم، فالتفت أبوعبدالله عليه السلام إلى أصحابه فقال: كذب من زعم أنه يصلي بالليل ويجوع بالنهار، إن الله تبارك وتعالى ضمن صلاة الليل قوت النهار ".(٣)

١٣٧٢ وقال أبوجعفر عليه السلام: " إن الله تبارك وتعالى يحب المداعب في الجماعة بلا رفث، المتوحد بالفكر، المتخلي بالعبر، الساهر بالصلاة ".(٤)

١٣٧٣ وقال النبي صلى الله عليه وآله عند موته لابي ذر رحمة الله عليه: " يا أبا ذر احفظ

____________________

(١) بالجيم كما في أكثر النسخ. وبالحاء كما في بعضها، وعلى المهملة المعنى: الذين يحب بعضهم بعضا فيما أحللنا لهم لا فيما أفيما حرمنا عليهم كشرب الخمر والزنا وأمثالهما.

(٢) يمكن أن يكون التكرير للمبالغة والتأكيد، وأن يكون جواب " لولا " الاولى لفعلت بهم ما يستحقون، وحذف اليذهب الذاهب إلى أى مذهب شاء. (م ت)

(٣) أى جعلها ضامنا للقوت في ايصاله إلى المصلى أو جعلها متضمنا للقوت فكأن قوت المصلى جزء لها، وعلى التقديرين من باب الاستعارة التبعية (مراد) أقول: لخبر رواه المصنف في الثواب ص ٦٤ وكذا الشيخ في التهذيب ج ١ ص ١٦٩ بسند في ارسال.

(٤) في بعض النسخ " المداعب في الجماع " وفى بعضها " الملاعب في الجماع " ولعل الانسب ما اخترناه. والدعابة المزاح، والرفث الفحش من القول، والجماع، وقوله " المتوحد " في بعض النسخ " المتوجد " وتوجد به أى أحبه " والتخلى: التفرغ والانفراد، و " العبر " اما بكسر العين وفتح الباء الموحدة جمع عبرة - بكسر العين وسكون الموحدة - وهى العظة وما يتعظ به الانسان ويعمل به ويعتبر، واما بفتح العين والباء فهو جمع عبرة - بفتح العين وسكون الموحدة - وهى الدمع وسبكه.

٤٧٤

وصية نبيك تنفعك: من ختم له بقيام الليل(١) ثم مات فله الجنة " والحديث فيه طويل(٢) أخذت منه موضع الحاجة.

١٣٧٤ وروى جابر بن إسماعيل(٣) عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام " أن رجلا سأل علي بن أبي طالب عليه السلام عن قيام الليل بالقراء‌ة(٤) فقال له: أبشر من صلى من الليل عشر ليلة لله(٥) مخلصا ابتغاء ثواب الله تبارك وتعالى لملائكته: اكتبوا لعبدي هذا من الحسنات عدد ما أنبت في الليل من حبة وورقة وشجرة وعدد كل قصبة وخوص ومر(٦) ومن صلى تسع ليلة أعطاه الله عشر دعوات مستجابات وأعطاه الله كتابه بيمينه(٧) ومن صلى ثمن ليلة أعطاه الله أجر شهيد صابر صادق النية وشفع في أهل بيته، ومن صلى سبع ليلة خرج من قبره يوم يبعث ووجهه كالقمر ليلة البدر حتى يمر على الصراط مع الآمنين، ومن صلى سدس ليلة كتب في الاوابين(٨) وغفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صلى خمس ليلة زاحم إبراهيم خليل الرحمن في قبته(٩) ، ومن صلى ربع ليلة كان في أول الفائزين(١٠) حتى يمر على الصراط كالريح العاصف، ويدخل الجنة بغير حساب،

____________________

(١) بأن يكون آخر أعماله أو يكون المراد بداوم عليه حتى يموت. (م ت)

(٢) مذكور في مكارم الاخلاق بسند فيه مجاهيل والظاهر أن المؤلف حكم بصحته أو وصل اليه بأسانيد أخر.

(٣) الطريق ضعيف بسلمة بن الخطاب وفيه أيضا محمد بن الليث وهو مهمل.

