موسوعة عبد الله بن عبّاس الجزء ١

موسوعة عبد الله بن عبّاس12%

موسوعة عبد الله بن عبّاس مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-319-501-5
الصفحات: 487

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 487 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 159007 / تحميل: 6197
الحجم الحجم الحجم
موسوعة عبد الله بن عبّاس

موسوعة عبد الله بن عبّاس الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
ISBN: ٩٦٤-٣١٩-٥٠١-٥
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

صلى الله عليه(وآله)وسلم ، وأمر رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم أن يأتي
بعض فرشهم فينام عليه ، فلما كان رأس ثلاث سنين تلاوم رجال من بني عبد
مناف ومن بني قصيّ ورجال سواهم من قريش قد ولدتهم نساءٌ من بني هاشم
ورأوا أنهم قد قطعوا الرحم واستخفوا بالحق ، واجتمع أمرهم من ليلتهم على
نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر والبراءة منه.

وبعث اللهعزوجل على صحيفتهم التي فيها المكر برسول الله صلى الله عليه
(وآله)وسلم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من عهد وميثاق ، ويقال : كانت
معلقة في سقف البيت ، ولم تترك إسماً لله عزوجل فيها إلّا لحسته ، وبقي ما كان فيها
من شرك أو ظلم أو قطيعة رحم ، واطلع الله عزوجل رسوله على الذي صنع
بصحيفتهم.

فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم لأبي طالب ، فقال
أبو طالب : لا والثواقب ما كذبني ، فانطلق يمشي بعصابة من بني عبد المطلب
حتى أتى المسجد وهو حافل من قريش ، فلما رأوهم عامدين لجماعتهم أنكروا
ذلك وظنوا أنهم خرجوا من شدة البلاء ، فأتوا ليعطوهم رسول الله صلى الله عليه
(وآله)وسلم ، فتكلم أبو طالب فقال : قد حدثت أمور بينكم لم نذكرها لكم
فأتوا بصحيفتكم التي تعاهدتم عليها فلعله أن يكون بيننا وبينكم صلح ، وإنّما
قال ذلك خشية أن ينظروا في الصحيفة قبل أن يأتوا بها ، فأتوا بصحيفتهم
معجبين بها لا يشكّون أنّ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم مدفوعٌ إليهم ،
فوضعوها بينهم وقالوا قد آن لكم أن تقبلوا وترجعوا إلى أمر يجمع قومكم ،
فإنّما قطع بيننا وبينكم رجل واحد جعلتموه خطراً لهلكة قومكم وعشيرتكم
وفسادهم.

٦١

فقال أبو طالب : إنّما أتيتكم لأعطيكم أمراً لكم فيه نَصفَ ، إنّ ابن أخي قد
أخبرني ولم يكذبني انّ الله عزوجل بريء من هذه الصحيفة التي في أيديكم ، ومحا
كل اسم هو له فيها ، وترك فيها غدركم وقطيعتكم إيانا وتظاهركم علينا
بالظلم (١) ، فإن كان الحديث الذي قال ابن أخي كما قال فأفيقوا ، فوالله لا نسلمه
أبداً حتى نموت من عند آخرنا ، وإن كان الذي قال باطلاً دفعناه إليكم فقتلتم أو
استحييتم.

قالوا : قد رضينا بالذي يقول ، ففتحوا الصحيفة فوجدوا الصادق المصدوق
صلى الله عليه(وآله)وسلم قد أخبر خبرها ، فلما رأتها قريش كالذي قال أبو
طالب ، قالوا والله إن كان هذا قط إلّا سحراً من صاحبكم ، فارتكسوا وعادوا بشرّ
ما كانوا عليه من كفرهم والشدة على رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم
وعلى المسلمين رهطه والقيام بما تعاهدوا عليه ، فقال أولئك النفر من بني عبد
المطلب : إنّ أولى بالكذب والسحر غيرنا فكيف ترون ، فإنّا نعلم أنّ الذي اجتمعتم
عليه من قطيعتنا أقرب إلى الجبت والسحر من أمرنا ، ولولا أنكم اجتمعتم على
السحر لم تفسد صحيفتكم وهي في أيديكم ، طمس الله ما كان فيها من اسم ، وما
كان من بغي تركه ، أفنحن السحرة أم أنتم؟!.

(نقض الصحيفة)

فقال عند ذلك النفر من بني عبد مناف وبني قصيّ ورجال من قريش
ولدتهم نساء بني هاشم ، منهم أبو البختري والمطعم بن عدي وزهير بن أبي أمية
_______________________

(١)في جملة من المصادر التاريخية وكتب السيرة : ان الأرضة أكلت جميع ما في الصحيفة
من قطيعة وظلم ولم تدع سوى اسم الله تعالى فقط : وكانوا يكتبون (باسمك اللّهم).

٦٢

ابن المغيرة وزمعة بن الأسود وهشام بن عمرو ، وكانت الصحيفة عنده وهو من
بني عامر بن لوي في رجال من أشرافهم ووجوههم نحن برآء ممّا في هذه
الصحيفة فقال أبو جهل : هذا أمر قضي بليل ، وأنشأ أبو طالب يقول الشعر في
صحيفتهم ، ويمتدح النفر الذين تبرأوا منها ونقضوا ما كان فيها من عهد ،
ويمتدح النجاشي » (١) .

_______________________

(١)دلائل النبوة للبيهقي ٣ / ٨٠ ـ ٨٣ ط الأولى نشر المكتبة السلفية ١٣٨٩ ه‍.

أقول : ومما قاله في الشِعب قصيدته اللامية العصماء كما عن العيني في شرح البخاري
والبغدادي في شرح شواهد الرضي ، وهذا هو المشهور ، لكن ابن هشام ذكر في سيرته عن
ابن إسحاق انه قالها لما خشي من دهماء العرب على نفسه وقومه. فمن هم أولكم
الذين سمّاهم بالدهماء؟ اليسوا هم قريشاً؟! فلماذا التعتيم؟ وتلك القصيدة العصماء
قال عنها ابن كثير : قصيدة بليغة جداً لا يستطيع أن يقولها إلّا من نُسبت إليه ، وهي
أفحل من المعلقات السبع ، وأبلغ في تأدية المعنى ، وقد استنشدها السفاح العباسي من
موسى بن عبد الله الحسنيـكما في مقاتل الطالبين / ٣٩٦ـوهي قصيدة طويلة ، أوردها
أبو هفان في شرح ديوان أبي طالب في / ١٢١ بيتاً ، وابن هشام في / ٩٤ بيتاً.

وشرحها كثيرون : منهم البغدادي في خزانة الأدب ١ / ٢٥١ ـ ٢٣١.

ومنهم السهيلي في الروض الأنف ١ / ١٧٤.

ومنهم المرحوم الشيخ جعفر نقدي شرحها بكتاب خاص سماه (زهرة الأدباء في شرح
لامية شيخ البطحاء) وقد طبع في المطبعة الحيدرية سنة ١٣٥٦ ه‍.

ومنهم المرحوم عليّ فهمي (مفتي بلاد الهرسك ، ومعلم الأدبيات العربية في دار الفنون)
وشرحه مطبوع باسم (طلبة الطالب في شرح لامية أبي طالب) في مطبعة روشن تركية
١٣٢٧ ه‍ وهو أوفى شرحاً من غيره.

ولأبي طالبرضي‌الله‌عنه في ديوانه من غرر الأشعار يذكر فيها أسباب عداوة قريش لبني هاشم
وأهمها الحسد ، فاقرأ مثلاً قوله
رضي‌الله‌عنه :

إذا اجتمعت يوماً قريش لمفخر

فعبد مناف سرُّها وصميمُها

وان حُصِّلت أشراف كل قبيلةٍ

ففي هاشم أشرافُها وقديمُها

وإن فخرت يوماً فإن محمداً

هو المصطفى من سرّها وكريمُها

تداعت قريش غثُّها وسمينُها

علينا فلم تظفر وطاشت حلومُها

٦٣

معاناة الحصار :

قال البلاذري : « فَلمّا رأى أب وطالب انهمـقريشـعازمون على
الاستمرار في قطيعتهم ، خاف على ابن أخيه ، ثم انطلق بهمـببني هاشم
والمطلبـفأقامهم بين أستار الكعبة فدعوا على ظلمة قومهم ، واجتمعت قريش
على أمرها ، فقال أبو طالب : اللّهم إن قومنا قد أبوا إلّا البغي فعجّل نصرنا وحل
بينهم وبين قتل ابن أخي » (١) اللّهم انصرنا على من ظلمنا وقطع أرحامنا واستحلّ
ما يحرم عليه منا.

