موسوعة عبد الله بن عبّاس الجزء ١

موسوعة عبد الله بن عبّاس12%

موسوعة عبد الله بن عبّاس مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-319-501-5
الصفحات: 487

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 487 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 158828 / تحميل: 6182
الحجم الحجم الحجم
موسوعة عبد الله بن عبّاس

موسوعة عبد الله بن عبّاس الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٥٠١-٥
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

وفيه : يأبى الله والمؤمنون إلّا أبا بكر. فهل يقول بذلك أبن تيمية؟ وإذا قال
بذلك فليعطف عليه كلّ من أبى خلافة أبي بكر من سائر الصحابة. ثمّ بعد ذلك
ليبحث ابن تيمية وأضرابه عن حجة لإثبات عدالة جميع الصحابة خصوصاً من
أبى خلافة أبي بكر ولم يبايعه حتى مات مثل الزهراء وسعد بن عبادة ، أو تخلّف
عن البيعة إلى ستة أشهر كعليّ وجميع بني هاشم وآخرين من شيعتة من الصحابة
كما ستأتي أسماؤهم ، أو يتخلّوا عن مقولة الصحابة كلّهم عدول.

خامساً : زعمه أنّ من توهم أنّ هذا الكتاب كان بخلافة عليّ فهو ضال
باتفاق عامة الناس الخ. إذا كان هذا حكم ابن تيمية فيمن توهم ذلك ، فما هو
حكمه فيمن تيقن وقطع به؟

فهل يبقى ضالاً أم يزيد في عقوبته؟

ومهما يكن حكمه فإنا نقول له لقد حكمت على إمامك عمر بالضلالة من
دون أن تشعر. لأنّ عمر كان يقول بذلك جازماً غير شاك ولا مرتاب ، وقد
اعترف به لابن عباس كما أشرنا إلى ذلك مراراً ، وذلك من عمر أعتراف خطير
يدمغ رؤوس علماء التبرير.

سادساً : زعمه اتفاق عامة الناس ، وتلفيقه الاتفاق من أهل السنّة
الذين يقولون بتفضيل أبي بكر وهذا لا كلام لنا فيه ، ولكن هلمّ الخطب
فيما زعمه اتفاق الشيعة معهم على أنّ الكتاب لم يكن بخلافة عليّ بتقريب
أنّ الشيعة يقولون بالنصّ الجلي على عليّ قبل ذلك اليوم ، فهو لا يحتاج إلى
الكتاب يومئذ.

٣٦١

وهذا من مناوراته الخبيثة ، وكأنّ تأكيد النص كتابة بعد أن كان شفاها
ممنوع عقلاً أو شرعاً.

فليكن الشيعة وهم يذكرون النص السابق الجلي الظاهرـوهو بيعة يوم
الغديرـوما سبقها منذ بدء الدعوة وما لحق بها ، لكن لا مانع من تأكيد ذلك
بالكتاب ليكون أقوى حجة في دفع الخصوم الّذين سوّلت لهم أنفسهم فنابذوه
وأضبّوا على عداوته مع وجود النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين ظهرانيهم.

ولماذا لا يكون الكتابـلو تمّـأقوى حجة وأظهر دليلاً وهو المتكفل
بعصمة الأمة من الضلالة.

لكن عناصر الشغب الّذين أظهروا كوامن أحقادهم عرفوا أنّه لو تمّ الكتاب
فلا يبقى لهم حساب ، لذلك أصروا على التمرد والعناد ، وعدم امتثال أوامر
النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكانت الصلعاء والشوهاء منهم تخلفهم عن جيش اُسامة والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم
ينادي : (أنفذوا جيش اُسامة ، لعن الله من تخلف عن جيش اُسامة) (١) ، وما كان
ذلك منهم إلّا بعد أن تيقنوا انّ المراد بالكتاب هو خلافة عليّ ، فألقحها ابن
الخطاب فتنة عمياء حين قال كلمته الرعناء : « انّ النبيّ ليهجر » فنسف كلّ ما
أراده النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لذلك (غمّ) أغمي عليه من شدة الصدمة ، ووقع الاختلاف
والنزاع ، فأفاق صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطردهم وقال : (قوموا عني).

ولمّا قال له بعض أهل بيته ألا نأتيك بالّذي طلبت وان رغمت معاطس؟
فقال : (أبعد الّذي قال قائلكم) هذا بعض ما في كلام ابن تيمية من شطط في
القول وخطل في الرأي.

_______________________

(١)أنظر الملل والنحل للشهرستاني ١ / ٢٣ ط الثانية سنة ١٣٩٥ ه‍.

٣٦٢

تاسعاً : الشاطبي

قال في كتاب الاعتصام : ولقد كانعليه‌السلام حريصاً على إلفتنا وهدايتنا ، حتى
ثبت من حديث ابن عباس رضي‌الله‌عنهما أنّه قال : لمّا حُضر النبيّ صلّى الله عليه(وآله)
وسلّم قال وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنهم ـفقال : (هلمّ أكتب
لكم كتاباً لن تضلوا بعده) فقال عمر : انّ النبيّ صلّى الله عليه(وآله)وسلّم غلبه
الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله ، واختلف أهل البيت واختصموا فمنهم
من يقول : قرّبوا يكتب لكم رسول الله صلّى الله عليه(وآله)وسلّم كتاباً لن تضلوا
بعده ، ومنهم من يقول كما قال عمر ، فلمّا كثر اللغط والاختلاف عند النبيّ صلّى
الله عليه(وآله)وسلّم قال : (قوموا عني) فكان ابن عباس يقول : الرزية كلّ الرزية
ما حال بين رسول الله صلّى الله عليه(وآله)وسلّم وبين أن يكتب لهم ذلك
الكتاب من اختلافهم ولغطهم.

فكان ذلكـوالله أعلمـوحياً أوحى الله إليه أنّه إن كتب لهم ذلك
الكتاب لم يضلوا بعده البتة ، فتخرج الأمة عن مقتضى قوله : ( وَلَا يَزَالُونَ
مُخْتَلِفِينَ
) بدخولها تحت قوله :( إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ) (١) . فأبى الله إلّا ما سبق به
علمه من أختلافهم كما أختلف غيرهم.

رضينا بقضاء الله وقدره ، ونسأله أن يثبتنا على الكتاب والسنّة ويميتنا على
ذلك بفضله (٢) .

مع الشاطبي :

لعل القارئ أدرك كيف حاول الشاطبي أستغفال القرّاء في تبريره ،
ومراوغته ، فهو حين يبدو حريصاً على إظهار نفسه بواقعية مقبولة يكسب فيها
_______________________

(١)الحديد / ٧.

(٢)الاعتصام ٣ / ١٢.

٣٦٣

قارئ كلامه ، لكنه سرعان ما تطغى عليه جبريته في سبيل تبرئة عمر ، فيلقى اللوم
على السماء ، وبتعبير أصح يلتمس العذر له من السماء. فانظر إلى قوله : « إنّ
النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان حريصاً على إلفتنا وهدايتنا » ، وأستدل بحديث ابن عباسرضي‌الله‌عنهما
وهو حديث الرزية. وهذا صحيح في واقعه ولا غبار عليه.

وأنظر إلى قوله في تعقيبه على ذلك :

« فكان ذلكـوالله أعلمـوحياً أوحى الله إليه إنّه إن كتب لهم ذلك
الكتاب لم يضلوا بعده البتة ، فتخرج الأمة عن مقتضى قوله : ( وَلَا يَزَالُونَ
مُخْتَلِفِينَ
) بدخولها تحت قوله :( إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ) (١) ».

وهذا أيضاً من مقبول القول وبه كسب القارئ إلى قبول ما يقوله. فسرعان
ما أستغفله بقوله : « فأبى الله إلّا ما سبق به من علمه من اختلافهم كما اختلف
غيرهم ».

فأنظر إلى هذا التبرير الفجّ!

الله سبحانه وتعالى هو الّذي أوحى إلى نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأن يأمر بالكتاب الّذي لا
يضلون بعده ، والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بدوره يأمر بذلك. وعمر يمنع من ذلك ، ويُحدث الفرقة
في الحاضرين ، ثمّ يقع الخصام وينتهي بطرد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للمنازعين. ومع ذلك كلّه
يقول : « فأبى الله إلاّ ما سبق في علمه من اختلافهم ».

ومن الغريب العجيب ينأى عن إدانة السبب في المنع ، ويحمّل السماء تلك
الإدانة ، وإنّ الله أبى إلّا ما سبق في علمه؟

وهل هذا إلّا إستغفال للقراء واستخفاف بالعقول!! وليس لنا إلّا أن نقول
كما قال : رضينا بقضاء الله وقدره.

_______________________

(١)الحديد / ٧.