(٤) في بعض النسخ " عن قيام الليل بالقرآن ".

(٥) كذا في بعض النسخ وكتاب ثواب الاعمال ص ٦٦ وفى بعض النسخ هنا وما يأتى كلها " ليله لله مخلصا " باضافة.

(٦) كذا. والخوص ورق النخل، الواحدة خوصة كما في الصحاح. وفى ثواب الاعمال " وخوط ومراعى " والخوط والخوطة: الغصن الناعم.

(٧) زاد في الثواب " يوم القيامة ".

(٨) جمع أواب وهو الكثير الرجوع إلى الله سبحانه والتواب وقيل: المطيع.

(٩) زاحمه أى آنسه وقاربه، وقوله " في قبته " أى في الجنة في مقامه.

(١٠) يمكن أن يكون الاولية اضافية ويكون داخلا في الجماعة التى يكون نجاتهم قبل البقية كالانبياء والاوصياء تفضلا منه تعالى. (م ت)

٤٧٥

ومن صلى ثلث ليلة لم يبق ملك(١) إلا غبطه بمنزلته من الله عزوجل، وقيل له: أدخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت، ومن صلى نصف ليلة فلو أعطي مل‌ء الارض ذهبا سبعين ألف مرة لم يعدل جزاء‌ه، وكان له بذلك عند الله عزوجل أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد إسماعيل، ومن صلى ثلثي ليلة كان له من الحسنات قدر رمل عالج(٢) أدناها حسنة أثقل من جبل أحد عشر مرات، ومن صلى ليلة تامة(٣) تاليا لكتاب الله عزوجل راكعا وساجدا وذاكرا أعطي من الثواب ما أدناه يخرج من الذنوب كما ولدته أمه(٤) ويكتب له عدد ما خلق الله عزوجل من الحسنات ومثلها درجات، ويثبت النور في قبره، وينزع الاثم والحسد من قلبه، ويجار من عذاب القبر، ويعطى براء‌ة من النار، ويبعث من الآمنين، ويقول الرب تبارك وتعالى لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أحيا ليلة ابتغاء مرضاتي اسكنوه الفردوس، وله فيها مائة ألف مدينة في كل مدينة جميع ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين، ولم يخطر على بال سوى ما أعددت له من الكرامة والمزيد والقربة "(٥) .

_________________________

(١) في ثواب الاعمال " لم يلق ملكا " وفى نسخة منه مثل ما في المتن.

(٢) أي الرمل المتراكم، قال في النهاية " في حديث الدعاء " وما تحويله عوالج الرمال " هى جمع عالج - بكسر اللام - وهو ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض ". وفى هامش بعض النسخ " رمل عالج: جبال متواصلة يتصل أعلاها بالدهناء قرب اليمامة وأسفلها بنجد ".

(٣) في بعض النسخ " ليلة بتمامه " وقال في الوافى: الهاء في " ليله " في جميع المواضع يحتمل الضمير وأن يكون للتنكير. وقوله هنا " ليلة تامة " يؤيد الثانى وما في بعض النسخ يؤيد الاول.

(٤) في بعض النسخ " كيوم ولدته أمه ".

(٥) أى تلك العطايا المذكورة مما استحق به وهذه سوى ما أعددت له بالتفضل. (مراد)

٤٧٦

باب وقت صلاة الليل

١٣٧٥ روى عبيد بن زرارة(١) عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى العشاء أوى إلى فراشه فلم يصل شيئا حتى ينتصف الليل ".(٢)

١٣٧٦ وقال أبوجعفر عليه السلام: " وقت صلاة الليل ما بين نصف الليل إلى آخره ".

١٣٧٧ وقال عمر بن حنظلة(٣) لابي عبدالله عليه السلام: " إني مكثت ثمانية عشر ليلة أنوي القيام فلا أقوم أفأصلي أول الليل؟ قال: لا اقض بالنهار فإني أكره أن يتخذ ذلك خلقا ".(٤)

١٣٧٨ - وروى عن معاوية بن وهب(٥) أنه قال: قلت له: " إن رجلا من موالك من صلحائهم شكا إلى ما يلقى من النوم وقال لي: إني اريد القيام لصلاة الليل فيغلبني النوم حتى اصبح، فربما قضيت صلاتي الشهر المتتابع أو الشهرين أصبر على

____________________

(١) في الطريق المؤلف اليه حكم بن مسكين ولم يؤثق ورواه الشيخ باسناده عن الحسين ابن سعيد عن صفوان عن ابن بكير، عن عبدالحميد الطائى، عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام وهذا السند موثق كالصحيح.

