موسوعة عبد الله بن عبّاس الجزء ١

موسوعة عبد الله بن عبّاس8%

موسوعة عبد الله بن عبّاس مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-319-501-5
الصفحات: 487

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 487 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 158983 / تحميل: 6194
الحجم الحجم الحجم
موسوعة عبد الله بن عبّاس

موسوعة عبد الله بن عبّاس الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٥٠١-٥
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

هذه بعض نقاط التفاوت بين الروايات في المصادر الأصلية والفرعية ، فمن
أين جاء الاختلاف؟ نعم إنّه الستر على رموز الخلاف. ومن راجع شروح
الصحيحين يجد الغرائب والعجائب في التحوير والتطوير وفي بعضها التزوير ،
ممّا لا يترك مجالاً للتشكيك في أنّ كلّ شرح من شروح الصحيحـأيّ صحيح
كانـفيه ثعلبة يصيح : لكلّ منّا وجهة هو مولّيها ، وعلى أساس الشيوخ يعلّيها.
فلنتركهم الآن وتركاضهم ، ولا تسلني إجهاضهم.

الصورة الثالثة عشرة :

وهي ما رواه الحسن بن أبي الحسن البصري عن ابن عباس وقد مرّ ذكرها
ـراجع الصورة الثانيةـحيث رواها الحسن البصري عن أمير المؤمنين عليه‌السلام
فقال : « سمعت عليّ بن أبي طالب ثمّ سمعته بعينه من عبد الله بن عباس بالبصرة ،
وهو عامل عليها ، فكأنّما ينطقان بفم واحد ، وكأنما يقرآنه من نسخة واحدة.
والّذي عقلته قول ابن عباس ، والمعنى واحد غير أنّ حديث ابن عباس أحفظه » ،
قال : ثمّ ذكر الحديث كما مرّ.

الصورة الرابعة عشرة :

وهي ما رواه طاووس عن ابن عباس ، ورواها عنه ليث ، وعن ليث ثلاثة
وهم : شيبان وأبو حمزة وهلال بن مقلاص ، ولكلّ منه رواية هي صورة بحد
ذاتها. وإليك ما رواه شيبان :

أخرج حديثه أحمد في مسنده عن حسن عن شيبان عن ليث عن طاووس
عن ابن عباس قال : « لمّا حُضِـر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : (أئتوني بكتف أكتب لكم فيه

٢٨١

كتاباً لا يختلف منكم رجلان بعدي) ، قال : فأقبل القوم في لغطهم ، فقالت المرأة :
ويحكم عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ا ه‍ »(١) .

والفجوات في هذه الصورة بيّنة ، ولا تحتاج في إثباتها إلى بيّنة ، فبعد طيّ
كثير من الكلام في الكتمان ، نقرأ لأوّل مرّة قول المرأة ويحكم عهد رسول
الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فيا ترى مَن هي هذه الّتي أنكرت على القوم لغطهم؟ ويكفينا من هذه
الصورة معرفة عظم الرزيةـكما يقول ابن عباسـحتى تدخّل العنصر النسوي
في المعركة الكلامية. وسيأتي ما يوضح المستبهم فيها.

الصورة الخامسة عشرة :

ما رواه أبو حمزة عن ليث عن طاووس ، أخرج حديثه الطبراني في معجمه
الكبير بسنده فقال : « حدّثنا محمّد بن يحيى بن مالك الضبي الأصبهاني ، ثنا
محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة ، ثنا عليّ بن الحسن بن شقيق عن أبي حمزة
عن ليث عن طاووس عن ابن عباس قال : دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكتف فقال : (أئتوني
بكتف أكتب لكم كتاباً لا تختلفون بعدي أبداً) ، فأخذ من عنده من الناس في
لغط ، فقالت امرأة ممّن حضر : ويحكم عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليكم ، فقال بعض
القوم : اسكتي فإنّه لا عقل لكِ ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (أنتم لا أحلام لكم) ا ه‍ »(٢) .

أقول : وأخرج هذا الحديث الهيثمي في مجمع الزوائد وعقب عليه بقوله :
« قلت : في الصحيح طرف من أوّله ، رواه الطبراني ، وفيه ليث بن أبي سليم وهو
مدلّس وبقية رجاله ثقات » (٣) .

_______________________

(١)مسند أحمد ١ / ٢٩٣.

(٢)المعجم الكبير ١١ / ٣٠.

(٣)مجمع الزوائد ٤ / ٢١٥.

٢٨٢

الصورة السادسة عشرة :

ما رواه هلال بن مقلاص عن ليث عن طاووس أخرج حديثه الطبراني في
معجمه الكبير بسنده فقال : « حدّثنا الحسين بن اسحاق التستري ، ثنا عثمان بن أبي
شيبة ، ثنا يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي ، ثنا هلال بن مقلاص عن
ليث عن طاووس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (أئتوني بكتف
ودواة أكتب لكم كتاباً لا يختلف فيه رجلان) ، قال : فأبطأوا بالكتف والدواة ،
فقبضه الله » (١) .

الصورة السابعة عشرة :

ما رواه داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس ، وأخرج حديثه ابن
سعد في الطبقات بسنده فقال : « أخبرنا محمّد بن عمر ، حدّثني إبراهيم بن
إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس : إنّ
النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في مرضه الّذي مات فيه : (أئتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً
لن تضلوا بعده أبداً). فقال عمر بن الخطاب : من لفلانة وفلانةـمدائن الرومـ
إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس بميت حتى نفتتحها ، ولو مات لانتظرناه كما انتظرت بنو
إسرائيل موسى ، فقالت زينب زوج صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ألا تسمعون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعهد إليكم فلغطوا ،
فقال : (قوموا) ، فلمّا قاموا قبض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكانه ا ه‍ »(٢) .

في هذه الصورة جديد من الكشف لم يسبق إليه تشويه الرواة ، وذلك هو
مقالة عمر وهي نحو الّتي قالها بعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأرعد وتوعّد منتظراً مجيء
_______________________

(١)المعجم الكبير ١١ / ٣٠.

(٢)طبقات ابن سعد ٢ ق ٢ / ٣٨.

٢٨٣

أبي بكر من السنح. كما فيها جديد من الكشف هو تعيين اسم المرأة الّتي
أنكرت على القوم اختلافهم ولغطهم ، فلم تعيّنها الصور السابقة الّتي وردت
الإشارة إليها ، بينما عرفنا الآن اسمها من هذه الصورة وأنّها زينب زوج
الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي إحدى أمهات المؤمنين.

الصورة الثامنة عشرة :

ما رواه عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس ، وأخرج حديثه أبو
محمّد عبد السلام بن محمّد الخوارزمي في كتابه سير الصحابة والزهاد ، عند
استعراضه لموارد خلاف الصحابة فقال : « والخلف الثاني في بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما
أخبر به محمّد بن أبي عمر قال حدّثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن
عكرمة قال سمعت عبد الله بن عباس يقول : يوم الاثنين وما يوم الاثنين وهملت
عيناه ، فقيل له يابن عباس وما يوم الاثنين؟ قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غمرات
الموت فقال : (أئتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي أبداً) ،
فتنازعوا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يجز عنده التنازع ، وقال رجل من القوم : إن
الرجل ليهجر ، فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمر بإخراجه وإخراج صاحبه ، ثمّ أتوه
بالصحيفة والدواة ، فقال : (بعد ما قال قائلكم ما قال ، ثمّ قال : ما أنا فيه خير ممّا
تدعوني إليه) ا ه‍ » (١) .

أقول : وفي هذه الصورة أيضاً كشف جديد أتانا من عكرمةـهو تألم ابن
عباس من يوم الاثنين وانّه اليوم الّذي دعا فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالدواة والصحيفة ، بينما في
كثير ما مرّ من الصور وما سيأتي ذكر فيه يوم الخميس ، أوليس ترى أنّ دعوة
_______________________

(١)أنظر غاية المرام / ٥٩٧ ط حجرية سنة ١٢٧٢.

٢٨٤

النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالدواة والصحيفة كانت مرتين؟ في يوم الخميس ويوم الاثنين؟ وفي
كلا اليومين خالف عليه عمر فيكون خلافه أيضاً مرتين؟ وهذا ليس بممتنع عقلاً
وقد صح نقلاً كما دلت عليه بعض الأحاديث السابقة واللاحقةـوسيأتي مزيد
بيان لذلك.

الصورة التاسعة عشرة :

ما رواه الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس ، وأخرج حديثه أبو
محمّد عبد السلام بن محمّد الخوارزمي في سير الصحابة والزهاد بسنده فقال :
« حدّثنا عاصم بن عامر عن الحسين بن عيسى عن الحكم بن أبان عن عكرمة
عن ابن عباس قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مرضه الّذي قُبض فيه : (أئتوني بكتاب
أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً) ، فقال المعذول : أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يهجر كما
يهجر المريض ، فغضب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (أنتم لا أحلام لكم) ، قال :
إنّما قلت من الورَم ، قال : (أنّكم قوم تجهلون بهذا أخبرني أخي جبرئيل عن
ربي جل‌جلاله ، فأخرِجوه) فأخرجناه والله لقد مضى في الحال إلى أبي بكر فأخرجه
إلى السقيفة وجمع فيها من جمع ، وبايع على ما بايع » (١) .

وفي هذه الصورة أيضاً كشف جديد هو أعتذار المعذولـكما سمته
الرواية وهو من العَذَل بمعنى اللوم والتأنيبـبأنّه إنّما قال الّذي قاله من الوَرَم؟
ولا ندري أي وَرَم ذلك ، هل كان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متورّماً في بدنه؟ وهذا لم ينقله أحد
من الرواة ، وإذا كان فهل ثمة ملازمة بين الورم وبين ما قاله المعذول؟ ولعل
الوَرَم الّذي يعنيه فدفعه إلى القول هو ما كان في نفسه هو من غضب ، من
قولهم : فلان ورم أنفه إذا غضب وحنق.

