موسوعة عبد الله بن عبّاس الجزء ٧

موسوعة عبد الله بن عبّاس3%

موسوعة عبد الله بن عبّاس مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 520

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 520 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 67861 / تحميل: 4829
الحجم الحجم الحجم
موسوعة عبد الله بن عبّاس

موسوعة عبد الله بن عبّاس الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

وهذا ما رواه الطبرسي أيضاً من قبل في « مجمع البيان » ، وقال : « قد رواه الأستاذ أحمد الزاهد بإسناده عن عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن ابن عباس ـ في كتاب « الإيضاح » ـ وزاد فيه ثم يزيد الله فيها ما يشاء بالمدينة »(١) .

فمن قوله هذا عرفنا وجه اختياره النهج التاريخي في ترتيب السور حسب تاريخ النزول ، وهو نهج ابن عمه الذي هو الحق ، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : « علي مع الحق والحق مع عليّ » ، ومن اقتدى بعليّ فقد اهتدى ، كما قال الرازي في تفسيره.

أمّا النهج الآخر الذي كتب عليه المصحف الإمام ، فقد رتّب السور على تقديم المئين ، وهي السور الطوال ، ثم المثاني ، ثم المفصل ، وهكذا إلى الآخر كما هو اليوم وعليه القراءة.

يبقى علينا أن نلّم بترتيب السور في مصحف ابن عباس حسب روايته لغرض الإطلاع فقط ، وهذا هو الذي رواه الطبرسي في « مجمع البيان »(٢) ، نقلاً عن أحمد الزاهد في كتاب « الإيضاح » بإسناده عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال :

« أوّل ما أنزل بمكة :( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) (٣) ، ثم( نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) (٤) ، ثم( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ) (٥) ، ثم( الْمُدَّثِّرُ ) (٦) ، ثم( تَبَّتْ ) (٧) ، ثم

____________

(١) مجمع البيان ١٠ / ٢١١.

(٢) مجمع البيان ١٠ / (٢٠٩) ـ ٢١٠.

(٣) العلق / ١.

(٤) القلم / ١.

(٥) المزمل / ١.

(٦) المدثر / ١.

(٧) المسد / ١.

٣٨١

( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) (١) ، ثم( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) (٢) ، ثم( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ) (٣) ، ثم( وَالْفَجْرِ ) (٤) ، ثم( وَالضُّحَى ) (٥) ، ثم( أَلَمْ نَشْرَحْ ) (٦) ، ثم( وَالْعَصْرِ ) (٧) ، ثم( وَالْعَادِيَاتِ ) (٨) ، ثم( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) (٩) ، ثم( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) (١٠) ، ثم( أَرَأَيْتَ ) (١١) ، ثم( الْكَافِرُونَ ) (١٢) ، ثم( أَلَمْ تَرَ ) (١٣) ، ثم «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) (١٤) ، ثم( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) (١٥) ، ثم( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) (١٦) ، ثم( وَالنَّجْمِ ) (١٧) ، ثم( عَبَسَ ) (١٨) ، ثم( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ) (١٩) ، ثم

____________

(١) التكوير / ١.

(٢) الأعلى / ١.

(٣) الليل / ١.

(٤) الفجر / ١.

(٥) الضحى / ١.

(٦) الشرح / ١.

(٧) العصر / ١.

(٨) العاديات / ١.

(٩) الكوثر / ١.

(١٠) التكاثر / ١.

(١١) الماعون / ١.

(١٢) الكافرون / ١.

(١٣) الفيل / ١.

(١٤) الفلق / ١.

(١٥) الناس / ١.

(١٦) الإخلاص / ١.

(١٧) النجم / ١.

(١٨) المدثر / ٢٢.

(١٩) القدر / ١.

٣٨٢

( وَالشَّمْسِ ) (١) ، ثم( الْبُرُوجِ ) (٢) ، ثم( وَالتِّينِ ) (٣) ، ثم( لإِيلافِ ) (٤) ، ثم( الْقَارِعَةُ ) (٥) ، ثم( الْقِيَامَةِ ) (٦) ، ثم( الهُمزة ) ، ثم( والمرسلات ) (٧) ، ثم( ق * وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) (٨) ، ثم( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ ) (٩) ، ثم( الطَّارِقُ ) ، ثم( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ) (١٠) ، ثم( صّ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ) (١١) ، ثم( الأَعْرَافِ ) ، ثم( قل أوحي ) (١٢) ، ثم( يس ) ، ثم( الْفُرْقَانَ ) ، ثم( كهيعص ) (١٣) ، ثم( طه ) ، ثم( الْوَاقِعَةُ ) ، ثم( النَّمْلِ ) ، ثم( الْقَصَصَ ) ، ثم( بني إسرائيل ) ، ثم( يُونُسَ ) ، ثم( هُودُ ) ، ثم( يُوسُفُ ) ، ثم : «الْحِجرَ ) (١٤) ، ثم( الأَنْعَامِ ) ، ثم( الصافات ) ، ثم( لُقْمَانَ ) ، ثم( الْقَمَرُ ) ، ثم( سَبَأٍ ) ، ثم( الزمر ) ، ثم

____________

(١) الشمس / ١.

