موسوعة عبد الله بن عبّاس الجزء ٩

موسوعة عبد الله بن عبّاس12%

موسوعة عبد الله بن عبّاس مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 496

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠
  • البداية
  • السابق
  • 496 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 93336 / تحميل: 4734
الحجم الحجم الحجم
موسوعة عبد الله بن عبّاس

موسوعة عبد الله بن عبّاس الجزء ٩

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

أ ـ في الملحظ الصوتي للكلمة الواحدة في القراءة القرآنية عند الصلاة ، وتبلور أحكام ذلك في جملة من الفروع.

ب ـ في الملحظ الصوتي عند كون الكلمتين أو الأكثر بنفس واحد دون فصل أو وقوف في طائفة من الأحكام.

جـ ـ في أحكام مخرج الصوت ونطقه ، في الكلمات والحروف والحركات ، والاعراب والبناء ، ومظاهر الأداء في مفصّل من المسائل.

د ـ في الالتزام بمعطيات علماء الأداء القرآني ، وأئمة النحو العربي لإظهار أصول الأصوات في الإحداث ، وكذلك أحكامه الخاصة من التشريع.

هـ ـ في مراعاة أصول الادغام ، واختلاس الأصوات وإبدالها ، وقراءة القرآن بخصوصه ، تحررت مسائل ذات ذائقة صوتية متميزة.

الفصل الخامس وكان بعنوان : الصوت اللغوي في فواصل الآيات القرآنية.

وقد تناول بالبحث المفردات الآتية :

١ ـ مصطلح الفاصلة في القرآن ، وأرسى أصولها على قاعدة صلبة من الاصطلاح بحيث لا تشتبه بقرينة السجع ، أو قافية الشعر ، وكانت التسمية بسبب من إرادتهم تميز القرآن وتشريفه عن مشاركة غيره له في المسميات.

٢ ـ معرفة فواصل القرآن صوتياً ، وكان لذلك طريقان : توقيفي وقياسي ، وظهر أن القرآن لا يلتزم في الفاصلة الوقوف عند حرف معين في مواضع من السور ، ويلتزمه في مواضع أخر ، ويجمع بين الالتزام وعدمه في بعض السور ، فكان الانتقال في فواصله أمراً شائعاً ومطرداً ، ونماذجه هائلة.

٣ ـ ظواهر الملحظ الصوتي في فواصل الآيات ، ورصد في عدة ملامح :

أ ـ زيادة حرف ما في الفاصلة رعاية للبعد الصوتي.

٢٠١

ب ـ حذف حرف ما في الفاصلة رعاية للنسق القرآني.

جـ ـ تأخير ما حقه التقديم ، وتقديم ما حقه التأخير ، عناية بالسياق.

د ـ ختم كلمة المقطع من الفاصلة بحروف المد واللين وإلحاق النون ـ أحياناً ـ للتمكن من التطريب.

٤ ـ الإيقاع الصوتي في موسيقى الفواصل ، وقد عالج موافقة جملة من الآيات في فواصلها وزنتها لجملة من بحور الشعر العربي ، وقد ربط البحث مثل هذه السمات بالإيقاع الصوتي ، وفسر ظواهرها صوتياً ، لدفع بعض الشبهات حول القرآن ، لأنه قد وجد فيه ما وافق شعراً موزوناً ، وكان وجود الفاصلة فيه هو الذي جعله كلاماً ذا وزن إيقاعي ينظر فيه إلى غرضه الفني مضافاً إليه الغرض التشريعي ، وهما متعانقان. وتلك ميزة ناصعة من مزايا الآيات باعتبار العبارات.

الفصل السادس ، وكان بعنوان : الدلالة الصوتية في القرآن وقد عالج بأصالة استنتاجية مظاهر الدلالة الصوتية في إذكاء حرارة الكلمة القرآنية ، وتوهج عباراته ، فلمس اللفظ المفرد ، وتناغم الكلمة الواحدة في وقع الجرس الموسيقي للصوت ، واقتصر على مظاهر الدلالة في مجالات قد تكون : متقابلة ، أو متناظرة ، أو متضادة ، أو متوافقة ، وقد كونت هذه الإشارات المركزة بمجموعها أبعاد الدلالة الصوتية في القرآن ضمن المفردات المدروسة الآتية :

١ ـ دلالة الفزع الهائل : وقد كشفت عن طائفة من الألفاظ التي استعملها القرآن تم اختيارها صوتيا بما يتناسب مع أصدائها في السمع أو النفس أو الخارج ، واستوحى دلالتها من جنس صياغتها ، فكانت دالةً على ذاتها بذاتها في الفزع والاشتباك والخصام والعنف.

٢ ـ الاغراق في مدّ الصوت واستطالته ، وكشف عن مقاطع صوتية مغرقة في الطول والمدّ والتشديد رغم ندرة صيغة هذه المركبات الصوتية في اللغة ، ونجد القرآن يستعمل أفخمها لفظاً ، وأعظمها وقعاً ، فيستلهم من دلالتها صوتياً مدى شدتها وهدتها ، وتستوحي أهليتها بالتلبث الدقيق ، أو تستقري أحقيتها بالترصد والتفكير الحصيف.

٢٠٢

٣ ـ الصيغة الصوتية الواحدة ، وهي ظاهرة جديرة بالعناية لتسمية الكائن الواحد النازل ، والآخر المرتقب المنظور بأسماء متعددة ذات صيغة هادرة ، بنسق صوتي متجانس ، للدلالة بمجموعة مقاطعه الصوتية على مضمونه في الإيحاء والرمز ، وبوقعه الخاص على كنه معناه ، ومن ذلك تسمية : القيامة في القرآن بأسماء متقاربة الأبعاد في إطار الفاعل المتمكن المريد ، والكائن الحي القائم.

٤ ـ دلالة الصدى الحالم ، في استكناه الأصداء الرقيقة الهادئة لألفاظ ملؤها الحنان والرحمة لدى تأديتها معانيها ضمن أصواتها ، ومن خلالها مقاطعها ، فتوحي بمؤادها مجردة عن التصنيع ، والبديع ، فهي ناطقة بمضمونها ، هادرة بإرادتها ، دون إضافة بيانية ، أو إضاءة هامشية.

٥ ـ دلالة النغم الصارم في التماس أصوات الصغير في وضوحها ، وأصدائها في أزيزها نتيجة التصاقها في مخرج الصوت ، واصطكاكها في جهاز السمع ، فهي في الكلمات تؤدي مهمة الإعلان الصريح عن الحدث ، وهي في العبارة تجسد حقيقة المراد في التأكيد عليه ، فتعبر عن الشدة حيناً ، وعن العناية حيناً آخر ، مما يشكل نغماً صارماً في الصوت ، وأزيزاً مشدداً في السمع.

٦ ـ الصوت بين الشدة واللين ، بملاحظة الصوائت والصوامت من الأصوات ، فالصوائت مأهولة في الانفتاح المتكامل لمجرى الهواء ، فتنطلق مقاطعها فيه دون دوي أو ضوضاء ، فتؤثر في الأسماع وضوحاً وصفاء. والصوامت بخلاف هذا فهي تتسم بالضوضاء نتيجة احتباس الهواء ، وجري النفس وما ذلك إلا لتضييق مجرى الهواء واختلاسه ، فتنطلق أصواتها محدثة الضجيج والصوت الرنّان ، وكان تفسير هذا وذاك خاضعاً بطبيعته لنماذج موفورة من ألفاظ القرآن العظيم.

٧ ـ الألفاظ دالة على الأصوات ، وقد توافرت في القرآن طائفة من الألفاظ الدقيقة عند إطلاقها ، بكون اللفظ يدل على ذات الصوت ، والصوت يتجلى فيه اللفظ نفسه ، بحيث يستخرج الصوت من الكلمة ، وتؤخذ الكلمة من الصوت ، وهذا من باب مصاقبة الألفاظ للمعاني بما يشكل أصواتها ، فتكون أصوات الحروف على سمت الأحداث ، فيبرز

٢٠٣

بذلك تأهيل تسمية الشيء باسم صوته ، وذلك من دقائق القرآن.

٨ ـ اللفظ المناسب للصوت المناسب : ورأيت أن القرآن الكريم قد اختار اللفظ المناسب للصوت المناسب في الموقع المناسب ، فجاء كل لفظ بمكانه الصوتي من العبارة القرآنية أو الجملة أو الآية ، ولاحظت أن استنباط كل هذه المقاسات صوتياً يوحي باستقلالية الكلمة المختارة لدلالة أعمق ، وإشارة أدق ، بحيث يتعذر على أية جهة فنية استبدال ذلك بسواه ، إذ لا يؤدي غيره مراده ، وذلك معلم واضح من معالم الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن.