٣٦٤

عاشراً : ابن حجر العسقلاني

قال في فتح الباري كلاماً كثيراً نثره وكرّر أكثره في أجزاء كتابه ، تبعاً
لصحيح البخاري لورود الحديث في مختلف أبوابه ، لكنه أطال الكلام في
موضعين : في كتاب العلم باب كتابة العلم (١) ، وفي كتاب المغازي باب مرض
النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢) ، ولم يأتنا بشيء جديد ، ولم نتجن عليه في ذلك فقد اعترف بذلك
في الموضع الثاني فقال : وقد تكلم عياض وغيره على هذا الموضع فأطالوا ،
ولخصه القرطبي تلخيصاً حسناً ثمّ لخصته من كلامه وحاصله : فذكر ما لخصه ،
ولما كنا نحن قد ذكرنا كلام عياض بطوله ، وناقشناه فيه ، لذلك أعرضنا عن ذكر
كلام القرطبي إلّا عرضاً ، وكذلك نعرض عن ابن حجر إلّا ما جاء به من عند
نفسه. فقد قال وهو ينقل الأحتمالات الّتي ذكرها القرطبي في تعريف قائل
الكلمة : ويظهر منه ترجيح ثالث الإحتمالات الّتي ذكرها القرطبي ويكون قائل
ذلك بعض من قرب دخوله في الإسلام ، وكان يعهد أنّ من أشتد عليه الوجع قد
يشتغل به عن تحرير ما يريد أن يقوله لجواز وقوع ذلك. ولهذا وقع في الرواية
الثانية فقال بعضهم : أنّه قد غلبه الوجع. ووقع عند الإسماعيلي من طريق محمّد
ابن خلاد عن سفيان في هذا الحديث فقالوا : ما شأنه يهجر؟! أستفهموه ، وعن ابن
سعد من طريق أخرى عن سعيد بن جبير : إنّ نبيّ الله ليهجر ، ويؤيده أنّه بعد أن
قال ذلك استفهموه بصيغة الأمر بالاستفهام ، أي اختبروا أمره بأن يستفهموه عن
هذا الّذي أراده وابحثوا معه في كونه الأولى ، أوّلاً.

_______________________

(١)فتح الباري ١ / ٢١٩.

(٢)نفس المصدر ٩ / ١٩٧.

٣٦٥

مع ابن حجر العسقلاني :

من الغريب أمر هذا الرجل فهو يختار مرجحاً انّ القائل لكلمة الهجر سواء
كانت إخباراً أو إنشاءاً هو من بعض قرب دخوله في الإسلام؟ مع أنّه سبق منه في
تفسير معنى الهجر والهذيان فقال : « والمراد بهـيعني الهجرـفي الرواية ما يقع
من كلام المريض الّذي لا ينتظم ولا يعتد به لعدم فائدته. ووقوع ذلك من النبيّ
صلّى الله عليه(وآله)وسلّم مستحيل ، لأنّه معصوم في صحته ومرضه لقوله تعالى :
( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ) (١) ، ولقوله صلّى الله عليه(وآله)وسلّم : (إنّي لا أقول في
الغضب والرضا إلّا حقاً) ، وإذا عرف ذلك ، فإنّما قاله من قاله منكر على من
توقف في أمتثال أمره باحضار الكتف والدواة.

فكأنّه قال كيف تتوقف؟ أتظن أنّه كغيره يقول الهذيان في مرضه
وأحضره ما طلب فإنّه لا يقول إلّا الحقّ ا ه‍ ».

أقول : فأين صار ترجيحه بأنّ القائل هو من قرب دخوله في الإسلام وكان
يعهد أنّ من اشتد عليه الوجع الخ؟ ثمّ ما باله يشرّق تارة ويغرّب أخرى بين
الرأيين ، بينما يعترف هو بنفسه تبعاً لما ورد في صحيح البخاري في الموارد
الآتية بأنّ القائل هو عمر. فأي أقواله هو الصحيح؟ ليس ذلك منه إلّا استماتة في
الستر على مقولة عمر. وهل هذا منه إلّا كذباً من القول وتمويهاً على القارئ وتشويهاً
للحقيقة.

وما أدري كيف استساغ أن يقول ذلك ، وفي صحيح البخاري الّذي هو يشرحه
قد ورد التصريح بأنّ القائل هو عمر ، ورد ذلك في ثلاثة مواضع ، وهي كما يلي :

_______________________

(١)النجم / ٣.

٣٦٦

١ـفي كتاب العلم باب كتابة العلم : قال عمر : « انّ النبيّ صلّى الله عليه
(وآله)وسلّم غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا. فاختلفوا » (١) .

٢ـفي كتاب المرضى باب قول المريض قوموا عني : فقال عمر : « انّ النبيّ
صلّى الله عليه(وآله)وسلّم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب
الله فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبيّ صلّى
الله عليه(وآله)وسلّم كتاباً لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر » (٢) .

٣ـفي كتاب الاعتصام باب كراهية الاختلاف قال عمر : « انّ النبيّ صلّى
الله عليه(وآله)وسلّم غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله واختلف
أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله صلّى الله
عليه(وآله)وسلّم كتاباً لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر » (٣) .

هذه هي الموارد الّتي صرّح فيها بأسم عمر ، وقد شرحها ابن حجر في
كتابه وصرّح بها بذكر عمر تبعاً للبخاري ، أمّا الموارد الأربعة الأخرى الّتي غمغم
فيها البخاري أو الرواة قبله فلم يذكروا اسم عمر. نجد ابن حجر في شرحه لها
يورد اسم عمر مدافعاً عنه.

ثمّ إذا كان في نظره أنّ القائل (هو بعض من قرب دخوله في الإسلام) ،
فهل يعني بذلك أنّ عمر كان كذلك؟ وهذا ما لا يكاد تصديقه ولا يمكن أن
يكون مراده ، لأنّ عمر أسلم قبل ذلك اليوم بأكثر من خمس عشرة سنة ، وليس
هو بقريب عهد بالإسلام وإذا لم يكن يعني عمر فمن هو ذلك الرجل المزعوم
_______________________

(١)صحيح البخاري ١ / ٣٠.

(٢)نفس المصدر ٧ / ١٢٠.

(٣)نفس المصدر ٩ / ١١١.

٣٦٧

الذي قرب دخوله في الإسلام؟ وما اعتذاره إلّا استخفاف بعقول الناس
واستجهال لهم على غير أستحياء ، فهو إذ لم يصب الهدف المنشود يكشف عن
بلادته أيضاً حين جانب الدقة في كلامه ، فتخيل بهذه الفهفهة الفجّة يغطي ما لا
يضمّه ستر ، وأنى له ذلك ، فهو مهما أوتي من براعة التزييف وامعان في المغالاة
لا يستطيع التستر على اسم القائل ، ولا الإعتذار عنه ، ولكن ما الحيلة معه ومع
أمثاله ، وهذا شأن من يقول ما يشاء من دون تورّع ، ولا يبالي بما يقال فيه ، وهذه
سجية علماء التبرير إذ يسوقهم خطأ التقدير ، إلى مهاوي التحوير والتزوير.

الحادي عشر : القسطلاني

وهذا الرجل لدة قومه يدلي بدلوهم ويمتح من غربهم ، ولا يجاوز طريقتهم
في تضارب الأقوال ، فهو وبعبارة أوضح يجترّ أقوال السابقين ، من دون التفات لما
فيها من هنات وهنات. لذلك كثر عنده التناقض ، وأظن أنّ القارئ يكتفي ببعض
الشواهد على ذلك :

١ـفمثلاً قال في كتابه إرشاد الساري في شرح (أكتب لكم كتاباً) : « فيه
النص على الأئمّة بعدي أو أبين فيه مهمات الأحكام » (١) .

ولكنه جاء بجديده فيما يحسب في شرح (ولا ينبغي عند نبيّ تنازع) فقال :
« والظاهر إنّ هذا الكتاب الّذي أراده إنّما هو في النص على خلافة أبي
بكر » (٢) ، وأبطل قول من قال أنّه بزيادة أحكام ، لكنه عاد في شرح (لكم
كتاباً) فقال : « فيه استخلاف أبي بكر بعدي أو فيه مهمات الأحكام » (٣) .

_______________________

(١)إرشاد الساري ١ / ٢٠٧.

(٢)نفس المصدر ٥ / ١٦٩.

(٣)نفس المصدر ٨ / ٣٥٥.

٣٦٨

فأنظر إلى أقواله هذه : فهو أوّلاً جعل المراد كتابته النص على الأئمّة أو بيان
مهمات الأحكام ، ثمّ أستظهر أنّ الكتاب إنّما هو في النص على خلافة أبي بكر
قال ذلك بضرس قاطع وقد جاء بأداة الحصر (إنّما) وأبطل زعم أنّ فيه زيادة
أحكام ، ثمّ عاد ثالثاً فجعل المراد مردداً بين استخلاف أبي بكر أو مهمّات
الأحكام.

٢ ـ وشاهداً آخر على تناقضه قال : (فاختلفوا) أي الصحابة عند ذلك(١) .

وقال : (فاختلف أهل البيت) الّذين كانوا فيه من الصحابة لا أهل بيته صلّى
الله عليه(وآله)وسلّم (٢) .

لكنه قال مرة أخرى : (فاختلف أهل البيت) النبوي؟(٣)

فأنظر إلى تناقضه!!

فهو أوّلاً قال : « هم الصحابة » ، وأكد ذلك ثانياً ونفى أن يكون أهل بيتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم
من أولئك الّذين جاؤا بالإختلاف ، ولكنه فجأة وبجرة من القلم بوعي أو غير
وعي قال : « فاختلف أهل البيت » النبوي!!

ولا نطيل المقام عنده فمن شاء أن يستزيد من عجائب تناقضاته فليرجع
إلى كتابه (٤) ليرى كيف حب الشيء يعمي ويصمّ. ولا عجب من علماء التبرير
خصوصاً شرّاح الصحيحين فكم لهم من تأويلات وتمحلات لو أتينا على جميع
ما قالوه لاحتجنا إلى تأليف مخصوص في ذلك ، والآن ولا نبخل على القارئ
ببعض الأسماء منهم وشيء ممّا عندهم ، فعسى أن يقيض الله لنصرة دينه من
_______________________

(١)نفس المصدر ١ / ٢٠٧.

(٢)نفس المصدر ٦ / ٤٦٣.

(٣)نفس المصدر ٨ / ٣٥٥.

(٤)نفس المصدر ٦ / ٤٦٢ ـ ٤٦٣.

٣٦٩

يجمع جميع ما قالوه ويفنّد ما زعمه أولئك الخصوم نصرة للحق المهضوم
والولي المظلوم.