(٢) البروج / ١.

(٣) التين / ١.

(٤) قريش / ١.

(٥) القارعة / ١.

(٦) القيامة / ١.

(٧) المرسلات / ١.

(٨) قّ / ١.

(٩) البلد / ١.

(١٠) القمر / ١.

(١١) صّ / ١.

(١٢) الجن / ١.

(١٣) مريم / ١.

(١٤) الفجر / ٥.

٣٨٣

( السجدة ) ، ثم( حمعسق ) ، ثم( الزخرف ) ، ثم( الدخان ) ، ثم( الجاثية ) ، ثم( الأحقاف ) ، ثم( الذاريات ) ، ثم( الغاشية ) ، ثم( الْكَهْفِ ) ، ثم( النَّحْلِ ) ، ثم( نوح ) ، ثم( إبراهيم ) ، ثم( الأَنْبِيَاءَ ) ، ثم( الم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ ) (١) ، ثم( الطُّورَ ) ، ثم( الملك ) ، ثم( الحاقة ) ، ثم( المعارج ) ، ثم( عَمَّ يَتَسَاءلُونَ ) (٢) ، ثم( النازعات ) ، ثم( أنفطرت ) (٣) ، ثم( أنشقت ) (٤) ، ثم( الروم ) ، ثم( العنكبوت ) ، ثم( المطففين ) . فهذه أنزلت بمكة وهي خمس وثمانون سورة (٥).

ثم أنزلت بالمدينة :( البقرة ) ، ثم سورة( الأنفال ) ، ثم سورة( آل عمران ) ، ثم سورة( الأحزاب ) ، ثم سورة( الممتحنة ) ، ثم سورة( النساء ) ، ثم سورة( إذا زلزلت ) (٦) ، ثم سورة( الحديد ) ، ثم سورة( محمد ) صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم سورة( الرعد ) ، ثم سورة( الرحمن ) ، ثم( هل أتى ) ، ثم( الطلاق ) ، ثم( لم يكن ) ، ثم( الحشر ) ، ثم( إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) (٧) ، ثم( النور ) ، ثم( الحج ) ، ثم

____________

(١) السجدة / (١) ـ ٢.

(٢) النبأ / ١.

(٣) الإنفطار / ١.

(٤) الإنشقاق / ١.

(٥) هكذا ورد الرقم ، ولدى الحساب كان ستاً وثمانين سورة ، ولعل ذلك لعدم عدّ سورة الإيلاف سورة بمفردها إذ لا تجزي قراءتها وحدها في الصلاة ، بل لابد من ضم : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ ( ( الفيل / ١ ) إليها ، فإنهما كما عن أحدهما ( عليهما السلام ) واحدة. مجمع البيان ١٠ / ٤٤٩.

(٦) الزلزلة / ١.

(٧) النصر / ١.

٣٨٤

( المنافقون ) ، ثم( المجادلة ) ، ثم( الحجرات ) ، ثم( التحريم ) ، ثم( الجمعة ) ، ثم( التغابن ) ، ثم سورة( الصفا ) ، ثم سورة( الفتح ) ، ثم سورة( المائدة ) ، ثم سورة( التوبة ) ، فهذه ثمان وعشرون سورة ».

قال الطبرسي : وقد رواه الأستاذ أحمد الزاهد بإسناده عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس في كتاب الإيضاح وزاد فيه : « وكانت إذا أنزلت فاتحة سورة بمكة ، كتب بمكة ، ثم يزيد الله فيها ما يشاء في بالمدينة.

وقد روى العاصمي في « زين الفتى في شرح سورة هل أتى » نقلاً عن ابن عباس ذكر سور القرآن بنحو ما مرّ مع تفاوت(١) .