وقالت قريش : لا صلح بيننا وبين بني هاشم وبني المطلب ولا رحم ولا إلّ
ولا حرمة إلّا على قتل هذا الرجل الكذاب السفيه.

وعاد أبو طالب إلى الشعب ومعه بنو هاشم وبنو المطلب مَن كان على دين
النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن لم يكن ، ولكن للحسب والشرف إلّا أبو لهب فإنّه خرج إلى
قريش فظاهرهم على بني عبد المطلب » (٢) .

ولنقرأ ما كتبه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام وهو ممن عاش
في ذلك الظرف العصيب ، وعانى الكثير الكثير فقال يصف تلك المحنة :

_____________________________________

وكنا قديماً لا نقرّ ظلامةً

إذا ما ثنَوا صعر الخدود نقيمُها

ونحمي حماها كل يوم كريهةٍ

ونضرب عن أبحارها من يرومَها

بنا انتعش العودُ الذويّ وإنما

بأكنافنا تَندى وتنمي أرومُها

يدين لهم كل البرية طاعةً

ويكرمها ما الأرض عندي أديمُها

(ديوان أبي طالب بن عبد المطلب) صنعة أبي هفان عبد الله بن أحمد المهزمي البصري
المتوفى سنة ٢٥٧ ه‍ تحقيق العلامة الشيخ محمّد حسن آل يس / ١٢١ـ١٢٢ وتحقيق
العلامة المحمودي / ٧٢.

(١)أنساب الاشراف ١ / ٢٣٠ ط دار المعارف بمصر.

(٢)بلوغ الأرب ١ / ٣٢٦.

٦٤

فأراد قومنا قتل نبيّنا واجتياح أصلنا ، وهموا بنا الهموم وفعلوا بنا الأفاعيل
ومنعونا العَذبَ الماء وأحلِسونا الخوف ، واضطرونا إلى جبل وعر ، وأوقدوا لنا نار
الحرب ، فعزم الله لنا على الذبّ عن حوزته والرمي من وراء حومته ، مؤمننا يبغي
بذلك الأجر ، وكافرنا يحامي عن الأصل ، ومن أسلم من قريش خلوٌ ممّا نحن
فيه ، بحلف يمنعه أو عشيرة تقوم دونه ، فهو من القتل بمكان أمنٍ (١) .

ومن أصدق من علي وصفاً ، وهو الذي كان مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منذ نعومة
أظفاره ، فقد كفله عنده منذ أصابت قريشاً أزمة شديدةـكما يقول مجاهد
راوي الحديثـوكان أبو طالب كثير العيال ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للعباسـوكان من
أيسر بني هاشمـ(يا عباس انّ أخاك أبا طالب كثير العيال وقد ترى ما أصاب
الناس من هذه الأزمة ، فانطلق بنا فلنخفف عنه من عياله آخذ واحداً من بنير
وتأخذ واحداً فنكفيهما عنه) ، فقال العباس : نعم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا
له : انّا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه ، فقال
لهما : إنّ تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّاً فضمّه إليه ،
وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه ، فلم يزل علي بن أبي طالب عليه‌السلام مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم
حتى بعثه الله نبياً فاتبعه عليّ فأقرّ به وصدّقه ، ولم يزل جعفر عند العباس حتى
أسلم واستغنى عنه (٢) .




_______________________

(١)شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ٣ / ٣٠٣.

(٢)نفس المصدر ٣ / ٢٥١ ، وروضة الواعظين / ٨٦ ط الحيدرية.

٦٥
٦٦

٦٧
٦٨




وليد الشعب :

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج في بيان أسماء من كان في الشعب من
بني هاشم : « كانوا صنفين مسلمين وكفاراً : فكان عليّ عليه‌السلام وحمزة بن عبد
المطلب مسلمَين ، واختلف في جعفر بن أبي طالب هل حصر في الشعب معهم أم
لا؟ فقيل : حصر في الشعب معهم ، وقيل : بل كان قد هاجر إلى الحبشة ولم يشهد
حصار الشعب ، وهذا هو القول الأصح.

وكان من المسلمين المحصورين مع بني هاشم عبيدة بن الحارث بن
المطلب بن عبد مناف ، وهو وإن لم يكن من بني هاشم إلّا أنّه يجري مجراهم ،
لأن بني المطلب وبني هاشم كانوا يداً واحدة لم يفترقوا في جاهلية ولا
في إسلام ، وكان العباسرحمهاللهفي الشعب إلّا أنّه كان على دين قومه ،
وكذلك عقيل وطالب ابنا أبي طالب ونوفل بن الحراث بن عبد المطلب
وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وابنه الحارث بن نوفل بن الحارث
ابن عبد المطلبـوكان شديداً على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ...ـوكان سيد
المحصورين في الشعب ورئيسهم وشيخهم أبا طالب بن عبد المطلب وهو
الكافل والمحامي له » (١) .

_______________________

(١)شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ٣ / ٣١٠.

٦٩

فكان من أولئك الذين أخذتهم الحمية للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمه العباس بن عبد
المطلب فقد دخل الشعب هو وأفراد أسرته تبعاً لرأي زعيمهم شيخ البطحاء (أبي
طالب) وإرضاءً لأبن أخيه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وأصاب بني هاشم عنتٌ شديد من جراء تلك المقاطعة ، حتى أنّ الرجل
منهم ليخرج بالنفقة فما يباع منه شيئاً ، وخرج العباس مرة من الشعب ليشتري
طعاماً فأراد أبو جهل أن يسطو به ، فمنعه الله منه (١) .

وفي أيام الشعب كانت للعباس بادرة مع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ربما توحي باختبار
أو تصديق فراسة منه في ابن أخيه.

فقد روى ابن كثير الدمشقي في تاريخه : انّ العباس قال للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا محمّد
أرى أم الفضل قد اشتملت على حمل ، فأجابه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (لعل الله أن يقر أعينكم
بغلام) ، وفي رواية : (لعل الله أن يبيض وجوهنا بغلام) (٢) .

وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه خبراً بسنده عن أم الفضل بنت
الحارث الهلالية قالت : مررت بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو في الحجر فقال : (يا أم الفضل إنك
حامل بغلام) ، قالت : يا رسول الله وكيف وقد تحالف الفريقان أن لا يأتوا النساء؟
قال : (هو ما أقول لك. فإذا وضعتيه فأتيني به) ، قالت : فلمّا وضعته أتيتُ به رسول
الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأذّن في إذنه اليمنى وأقام في إذنه اليسرى وقال : (أذهبي بأبي الخلفاء).

قالت : فأتيت العباس فأعلمته فكان رجلاً جميلاً لبّاساً فأتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلمّا
رآه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام إليه فقبّل بين عينيه ثم أقعده عن يمينه ، ثم قال: (هذا عمي
فمن شاء فليباه بعمه).

_______________________

(١)أنظر أنساب الأشراف ١ / ٢٣٥.

(٢)البداية والنهاية ٨ / ٢٩٥ ، وانظر المعرفة والتاريخ للفسوي ١ / ٥٤١.

٧٠

قال : يا رسول الله بعض هذا القول : قال : (يا عباس لم لا أقول هذا القول
وأنت عمي وصنو أبي ، وخير من أخلف بعدي من أهلي) فقلت : يا رسول الله ما
شيء أخبرتني به أم الفضل عن مولودنا هذا؟

قال : (نعم يا عباس إذا كانت سنة خمس وثلاثين ومائة فهي لك ولولدك
منهم السفاح ومنهم المنصور ومنهم المهدي) (١) .

وأخرج الحديث أيضاً أبو نعيم في دلائل النبوة وفي آخره : « منهم من
يصلي بعيسى بن مريم عليه‌السلام »(٢) . والخبر باطل كما قال الذهبي في ترجمة أحمد
ابن راشد في ميزانه حيث قال : « عن سعيد بن خثيم بخبر باطل في ذكر بني
العباس ثم ساق الرواية ، وقال : وهو الذي اختلقه بجهل » (٣) .

مباركة الوليد الجديد :

وفي آخر أيام الشعب تلد أم الفضل ولدها عبد الله بن عباس ، وتصدق
النبوءة ويبدو أنّ العباس استبشاراً بوليده وإيماناً بصدق فراسته في ابن أخيه حين
أخبر عن ولادته ، يتقدم بوليده إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليباركه ، فأخذه وحنكه بريقه(٤)
وسماه عبد الله.