الثاني عشر : الوشتاني الآبي المالكي

ومن علماء التبرير أيضاً أبو عبد الله محمّد بن خلفة الوشتاني الآبي المالكي
المتوفى سنة ٨٢٨ ه‍ قال في كتابه إكمال إكمال المعلم بشرح صحيح مسلم في
شرح قوله : « قال ابن عباس رضي‌الله‌عنه يوم الخميس وما يوم الخميس » قلت هوـ
والقائل هوـاستعظام وتفجع باعتبار ما أتفق فيه من موته صلّى الله عليه(وآله)
وسلّم وانقطاع الوحي وخبر السماء ...؟ (١)

مع الوشتاني وفتحه الجديد :

أنظر بربّك إلى قوله مفسراً سرّ بكاء ابن عباس هو لموت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كيف
يزعم ذلك وهو يقول : « يوم الخميس » وهذا اليوم قبل يوم موته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأربعة أيام ،
إذ أنّ وفاته كانت يوم الاثنين راجع كتب السيرة والتاريخ؟ أليس هذا تهرباً من
كشف الحقيقة؟

ثمّ اقرأ واضحكـوشرّ البلية ما يضحكـقال : « قوله : بكى حتى بلّ دمعه
الحصى ، قلتـوالقائل هو أيضاًـ: يحتمل بكاؤه لموته صلّى الله عليه(وآله)
وسلّم ، أو لما ذكر من شدة وجعه وهو يدل على أنّ شدة المقاساة والنزع عند
الإحتضار لا تدل على المرجوحية كما يعتقد بعض العوام » (٢) .

والآن إن شئت أيها القارئ أن تبك فأبك على إبل حداها غير حاديها ،
فهذا الرجل جاء بما يضحك الثكلى ، لكنه يبكي من له قلب أو ألقى السمع وهو
_______________________

(١)إكمال إكمال المعلم بشرح صحيح مسلم ٤ / ٣٥٢.

(٢)نفس المصدر ٤ / ٣٥٣.

٣٧٠

شهيد فأقرأ ما يقوله أيضاً : « قوله : (لا تضلوا بعدي) ، قلتـوهو القائلـ: لا
يعني بالضلال الضلال بعد الهدى ، لأنّه تقدم في تأويل ما أراد أن يكتب أنّه ما
يرفع الخلاف بين الفقهاء في المسائل ، أو ما يرفع ذلك الإختلاف في الخلافة ،
والخلاف الواقع في كلّ منهما إنّما هو عن اجتهاد ، والخطأ في الاجتهاد ليس
بضلال ا ه‍ » (١) .

أقول : وهذا هو بيت القصيد كما يقولون. فكل ما حدث من خلاف في
الخلافة وأريقت بسببه دماء المسلمين ، ليس فيه مؤاخذة ، فجميع أهل الجمل
وصفين والنهروان وما بعدها من حروب طاحنة ، كلّهم معذورون فالقاتل
والمقتول في الجنة ، يا سلام؟!

وعلى هذا الوتر كان ضرب الباقين من علماء التبرير ، فلا عجب إذا ما تبعه
السنوسي الحسيني المتوفى سنة ٨٩٥ ه‍ في كتابه مكمل إكمال الإكمال قال :
« (لن تضلوا بعدي) قيل : أراد أن ينص على خلافة إنسان معين حتى لا يقع فيها
نزاع ولا فتن.

وقيل : أراد كتاباً يبين فيه مهمات الأحكام ملخصة ، ليرتفع نزاع العلماء فيها
بعد ، فالضلال إذن على الوجهين ليس ضلالاً عن هدى ، إذ المخطيء في الاجتهاد
على القول بالخطأ ليس بضال » (٢) .

أقولـومن دون تعليقـ:( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) (٣)
فهل تجدون للضلال معنى غير الضلال عن الهدى. فدونكم كتب اللغة والتفسير
ستجدون الضلال ضدّ الرشاد وهو بمعنى الباطل والهلاك.

_______________________

(١)نفس المصدر ٤ / ٣٥٧ في أدنى الصفحات.

(٢)مكمل إكمال الإكمال ٤ / ٣٥٣.

(٣)النحل / ٤٣.

٣٧١

الثالث عشر : البدر العيني

وهذا من شراح صحيح البخاري ومعاصر لابن حجر ، وقيل في كتابه
(عمدة القاري) سطو على فتح الباري ، ولا يعنينا هذا بقدر ما يعنينا ما جاء فيه من
قوله : « قوله صلّى الله عليه(وآله)وسلّم : (لا ينبغي عندي التنازع) ، فيه إشعار بأن
الأولى كان المبادرة إلى أمتثال الأمر وإن كان ما أختاره عمر صواباً » (١) ؟

أقول : أتريد تهالكاً في التبرير أكثر من هذا ، الأولى المبادرة إلى امتثال
أمره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإن كان ما اختاره عمر صواباً؟ لماذا؟ فإن كان مراده لفظ (لا ينبغي)
إنّما يدل على الكراهة ، كما أنّ لفظ ينبغي يدل على الاستحباب ، فمن أجل ذلك
يكون فيه اشعار بأولوية المبادرة ، فيكون ما اختاره عمر صواباً وان كان خلافاً لما
هو أولى ، فهذا إنّما يتم له لو كان خالياً عن القرينة ، فكيف والقرينة حالية
ومقالية. فالحالية زمان ومكان الصدور والمقالية :

أوّلاً : قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (إئتوني) هو أمر والأمر ظاهر في الوجوب إلّا أن تكون
قرينة صارفة وليست في المقام.

ثانياً : قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (لن تضلوا بعده أبداً) وهذا نص في أنّ الحقّ هو إمتثال أمره
وعند عدمه لابدّ أن يبقوا عرضة للضلال ، فماذا بعد الحقّ إلّا الضلال. وهل ترك
المندوب يوجب الضلال؟

ثالثاً : قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (قوموا عني) فلو لم يكن أمره للوجوب لما كان لتنازعهم
معنى ، كما لا موجب لطردهم من بيته.

رابعاً : بكاء ابن عباسرضي‌الله‌عنه حتى يبلّ دمعه الحصى. فهل كان لفوات إمتثالهم
أمراً ندبياً؟ أم أنّ بكاءه يدل على تفويتهم أمراً وجوبياً يعصمهم وجميع الأمة من
_______________________

(١)عمدة القاري ٢ / ١٧٢.

٣٧٢

كلّ ضلالة؟ ...إلى غير ذلك ، ولكن علماء التبرير لا تقنعهم القرائن ولو كانت
ألف قرينة.

وقال أيضاً في عمدة القاري : « واختلف العلماء في الكتاب الّذي همّ صلّى
الله عليه(وآله)وسلّم بكتابته ، قال الخطّابي يحتمل وجهين :

أحدهما : أنّه أراد أن ينص على الإمامة بعده فترتفع تلك الفتن العظيمة
كحرب الجمل وصفين. وقيل أراد أن يبيّن كتاباً فيه مهمات الأحكام ليحصل
الاتفاق على المنصوص عليه ، ثمّ ظهر للنبيّ صلّى الله عليه(وآله)وسلّم أنّ
المصلحة تركه ، أو اُوحي إليه به. وقال سفيان بن عيينة أراد أن ينص على أسامي
الخلفاء بعده حتى لا يقع منهم الاختلاف ، ويؤيده أنّه عليه الصلاة والسلام قال
في أوائل مرضه وهو عند عائشة رضي‌الله‌عنها : (ادعو لي أباك وأخاك حتى
أكتب كتاباً فإنّي أخاف أن يتمنّى متمّنٍ ويقول قائل ، ويأبى الله والمؤمنون إلّا أبا
بكر). أخرجه مسلم ، وللبخاري معناه ، ومع ذلك فلم يكتب.

قوله : قال عمررضي‌الله‌عنه : إنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام غلبه الوجع وعندنا
كتاب الله حسبنا ، قال النووي : كلام عمر رضي‌الله‌عنه هذا مع علمه وفضله لأنّه خشي أن
يكتب اُموراً فيعجزوا عنها فيستحقوا العقوبة عليها ، لأنّها منصوصة لا مجال
للاجتهاد فيها ، وقال البيهقي : قصد عمر رضي‌الله‌عنه التخفيف عن النبيّ عليه الصلاة
والسلام حين غلبه الوجع ولو كان مراده عليه الصلاة والسلام أن يكتب ما لا
يستغنون عنه لم يتركهم لاختلافهم..

وقال البيهقي : وقد حكى سفيان بن عيينة عن أهل العلم قيل إن النبيّ عليه
الصلاة والسلام أراد أن يكتب استخلاف أبي بكر رضي‌الله‌عنه ثمّ ترك ذلك اعتماداً على

٣٧٣

ما علمه من تقدير الله تعالى ، وذلك كما همّ في أوّل مرضه حيث قال : وارأساه ثمّ
ترك الكتاب وقال : يأبى الله والمؤمنون إلّا أبا بكر ، ثمّ قدّمه في الصلاة ، وقد كان
سبق منه قوله عليه‌السلام : إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله
أجره ، وفي تركه صلّى الله عليه(وآله)وسلّم الإنكار على عمر رضي‌الله‌عنه دليل على
استصوابه.

فإن قيل كيف جاز لعمررضي‌الله‌عنه أن يعترض على ما أمر به النبيّ عليه الصلاة
والسلام.