وقد ذكر عبد المتعال الصعيدي في كتابه « النظم الفني في القرآن ترتيب مصحف ابن عباس » ، فقال :

« وهذا ترتيب مصحف عبد الله بن عباس رضي الله عنه على ما جاء في كتاب سعد السعود لابن طاووس ، وقد نقله عن محمد بن عبد الكريم الشهرستاني في مقدمة تفسيره « مفاتيح الأسرار ومصابيح الأنوار » :

(١) ( العلق ) ،(٢) ( القلم ) ،(٣) ( الضحى ) ،(٤) ( المزمّل ) ،(٥) ( المدثر ) ،(٦) ( الفاتحة ) ،(٧) ( المسد ) ،(٨) ( التكوير ) ،(٩) ( الأعلى ) ،(١٠) ( الليل ) ، (١١)( الفجر ) ، (١٢)( الشرح ) ، (١٣)( الرحمن ) ، (١٤)( العصر ) ، (١٥)( الكوثر ) ، (١٦)( التكاثر ) ، (١٧)( الماعون ) ، (١٨)( الفيل ) ، (١٩)( الكافرون ) ، (٢٠)( الإخلاص ) ، (٢١)( النجم ) ، (٢٢)( عبس ) ، (٢٣)

____________

(١) راجع العسل المصفى في تهذيب زين الفتى ١ / (٣٧) ـ ٤٠ ، تحقيق المحمودي ،

٣٨٥

( القدر ) ، (٢٤)( الشمس ) ، (٢٥)( البروج ) ، (٢٦)( التين ) ، (٢٧)( قريش ) ، (٢٨)( القارعة ) ، (٢٩)( القيامة ) ، (٣٠)( الهُمزة ) ، (٣١)( المرسلات ) ، (٣٢)( ق ) ، (٣٣)( البلد ) ، (٣٤)( الطارق ) ، (٣٥)( القمر ) ، (٣٦)( ص ) ، (٣٧)( الأعراف ) ، (٣٨)( الجن ) ، (٣٩)( يس ) ، (٤٠)( الفرقان ) ، (٤١)( فاطر ) ، (٤٢)( مريم ) ، (٤٣)( طه ) ، (٤٤)( الشعراء ) ، (٤٥)( النمل ) ، (٤٦)( القصص ) ، (٤٧)( الأسراء ) ، (٤٨)( يونس ) ، (٤٩)( هود ) ، (٥٠)( يوسف ) ، (٥١)( الحجر ) ، (٥٢)( الإنعام ) ، (٥٣)( الصافات ) ، (٥٤)( لقمان ) ، (٥٥)( سبأ ) ، (٥٦)( الزمر ) ، (٥٧)( غافر ) ، (٥٨)( فصلت ) ، (٥٩)( الشورى ) ، (٦٠)( الزخرف ) ، (٦١)( الدخان ) ، (٦٢)( الجاثية ) ، (٦٣)( الأحقاف ) ، (٦٤)( الذاريات ) ، (٦٥)( الغاشية ) ، (٦٦)( الكهف ) ، (٦٧)( النحل ) ، (٦٨)( نوح ) ، (٦٩)( إبراهيم ) ، (٧٠)( الأنبياء ) ، (٧١)( المؤمنون ) ، (٧٢)( الرعد ) ، (٧٣)( الطور ) ، (٧٤)( الملك ) ، (٧٥)( الحاقة ) ، (٧٦)( المعارج ) ، (٧٧)( النبأ ) ، (٧٨)( النازعات ) ، (٧٩)( الإنفطار ) ، (٨٠)( الإنشقاق ) ، (٨١)( الروم ) ، (٨٢)( العنكبوت ) ، (٨٣)( المطففين ) ، (٨٤)( البقرة ) ، (٨٥)( الأنفال ) ، (٨٦)( آل عمران ) ، (٨٧)( الحشر ) ، (٨٨)( الأحزاب ) ، (٨٩)( النور ) ، (٩٠)( الممتحنة ) ، (٩١)( الفتح ) ، (٩٢)( النساء ) ، (٩٣)( الزلزلة ) ، (٩٤)( الحج ) ، (٩٥)( الحديد ) ، (٩٦)( محمد ) ، (٩٧)( الإنسان ) ، (٩٨)( الطلاق ) ، (٩٩)( البينّة ) ، (١٠٠)( الجمعة ) ، (١٠١)( السجدة ) ، (١٠٢)( المنافقون ) ، (١٠٣)( المجادلة ) ، (١٠٤)( الحجرات ) ، (١٠٥)( التحريم ) ، (١٠٦)( التغابن ) ،

٣٨٦

(١٠٧)( الصف ) ، (١٠٨)( المائدة ) ، (١٠٩)( التوبة ) ، (١١٠)( النصر ) ، (١١١)( الواقعة ) ، (١١٢)( العاديات ) ، (١١٣)( الفلق ) ، (١١٤)( الناس )

قال الصعيدي : « وهذا الترتيب أقرب إلى أن يكون ترتيب مصحف عليّ رضي الله عنه من الترتيب السابق ، لأنّ ابن عباس كان تلميذاً له ، وقد روعي في هذا الترتيب تاريخ النزول ، وهو الذي نقل أنّ عليّاً راعاه في ترتيب ، وهو ترتيب يوافق ترتيب مصحف عثمان في عدد السور وإن خالفه في مراعاة تاريخ النزول »(١) .