_______________________

(١)نفس المصدر / ٥٩٨.

٢٨٥

كما أنّ هذه الصورة تؤيد ما قبلها من أنّ الحديث والحادثة كان في يوم
وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وسيأتي ما يؤيد ذلك أيضاً.

الصورة العشرون :

ما رواه عبد الله بن محمّد عن عكرمة عن ابن عباس ، وأخرج حديثه أبو
محمّد عبد السلام بن محمّد الخوارزمي في سير الصحابة والزهاد بسنده فقال :
« حدّثنا محمّد بن عليّ ، قال حدّثني أبو اسحاق بن يزيد عن فضل بن يسار عن
عبد الله بن محمّد قال : سمعت عكرمة يقول عن ابن عباس قال : انّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :
(إئتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي) ، فمنعه رجل ، فقلت
لعكرمة من الرجل؟ فقال : أنكم لتعرفونه مثلي ، هو والله المعذول » (١) .

وفي هذه الرواية لم يشأ عكرمة أن يحرم القراء لحديثه من فائدة ، كما هو
ديدنه في أحاديثه في الصور الثلاث السابقة ، أمّا في هذه الصورة فقد أفادنا أنّه
كان ممّن يرى التقية وقد استعملها فعلاً في جواب سائله عن الرجل الّذي منع
النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن موافاته بالكتف والدواة ، فقال : إنكم لتعرفونه مثلي ، هو والله
المعذول. ويعني به عمر فإنه صاحب المقولة النابية.

الصورة الحادية والعشرون :

ما رواه أبان بن عثمان عن بعض أصحابه ، وقد أخرج حديثه أبو محمّد عبد
السلام بن محمّد الخوارزمي في سير الصحابة والزهاد بسنده فقال : وحدّثني
محمّد بن مروان قال : « حدّثنا زيد بن معدل عن أبان بن عثمان عن بعض
_______________________

(١)نفس المصدر / ٥٩٨.

٢٨٦

أصحابه : انّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في المرض الّذي قبض فيه : (أيتوني بصحيفة ودواة
لأكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي) ، فدعا العباس بصحيفة ودواة ، فقال بعض من
حضر : إنّ النبيّ يهجر ، ثمّ أفاق النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له العباس : هذه صحيفة ودواة قد
أتينا بها يا رسول الله فقال : (بعد ما قال قائلكم ما قال) ، ثمّ أقبل عليهم وقال :
(احفظوني في أهل بيتي ، واستوصوا بأهل الذمة خيراً ، وأطعموا المساكين
وأكثروا من الصلاة ، واستوصوا بما ملكت أيمانكم) ، وجعل يردّد ذلك صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإني
لأعلم أنّ منكم ناقض عهدي والباغي على أهل بيتي » (١) .

أقول : قد يزعم متنطع أنّ في نهاية السند إرسال أو انقطاع وبالتالي
ضعف السند (لجهالة بعض أصحابه) ولكن ذلك ليس بضائر بعد أن عرفنا وألفنا
الكتمان في أسماء رموز المعارضة في هذا الحديث ، ولتكن هذه الصورة من
المؤيدات لما سبقها من الصور ، على نحو ما يأتي من مرسلات ، نأتي على
ذكر بعضها.

الصورة الثانية والعشرون :

أخرجها أبو عبيد البكري في كتابه فصل المقال في شرح كتاب الأمثال
بلفظ : « وقال ابن عباس : اشتد برسول الله عليه الصلاة والسلام وجعه فقال :
(إئتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي) ، فقالوا : ما شأنه أهجر؟ ...اه‍ » (٢) .

أقول : من المضحكـوشرّ البلية ما يضحكـأن تطبع الكتاب دار
الأمانة ، ومؤلف الكتاب في روايته الحديث تعوزه الأمانة.

_______________________

(١)نفس المصدر / ٥٩٨.

(٢)فصل المقال في شرح كتاب الأمثال / ٢٨ ط بيروت دار الأمانة.

٢٨٧

الصورة الثالثة والعشرون :

أخرجها الذهبي في المنتقى من أخبار المصطفى قال : « عن ابن عباس
قال : اشتد برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجعه يوم الخميس ، وأوصى عند موته بثلاث :
أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ،
ونسيت الثالثة ...اه‍ » (١) فعقب الذهبي عليه بقوله : متفق عليه ، والشك من
سليمان الأحول.

أقول : وأخرج هذه الصورة أيضاً الشوكاني في نيل الأوطار(٢) ، الّذي هو
شرح لكتاب المنتقى المتقدم ذكره ومن الطبيعي أن لا يزيد شيئاً في حيثيات
الحديث ، ولا في ذكر ما تعمد الذهبي إغفاله من فقرات الحديث فمر عليه عابراً ،
ولم يعنه من أمره إلّا شرح جزيرة العرب ، وقال في شرح (ونسيت الثالثة) قيل
هي تجهيز أسامة ، وقيل يحتمل أنّها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا تتخذوا قبري وثناً. وفي الموطأ ما
يشير إلى ذلك ...ا ه‍.

الصورة الرابعة والعشرون :

أخرجها ابن حزم في كتابه الإحكام في أصول الأحكام قال : « بعد أن
أخرج الحديث الّذي الّذي أخرجه البخاري على نحو ما مرّ في الصورة الثانية
عشرة ، وحدثناه عبد الله بن ربيع ثنا محمّد بن معاوية ثنا أحمد بن شعيب ثنا
محمّد بن منصور عن سفيان الثوري سمعت سليمانـهو الأحولـعن سعيد
_______________________

(١)المنتقى من أخبار المصطفى / ٣٠٤ ط الهند سنة ١٢٩٦ ه‍.

(٢)نيل الأوطار ٨ / ٦٤.

٢٨٨

ابن جبير عن ابن عباس ، فذكر هذا الحديث وفيه : (أنّ قوماً قالوا عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في
ذلك اليوم ما شأنه؟ هجر!) ا ه‍ » (١) .

أقول : حيث سبق لابن حزم أن ذكر حديث البخاري المروي في صحيحه
في كتاب العلم باب كتابة العلم (٢) ـقد مرّ في الصورة الثانية عشرة كما أشرنا
آنفاًـفهو الآن يشير إليه بقوله : وحدّثناه عبد الله بن ربيع إلى آخر السند عن
سفيان الثوري ، وما ذكره بهذا السند يختلف متناً عما مرّ ولا مؤاخذة عليه لأنّه
بسند آخر. ولكن المؤاخذة فيما وقع في السند من وهم خفيّـلم يتنبّه له حتى
محقّق الكتابـالشيخ أحمد محمّد شاكرـوذلك أنّ سند ابن حزم هذا ينتهي
إلى سفيان الثوري ، ولم يذكر أحد غيره ذلك ، بل إنّ الأسانيد المنتهية إلى سفيان
كلّها تنتهي إلى سفيان بن عيينةـكما مرّت في الصورة التاسعة ، ولم نقف على
رواية سفيان الثوري للحديث إلّا عند ابن حزم في هذا المقام ، كما لم نقف على
راوِ عن الثوري أو ابن عيينة اسمه محمّد بن منصور ، نعم ذكر ابن حجر في
التقريب رجلين بهذا الاسم توفي أحدهما سنة ٢٥٢ والثاني سنة ٤ـ٢٥٦. ولم
يذكر أنّهما من الرواة عن أحد السفيانَين. لكن الذهبي ذكرهما في الكاشف (٣)
فلعله أحدهما أو كلاهما يروي عن ابن عيينة فيما ذكر. ثمّ لا يبعدـوالله العالمـ
وقوع التصحيف في اسم هذا الراوي ، وانّ الصحيح في اسمه هو سعيد بن منصور
وهو صاحب السنن ، وقد مرّ في الصورة التاسعة أنّه أحد رواة الحديث عن سفيان
ابن عيينة. وعلى ذلك يكون احتمال تصحيف اسم (سعيد) ب‍ (محمّد) من سهو
_______________________

(١)الإحكام في اُصول الأحكام ٧ / ١٢٢ تح‍ أحمد محمّد شاكر.

(٢)صحيح البخاري ١ / ٣٩ ط بولاق.

(٣)الكاشف ٣ / ٩ ـ ١٠٠.

٢٨٩

القلم ، كما يحتمل ذلك أيضاً في تعيين نسبة سفيان ، لإشتراك السفيانَين في
العَلميَة والشهرة.

الصورة الخامسة والعشرون :

أخرجها المقريزي في كتابه إمتاع الأسماع قال : « وأشتدّ بهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجعه يوم
الخميس فقال : (إئتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً) ،
فتنازعوا فقال بعضهم : ما له؟ أهجر؟ أستعيدوه! وقالت زينب بنت جحش
وصواحبُها : إئتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بحاجته ، فقال عمر : وقد غلبه الوجع وعندكم
القرآن! حسبنا كتاب الله ، من لفلانة وفلانة؟ـيعني مدائن الرومـإنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم
ليس بميت حتى يفتحها ، ولو مات لانتظرته كما انتظرت بنو إسرائيل موسى!!
فلمّا لغطوا عنده قال : (دعوني فما أنا فيه خير ممّا تسألوني)! ثمّ أوصاهم بثلاث :
(أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنتم تروني
أجيزهم ، وأنفذوا جيش أسامة) ، قوموا » (١) .

