الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها)

الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها)0%

الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها) مؤلف:
تصنيف: النفوس الفاخرة
الصفحات: 254

الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها)

مؤلف: محمّد علي المعلّم
تصنيف:

الصفحات: 254
المشاهدات: 35702
تحميل: 5047

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 254 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 35702 / تحميل: 5047
الحجم الحجم الحجم
الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها)

الفاطمة المعصومة (سلام الله عليها)

مؤلف:
العربية

يا بنت موسى إن في قم التي

ضمتك عزا شامخا وسناما

من قم يبتدئ الكلام وبعدها

تغدوا الحروف أسنة وسهاما

ويسجل التاريخ بالدم صفحة

حمراء تقطر نهضة وقياما

خسأت فراعنة الزمان، وكم هوى

عرش لنرفع فوقه الإسلاما!(1)

* * *

____________________

(1) بلون الغار... بلون الغدير ص 179 - 183.

٢٠١

٢٠٢

من عشق المستجدين(1)

سعدت لياليه بخير هيام

في مدح من ولدت لخير إمام

في مدح من برقت بهاجرة الجوى

أنعامها فهدت إلى إنعامي

ما بال من ندعو يلم بغيرنا

وكأننا من ليس للإبرام

يرجى ويعطي الساع خير عطية

من خير ما عزبت عن الأوهام

المم بنا يا صاح إن عطاءنا

ما ليس يعلوه ذوو الإنعام

نحن الأولى عقدات كل عصيبة

حلت بنا هيهات لست بعامي

أنا بنت من؟ أدعوك إيت جوارنا

فتروح ثم تحال للأقزام

____________________

(1) للسيد محمد بن حمود بن أحمد العمدي، وهو من مواليد عام 1975 في مدينة ذمار باليمن، اتجه لطلب العلم منذ صغره في مدينتي ذمار وصعدة، اعتنق مذهب أهل البيتعليهم‌السلام الإمامي الاثني عشري سنة 1413 هـ، له من الكتب والأبحاث « رحلة عقل » دراسة موضوعية مقارنة لمباني نظرية الإمامة عند الزيدية والإمامية، « الزيدية والإمامية جنبا لجنب » « إلى الله » ديوان شعر « واستقر بي النوى ».