وقال : « لا فرق يذكر بين ترتيب مصحف عثمان وترتيب مصحف ابن عباس إلاّ في سور الرحمن والرعد والواقعة والعاديات والفلق والناس ، فبعضها مكي أو مدني في مصحف عثمان ، وهو بخلافه في مصحف ابن عباس »(٢) .

أقول : إنّ ما نقله الأستاذ الصعيدي عن كتاب « سعد السعود » ، لم أجده في النسخة المطبوعة أوّلاً بالمطعبة الحيدرية ، ولا في الطبعة المحققة بتحقيق المرحوم فارس تبريزيان « الحسون » ، مع العلم أنّ المطبوع هو الجزء الأوّل فقط.

وحيث لم يذكر الصعيدي شيئاً عن النسخة التي أخذ منها ، هل هي مطبوعة أو مخطوطة ، وأحسب أنّها كانت مخطوط وهي أكمل من

____________

(١) النظم الفني في القرآن / ٢١ ط النموذجية بمصر.

(٢) نفس المصدر / ٢٧.

٣٨٧

المطبوع ، أو أنّ ما نقله هو في الجزء الثاني من كتاب « سعد السعود » الذي لم يقف عليه الناشران سابقاً.

لفت نظر

من اللافت للنظر عدم ذكر سورة الفاتحة لا في المكي ولا في المدني! مع أنّها قرآن لا شك فيه ، وأنّها الأولى من السور المكية ، بدلالة أنّ فاتحة الكتاب هي السبع المثاني ، وقد ورد ذكرها في سورة الحجر ، وإنّها نزلت قبل ذلك ، فقال تعالى :( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) (١) ، وسورة الحجر مكية بلا خلاف ، فلابد أن تكون السبع المثاني وهي سورة الفاتحة مكية أيضاً.

ثم إنّ الصلاة شرّعت بمكة ، وهذا معلوم لدى المسلمين كافّة ، كما من المعلوم عندهم « أن لا صلاة إلاّ بفاتحة الكتاب » كما في الحديث الشريف المتفق على روايته عند المسلمين ، وحسب الباحث مراجعة « وسائل الشيعة » للحر العاملي من موسوعات الحديث الشيعي ، ويراجع موسوعة « أطراف الحديث النبوي »(٢) ، وفيها ذكر مصادر الحديث السني نقلاً عن « إتحاف المهرة » ، و « فتح الباري » ، ومسند أبي عوانة ، و « حلية الفقهاء » ، و « نصب الراية » ، وغيرها.

____________

(١) النصر / ١.

(٢) أطراف الحديث النبوي ٧ / ٢٥٦.

٣٨٨

ويؤكد وجودها في مصحف ابن عباس ما ذكره صاحب « مجمع البيان » في أوّل سورة الفاتحة ، فقال : « مكية عن ابن عباس » ويزيدنا إيماناً بسهو الراوي عن ذكرها. أنّها أوّل ما نزل بمكة فيما رواه الطبرسي في « مجمع البيان » نقلاً عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام(١) ، فهل يعقل أنّ ابن عباس لم يذكرها لأنّه لا يراها مكية ، بل ولم يرد ذكرها في المدني أيضاً ، وما ذلك إلاّ لمفروغية عن كونها سورة مكية.

المسألة الثانية : ماذا عن ابن عباس في القراءة على سبعة أحرف؟

لقد روى البخاري ومسلم والطبري بأسانيدهم : عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف »(٢) .

وقد استعرض سيدنا الأستاذ الإمام الخوئي قدس سره جملة الروايات في هذا الشأن في كتابه « البيان » ، فذكر منها إحدى عشرة رواية ، وقال : « هذه أهم الروايات التي رويت في هذا المعنى ، وكلّها من طرق أهل السنة ، وهي مخالفة لصحيحة زرارة عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « إنّ القرآن واحد نزل من عند واحد ، ولكن الإختلاف يجي من قبل الرواة »(٣) .

____________

(١) مجمع البيان ١٠ / ٢١٢.

(٢) صحيح البخاري ٦ / ١٠٠ ، صحيح مسلم ٢ / ٢٠٢ ، جامع البيان للطبري ١ / ٢٨.

(٣) أصول الكافي / كتاب فضل القرآن / باب النوادر / الرواية١٢.

٣٨٩

وقد سأل الفضيل بن يسار أبا عبد الله عليه السلام ، فقال : إنّ الناس يقولون : إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام : « كذبوا أعداء الله ، ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد »(١) ».