تعقيب عرض الصور وحصيلة ذلك :

هذه هي الصور الّتي وقفت عليها ، ولا شك أنّه فاتني كثيرٌ غيرُها ، ومهما
يكن ما فات فإنّه لا يعدو حصيلة الحاصل ممّا ذكرت. وهي تكفي في أعطاء
الصورة القريبة من الصدق أو هي الصدق بعينه ، لكنه منبثّ في سطور الصور
المتفرقة ، تلك الحصيلةـتلميحية وتصريحيةـتكاد تسمعها تجأر بلوعة الرزية
كلّ الرزية ، الّتي كان ابن عباس حبر الأمة يبكي منها لشدة وقعها حتى يبلّ دمعه
_______________________

(١)إمتاع الأسماع / ٥٤٥ تح‍ محمود محمّد شاكر.

٢٩٠

الحصى ويقول : الرزية كلّ الرزيةـوهي فعلاً الرزية وكلّ الرزيةـما حال بين
رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب.

كما تقرأ في حروف تلك الحصيلة حقيقة حيّة حسية ليست قابلة للإنكار ،
وهي أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أراد الخير لأمته بأن يكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً ،
وأنّ عمر لم يرد ذلك فمنع منه.

ولا تفسير لذلك الحدث المشؤم في ذلك اليوم الكالح العبوس ، غير ما
رسمته تلكم الروايات بشتى صورها ، وتعدد رواتها ، واختلاف أصحابها وكتّابها.
وإن كان ما أحيط بها من ضباب كثيف في التضليل على واقع الحدث والحديث
شخوصاً ، وزماناً ومكاناً ، شوّش على السذّج من القرآء ، فساءت عندهم الرؤية
لبعدهم عنها زماناً ومكاناً أيضاً. فكادت غياهب المتاهات تلفّهم ، وشكوك
الإرتياب تتقاذفهم. لكن من أوتي حظاً من النباهة والفطنة ، لا يشوّشه ذلك بل
يدهشه ، ويبقى خائراً حائراً بين عظمة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعصمته ، وبين مجابهة عمر
وشدّته.

وبالتالي يبقى مفكراً في اختلاف مواقف الحضور من أهل البيت ومن
الصحابة ، كيف انقسموا على أنفسهم ، ونبيّهم بعدُ بين ظهرانيّهم ، فمنهم أنصار
ومنهم معارضة؟

مع شدّة الجرأة على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بإعلان ردّ أمره وهو في تلك الحال الّتي
سيفارقهم عليها عما قريب.

أما كانت اللياقة تقضي أن يُمتثل أمره ويُسارع في تنفيذه! لكنّهمـ
المعارضة ـ أكثروا اللغط والاختلاف ، فطردهم من بيته ساخطاً عليهم.

٢٩١

ولا خلاف بين المسلمين أنّ من ردّ عليه قوله بعد موته كان مرتداً ، فكيف
الحال بمن ردّ عليه في حياته!

ولا خلاف بين المسلمين أنّ الله سبحانه قال في كتابه :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ
أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ
) (١) .

ولا خلاف بين المسلمين أنّ الله سبحانه قال في كتابه :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ
وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
* وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
) (٢) .

ومهما كان حسن النيّة وسلامة الطويّة عند بعضهم ، فهو ما دام ضالعاً مع
المعارضة ، يعني أنّه رادّ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمره ، ومشاقق له في دعوته عن سبق
إصرار وعمد ، فهل ذلك إلّا التردي في ضلالة الهوى ، ومردٍ لغيره فيها أيضاً.

ويبقى العجب آخذاً بالألباب كيف يكون عمر هو رأس المعارضة ، ومنه
تبدر جفوة الكلمة ، ويبقى هو المسيطر على الموقف المعلَن!؟ وهو هو في
صحبته وسابقته ، وهو هو الّذي كان إلى الأمس القريب يقول للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « رضيت
بالله ربّاً وبالإسلام ديناً ، وبك رسولاً » (٣) .

فقد أخرج أبويعلى وغيره عن عمر وغيره : « قال عمر : انطلقت أنا فانتسخت
كتاباً من أهل الكتاب ثمّ جئت به في أديمـجلدـفقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :
_______________________

(١)الحجرات / ٢.

(٢)الأنفال / ٢٤ ـ ٢٥.

(٣)مجمع الزوائد ١ / ١٧٣ ، وستأتي مصادر أخرى.

٢٩٢

(ما هذا الّذي في يدك يا عمر؟) قال قلت : كتاب نسخته لنزداد به علماً إلى علمنا ،
فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى أحمرّت وجنتاه ، ثمّ نودي بالصلاة جامعة فقالت
الأنصار : أُغضب نبيّكم السلاح السلاح ، فجاؤا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم
فقال : (يا أيها الناس إنّي قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه ، واختصر لي إختصاراً ،
ولقد أتيتكم بها بيضاء نقيّة فلا تتهوّكوا ، ولا يغرنّكم المتهوّكون (١) ).

قال عمر : فقمت فقلت : رضيت بالله رباً ، وبالأسلام ديناً ، وبك رسولاً ، ثمّ
نزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(٢) .

ثمّ العجب كلّ العجب من عمر وهو الّذي كان يقول نادماً على ما بدر منه
يوم صلح الحديبية : « ما زلت أصوم وأتصدّق وأصلّي وأعتق من الّذي صنعت
يومئذٍ مخافة كلامي الّذي تكلمت به حتى رجوت أن يكون خيراًـاُنظر!
فستجد أنّه لم يبدر منه سوى أنّه لم يرض بالصلح حمية لدينه حيث أتى رسول
الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـفقال : يا رسول الله ألست برسول الله؟ قال : بلى ، قال : أولسنا بالمسلمين؟
قال : بلى. قال : أوليسوا بالمشركين؟ قال : بلى. قال : فعلامَ نعطي الدنيّة في ديننا؟
فقال : (أنا عبد الله ورسوله ، لن أخالف أمره ولن يضيّعني) ، قال عمر : فما زلت
_______________________

(١)المتهوّكون : المتحيّرون ، والتهوّك أيضاً مثل التهوّر ، وهو الوقوع في الشيء بقلّة مبالاة ،
قاله الجوهري.

(٢)كذا في مجمع الزوائد للهيثمي ١ / ١٧٣ و ١٨١ ، وراجع أيضاً جمع الفوائد ١ / ٣٠ ،
والمصنّف لابن أبي شيبة ١٠ / ٣١٣ و ١١ / ١١٥ ، والمعجم الكبير للطبراني برقم ١٠٦٣ـ
١٠٦٥ ، والأسماء المبهمة للخطيب البغدادي ١٨٨ـ١٨٩. فستجد عدة محاولات بُذلت
لتضييع اسم عمر من صحيفته الّتي أتى بها ، على نحو ما بذل من تعتيم وتضبيب حول
تضييع أسمه من منعه صحيفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٢٩٣

أصوم وأتصدّق وأصلّي وأعتق من الّذي صنعت يومئذٍ مخافة كلامي الّذي
تكلمت به حتى رجوت أن يكون خيراً » (١) .

فمن كان بهذه المثابة من الخوف والوجل من كلمة صدرت منه ظاهرها
حميّته للدين ، كيف غاب عنه ذلك الشعور بالخوف حتى قال كلمة غمّ على
رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منها لشدة وقعها على قلبه؟

فما بال أبي حفص تتباين مواقفه من أوامر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيناقض نفسه
بنفسه؟ فأين الرضا؟ وأين التسليم؟ الّذي قاله يوم جاء هو بالصحيفة ، من هذا
العناد والاصرار على الخلاف يوم دعا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالدواة والصحيفة ، ولماذا ذهب
به الأشتطاط فلم يخش ما خشيه من كلمته يوم صلح الحديبية؟ وهي الّتي كانت
أخف لهجة وأهون وقعاً ، وأقل تأثيراً. مواقف ما كانت لتأخذ الألباب بالحيرة لو
صدرت عن غير عمر ، من غير أولي السابقة والصحبة والمصاهرة من الأعراب
أولي الضرر ، أو البداة من أهل الشعر والوبر.

يقول الدكتور صبحي الصالحـاُستاذ الإسلاميات وفقه اللغة في كلية
الآداب بالجامعة اللبنانيةـ : « وتحليلاً لهذه الحادثة التاريخية الخطيرة ، لابدّ لنا
من رَجع النظر فيها لنستقي منها بعض العبر ، ولابدّ لنا من الاعتراف بأنّه لم يكن
من المنتظر أن يقف من بين الصحابة مثل عمر ليقول ما قال ، حتى أكبَرَ عبد الله
ابن عباس ، وهو حبر الأمة الإسلامية هذا الأمر ، وعدّه أكبرَ رزيّةٍ أصابت
المؤمنين ، ولم يكن من المتوقّع إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يختار المؤمنون غير
_______________________

(١)أنظر تاريخ الطبري ٢ / ٢٨٠ ط الاستقامة بمصر ، وسيرة ابن هشام ٣ / ٣٣١ ط الحلبي
بمصر.

٢٩٤

ما يختاره لهم المعصوم ، والرسولعليه‌السلام كثيراً ما ألقى على مسامع المسلمين أنّه
تركهم على الحجة البيضاء ليلها كنهارها!

ومع ذلك يطلب منهم دواة وقرطاساً ليملي عليهم كتاباً لن يضلّوا بعده ،
فكان المفروض أن يستنتجوا من ذكره هذا الكتاب أشياء غير الجوانب التشريعية
والعقدية الّتي ما أنفكّ القرآن يتنزل بها حتى آخر لحظة من حياة النبيّ عليه‌السلام ، وأن
يرجحوا أنّ هذا الكتاب سيحتوي مسائل حساسة تتعلق بتصرّفهم الإجتماعي. لقد
رأى الرسول عليه‌السلام أنّ منيّته قد دنت ، فأراد ألّا يفسح أمام المسلمين مجالاً كي
يتنازعوا بالقرآن على القرآن ، وبالسنّة على السنّة ، وبالتشريع على التشريع ،
وبالقانون على القانون.