٢٠٣

كم معدم قد جاء كاد لحرقة

أن يسلم الأعناق للإعدام

حدرت على خديه دمعة فاقد

لمناه حتى الحلم في الأحلام

لم يرتفع طرفاه حتى حملت

أرزاقنا بيديه من إكرام

كم سائل قد جاء يطلب منزلا

فمننت بالإسكان خير مقام

كم ذي هموم جاء يطلب كشفها

فمضى قرير العين صاحب هام

كم ذي حشي يلتاع جاء وناره

شبت بجسم طاح في الإضرام

لم يبق - طرف العين - إلا وانبرى

في برده يختال بعد سلام

* * *

أنا بنت موسى الكاظم الغيظ الذي

ما انفك في عنت من الظلام

باب الحوائج ذاك والدي الذي

يعطي الفقير نوال كل مرام

أرن بطرفك نحو كاظمة ترى

نورا يشع إليك يا متعامي

أنا فاطم هاتيك قالت إيتنا

إن شئت في حرم ومنزل سامي

٢٠٤

حرم لعترتنا، لأهل البيت من

يقدمه يلق الطهر صدق كلام

يا بنت خير الناس إني ضارع

وأنا غريب الدار في الآطام

سبعا عكفت بباب مرة وانقضت

كالطيف، لا يرجوه ذو الأفهام

وأتيت وا ويلاه بعد عصيبة

أرجو الورى، أواه أي منام

* * *

أنا عبد، الشيطان ألقى منية

في قلبه التيهان شر لجام

وتقاذفت أيديه فكرتي التي

شطحت بمدح اللات والأزلام

ويحي ألست إليك أدعى منتسبا

فلم انحدرت لتيهة من طام

ولم قصدت البيد ضلة غافل

متدهده ألهاه طيف جهام

فأتى على واديه ألفي قفره

قد ضج من إقفاره المترامي

وأتى سرابا ثم عل رماله

آه له ما كان من قحام

ترك الذرى العلياء مثل مشكك

في أمرها في العقد والإبرام

٢٠٥

* * *

وهم الأولى ملأوا بذكرهم الدنا

وبعزهم والفخر والإعظام

من مثل فاطمة كريمة بيتها

بيت الإله الخالق العلام

روحي فداها اليوم يوم ولادة

سعدت بها الدنيا مدى الأيام

يا يوم مولدها ويوم تنزل

الأملاك للتطواف والإحرام

يا خير يوم فيك سيدتي لها

هبة، وكم وهبت مدى الأعوام

يوم تكشف فيه غمي كله

وهمومي انفرجت وفك زمامي

مولاة أمري أنت سيدة الدنا

ومليكة الدنيا وكل ذمام

حياك رب الكون ما طلعت بها

شمس وما قمر عفى بظلام

* * *

حياك ما نفرت لقم فرقة

دعيت لدين الله والإسلام

حياك ما علم تلألأ في سما

حكم لأهل البيت بالإعلام

٢٠٦

حياك ما رجعت لقم أمة

لهداية الأفذاذ والأعلام

حياك ما عرفت بأرضك فرقة

هوت الحقيقة ليس أي ركام

كم منحة تهدين، ليس لمنحها

أحد يرجى اليوم يومي الدامي

وأتيت اليوم بعد التيه أسأل منحتي

وأقر أني الأمس في أوهامي

لكن أتيت اليوم بعد تيقظي

لعطاك للأيتام والأرحام

وهباتك، الإحصاء يقصر عندها

وهباتك، الرحمات لا كلمام

* * *

يا خير من أدعوه ينجز طلبتي

وتقر عيني، عند بيت كرام

يا بنت من ولدوا لخير مسود

علم الهدى الأواه والمقدام

يا أخت مولى الكون مولانا الرضا

سلطان طوس، آه يالإمام

يا عمة المولى الجواد المقتدى

سمح العطايا القرم يالهمام

آل السما أنتم أئمة قلبي

المضنى من الأعيان والأقوام

٢٠٧

مولاتي العليا ورؤيا جلوتي

ومليكة الأبيات والإلهام

* * *

يا قم لو تدرين من تيك التي

سكنت ببيت النور عند همام

لبرزت هذي الأرض عمرك كله

وظللت تفتخرين عند عظام

هذيك بنت الطهر طاهرة اللوا

وسليلة الأطهار والعلام

هذيك من عصمت فليس تنفل

مهما يكن تنساه عند جسام

هذيك نور الله أشرق في ربى

قم فما للنور والإظلام

يهناك يا من هام قلبك عندها

هذا هو الإغماس في استغرام

هذا هيام الروح صفوك فاطم

الله يا الله يالهيام

العاشقون « ألست فاطم » ثلة

من خير هذا الناس والهيام

في قبة صفراء حطت فوقها

الأملاك في الأشكال مثل حمام

* * *

٢٠٨

يا داخل الحجرات سلم هاهنا

جبريل حتى هو أتى بسلام

واخفض فثم النور يبهر طرفك

الحيران وادع الله باستعظام

وقل السلام عليك مولاتي أنا

تيهان، لا يأويه بيت حامي

* * *

صلى عليك الله مولاتي أنا

التيهان والعمدي اسمي الظامي(1)

____________________

(1) ديوان « إلي الله » مخطوط.

٢٠٩

٢١٠

عش آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

تتميز مدينة قم المقدسة اليوم عن سائر المدن الإيرانية بأنها الحاضرة العلمية الكبرى للشيعة، وقد ازدهرت الحركة العلمية فيها بعد هجرة أكثر العلماء إليها من النجف الأشرف خلال الثلاثين عاما الماضية.