ثم بيّن قدس سره بطلان تلك الروايات ، فقال : « ولقد تقدم إجمالاً أنّ المرجع بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في أمور الدين إنّما هو كتاب الله وأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، وسيأتي توضيحه مفصلاً بعد ذلك إن شاء الله تعالى ، ولا قيمة للروايات إذا كانت مخالفة لما يصح عنهم ، ولذلك لا يهمنا أن نتكلم عن أسانيد هذه الروايات ، وهذا أوّل شيء تسقط به الرواية عن الإعتبار والحجية ، ويضاف إلى ذلك ما بين هذه الروايات من التخالف والتناقض ، وما في بعضها من عدم التناسب بين السؤال والجواب ».

ثم ذكر قدس سره تهافت الروايات ، ثم تعرض لمناقشتها وبيان فسادها بما لا مزيد عليه(٢) .

ونحن نتعرض لسند رواية البخاري ومسلم والطبري عن ابن عباس ، فنقول :

لقد رواه البخاري : عن سعيد بن عفير ، عن الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس(٣) .

____________

(١) نفس المصدر / الرواية١٣.

(٢) البيان في تفسير القرآن / (١٧٧) ـ ٢٠٠.

(٣) صحيح البخاري ٦ / ١٠٠.

٣٩٠

ورواه مسلم : عن حرملة بن يحيى ، عن ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله(١)

ورواه الطبري : عن يونس بن عبد الله ، عن ابن وهب ، عن يونس(٢)

ورواه عن أبي كريب ، عن رشدين بن سعد ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب(٣)

ولمّا كان مدار الأسانيد جميعاً على ابن شهاب ـ وهذا هو الزهري ـ فحسبنا تعريف القارئ به تعريفاً يجوز معه قنطرة البخاري فمن بعده.

فنقول : كان مع بني مروان ، يضلع معهم في ركابهم ، حتى قيل أنّه صاحب الشرط لبعضهم كما ذكر ابن حبان في كتابه « الثقات » عن خارجة يقول : « قدمت على الزهري وهو صاحب شرط لبعض بني مروان ، قال : فرأيته يركب وفي يده حربة وبين يديه الناس بأيديهم كافركوبات ، فقلت : قبّح الله ذا من عالم فانصرفت فلم أسمع منه »(٤) .

وقد فسّقته أخته على ذلك ، فقد ذكر ابن عساكر في « تاريخ دمشق » بسنده عن جعفر بن إبراهيم الجعفري ، قال : « كنت عند الزهري أسمع ، فإذا عجوز قد وقفت عليه فقالت : يا جعفري لا تكتب عنه ، فإنّه مال إلى

____________

(١) صحيح مسلم ٢ / ٢٠٢.

(٢) جامع البيان للطبري ١ / ٢٨.

(٣) نفس المصدر.

(٤) الثقات ٨ / ٥. وأنظر هامش ص ٣١٧ج٢ من كتاب عليّ إمام البررة نقلاً عن جامع فهارس الثقات صنعة حسين إبراهيم زهران ص١٢٢ ط مؤسسة الكتاب الثقافية.

٣٩١

بني أمية وأخذ جوائزهم ، فقلت : من هذه؟ قال : أختي رقيّة خرفت ، قالت : بل خرفت أنت ، كتمت فضائل آل محمد » (١).

وزاد على ذلك وصف الشافعي والدارقطني له بالتدليس ، وعدّه ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلّسين(٢) . وهذا عيب على عيب!

فتبّين سقوط هذه الرواية عن ابن عباس في القراءة على سبعة أحرف ، إذ لم تصح سنداً.

ويبقى علينا أن نبحث ما إذا كانت هناك قراءات خاصة في مصحف ابن عباس ، فنقول :

لقد أخرج ابن أبي داوود في كتاب « المصاحف » ، باب إختلاف مصاحف الصحابة ، ذكر مصحف عبد الله بن عباس رضي الله عنه وذكر عدّة روايات فيها قراءات تخالف المصحف الإمام المتداول بين المسلمين ، والمتلقى بالقبول بالتواتر(٣) ، وكلّ ما ذكره ابن أبي داوود عن مخالفة مصحف ابن عباس رضي الله عنه إنّما هي أخبار آحاد لا تثبت علماً ولا عملاً ، وإنّي إنّما أذكرها لئلا يظن ظان إنّي في غفلة عنها ، فسأذكرها لمناقشتها ، ولئلا يغتر مغتر بوجودها في كتاب « المصاحف » لابن أبي داوود ، وفي غيره من بعض كتب التفسير ، كتفسير الطبري الذي هو أجمع التفاسير لما ورد عن ابن عباس.

____________

(١) تاريخ دمشق / ترجمة الإمام ٢ / ٦٥.