وثمة رواية أخرى تذكر أنّ الذي تقدم به إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هي أمه أم الفضل
ولكن لا أكاد أصدق بصحتها ، نظراً لاشتمالها على سُنن لم تشرع بعد ، نحو
_______________________

(١)تاريخ بغداد ١ / ٦٣.

(٢)دلائل النبوة / ٤٨٢ ـ ٤٨٣.

(٣)ميزان الاعتدال ١ / ٩٧ / ٣٧٥.

(٤)قال مجاهد : فلا نعلم أحداً حنكه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بريقه غيره. أنظر البداية والنهاية
٨ / ٢٩٥.

٧١

الأذان في أذنه اليمنى والإقامة في اليسرى ، وهذا لا يصمد أمام ما روي في
تاريخ ابتداء الأذان ، وأن تشريعه كان في السنة الثانية من الهجرة (١) .

ولم تقتصر تلك الرواية في مباركة الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وليد عمّه على ذكر
الأذان ، كما في الرواية السابقة ، بل ذكر أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذه فحنكه ، ولتّه بريقه ، ودعا
له ، وسماه عبد الله.

وذكر البلاذري : « عن عباس بن هشام عن أبيه عن جده عن أبي صالح
قال : ولد عبد الله ابن عباس وبنو عبد المطلب في الشعب ، وذلك قبل هجرة
النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المدينة بثلاث سنين ، فجاء به أبوه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقبّله ومسح وجهه
ورأسه ودعا له فقال : اللّهم املأ جوفه فهماً وعلماً ، واجعله من عبادك الصالحين.
ثم قال : ياعم هذا عن قليل حبر أمتي وفقيهها ، والمؤدي لتأويل التنزيل » (٢) .

ولا شك أنّ في الرواية سنداً ومتناً أكثر من مناقشة ، بل عليها آثار
الوضع بادية! ومع ذلك لا نشك أنّ الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان إذا أتوه بوليد
يدعو له ويباركه ، فمن غير المستبعد أن أجرى ذلك لأبن عمه خصوصاً وهم في
حال الحصار ، وقد دخل أبوه العباس الشعب حميّة لأبن أخيه ، ولم يكن بعد
قد أسلم.

وقد ذكر أبو جعفر الطبري في تهذيب الآثار في السفر الأول (مسند عبد
الله بن عباس) تحقيقاً شاملاً حول أحاديث : (اللّهم علمه الحكمة) ، (اللّهم علمه
_______________________

(١)لعل من الغريب أن يذهب أبو القاسم السهمي في الفضائل إلى القول بهذه الرواية نقلاً
عن أبي عمرو مع ما فيها من آثار الوضع الظاهرة. أنظر تاريخ الخميس للديار بكري
١ / ١٦٧ ط الوهبية ١٢٨٣ ه‍.

(٢)عيون الأثر لابن سيد الناس ١ / ١٢٩.

٧٢

الكتاب) ، (اللّهم ألهمه التأويل وعلّمه الحكمة) ، (اللّهم فقّهه في الدين وعلّمه
التأويل) ، (اللّهم علمه الحكمة وتأويل القرآن) ، إلى آخر ما ذكره من أخبار ورد
فيها دعاء الرسول الكريم بأسانيد مختلفة ومتون متفاوتة ، وليست كلها قالها عند
ولادته ، بل صريح بعضها أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالها في المدينة(١) .

ثم قال : « القول البيان عن معنى ما في هذا الخبر ، والذي فيه : الإبانة عما
خصّ الله تعالى ذكره به نبيّنا صلى الله عليه(وآله)وسلم من الفضيلة باجابة
دعائه ، وإعطاء مسألته ، وذلك أنه دعا عليه‌السلام لابن عمه عبد الله بن عباس بأن يعلّمه
الحكمة وتأويل القرآن ، وأن يفقهه في الدين فأعطاه ذلك ، وأجاب له دعاءه بما
دعا به فيه ، فكان عالماً بالحكمة وتأويل القرآن ، فقيهاً في الدين ، مقدّماً في ذلك ،
نقّاباً مبرّزاً على أقرانه ، لا يتقدمه منهم أحد ، بل لا يدانيه ولا يقاربه منهم بشرٌ في
أيامه ، يشهد له بذلك الجلة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم
والتابعين لهم بإحسان » (٢) .

ثم ساق شهادات بعلمه عن كل من ابن مسعود ، وعائشة ، وابن عمر ،
ومجاهد ، وميمون بن مهران ، وعكرمة ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وسليم أبي
هنّاد ، وطاوس ، والأعمش وسعيد بن جبير ، وشقيق ، وحكيم بن جبير (٣) . (وستأتي
في تاريخه العلمي ، الحلقة الثالثة)

أقول : وبعد هذا الذي ذكره الطبري من الشهادات الدالة على ظهور آثار
الدعوة النبوية في ابن عمه حبر الأمة عبد الله بن عباس ، نطمئن إلى صدور
الدعوة المباركة ، اجمالاً مهما كانت الشكوك في التفاصيل الأخرى.

_______________________

(١)تهذيب الآثار (السفر الأول) / ١٦٣.

(٢)نفس المصدر / ١٧١.

(٣)نفس المصدر / ١٧٢ ـ ١٨١.

٧٣

لقد ورد في كتاب أخبار الدولة العباسية أبيات شعر قالها المسور بن
مخرمة الزهري في تصديق ذلك :

أدنى النبيّ ابن عباس وقال له

قولاً فقُدس فيه الأهل والولد

والعلم والسلم كانا رأس دعوته

ما مثلُ هذا بما يُرجى له أحد

وقبلها دعوة كانت مباركةً

ثم الظهور بما فيهم وما ولدوا

كم دعوة سبقت فيهم مباركة

فيها افتخارٌ وفيها يكثر العدد(١)

أقول : وأنا أشك في صحة نسبة الأبيات إلى المسور لأنّه مات سنة ٦٤ كما
ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء (٢) ، والأبيات فيما يبدو من نسج شاعر عباسي
متزلفٌ.

تحقيق في تاريخ زمان ومكان الولادة :

لا نشك في مكان وزمان الولادة ، وأنها كانت في الشعب في آخر سني
الحصار ، بل وفي أخريات أيامه ، فإذا كان مبدأ الحصار ليلة هلال المحرم سنة
سبع من حين نبئ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعرفنا أنّ خروج بني هاشم كان في السنة
العاشرة ، وكان مدة مكثهم ثلاث سنين (٣) ، فتكون ولادته في أحد أشهر الحج
(شوال ، ذي القعدة ، ذي الحجة) ، وما روي من أقوال أخرى في سنة ولادته من
خلال تعيين سنّه عند وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا تثبت عند التمحيص.

_______________________

(١)أخبار الدولة العباسية / ٢٦ (لمؤلف مجهول تحقيق الدكتور عبد العزيز الدوري والدكتور
عبد الجبار المطلبي) ط دار الطليعة.

(٢)سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٨١.

(٣)أنساب الأشراف (ترجمة ابن عباس) ١ق١ / ٢٦٩ ب ، (مصور بمكتبة الأمام أمير
المؤمنين عليه‌السلام ).

٧٤

وقد وهنّها غير واحد من المحدثين ، فلا حاجة بنا إلى الإطناب بنقلها
ومناقشتها لأنّها غير معتبرة عند الأئمة من أهل العلم ، ونكتفي بما قاله الواقدي
وأبو عمر في الاستيعاب.

فقد قال الواقدي : « لا خلاف عند أئمتنا انه ولد في الشعب حين حصرت
قريش بني هاشم ، وانه كان له عند موت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاث عشرة سنة »(١) .

وقال أبو عمر : « لا أختلاف عند أهل العلم عندنا : انّ ابن عباس ولد في
الشعب وبنو هاشم محصورون قبل خروجهم منه بيسير ، وذلك قبل الهجرة بثلاث
سنين » (٢) .

وبناءً على ذلك فتكون ولادته في الشهور الأخيرة من السنة الثالثة
لحصارهم ولما كان فك الحصار في أول المحرم ، فلعل ولادته كانت في أيام
شهور الحج.

وقد يؤيد ذلك بما رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي
والنسائي وابن ماجة وأحمدـواللفظ لهـ: « من حديث مالك عن الزهري عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس أنه قال : مررت في حجة الوداع على
حمارٍ أنا والفضل وقد راهقت يومئذٍ الاحتلام ، والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلي... الخ »(٣) .