وعلى الرغم من أن لمدينة مشهد قدسية خاصة في نفوس الشيعة تتجاوز ما لمدينة قم من القداسة والمكانة لأنها تتضمن المرقد الشريف للإمام الثامن من أئمة أهل البيتعليهم‌السلام إلا أن الحركة العلمية في مدينة قم أكثر نشاطا وازدهارا. فإنها تضم عشرات الآلاف من طلاب العلوم الدينية في مختلف المراحل العلمية، ومن مختلف أنحاء العالم، كما استوطنها كثير من الإيرانيين وانتقلوا إليها من مدنهم وقراهم المختلفة.

ويعود تأسيس الحوزة العلمية إلى أكثر من سبعين عاما على يد المرحوم آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري المتوفى عام 1355 هـ، وكانت الحوزات العلمية آنذاك تتوزع بين طهران وأصفهان وشيراز

٢١١

ومشهد وبعض مدن المنطقة الجنوبية وبعض المدن الأخرى.

ومنذ تأسيس الحوزة في قم أخذت الحركة العلمية تضعف في غيرها حتى أصبحت هي الكبرى، واتجهت إليها الأنظار وصارت تالية للحوزة الأم النجف الأشرف.

أما اليوم فهي المهجر العلمي الكبير للدراسات الدينية العليا لمذهب أهل البيتعليهم‌السلام ولا سيما بعد أن انحسر أكثر العلماء عن النجف الأشرف واضطرتهم الظروف للرحيل عنها، وغادرها أكثرهم إلى قم.

ولكن تبقى للنجف الأشرف خصوصياتها وآثارها فهي الحوزة الأم حتى أن الكوفة الكبيرة أصبحت إحدى نواحيها، وأما قم فهي الكوفة الصغيرة.

وتعود شهرة النجف الأشرف العلمية إلى اليوم الذي استوطنها شيخ الطائفة الطوسي (قدس سره)، وأسس فيها حوزته العلمية الكبرى فأصبحت منطلق الفكر الشيعي، ومركز المرجعية الشيعية عبر القرون، وقد تخرج منها مئات الآلاف من العلماء، وإلى يوم الناس هذا، فإن القائمين على الدروس العليا في حوزة قم إنما هم خريجو مدرسة النجف الأشرف، حتى أن مؤسس الحوزة في قم هو أحد خريجي مدينة النجف الأشرف.

ولو أن النجف الأشرف تعود إلى سالف عهدها لما بقي في قم

٢١٢

وغيرها من المدن الأخرى من أهل العلم وطلابه إلا القليل ممن يقعده العجز، أو ينقصه العزم، أو لا يجد في نفسه الطموح.

وكم سمعنا آهات الحسرة والاشتياق إلى النجف ومرابعها ممن قهرته الظروف وأرغمته على مغادرتها.

وحسبك أن في النجف باب مدينة العلم، ومنبع الفيض والعطاء، وإمام المتقين أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وإن في جوار المرتضى معنى لا يحوم حوله البيان.

وأما اختصاص مدينة قم عما عداها من سائر المدن باحتضان العلم والعلماء فلعله يعود إلى خصوصية في أرض قم كما كشفت عنها الروايات الواردة عن أئمة أهل البيتعليهم‌السلام - كما سيأتي - إضافة إلى ما تتمتع به هذه المدينة المقدسة من الأصالة والعراقة في ولاء أهل البيتعليهم‌السلام ، فإنها كانت إحدى قلاع التشيع عبر القرون.

ويرجع الوجود الشيعي في هذه المدينة إلى الربع الأخير من القرن الهجري الأول يوم استوطنها الأشعريون فرارا من ظلم بني أمية في الكوفة ونواحيها.

جاء في دائرة المعارف الإسلامية الشيعية: وقصة ذلك أنه بعد أن قتل الحجاج بن يوسف الثقفي في العراق، محمد بن سائب الأشعري، وكان عميدا لقبيلة الأشاعرة، أخذت النكبات (تنزل) تترى على هذه القبيلة من قبل الحجاج وسائر عمال الدولة الأموية، فاعتزم رؤساؤها

٢١٣

ورجال الفكر فيها على ترك أرض العراق بأفراد قبيلتهم قاصدين ناحية أصفهان من إيران.