لذلك ودّ لو يضع لهم الخطّة الدائمة ليتمسكوا بأمر الله لأنّه أمر الله! ولولا
هذا لما قال رجل كابن عباس : « انّ هذه كانت أكبر رزية حاقت بالمسلمين » (١) !

رواة الحديث ومصادره :

إنّ استقصاء جميع ما ورد في كتب الحديث والسنّة ، والتاريخ والسيرة ،
واللغة والأدب ، ممّا يتعلق بالحديث لأمرٌ شاق ، يصعب معه على الباحث المجدّ
في تحقيقه ، والوقوف عليه باستقراء واستيعاب ، غير أنّ ما وقفت عليهـولا شكّ
قد فاتني الكثير الكثيرـيكفي في التدليل على صحة الحديث وتواتره ، بالرغم
من محاولات بائسة يائسة في التمويه عليه ، حرصاً على رموز المعارضة كما
سيأتي في كلام أعلام المحدّثين في ذلك.

_______________________

(١)النظم الإسلامية نشأتها وتطورها / ٧٨ـ٧٩ تأليف الدكتور صبحي الصالح اُستاذ
الإسلاميات وفقه اللغة في كلية الآداب بالجامعة اللبنانية ط دار العلم للملايين بيروت ،
الطبعة الأولى سنة ١٣٨٥ ه‍ سنة ١٩٦٥م.

٢٩٥

أمّا البحث في مصادر الحديث كمّاً وكيفاًـوهي فيما اطلعت عليه كثيرةـ
فهو بحث شائق شائك ، إذ يجد القارئ فيها أمهات المراجع في السنّة والحديث ،
وعيون كتب التاريخ والسيرة ، وجوامع اللغة والأدب. ومع ذلك نجدها تختلف
اختلافاً شائناً في أدائهـكما مرّ في صورهـوسواء كان ذلك من الرواة في
الأسانيدـوما آفة الأخبار إلّا رواتهاـأو رجال المسانيدـوهم حفاظها
وحماتهاـفهو يبقى مادة للنقاش والإدانة ، لتحمّل أصحابه عبء الأمانة ، فلم
تصل إلينا إلّا وقد لفّتها براقع الخيانة. فعرّضت حَمَلتها إلى كثير من النقد
والتجريح ، سواء منهم الصحيح وغير الصحيح.

ولا نستبق رجال الصحاح وغيرهم في الخوض حول الكيفية وما لها وما
عليها ، إذ سيأتي ذلك مفصلاً ولكنا سنعرض أمام القارئ جانباً من أسماء الرواة
بدءاً من يوم الحَدَث ، وانتهاء بمَن أودع الحديث كتابه. ليكون على بيّنة من أمره
أزاء ما ألمّ بالمسلمين من تشرذم ، سببّه ذلك الحدَث في ذلك الحديث.

القرن الأوّل :

١ـالإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، روى الحديث عنه الحسن بن أبي الحسن
البصري ، وأخرجه أبو محمّد عبد السلام الخوارزمي في سير الصحابة والزهاد
راجع (الصورة ٢) ، وروى عنه أيضاً نعيم بن يزيد بصورة مهلهلة وحديثه في
مسند أحمد (١) ، وطبقات ابن سعد كما مرّ في (الصورة ١).

٢ـالخليفة عمر بن الخطاب ، روى الحديث بنفسه ، وعنه أسلم وغيره
(راجع الصورة ٣ و ٤) ، كما اعترف به أيضاً بعد ذلك في حديث له مع ابن عباس ،
وهو من جملة احتجاج ابن عباس عليه كما سيأتي.

_______________________

(١)مسند أحمد ١ / ٩٠.

٢٩٦

٣ـالصحابي الجليل عبد الله بن عباس ، روى الحديث عنه ابنه عليّ بن عبد
الله كما في (الصورة ٦) ، وسعيد بن جبير كما في (الصور ٧ـ١١) ، ورواه أيضاً
عنه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة كما في (الصورة ١٢) ، ورواه عنه الحسن بن أبي
الحسن البصري كما في (الصورة ١٣) ، ورواه عنه طاووس كما في (الصورة ١٤
و ١٥ و ١٦) ، ورواه أيضاً عنه عكرمة كما في (الصور ١٨ـ٢٠) إلى غير ذلك
ممّا أرسل عنه إرسال المسلّمات.

٤ـالصحابي الجليل جابر بن عبد الله روى الحديث عنه أبو الزبير كما في
(الصورة ٥).

٥ـالتابعي الجليل سعيد بن جبير تلميذ ابن عباس وقائده قتله الحجاج ظلماً
وعدواناً سنة ٩٥ ، روى الحديث عن ابن عباس وعنه ثابت كما في (الصورة ٧) ،
وعبيد الله بن عبد الله كما في (الصورة ٨) ، وسليمان الأحول كما في (الصورة
٩) ، وطلحة بن مصرّف كما في (الصورة ١٠) ، وقد مرّت أحاديثهم عنه في
الصور المشار إليها مع مصادرها ، فراجع.

٦ـالتابعي الجليل عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي ، أحد
الفقهاء السبعة ، وكان أعمى وهو معلم عمر بن عبد العزيز توفي سنة ٤ـ٥ـ٨ـ
٩٩ ، روى الحديث عن ابن عباس ، وعنه محمّد بن مسلم الزهري كما في
(الصورة ١٢).

٧ـالتابعي أسلم العدوي مولاهم أبو زيد مولى عمر بن الخطاب مات سنة
٧٠ ه‍ أو ٨٠ ه‍ عدّه الذهبي من كبار التابعين روى الحديث عن عمر ، وعنه ابنه زيد
ابن أسلم كما في (الصورة ٣).

٢٩٧

٨ـالتابعي الجليل نعيم بن يزيد روى الحديث عن الامام عليّ بن أبي
طالب عليه‌السلام وعنه عمر بن الفضل العبدي ، كما في (الصورة ١).

القرن الثاني :

١ـعكرمة مولى ابن عباس توفي سنة ١٠٥ ه‍ روى الحديث عن مولاه ،
وعنه داود بن الحصين كما في (الصورة ١٧) وعمرو بن دينار كما في (الصورة
١٨) والحكم بن أبان كما في (الصورة ١٩) وعبد الله بن محمّد كما في (الصورة
٢٠).

٢ـطاووس اليماني توفي سنة ١٠٦ ه‍ روى الحديث عن ابن عباس ، وعنه
الليث بن سعد كما في (الصور ١٤ و ١٥ و ١٦).

٣ـعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود توفي سنة ١٠٨ ه‍ روى الحديث
عن ابن عباس ، وعنه الزهري كما في (الصورة ١٢).

٤ـالحسن البصري توفي سنة ١١٠ ه‍ روى الحديث عن الإمام عليّ وعن
عبد الله بن عباس ، وعنه أبان بن أبي عياش كما في (الصورتين ٢ و ١٣).

٥ـطلحة بن مصرف اليمامي توفي سنة ١١٢ ه‍ روى الحديث عن سعيد بن
جبير ، وعنه مالك بن مغول كما في (الصورة ١٠).

٦ـعليّ بن عبد الله بن عباس المتوفى سنة ١١٨ ه‍ روى الحديث عن أبيه
وعنه الزهري كما في (الصورة ٦).

٧ـمحمّد بن مسلم بن شهاب الزهري المتوفى سنة ١٢٤ ه‍ روى الحديث
عن عليّ بن عبد الله بن عباس كما في (الصورة ٦) وعن عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة كما في (الصورة ١٢).

٢٩٨

٨ـأبان بن عثمان بن عفان الأموي توفي سنة ١٠٥ ه‍ ، روى الحديث عن
بعض أصحابه ، وعنه زيد بن معدل كما في (الصورة ٢١).

٩ـعمرو بن دينار المتوفى سنة ١٢٦ ه‍ روى الحديث عن عكرمة وعنه
سفيان بن عيينة كما في (الصورة ١٨).

١٠ـسليمان الأحول من صغار التابعين روى الحديث عن سعيد بن جبير
وعنه سفيان بن عيينة وشبل كما في (الصورة ٩).

١١ـأبو الزبير المكي المتوفى سنة ١٢٨ ه‍ روى الحديث عن جابر وعنه
إبراهيم بن يزيد وابن لهيعة وقرة بن خالد كما في (الصورة ٥).

١٢ـداود بن الحصين الأموي مولاهم توفي سنة ١٣٥ ه‍ روى الحديث عن
عكرمة ، وعنه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة كما في (الصورة ١٧).

١٣ـزيد بن أسلم توفي سنة ١٣٦ ه‍ روى الحديث عن أبيه أسلم ، وعنه
هشام بن سعد كما في (الصورة ٣).

١٤ـيحيى بن سليمان توفي سنة ٧ـ٨ـ١٣٩ ، روى الحديث عن ابن
وهب وعنه البخاري في صحيحه كما في (الصورة ١٢).

١٥ـأبان بن أبي عياش توفي بعد سنة ١٤٠ ه‍ روى الحديث عن الحسن
البصري وعنه الصّباح المزني كما في (الصورة ٢).

١٦ـالفضيل بن يسار توفي قبل سنة ١٤٨ ه‍ روى الحديث عن عبد الله بن
محمّد ، وعنه أبو إسحاق بن يزيد كما في (الصورة ٢٠).

١٧ـسليمان بن مهران الأعمش الثقة الحافظ الورع مات سنة ٧ـ١٤٨ ه‍
روى الحديث عن عبد الله بن عبيد الله بن عتبة ، وعنه أبو عوانة الوضاح اليشكري
كما في (الصورة ١١).

