الاستغاثة الجزء ١
0%
مؤلف: أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 83
مؤلف: أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي
تصنيف: مكتبة العقائد
الصفحات: 83
فلم يأنف من ذلك ولا تعاظم ولا تكبر فيه وقد زوج رسول الله «ص» ابنته سيدة نساء العالمين فلم يأنف ولم يتكبر ولا وكل في تزويجها افتقولون ان عليا (ع) رأى العباس افضل منه واقدم سابقة في الاسلام فجعل امر ابنته إليه وهذا مالا يقر له مسلم وما بال العباس زوج ام كلثوم دون اختها زينب بنت فاطمة عليها السلام من عبد الله بن جعفر بن ابي طالب والعباس حاضر فلم يوكله في تزويجها ولا انف من ذلك ، فلم يبق في الحال الا ما رواه مشايخنا مما سقنا حكايته ، وذلك مشاكل للرواية عن الصادق عليه السلام انه قال (ذلك فرج غصبنا عليه) فكان من احتجاج جهالهم ان قالوا ما كان دعا عليا (ع) ان يسلم ابنته غصبا على هذا الحال الذي وصفتم ، فقيل لهم هذا منكم جهل بوجوه التدبير وذلك ان رسول الله «ص» لما اوصى عليا عليه السلام بما احتاج إليه في وقت وفاته عرفه جميع ما يجري عليه من بعده من امته واحدا بعد واحد من المستولين فقال علي «ع» فما تأمرني ان اصنع قال تصبر وتحتسب الى ان ترجع الناس اليك طوعا فحينئذ قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ولا تنابذن احدا ابدا من الثلاثة فتلقى بيدك الى التهلكة ويرتد الناس في النفاق الى الشقاق ، فكان (ع) حافظا لوصية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ابقاء في ذلك على المسلمين المستضعفين وحفظا للدين لئلا ترجع الناس الى الجاهلية الجهلاء وتثور القبائل تريد الفتنة في طلب ثارات الجاهلية ودخولها ، فلما جرى من عمر في حال خطبته لام كلثوم ما تقدم به الحكاية فكر علي (ع) فقال ان منعته رام قتلي ـ على ما وصفناه ـ وان رام قتلي فمنعته عن نفس خرج؟ بذلك عن طاعة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وخالفت وصيته ودخل في الدين ما كان حاذره رسول الله صلى الله عليه واله من ارتداد الناس الذي لاجله اوصاني بالصبر والاحتساب ، وكان تسليم ابنته ام كلثوم في ذلك اصلح من قتله أو الخروج من وصية رسول الله (ص) ففوض امرها الى الله وعلم ان
الذي كان اغتصبه الرجل من اموال المسلمين وامورهم وارتكبه من انكار حقه وقعوده في مجلس رسول الله (ص) وتغير احكام الله وتبديل فرائض الله على ما قدمنا ذكره اعظم عند الله وافظع واشنع من اغتصابه ذلك الفرج فسلم وصبر واحتسب كما امر رسول الله صلى الله عليه وآله وانزل ابنته في ذلك منزلة آسية بنت مزاحم امرأة فرعون إذ الله عز وجل وصف قولها (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين) ولعمري الذي كان قد ارتكبه فرعون من بني اسرائيل من قتل اولادهم واستباحة حريمهم في طلب موسى عليه السلام على ما ادعاه لنفسه من الربوبية اعظم من تغلبه على آسية امرأته وتزويجها وهي امرأة مؤمنة من اهل الجنة بشهادة الله لهما بذلك ، وكذلك سبيل الرجل مع ام كلثوم كسبيل فرعوعن مع آسية لان الذي ادعاه لنفسه من الامامة ظلما وتعديا وخلافا على الله ورسوله بدفع الامام عن منزلته التي قدرها الله ورسوله ص له واستيلاؤه عل يامر المسلمين يحكم في اموالهم وفروجهم ودمائهم بخلاف احكام الله واحكام رسوله (ص) اعظم عند الله من اغتصابه الف فرج من نساء مؤمنات دون فرج واحد ولكن الله قد اعمى قلوبهم فهم لا يهتدون لحق ولا يعقلون عن باطل ، والحمد لله الذي من علينا بهدايته ورزقنا من التميز ما نصل به الى وجود عبادته واليه نرغب في زيادته من كرائم فوائده. وهو حسبنا ونعم الوكيل
تم الجزء الاول
ويليه
الجزء الثاني
الفهرس
(ذكر بدع الاول منهم) 4
(فصل في ذكر بدع الثاني منهم) 23
(فصل فيما ابعدعه الثالث منهم) 49
الفهرس 83