* * *

كانت هذه أهم النتائج في مفردات البحث ، وخلاصة للجهود الصوتية فيه على وجه الإشارة والتمثيل ، فشكلت بضم بعضها إلى بعض حياة جديدة في مناخ القرآن لا أحسبها قد عولجت من ذي قبل باستقلالية منظمة ، فدل ما ورد في البحث بكل جزئياته وشذراته المتناثرة بين طياته على لمح ذي شأن في أشعة هذا القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم ، عسى أن يكون لنا ذخراً يوم الدين ، يوم يقوم الناس لرب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، وأصحابه المنتجبين وسلم تسليماً كثيراً.

٢٠٤

« المصادر والمراجع »

أ ـ المصادر القديمة :

١ ـ خير ما نبدأ به : القرآن الكريم.

٢ ـ ابن الأثير ، ابو الفتح ، ضياء الدين ، نصرالله بن الأثير ( ت : ٦٣٧ هـ ) المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر. تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد | مطبعة مصطفي البابي | القاهر | ١٩٣٩ م.

٣ ـ الباقلاني | أبو بكر ، محمد بن الطيب ( ت : ٤٠٣ هـ ) إعجاز القرآن. تحقيق : سيد أحمد صقر | دارالمعارف بمصر | القاهرة | ١٩٥٤.

٤ ـ البحراني ، السيد هاشم البحراني ( ت : ١١٠٧ هـ ) البرهان في تفسير القرآن. طبعة حجرية قديمة ( د. ت ).

٥ ـ الجاحظ ، أبو عثمان ، عمرو بن بحر ( ت : ٢٥٥ هـ ) البيان والتبيين. تحقيق : حسن السندوبي | المطبعة الرحمانية | القاهرة | ١٩٣٢ م.

٦ ـ ابن الجزري ، محمد بن محمد الجزري ( ت : ٨٣٣ هـ ) النشر في القراءات العشر المكتبة التجارية | القاهرة | د. ت.

٧ ـ ابن جني ، أبو الفتح ، عثمان بن جني الموصلي ( ت : ٣٩٢ هـ ) الخصائص. تحقيق محمد علي النجار | دار الكتب المصرية | القاهرة | ١٩٥٢ م.

٨ ـ ابن جني : سر صناعة الاعراب. تحقيق : مصطفى السقا وجماعته |

٢٠٥

مطبعة مصطفى البابي | القاهرة | ١٩٥٤ م.

٩ ـ ابن حزم ، أبو محمد ، علي بن أحمد الأندلسي ( ت : ٤٥٦ هـ ) كتاب المحلى. تحقيق : الشيخ أحمد شاكر | المكتب التجاري للطباعة | بيروت | د. ت.

١٠ ـ الخطابي ، أبو سليمان ، حمد بن محمد ( ت : ٣٨٣ ـ ٣٨٨ هـ ) بيان إعجاز القرآن. ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن | تحقيق محمد خلف الله ومحمد زغول سلام ، دارالمعارف بمصر | القاهرة | ١٩٧٦ م.

١١ ـ الخطيب القزويني ، أبو المعالي ، جلال الدين ، محمد بن عبدالرحمن الشافعي ( ت : ٧٣٩ هـ ) الإيضاح في علوم البلاغة. تحقيق : محمد عبد المنعم خفاجي | دار الكتاب اللبناني | الطبعة الخامسة | بيروت | ١٩٨٠ م.

١٢ ـ ابن خلدون ، عبد الرحمن بن محمد بن خلدون المالكي الأشبيلي ( ت : ٨٠٨ هـ ) مقدمة ابن خلدون. المطبعة الشرقية | القاهرة | ١٣٢٧ هـ.

١٣ ـ الخليل ، الخليل بن أحمد الفراهيدي ( ت : ١٧٥ هـ ) كتاب العين. تحقيق : د. مهدي المخزومي وابراهيم السامرائي | دارالرشيد | بغداد | ١٩٨٠ م.

١٤ ـ ابن دريد ، محمد بن الحسن بن دريد ( ت : ٣٢١ هـ ) جمهرة اللغة. أوفسيت عن طبعة حيدر أباد الدكن | ١٣٤٥ هـ.

١٥ ـ الرازي ، فخر الدين ، محمد بن عمر بن الحسين ( ت : ٦٠٦ هـ ) مفاتيح الغيب. دارالطباعة العامرة | استانبول | ١٣٠٧ هـ.

١٦ ـ الرازي : نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز. مطبعة الآداب والمؤيد | القاهرة | ١٣١٧ هـ.

١٧ ـ الراغب الأصبهاني ، أبو القاسم ، الحسين بن محمد بن المفصل ( ت : ٥٠٢ هـ ) المفردات في غريب القرآن. تحقيق : محمد سيد كيلاني | مطبعة مصطفى البابي | القاهرة | ١٩٦١ م.

٢٠٦

١٨ ـ الرماني ، علي بن عيسى ( ت : ٣٨٦ هـ ) النكت في إعجاز القرآن ضمن ثلاث رسائل في أعجاز القرآن | تحقيق محمد خلف الله ومحمد زغلول سلام دار المعارف بمصر | القاهرة | ١٩٧٦ م.

١٩ ـ الزركشي ، بدر الدين ، محمد بن عبدالله الزركشي ( ت : ٧٩٤ هـ ) البرهان في علوم القرآن. تحقيق : محمد أبوالفضل إبراهيم | دار إحياء الكتب العربية | القاهرة | ١٩٥٧ م.

٢٠ ـ الزمخشري ، جار الله ، أبوالقاسم ، محمود بن عمر ( ت : ٥٣٨ هـ ) الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل ، أوفيست | دارالمعرفة | بيروت | د. ت.

٢١ ـ ابن الزملكاني ، كمال الدين عبدالواحد بن عبد الكريم ( ت : ٦٥١ هـ ) البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن. تحقيق : د. أحمد مطلوب و د. خديجة الحديثي | مطبعة العاني | بغداد | ١٩٦٤ م.

٢٢ ـ ابن سنان ، أبومحمد ، عبد الله بن محمد بن سنان الخفاجي ( ت : ٤٦٦ هـ ) سر الفصاحة. تحقيق : عبدالمتعال الصعيدي | مطبعة محمد علي صبيح | القاهرة | ١٩٦٩ م.

٢٣ ـ سيبويه ، أبو بشر ، عثمان بن قنبر ( ت : ١٨٠ هـ ) الكتاب : كتاب سيبويه. تحقيق : عبدالسلام محمد هارون | القاهرة | ١٩٧٥ م.

٢٤ ـ ابن سينا ، الشيخ الرئيس ، أبو علي ، الحسين بن عبدالله ( ت : ٤٢٨ هـ ) أسباب حدوث الحروف القاهرة | ١٣٥٢ هـ.

٢٥ ـ السيوطي ، جلال الدين ، عبد الرحمن بن أبي بكر ( ت : ٩١١ هـ ) الاتقان في علوم القرآن. تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم | مطبعة المشهد الحسيني | القاهرة | ١٩٦٧ م.

٢٦ ـ السيوطي : المزهر في علوم اللغة وانواعها. تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم وآخرين | مطبعة عيسى البابي | القاهرة | ١٩٥٨ م.

٢٧ ـ الشافعي ، أبو عبد الله ، محمد بن ادريس ( ت : ٢٠٤ هـ ) كتاب الأم. أشرف على طبعه : محمد زهري النجار. شركة الطباعة الفنية | الطبعة الأولى | القاهرة | ١٩٦١ م.

٢٠٧

٢٨ ـ الطبرسي ، الفضل بن الحسن ، أبو علي الطبرسي ( ت : ٥٤٨ هـ ) مجمع البيان في تفسير القرآن مطبعة العرفان | صيدا | ١٣٣٣ هـ.

٢٩ ـ الطبري ، أبو جعفر ، محمد بن جرير ( ت : ٣١٠ هـ ) جامع البيان عن تأويل آي القرآن. المطبعة الميمنية | القاهرة | + مطبعة مصطفي البابي | القاهرة | ١٩٥٤ م.

٣٠ ـ الطريحي ، فخر الدين بن محمد علي بن أحمد النجفي ( ت : ١٠٨٥ هـ ) مجمع البحرين. تحقيق : أحمد الحسيني | مطبعة الآداب | النجف الأشرف | ١٩٦١ م.

٣١ ـ الطوسي ، أبو جعفر ، محمد بن الحسن ( ت : ٤٦٠ هـ ) التبيان في تفسير القرآن. تحقيق : أحمد حبيب القصير | المطبعة العلمية | النجف الأشرف | ١٩٥٧ م.