(٢) يمكن أن يكون المراد بالعشاء: الصلاة الموظفة في وقت العشاء، فيشمل الوتيرة. (مراد)

(٣) الطريق قوى بداود بن الحصين لكن فيه محمد بن عيسى والحسين بن أحمد بن ادريس ولم يوثقا صريحا.

(٤) أى عادة وسجية. يعنى إذا صليت أول الليل تصير عادة لك لسهولتها.

(٥) الطريق صحيح على ما في الخلاصة وفيه محمد بن على ماجيلويه.

ومعاوية بن وهب البجلى ثقة روى عن أبى عبدالله وأبى الحسن عليهما السلام.

٤٧٧

ثقله، فقال: قرة عين والله قرة عين والله، ولم يرخص في الوتر أول الليل فقال: القضاء بالنهار أفضل ".(١)

١٣٧٩ وروى عبدالله بن مسكان، عن ليث المرادي قال: " سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الصلاة في الصيف في الليالي القصار صلاة الليل في أول الليل؟ فقال: نعم نعم ما رأيت ونعم ما صنعت " يعني في السفر.(٢)

١٣٨٠ وقال: " سألته عن الرجل يخاف الجنابة في السفر أو في البرد فيعجل صلاة الليل والوتر في أول الليل، فقال: نعم ".

١٣٨١ وروى أبوجرير بن إدريس(٣) عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: قال: " صل صلاة الليل في السفر من أول الليل في المحمل، والوتر، وركعتي الفجر ".

وكلما روي من الاطلاق في صلاة الليل من أول الليل فإنما هو في السفر لان المفسر من الاخبار يحكم على المجمل.

١٣٨٢ وروى العلاء، عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: " ليس من عبد

____________________

(١) فيه رخصة ما وان لم يرخص صريحا والخبر له ذيل في الكافى ج ٣ ص ٤٤٧ والتهذيب ج ١ ص ١٦٨ يؤمى إلى أن التقديم مجوز لمن علم أنه لا يقضيها، وهذا وجه جمع بين الاخبار، قال في المدارك ص ١٢٣ عدم جواز تقديمها على انتصاف الليل الا في السفر أو الخوف من غلبة النوم مذهب أكثر الاصحاب، ونقل عن زرارة بن أعين المنع من تقديمها على انتصاف مطلقا واختاره ابن ادريس على ما نقل عنه والعلامة في المختلف، والمعتمد الاول وربما ظهر من بعض الاخبار جواز تقديمها على الانتصاف مطلقا، وقد نص الاصحاب على أن قضاء النافلة من الغد أفضل من التقديم، ثم استدل - رحمه الله - بخبر ليث المرادى وغيره من الاخبار المروية في الكافى والتهذيب. وفى بعض النسخ " ولم يرخص في النوافل ".

(٢) قوله " يعنى في السفر " ليس في التهذيبين وهو كلام المؤلف حمل أخبار المنع من تقديم صلاة الليل قبل انتصاف الليل على الحضر، وأخبار الحث عليه على السفر.

(٣) الطريق اليه حسن بابراهيم بن هاشم.

(٤) رواه في التهذيب ج ١ ص ٢٣١ باسناده عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام

٤٧٨

إلا وهو يوقظ في ليلته مرة أو مرتين فان قام كان ذلك، وإلا جاء الشيطان(١) فبال في أذنه، أو لا يرى أحدكم أنه إذا قام ولم يكن ذلك منه قام وهو متخثر(٢) ثقيل كسلان ".

١٣٨٣ وروى الحسن الصيقل عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: " إني لامقت الرجل يأتيني فيسألني عن عمل رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول: أزيد؟ كأنه يرى أن رسول الله صلى الله عليه وآله قصر في شئ، وإني لامقت الرجل قد قرأ القرآن(٣) ثم يستيقظ من الليل فلا يقوم حتى إذا كان عند الصبح قام يبادره بصلاته ".