٢٩٩

١٨ـشبل بن عباد توفي سنة ١٤٨ ه‍ روى الحديث عن سليمان الأحول ،
وعنه زيد بن أبي الزرقاء كما في (الصورة ٩).

١٩ـالليث بن أبي سليم المتوفى سنة ١٤٨ ه‍ أو ١٤٣ ه‍ روى الحديث عن
طاووس ، وعنه شيبان وأبو حمزة وهلال بن مقلاص كما في (الصورة ١٣ و ١٤
و ١٥).

٢٠ـإبراهيم بن يزيد مولى عمر بن عبد العزيز توفي سنة ١٥١ ه‍ روى
الحديث عن أبي الزبير المكي وعنه الواقدي كما في (الصورة ٥).

٢١ـمعمر بن راشد الصنعاني توفي سنة ٣ـ١٥٤ ه‍ روى الحديث عن
الزهري ، وعنه عبد الرزاق والواقدي كما في (الصورة ٦ و ١٢).

٢٢ـأسامة بن زيد الليثي توفي سنة ١٥٣ ه‍ روى الحديث عن الزهري ،
وعنه الواقدي كما في (الصورة ١٢).

٢٣ـالحكم بن أبان العدني المتوفى سنة ١٥٤ ه‍ روى الحديث عن عكرمة ،
وعنه الحسين بن عيسى كما في (الصورة ١٩).

٢٤ـقرة بن خالد السدوسي توفي سنة ١٥٤ ه‍ روى الحديث عن أبي الزبير
المكي ، وعنه محمّد بن عبد الله الأنصاري وعثمان بن عمر كما في (الصورة ٥).

٢٥ـمالك بن مغول توفي سنة ١٥٩ ه‍ روى الحديث عن طلحة بن مصرف ،
وعنه وكيع وحجاج بن نصير ومحمّد بن سابق كما في (الصورة ١٠).

٢٦ـيونس بن يزيد بن مشكان مولى معاوية بن أبي سفيان توفي سنة
١٥٩ ه‍ بمصر ، روى الحديث عن الزهري ، وعنه جرير بن حازم كما في
(الصورة ١٢).

٣٠٠

27ـهشام بن سعد يقال له يتيم زيد بن أسلم صحبه وأكثر عنه توفي
سنة 160 أو قبلها ، روى الحديث عن زيد بن أسلم ، وعنه الواقدي كما في
(الصورة 3).

28ـشيبان بن عبد الرحمن النحوي المؤدب توفي سنة 164 ه‍ روى
الحديث عن الليث ، وعنه الحسن بن موسى كما في (الصورة 14).

29ـإبراهيم بن اسماعيل بن أبي حبيبة توفي سنة 165 ه‍ روى الحديث
عن داود بن الحصين ، وعنه الواقدي كما في (الصورة 17).

30ـجرير بن حازم بن زيد الأزدي توفي سنة 170 ه‍ ، أو قبل سنة 175 ه‍
روى الحديث عن يونس بن يزيد ، وعنه ابنه وهب كما في (الصورة 12).

31ـابن لهيعة هو عبد الله بن لهيعة الفقيه توفي سنة 3ـ174 ه‍ روى
الحديث عن أبي الزبير ، وعنه موسى بن داود كما في (الصورة 5).

32ـالوضاح بن عبد الله اليشكري الحافظ أبو عوانة توفي سنة 176 ه‍ روى
الحديث عن الأعمش ، وعنه ختنه يحيى بن حماد الفراء كما في (الصورة 11).

33ـزيد بن أبي الزرقاء يزيد الثعلبي الموصلي توفي سنة 194 ه‍ روى
الحديث عن شبل بن عباد ، وعنه ابنه هارون كما في (الصورة 9).

34ـهشام بن يوسف الصنعاني المتوفى سنة 197 ه‍ ، روى الحديث عن
معمر ، وعنه إبراهيم بن موسى كما في (الصورة 12).

35ـوكيع بن الجراح الرواسي توفي سنة 192 ه‍ أو سنة 197 ه‍ روى
الحديث عن مالك بن مغول ، وعنه إسحاق بن إبراهيم أبو كريب ، وصالح بن
سمال ، وأحمد بن حنبل كما في (الصورة 10).

٣٠١

36ـعبد الله بن وهب المتوفى سنة 197 ه‍ روى الحديث عن يونس بن
شهاب ، وعنه يحيى بن سليمان كما في (الصورة 12).

37ـسفيان بن عيينة توفي سنة 198 ه‍ روى الحديث عن سليمان الأحول ،
وعنه ثلاثة عشر راوياً مرّ ذكرهم كما في (الصورة 9).

38ـعمرو بن الفضل العبدي السلمي من صغار التابعين روى الحديث عن
نعيم بن يزيد ، وعنه حفص بن عمر الحوضي كما في (الصورة 1).

39ـمحمّد بن عبد الله الأنصاري قال ابن حجر من الطبقة الثامنةـأي مات
بعد المائةـجاوز سنه المائة روى الحديث عن قرة بن خالد ، وعنه ابن سعد كما
في (الصورة 5).

40ـثابت بن هرمزـأبو المقدامـمن صغار التابعين روى الحديث عن
سعيد بن جبير ، وعنه أبنه عمرو بن ثابت كما في (الصورة 7).

41ـعمرو بن ثابت المتوفى سنة 172 ه‍ روى الحديث عن أبيه ، وعنه عبد
الرحمن بن أبي هاشم كما في (الصورة 7).

42ـعبد الله بن عبد الله الهاشمي الرازي قاضي الري قال ابن حجر في
التقريب من الرابعة ، روى الحديث عن سعيد بن جبير ، وعنه الأعمش كما
في (الصورة 11).

43ـأبو إسحاق بن يزيد روى الحديث عن الفضيل بن يسار المتوفى قبل
سنة 148 وعنه محمّد بن عليّ كما في (الصورة 20).

44ـقيس بن الربيع المتوفى سنة بضع وستين ومائة روى الحديث عن
الأعمش ، وعنه عاصم بن عليّ كما في (الصورة 8).

إلى غير هؤلاء.

٣٠٢

القرن الثالث :

1ـيحيى بن آدم القرشي توفي سنة 203 ه‍ روى الحديث عن ابن عيينة ،
وعنه أبو كريب كما في (الصورة 9).

2ـبكر بن عيسى الراسبي المتوفى سنة 204 ه‍ روى الحديث عن عمر بن
الفضل ، وعنه أحمد في مسنده كما في (الصورة 1).

3ـوهب بن جرير توفي سنة 206 ه‍ روى الحديث عن أبيه عن جرير بن
حازم ، وعنه أحمد بن حنبل كما في (الصورة 12).

4ـيحيى بن حماد الفراء المتوفى سنة 207 ه‍ روى الحديث عن أبي عوانة
وهو ختنه ، وعنه ابن سعد كما في (الصورة 8 و 11).

5ـمحمّد بن عمرو الواقدي المتوفى سنة 207 ه‍ روى الحديث عن أسامة
ابن زيد ، وإبراهيم بن يزيد ، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، ومعمر بن
راشد ، وهشام بن سعد ، وعنه روى ذلك كاتبه محمّد بن سعد في الطبقات الكبير
كما مرّ في (الصور 3 و 5 و 12 و 17).

وممّا ينبغي التنبيه عليه في المقام ، أنّ كتاب المغازيـالمطبوع في أوربا
طبع جامعة أكسفورد ، وكذلك طبعة مصر سنة 1367 ه‍ ـخلو من هذا الحديث
مع ذكره بعث أسامة ومرض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !!؟.

6ـعثمان بن عمر المتوفى سنة 209 ه‍ روى الحديث عن قرة بن خالد ،
وعنه عبد بن حميد كما في (الصورة 5).

7ـعبد الرزاق بن همّام الصنعاني المتوفى سنة 211 ه‍ روى الحديث عن
معمر ، وعنه الحسن بن الربيع كما في (الصورة 6) وعن سفيان بن عيينة وأخرجه

٣٠٣

في مصنفه كما في (الصورة 9) وروى الحديث أيضاً عن معمر ، وعنه عبد الله بن
محمّد وعليّ بن عبد الله كما في (الصورة 12).

8ـعليّ بن الحسن بن شقيق العبدي المتوفى سنة 215 ه‍ روى الحديث
عن أبي حمزة السكري ، وعنه محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة كما في
(الصورة 15).

9ـقبيصة بن عقبة السوائي توفي سنة 215 ه‍ روى الحديث عن ابن عيينة ،
وعنه البخاري في الصحيح كما في (الصورة 9).

10ـيحيى بن حماد الشيباني المتوفى سنة 215 ه‍ روى الحديث عن أبي
عوانة ، وعنه ابن سعد كما في (الصورة 11).

11ـالحجاج بن نصير توفي سنة 214 ه‍ روى الحديث عن مالك بن مغول ،
وعنه ابن سعد في الطبقات كما في (الصورة 10).

12ـموسى بن داود الضبي المتوفى 14ـ217 ه‍ روى الحديث عن ابن
لهيعة ، وعنه أحمد في مسنده كما في (الصورة 5).

13ـأبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي المتوفى سنة 219 ه‍ روى الحديث
عن ابن عيينة ، وأخرج الحديث في مسنده كما في (الصورة 9).

14ـالحسن بن بشر البجلي توفي سنة 221 ه‍ روى الحديث عن ابن عيينة ،
وعنه أبو إسحاق وإبراهيم بن يزيد كما في (الصورة 9).

15ـالحسن بن الربيع البوراني مولى خالد القسري المتوفى سنة 221 ه‍
روى الحديث عن الحافظ عبد الرزاق ، وعنه الجوهري في السقيفة كما في
(الصورة 6).