وهذا حديث احتج به غالب أصحاب السنن والصحاح في باب الرخصة
في المرور بين يدي المصلي مستدلّين على جوازه بحديث ابن عباس هذا ، فإن
حجة الوداع كانت في السنة العاشرة للهجرة ، وإذا أضفنا إليها ثلاث سنين قبلها
فتكون ثلاث عشرة سنة ، فإبنها مراهق للإحتلام.

_______________________

(١)الاصابة ٢ / ٣٣٠.

(٢)أنظر ترجمته في الاستيعاب.

(٣)أنظر ذخائر المواريث ٢ / ٤٠ ط ١الأزهرية ١٣٥٢.

٧٥

قال الواقدي : « وهذا أثبت ممّا روى هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير
في سنّه » (١) ـ يعني قول ابن عباس : توفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا ابن عشر حجج ـ.

كنيته ولقبه :

قال ابن الأثير : « إنّما جيء بالكنية لاحترام المكنى بها ، واكرامه وتعظيمه ،
كيلا يصرّح في الخطاب باسمه ومنه قول الشاعر :

أكنيه حين أناديه لأكرمه

ولا ألقّبه والسوءة اللقبا

وقال أيضاً : ولمّا كان أصل الكنيَة أن تكون بالأولاد تعيّن أن يكون بالذين
ولدوهم ، كأبي الحسن في كنية عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، فمن لم يكن
له ابن وكان له بنت كنّوه بها ...

وقال أيضاً : وكذلك فعلوا في اضافة الأبناء والبنات اكراماً واحتراماً لهم
باضافتهم إلى آبائهم مع ترك أسمائهم ، فقالوا ابن عباس وابن عمر لما كان
اشرف من ابنيهما ، وكذلك كانوا يقولون للحسين بن عليّ يابن بنت رسول الله
كرامة له بأمه... اه » (٢) .

هذا عن الكنية أمّا عن اللقب فقد تطور في الاستعمال ، فبعد أن كان
مشعراً بالسوءة كما مر في قول الشاعر ، وورد ذلك المعنى في القرآن الكريم
حيث قال سبحانه : ( وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ) (٣) ، لكنه تطوّر بعد ذلك ، ففي
تفسير الآية الكريمة المراد ما يكره من الأسماء والأوصاف لكن بتطور
_______________________

(١)طبقات ابن سعد ١ / ١١٤ تح‍ د محمّد بن صامل السُلمي.

(٢)المرصع لابن الأثير / ٤١ ـ ٤٣.

(٣)الحجرات / ١١.

٧٦

الاستعمال صار اللقب مشعراً برفعة المسمّى ، ولعل في غلبة استعمال (اللقب) في
المدح ، واستعمال (النبز) في الذم ما يشير إلى ذلك التطور. ومهما يكن فإنّ
الألقاب المستحسنة كانت ولا تزال تشعر عن مكانة الملقّبينَ ورفعتهم ، قال
الشاعر :

وقلّما أبصرت عيناك من رجل

إلا ومعناه إن فكّرت في لقبه(١)

ويرى الفقهاء في استعمال الألقاب المستحسنة والمستحبة الجواز ، بخلاف
استعمال النبز والألقاب القبيحة (٢) ، وكان لحبر الأمة عبد الله بن عباس كنىً
متعددة ، كما له ألقاب عديدة.

فمن كناه : (ابن عباس) وهي التي أشتهر بها ، حتى طغت على باقي كناه
والقابه ، بل وحتى على أسمه ، فكاد أن لا يعرف إلا بها ، وقد اختصت به ،
فلا يعرف بها عند اطلاقها غيره حتى من أخوته على كثرتهم إلّا بقرينة حالية
أو مقالية. قال ابن الأثير : « غلبت عليه بنوة أبيهـابن عباسـدون باقي
أخوته » (٣) .

وبتلك الكنية كان يعبّر عنه الرواة وأهل الحديث في كتب التفسير والسنةـ
غالباً ، وحتى كتب الأدب واللغة والتاريخ ، بخلاف كنيته الأخرى (أبو العباس)
إذ وكان له ولد أسمه العباس ويلقب بالأعنق ، وكان أكبر ولده (٤) وإن لم يكن
أشهرهم ولا أفضلهم.

_______________________

(١)لطائف المعارف للثعالبي / ٤٥.

(٢)أنظر الجامع لأحكام القرآن ١٦ / ٣٣٠.

(٣)المرصّع / ٢٤٨.

(٤)جاء في تاريخ الخلفاء ط موسكو سنة ١٩٦٧ سلسلة الآثار الشرقية : وكان العباس بن عبد
الله أكبر أولاده ، وبه كان يكنى ولا عقب له ، وقارن طبقات ابن سعد ١ / ١١١ من الطبقة

٧٧

وكنيته بأبي العباس ، كانت شائعة الاستعمال ، فقد وردت في جملة من
الآثار دعاه بها سيد أهله الإمام أمير المؤمنين كما في قوله : (يا أبا عباس إذا
صليت العشاء الآخرة فالحقني إلى الجبانة ) (١) ، ودعاه الناس أيضاً بها.

فعن مجاهد قال : « كان ابن عباس لا يدري ما فاطر السموات؟ حتى جاءه
اعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما : يا أبا عباس بئري وأنا فطرتها؟ فقال :
خذها يا مجاهد ، فاطر السموات » (٢) .

وفي حديث خالد بن المهاجر بن خالد المخزومي أخبر : أنّه بينما هو
جالس عند ابن عباس جاءه رجل ، فاستفتاه في المتعة ، فأمره ابن عباس بها ، فقال
له ابن أبي عمرة الأنصاري : مهلاً يا أبا عباس ، فقال ابن عباس : ما هي والله لقد
فعل ـ نكاح المتعة ـ في عهد إمام المتقين (٣) .

وخاطبه بها عمر بن الخطاب حين قال له : « يا أبا عباس قد طرأت علينا
أقضية عضل فأنت لها ولأمثالها » (٤) .

وخاطبه بذلك معاوية في حديثه معه بعد وفاة الإمام الحسنعليه‌السلام فقال له :
« آجرك الله أبا عباس في أبي محمّد الحسن بن عليّ » (٥) .

_____________________________________

الخامسة تح‍ محمّد صامل السُلمي ، وفي الرياض النضرة ٢ / ٢٨٠ في ترجمة الزبير : ان
العباس هذا خلف عليّ هند بنت الزبير فأولدها عوناً.

(١)سعد السعود لابن طاووس / ٢٨٥.

(٢)الكنى والاسماء للدولابي ١ / ٨٢ ط حيدر آباد سنة ١٣٢٢.

(٣)المعرفة والتاريخ ١ / ٣٧٣ وسيأتي الحديث عن فتياه في المتعة في فقهه.

(٤)فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل برقم ١٩١٣ط مؤسسة الرسالة ١٤٠٣.

(٥)البيان والتبيين ٤ / ٧١ تح‍. هارون ، وسيأتي ذكر ما جرى في ذلك المجلس في محاوراته
واحتجاجاته.

٧٨

وفي حديث آخر له فقال : « يا أبا العباس هل تكون لكم دولة؟ »(١) .

كما سيأتي في حديث خروج الحسين من مكة إلى العراق وممانعة ابن
عباس في ذلك قال له الحسين : « أبا العباس إنك شيخ قد كبُرت » (٢) ، وفي حديث
أبي الزبير عن طاووس قال : « فقلت : يا أبا عباس » (٣) .

أمّا ألقابه فكثيرة تتفاوت ظهوراً وخفاءً في شياع الاستعمال وعدمه ، ولعل
أشهرها هو لقبه (حبر الأمة) اللقب الذي كان يلقبّه به جماعة من الصحابة
والتابعين ، أمثال أبي بن كعب وهو احد أصحاب القراءات ، ومحمد بن الحنفية
التابعي الجليل ، وأبي نجيح أحد علماء التابعين ورواتهم ومن تلاميذ ابن عباس ،
وغيرهم.

وربما كان سبب شهرته ما أضفي عليه من قداسته ، حيث روى البلاذري
في كتابه أنساب الأشراف في أول ترجمته (عبد الله بن عباس) رواية عن ولادته
في الشعب ومباركة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له عندما أتاه عمه العباس بوليده ، وأنه قال : (يا عم
هذا عن قليل (حبر أمتي) وفقيهها والمؤدي لتأويل التنزيل) (٤) ، وسواء صحت
هذه الرواية أم لا فإنّ معناها قد حصل وكان ابن عباس (حبر الأمة) وفقيهها
والمؤدي لتأويل التنزيل.