١٣٨٤ وروى أبوحمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: " ما نوى عبد أن يقوم أية ساعة نوى فعلم الله تبارك وتعالى ذلك منه إلا وكل به ملكين يحركانه تلك الساعة ".

١٣٨٥ وروى عيص بن القاسم(٤) عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: " إذا غلب الرجل النوم وهو في الصلاة فليضع رأسه فلينم فإني أتخوف عليه إن أراد أن يقول: اللهم أدخلني الجنة أن يقول: اللهم ادخلني النار ".

١٣٨٦ وورى زكريا النقاض(٥) عن أبي جعفر عليه السلام " في قول الله عزوجل

____________________

(١) في التهذيب " والا فجج الشيطان فبال " وهو تباعد ما بين الرجلين ولكنه يشبه ان يكون تصحيفا لعدم معهودية فك الادغام في مثله.

(٢) قوله " لم يكن ذلك منه " أى لم يقع منه القيام بالليل. والمتخثر - بالخاء المعجمة والثاء المثلثة - المتثقل والكسلان ومن هو غير نشيط، ويمكن أن يقرء بالتاء المثناة وفى القاموس: تختر: تقتر واسترخى. وقال الفيض - رحمه الله -، لعل بول الشيطان في أذنه كناية عن غاية تمكنه منه وتسلطه عليه واستهزائه به من جهة عدم سماعه لداعى ربه وسماعه من الشيطان وطاعته له.

(٣) لعل المراد أنه اطلع على الحث على التهجد في الكتاب العزيز مثل قوله تعالى " ان ناشئة الليل هى أشد وطأ وأقوم قيلا ". (مراد)

(٤) الطريق اليه صحيح وهو ثقة عين. (صه)

(٥) زكريا هو ابن مالك ولم يوثق والطريق اليه فيه على بن اسماعيل السندى وقد يوثق، ورواه الكلينى في الكافى بسند موثق عن زيد الشحام عنه عليه السلام.

٤٧٩

" لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون " قال: منه سكر النوم ".

باب ما يقول الرجل إذا استيقظ من النوم

١٣٨٧ كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أوى إلى فراشه قال: " باسمك اللهم أحيا وباسمك أموت " فإذا استيقظ قال: " الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور ".

٨ -١٣٨ وروى جراح المدائني عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: " إذا قام أحدكم(١) فليقل: " سبحان الله رب النبيين، وإله المرسلين، ورب المستضعفين، والحمد لله الذي يحيي الموت وهو على كل شئ قدير " فإنه إذا قال ذلك يقول الله تبارك وتعالى: صدق عبدي وشكر ".

١٣٨٩ وروى عبدالرحمن بن الحجاج عن أبي عبدالله عليه السلام أنه كان: " إذا قام آخر الليل رفع صوته حتى يسمع أهل الدار [و] يقول: اللهم أعني على هول المطلع، ووسع علي المضجع(٢) ، وارزقني خير ما قبل الموت، وارزقني خير ما بعد الموت ".

١٣٩٠ وفي خبر آخر(٣) عن أبي جعفر عليه السلام قال: " إذا قمت من فراشك فانظر في أفق السماء وقل: " الحمد لله الذي رد علي روحي أعبده وأحمده، اللهم إنه لا يواري منك ليل ساج ولا سماء ذات أبراج، ولا أرض ذات مهاد(٤) لا ظلمات

____________________

(١) يعنى من الليل كما نص عليه في الكافى وفى نسخة جعله جزء المتن.

(٢) في بعض النسخ " المضطجع ".

(٣) الظاهر أنه حديث زرارة الذى رواه الكلينى في الكافى ج ٢ ص ٥٣٨ وج ٣ ص ٤٤٥ لكن بينهما اختلاف كثير.

(٤) " ليل ساج " أى ساكن وهو وصف بحال المتعلق أى ساكن ما فيه. وفى بعض النسخ جعل " ليل داج " نسخة. وأبراج جمع برج، والمهاد الفراش،

٤٨٠