٣٢ ـ الطيبي ، شرف الدين ، حسين بن محمد ( ت : ٧٤٣ هـ ) التبيان في علم المعاني والبديع والبيان. تحقيق : د. هادي عطية مطر الهلالي | عالم الكتب. مكتبة النهضة العربية | بيروت | ١٩٨٧ م.

٣٣ ـ ابن فارس ، أبو الحسين ، أحمد بن فارس بن زكريا ( ت : ٣٩٥ هـ ) الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها. تحقيق : د. مصطفى الشويحي | مؤسسة بدران | بيروت | ١٩٦٣ م.

٣٤ ـ الفرّاء | أبو زكريا ، يحيى بن زياد الكوفي ( ت : ٢٠٧ هـ ) معاني القرآن. تحقيق : أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار. مطبعة دار الكتب المصرية | الطبعة الأولى | القاهرة | ١٩٥٥ م.

٣٥ ـ أبو الفرج ، على بن الحسين الأصبهاني ( ت : ٣٥٦ هـ ) كتاب الأغاني مصور عن طبعة دار الكتب | مطابع كوستاتسوماس | القاهرة | ١٩٦٣ م.

٣٦ ـ ابن كثير ، أبو الفداء ، اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ( ت : ٧٧٤ هـ ) تفسير القرآن العظيم. دار الجيل | الطبعة الأولى | بيروت | ١٩٨٨ م.

٣٧ ـ ابن منظور ، جمال الدين ، محمد بن مكرم الأنصاري ( ت : ٧١١ هـ )

٢٠٨

لسان العرب. طبعة مصورة عن طبعة بولاق | القاهرة | د. ت.

٣٨ ـ ابن هشام ، أبومحمد ، عبدالله ، جمال بن يوسف ( ت : ٧٦١ هـ ) مغني اللبيب عن كتب الأعاريب. تحقيق : د. مازن المبارك ومحمد علي حمدالله | دارالفكر | دمشق | ١٩٦٤ م.

٣٩ ـ ابن يعيش ، أبو البقاء ، يعيش بن علي بن يعيش ( ت : ٦٤٣ هـ ) شرح المفصل. إدارة الطباعة المنيرية | القاهرة | د. ت.

* * *

ب ـ المراجع الحديثة العربية والمترجمة :

٤٠ ـ إبراهيم أنيس ( الدكتور ) أصوات اللغة عند ابن سينا « بحث » مطبوعات مؤتمر مجمع اللغة العربية | القاهرة | ١٩٦٣ م.

٤١ ـ إبراهيم أنيس : الأصوات اللغوية مطبعة الأنجلو المصرية | الطبعة الرابعة | القاهرة | ١٩٧١ م.

٤٢ ـ إبراهيم أنيس : دلالة الألفاظ مطبعة الأنجلو المصرية | القاهرة | ١٩٧٦ م.

٤٣ ـ أحمد مختار عمر ( الدكتور ) البحث اللغوي عند العرب منشورات عالم الكتب | الطبعة الرابعة | القاهرة | ١٩٨٢ م.

٤٤ ـ أحمد مطلوب ( الدكتور ) بحوث لغوية الطبعة الأولى | دارالفكر | عمّان | ١٩٨٧ م.

٤٥ ـ براجشتراسر | المستشرق الألماني ( ١٨٨٦ م ـ ١٩٣٣ م ) التطور النحوي للغة العربية مطبعة السماح | القاهرة | ١٩٢٩ م.

٤٦ ـ برتيل مالمبرج | العالم الأصواتي الفرنسي علم الأصوات تعريب : د. عبد الصبور شاهين | نشر مكتبة الشباب | القاهرة | ١٩٨٥ م.

٤٧ ـ بنت الشاطىء ، عائشة عبدالرحمان ( الدكتورة ) التفسير البياني للقرآن الكريم دار المعارف بمصر | القاهرة | ١٩٦٨ م.

٢٠٩

٤٨ ـ تشارلتن ( هـ.ب. تشارلتن ) فنون الأدب ترجمة د. زكي نجيب محمود | القاهرة | ١٩٤٥ م.

٤٩ ـ تمّام حسّان ( الدكتور ) اللغة العربية معناها ومبناها نشر الهيأة المصرية للكتاب | القاهرة | ١٩٧٣ م.

٥٠ ـ تمّام حسّان : مناهج البحث في اللغة القاهرة | ١٩٥٥ م.

٥١ـ حسان النعيمي ( الدكتور ) الدراسات اللهجية الصوتية عند ابن جني دار الرشيد | بغداد | ١٩٨٠ م.

٥٢ ـ خليل إبراهيم العطية ( الدكتور ) في البحث الصوتي عند العرب سلسلة الموسوعة الصغير | دار الجاحظ | بغداد | ١٩٨٣ م.

٥٣ ـ ستيفن أولمان دور الكلمة في اللغة ترجمة : د. كمال محمد بشر | مكتبة الشباب | القاهرة | ١٩٧٥ م.

٥٤ ـ طارق عبد عون الجنابي ( الدكتور ) قضايا صوتية في النحو العربي « بحث » مجلة المجمع العلمي العراقي | المجلد ٣٨ | الجزء ٢ـ ٣ | مطبعة المجمع العلمي | بغداد | ١٩٨٧ م.

٥٥ ـ عبد الأعلى الموسوي السبزواري ( المرجع الديني المعاصر ) مهذب الأحكام في بيان الحلال والحرام مطبعة الآداب | النجف الأشرف | ١٩٧٦ م.

٥٦ ـ عبد الأعلى الموسوي السبزواري : مواهب الرحمان في تفسير القرآن مطبعة الآداب | النجف الأشرف | ١٩٨٤ م.

٥٧ ـ عبد الجبار حمد شرارة ( الدكتور ) الحروف المقطعة في القرآن الكريم مطبعة الإرشاد | بغداد | ١٩٨٦ م.

٥٨ ـ عبد الصبور شاهين ( الدكتور ) أثر القراءات في الأصوات والنحو العربي مكتبة الخانجي | القاهرة | ١٩٨٧ م.

٥٩ ـ عبد الصبور شاهين : دراسة علم الأصوات لمالمبرج مكتبة الشباب | القاهرة | ١٩٨٥ م.

٦٠ ـ علي الحسيني السيستاني ( المرجع الديني الأعلى المعاصر ) منهاج

٢١٠

الصالحين | مطبعة المؤرخ العربي ـ بيروت ، ١٩٩٣ م.

٦١ ـ علي عبد الواحد وافي (الدكتور) علم اللغة الطبعة الخامسة | القاهرة | ١٩٦٢ م.

٦٢ ـ فردينان دي سوسور ( الدكتور ) لغوي سويسري ( ١٨٥٧ـ ١٩١٣ ) علم اللغة العام. ترجمة د. يوئيك | يوسف عزيز | آفاق عربية | بغداد | ١٩٨٥ م.

٦٣ ـ فندريس ( العالم اللغوي المعروف )

اللغة ترجمة عبد الرحمن الدواخلي والقصاص | مطبعة الأنجلو المصرية | القاهرة | ١٩٥٠ م.

٦٤ ـ ماريو باي ( باحث أوروبي معاصر ) أسس علم اللغة ترجمة : أحمد مختار عمر | جامعة طرابلس الغرب | ١٩٧٣ م.

٦٥ ـ مالك بن نبي الظاهرة القرآنية ترجمة : د. عبد الصبور شاهين | دار الفكر | بيروت | ١٩٦٨ م.

٦٦ ـ محمد جمال الهاشمي من تفسير القرآن الكريم « بحث » مجلة الإيمان النجفية | السنة الأولى | عدد ٥ ـ ٦ مطبعة القضاء | النجف الأشرف | ١٩٦٤ م.

٦٧ ـ محمد حسين علي الصغير ( المؤلف ) ترجمة القرآن الكريم | أبعادها الفنية ومشكلاتها البلاغية « بحث » المجلة العلمية لكلية الفقه | المجلد الثاني | مطبعة الآداب | النجف الأشرف | ١٩٨٣ ـ ١٩٨٤ م.

٦٨ ـ محمد حسين علي الصغير تطور البحث الدلالي | دراسة في النقد البلاغي واللغوي مطبعة العاني | بغداد | ١٩٨٨ م.

٦٩ ـ محمد حسين علي الصغير : الصورة الفنية في المثل القرآني | دراسة نقدية وبلاغية وزارة الاعلام | شركة المطابع النموذجية | عمّان | ١٩٨١ م.