٣٠٤

16ـعاصم بن عليّ الواسطي المتوفى سنة 221 ه‍ روى الحديث عن قيس
ابن الربيع ، وعنه عمر بن حفص السدوسي كما في (الصورة 8).

17ـمحمّد بن سلام المتوفى سنة 225 ه‍ من شيوخ البخاري روى الحديث
عن ابن عيينة ، وعنه البخاري في صحيحه كما في (الصورة 9).

18ـحفص بن عمر الحوضي المتوفى سنة 225 ه‍ روى الحديث عن
عمرو بن الفضل وعنه ابن سعد في طبقاته كما في (الصورة 1).

19ـسعيد بن منصور صاحب السنن المتوفى سنة 227 ه‍ روى الحديث
عن ابن عيينة ، وعنه مسلم في صحيحه كما في (الصورة 9).

20ـعبد الله بن محمّد الجحفي المتوفى سنة 229 ه‍ روى الحديث عن
عبد الرزاق ، وعنه البخاري في صحيحه كما في (الصورة 12).

21ـمحمّد بن سعد كاتب الواقدي المتوفى سنة 230 ه‍ روى الحديث عن
ابن عيينة والواقدي ويحيى بن حماد ومحمّد بن عبد الله الأنصاري وحجاج بن
نصير وحفص بن عمر الحوضي وأخرج أحاديثهم في طبقاته كما في (الصور1
و 3 و 5 و 8 و 9 و 10 و 11).

22ـعمرو بن محمّد الناقد المتوفى سنة 232 ه‍ روى الحديث عن ابن
عيينة ، وعنه مسلم في صحيحه كما في (الصورة 9).

23ـعليّ بن عبد الله المديني المتوفى سنة 234 ه‍ روى الحديث عن عبد
الرزاق ، وعنه البخاري في صحيحه كما في (الصورة 12).

24ـأبو بكر بن أبي شيبة المتوفى سنة 235 ه‍ روى الحديث عن ابن عيينة
وأخرجه في مصنفه ، ورواه عنه مسلم في صحيحه كما في (الصورة 9).

٣٠٥

25ـيحيى بن سليمان الجعفي المتوفى سنة 237 ه‍ روى الحديث عن ابن
وهب ، وعنه البخاري كما في (الصورة 12).

26ـإسحاق بن إبراهيم ابن راهويه المتوفى سنة 238 ه‍ من شيوخ البخاري
ومسلم ، روى الحديث عن ابن عيينة ، وعنه مسلم في صحيحه كما في
(الصورة 10).

27ـعثمان بن أبي شيبة المتوفى سنة 239 ه‍ روى الحديث عن يحيى بن
زكريا النخعي ، وعنه الحسين بن اسحاق التستري كما في (الصورة 16).

28ـقتيبة بن سعيد توفي سنة 240 ه‍ من شيوخ البخاري ومسلم ، روى
الحديث عن ابن عيينة ، وعنه البخاري ومسلم في صحيحيهما كما في (الصورة
9).

29ـأحمد بن حنبل توفي سنة 241 ه‍ روى الحديث عن وهب والحسن
وبكر بن عيسى الراسبي وعبد الرزاق ووكيع وابن عيينة ، وعنه ابنه عبد الله
وأخرج أحاديثهم في مسنده كما في (الصور 1 و 9 و 10 و 12 و 14).

30ـقتيبة بن سعيد توفي سنة 240 ه‍ من شيوخ البخاري ومسلم ، روى
الحديث عن ابن عيينة ، وعنه البخاري ومسلم في صحيحهما كما في
(الصورة9).

31ـمحمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة المتوفى سنة 241 ه‍ روى الحديث
عن عليّ بن الحسن بن شقيق ، وعنه محمّد بن يحيى بن مالك الضبي الاصبهاني
كما في (الصورة 15).

32ـمحمّد بن رافع توفي سنة 245 ه‍ روى الحديث عن عبد الرزاق ، وعنه
مسلم في صحيحه كما في (الصورة 12).

٣٠٦

33ـمحمّد بن العلاء أبو كريب الهمداني توفي سنة 248 ه‍ روى الحديث
عن وكيع ويحيى بن آدم ، وعنه الطبري في تاريخه وغيره كما في (الصورة 9
و 10).

34ـعبد بن حميد توفي سنة 249 ه‍ روى الحديث عن عبد الرزاق
وعثمان بن عمر ، وعنه مسلم في صحيحه وإبراهيم بن خزيم كما في (الصورتين
5 و 12).

35ـمحمّد بن منصور توفي سنة 4ـ256 ه‍ روى الحديث عن سفيان
الثوري ، وعنه النسائي كما في (الصورة 24).

36ـمحمّد بن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح توفي سنة 256 ه‍ روى
الحديث عن عبد الله بن محمّد وعليّ بن عبد الله ويحيى بن سليمان وقتيبة
وإبراهيم بن موسى وقبيصة ومحمّد بن سلام ، وأخرج أحاديثهم في سبعة مواضع
من صحيحه كما في (الصور 9 و 12).

37ـالحسن بن محمّد بن الصباح الزعفراني المتوفى سنة 259 ه‍ أو سنة
260 ه‍ أخرج حديثه البيهقي في سننه عن أحمد بن محمّد بن زياد البصري كما
في (الصورة 9).

38ـهارون بن زيد بن أبي الزرقاء المتوفى بعد سنة 250 ه‍ روى الحديث
عن أبيه ، وعنه عبدان كما في (الصورة 9).

39ـمسلم بن الحجاج صاحب الصحيح توفي سنة 261 ه‍ روى الحديث
عن عبد بن حميد ومحمّد بن رافع وقتيبة وعمرو الناقد وسعيد بن منصور ،
وأخرج أحاديثهم في صحيحه كما في (الصور 9 و 12).

٣٠٧

40ـأحمد بن حماد الدولابي توفي سنة 269 ه‍ روى الحديث عن ابن
عيينة ، وعنه الطبري في تاريخه كما في (الصورة 9).

41ـأبو داود سليمان بن الأشعث صاحب السنن توفي سنة 275 ه‍ ـ روى
الحديث عن سعيد بن منصور كما في (الصورة 9).

42ـحمّاد بن شاكر النسوي المتوفى حدود سنة 290 ه‍ من رواة صحيح
البخاري (1) .

43ـإبراهيم بن معقل النسفي المتوفى سنة 294 ه‍ من رواة صحيح
البخاري فاته من الجامع أوراق رواها بالإجازة عن البخاري (2) .

44ـعبدان بن محمّد المروزي سمع منه الطبراني بمكة سنة 287 ه‍(3)
روى الحديث عن هارون بن زيد بن أبي الزرقاء ، وعنه الطبراني في معجمه
الكبير كما في (الصورة 9).

إلى غير هؤلاء ، وكان حسبنا أن نكتفي بذكر البخاري الّذي أخرج الحديث
في صحيحه في سبعة مواضع وقد سمعه منه تسعون ألفاً ، فيما ذكره الفربري وأنّه لم
يبق من يرويه غيره (4) غير أنا ذكرنا غيره ممّن روى ذلك سواء من شرّاح صحيحه
ومن غيرهم لنخرج الحديث من حيّز الآحاد إلى حظيرة التواتر. وسأقتصر في رواة
القرون التالية بما يغني ويقني ، والله الهادي إلى سواء السبيل.

_______________________

(1)أنظر فتح الباري 1 / 5.

(2)نفس المصدر.

(3)المعجم الصغير للطبراني 1 / 234.

(4)لقد ناقش ابن حجر العسقلاني في ذلك فقال : وأطلق ذلك بناء على ما في علمه ، وقد
تأخر بعده بتسع سنين أبو طلحة منصور بن محمّد بن عليّ بن قريبة البزدوي ، وكانت
وفاته سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، ذكر ذلك من كونه روى الجامع الصحيح عن البخاري
أبو نصر بن ماكولا وغيره.

٣٠٨

القرن الرابع :

1ـأحمد بن شعيب الحافظ النسائي المتوفى سنة 303 ه‍ روى الحديث عن
محمّد بن منصور ، وعنه محمّد بن معاوية كما في (الصورة 24).

2ـمحمّد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310 ه‍ روى الحديث عن صالح
ابن سمال وأبي كريب وأحمد بن حمّاد الدولابي ، وأخرج أحاديثهم في تاريخه
كما في (الصورة 9 و 10).

3ـأحمد بن محمّد بن هارون بن يزيد أبو بكر الخلال المتوفى سنة 311 ه‍
في كتاب السنّة (1) ولفظه كما في (الصورة 10).

4ـمحمّد بن يوسف الفربري المتوفى سنة 320 ه‍ من رواة صحيح
البخاري ، وتفضل روايته على غيره بالضبط لسماعه الصحيح من مؤلّفه مرتين ،
مرة بفربر سنة 248 ه‍ ، ومرة ببخارى سنة 252 ه‍. وسيأتي ما يشير إلى ذلك.

5ـأبو طلحة منصور بن محمّد بن عليّ بن قرينة البزدوي المتوفى سنة 329 ه‍
وهو آخر من حدّث عن البخاري بصحيحه كما جزم به ابن ماكولا وغيره (2) .

6ـأبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد البصري شيخ الحرم المعروف بابن
الأعرابي المتوفى سنة 340 ه‍ روى الحديث عن الحسن بن محمّد الزعفراني ،
وعنه عبد الله بن يوسف الاصبهاني (3) .

7ـسليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 ه‍ أخرج الحديث بأسانيده
في معجمه الأوسط كما في كنز العمال (4) ومرت بعض الصور عنه وما فيها من
تلاعب وسيأتي مزيد في ذلك.

_______________________

(1)كتاب السنّة 1 / 271 طبع أخيراً طبعته دار الراية الرياض سنة 1410 ه‍.

(2)فتح الباري 1 / 5.