(٢) طبقات المدلسين لابن حجر / ٢٧ ط المحمودي بمصر.

(٣) المصاحف / باب إختلاف مصاحف الصحابة / (٧٣) ـ ٧٨.

٣٩٢

وليس معنى هذا إنّ كلّ ما رواه الطبري عن ابن عباس كان صحيحاً ومقبولاً! كيف وهو نفسه روى في تفسيره بسنده عن أبي حمزة ، قال : « قال ابن عباس : لا تقولوا :( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ) (١) ، فإنّه ليس لله مثل ، ولكن قولوا : فإن آمنوا بالذي آمنتم به فقد اهتدوا ، أو قال : فإن آمنوا بما آمنتم به ».

لقد روى الطبري هذا ولم يرضه ، فقال : « قراءة جاءت مصاحف المسلمين بخلافها ، وأجمع قراء القرآن على تركها ». ثم قال : « فكان ابن عباس في هذه الرواية إن كانت صحيحة عنه ، يوجّه تأويل قراءة من قرأ :( فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ ) (٢) ، وبمثل ما أنزل على إبراهيم وإسماعيل ، وذلك إذا صرف إلى هذا الوجه شرك لا شك بالله العظيم ، لأنّه لا مثل الله تعالى ذكره ، فنؤمن أو نكفر به ، ولكن تأويل ذلك على غير المعنى الذي وجّه إليه تأويله ، وإنّما معناه ما وصفناه ، وهو : فإن صدّقوا مثل تصديقكم بما صدقتم به من جميع ما عددنا عليكم من كتب الله وأنبيائه ، فقد أهتدوا »(٣) .

أقول : من الغريب أن يخفى على الطبري تفاهة ما روى! فيعنّي نفسه بتوجيه ما روى عن ابن عباس ، بعد أن يكون ابن عباس وهو ترجمان القرآن لا يدري أنّ الله سبحانه وتعالى ضرب الأمثال لنفسه

____________

(١) البقرة / ١٣٧.

(٢) البقرة / ١٣٧.

(٣) جامع البيان ١ / ٥٦٩.

٣٩٣

ولغيره في القرآن ، فقال :( وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (١) ، فهل يعقل أنّ ابن عباس لا يعرف معنى الآية المذكورة! أو يجهل قوله تعالى :( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) (٢) ، وقوله :( فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (٣) ، أو قوله :( وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (٤) ، أفهل يعقل هذا؟!

إنّها روايات ساقطة ، لأنّها تخالف القرآن الذي تمّ جمعه على عهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو نفسه قد جمع المحكم على عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وأخذ تفسير القرآن من ابن عمه أمير المؤمنين عليه السلام(٥) .

والآن إلى ما هو أشدّ غرابة!! وهو ما رواه ابن أبي داوود في كتاب « المصاحف » ، فأقرأ ولا تعبأ بما جاء عنده ، فهو رجل كذّاب ، كما سيأتي بشهادة أبيه صاحب السنن التي هي أحدى الصحاح الستة ، ولولا خشية إنخداع بعض الباحثين من المحدثين تبعاً للمستشرقين بما كتب هذا الرجل لما توقفت عند ذكر كتابه ، ولكن البلية أنّ اجترار بعض المستغربين لما يلوكه المستعربون هو الذي فرض عليَّ ذلك ، إذ جعلوه حجة وكتابه مصدراً موثوقاً به )؟! ».

____________

(١) الحشر / ٢١.

(٢) الشورى / ١١.

(٣) النحل / ٧٤.

(٤) النحل / ٦٠.

(٥) أنظر مقدمتان في علوم القرآن / ٢٦٤.

٣٩٤

مصحف عبد الله بن عباس رضي الله عنه برواية ابن أبي داوود

« حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا يحيى ، عن عبد الملك ، عن عطاء ، عن ابن عباس : أنّه قرأ « س٢آ١٥٨ » ،( فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ) (١) .

حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو عبد الرحمن الأذري ، حدثنا هشيم ، عن عبد الملك ، عن عطاء ، عن ابن عباس : أنّه كان يقرأ :( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ ـ لا ـيَطَّوَّفَ بِهِمَا ) (٢) .

حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن معمر ، حدثنا أبو عامر الخزاز ، عن ابن مليكة ، عن ابن عباس : أنّه كانت :( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ ـ لا ـيَطَّوَّفَ بِهِمَا ) (٣) .

حدثنا عبد الله قال حدثنا الدرهمي(٤) حدثنا معتمر قال سمعت أبا عامر بهذا ، حدثنا أسيد بن عاصم حدثنا الحسين حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه أنّه كان يقرأ :( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ

____________

(١) البقرة / ١٥٨.

(٢) البقرة / ١٥٨.