٧٠ ـ محمد حسين علي الصغير : المبادىء العامة لتفسير القرآن الكريم المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر | بيروت | ١٩٨٣ م.

٢١١

٧١ ـ محمد حسين علي الصغير : المستشرقون والدراسات القرآنية المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر | بيروت | ١٩٨٣ م.

٧٢ ـ محمد حسين علي الصغير : منهج البحث الصوتي عند العرب « بحث » مجلة الضاد | الهيئة العليا للعناية باللغة العربية العدد الثالث | دار الشؤون الثقافية | بغداد | ١٩٨٩ م.

٧٣ ـ محمد كاظم الطباطبائي اليزدي العروة الوثقى تعليق : أبو القاسم الموسوي الخوئي | مطبعة الأداب | النجف | ١٩٨١ م.

٧٤ ـ مصطفى السقا وآخرون : مقدمة كتاب : سر صناعة الاعراب مطبعة البابي الحلبي | القاهرة | ١٩٥٤ م.

٧٥ ـ مهدي المخزومي ( الدكتور ) الدرس النحوي في بغداد دار الرائد العربي | بيروت | الطبعة الثانية | ١٩٨٧ م.

٧٦ ـ مهدي المخزومي : في النحو العربي | قواعد وتطبيق | الطبعة الأولى | القاهرة | ١٩٦٦ م.

٧٧ ـ مهدي المخزومي : في النحو العربي | نقد وتوجيه الطبعة الأولى | بيروت | ١٩٦٤ م.

* * *

جـ ـ المراجع الأجنبية :

١ – B. CAIRDENER,

THE PHONETICS OF ARBIC

محاضرات صوتية لكاردنر ترجمها المؤلف

٢ – R. H. ROBINS,

GENERAL LINGUESTICS

LONDON,١٩٧٨.

٣ – D. JONES,

AN OUT LINE OF ENGLISH, PHONOETICS, CAMBRIDGE , ١٩٧٢.

٢١٢

« ثبت الكتاب »

المقدمة : ٥

الفصل الأول ١١

أبعاد الصوت اللغوي ١١

مصطلح الصوت الغوي :١٣

تقسم الصوت بين العرب والأوروبيين :١٧

تطور الصوت اللغوي :٢٣

نظرية الصوت اللغوي ٣٠

الفصل الثاني ٣٧

منهجية البحث الصوتي ٣٧

الخليل ومدرسته الصوتية٣٩

الصوت في منهجية سيبويه٥٢

الفكر الصوتي عند ابن جني ٥٦

١ ـ مصدر الصوت ومصطلح المقطع :٦٢

٢ ـ جهاز الصوت المتنقل :٦٦

٣ ـ أثر المسموعات في تكوين الأصوات :٦٩

٤ ـ محاكاة الأصوات :٧١

القرآن والصوت اللغوي ٧٣

الفصل الثالث ٨١

الصوت اللغوي في فواتح السور القرآنية٨١

١ ـ القرآن يوجه اهتمام العرب للصوت اللغوي ٨١

٢ـ أصناف الأصوات اللغوية في فواتح السور عند الباقلاني ٨١

٢١٣

٣ـ جدولة الصوت اللغوي في فواتح السور عند الزمخشري ٨١

٤ ـ الصدى الصوتي للحروف المقطعة عند الزركشي ٨١

٥ ـ القرآن في تركيبه الصوتي من جنس هذه الأصوات ٨١

الفصل الرابع ١٠٣

الصوت اللغوي في الأداء القرآني ١٠٣

أصول الأداء القرآني :١٠٥

مهمة الوقف في الأداء القرآني :١٠٨

نصاعة الصوت في الأداء القرآني :١١٢

الصوت الأقوى في الأداء القرآني :١١٦

توظيف الأداء القرآني في الأحكام :١٣٣

الفصل الخامس ١٤١

الصوت اللغوي في فواصل الآيات ١٤١

القرآنية١٤١

مصطلح الفاصلة في القرآن :١٤٣

معرفة فواصل القرآن صوتياً :١٤٨

ظواهر الملحظ الصوتي في فواصل الآيات :١٥٢

الإيقاع الصوتي في موسيقى الفواصل :١٥٦

الفصل السادس ١٦١

الدلالة الصوتية في القرآن ١٦١

مظاهرالدلالة الصوتية :١٦٣

دلالة الفزع الهائل :١٦٥

الإغراق في مدّ الصوت واستطالته :١٦٨

الصيغة الصوتية الواحدة :١٧١

دلالة الصدى الحالم :١٧٦

٢١٤

دلالة النغم الصارم :١٧٩

الصوت بين الشدة واللين :١٨٢

الألفاظ دالة على الأصوات :١٨٥

اللفظ المناسب للصوت المناسب :١٨٨

« خاتمة المطاف » ١٩٣

« المصادر والمراجع » ٢٠٥

أ ـ المصادر القديمة :٢٠٥

ب ـ المراجع الحديثة العربية والمترجمة :٢٠٩

جـ ـ المراجع الأجنبية :٢١٢

« ثبت الكتاب » ٢١٣

٢١٥

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

قال : ثمّ ذكر عبد الرحمن بن أبي بكر ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، والحسين بن عليّ ، وقال : والله لئن لم يبايعوا ليزيد لأفعلن ولأفعلن ثمّ ذكر إجتماعه مع عائشة وما جرى بينهما ممّا لا يعنينا ذكره

قال : وأرسل معاوية إلى عبد الرحمن بن أبي بكر ، وابن عمر ، وابن الزبير ، فأخبر أنّهم قد مضوا إلى مكة ـ.

وذكر غيره أنّ الحسين أيضاً ممّن خرج إلى مكة ـ قال ابن اعثم : فسكت ساعة يفكر في أمرهم ، ثمّ أرسل إلى عبد الله بن عباس فدعاه ، فلمّا دخل عليه قرّب مجلسه ، ثمّ قال : يا بن عباس أنتم بنو هاشم وأنتم أحق الناس بنا ، وأولاهم بمودتنا ، لأننا بنو عبد مناف ، وإنّما باعد بيننا وبينكم هذا الملك ، وقد كان هذا الأمر في تيم وعدي فلم تعترضوا عليهم ، ولم تظهروا لهم من المباعدة ثمّ قتل عثمان بين أظهركم فلم تغيّروا ، ثمّ وليت هذا الأمر فوالله لقد قرّبتكم وأعطيتكم ورفعت مقداركم ( أقداركم ) فما تزدادون منّي إلاّ بُعداً ، وهذا الحسين بن عليّ قد بلغني عنه هنات غيرها خير له منها ، فاذكروا عليّ بن أبي طالب ومحاربته إياي ومعه المهاجرون والأنصار ، فأبى الله تبارك وتعالى إلاّ ما قد علمتم ، أفترجون بعد عليّ مثله؟ أم بعد الحسن مثله؟

قال : فقطع عليه ابن عباس الكلام ، ثمّ قال : صدقت يا معاوية نحن بنو عبد مناف ، وأنتم أحق الناس بمودتنا وأولاهم بنا ، وقد مضى أوّل الأمر بما فيه فأصلح آخره فإنّك صائر إلى ما تريد ، وأمّا ما ذكرت من عطيّتك علينا

٤٢١

فلعمري ما عليك في جود من عيب.

وأمّا قولك : ذهب عليّ أفترجون مثله؟ فمهلاً يا معاوية رويداً لا تعجل ، فهذا الحسين بن عليّ وهو حيّ وهو ابن أبيه ، واحذر أن تؤذيه يا معاوية ، فيؤذيك أهل الأرض ، فليس على ظهرها اليوم ابن بنت نبيّ سواه.

فقال معاوية : إنّي قد قبلت منك يا بن عباس.

قال : ثمّ رحل معاوية إلى مكة ورحل معه كافة أصحابه وعامّة أهل المدينة وفيهم عبد الله بن عباس )(١) .

وأظنّ نحو إيهام في العبارة : ( ورحل معه كافة وفيهم عبد الله بن عباس )! إذ لا يعني أنّ عبد الله بن عباس ممّن خرج مع معاوية في ركابه كما قد يتوهم ذلك. بل كان خرج منفصلاً عن معاوية ، فقد كان له موكب كما كان لمعاوية موكب.

فقد أخرج ابن عبد البر في ( الإستيعاب ) ، وابن حجر في ( الصواعق ) عن يزيد ابن الأصم ، قال : ( خرج معاوية حاجاً معه ابن عباس ، فكان لمعاوية موكب ولابن عباس موكب ممّن يطلب العلم ـ فالمعيّة معه إنّما هي معيّة الطريق بدلالة تعدّد الموكبين ـ كما أنّهما إجتمعا في الطواف ، فكان معاوية يستلم الأركان كلّها فأنكر عليه ابن عباس ذلك )(٢) .