قيل له : قال الخطابي : لا يجوز أن يحمل قوله إنّه توهم الغلط عليه أو ظن
به غير ذلك ممّا لا يليق به بحاله ، لكنه لما رأى ما غلب عليه من الوجع وقرب
الوفاة خاف أن يكون ذلك القول ممّا يقوله المريض ممّا لا عزيمة له فيه فيجد
المنافقون بذلك سبيلاً إلى الكلام في الدين ، وقد كانت الصحابة رضياللهعنهم
يراجعون النبيّ عليه الصلاة والسلام في بعض الاُمور قبل أن يجزم فيها كما
راجعوه يوم الحديبية ، وفي الخلاف وفي الصلح بينه وبين قريش ، فإذا أمرنا
بالشيء أمر عزيمة فلا يرجعه أحد. قال : وأكثر العلماء على أنّه يجوز عليه
الخطأ فيما لم ينزل عليه فيه الوحي ، وأجمعوا كلّهم على أنّه لا يقرّا عليه.

قال : ومعلوم أنّه صلّى الله عليه(وآله)وسلّم وإن كان قد رفع درجته
فوق الخلق كلّهم فلم يتنزه من العوارض البشرية ، فقد سها في الصلاة فلا
ينكر أن يظن به حدوث بعض هذه الاُمور في مرضه فيتوقف في مثل هذه
الحال حتى يتبين حقيقته ، فلهذه المعاني وشبهها توقف عمر رضي‌الله‌عنه وأجاب
المازري ». ثمّ ذكر ما تقدم من أقوال المازري.

٣٧٤

وختم الكلام فقال : « بيان استنباط الأحكام :

الأوّل : فيه بطلان ما يدعيه الشيعة من وصاية رسول الله عليه الصلاة والسلام
بالإمامة. لأنّه لو كان عند عليّ رضي‌الله‌عنه عهد من رسول الله عليه الصلاة والسلام لأحال
عليها (كذا).

الثاني : فيه ما يدل على فضيلة عمررضي‌الله‌عنه وفقهه.

الثالث : في قوله : (إئتوني بكتاب أكتب لكم) دلالة على أنّ للإمام أن
يوصي عند موته بما يراه نظراً للاُمة.

الرابع : في ترك الكتابة إباحة الاجتهاد لأنّه وكلّهم إلى أنفسهم وإجتهادهم.

الخامس : فيه جواز الكتابة والباب معقود عليه »(١) .

أقول : هذا بعض ما جادت به قريحته من تعقيب وتصويب ، مضغ طعام
الأولين فلم يحسن مضغه ، وقد سبق منا ذكر ما قاله الخطابي والبيهقي والمازري ،
وبيّنا ما في أقوالهم من ملاحظات ، فلا حاجة بنا فعلاً إلى إعادة ما قد سبق.

ولكن الّذي ينبغي التنبيه عليه في كلام العيني من تفاوت في نقله عن
سفيان بن عيينة ، حيث حكي عن الخطابي أوّلاً انّه قال سفيان بن عيينة : أراد أن
ينص على أسامي الخلفاء بعده حتى لا يقع منهم الاختلاف. ثمّ حكى عن
البيهقي قوله : وقد حكى سفيان بن عيينة عن أهل العلم ، قيل انّ النبيّ عليه الصلاة
والسلام أراد أن يكتب استخلاف أبي بكر... ومن البيّن الواضح الفاضح ما بين
القولين من تفاوت! ففي الأوّل النص على أسماء الخلفاء بعده. وفي الثاني أراد
أن يكتب استخلاف أبي بكر... فأي القولين هو الصحيح ، أو لا صحيح في
المقام ، وإنّما ذلك من أضغاث الأحلام؟!

_______________________

(١)عمدة القاري ٢ / ١٧١ دار إحياء التراث بيروت.

٣٧٥

وبعد أن شرق وغرب ، وفي جميع ذلك أغرب ، ختم كلامه ببيان
استنباط الأحكام ، ومنه يعرف القاري مدى تضلّعه والأصح ضلوعه مع فقهاء
الحكم ، فقال : الأوّل : فيه بطلان ما يدعيه الشيعة من وصاية رسول الله عليه
الصلاة والسلام بالإمامة ، لأنّه لو كان عند عليّ رضي‌الله‌عنه عهد من رسول الله عليه
الصلاة والسلام لأحال عليها (كذا).

ولا نرد عليه إلّا بما قاله عمر ولا نزيد عليه وحسبنا به شاهداً عليه وحاكماً :
قال : « ولقد أراد رسول الله صلّى الله عليه(وآله)وسلّم في أن يصرح باسمهـ
يعني عليّاً ـ فمنعت من ذلك اشفاقاً وحيطة على الإسلام » (١) .

وستأتي أقوال لعمر في هذا الشأن نذكرها إن شاء الله فيما يأتي.

الرابع عشر : الدهلوي

وهو الشاه ولي الله الدهلوي من علماء المسلمين في الهند في القرن الثاني
عشر الهجري وله مؤلفات عديدة أشهرها كتابه حجة الله البالغة ومن مؤلفاته
شرح تراجم أبواب صحيح البخاري وهو مطبوع مكرراً ، وما ننقله عنه هنا فمن
طبعة حيدر آباد الدكن الطبعة الثانية.

قال : « إعلم إنّ هذا المقام ، من مزالق الأقدام ، كم زلّت فيه الأعلام ،
وصغت فيه الأفهام ، وإنّي قد تحققت بعد تتبع طُرُق هذا الحديثـيعني أمره
صلّى الله عليه(وآله)وسلّم بالكتاب أنّ قول ابن عباس : الرزية كلّ الرزية ، إنّما
كان بطريق الشبهة مثل سائر شبهاته ، لأنّه ثبت في الروايات الصحيحة أنّ كبار
الصحابة مثل أبي بكر وعليّ وغيرهما كانوا حاضرين ، ففهموا من أمره صلّى الله
عليه(وآله)وسلّم أنّ مقصوده بالكتابة ليس إلّا ما جاء في القرآن والتوثيق به ،
_______________________

(١)شرح النهج لابن أبي الحديد ٢ / ٩٧ ط الاُولى بمصر.

٣٧٦

ولو كان شيئاً آخر لأمرهم به ثانياً وثالثاً. لأنّه عاش صلّى الله عليه(وآله)وسلّم
مفيقاً بعد ذلك أياماً ، ومع ذلك روي أنّه صلّى الله عليه(وآله)وسلّم أمر عليّاً
باحضار القرطاس والدواة ، فخاف عليّ فوته بعد أن يذهب ، فقال يا رسول الله :
أسمع وأعي ، فبيّن له رسول الله صلّى الله عليه(وآله)وسلّم من أحكام الصدقات ،
واخراج الكفّار من جزيرة العرب ، وإجازة الوفود بنحو ما كان يجيزهم ،
والإستيصاء بالأنصار خيراً ، وغير ما بيّن أكثره قبل ذلك أيضاً.

فبعد ذلك لم يبق مجال في أن يتمسك بشبهة ابن عباسرضي‌الله‌عنه ، ويقال ما يقال
في خيار الصحابة ، لأنّه كان حديث السن مناهز البلوغ ، والاعتبار بما فهمه كبّار
الصحابة (١) . إلى هنا انتهى ما قاله الدهلوي.

مع الدهلوي :

هذا قول الدهلوي ، وهو محق في أوّله ومبطل في آخره!

وبيان ذلك : انّ المقام من مزالق الأقدام ويكفي ما قدّمناه من نماذج لعلماء
التبرير أمثال الخطابي وابن حزم والبيهقي والمازري وعياض وابن الأثير والنووي
وابن تيمية وابن حجر والقسطلاني والوشتابي والعيني وغيرهم ممّن ورد ذكرهم
تبعاً كابن بطال والنويري والقرطبي والطهطاوي وأضرابهم. فجميع هؤلاء الأعلام
ممّن زلّت قدمه في سبيل تبرير عمر من سوء كلمته. ولم يكن الدهلوي آخرهم ،
بل هو أسوأ فهماً منهم ، فقد خبط خبط عشواء ، وأستدل مكابراً بالهباء ، وذلك منه
منتهى الغباء ، ولو لم يكن غبيّاً لما قال : إنّ الاعتبار بما فهمه كبار الصحابة
وضرب مثلاً بعليّ وأبي بكر. وهم فهموا مراده بالكتابة ليس إلّا تأكيد ما جاء في
_______________________

(١)شرح تراجم أبواب صحيح البخاري للدهلوي / ١٤ ، ط حيدر اباد.

٣٧٧

القرآن والتوثيق به. ونحن نقول له ما دام كبار الصحابة فهموا ذلك فلماذا إذن
أختلفوا وتنازعوا؟ وما ضرّهم لو أنهم أمتثلوا أمره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكتب لهم ذلك التأكيد؟
وما داموا هم ملتزمين بالقرآن ، فالقرآن يأمر بإطاعة أمره إذ فيه : ( أَطِيعُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
) (١) ، وفيه :( اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا
يُحْيِيكُمْ
) (٢) فلماذا لم يستجيبوا ولم يطيعوا؟

ومن الغريب والغباء أن يستدل على مرامه بقوله : « ولو كان شيئاً آخر
لأمرهم به ثانياً وثالثا؟! ». إنّما لم يأمرهم به ثانياً وثالثاً لعدم الجدوى في ذلك
حتى ولو كرر ذلك مائة مرة ومرة ، فقد سبق السيف العَذَلـكما يقول المثلـ
فعمر حين قال إنّه يهجر أصاب مرماه وضيّع الهدف المنشود للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولو
أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كرّر ذلك ، لصدّقت مقولة عمر زمرة المنافقين وكان مجالاً للطعن في
شخصه الكريم. لذلك طردهم وقال : (قوموا عني).

وإنّ ما ذكره من وصاياه الّتي خص بها الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي
طالب عليه‌السلام ، تثبت أنّ عليّاً وصيّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكيف يزعم قومه عن عائشة بأنّ
النبيّ مات ولم يوص ، ثمّ هي القائلة : « متى أوصى إليه وقد كنت مسندته إلى
صدري » (٣) . والآن فقد أستبان أنّ عليّاً أوصى إليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !!.