_______________________

(١)المعرفة والتاريخ ١ / ٥٣٥ ، والبداية والنهاية ٦ / ٢٤٥ و ١٠ / ٥٠ ، وسيأتي ذكر ما جرى في
صفحات احتجاجاته.

(٢)طبقات ابن سعد (ترجمة الحسينعليه‌السلام ) تح‍ الطباطبائي ط مؤسسة آل البيت ، و ص ٤٥٠
(ترجمة الحسين عليه‌السلام ) الطبقة الخامسة من الصحابة تح‍ محمّد صامل السلمي ط
الأولى سنة ١٤١٤ ه‍.

(٣)الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٨٢.

(٤)الانساب ، نسخة مصورة بمكتبة الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام العامة في النجف وعنها
مخطوطة بمكتبتي.

٧٩

ومن ألقابه : (حبر العرب) ويقال : إنّ أول من لقّبه به هو جرجير ملك
المغرب بافريقية ، وسيأتي تفصيل ذلك في حضور الحبر غزاة أفريقية.

وقد جرى عليه هذا اللقب حتى كان أخص تلامذته يعبر به عنه أحياناً.
فقد أخرج البخاري في صحيحه بسنده عن سعيد بن جبير قال : « سألني يهودي
من الحيرة أيّ الأجلين قضى موسى عليه‌السلام ؟ قلت : لا أدري حتى أقدم على حبر
العرب فأسأله ، فقدمت فسألت ابن عباس ، فقال : قضى أكثرهما وأطيبهما ،
إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا قال فعل »(١) . وقال الجاحظ : « وكان يُسمّى البحر وحبر
قريش » (٢) .

وقد اختلف اللغويون في ضبط (الحبر) فقال بعضهم : بالكسر : حِبر ، وقال
بعضهم : بالفتح : حَبر ، ومهما كان اختلافهم فانهم لا يختلفون في أنّه الرجل
العالم.

قال أبو عبيد : « والذي عندي انه الحَبر : بالفتح ، ومعناه العالم بتحبير الكلام
والعلم وتحسينه ، وقال : وهكذا يرويه المحدثون كلهم بالفتح » (٣) .

ومن ألقابه (ترجمان القرآن) وهو أشرف ألقابه نسبة وأفضلها معنى ، وثانيها
شهرة ، وإن صح ما رواه بعض المؤرخين من « انّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سماه به أيضاً يوم
مولده في الشعب » (٤) فإنّ ذلك يضفي عليه نوعاً من القداسة ، لأنّ تسمية
الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إن صحت ، لا تخلو من نبوءة وفراسة.

_______________________

(١)صحيح البخاري ٣ / ١٨١.

(٢)البيان والتبيين ١ / ٣٣١.

(٣)تاج العروس ٣ / ١١٧ (حبر).

(٤)أخرجه الديار بكري في تاريخ الخميس ١ / ١٦٧ نقلاً عن الطائي.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

حتى بلغ في ذلك الرضى، وسلم إليك القضاء وعبدك مخلصا، ونصح لك مجتهدا حتى أتاه اليقين، فقبضته إليك شهيدا سعيدا، وليا تقيا، رضيا زكيا، هاديا مهديا.

اللهم صل على محمد وعليه أفضل ما صليت على أحد من أنبيائك وأصفيائك يا رب العالمين ».

٢٠ -( باب استحباب الغسل لزيارة أمير المؤمنين وغيره منالأئمةعليهم‌السلام ، ثم يمشي إليه حافيا متطيبا لابسا أنظف ثيابه على سكينة ووقار، ذاكرا لله، يقصر خطاه ويكبر ثلاثين مرة، أو مائة)

[١١٨٩٧] ١ - الشيخ المفيد (ره) في مزاره: عن صفوان قال: سألت الصادقعليه‌السلام : كيف نزور أمير المؤمنينعليه‌السلام ؟ فقال: يا صفوان إذا أردت ذلك فاغتسل والبس ثوبين طاهرين، ونل شيئا من الطيب، فإن لم تنل أجزأك » الخبر.

[١١٨٩٨] ٢ - الشيخ محمد بن المشهدي في المزار: بإسناده عن يوسف الكناسي، وعن معاوية بن عمار جميعا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا أردت الزيارة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، فاغتسل حيث تيسر لك - إلى أن قال - ثم امش وعليك السكينة والوقار، حتى تأتي باب الحرم » الخبر.

[١١٨٩٩] ٣ - وفي مزار كبير للشيخ الطبرسي(١) صاحب الاحتجاج أو للقطب

__________________

الباب ٢٠

١ - مزار المفيد، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٢٨١.

٢ - مزار المشهدي ص ٢٩٤ وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٣٣٤.

٣ - مزار الطوسي:

٢٢١

الراوندي أو لبعض من عاصر هما: بإسناده عن أبي عبد الله محمد بن حماد النجار الأعرج قال: حدثنا أبو علي الحسين إبراهيم، عن عبد الله بن العباس بن موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسينعليهم‌السلام قال: « إذا أردت زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، فاغتسل غسلا نظيفا، والبس البياض من الثياب وامش حافيا وعليك السكينة والوقار، بالتكبير والتهليل والتمجيد والتسبيح والتعظيم لله تبارك وتعالى، والصلاة على النبي وآله، وتقول إذا استقبلت القبر » الزيارة.

٢١ -( باب استحباب زيارة أمير المؤمنين والأئمةعليهم‌السلام بالزيارات المأثور)

[١١٩٠٠] ١ - المزار القديم: روي عن مولانا محمد الباقرعليه‌السلام أنه قال: « مضيت مع والدي علي بن الحسينعليهما‌السلام إلى قبر جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام بالنجف بناحية الكوفة، فوقف عليه ثم بكى، وقال: السلام على أبي الأئمة، وخليل النبوة، والمخصوص بالاخوة، السلام على يعسوب الايمان، وميزان الاعمال، وسيف ذي الجلال، السلام على صالح المؤمنين، ووارث علم النبيين، الحاكم في يوم الدين، السلام على شجرة التقوى، السلام على حجة الله البالغة، ونعمته السابغة، ونقمته الدامغة، السلام على الصراط الواضح، والنجم اللائح، والامام الناصح ورحمة الله وبركاته.

ثم قال: أنت وسيلتي إلى الله وذريعتي، ولي حق موالاتي وتأميلي

__________________

(١) في هامش المخطوط: « يعبر عنه بالمزار القديم. ( منه قده ).

الباب ٢١

١ - المزار القديم:

٢٢٢

فكن لي شفيعي إلى الله عز وجل في الوقوف على قضاء حاجتي، وهي فكاك رقبتي من النار، واصرفني في موقفي هذا بالنجح وبما سألته كله برحمته وقدرته، اللهم ارزقني عقلا كاملا، ولبا راجحا، وقلبا زاكيا، وعملا كثيرا، وأدبا بارعا، واجعل ذلك كله لي، ولا تجعله علي، برحمتك يا أرحم الراحمين ».

[١١٩٠١] ٢ - وفي زيارة المصافقة لسائر الأئمةعليهم‌السلام ، وتجديد العهد لهم ( صلوات الله عليهم ): وروي عنهمعليهم‌السلام قال: إن زيارتنا إنما هي تجديد العهد والميثاق المأخوذ في رقاب العباد، وسبيل الزائر أن يقول عند زيارتهمعليهم‌السلام : جئتك يا مولاي زائرا لك، ومسلما عليك، ولائذا بك وقاصدا إليك أجدد ما أخذ الله لكم في رقبتي من العهد والميثاق والولاية لكم، والبراءة من أعدائكم، معترفا بالفرض من طاعتكم.

ثم ضع يدك اليمنى على القبر وقل: هذه يد مصافقة لك على البيعة الواجبة علينا، فاقبل مني ذلك يا إمامي فقد زرتك وأنا معترف بحقك مع ما ألزم الله سبحانه وتعالى من نصرتك، وهذه يدي مصافقة على ما أمر الله عز وجل من موالاتكم، والاقرار بالمفترض من طاعتكم، والبراءة من أعدائكم(١) ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ثم قبل الضريح وقل: يا سيدي ومولاي وإمامي المفترض طاعته، أشهد أنك بقيت على الوفاء بالوعد، والدوام على العهد، وقد سلف من جميل وعدك لمن زار قبرك ما أنت المرجو للوفاء به، والمؤمل

__________________

٢ - المزار لقديم:

(١) في نسخة. أعدائك. - ( منه قده ).