(٣) لا يطوف ، وفي مصاحفنا ( يطوف ) من غير لا.

(٤) الدرهمي : يعني علي بن الحسين.

٣٩٥

أَنْ ـلا ـيَطَّوَّفَ بِهِمَا ) .

حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن سوار ، حدثنا عبدة ، عن عبد الملك ، عن عطاء ، عن ابن عباس : أنّه كان يقرأ هذا الحرف :( أَنْ ـ لا ـيَطَّوَّفَ بِهِمَا ) ، قال ابن أبي داود : يعني في حجته.

حدثنا عبد الله ، حدثنا أبو عبد الرحمن الأذرمي ، قال : حدثنا هشيم ، عن حجاج ، عن عطاء ، عن ابن عباس : أنّه كان يقرأ « س٢آ١٩٨ » :( لاَ جُنَاحَ عَليْكُمْ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً منْ رَبِّكُمْ ـ فِي مَوَاسِمِ الْحْجِّ ـ) (١) »(٢) .

حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن أبي فديك ، قال : أخبرني ابن أبي ذئب(٣) ، عن عبيد بن عمير ، عن عبد الله بن عباس ، قال : أنزل الله عزوجل :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ـ في مَوَاسِم الَحْجِّ ـ) ، قال ابن أبي ذئب : فحدثني عبيد أنّه كان يقرأها في المصحف.

قال ابن أبي داود : ليس هو عبيد بن عمير الليثي ، هذا هو عبيد بن عمير مولى أم الفضل ، ويقال : مولى ابن عباس.

حدثنا عبد الله ، حدثنا علي بن خشرم ، قال : أخبرنا عيسى ، عن ابن جريج ، قال : قال عمرو بن دينار : قال ابن عباس : نزلت :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ـ في مَوَاسِم الَحْجِّ ـ) .

حدثنا عبد الله ، قال : حدثنا محمود بن آدم المروزي ، قال : حدثنا بشر ـ يعني ابن السرى ـ قال : حدثنا طلحة ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال :( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ـ في مَوَاسِم الحج ـ) .

____________

(١) البقرة / ١٩٨.

(٢) في مواسم الحج : غير موجودة في مصاحفنا فزادها عبد الله بن مسعود ( أنظر ص٥٤ ) وابن عباس.

(٣) ابن أبي ذئب : وهو محمد بن عبد الرحمن.

٣٩٦

حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة ، قال : حدثنا عبيد الله ، قال : أخبرنا طلحة ، عن عطاء ، عن ابن عباس : أنّه كان يقرأ « س٣آ١٧٥ » :( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ ـ يخّوفكم ـأَوْلِيَاءَهُ ) (١) (٢) .

حدثنا عبد الله ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال : إنّي أكريت نفسي إلى الحج واشترطت عليهم أن أحج فيجزيني ذلك؟ قال : أنت ممن قال الله تعالى « س٢آ٢٠٢ » :( أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا ـ أكْتَسَبُوا ـ) (٣) (٤) . قال أبو نعيم : هكذا قرأها الأعمش.

حدثنا عبد الله ، قال : كتب إلي الحسين بن معدان : حدثنا يحيى ، حدثنا أبو عوانة ، عن سليمان ، عن إبراهيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس « س٢آ١٩٦ » :( وأَقِيمُوا الْحَجَّ والْعُمْرَةَ ـ لِلبيتِ ـ) (٥) (٦) .

____________

(١) آل عمران / ١٧٥.

(٢) يخوفهم : وفي مصاحفنا ( يُخَوِّفُ ).

(٣) البقرة / ٢٠٢.

(٤) اكتسبوا : وفي مصاحفنا ( كسبوا ).

(٥) البقرة / ١٩٦.

(٦) كذلك قرأ ابن مسعود أنظر ص٥٥ وفي مصاحفنا : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ).

٣٩٧

حدثنا عبد الله ، حدثنا عبد الله بن محمد الزهري ، حدثنا سفيان ، عن عمر بن حبيب ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس « س٣آ١٩٦ » :( وَشَاوِرْهُمْ فِي ـ بعض ـالأَمْرِ ) (١) (٢) .

حدثنا عبد الله ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا عمر بن حبيب مولى بني كنانة بهذا.

حدثنا عبد الله ، حدثنا كثير بن عبيد ، حدثنا سفيان عن عمرو ، قال : قرأ ابن عباس « س٢٢آ٥٢ » :( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ـ مُحَدَّثٍْ ـ) (٣) (٤) .

حدثنا عبد الله ، حدثنا عبد الرحمن بن بشر ، حدثنا سفيان ، عن عمرو ، قال : قرأ ابن عباس « س٣٦آ٣٠ » :( يَا حَسْرةَ ألْعِبَادِ ) (٥) (٦) .