وبعد هذا أوليس ابن عباس كان على حق في قوله : « الرزية كلّ الرزية ما
حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده » ؛ أفهل كان على
شبهة أم كان على يقين؟

_______________________

(١)النساء / ٥٩.

(٢)الأنفال / ٢٤.

(٣)أنظر صحيح البخاري (كتاب الوصايا باب الوصايا) ٤ / ٣.

٣٧٨

الخامس عشر : اللاهوري

هذا هو الملا يعقوب اللاهوري أحد شراح صحيح البخاري وأسم كتابه
(الخير الجاري في شرح صحيح البخاري) ، فقد قال فيه في كتاب العلم باب
كتابة العلم : لا شك في أنّ رسول الله صلّى الله عليه(وآله)وسلّم رأى المصلحة
في كتابة الكتاب ، بدليل قوله عليه‌السلام : (لن تضلوا بعدي).

ولا شك أيضاً : أنّ عمر نهى الأصحاب عن إحضار الدواة والكتف.

ولا شك أيضاً : أنّ أهل البيت ألحّوا على إحضارها ، وطال النزاع بين
الفريقين حتى أخرجهم النبيّ صلّى الله عليه(وآله)وسلّم جميعاً.

وهذا القدر ممّا يتبادر إلى الذهن من نص الحديث ، ولا يرتاب فيه أحد(١) .

مع اللاهوري :

وليس من تعليق على ما لا شك فيه ، غير أنا نقف عند قوله : « أخرجهم
جميعاً » كيف يصح ذلك ، وكتب الحديث والتاريخ والسيرة تقول : انّ الّذين
طردهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هم الّذين تخلّفوا عن امتثال أمره وتنازعوا مع أهل البيت
في ذلك ، أمّا أهل البيت فلم يخرج منهم أحد ، وبقوا عنده ، ومنهم الّذي قال له
بعد خروج أولئك الّذين لم يستجيبوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ألا نأتيك بما طلبت؟ »
فقال : (لا ، أو بَعدَ الّذي قال قائلهم)؟!

وفي بعض المصادر أنّ القائل كان هو عمه العباس : « ألا نأتيك بالذي
طلبت وإن رغمت فيه معاطس ».

وإلى هنا نطوي كشحاً عن استعراض ما قاله علماء التبرير فهم

_______________________

(١)نقلا عن تشييد المطاعن / ٤١١ ط الهند.

٣٧٩

عمريون أكثر من عمر :

لقد أوردنا نماذج من أقوال علماء التبرير ، فوجدناهم في أندفاعهم يركبون
الصعب والذلول ، ويقولون المقبول وغير المقبول ، بل وحتى غير المعقول ، في
سبيل تبرئة عمر من معرّة كلمته الجافية النابية ، والّتي لم يتبرأ هو منها ، ولكن
القوم على مقولة : « ملكيون أكثر من الملك ».

فعمر قال كلمته دون استعمال تورية أو كناية. بملء فيه ، متحدياً شعور
النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومشاعر الشرعية النبوية الّتي تؤيدها رسالة السماء.

ولنقرأ ثانيةً بعض ما قاله في روايته لحديث الرزية ، وقد مرّ في الصورة
الرابعة : قال : « لمّا مرض النبيّ صلّى الله عليه(وآله)وسلّم قال : (إئتوني بصحيفة
ودواة أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعدي) ، فكرهنا ذلك أشد الكراهية ».

لماذا يا أبا حفص كرهتم ذلك أشد الكراهية؟! ولا عليك من الإجابة ، فان
علماء التبرير مستعدون للدفاع عنك ، ولو كان ذلك على حساب قدسية الرسالة ،
وقد مرّت بنا نماذج من أقوالهم فليرجع القارئ إليها.

وعمر يقول لابن عباس بعد لأيٍ من الزمن : « ولقد أرادَ رسول الله صلّى
الله عليه(وآله)وسلّم في أن يصرّح بأسمهـيعني عليّاًـفمنعت من ذلك إشفاقاً
وحيطة على الإسلام » (١) .

وعلماء التبرير يقولون في تبريرهم : ربّما أراد أن يكتب شيئاً من الأحكام ، أو أن
يكتب خلافة أبي بكر من بعده لا كما يقول الرافضة؟ فليرجع القارئ ثانية إلى
أقوالهم.

_______________________

(١)أنظر شرح النهج لابن أبي الحديد ٣ / ٩٧ ط الأولى.

٣٨٠

جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : « إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ كسرة وأخذ تمرة فوضعها على الكسرة، وقال: هذه أدام لهذه ثم أكلها ».

[٢٠٢٥٦] ٨ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمد بن وهبان، عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد، عن الحسن بن علي الزعفراني، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي أسامة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - قال: « كان طعام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الشعير إذا وجده، وحلواه التمر، ووقوده السعف ».

[٢٠٢٥٧] ٩ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « وبيت لا تمر فيه كأن ليس فيه طعام(١) ».

[٢٠٢٥٨] ١٠ - الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية: بإسناده عن إسماعيل القمي، عن شاذان بن يحيى الفارسي، عن هامان الإبلي، عن محمد بن سنان الزاهري قال: حججنا فلما أتينا المدينة، وبها سيدنا جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام ، دخلنا عليه، فوجدنا بين يديه صحيفة فيها من تمر المدينة، وهو يأكل منه ويطعم من بحضرته، فقال لي: « هاك يا محمد بن سنان التمر الصيحاني، فكله وتبرك به، فإنه يشفي شيعتنا من كل داء إذا عرفوه » فقلت: يا مولاي إذا عرفوه بماذا؟ قال: « إذا عرفوه لم يدعى صيحانيا؟ » فقلت: لا والله، يا مولاي لا نعلم هذا الامر إلا منك، قال: « نعم يا بن سنان، هو من دلائل جدي أمير المؤمنين

__________________

٨ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٧٦.

٩ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٦.

(١) في الطبعة الحجرية: « والبيت لا تمر فيها كما ليس فيها طعام »، وما أثبتناه من المصدر.

١٠ - الهداية للحضيني ص ١٠ أ.

٣٨١

عليه‌السلام ، ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله « قلت: يا بن رسول الله، أنعم علينا بمعرفته، أنعم الله عليك، قال: » خرج جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قابضا على يد جدي أمير المؤمنينعليه‌السلام ، متوجها إلى حدائق في ظهر المدينة، فكل من تلقاه استأذنه في صحبته، فلم يأذن له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتى انتهى إلى أول حديقة، فصاحت [ أول ](١) نخلة منها إلى التي تليها: يا أخت هذان آدم وشيث قد أقبلا، وصاحب الأخرى إلى التي تليها: هذان موسى وهارون قد أقبلا وصاحت الأخرى إلى التي تليها: هذان داود وسليمان قد أقبلا، [ وصاحت ] الأخرى التي تليها: هذان زكريا ويحيى قد أقبلا ](٢) ، وصاحت الأخرى إلى التي تليها: هذان عيسى بن مريم وشمعون الصفا قد أقبلا، وصاحت الأخرى إلى التي تليها: يا أخت هذان محمد رسول الله ووصيه ( صلوات الله عليهما ) قد أقبلا، وصاح النخل من الحدائق بعضها إلى بعض بهذا.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأمير المؤمنينعليه‌السلام : فداك أبي وأمي هذا كرامة الله لنا، فاجلس بنا عند أول نخلة ننتهي إليها، فلما انتهيا إليها جلسا، وكان أوان لا حمل في النخل، فقال: النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا الحسن مر هذه النخلة تنثني(٣) إليك، وكانت النخلة(٤) باسقة، فدعاها أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقال لها(٥) : هذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لك: أنثني(٦) برأسك على الأرض، فانثنت وهي مملوءة حملا رطبا جنيا، فقال له: التقط يا أبا الحسن كل وأطعمني، فالتقط أمير المؤمنينعليه‌السلام من رطبها فأكلا، منه فقال

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في الحجرية: « تمشي » وما أثبتناه من المصدر.

(٤) في الحجرية: « النخل » وما أثبتناه من المصدر.

(٥) في الحجرية: « له » وما أثبتناه من المصدر.

(٦) في الحجرية: « ايتني » وما أثبتناه من المصدر.

٣٨٢

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا الحسن إن هذا التمر وهذا النخل ينبغي أن نسميه صيحانيا، لصياحه وتشبيهه لنا بالنبيين والمرسلين، وهذا أخي جبرئيل يقول: إن الله عز وجل قد جعله شفاء لشيعتنا خاصة، فمرهم يا أبا الحسن بمعرفته وأن يستطبوا به ويتبركوا بأكله.

ثم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا نخلة أظهري لنا من أجناس تمور الأرض، فقالت: لبيك يا رسول الله، حبا وكرامة، فأظهرت تلك النخلة من كل أجناس التمور، وأقبل جبرئيل يقول لها: هيه [ يا نخلة إن الله يأمرك ](٧) أن تخرجي لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأخيه ووصيه ووزيره علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليهما ) من كل أجناس التمور، وأقبل جبرئيل يلتقطه ويضعه بين يدي رسول الله وأمير المؤمنين ( صلوات الله عليهما )، فأكلا من كل جنس تمرة، يأكل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نصفها، وأمير المؤمنينعليه‌السلام نصفها الخبر.

٥٣ -( باب استحباب أكل التمر البرني(*) ، واختياره على غيره)

[٢٠٢٥٩] ١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن عليعليهما‌السلام ، قال: « جاء جبرئيل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: عليكم بالبرني، فإنه خير تموركم، يقرب من الله، ويباعد(١) من النار ».