٢٢٣

لتمامه، وقد قصدتك من بلدي، وجعلتك عند الله معتمدي فحقق ظني ومخيلي فيك، صلوات الله عليك وسلم تسليما، اللهم إني أتقرب إليك بزيارتي إياه، وأرجو منك النجاة لي به من النار، به وبآبائه وأبنائه ( صلوات الله عليهم )، رضينا بهم أئمة وسادة وقادة، اللهم أدخلني في كلّ خير أدخلتهم فيه، وأخرجني من كلّ سوء أخرجتهم منه، واجعلني معهم في الدنيا والآخرة، يا أرحم الراحمين.

وباقي الزيارات المطولات يطلب من كتب المزار.

٢٢ -( باب استحباب زيارة هود وصالحعليهما‌السلام عند قبر أمير المؤمنينعليهم‌السلام )

[١١٩٠٢] ١ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمر بن سعد، عن سعد بن طريف، عن أصبغ بن نباتة قال: ( مرت جنازة على عليعليه‌السلام وهو بالنخيلة، فقال )(١) : « ما يقول الناس في هذا القبر؟ وفي النخيلة قبر عظيم يدفن اليهود موتاهم حوله، فقال الحسن بن عليعليهما‌السلام : يقولون هذا قبر هود النبيعليه‌السلام لما أن عصاه قومه جاء فمات هاهنا، قالعليه‌السلام : كذبوا لأنا أعلم به منهم، هذا قبر يهودا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بكر يعقوب، ثم قال: هاهنا أحد من مهرة، قال: فأتي بشيخ كبير فقال: أين منزلك؟ قال: على شاطي البحر قال: أين من الجبل الأحمر؟ قال: قريبا منه، قال: فما يقول قومك؟ قال: يقولون قبر ساحر، قال: كذبوا ذاك قبر هود، وهذا

__________________

الباب ٢٢

١ - وقعة صفين ص ١٢٦.

(١) ما بين القوسين في المصدر: قال علي عليه‌السلام .

٢٢٤

قبر يهودا بن يعقوب، يحشر من ظهر الكوفة سبعون ألفا على غرة الشمس والقمر(٢) ، يدخلون الجنة بغير حساب ».

٢٣ -( باب استحباب زيارة رأس الحسين عند قبر أمير المؤمنينعليهما‌السلام )

[١١٩٠٣] ١ - السيد عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري: عن عبد الرحمن بن أحمد الحربي، عن عبد العزيز بن الأخضر، عن أبي الفضل بن ناصر، عن محمد بن علي بن ميمون، عن محمد بن علي بن الحسن العلوي، عن ميمون بن علي بن حميد، عن إسحاق بن محمد المقرئ، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن يعقوب بن الياس، عن أبي الفرج السندي قال: كنت مع أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام حين قدم إلى الحيرة، فقال ليلة: « أسرجوا لي البغلة » فركب وأنا معه حتى انتهينا إلى الظهر(١) ، فنزل وصلى ركعتين ثم تنحى فصلى ركعتين، ثم تنحى فصلى ركعتين، فقلت: جعلت فداك إني رأيتك صليت في ثلاث مواضع فقال: « أما الأول فموضع قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والثاني موضع رأس الحسينعليه‌السلام والثالث موضع منبر القائمعليه‌السلام ».

[١١٩٠٤] ٢ - وعن الوزير نصير الدين الطوسي، عن والده، عن فضل الله الراوندي، عن ذي الفقار بن معبد، عن الطوسي، عن المفيد، عن

__________________

(٢) ليس في المصدر.

الباب ٢٣

١ - فرحة الغري ص ٥٦.

(١) المراد هنا ظهر الكوفة، وهو النجف الأشرف، سمي بذلك لعلو أرضه عن أرض الكوفة ( معجم البلدان ج ٥ ص ٢٧١ ).

٢ - فرحة الغري ص ٦٥.

٢٢٥

محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن علي، عن عمه قال: حدثني أحمد بن حماد بن زهير القرشي، عن يزيد بن إسحاق، عن أبي السحيق الأرحبي(١) ، قال: حدثنا عمر بن عبد الله بن طلحة النهدي، عن أبيه، قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فذكر حديثا فحدثنا، قال: فمضينا معه - يعني أبا عبد اللهعليه‌السلام - حتى انتهينا إلى الغري فأتى موضعا فصلى، ثم قال لابنه إسماعيل: « قم فصل عند رأس أبيك الحسينعليه‌السلام . قلت: أليس قد ذهب برأسه إلى الشام؟ قال: بلى ولكن فلانا هو مولانا(٢) سرقه، فجاء به وهو هنا(٣) ».

[١١٩٠٥] ٣ - محمد بن المشهدي في مزاره: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه زار رأس الحسينعليه‌السلام عند رأس أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وصلى عنده أربع ركعات، وهي هذه:

السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن الصديقة الطاهرة سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت على الأذى في جنبه محتسبا حتى أتاك اليقين، وأشهد أن الذين خالفوك وحاربوك، وأن

__________________

(١) كذا في المخطوط، وفي المصدر. أبو السحيف الأرجبي.، والظاهر أن صوابه أبو السخيف - السخين - الأرجني. راجع معجم رجال الحديث ج ٢١ ص ١٦٤.

(٢) في نسخة: مولى لنا، ( منه قدة ).

(٣) في نسخة: فدفنه ها هنا، ( منه قدة ).

٣ - مزار المشهدي ص ٧٤٧، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٢٩٣.

٢٢٦

الذين خذلوك والذين قتلوك ملعونون على لسان النبي الأمي وقد خاب من افترى، لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين، وضاعف عليهم العذاب الأليم، أتيتك يا مولاي يا ابن رسول الله زائرا عارفا بحقك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، مستبصرا بالهدى الذي أنت عليه، عارفا بضلاله من خالفك، فاشفع لي عند ربك

٢٤ -( باب استحباب الشرب من ماء الفرات، والاغتسال فيه، والتبرك به، والتحنيك به)

[١١٩٠٦] ١ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: روى مقاتل، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « إن الله تعالى أنزل من الجنة خمسة أنهار: سيحون وهو نهر الهند، وجيحون وهو نهر بلخ، ودجلة والفرات وهما نهرا العراق، والنيل وهو نهر مصر، أنزلها الله تعالى من عين واحدة، وأجراها في الأرض، وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم، وذلك قوله:( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ) (١) .

[١١٩٠٧] ٢ - البحار، عن كتاب الأقاليم والبلدان والأنهار: للفرات فضائل كثيرة روي أن أربعة أنهار من الجنة: سيحون وجيحون، والنيل، والفرات.

[١١٩٠٨] ٣ - وعن عليعليه‌السلام أنه قال: « يا أهل الكوفة نهركم

__________________

الباب ٢٤

١ - مجمع البيان ج ٤ ص ١٠٢.

(١) المؤمنون ٢٣: ١٨.

٢ - البحار ج ٦٠ ص ٤١ ح ٦.

٣ - البحار ج ٦٠ ص ٤١ ح ٧.

٢٢٧

هذا ينصب إليه ميزابان من الجنة ».

[١١٩٠٩] ٤ - وروي عن جعفر الصادقعليه‌السلام أنه شرب من ماء الفرات، ثم استزاد وحمد الله تعالى، وقال: « ما أعظم بركته! لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا على حافتيه القباب، ما انغمس فيه ذو عاهة إلا برئ ».

وباقي الاخبار يأتي إن شاء الله في كتاب الأشربة.

٢٥ -( باب استحباب زيارة الحسنعليه‌السلام ، خصوصا عشية الجمعة)

[١١٩١٠] ١ - السيد المرتضى في الفصول: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال للحسنعليه‌السلام في حديث له أول مشروح في غير هذا الكتاب: « تزورك(١) طائفة من أمتي يريدون به بري وصلتي، فإذا كان يوم القيامة زرتها في الموقف، وأخذت بأعضادها فأنجيتها من أهواله وشدائده ».

٢٦ -( باب تأكد استحباب زيارة الحسين بن عليعليهما‌السلام ، ووجوبها كفاية)

[١١٩١١] ١ - نوادر علي بن أسباط: عمن رواه، عن أحدهما

__________________

٤ - البحار ج ٦٠ ص ٤١ ح ٨.

الباب ٢٥

١ - الفصول المختار ص ٩٥، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٤٥ ح ٣٧.

(١) في المصدر: تزوركم.

الباب ٢٦

١ - نوادر علي بن إسباط ص ١٢٣.