(3)سنن البيهقي 9 / 207.

(4)كنز العمال 3 / 138 ، والمعجم الكبير 11 / 30 و 352 و 12 / 56.

٣٠٩

8ـعبد بن أحمد بن حمويه السرخسي المتوفى سنة 381 ه‍ راوي
صحيح البخاري ، وكان مسند خراسان.

9ـعبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي
المتوفى سنة 387 ه‍ ، أخرج الحديث عنه ابن شهر اشوب في المناقب.

10ـمحمّد بن مكي بن ذراع الكشميهني المروزي أبو الهيثم المتوفى سنة
389 ه‍ يوم عرفة راوية الصحيح عن البخاري.

11ـأبو حاتم محمّد بن حِبّان بن أحمد التميمي البستي المتوفى سنة
354 ه‍ روى الحديث في كتاب الثقات (1) .

إلى غير هؤلاء.

القرن الخامس :

1ـأبو محمّد عبد الله بن يوسف الأصبهاني الصوفي مسند خراسان مات
سنة 409 ه‍ روى الحديث عن أحمد بن محمّد بن زياد البصري بمكة ، وعنه
البيهقي في السنن الكبرى.

2ـالحافظ أبو نعيم الأصبهاني المتوفى سنة 430 ه‍ أخرج الحديث في
كتاب الحلية عن شيخه الطبراني بسنده عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مرضه الّذي توفي فيه : (أيتوني بكتف
ودواة لأكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبدا) ثمّ قال صحيح ثابت من حديث
سعيد عن ابن عباس ، غريب من حديث طلحة رواه ادريس الأودي عن طلحة
نحوه » (2) .

_______________________

(1)كتاب الثقات 4 / 212 ط دار الكتب العلمية بيروت.

(2)حلية الأولياء 5 / 25.

٣١٠

3ـأبو ذر الهروي المتوفى سنة 434 ه‍ روى الحديث عن محمّد بن
حمويه السرخسي ، وعنه أبو الوليد الباجي (1) .

4ـأبو بكر أحمد بن الحسين بن عليّ البيهقي الشافعي المتوفى سنة 458 ه‍
أخرج الحديث في كتابه السنن (2) وقد مرّ ذكره في الصورة التاسعة.

5 ـ أبو حفص الاشبيلي الهوزني 460 ه‍ روى الحديث في شرحه.

6ـأبو الوليد الباجي سليمان بن خلف المتوفى سنة 474 ه‍ روى الحديث
عن أبي ذر الهروي وعنه أبو عليّ بن سكرة كما في الشفاء للقاضي عياض (3)
وهو صاحب التجريح لرجال الصحيح.

7ـأبو الاصبع الكواكبي المتوفى سنة 486 ه‍ روى الحديث في شرحه
على الصحيح.

إلى غير هؤلاء.

القرن السادس :

1ـأبو عليّ بن سكرة الصدفي الأندلسي المتوفى سنة 514 ه‍ روى
الحديث عن أبي الوليد الباجي وعنه القاضي عَياض كما في الشفاء.

2ـالقاضي عَياض المالكي المتوفى سنة 544 ه‍ أخرج الحديث في كتابه
الشفاء (4) بروايته عن أبي عليّ بن سكرة.

_______________________

(1)شرح الشفاء (نسيم الرياض) 4 / 276.

(2)السنن الكبرى 9 / 207.

(3)الشفاء 2 / 185 ط اسلامبول سنة 1304 ه‍.

(4)نفس المصدر 2 / 185 ـ 186.

٣١١

3ـأبو عبد الله محمّد بن حسين بن أحمد بن محمّد الأنصاري المرّيـ
نسبة إلى المرّيةـالمتوفى سنة 582 ه‍ أخرجه في كتابه (الجمع بين الصحيحين).

4ـأبو محمّد عبد الحقّ الاشبيلي المتوفى سنة 582 ه‍ صاحب كتاب
(الأحكام الشرعية الكبرى) أخرجه في كتابه (الجمع بين الصحيحين).

إلى غير هؤلاء

القرن السابع :

1ـالحافظ أبو العباس الاشبيلي المعروف بابن الرومية المتوفى سنة 637 ه‍
روى الحديث في كتابه المعلم بما رواه البخاري على شرط مسلم.

2ـابن أبي حجة الأندلسي المالكي سنة 642 ه‍ روى الحديث في كتابه
الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم.

3ـالحافظ شرف الدين أبو الحسن عليّ بن تقي الدين اليونيني الحنبلي
المتوفى سنة 658 ه‍ فقد روى الحديث ضمن روايته لصحيح البخاري الّتي
ضبطها وقابل أصله على أصل مسموع على أبي ذر الهروي وعلى الاصيلي وابن
عساكر وأبي الوقت وتعدّ نسخته من أضبط النسخ (1) .

4ـالقاضي ناصر الدين أحمد بن محمّد المالكي المعروف بابن المنير
الاسكندراني المتوفى سنة 683 ه‍ روى الحديث في كتابه مناسبات تراجم
البخاري.

إلى غير هؤلاء

_______________________

(1)اُنظر نيل الأماني في توضيح مقدمة القسطلاني للأبياري / 207 ط دار الكتب العلمية.

٣١٢

القرن الثامن :

1ـابن تيمية الحراني المتوفى سنة 728 ه‍ ذكر الحديث في منهاج السنّة(1) ،
وسيأتي كلامه في ذلك مع علماء التبرير.

2ـشهاب الدين النويري المتوفى سنة 733 ه‍ ذكر الحديث في نهاية
الارب كما في الصورة الخامسة.

3ـجمال الدين عبد الله بن يوسف الحنفي الزيلعي المتوفى سنة
762 ه‍ أخرج الحديث في كتابه وقال : أخرجه البخاري في الجزية ، ومسلم
في آخر الوصايا كلاهما عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : « لمّا اشتد
برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجعه ، قال : (إئتوني أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي
فتنازعوا) وقالوا : ما شأنه أهجر؟ استفهموه ، فقال : دعوني أوصيكم بثلاث :
أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ،
قال : وسكت عن الثالثة » (2) ، أنتهى.

4ـالقريمي المعروف بقاضي قرم المتوفى سنة 783 ه‍ في شرحه
لصحيح البخاري.

5ـمحمّد بن يوسف بن عليّ الكرماني المتوفى سنة 786 ه‍ له الكواكب
الدراري في شرح صحيح البخاري وهو مطبوع.

6ـإبراهيم بن موسى بن محمّد اللخمي الشاطبي الغرناطي المالكي
المتوفى سنة 790 ه‍ أخرج الحديث في كتابه (3) .

_______________________

(1)منهاج السنّة 6 / 315 ـ 316 تح‍ محمّد رشاد سالم ط مؤسية قرطبة سنة 1406.

(2)نصب الراية لأحاديث الهداية 3 / 455 ط المجلس العلمي سنة 1357.

(3)الاعتصام 3 / 12.

٣١٣

7ـالحافظ علاء الدين مغلطاي الحنفي المتوفى سنة 792 ه‍ في شرحه
التلويح.

إلى غير هؤلاء.

القرن التاسع :

1ـسراج الدين عمر بن عليّ المعروف بابن الملقـّن الشافعي المتوفى سنة
804 ه‍ في شرحه لصحيح البخاري.

2ـالمجد الفيروز أبادي المتوفى سنة 817 ه‍ صاحب القاموس في اللغة وله
كتاب سفر السعادة وهو كتاب قيّم في خاتمته وله مصنفات عديدة منها (فتح
الباري في شرح صحيح البخاري) كما في التاج المكلل لصدّيق حسن خان (1) .

3ـشمس الدين البرماوي الشافعي المتوفى سنة 831 ه‍ في شرحه اللامع
الصبيح.

4ـمحمود بن أحمد الحنفي العيني المتوفى سنة 855 ه‍ له عمدة القارئ
في شرح صحيح البخاري وهو كتاب مطبوع متداول.

5ـشهاب الدين أبو الفضل أحمد ابن حجر الشافعي العسقلاني في فتح
الباري المتوفى سنة 852 ه‍ وهو من خيرة شروح صحيح البخاري في نظري.

6ـشهاب الدين أحمد بن أحمد الشرجي اليمني الحنفي سنة 893 ه‍ في
كتابه التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح البخاري.

إلى غير هؤلاء.

_______________________

(1)التاج المكلل / 467.

٣١٤

القرن العاشر :

1ـجلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 ه‍ في الديباج على صحيح
مسلم بن الحجاج (1) .

2ـشهاب الدين أحمد بن محمّد القسطلاني المتوفى سنة 923 ه‍ في ارشاد
الساري في شرح صحيح البخاري (2) .

إلى غير هؤلاء.

لماذا الإطالة مع الإسناد؟

لم تكن إطالة البحث عن الإسناد مجرّد صيغة أدبية ، وترف ولهو يرتاح
إليها الباحث في ثبوت الحدَث ، بل هي كصمّام أمان يقي الباحث من إصر
المسؤولية عن الأمانة الّتي يحملها ، فهو حين يذكر الإسناد برواته ومصادره يلقي
ـمعذوراًـبثقل المسؤولية على الرواة. وهو بقدر ما يبذله من تحقيق في التماس
حقيقة الواقع يدفع عنه ذلك الإصر.

لذلك كلّما قرب العهد بالحَدَث كان العناء أقل ، وكانت التبعة أخفّ لقصر
الإسناد أوّلاً ، وعدم أو قلة تدخّل الشيَع والأهواء في رجاله ثانياً. وتعدد الإسناد
كما يكون مدعاة لقوّة الإعتماد حيناً ما. كذلك يكون أيضاً مدعاة لزيادة العناء
أحياناً كثيرة. لكنه يبقى تعدد الإسناد في الروايات ، وتنوع مصادرها مادة غنيّة
للباحث يستجلي من خلاله واقع الحَدَث باطمئنان ، بشرط أن يكون موضوعياً
ودقيقاً في الملاحظة ، خصوصاً في مذاهب الرواة وميولهم ، ليميز الغثّ من
_______________________

(1)طبع أخيراً في دار ابن عفان ، الخُبَر ، السعودية سنة 1416 ه‍.