ولما كان من أكبر رؤساء هذه القبيلة الشقيقان عبد الله والأحوص ابنا سعد بن مالك الأشعري، وكانا في سجن الحجاج الذي أضطر إلى إطلاق سراحهما تحت ظروف سياسية قاهرة، ملزما إياهما البقاء في الكوفة.

ولما كان هذان الشقيقان يشعران بأن مصيرهما سيكون مصير بقية رجال الشيعة، فقد تركا الكوفة تحت جنح الظلام متنكرين، واتجها نحو أصفهان يرافقهما شطر كبير من رجال قبيلتهما الأشاعرة، ونزلوا على ضفاف نهر قم.

وفي اليوم الثاني من نزولهما هذه الأرض شاهد بعض رجال قبيلة الأشاعرة أن سكان هذه المنطقة الأصليين يدخلون مواشيهم في قلاع عالية الجدران ويغلقون عليها أبواب القلاع ومنافذها.

ولما سألوهم عن سبب ذلك أجابوهم خوفا من غزو عشائر الديلم التي تغزوهم كل سنة في مثل هذا الموسم فتنهب وتقتل، وقد وصلت هذه العشائر في غزوها الآن إلى بضعة فراسخ من هذه القرية.

وحينما سمع الأحوص ذلك نادى في رجال قبيلته برد غزو عشائر الديلم، وأن على رجال القبيلة الدفاع عن مواشيهم ونسائهم وأطفالهم الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ولا قلعة لهم يصونون بها

٢١٤

أعراضهم وأموالهم، وحينما اقتربت عشائر الديلم من الأحوص وقبيلته بادرها الأشعريون بهجوم عنيف قضى على تلك العشائر وردها على أعقابها بعد أن تركت عددا كبيرا من القتلى والجرحى، واستطاع الأحوص بذلك إنقاذ قبيلته ورد العادية عن المتحصنين في القلعة من السكان الأصليين.

أما عشائر الديلم فنكصوا على أعقابهم ولم يعودوا بعد ذلك إلى غزو هذه الناحية وقراها.

وقد اتصل رؤساء السكان الأصليين بكل من الشقيقين عبد الله والأحوص شاكرين لهما ولأفراد قبيلتهما صنيعهم، ومقدمين لهم الهدايا، وملتمسين منهم عدم النزوح عن هذه الأرض والاستيطان فيها كمزارعين مستغلين لها، مستفيدين من مراتعها، فتقبل الشقيقان هذا الاقتراح واستوطنت قبيلتهما هذه الناحية التي عرفت فيما بعد بقم.

وبمرور الزمان التحق بقية رجال قبيلة الأشاعرة بهؤلاء مهاجرين من العراق، ومستوطنين هذه الناحية.

وهكذا تم سكن قبيلة الأشاعرة ضفاف نهر قم، وأخذوا ينشرون فيها التشيع.

وقد تم ذلك كله خلال عشر سنوات بدأت سنة 73 هـ وانتهت سنة 83 هـ.

ثم تفرق بعض أفخاذ هذه القبيلة في المناطق المتاخمة لقم

٢١٥

ككاشان، وآوه، وساوه، والقرى الممتدة بين قم وأصفهان.

وقد دلت الروايات على أنه كان لطلحة بن الأحوص دور هام في تمصير مدينة قم بعد أن استوطنها رجال قبيلته، وإنه أول من شرع ببناء العمارة فيها بالآجر بعد الإسلام.

إن مدينة قم التي يعود الفضل لتأسيسها على شكل مدينة شيعية عامرة بمكان قصبة صغيرة لبني سعد الأشعري وخاصة لابن عبد الله بن سعد الأشعري ابن عم طلحة المذكور، الذي كان من أجلة فضلاء الشيعة في الكوفة ثم انتقل إليها مع أبيه.