حدثنا عبد الله ، حدثنا عبد الرحمن بن بشر ، حدثنا سفيان ، عن عمرو ، عن ابن عباس « س٧آ١٨٧ » :( كَأَنَّكَ حَفِيٌّ ـ بِهَا ـ) (٧) (٨) .

حدثنا عبد الله ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني الحميدي ، حدثنا سفيان ،

____________

(١) آل عمران / ١٩٥.

(٢) في بعض الأمر : وفي مصاحفنا ) في الأمر ( ، فقط.

(٣) الحج / ٥٢.

(٤) محدث : والصواب : ( ولا محدث ( ، وفي مصاحفنا ) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ).

(٥) يّس / ٣٠.

(٦) يا حسرة العباد : وفي مصاحفنا : ( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ).

(٧) الأعراف / ١٨٧.

(٨) حفي بها : وفي مصاحفنا ) كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ).

٣٩٨

عن عمرو ، قال : كان ابن عباس يقرأ « س٢آ٢٢٧ » :( وَإِنْ عَزَمُوا ـ السَرَاح ـ) (١) (٢).

حدثنا عبد الله ، حدثنا حُشَيْش بن أصرم ، حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمْر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، قال : كان ابن عباس يقرأ « س٣آ٧ » :( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ وَيْقُوْلُ الرَّسِخُونَ آمَنَّا به ) (٣) (٤) .

حدثنا عبد الله ، حدثنا عبد الله بن محمد بن خلاد ، حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا جعفر ، حدثنا أبو التّياحن عن أبي جمرة ، قال : كان ابن عباس يقرأ « س٢آ١٣٧ » :( فَإِنْ آمَنُوا ـ بِالذِي ـآمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ) (٥) (٦) .

حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن معمر ، حدثنا روح ، حدثنا شعبة ، حدثنا أبو جمرة ، قال : سمعت ابن عباس يقول : لا تقولوا : « بِمِثْل » ، فإنّ الله ليس له مثل قولوا :( فَإِنْ آمَنُوا ـ بِالذِي ـآمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ) أو « بِمَا آمَنْتُمْ بِهِ ».

حدثنا عبد الله ، حدثنا شعيب بن أيوب ، حدثنا يحيى ، عن ابن إدريس وقيس ، عن شعبة ، عن أبي جمرة الضبعي ، عن ابن عباس : أنّه قرأ :( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ ) ، فإنّه ليس لله مثل ، ولكن قل :( فَإِنْ آمَنُوا ـ بالذِي ـآمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ) . فقال لي الأعمش : أنت مثلى في الإسناد ما نكاد نسئلك عن شيء إلاّ وجدنا عندك فيه حدثك أبو جمرة أنّه سمع ابن عباس.

____________

(١) البقرة / ٢٢٧.

(٢) السراح : وفي مصاحفنا( وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاق ) .

(٣) آل عمران / ٧.

(٤) وفي مصاحفنا( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ ) .

(٥) البقرة / ١٣٧.

(٦) بالذي : مكان ( بمثل ما ) وقرأ بعض السلف : ( بما ).( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ) .

٣٩٩

قال ابن أبي داوود : هذا الحرف مكتوب في الإمام وفي مصاحف الأمصار كلُها :( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ ) .

وهي كلمة عربية جائزة في لغة العرب كلّها ، ولا يجوز أن يجتمع أهل الأمصار كلّها وأصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم معهم على الخطأ ، وخاصة في كتاب الله عزوجل وفي سنن الصلاة ، وهذا صواب :( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ ) ، جائز في كلام العرب أن تقول للرجل يتلقاك بما تكره أيستقبل مثلي بهذا ، وقد قال الله عزوجل « س٤٢آ١١ » :( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) (١) . ويقول « لَيْسَ كَمِثْلِ ـ ربي شيء » ، وَيقول : ولا يقال لي ولا لمثلي وإنّما تعني نفسك ، ويقول : لا يقال لأخيك ولا لمثل أخيك.

حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق : أنّه سمع عمير بن نديم : أنّه سمع ابن عباس قرأ هذا الحرف « س٢آ٢٣٨ » :( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى ـ وصلوة الْعَصْر ـ) (٢) .

حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن زكرياء ، حدثنا أبو رجاء ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمير بن يريم ، عن ابن عباس « س٤آ٢٤ » :( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ ـ إلَى أَجَلٍ مُسَمَّى ـ) (٣) (٤) .

____________

(١) الشورى / ١١.

(٢) البقرة / ٢٣٨.

(٣) النساء / ٢٤.

(٤) إلى أجل مسمى : غير موجودة في مصاحفنا.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520