____________________

(١) الفتوح لابن أعثم الكوفي ٤ / ٢٣٥ ـ ٢٣٩.

(٢) الإستيعاب ٢ / ٣٥٢ ، الصواعق المحرقة / ١٠٧.

٤٢٢

وحديثه كما رواه أحمد في مسنده بسنده ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : ( أنّه طاف مع معاوية بالبيت فجعل معاوية يستلم الأركان كلّها ، فقال له ابن عباس : لم تستلم هذين الركنين ولم يكن رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم يستلمهما؟

فقال معاوية : ليس شيء من البيت مهجوراً.

فقال ابن عباس :( لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (١) .

فقال معاوية : صدقت ).

قال محقق الكتاب شاكر : إسناده صحيح ، وروى الترمذي معناه مختصراً باسناد آخر عن ابن عباس(٢) .

وقد تلاعبت الأهواء بهذا الخبر فقلبت المسألة وجعلت ابن عباس الفاعل ومعاوية هو المنكر! وسيأتي مزيد بيان عن ذلك في الحلقة الثالثة إن شاء الله تعالى.

تضليل وأحابيل :

قال المؤرخون : ( ولمّا قرب من مكة خرج الناس يستقبلونه وفيهم النفر الذين توعّدهم وهدّد بقتلهم. فلمّا رأى الحسين ، قال : مرحباً بابن رسول الله وسيّد شباب المسلمين ، قرّبوا لأبي عبد الله دابة. وقال لعبد الله بن الزبير : مرحباً بابن حواري رسول الله وابن عمته هاتوا له دابة. وقال لابن

____________________

(١) الأحزاب / ٢١.

(٢) مسند أحمد ٣ / ٢٦٦ برقم ١٨٧٧ تحـ أحمد محمّد شاكر ، وأنظر صحيح الترمذي ٢ / ٩٢.

٤٢٣

عمر : مرحباً بصاحب رسول الله وابن الفاروق ، هاتوا له دابة. وقال لعبد الرحمن بن أبي بكر : مرحباً بشيخ قريش وسيدها وابن الصدّيق هاتوا له دابة.

وجعلت ألطافه تدخل عليهم ظاهرة يراها الناس ، ويحسن إذنهم وشفاعتهم ، وحملهم على الدواب ، وخرج حتى أتى مكة فقضى حجه ، ولمّا أراد الشخوص أمر بأثقاله فقدّمت ، وأمر بالمنبر فقرّب من الكعبة ، ثمّ أرسل إلى النفر الخمسة وهم الحسين بن عليّ وابن عباس وابن الزبير وابن عمر وابن أبي بكر فأحضرهم ، وقال لهم : قد علمتم نظري لكم وتعطفي عليكم ، وصلتي أرحامكم ، ويزيد أخوكم وابن عمكم ، وإنّما أردت أن أقدّمه باسم الخلافة وتكونوا أنتم تأمرون وتنهون. فسكتوا.

فقال : أجيبوا.

فابتدر ابن الزبير ، فقال : نخيّرك بعدُ إحدى ثلاث أيّها أخذت فهي لك رغبة وفيها خيار :

إن شئت فاصنع فينا ما صنعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبضه الله ولم يستخلف أحداً ، فرأى المسلمون أن يستخلفوا أبا بكر فدع هذا الأمر حتى يختار الناس لأنفسهم.

وإن شئت فما صنع أبو بكر عهد إلى رجل من قاصية قريش وترك من ولده ومن رهطه الأدنين من كان لها أهلاً.

وإن شئت فما صنع عمر جعلها شورى في ستة نفر من قريش

٤٢٤

يختارون رجلاً منهم ، وترك ولده وأهل بيته ، وفيهم مَن لو وليها لكان لها أهلاً.

فقال معاوية : هل غير هذا؟

قال : لا.

ثمّ قال للآخرين : ما عندكم؟

قالوا : نحن على ما قال ابن الزبير.

فقال معاوية : إنّي أتقدم اليكم وقد أعذر من أنذر ، إنّي قائم فقائل مقالة ، فأقسم بالله لئن ردّ عليَّ رجل منكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمته ، حتى يضرب رأسه ، فلا ينظر أمرؤ منكم إلاّ إلى نفسه ، ولا يبقي إلاّ عليها.

وأمر أن يقوم على رأس كلّ واحد منهم رجلان بسيفيهما ، فإن تكلم بكلمة يرد بهما عليه قوله قتلاه )(١) .

قال ابن قتيبة في ( الإمامة والسياسة ) : ( وأمر معاوية من حرسه وشرطته قوماً أن يحضروا هؤلاء النفر الذين أبوا البيعة ، وهم الحسين بن عليّ ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وأوصاهم معاوية ، قال : إنّي خارج العشيّة إلى أهل الشام فأخبرهم أنّ هؤلاء النفر قد بايعوا وسلّموا ، فإن تكلم أحد منهم بكلام يصدّقني أو يكذبني فيه فلا ينقضي كلامه حتى يطير رأسه ، فحذّر القوم ذلك.

____________________

(١) أنظر الكامل في التاريخ ٣ / ٥١٠.

٤٢٥

فلمّا كان العشي خرج معاوية وخرج معه هؤلاء النفر وهو يضاحكهم ويحدّثهم ، وقد ألبسهم الحلل ، فألبس ابن عمر حلّة حمراء ، وألبس الحسين حلّة صفراء ، وألبس عبد الله بن عباس حلّة خضراء وألبس ابن الزبير حلّة يمانية ـ ولم يذكر عن حلّة ابن أبي بكر شيئاً ـ ثمّ خرج بينهم ، وأظهر لأهل الشام الرضا عنهم وأنّهم بايعوا ، فقال : يا أهل الشام إنّ هؤلاء النفر دعاهم أمير المؤمنين فوجدهم واصلين مطيعين وقد بايعوا وسلّموا. قال ذلك والقوم سكوت لم يتكلموا شيئاً حذر القتل ، فوثب أناس من أهل الشام فقالوا : يا أمير المؤمنين إن كان رابك منهم ريب فخلّ بيننا وبينهم حتى نضرب أعناقهم.

فقال معاوية : سبحان الله ما أحلّ دماء قريش عندكم ، يا أهل الشام ، لا أسمع لهم ذكراً بسوء ، فإنّهم قد بايعوا وسلّموا وارتضوني فرضيت عنهم رضي الله عنهم )(١) .

( المحاورة الثالثة والعشرون )

( والله لأتركنّهم عليك خوارج )

( قالوا : ثمّ ارتحل معاوية راجعاً وقد أعطى الناس أعطياتهم وأجزل العطاء ، وأخرج إلى كلّ قبيلة جوائزها وأعطياتها ، ولم يخرج لبني هاشم جائزة ولا عطاء ، وذلك فيما تخيّله سيحمل بني هاشم على الضغط على الحسين عليه السلام ليبايع ، ولكنه فشل في تصوره ، فقد خرج عبد الله بن عباس في أثره حتى لحقه

____________________

(١) الإمامة والسياسة ١ / ١٥٧.

٤٢٦

بالروحاء ـ من الفُرع على نحو أربعين ميلاً من المدينة(١) ـ.

فجلس ببابه ، فجعل معاوية يقول : مَن بالباب؟ فيقال : عبد الله بن عباس ، فلم يأذن لأحد ، فلمّا استيقظ ، قال : من بالباب؟ فقيل : عبد الله بن عباس ، فدعا بدابته فأدخلت إليه ثمّ خرج راكباً ، فوثب إليه عبد الله بن عباس فأخذ بلجام البغلة ، ثمّ قال : أين تذهب؟

قال : إلى الشام.

قال : فأين جوائزنا كما أجزت غيرنا؟

فأومأ إليه معاوية ، فقال : والله ما لكم عندي جائزة ولا عطاء حتى يبايع صاحبكم.

قال ابن عباس : فقد أبى ابن الزبير فأخرجت جائزة بني أسد ، وأبى عبد الله بن عمر فأخرجت جائزة بني عدي. فمالنا إن أبى صاحبنا وقد أبى صاحب غيرنا؟

فقال معاوية : لستم كغيركم لا والله لا أعطيكم درهماً حتى يبايع صاحبكم.

فقال ابن عباس : أما والله لئن لم تفعل لألحقن بساحل من سواحل الشام ثمّ لأقولنّ ما تعلم ، والله لأتركنّهم عليك خوارج.

فقال معاوية : لا بل أعطيكم جوائزكم. فبعث بها من الروحاء ومضى راجعاً إلى الشام )(٢) .