[٢٠٢٦٠] ٢ - الطبرسي في المكارم: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « عليكم بالبرني فإنه يذهب بالاعياء، ويدفئ من القر، ويشبع من

__________________

(٧) أثبتناه من المصدر.

الباب ٥٣

* البرني بفتح الباء: لون من التمر أحمر مشرب بصفرة كثير اللحاء عذب الحلاوة ( لسان العرب ج ١٣ ص ٥٠ ).

١ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٦٩ ح ١٥٣.

(١) في نسخة: يبعد.

٢ - مكارم الأخلاق ص ١٦٩.

٣٨٣

الجوع، وفيه اثنان وسبعون بابا من الشفاء ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « نزل علي جبرئيل بالبرني من الجنة ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه التمر، فإن ولدها يكون حليما نقيا ».

[٢٠٢٦١] ٣ - ابنا بسطام في طب الأئمةعليهم‌السلام : عن سالم بن إبراهيم، عن الديلمي، عن داود الرقي قال: شكا رجل إلى موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، الرطوبة فأمره أن يأكل التمر البرني على الريق ولا يشرب الماء، ففعل ذلك فذهبت عنه الرطوبة، وأفرط عليه اليبس، فشكا إليه ذلك، فأمره أن يأكل التمر البرني ويشرب عليه الماء، ففعل فاعتدل.

[٢٠٢٦٢] ٤ - الرسالة الذهبية للرضاعليه‌السلام : « ومن أراد أن يأمن من وجع السفل، ولا يظهر به وجع البواسير، فليأكل كل ليلة سبع تمرات برني(١) بسمن البقر، ويدهن بين أنثييه بدهن زنبق خالص ».

[٢٠٢٦٣] ٥ - أحمد بن محمد بن خالد في المحاسن: عن الحسن بن ظريف بن ناصح، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : « إن وفد عبد القيس قدموا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فرضعوا بين يديه جلة تمر، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أصدقة أم هدية؟ قالوا: بل هدية، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أي تمراتكم(١) هذه؟ قالوا: هو البرني يا رسول الله، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا جبرئيل يخبرني، أن في تمراتكم هذه تسع خصال: تخبل الشيطان، وتقوي الظهر، وتزيد في المجامعة، وتزيد في السمع والبصر، وتقرب من الله، وتباعد من

__________________

٣ - طب الأئمةعليهم‌السلام ص ٦٦.

٤ - الرسالة الذهبية ص ٣٥.

(١) في المصدر: هيرون: وهو البرني من التمر ( لسان العرب ج ١٣ ص ٤٣٦ ).

٥ - المحاسن ص ٥٣٤.

(١) في الحجرية: « تمرات » وما أثبتناه من المصدر.

٣٨٤

الشيطان، وتهضم الطعام، وتذهب بالداء، وتطيب النكهة ».

٥٤ -( باب العجوة(*) )

[٢٠٢٦٤] ١ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن سهل بن أحمد، عن محمد بن محمد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « العجوة من الجنة، وهي شفاء [ من ](٣) السم ».

[٢٠٢٦٥] ٢ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أن رجلا من أصحابه أكل عنده طعاما، فلما رفع الطعام قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « يا جارية، إيتني بما عندك » فأتته بتمر، فقال الرجل: جعلت فداك، هذا زمن الفاكهة والأعناب - وكان صيفا - فقال: « كل فإنه خلق من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، [ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ](١) العجوة لا داء ولا غائلة ».

[٢٠٢٦٦] ٣ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم ».

قال زيد علي بن الحسينعليهما‌السلام : صفة ذلك أن يؤخذ تمر العجوة فينتزع نواه، ثم يدق دقا بليغا، ويعجن بسمن بقر عتيق، ثم

__________________

الباب ٥٤

* العجوة: نوع من أجود التمر يضرب لونه إلى السواد، من غرس النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالمدينة، ونخلها يسمى ( اللينة ) ( مجمع البحرين ج ١ ص ٢٨٢ ).

١ - بحار الأنوار ج ٦٦ ص ١٣٣ ح ٢٩ بل عن جامع الأحاديث ص ١٨.

(١) أثبتناه من البحار.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١١ ح ٣٦٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤٧ ح ٥١٨.

٣٨٥

يرفع، فإذا احتج إليه أكل للسم.

وتقدم عن الغارات: أن العجوة كانت إليه - يعني أمير المؤمنينعليه‌السلام - من المدينة(١) .

[٢٠٢٦٧] ٤ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن سلام بن سعيد الجمحي قال: سأل عباد البصري أبا عبد اللهعليه‌السلام : فيما كفن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ - إلى أن قال - فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « يا عباد، أتدري ما النخلة التي أنزلت على مريم، ما كانت؟ » قال: لا، فأخبرنا بها يا أبا عبد الله، قال: « هي العجوة، فما كان من فراخها فهن عجوة، وما كان من غير ذلك فهو لون ».

[٢٠٢٦٨] ٥ - الشيخ الطبرسي في إعلام الورى: بإسناده إلى الكليني، عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن حيان السراج، عن داود بن سليمان الكسائي، عن أبي الطفيل قال: سأل في أول خلافة عمر يهودي من أولاد هارون، أمير المؤمنينعليه‌السلام : عن أول قطرة قطرت على وجه الأرض(١) ؟ وأول شجر اهتز على وجه الأرض؟ فقال: « يا هاروني(٢) - إلى أن قال - وأما أنتم فتقولون: أول شجرة اهتزت(٣) على وجه الأرض الشجرة التي كانت منها سفينة نوح، وليس كذلك، ولكنها النخلة التي أهبطت من الجنة، وهي العجوة، ومنها تفرع كل ما ترى من أنواع النخل » الخبر.

__________________

(١) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٧٢ من أبواب آداب المائدة.

٤ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٤.

٥ - إعلام الورى ص ٣٦٨، وعنه في البحار ج ٣٦ ص ٣٧٩.

(١) في المصدر زيادة: أي قطرة هي؟ وأول عين فاضت على وجه الأرض أي عين هي؟.

(٢) في الحجرية: « يا هارون » وما أثبتناه من المصدر.

(٣) في الحجرية: « اهتز » وما أثبتناه من المصدر.

٣٨٦

[٢٠٢٦٩] ٦ - الصدوق في إكمال الدين: عن أبيه، ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، ومحمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، ويعقوب بن يزيد، وإبراهيم بن هاشم، جميعا عن الحسن بن علي بن فضال، عن أيمن بن محرز، عن محمد بن سماعة، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله، إلا أن فيه: « فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : أما أول شجرة نبتت على وجه الأرض، فإن اليهود يزعمون أنها الزيتونة، وكذبوا إنما هي النخلة من العجوة، هبط بها آدم معه من الجنة فغرسها، وأصل النخلة كله منها » الخبر.

ولهذا الخبر طرق كثيرة، مذكورة في أبواب النصوص من كتب الإمامة.

[٢٠٢٧٠] ٧ - محمد بن الحسن الصفار في البصائر: عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن محمد(١) بن كليب قال: حدثني محمد بن مسمع قال: حدثني صالح بن حسان، عن إبراهيم بن عبد الأكرم الأنصاري ثم النجاري: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، دخل هو وسهل بن حنيف وخالد بن أيوب الأنصاري، حائطا من حيطان بني النجار - إلى أن قال - فلما دنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى النخل تدلت العراجين(٢) ، فأخذ منها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأكل وأطعم، ثم دنا من العجوة، فلما أحسته سجدت، فبارك عليها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « اللهم بارك عليها، وانفع بها » فمن ثم روت العامة: أن الكمأة من المن، وماءها شفاء للعين، والعجوة من الجنة.

__________________

٦ - إكمال الدين ص ٢٩٧.

٧ - بصائر الدرجات ص ٥٢٤ ح ٨.

(١) في المصدر: أحمد.

(٢) العراجين: جمع عرجون وهو عذق النخلة ( لسان العرب ج ١٣ ص ٢٨٤ ).

٣٨٧

٥٥ -( باب التمر الصرفان والمشان(*) )

[٢٠٢٧١] ١ - القطب الراوندي في قصص الأنبياء: بإسناده إلى الصدوق، بإسناده إلى ابن أورمة، عن أحمد بن خالد الكرخي، عن الحسن بن إبراهيم، عن سليمان الجعفي، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: « أتدري بما حملت مريمعليهما‌السلام ؟ » قلت: لا، قال: « من تمر صرفان(١) ، أتاها به جبرئيلعليه‌السلام ».

ورواه البرقي في المحاسن: عن أبيه، وبكر بن صالح، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، مثله، وفي آخره: « نزل بها جبرئيل فأطعمها فحملت »(٢) .

٥٦ -( باب أكل الرطب وشرب الماء بعده)

[٢٠٢٧٢] ١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي بصير قال: أتي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بصاع من رطب، فأخذ منه ثم قال: « ائتوا به علياعليه‌السلام ، تجدوه صائما فلا يذوقه أحد حتى يفطر، فإني رأيت البارحة اني أتيت ببركة فأحببت أن يأكل منها عليعليه‌السلام ».

[٢٠٢٧٣] ٢ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائه، عن علي

__________________

الباب ٥٥

* المشان بضم الميم: نوع من التمر يضرب لونه إلى السواد ( لسان العرب ج ١٣ ص ٤٠٩ ).

١ - قصص الأنبياء ص ٢٧٥.

(١) الصرفان بتشديد الصاد وفتحها وفتح الراء: نوع من أجود التمر وأوزنه ( النهاية ج ٣ ص ٢٥ ).

(٢) المحاسن ص ٥٣٧.

الباب ٥٦

١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٢٩.

٢ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٦١ ح ١٢٦.