٢٢٨

عليهما‌السلام - في حديث - أنه قال: « يا زرارة، أنه إذا كان يوم القيامة جلس الحسينعليه‌السلام في ظل العرش، وجمع الله زواره وشيعته ليصيروا من الكرامة والنضرة والبهجة والسرور إلى أمر لا يعلم صفته إلا الله، فيأتيهم رسل أزواجهم من الحور العين من الجنة، فيقولون: إنا رسل أزواجكم إليكم يقلن: إنا قد اشتقناكم وأبطأتم علينا(١) ، فيحملهم ما هم(٢) فيه من السرور والكرامة إلى أن يقولوا لرسلهم: سوف نجيئكم إن شاء الله تعالى ».

[١١٩١٢] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن عبد الله بن فضل بن محمد بن هلال، عن سعيد بن محمد، عن محمد بن سلام الكوفي، عن أحمد بن محمد الواسطي، عن عيسى بن أبي شيبة القاضي، عن نوح بن دراج، عن قدامة بن زائدة، عن أبيه، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، عن عمته زينبعليها‌السلام ، عن أم أيمن، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في حديث طويل: أن جبرئيلعليه‌السلام قالت له بعد ذكر بعض ما جرى على الحسينعليه‌السلام في الطف وأنه يدفن ويجعل له رسم، قال: وتحفه ملائكة من كلّ سماء مائة ألف ملك في كلّ يوم وليلة، ويصلون عليه(١) ، ويسبحون الله عنده، ويستغفرون الله لزواره(٢) ، ويكتبون أسماء من يأتيه زائرا من أمتك متقربا إلى الله تعالى وإليك بذلك، وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم، ويوسمون في وجوههم بميسم نور

__________________

(١) في المصدر: عنا.

(٢) ليس في المصدر.

٢ - كامل الزيارات ص ٢٦٥.

(١) في المصدر زيادة: ويطوفون عليه.

(٢) في المصدر: لمن زاره.

٢٢٩

عرش الله: هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء، فإذا كان يوم القيامة سطح في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الابصار يدل عليهم ويعرفون به، وكأني بك يا محمد بيني وبين ميكائيل وعليعليه‌السلام أمامنا، ومعنا من ملائكة الله ما لا يحصى عدده(٣) ، ونحن نلتقط - من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق، حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده، وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زار قبرك يا محمد، أو قبر أخيك، أو قبر سبطيك لا يريد به غير الله جل وعز.

[١١٩١٣] ٣ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن بكر(١) قال: حججت مع أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - قال فقلت: يا ابن رسول الله لو نبش قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، هل كان يصاب في قبره شئ؟ فقال: « يا ابن بكر(٢) ما أعظم مسألتك، إن الحسين بن عليعليهما‌السلام مع أبيه وأمه وأخيه في منزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومعه، يرزقون ويحبرون، وأنه لعن يمين العرش متعلق به، يقول: يا رب أنجز لي ما وعدتني وانه لينظر إلى زواره فهو أعرف بهم(٣) وأسماء آبائهم، وما في رحالهم من أحدهم بولده » الخبر.

[١١٩١٤] ٤ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن

__________________

(٣) في المصدر: عددهم.

٣ - كامل الزيارات ص ١٠٣.

(١) في المصدر: بكير.

(٢) في المصدر: بكير.

(٣) في المصدر زيادة: وبأسمائهم.

٤ - كامل الزيارات، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٨ ح ٣٠، ومصباح الزائر ص ٧٠.

٢٣٠

ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو في مصلاه، فجلست حتى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربه ويقول:

« يا من خصنا بالكرامة، ووعدنا الشفاعة، وحملنا الرسالة، وجعلنا ورثة الأنبياء، وختم بنا الأمم السالفة وخصنا بالوصية، وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولإخواني، وزوار قبر أبي ( عبد الله )(١) الحسين بن علي ( صلوات الله عليهما )، الذين أنفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم، رغبة في برنا، ورجاء لما عندك في صلتنا، وسرورا أدخلوه على نبيك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظا أدخلوه على عدونا، أرادوا بذلك رضوانك فكافهم عنا بالرضوان، واكلأهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، واصحبهم واكفهم شر كلّ جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك أو شديد، وشر شياطين الإنس والجن، وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم، وما آثرونا على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.

اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم خروجهم، فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافا عليهم، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلب على قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا. وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا.

اللهم إني أستودعك تلك الأنفس، وتلك الأبدان، حتى ترويهم

__________________

(١) أثبتناه من المصباح.

٢٣١

من الحوض يوم العطش ».

فما زال ( صلوات الله عليه ) يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد، فلما انصرف قلت له: جعلت فداك لو أن هذا الذي سمعته منك كان لمن لا يعرف الله لظننت أن النار لا تطعم منه شيئا أبدا، والله لقد تمنيت أني كنت زرته ولم أحج.

فقال لي: « ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته؟ يا معاوية لا تدع ذلك. قلت: جعلت فداك فلم أدر أن الامر يبلغ هذا كله، فقال: « يا معاوية ومن يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض لا تدعه لخوف من أحد، فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان بيده، أما تحب أن تكون ممن يرى الله شخصك، وسوادك فيمن يدعو له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ أما تحب أن تكون غدا ممن تصافحه الملائكة؟ أما تحب أن تكون غدا فيمن يأتي وليس عليه يذنب فيتبع به؟ أما تحب أن تكون غدا فيمن يصافح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ ».

ورواه عن أبيه ومحمد بن عبد الله وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جمعيا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن موسى بن عمر عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب قال: استأذنت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقيل لي: ادخل، فدخلت فوجدته، وساق إلى قوله: لهم في الأرض(٢) .

وعن محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن معاوية، مثله(٣) .

__________________

(٢) كامل الزيارات ص ١١٦ ح ٢.

(٣) نفس المصدر ص ١١٧ ذيل حديث ٢.

٢٣٢

وعن أبيه وجماعة ومشايخه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن عبد الله بن حماد، عن الأصم، عن معاوية، مثله(٤) .

وعن محمد بن الحسيني بن مت، عن محمد بن يحيى الأشعري، عن موسى بن عمر، عن غسان البصري، عن معاوية، مثله(٥) .

وعن محمد بن يعقوب وعلي بن الحسين معا، عن علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابنا، عن إبراهيم بن عقبة، عن معاوية، مثله(٦) .

وعن أبيه وعلي بن الحسين وجماعة مشايخنا، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى معا، عن العمركي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، عن ابن أبي عمير، عن معاوية مثله،(٧) .

[١١٩١٥] ٥ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات، عن قائد الحناط، عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: « من زار قبر الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ».

وعن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، قال: وحدثني

__________________

(٤) نفس المصدر ص ١١٨ ذيل حديث ٣.

(٥) نفس المصدر ص ١١٨ ذيل حديث ٣.

(٦) نفس المصدر ص ١١٨ ذيل حديث ٣.

(٧) نفس المصدر ص ١١٨ ذيل حديث ١١٨.

٥ - بل الصدوق في الأمالي ص ١٢٢ ح وثواب الاعمال ص ١١٠ ح ٤، وقد أخرجه العلامة المجلسي عنهما في البحار ج ١٠١ ص ٢١ ح ١.

٢٣٣

الحميري، عن أبيه، عن علي بن إسماعيل، مثله(١) .

وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن هند الحناط، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله، وزاد بعد قوله بحقه ويأتم به(٢) .

[١١٩١٦] ٦ - وعن أبي العباس، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود سليمان المسترق، عن بعض أصحابنا، عن مثنى الحناط، عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: « من أتى قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام عارفا بحقه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

وعن الحسين بن عامر، عن المعلى، عن المسترق، مثله(١) .

وعن القاسم بن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله(٢) .

وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن قائد، عن أبي الحسن الأولعليه‌السلام ، مثله(٣) .

وعن الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار ( عن صفوان )(٤) ، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله ( عليه

__________________

(١) كامل الزيارات ص ١٣٨.

(٢) كامل الزيارات ص ١٣٩.

٦ - كامل الزيارات ص ١٣٨.

(١) كامل الزيارات ص ١٤٠.

(٢ و ٣) نفس المصدر ص ١٣٩.

(٤) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، أنظر ترجمة صفوان في معجم رجال

٢٣٤

السلام )، مثله(٥) .

وعن أبيه ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين وجماعة، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، ( عن محمد بن إسماعيل )(٦) ، عن صالح بن عقبة، عن يحيى بن علي التميمي(٧) ، عن رجل، عن عبيد الله بن عبد الله وعلي بن الحسين بن عليعليهما‌السلام ، عن أبيهعليه‌السلام ، مثله.