____________________

(١) مراصد الإطلاع٢ / ٦٣٧.

(٢) الإمامة والسياسة ١ / ١٥٧.

٤٢٧

وقد فشل في سياسته من الضغط على الحسين عليه السلام عن طريق منع الهاشميين جوائزهم ، ولم يزدهم إلاّ تضامناً مع الإمام الحسين عليه السلام في رفضهم بيعة يزيد ، وقد أخذها لهم ابن عباس لسانهم المعبّر عنهم وكبير شأنهم ، فأرغم معاوية على الإنصياع خاسئاً وهو حسير.

قال ابن أعثم في الفتوح ـ وقد ذكر نحو ما تقدم ـ ثمّ قال : ( فتبسم معاوية وقال : بل تعطون وتكرمون وتزادون أبا محمّد.

قال : ثمّ أمر معاوية لبني هاشم بجوائز سنية ، فكلٌ قبل جائزته إلاّ الحسين بن عليّ فإنّه لم يقبل من ذلك شيئاً )(١) .

والذي يلفت النظر تكنية معاوية لابن عباس بأبي محمّد ، ولم يذكر ذلك أحد في كناه ، فقد كان يكنى أبا العباس باسم ابنه العباس وهو أكبر ولده(٢) ، على أنّه كان له ولد اسمه محمّد ذكره ابن الكلبي في ( جمهرة النسب ) وقال : ( لا بقية له )(٣) ، فلعلّه كانت ولادته في تلك الأيام فكنّاه معاوية باسمه إستلطافاً وإستدراجاً ، والله العالم بحقائق الأمور.

وبهذه المحاورة أنتهت محاوراته مع معاوية ولم يلتقيا بعدها. فكانت محاورات ابن عباس مع معاوية تميّزت كمّاً وكيّفاً على بقية الآخرين ممن حاورهم محتجاً وناصحاً وهادياً ، وإذا سلّطت الأضواء على الجانب الأدبي

____________________

(١) الفتوح ٤ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥.

(٢) مرّّ بالجزء الأوّل ما يتعلق بهذا فراجع.

(٣) جمهرة النسب / ١٤٠.

٤٢٨

من محاوراته ، يستطيع الباحث أن يستخرج منها فكراً حيّاً ، وأدباً بارعاً ، وشجاعة متمـيّزة ، وتبقى أبرز النواحي البارزة هي العقيدة الصـامدة على الولاء لعليّ أمير المؤمنين عليه السلام ، فكان هو المدافع عن حقه في كلّ مرّة وجد غمطاً لحقه من أرباب الحكم ، سواء في أيام أبي بكر أو أيام عمر أو أيام عثمان ، إلاّ أنّه قد طفح الكيل وما أعتدل الميل في أيام معاوية ، حيث كانت ناره حامية ، أحرقت اليابس والأخضر ، ومع ذلك فقد رأينا محاورات ابن عباس معه كيف صارت ارتداداتها مشؤمة على معاوية ، فهو يذعن مغلوباً ، ويستعمل الحيلة بالتحلّم في إمتصاص نقمة ابن عباس ، إذ لم يسعه الجواب على نصاعة إحتجاجاته ، للفوارق في قيم الأخلاق بين الرجلين ، فالقواعد الدينية والأخلاقية المستمدة من تعاليم القرآن وسنة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كانت ثابتة عند ابن عباس ، وبالمقابل فقدانها لدى الطرف الآخر الضارب بعَرقَهِ وعروقه إلى جذره الجاهلي ، وتاريخه يغني عن التدليل على ذلك ، فهو ابن أبي سفيان المنادي ( أعل هبل ) وهو ابن هند آكلة الأكباد :

أتاه الكفر من هنّا وهنّا

فكان له بمجتمع السيول

لشيخ الكفر صخر حين ينمى

وهند أمه ذات البعول

وإنّ هذا كلّه يدعونا إلى الحقيقة التي كانت تعكس الناحية الأخلاقية لدى كلّ من الرجليَن المتحاوريَن.

ومن الغريب المدهش أن نجد من يقول : ( كان جدّ العباسيين

٤٢٩

المحدث التقي عبد الله بن عباس وهو ابن عم النبيّ محمد ( u ) وعليّ بن أبي طالب ، وبما أنّه استجاز أن يبيع نفسه لمعاوية فقد ظل على صِلات حسنة بالأمويين مذمذماً عليهم في الستر )(١) !!

وهذه بعض جنايات المستشرقين سيأتي الكلام عليها في الحلقة الرابعة في ( ابن عباس في الميزان ).

نصائح ابن عباس لمعاوية

بالرغم ممّا كان يجد ابن عباس في نفسه على معاوية ، لم يكن يمنعه ذلك من إسداء النصائح الكافية ، فالدين النصيحة ، وحبر الأمة من حماة الدين ، ومعاوية خارج على الشرعية بكلّ معنى الكلمة ، وما أكثر موبقاته ، وهو مع ذلك ينافق فيتظاهر بالخوف من النار.

وإلى القارئ شواهد على نصائح ابن عباس له :

روى الغزالي في كتابه ( مقامات العلماء بين يدي الخلفاء والأمراء ) : ( قال معاوية ذات يوم وعنده عبد الله بن عباس : أمّا إنّ نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم لم تخلق الدنيا له ، ولم يخلق لها ، وأمّا أبو بكر فلم يردها ولم ترده ، وأمّا عمر فأرادته ولم يردها ، وأمّا عثمان فنالت منه ونال منها ، وأمّا أنا فمالت بي وملت بها ، وتلطمت في أمواجها ، فأي أمر تعلمون غداً إذا لم يكن المصير

____________________

(١) الدولة العربية وسقوطها ، ولهاوزن ترجمة الدكتور يوسف العش / ٣٩٦ الهامش ط الجامعة السورية.

٤٣٠

إلى النار ، فما تقول يا ابن عباس؟

قال : أقول خيراً ، إذا أردتَ الدنيا فقد أمكنتك من قيادها ، وصار في يديك ضرعها ، فإن أردت الآخرة فهي لك ممكنة وفي يدك أسبابها ، فإن أردت الدنيا فارتضع ، وإن أردت الآخرة فارتدع ، وأعلم أنّ ما زادك في الآخرة ونقصك من الدنيا خير لك ممّا زادك في الدنيا ونقصك من الآخرة ، فلا يسرّنك من الدنيا سارّ ، ولا يغرنّك عن الآخرة غار ، فلعمري لقد حلبتَ الدهر أشطره ، وشربتَ صفوه ، ورعيتَ عفوه ، فانظر أيّ أمر يكون غداً إن لم يكن المصير إلاّ إلى النار فاحذر الآخرة )(١) .

أقول : ولهذه النصيحة صورة أخرى رواها البلاذري بأخصر ممّا مر. فقد روى في ( أنساب الأشراف ) عن المدائني عن عوانة وابن جعدبة قالا : ( قال معاوية لابن عباس : إنّ عثمان أصاب من هذه الدنيا وأصابت منه ، وإنّها قد مالت بي وملت بها فما ترى يا أبا عباس؟

فقال : إنّ الدنيا قد أمكنتك فهي في يدك ولك درّها ، وإنّ الآخرة ممكنة لك إن أردتها ، ولمّا نقصك من دنياك وزادك في آخرتك خير لك ممّا نقصك من آخرتك وزادك في دنياك )(٢) .

____________________

(١) مقامات العلماء بين يدي الخلفاء والأمراء / ٢٠٥ ، تحقيق محمد جاسم الحديثي.

(٢) أنساب الأشراف١ / ق٤ / ٤٧.

٤٣١

محاوراته مع عمرو بن العاص

لقد كان ابن عباس ينظر إلى عمرو بن العاص بأنّه شريك معاوية في آثامه بدءاً من إعلان المطالبة بدم عثمان ، ومروراً بخدعة التحكيم ، وانتهاءاً بحضوره المحاورات التي جرت في مجلس معاوية مع الإمامين الحسنين عليهما السلام وابن عباس وابن جعفر وبقية رجال ونساء الشيعة الذين اضطرتهم الظروف القاسية إلى الوفود على معاوية ، وكان ابن النابغة حاضراً فكان ابن عباس هو ذلك الرجل الكفوء الذي قد اختاره الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ليكون حَكَمَ أهل العراق ، ولكن أبى ذلك الأشعث ومن معه ممن باعوا دينهم لمعاوية بثمن بخس ، ولو تمّ ذلك الإختيار الموفّق للرجل المناسب في المحل المناسب ، لما بلغ معاوية حاجته من خدعة ابن النابغة لأبي موسى الأشعري ، ولما أثار شجون الإمام عليه السلام فنفث في خطبة له في شأن الحكمين وذم أهل الشام ، فقال :

( جفاة طغام ، عبيد أقزام ، جُمعوا من كلّ أوب ، وتُلُقّطوا من كلّ شوب ، ممن ينبغي أن يُفقّه ويُؤدّب ، ويُعلّم ويَدرّب ، ويُولى عليه ، ويؤخذ على يديه ، ليسوا من المهاجرين والأنصار ، ولا من الذين تبوّؤا الدار.