(2)وهو كتاب مطبوع متداول.

٣١٥

السمين ، والتافه من الثمين ، وإن استوجب ذلك منه الأناة ، بل البطء في المسيرة.
حتى يتوصل إلى النتائج المرجوّة القريبة من تصوير واقع الحَدَث إن لم تكن
هي الواقع بعينه ، وعلى ضوء تلك النتائج سيعلم فلسفة كثير من الأحداث
التاريخية الّتي توالت بعد ذلك الحَدَث.

والآن هلمّ بنا لننظر إلى حديث الرزية كلّ الرزية ، هل يستحق منا أن نقف
عنده هكذا طويلاً ، ونقرأه ملياً ، ونستجلي فيه ما تضمّه الكلمات ، دون أسراف في
التفسير ، أو تحميل اللفظ ما لا يعنيه في التعبير؟ أو نمرّ عليه كحَدَث عابر ، حدث
في الغابر ، ورواه لنا الرواة ، وفيه أسراف وفيه مغالاة؟

لا أظن إنساناً واعياً لديه مسكة من دين ، وأثارة من علم يرضى بأن تمرّ
روايات هذا الحديث كما تمر روايات العابثين ، في أقاصيص الأغاني وحكايات
ألف ليلة وليلة ، وحتى تلكم فقد أوليت من العناية قدر ما تستحق.

وقفة عند الحديث :

لابدّ لنا من وقفة عند ذلك الحَدَث والحديث ، لأنّه كان بداية تحوّل في
تاريخ المسلمين ، أسهم صنّاعه في زرع الفتنة والشقاق ، فكان بمثابة رأس الحربة
في إعلان تمرّد من بعض المسلمين على الإسلام ونبيّه. ولا زالت الأمة تعاني من
آثار ذلك التمرد ، وتكتوي بناره ، وحتى في تمحيص أخباره.

فبدلاً من أن تكون سيرة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هي المثلى يهتدي بها المسلمون ،
ولهم في سنّته قولاً وعملاً وتقريراً خير معين لكن بعضهم وللأسف تغلّبت
عليهم رواسب جُبلوا عليها ، ولم يقووا على التخلي عنها ، حتى كانوا يقولون

٣١٦

للرسول بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، كما جاء التنزيل مندّداً بهم ، ثمّ طغت تلك
الرواسب فصاروا يفصحون عنها حين يلقون إليه بقوارص الكلم.

فبدلاً من( أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (1) . فإذا هم
يردّون عليه بوقاحة ( وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا
بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا
لَّهُمْ
) (2) .

والآن وقد سبق السيفُ العذَل ، فما هو حقيقة موقف أولئك السادة القادة ،
هل كان ما صدر منهم عفوياً؟ أم عن سابق عنادٍ وتدبير؟ أم كان حدثاً عابراً
فتزيّد فيه الرواة؟ أم كان عظيماً فلفّه الضَباب فلم يستبن منه إلّا وجهه الباهت؟
وذلك ما أجرى دموع ابن عباس حتى بلّ الحصباء.

ولكي نتلمس الإجابة الصحيحة على تلك التساؤلات (بنعم ، أو لا) لابدّ من
عرض شامل لمواقف فقهاء الحديث عن حَديث الرزية ، خاصة منهم علماء
التبرير ، بدقة في الأستقراء ، وأناة في الرويّة للمدارسة ، وبمنتهى التجرّد
والموضوعية ، وبالتالي نعرف الجواب (بنعم ، أو لا) فإنّ تلك اللفظتين
المختصرتين تقتضيان كثيراً من البحث والتفكير قبل الإجابة لتلمس الحقيقة
الثابتة الّتي لا لبس عليها ولا غبار ، وعلى ضوئها توزن القيم والأقدار.

فلنقرأ ما قاله العلماء في ذلك الحديث :


_______________________

(1)النور / 51.

(2)النساء / 46.

٣١٧

مع علماء التبرير وقراءة بين السطور :

أقض حديث الرزية مضاجع العلماء بدءاً منذ عهد الرواة ، وانتهاءاً
بأصحاب الصحاح والسنن وسائر المصنفات ، وإذا كان ابن عباس قال عنه الرزية
كلّ الرزية ، فإنّ كلمته تركت العلماء يخوضون كلّ مخاضة في سبيل تبرير ما
صدر من بعض الصحابة ، الّذين جعلوا لهم من الحصانة ما يرفعهم عن الإدانة ،
فنسج كلٌ على نوله بقوله : وأتى بما عنده مكابرةً بحَوله وطَوله.

ولابدّ لنا من وقفة مع أولئك الّذين أشتدوا مكابرة ومصادرة ليعرف القارئ
مبلغ جهاد ابن عباس ، وهو أشدّ الرواة أمراً ، وأكثرهم ذكراً لحديث الرزية ، نصرة
لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما ينبغي به أن يعرف مَن هم أولئك النمط الّذين جاهدوه في
الطريق المعاكس ، فناصروا من عارض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولو على حسابه برد أمره في
كتابه.

من هم علماء التبرير؟

أنّهم كثيرون جداً ، ولا يسع المقام استيفاء جميع ما قالوه ، لكنا سنختار
الواحد والاثنين نماذج من كلّ قرن ، بدءاً من القرن الرابع ثمّ القرون الّتي بعده
حتى القرن العاشر. ونترك الباقين وتركاضهم فهم من عاقلتهم ، وعلى شاكلتهم ،
وفي سابلتهم.

فمن القرن الرابع : أبو سليمان حمد بن محمّد بن إبراهيم الخطابي البستي
المتوفى سنة 388 ه‍ وهو من ذرية زيد بن الخطابـفيما يزعمونـوزيد هذا
أخ لعمر بن الخطاب رجل المعارضة ولا تخفى حمية النسب في أقواله ، له

٣١٨

تصانيف منها اعلام السنن في شرح صحيح البخاري ، ومعالم السنن في شرح
سنن أبي داود وكتب أخرى.

ومن القرن الخامس : أبو محمّد عليّ بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري
الأندلسي المتوفى سنة 456 ه‍ صاحب التصانيف الكثيرة كالمحلى والإحكام
والفصل في الملل والنحل ، ولسانه الجارح على حدّ سيف الحجاج كما وصفوه :
يقال أنّ جده يزيد كان من موالي يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي
وأيضاً : أبو بكر أحمد بن الحسين بن عليّ البيهقي الشافعي المتوفى سنة 458 ه‍
صاحب السنن الثلاث ودلائل النبوة وغير ذلك.

ومن القرن السادس : محمّد بن عليّ بن عمر المالكي المازري المتوفى سنة
536 ه‍ له عدة كتب منها المعلم بفوائد كتاب مسلم.

وأيضاً : القاضي عياض المالكي المتوفى سنة 544 ه‍ مؤلف كتاب الشفاء
وغيره.

ومن القرن السابع : ابن الأثير الجزري المتوفى سنة 606 ه‍ صاحب كتاب
النهاية في غريب الحديث وغيره.

وأيضاً : محي الدين النووي الشافعي المتوفى سنة 677 ه‍ صاحب المنهاج
بشرح صحيح مسلم بن الحجاج وكتاب الأذكار والأربعين حديثاً وغيرها.

ومن القرن الثامن : ابن تيمية الحراني المتوفى سنة 728 ه‍ محبوساً بقلعة
دمشق بأمر من علماء وحكام الوقت.

وأيضاً : إبراهيم بن موسى بن محمّد الغرناطي الشاطبي المتوفى سنة 790 ه‍
له كتاب الإحكام والموافقات والإعتصام.

٣١٩

ومن القرن التاسع : شهاب الدين ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 ه‍ له
فتح الباري في شرح صحيح البخاري وغيره.

ومن القرن العاشر : شهاب الدين أحمد بن محمّد القسطلاني المتوفى
سنة 923 ه‍ له إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري وغيره. وأخيراً من
القرون المتأخرة نذكر ما قاله الدهلوي واللاهوري ومن المعاصرين العقاد
والريّس.

ماذا قال علماء التبرير؟

أوّلاً : الخطابي

قال : إنّما ذهب عمر إلى أنّه لو نصّ بما يزيل الخلاف لبطلت فضيلة العلماء
وعدم الإجتهاد ، حكاه عنه ابن حجر في فتح الباري (1) .

وقال أيضاً : ولا يجوز أن يحمل قول عمر على أنّه توهم الغلط على رسول
الله صلّى الله عليه(وآله)وسلّم أو ظن له غير ذلك ممّا لا يليق به بحال. لكنه لمّا
رأى ما غلب على رسول الله صلّى الله عليه(وآله)وسلّم من الوجع وقرب الوفاة
مع ما أعتراه من الكرب ، خاف أن يكون ذلك القول ممّا يقوله المريض ممّا لا
عزيمة له فيه ، فتجد المنافقون بذلك سبيلاً إلى الكلام في الدين.

كذا حكاه النووي عنه في شرح صحيح مسلم(2) ، وحكاه بلفظ آخر
وتفاوت يسير في فتح الباري (3) ، فراجع.

_______________________

(1)فتح الباري 1 / 219 ط مصطفى البابي الحلبي سنة 1378 ه‍.

(2)شرح صحيح مسلم للنووي 11 / 91 ط مصطفى الحلبي.

(3)فتح الباري 9 / 198 ـ 199.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487