٣٨٨

عليهم‌السلام ، في قول الله عز وجل:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (١) قال: « الرطب والماء البارد ».

[٢٠٢٧٤] ٣ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا جاء الرطب فهنئوني، وإذا ذهب فعزوني ».

[٢٠٢٧٥] ٤ - ابن شهرآشوب في المناقب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه مر بعبد الله بن جعفر، وهو يضع شيئا من طين من لعب الصبيان، فقال: « ما تصنع بهذا؟ » فقال: أبيعه، فقال: « وما تصنع بثمنه؟ » قال: أشتري رطبا فآكله، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اللهم بارك له في صفقة يمينه » فكان يقال: ما اشترى شيئا قط إلا ربح فيه.. الخبر.

٥٧ -( باب استحباب أكل سبع تمرات عجوة على الريق، وسبعة عند النوم)

[٢٠٢٧٦] ١ - أبو علي في أماليه: عن والده الشيخ الطوسي، عن علي بن محمد بن بشران(١) ، عن عثمان بن أحمد السماك، عن محمد بن عبد الله المنادي، عن شجاع بن الوليد، عن هاشم بن هاشم، عن عامر بن سعد: أن سعدا قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من تصبح بتمرات من عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ».

[٢٠٢٧٧] ٢ - الحسن الطبرسي في المكارم: عن النبي ( صلى الله عليه

__________________

(١) التكاثر ١٠٢: ٨

٣ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٦.

٤ - المناقب ج ١ ص ٨٤.

الباب ٥٧

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٩.

(١) في الحجرية: « بسران » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع تاريخ بغداد ج ١٢ ص ٩٨ رقم ٦٥٢٧ ).

٢ - مكارم الأخلاق ص ١٦٨.

٣٨٩

وآله )، قال: « من تصبح بعشر تمرات عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ».

[٢٠٢٧٨] ٣ - ابنا بسطام في طب الأئمةعليهم‌السلام : عن الحسن بن عبد الله، عن فضالة، عن محمد بن مسلم بن يزيد السكوني، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام : « من أكل سبع تمرات عجوة عند مضجعه، قتل الدود في بطنه ».

[٢٠٢٧٩] ٤ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « كل العجوة، فإن تمرة العجوة تميتها، وليكن على الريق ».

[٢٠٢٨٠] ٥ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أكل سبع تمرات عند منامه، عوفي من القولنج، وقتلن الدود في بطنه ».

[٢٠٢٨١] ٦ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: « كلوا التمر على الريق، فإنه يقتل الدود ».

٥٨ -( باب استحباب اكرام النخل)

[٢٠٢٨٢] ١ - البحار: عن شرح الشهاب للسيد فضل الله الراوندي، في شرح قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « نعم المال النخل، الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل » بعد توضيح الفقرات:

وفي حديث آخر: « أكرموا النخلة فإنها عمتكم(١) ».

__________________

٣ - طب الأئمةعليهم‌السلام ص ٦٥، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ١٦٦ ح ٤.

٤ - طب الأئمةعليهم‌السلام ص ٦٥، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ١٦٦ ح ٦.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤٨ ح ٥٢٣.

٦ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٦.

الباب ٥٨

١ - بحار الأنوار ج ٦٦ ص ١٤٢ ح ٦١.

(١) نفس المصدر ج ٦٦ ص ١٤٢.

٣٩٠

[٢٠٢٨٣] ٢ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « النخلة(١) ، والرمان، والعنب(٢) ، من فضل طينة آدمعليه‌السلام ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أكرموا عمتكم النخلة والزبيب »(٣) .

٥٩ -( باب أنه يستحب اختيار الرمان الملاسي، والتفاح الشيقان، والسفرجل، والعنب الرازقي، والرطب المشان، وقصب السكر، على أقسام الفاكهة)

[٢٠٢٨٤] ١ - الحسن الطبرسي في المكارم: عن الرضاعليه‌السلام ، قال: « قصب السكر يفتح السدد، ولا داء فيه ولا غائلة ».

[٢٠٢٨٥] ٢ - الصدوق في العيون: عن علي بن عبد الله الوراق(١) ، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن حسان، وأبي محمد النيلي، عن الحسين بن عبد الله، عن محمد بن علي بن شاهويه بن عبد الله، عن أبي الحسن الصائغ، عن عمه قال: خرجت مع الرضاعليه‌السلام إلى خراسان - إلى أن قال - فلما صار إلى الأهواز قال لأهل الأهواز: « اطلبوا لي قصب سكر » فقال بعض أهل الأهواز ممن(٢) لا يعقل: اعرابي لا يعلم أن القصب لا يوجد في الصيف، فقالوا: يا سيدنا القصب لا يكون في هذا

__________________

٢ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٦، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩٦.

(١) في المصدر: خلقت النخلة.

(٢) العنب: ليس في المصدر.

(٣) نفس المصدر ص ٢٦، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩٦.

الباب ٥٩

١ - مكارم الأخلاق ص ١٦٨.

٢ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ج ٢ ص ٢٠٥.

(١) في الحجرية: « علي بن أحمد الوراق » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٢ ص ٨٥ و ج ٨ ص ٨١ ).

(٢) في الحجرية: « مما » وما أثبتناه من المصدر.

٣٩١

الوقت، إنما يكون في الشتاء، فقال: « بل اطلبوه فإنكم ستجدونه » قال إسحاق بن محمد: والله ما طلب سيدي إلا موجودا، فأرسلوا إلى جميع النواحي فجاؤوا كورة إسحاق فقالوا: عندنا شئ ادخرناه للبذر نزرعه.. الخبر.

٦٠ -( باب استحباب جواز أكل المار من الثمار، إذا لم يقصد، ولم يفسد)

[٢٠٢٨٦] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه رخص لابن السبيل والجائع إذا مر بالثمرة أن يتناول منها، ونهى من أجل ذلك عن أن يحوط عليها ويمنع.

وتقدم بعض الأخبار في بيع الثمار.

٦١ -( باب العنب)

[٢٠٢٨٧] ١ - الحسن بن فضل الطبرسي في المكارم: عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، أنه كان يأكل العنب بالخبز.

[٢٠٢٨٨] ٢ - وبهذا الاسناد: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « العنب أدام وفاكهة وطعام وحلواء ».

[٢٠٢٨٩] ٣ - وعن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « شيئان يؤكلان باليدين، العنب، والرمان ».

[٢٠٢٩٠] ٤ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « خلقت

__________________

الباب ٦٠

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٨ ح ٣٥١.

الباب ٦١

١ - مكارم الأخلاق ص ١٧٤.

٢ - مكارم الأخلاق ص ١٧٤.

٣ - مكارم الأخلاق ص ١٧٤.

٤ - مكارم الأخلاق ص ١٧٤.

٣٩٢

النخلة والرمان والعنب من فضلة طينة آدمعليه‌السلام ».

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ربيع أمتي العنب والبطيخ ».

[٢٠٢٩١] ٥ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : مثله.

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « خير طعامكم الخبز، وخير فاكهتكم العنب »(١) .

[٢٠٢٩٢] ٦ - وقال: وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يحب من الفاكهة العنب والبطيخ.

[٢٠٢٩٣] ٧ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « شكا نوحعليه‌السلام إلى الله تعالى الغم، فأوحى الله تعالى إليه أن يأكل العنب، فإنه يذهب الغم ».

٦٢ -( باب استحباب أكل المغموم العنب - وخصوصا الأسود – وكراهة تسمية العنب الكرم)

[٢٠٢٩٤] ١ - علي بن الحسين المسعودي في إثبات الوصية: مرسلا في سياق قصة نوحعليه‌السلام : فخرج نوح ومن كان معه من السفينة، فلما رأى العظام قد تفرقت من ذلك الماء، هاله واشتد حزنه، فأوحى الله إليه: هذا اثار دعوتك، أما إني آليت على نفسي ألا أعذب خلقي بالطوفان بعد أبدا، وأمره أن يأكل العنب الأبيض، فأكله فأذهب الله عنه الحزن.

[٢٠٢٩٥] ٢ - الصدوق في العلل: عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار،

__________________

٥ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٦، ٢٧.

(١) نفس المصدر ص ٢٢.

٦ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٨.

٧ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٩.

الباب ٦٢

١ - إثبات الوصية ص ٢٢.

٢ - علل الشرائع ص ٥٢٨ ح ٢٣.

٣٩٣

عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي(١) ، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب، رفعه إلى عليعليه‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تسموا العنب الكرم، فإن المؤمن هو الكرم ».

٦٣ -( باب الزبيب)

[٢٠٢٩٦] ١ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن علي بن زنجويه الدينوري، عن سعيد بن زياد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه زياد بن أبي هند، عن أبي هند قال: أهدي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله طبق مغطى، فكشف الغطاء عنه ثم قال: « كلوا، بسم الله، نعم الطعام الزبيب، يشد العصب، ويذهب بالوصب، ويطفئ الغضب، ويرضي الرب، ويذهب بالبلغم، ويطيب النكهة، ويصفي اللون ».

[٢٠٢٩٧] ٢ - الطبرسي في المكارم: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « عليكم بالزبيب، فإنه يطفئ المرة، ويأكل البلغم، ويصح الجسم، ويحسن الخلق، ويشد العصب، ويذهب بالوصب ».

[٢٠٢٩٨] ٣ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: قال: « نعم الادام الزبيب ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « عليكم بالزبيب، فإنه يطفئ المرة، ويسكن البلغم، ويشد العصب، ويذهب النصب، ويحمي(١)

__________________

(١) في المصدر زيادة: عن رجل، والظاهر أن كلا الطريقين صحيح « راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٣١ و ٢٦٧ و ج ١١ ص ٢٦٥ وجامع الرواة ج ١ ص ٥٥٦ ».