ألا وإنّ القوم أختاروا لأنفسهم أقرب القوم ممّا تحبّون ، وأخترتم

٤٣٢

لأنفسكم أقرب القوم ممّا تكرهون ، وإنّما عهدكم بعبد الله بن قيس بالأمس يقول : إنّها فتنة فقطّعوا أوتاركم ، وشيموا سيوفكم ، فإن كان صادقاً فقد أخطأ بمسيره غير مستكره ، وإن كان كاذباً فقد لزمته التهمة.

فادفعوا في صدر عمرو بن العاص بعبد الله بن العبّاس ، وخذوا مهل الأيام ، وحوطوا قواصي الإسلام ألا ترون بلادكم تُغزى ، وإلى صفاتكم ترمى )(١) .

ولكن أنّى لأهل العراق أن يسعدوا بنصائح الإمام عليه السلام ، وقد أستحوذ عليهم الشيطان فمرق منهم من مرق ، وطفق منهم مع معاوية من وصلته صرار الرشوة ، وهكذا تمت الخدعة ، ولئن تمت فقد أبقت عارها وشنارها على الثلاثة الذين باؤا بأثمها معاوية وعمرو وأبي موسى الأشعري.

فكان ابن عباس يصفع تلك الوجوه بحججه الدامغة ، فيما جرت له من محاورات تكشفت فيها مخازيهم خصوصاً مع معاوية وابن العاص اللذين كان الناس يصفونهما بالدهاء ، وقد مرّت بنا محاوراته مع معاوية وقرأنا كيف أعجزه عن الجواب حتى أزعجه فتبرم منه وقال له : ( أرحني من شخصك شهراً ) ، وأنتهت الحال بالقطيعة بينهما. وأمّا عمر وبن العاص ، فقد كان يعترف ويقول : ( ما اتقيت جواب أحد من الناس غير جواب ابن عباس رضي الله عنه لبداهته )(٢) .

ولقد مرّ بنا في الحلقة الأولى في الجزء الرابع ( حديث الخديعة ) ،

____________________

(١) نهج البلاغة / ٤٥١ ـ ٤٥٢.

(٢) محاضرات الراغب ١ / ٣٦ ط الشرفية بمصر.

٤٣٣

فلنقرأ الخبر ثانية كما مرّ ، لنعرف مدى تميّز الغيظ الذي لحق بمعاوية وعمرو بن العاص من جراء ما كتبا به إلى ابن عباس فلم يبلغا حاجتهما منه ، بل ألحق الندامة بهما :

حديث الخديعة :

قبل ذكر الحديث لابدّ من توثيقه ، لأنّ هشام بن عمّار الدمشقي كان يقول للبلاذري وهو من شيوخه : ( هذا الحديث ممّا صنعه ابن دأبكم لأنّ البلاذري رواه عن المدائني عن عيسى بن يزيد )(١) ـ وهو ابن دأب ـ.

وإذا رجعنا إلى الجاحظ وجدناه يقول : ( يزيد بن بكر بن دأب وكان عالماً ناسباً وراوية شاعراً ، وهو القائل :

الله يعلم في عليّ علمه

وكذاك علم الله في عثمان

ثمّ قال : وولد يزيد يحيى وعيسى ، فعيسى هو الذي يعرف في العامّة بابن دأب ، وكان من أحسن الناس حديثاً وبياناً ، وكان شاعراً راوية ، وكان صاحب رسائل وخطب ، وكان يجيدهما جداً.

ومن آل دأب حذيفة بن دأب ، وكان عالماً ناسباً. وفي الدأب علم بالنسب والخبر )(٢) .

فهؤلاء بنو دأب ، ومنهم عيسى بن دأب الذي اتهمه هشام بن عمار

____________________

(١) أنساب الأشراف ٢ / ٣١٠ تحـ المحمودي.

(٢) كتاب البيان والتبيين ١ / ٣٢٣ ـ ٣٢٤ تحـ هارون.

٤٣٤

الدمشقي وهشام ، على ما ورد في ترجمته في ( تهذيب التهذيب ) من مدح ، فقد ورد فيه من القدح ما ينسف مدحه. ويكفي أنّه كان يُلقّن فيتلقّن ولا يفهم بما يحدّث.

ثمّ إنّ الحديث رواه غير ابن دأب ، فلاحظ سند نصر بن مزاحم ، فقد رواه عن محمّد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي يحيى ، عن عبد الرحمن ابن حاطب ، وهذا صحابي مولود على عهده صلى الله عليه وآله وسلم وتوفى سنة ٦٨ هـ ، وقيل قتل يوم الحرّة كما في ( الإصابة ).

ولاحظ سند الجاحظ فقد رواه(١) عن محمّد بن سعيد ، عن إبراهيم بن حويطب ، إلاّ أنّه ذكره مقالة قالها عمرو بن العاص لابن عباس ، وليس ذلك بضائر.

وأمّا ابن أعثم فقد ذكر ما جرى من الكتب لمّا عضّهم سلاح أهل العراق وبدأها بلفظ ( قال ). وإذا رجعنا نلتمس القائل نجد الرجل قد ذكر في إبتداء خبر وقعة صفين عدّة أسانيد ليس بين أسماء رجالها عيسى بن دأب ، وقال بعد ذكرهم وغير هؤلاء ( وقد جمعت ما سمعت من رواياتهم على إختلاف لغاتهم فألّفته حديثاً واحداً على نسق واحد ) ، فعرفنا أنّه هو القائل.

( بين عمرو بن العاص وابن عباس )

والآن إلى رواية الحديث بلفظ نصر ، وإضافة ما عند البلاذري بين

____________________

(١) نفس المصدر ٢ / ٢٩٨.

٤٣٥

قوسين ، وكذا ما عند ابن أعثم من زيادة ، قال :

( وإنّ معاوية لمّا يئس من جهة الأشعث قال لعمرو بن العاص : إنّ رأس الناس بعد عليّ هو عبد الله بن عباس ، فلو ألقيت إليه كتاباً لعلك ترققه به ، فإنّه إن قال شيئاً لم يخرج عليّ منه ، وقد أكلتنا الحرب ، ولا أرانا نصل إلى العراق إلاّ بهلاك أهل الشام.

فقال له عمرو : إنّ ابن عباس ( أريب ) لا يُخدع ، ولو طمعت فيه لطمعت في عليّ.

فقال معاوية : صدقت إنّه لأريب ولكن على ذلك فاكتب إليه ( رقعة لطيفة وتنظر ما عنده فتعمل على حسب ذلك ).

( قال ) : فكتب إليه عمرو : ( من عمرو بن العاص إلى عبد الله بن العباس ) أمّا بعد ، فإنّ الذي نحن وأنتم فيه ليس بأوّل أمر قاده البلاء ، وساقه سفه العافية ، وأنت رأس هذا الأمر بعد عليّ ( ابن عمك ) ، فأنظر فيما بقي ودع ما مضى ، فوالله ما أبقت هذه الحرب لنا ولا لكم حياةً ولا صبراً ، واعلم أنّ الشام لا تملك إلاّ بهلاك العراق ، وإنّ العراق لا تملك إلاّ بهلاك الشام ، وما خيرنا بعد هلاك أعدادنا منكم ، وما خيركم بعد هلاك أعدادكم منّا ، ولسنا نقول ليت الحرب عادت ، ولكنّا نقول ليتها لم تكن ، وإنّ فينا من يكره القتال ، كما أنّ فيكم من يكرهه ، وإنّما هو أمير مطاع ( أو مأمور مطيع ) ، أو مؤتمن مشاور وهو أنت ، وأمّا الأشتر الغليظ الطبع القاسي القلب فليس بأهل أن يُدعى في الشورى ، ولا في خواص أهل النجوى ( وقد طال

٤٣٦

هذا بيننا حتى لقد ظننا أنّ فيه الفناء وفي ذلك أقول ).