إن هذه المدينة أخذت بعد سنة 83 هـ تتسع، وينتشر فيها العمران، وتشاد على أرضها المساجد، والمدارس الدينية، والمعاهد العلمية، وقبور الأولياء والملوك والعظماء والأمراء والعلماء، وأصبحت تدريجا من المدن الإسلامية الشيعية المقدسة، وخاصة بعد دفن فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفرعليه‌السلام المعروفة (معصومة قم) فيها(1) .

وقد نص الحموي في معجمه على أن مدينة قم شيعية إمامية خالصة فقال... وكان متقدم هؤلاء الأخوة عبد الله بن سعد، وكان له ولد قد ربي بالكوفة فانتقل منها إلى قم، وكان إماميا فهو الذي نقل التشيع إلى أهلها فلا يوجد بها سني قط.

ثم نقل حكاية لطيفة تدل على صدق تشيع أهل هذه المدينة

____________________

(1) دائرة المعارف الإسلامية الشيعية ج 3 ص 230.

٢١٦

فراجع(1) .

النماذج الخيرة في العلم والعمل:

هذا، وقد نبغ من أحفاد الأحوص أفذاذ من الرجال حملوا العلم والمعرفة والأدب والتقوى والفضيلة، وكان لهم دور عظيم في حفظ التشيع ونشره والدفاع عنه، وكانت لهم صلاة وثيقة بأئمة أهل البيتعليهم‌السلام ولبعضهم منزلة خاصة عندهمعليهم‌السلام وقد حملوا كنوزا ثمينة من العلوم والمعارف أخذوها عن الأئمةعليهم‌السلام ، وسعوا في طلبها حتى أصبح لهم في قم شأنا عظيما، وقصدهم طلاب الحديث، وصنفوا الكتب الكثيرة وسارت بعلومهم الركبان، ولا يبعد أن يكونوا هم ونظائرهم المعنيين بما روي عن الأئمةعليهم‌السلام : لولا القميون لضاع الدين(2) .

وكان من أشهرهم:

عمران بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي وأخوه عيسى بن عبد الله، وهما من أجلاء أهل قم، ومن أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام وأحبائه، فقد كان يحبهما كثيرا، وكلما قدما المدينة سأل عنهما وعن حالهما وتفقدهما، وسأل عن حال أقربائهما(3) .

روى الكشي بسنده عن حماد الناب، قال: كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ونحن جماعة، إذ دخل عليه عمران بن عبد الله القمي، فسأله وبره

____________________

(1) معجم البلدان ج 4 ص 451.

(2) بحار الأنوار ج 60 ص 217.

(3) منتهى الآمال ج 2 ص 273.

٢١٧

وبشه، فلما أن قام قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : من هذا الذي بررت به هذا البر؟ فقال: من أهل البيت النجباء - يعني أهل قم - ما أرادهم جبار من الجبابرة إلا قصمه الله(1) .

وروى بسنده عن أبان بن عثمان، قال: دخل عمران بن عبد الله القمي على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقربه أبو عبد الله، فقال له: كيف أنت؟

وكيف ولدك؟ وكيف أهلك؟ وكيف بنو عمك؟ وكيف أهل بيتك؟ ثم حدثه مليا، فلما خرج قيل لأبي عبد اللهعليه‌السلام : من هذا؟ قال: هذا نجيب قوم النجباء، ما نصب لهم جبار إلا قصمه الله(2) .

وفي رواية أن الإمامعليه‌السلام دعا له وقال وهو قابض على يده: أسأل الله أن يصلي على محمد وآل محمد وأن يظلك وعترتك يوم لا ظل إلا ظله(3) .

ولعمران ابن يسمى المرزبان من أصحاب الإمام أبي الحسن الرضاعليه‌السلام وروي عنه أنه قال: قلت لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام : أسألك عن أهم الأمور إلي أمن شيعتك أنا؟ فقال: نعم، قال: قلت: اسمي مكتوب عندك؟ قال: نعم(4) .