وبهذا الاسناد عن صالح بن عقبة، عن يحيى بن علي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله(٨) .

وعن محمد بن جعفر، عن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله(٩) .

[١١٩١٧] ٧ - وعن أبي العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن الحسين بن كثير، عن هارون بن خارجة قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :

__________________

الحديث ج ٩ ص ١٠٨ و ١٠٩ و ١٣١ و ١٣٣.

(٥) نفس المصدر ص ١٤٠.

(٦) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، أنظر معجم رجال الحديث ج ١٥ ص ١٠٠.

(٧) في المخطوط والطبعة الحجرية. القمي. وهو سهو، والصحيح ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٦٧.

(٨) نفس المصدر ص ١٣٩.

(٩) نفس المصدر ص ١٣٩ - ١٤٠.

٧ - كامل الزيارات ص ١٣٨.

٢٣٥

إنهم يروون أن من زار قبر(١) الحسينعليه‌السلام كانت له حجة وعمرة، قال: « والله من زاره عارفا بحقه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ».

وعن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد، عن محمد بن الحسين، مثله(٢) .

[١١٩١٨] ٨ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي، قال: قال أبو الحسن موسىعليه‌السلام : « أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد اللهعليه‌السلام بشط فرات، إذا عرف حقه وحرمته وولايته، أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ».

[١١٩١٩] ٩ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن الحسن بن علي، عن أحمد بن عائذ، عن أبي يعقوب الابزاري، عن قائد، عن عبد صالحعليه‌السلام قال: دخلت عليه فقلت له: جعلت فداك إن الحسينعليه‌السلام قد زاره الناس من يعرف هذا الامر ومن ينكره، وركبت إليه النساء، ووقع حال الشهرة، وقد انقبضت منه لما رأيت من الشهرة، قال: فمكث مليا لا يجيبني، ثم أقبل علي فقال: « يا عراقي إن شهروا أنفسهم فلا تشهر أنت نفسك، فوالله ما أتى الحسينعليه‌السلام آت عارفا بحقه، إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ».

__________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) نفس المصدر ص ١٣٨.

٨ - كامل الزيارات ص ١٣٨.

٩ - كامل الزيارات ص ١٤٠.

٢٣٦

[١١٩٢٠] ١٠ - وعن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن بعض رجاله، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن زائر الحسين ( صلوات الله عليه )، جعل ذنوبه جسرا على باب داره ثم عبرها، كما يخلف أحدكم الجسر وراءه ( إذا عبر )(١) ».

[١١٩٢١] ١١ - وعن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن أورمة، عن زكريا المؤمن، عن الكاهلي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من أراد أن يكون في كرامة الله يوم القيامة، وفي شفاعة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فليكن للحسينعليه‌السلام زائرا، ينال من الله ( أفضل الكرامة )(١) وحسن الثواب، ولا يسأله عن ذنب عمله في حياة الدنيا، ولو كانت ذنوبه عد رمل عالج وجبال تهامة وزبد البحر، إن الحسين بن عليعليهما‌السلام قتل مظلوما مضطهدا نفسه، وعطشانا هو وأهل بيته وأصحابه ».

[١١٩٢٢] ١٢ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن وضاح، عن عبد الله بن شعيب التميمي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « ينادي مناد يوم القيامة: أين شيعة آل محمدعليهم‌السلام ؟ فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم إلا الله،

__________________

١٠ - كامل الزيارات ص ١٥٢.

(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

١١ - كامل الزيارات ص ١٥٣.

(١) في المصدر: الفضل والكرامة.

١٢ - كامل الزيارات ص ١٦٦.

٢٣٧

فيقومون ناحية من الناس، ثم ينادي: مناد: أين زوار قبر الحسينعليه‌السلام ؟ فيقوم أناس كثير، فيقال لهم: خذوا بيد من أحببتم وانطلقوا بهم إلى الجنة، فيأخذ من أحب، حتى أن الرجل من الناس يقول لرجل: يا فلان أما تعرفني أنا الذي قمت لك يوم كذا وكذا؟ فيدخله الجنة لا يدفع ولا يمنع ».

[١١٩٢٣] ١٣ - وعن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن أورمة، عن أبي عبد الله المؤمن، عن عبد الله بن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: « إن لله في كلّ يوم وليلة مائة ألف لحظه إلى الأرض، يغفر لمن يشاء منه، ويعذب من يشاء منه، ويغفر لزائري قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام خاصة، ولأهل بيتهم، ولمن يشفع له يوم القيامة كائنا من كان، ( قال: قلت )(١) : وإن كان رجلا قد استوجب النار؟ قال: وإن كان، ما لم يكن ناصبا.

[١١٩٢٤] ١٤ - وعن جعفر بن محمد بن إبراهيم الموسوي، عن عبد الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن سلمة صاحب السابري، عن أبي الصباح الكناني قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إن إلى جانبكم قبرا ما أتاه مكروب إلا نفس الله كربته، وقضى حاجته، وإن عنده لأربعة آلاف ملك منذ قبض، شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره شيعوه إلى مأمنه، ومن مرض عادوه، ومن مات اتبعوا جنازته ».

__________________

١٣ - كامل الزيارات ص ١٦٦ باختلاف يسير.

(١) ما بين القوسين استظهار من المصنف. قده.

١٤ - كامل الزيارات ص ١٦٧.

٢٣٨

[١١٩٢٥] ١٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو الزيات، عن كرام، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته وهو يقول: « إن الحسينعليه‌السلام قتل مكروبا، وحقيق على الله يأن لا يأتيه مكروب إلا رده الله مسرورا ».

[١١٩٢٦] ١٦ - حدثني أبي وجماعة مشايخي(١) ومحمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس، عن العمركي بن علي البوفكي، عن يحيى وكان في خدمة أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن بظهر الكوفة لقبرا ما أتاه مكروب قط إلا فرج الله كربته، يعني قبر الحسينعليه‌السلام ».

[١١٩٢٧] ١٧ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « إن الحسينعليه‌السلام صاحب كربلا قتل مظلوما مكروبا عطشانا لهفانا، فآلى الله عز وجل على نفسه أن لا يأتيه لهفان، ولا مكروب، ولا مذنب، ولا مغموم، ولا عطشان، ولا من به عاهة، ثم دعا عنده وتقرب بالحسين بن عليعليهما‌السلام إلى الله عز وجل إلا نفس الله كربته، وأعطاه مسألته، وغفر ذنبه(١) ، ومد في عمره، وبسط في رزقه، فاعتبروا يا أولي الابصار ».

__________________

١٥ - كامل الزيارات ص ١٦٧.

١٦ - كامل الزيارات ص ١٦٨.

(١) في المخطوط: وعن جماعة من مشايخي أبيه وما أثبتناه من المصدر.

١٧ - كامل الزيارات ص ١٦٨.

(١) في نسخة. ذنوبه. - ( منه قده ).

٢٣٩

[١١٩٢٨] ١٨ - وعن أبي العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن الوليد بن حسان، عن ابن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : دعاني الشوق إليك إن تجشمت إليك على مشقة، فقال لي: « لا تشك ربك، فهلا أتيت من كان أعظم حقا عليك مني!. فكان من قوله: فهلا أتيت من كان أعظم حقا عليك مني إنه أشد علي من قوله: لا تشك ربك، قلت: ومن أعظم علي حقا منك؟! قال: « الحسين بن عليعليهما‌السلام ، ألا أتيت الحسينعليه‌السلام (١) فدعوت الله عنده، وشكوت إليه حوائجك ».

[١١٩٢٩] ١٩ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن هلال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: جعلت فداك، ما أدنى ما لزائر قبر الحسينعليه‌السلام ؟ فقال لي: « يا عبد الله إن أدني ما يكون له أن يحفظه الله في نفسه وماله(١) حتى يرده إلى أهله، فإذا كان يوم القيامة كان الله أحفظ(٢) له ».

[١١٩٣٠] ٢٠ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد وعلي بن الحسين جمعيا، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي ابن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « وكل الله تبارك وتعالى بالحسين

__________________

١٨ - كامل الزيارات ص ١٦٨.

(١) في نسخة. الحائر. - ( منه قده ).

١٩ - كامل الزيارات ص ١٣٣.

(١) في المصدر: وأهله.

(٢) في نسخة. الحافظ. - ( منه قده ).

٢٠ - كامل الزيارات ص ١١٩، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٤ ح ٩.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487