الباب ٦٣

١ - الاختصاص ص ١٢٣.

٢ - مكارم الأخلاق ص ٧٥.

٣ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٨.

(١) في المصدر: يحسن.

٣٩٤

القلب »(٢) .

٦٤ -( باب الرمان)

[٢٠٢٩٩] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام - في حديث - كان يقول: « ما ادخل أحد الرمان جوفه، إلا طرد منه وسوسة الشيطان ».

[٢٠٣٠٠] ٢ - القطب الراوندي في دعواته: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « كلوا الرمان، فليست منه حبة تقع في المعدة إلا أنارت القلب، وأخرجت(١) الشيطان أربعين يوما ».

[٢٠٣٠١] ٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائهعليهم‌السلام ،قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر مثله وفيه: « وأخرجت ».

[٢٠٣٠٢] ٤ - الحسن الطبرسي في المكارم: ومن إملاء الشيخ أبي جعفر الطوسي: اطعموا صبيانكم الرمان، فإنه أسرع لألسنتهم.

[٢٠٣٠٣] ٥ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من أكل رمانة حتى يتمها، نور الله قلبه أربعين يوما ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ما من أحد أكل رمانة، إلا أمرض شيطانه أربعين يوما »(١) .

__________________

(٢) طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٨.

الباب ٦٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٢ ح ٣٧١.

٢ - دعوات الراوندي ص ٦٨.

(١) في نسخة: وأخرست.

٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٤٥ ح ٥٧.

٤ - مكارم الأخلاق ص ١٧١، عن أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٧٢.

٥ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٨، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩٧.

(١) نفس المصدر ص ٢٨.

٣٩٥

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله - في حديث - فيه: « وما من حبة تقع في جوف أحدكم، إلا أنارت قلبه، وجنبته من الشيطان ووسواسه أربعين يوما »(٢) .

٦٥ -( باب أكل الرمان بشحمه)

[٢٠٣٠٤] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أنه قال: « كلوا الرمان بشحمه، فإنه دباغ للمعدة ».

صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائه، عنهعليهم‌السلام ، مثله(١) .

[٢٠٣٠٥] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه كان يأكل الرمان بشحمه، ويأمر بذلك ويقول: « هو دباغ للمعدة ».

وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « من أكل الرمان بشحمه دبغ معدته »(١) .

[٢٠٣٠٦] ٣ - المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: قال: « عليكم بالرمان، وكلوا شحمه(١) ، فإنه دباغ المعدة ».

__________________

(٢) نفس المصدر ص ٢٧.

الباب ٦٥

١ - الجعفريات ص ٢٤٤.

(١) صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٧٣ ح ١٧٣.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٢ ح ٣٧١.

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ١٤٨ ح ٥٢٤.

٣ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٧، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩٧.

(١) في الحجرية: « بشحمه » وما أثبتناه من المصدر.

٣٩٦

٦٦ -( باب التفاح وشمه)

[٢٠٣٠٧] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنه قال: « عليكم بأكل التفاح، فإنه نضوح(١) للمعدة ».

دعائم الاسلام: عنهعليه‌السلام ، مثله(٢) .

[٢٠٣٠٨] ٢ - الحسن الطبرسي في المكارم: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « كلوا التفاح على الريق، فإنه نضوح المعدة ».

٦٧ -( باب التداوي بالتفاح)

[٢٠٣٠٩] ١ - ابنا بسطام في طب الأئمةعليهم‌السلام : عن جابر بن عمر السكسكي قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن أيوب بن فضالة، عن محمد بن فضالة قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « لو يعلم الناس ما في التفاح، ما داووا مرضاهم إلا به، ألا وإنه أسرع شئ منفعة للفؤاد خاصة، وأنه نضوحه ».

[٢٠٣١٠] ٢ - وعن محمد بن خلف، عن الوشاء، عن الحسين بن علي، عن

__________________

الباب ٦٦

١ - الجعفريات ص ٢٤٤.

(١) النضوح: المناسب لسياق الحديث أحد معنيين:

( أ ) النضوح: نوع من الطيب.

( ب ) دواء كان معروفا عندهم.

فلعل المراد من الحديث أحدهما: إما أنه يطيب المعدة، أو أنه دواء لها وللكلمة معان أخر ( انظر للتوسع لسان العرب ج ٢ ص ٦١٩ ومجمع البحرين ج ٢ ص ٤١٩ ).

(٢) دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٣ ح ٣٧٣.

٢ - مكارم الأخلاق ص ١٧٣.

الباب ٦٧

١ - طب الأئمةعليهم‌السلام ص ١٣٥.

٢ - طب الأئمةعليهم‌السلام ص ٥٣.

٣٩٧

عبد الله بن سنان قال: قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « لو يعلم الناس ما في التفاح، ما داووا مرضاهم إلا به ».

[٢١٣١١] ٣ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام : أن رجلا كتب إليه من أرض وبئة يخبره بوبائها، فكتب إليه: « عليك بالتفاح فكله » ففعل فعوفي.

وقال ( عليه لاسلام ): « التفاح يطفئ الحرارة، ويبرد الجوف، ويذهب بالحمى »(١) .

[٢٠٣١٢] ٤ - الطبرسي في المكارم: عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام ، قال: « إنا أهل بيت لا نتداوى إلا بإفاضة الماء البارد للحمى، وأكل التفاح ».

[٢٠٣١٣] ٥ - وعن إبراهيم بن خالد(١) ، عن زرعة، عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله الصادقعليه‌السلام ، عن مريض اشتهى التفاح، وقد نهي عنه أن يأكله، فقالعليه‌السلام : « اطعموا محموميكم التفاح، فما من شئ أنفع من التفاح ».

٦٨ -( باب كراهة أكل الحامض، والكزبرة، والجبن، وسؤر الفأر)

[٢٠٣١٤] ١ - الطبرسي في المكارم: وفي الحديث: أن التفاح يورث

__________________

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤٨ ح ٥٢٥.

(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤٨ ح ٥٢٥.

٤ - مكارم الأخلاق ص ١٧٣.

٥ - بل طب الأئمةعليهم‌السلام ص ٦٣، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ١٠١ ح ٢٧.

(١) في المصدر: إبراهيم بن محمد، والظاهر أنه هن الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ١ ص ٢٨٣ و ج ٧ ص ٢٥٨ ورجال النجاشي ص ١٢٥ ».

الباب ٦٨

١ - مكارم الأخلاق ص ١٧٣.

٣٩٨

النسيان، وذلك لأنه يولد في المعدة اللزوجة.

[٢٠٣١٥] ٢ - أبو العباس المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « عشر خصال تورث النسيان: أكل الجبن، وأكل سؤر الفارة، وأكل التفاحة الحامضة، والجلجلان، والحجامة على النقرة، والمشي بين المرأتين، والنظر إلى المصلوب، قراءة لوح المقابر ».

٦٩ -( باب السفرجل)

[٢٠٣١٦] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « كان جعفر بن أبي طالب عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأهدي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سفرجلة، فقطع منها قطعة فناولها جعفرا، فأبى جعفر أن يأكلها، فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : خذها فكلها، فإنها تذكي القلب، وتشجع الجبان ».

[٢٠٣١٧] ٢ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قطع سفرجلة فأكل منها وناول جعفر بن أبي طالب، فقال: « كل(١) فإن السفرجل يذكي القلب، ويشجع الجبان ».

[٢٠٣١٨] ٣ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « السفرجل يذكي(١) القلب الضعيف، ويشجع الجبان ».

__________________

٢ - طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢٥.

الباب ٦٩

١ - الجعفريات ص ٢٤٤.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٣ ح ٢٧٢.

(١) في المصدر زيادة: يا جعفر.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٤٨ ح ٥٢٤.

(١) في المصدر: يزكي.

٣٩٩

[٢٠٣١٩] ٤ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائهعليهم‌السلام ، قال دخل طلحة بن عبيد الله على رسول الله ( صلى الله عليه آله )، وفي يد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سفرجلة قد جئ بها إليه، فقال: « خذها يا أبا محمد، فإنها تجم القلب ».

[٢٠٣٢٠] ٥ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن سهل بن أحمد، عن محمد بن محمد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : رائحة الأنبياء رائحة السفرجل، ورائحة الحور العين رائحة الآس، ورائحة الملائكة رائحة الورد، ورائحة ابنتي فاطمة الزهراء رائحة السفرجل والآس والورد، ولا بعث الله نبيا ولا وصيا إلا وجد منه رائحة السفرجل، فكلوها وأطعموها حبالاكم، يحسن أولادكم ».

[٢٠٣٢١] ٦ - ابنا بسطام في طب الأئمةعليهم‌السلام : عن الخضر بن محمد قال: حدثنا علي بن العباس الخراذيني(١) ، عن ابن فضال، عن أبي بصير، عن الصادق، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، قال: « أكل السفرجل يزيد في قوة الرجل، ويذهب بضعفه ».

[١٠٣٢٢] ٧ - وعن الأشعث بن عبد الله بن الأشعث - من ولد محمد بن الأشعث بن قيس الكندي - قال: حدثنا إبراهيم بن المختار - من ولد

__________________

٤ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٨٤ ح ٩.

٥ - بحار الأنوار ج ٦٦ ص ١٧٧ ح ٣٩ بل عن جامع الأحاديث ص ١٢.

٦ - طب الأئمةعليهم‌السلام ص ١٣٦.

(١) في الحجرية: « الخزازيني » وفي المصدر: « الخرازي » وما أثبتناه من معاجم الرجال ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٢ ص ٦٨ وتنقيح المقال ج ٣ ص ٥٠ ).

٧ - طب الأئمةعليهم‌السلام ص ١٣٦.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487