وروى الكشي بسنده عن أبي محمد أخي يونس بن يعقوب، قال:

كنت بالمدينة فاستقبلني جعفر بن محمدعليهما‌السلام في بعض أزقتها، قال:

قال: اذهب يا يونس فإن بالباب رجلا منا أهل البيت، قال: فجئت إلى

____________________

(1) رجال الكشي ج 2 ص 624.

(2) رجال الكشي ج 2 ص 624 - 625.

(3) رجال الكشي ج 2 ص 623 - 624.

(4) رجال الكشي ج 2 ص 794.

٢١٨

الباب فإذا عيسى بن عبد الله القمي جالس، قال: فقلت له: من أنت؟

فقال له: أنا رجل من أهل قم، قال: فلم يكن بأسرع من أن أقبل أبو عبد اللهعليه‌السلام ، قال: فدخل على الحمار الدار، ثم التفت إلينا فقال: ادخلا، ثم قال: يا يونس بن يعقوب أحسبك أنكرت قولي لك إن عيسى بن عبد الله منا أهل البيت، قال: قلت: أي والله جعلت فداك، لأن عيسى بن عبد الله رجل من أهل قم، فقال: يا يونس، عيسى بن عبد الله هو منا حي وهو منا ميت(1) .

وروى أيضا بسنده عن يونس بن يعقوب، قال: دخل عيسى بن عبد الله القمي على أبي عبد اللهعليه‌السلام فأوصاه بأشياء، ثم ودعه وخرج عنه، فقال لخادمه: ادعه، فانصرف إليه فأوصاه بأشياء، ثم ودعه وخرج عنه، فقال لخادمه: ادعه فانصرف إليه فأوصاه بأشياء، ثم قال له: يا عيسى بن عبد الله إن الله عز وجل يقول:( وَأْمُرْ‌ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ ) وإنك منا أهل البيت، فإذا كانت الشمس من ها هنا من العصر فصل ست ركعات، قال ثم ودعه، وقبل ما بين عيني عيسى فانصرف، قال يونس بن يعقوب: فما تركت الست ركعات منذ سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول ذلك لعيسى بن عبد الله(2) .

ومنهم: زكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي الذي كان جليلا عظيم الشأن والمنزلة، وقد أرجع الإمام الرضاعليه‌السلام بعض أصحابه

____________________

(1) رجال الكشي ج 2 ص 624.

(2) رجال الكشي ج 2 ص 625.

٢١٩

إليه لأخذ معالم الدين منه.

روى الكشي بسنده عن محمد بن حمزة بن اليسع عن زكريا بن آدم، قال: قلت للرضاعليه‌السلام : إني أريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء فيهم، فقال: لا تفعل، فإن أهل بيتك يدفع عنهم بك، كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظمعليه‌السلام (1) .

وروى بسنده عن علي بن المسيب، قال: قلت للرضاعليه‌السلام : شقتي بعيدة، ولست أصل إليك في كل وقت، فعمن آخذ معالم ديني؟ فقال:

من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا، قال علي بن المسيب: فلما انصرفت قدمت على زكريا بن آدم فسألته عما احتجت إليه(2) .

وروى الكشي بسنده عن زكريا بن آدم أنه قال: دخلت على الرضاعليه‌السلام من أول الليل في حدثان موت أبي جرير، فسألني عنه وترحم عليه، ولم يزل يحدثني وأحدثه حتى طلع الفجر، فقام فصلى الفجر(3) .

وقال العلامة: وحج الرضاعليه‌السلام سنة من المدينة وكان زكريا بن آدم زميله إلى مكة(4) .

ولما توفي زكريا بن آدم بعث الإمامعليه‌السلام بكتاب ضمنه دعاءه له

____________________

(1) رجال الكشي ج 2 ص 857 - 858.

(2) رجال الكشي ج 2 ص 858.

(3) رجال الكشي ج 2 ص 873.

(4) الخلاصة (رجال العلامة) ص 75.

٢٢٠