وكتب في أسفل الكتاب :

طال البلاء وما يُرجى له آس

بعد الإله سوى رفق ابن عباس(١)

قولاً له قول مَن يرضى بحضوته

لا تنس حظّك إن الخاسر الناسي(٢)

يا بن الذي زمزم سقيا الحجيج له

أعظم بذلك من فخرٍ على الناس

كلٌ لصاحبه قرنٌ يساوره

أسد العرين أسودٌ بين أخياس(٣)

لو قيس بينهم في العرب لاعتدلوا

العجز بالعجز ثم الرأس بالرأس

فانظر فدىً لك نفسي قبل قاصمة

للظهر ليس لها راق ولا آسي

إنّ العراق وأهل الشام لن يدوا

طعم الحياة مع المستغلق القاسي(٤)

بسرٌ وأصحاب بُسرٍ والذين هُم

داء العراق رجال أهل وسواس

قوم عراة من الخيرات كلهمُ

فما يساوي به خلق من الناس(٥)

قالوا يرى الناس في ترك العراق لكم

والله يعلم ما بالشام من ناس

____________________

(١) أسا الجرح أسواً وأساً : داواه ، وأسا بينهم أصلح ، والآسي : الطبيب.

(٢) الحُظُوة ، بالضم والكسر ، والحِظة كِعدة المكانة والحظ من الرزق ، وفي نسخة : قول من يرجو مودته ، وفي أنساب الأشراف والفتوح : قول مسرور بحظوته.

(٣) في أنساب الأشراف ( قرنٌ يعادله ) وفي المصدر : يساوره أي يواثبه ، وهو أصح أيضاً ممّا يوجد في بعض المصادر : ( يشاوره ). والأخياس : جمع خيس ـ بالكسر ـ وهو الشجر الكثير الملتفّ. وفي أنساب الأشراف : ( أسُدٌ تلاقي أسوداً بين أخياس ).

(٤) استغلقني في بيعته لم يجعل لي خياراً في رده واستغلقت عليّ بيعته صار كذلك ( لقاموس ) وفي أنساب الأشراف :

أهل العراق وأهل الشام لن يجدواطعم الحياة لحرب ذات أنفاس

(٥) في طبعة صفين بمصر / ٤٦٩ : فما يُساوي به أصحابه كاسي.

٤٣٧

إنّّي أرى الخير في سلم الشآم لكم

واللّه يعلم ما بالسلم من باس

أنت الشجاء شجاها في حلوقهم

مثل اللجام شجاه موضع الفاس(١)

( فاصدع بأمرك أمر القوم إنّهم )

خشاش طير رأت صقراً بحسحاس(٢)

فيها التقى وأمور ليس يجهلها

إلاّ الجهول وما النوكى كأكياس(٣)

قال : فلمّا فرغ من شعره عرضه على معاوية ، فقال معاوية : لا أرى كتابك على رقة شعرك.

فلمّا قرأ ابن عباس الكتاب ( والشعر ) أتى به عليّاً فأقرأه شعره فضحك ، وقال : ( قاتل الله ابن العاص ( ابن النابغة ) ما أغراه بك يا بن عباس ، أجبه وليردّ عليه شعره الفضل بن العبّاس فإنّه شاعر ).

فكتب ابن عباس إلى عمرو : أمّا بعد فإنّي لا أعلم رجلاً من العرب أقلَّ حياء منك ، إنّه مال بك معاوية إلى الهوى ، وبعته دينك بالثمن اليسير ، ثمّ خبطت بالناس في عشوة ( عشواء طخياء ) ( مظلمة ) طمعاً في الملك ، فلمّا لم تر شيئاً أعظمت الدنيا إعظام أهل الذنوب ( الدين ) ، وأظهرت فيها ( زهادة ) نزاهة أهل الورع ، فإن كنت ( أردت ) ( تريد أن ) ترضي الله عليه السلام بذلك فدع مصر وارجع إلى بيتك ( أهل بيت نبيّك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ( فإنّ ) هذه

____________________

(١) اللجام ككتاب للدابة ويكون في حلق الدابة لذلك فهو الشجا ، وكلّ ما يعترض الحلق من عظم ونحوه فهو شجاً.

(٢) كذا في أنساب الأشراف ٢ / ٣٠٨ ( ترجمة الإمام علي ) ، وخشاش الطير كالعصافير ونحوها ، والحساس : السيف المبير.

(٣) النوكى : الحمقى ، والكيّس خلاف الحُمقى.

٤٣٨

الحرب ليس معاوية فيها كعليّ ، ابتدأها عليّ بالحقّ وانتهى فيها إلى العذر ، وبدأها معاوية بالبغي وانتهى فيها إلى السَرَف ، وليس أهل العراق فيها كأهل الشام ، بايع أهل العراق عليّاً وهو خير منهم ، وبايع أهل الشام معاوية وهم خير منه ، ولست أنا وأنت فيها بسواء ، أردتُ الله وأردتَ أنت مصر ، وقد عرفتُ الشيء الذي باعدك منّي ، ولا أرى الشيء الذي قرّبك من معاوية ، فإن ترد شراً لا نسبقك إليه ، وإن ترد خيراً لا تسبقنا إليه والسلام.

ثمّ دعا الفضل بن العباس ، فقال له : يا ابن أم(١) أجب ( عني ) عمرواً ( على شعره هذا ).

فقال الفضل :

يا عمرو حسبك من خدع ووسواس

فاذهب فليس لداء الجهل من آسي(٢)

إلاّ تواتر طعن في نحوركم

يشجي النفوس ويشفي نخوة الرأس

____________________

(١) في قول ابن عباس يا ابن أم ـ على تقدير صحة النسخة ـ نحو تجوّز له ما يبرّره في الاستعمال والمخاطبات بين الناس لشدّ العزيمة وطلب المعونة. والا فمن المعلوم الثابت ان أخاه الفضل بن العباس بن عبد المطلب قد مات في طاعون عمواس سنة ١٧ ـ أو ١٨ ـ بالشام. وانما المخاطب في المقام هو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب ، وهو ابن اخت عبد الله بن عباس ، فان أمه آمنة بنت العباس ، ويقال لها : أمينة ـ قال البلاذري : كانت عند العباس بن عتبة بن أبي لهب فولدت له الفضل الشاعر. ولما كان الاشتراك في الاسم واسم الأب بين الشاعر اللهبي وبين خاله ، فظن من لا خبرة له أن الشاعر هو الفضل بن عباس بن عبد المطلب ، غافلاً عن تقدم وفاته ومن تفطن إلى ذلك فقد احتمل تصحيف الندبة ( يا بن ام ) عن ( يا بن عم ) باعتبار الشاعر من ذرية أبي لهب وهو من أعمام عبد الله ابن عباس ، لكن الصواب في نظري ( يا بن اختي ) لأنّه هو ابن اخته كما تقدم.

(٢) في الفتوح ( فاذهب فما لك في ترك الهدى آسي ).

٤٣٩

( بالسمهريّ وضرب في شواربكم

يردي الكماة ويذري قبة الرأس )

هذا الدواء الذي يشفي جماعتكم

حتى تطيعوا عليّاً

أمّا عليّ فإنّ اللّه فضّله

بفضل ذي شرف عالٍ على الناس

إن تعقلوا الحرب نعقلها مخيّسة

أو تبعثوها فإنا غير أنكاس(١)

قد كان منّا ومنكم في عجاجتها

مالا يردّ وكلٌّ عرضة البأس(٢)

قتلى العراق بقتلى الشام ذابة

هذا بهذا وما بالحق من بأس

لا بارك الله في مصر لقد جلبت

شراً وحظك منها حسوة الكأس

يا عمرو إنّك عارٍ من مغارمها

والراقصات لأثواب الخنا كاسي

إن عادت الحرب عدنا فالتمس هربا

في الأرض أو سلماً في الأفق ياقاسي )(٣)

ثمّ عرض الشعر والكتاب على عليّ ، فقال : ( أحسنت ) ولا أراه يجيبك بشيء بعدها إن كان يعقل ، ولعلّه يعود فتعود عليه ).

فلمّا انتهى الكتاب إلى عمرو أتى به معاوية ، فقال : أنت دعوتني إلى هذا ، ما كان أغناني وإياك عن بني عبد المطلب.

فقال : إنّ قلب ابن عباس وقلب عليّ قلب واحد ، كلاهما ولد عبد المطلب ، وإن كان قد خشن فلقد لان ، وإن كان قد تعظّم أو عظّم صاحبه

____________________

(١) المخَيّسة من الإبل : ـ بالفتح ـ التي لم تسرح ولكنها حُبست للنحر أو للقسم فشبه الحرب بالابل في اعتقالها ، وأنكاس جمع نِكس وهو المقصّر عن غاية الكرم.

(٢) في الفتوح ( من لا يفرّ وليس الليث كالجاسي / كالخاسي ).

(٣) الأبيات المقوسة من الفتوح لابن أعثم ٣ / ٢٥٣ – ٢٥٤.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496